ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -1-7- نوري عبدالدائم
**************************

نشأة المسرح العربي الليبي
بقلم / عبدالحميد المالطي …
سيكون من الضروري جداً، حين الشروع في الكتابة عن نشأة المسرح العربي الليبي، والرجوع إلى الخلف زمنياً نحو نصف قرن، أي إلى سنة ١٩٢٦م، إذ بدأت في فجر تلك السنة، بوادر أول حركة مسرحية في البروز، حيا حبتها بشكل ظاهر ، غيبة كثير من القواعد والأسس المسرحية المتعارف عليها، وذلك بفعل وجود المستعمر الغاشم، الذي كان يقف في وجه أية فرصة للتعلم أمام أبناء الوطن، وخاصة في مجال الفن بصفة عامة، والمسرح على وجه التخصيص، لعلمه ـ أي المستعمر ـ بمدى خطورة تطور الفن على وجوده، وما يمكن أن يهدده مستقبلاً، إذا ما نما هذا الفن وتطور، فالمسرح كان دائماً، وسيبقى وجه المجتمع، وجبين الوطن، يعكس آراءه، ويترجم مطالبه، ويدافع عن حقوقه ويبصره بواجباته، ويعبر عن قضاياه.
ووسط ذلك الهجوم العاصف، الذي كان يقف وراءه المستعمر بكل ثقله، مخططاً ومدبراً ومنفذاً، كانت الجهود المتواضعة الفاعلة، تبذل بلا كلل، لخلق حركة مسرحية قادرة على التطور ، بوسعها أن تقدم عطاء فنياً يؤمن القائمون عليه إيماناً راسخاً بقدسية رسالتهم. وما يجب أن تعمد به من جهود لا حدود لها. ولقد كانت مبادئ جليلة عظيمة، تتمثل في الحب والصدق والاخلاص، هي الزاد الرئيس، لبداية تلك الحركة المسرحية الناشئة. وبدأت من هذه النقطة بالذات أول خطوات المسيرة.
ـ هجوم ضار يشنه المستعمر متمثلاً في قفل كل الأبواب، وخنق كل المحاولات، وترصد المواطنين الذين التهبوا حماساً من أجل إعلاء شأن القضية الفنية ، وتحويلها إلى عامل فاعل في كل المجتمع .
ـ ومقاومة حقيقية، سلاحها الوحيد والفعال، ذلك الحب المتفجر، والاخلاص العميق، والرؤية الواضحة، والصدق المتناهي، من أجل أن تتحقق الفكرة الكبرى، في قيام حركة فنية مسرحية قادرة على ترجمة وقائع الأحداث، والقضايا، والمشكلات، والرؤى والتصورات ، والحلول . وكل ما يخص القضية الوطنية بالدرجة الأولى.
ـ صراع غير متكافئ ماديا
لكن الغلبة تبقى في النهاية دائماً للشعوب. هي وحدها التي تعيش، وتحول كل ما يقف في طريقها إلى مجرد انقاض، وتفتك بكل المحاولات غير الشريفة، وغير العادلة، وتحيلها حطاماً على جوانب الطرقات، وتنتصر.. لأنها دائماً هي مصدر الحق، ومدافع عن الظلم، وناصر للعدالة.
وتلك المرحلة المهمة التي بدأت منذ نصف قرن، تحتاج بالتأكيد إلى الوقوف عندها، ونقاش ظروفها وتسليط الأضواء على أولئك الأفذاذ الذين حملوا لواءها. والحق أن الفنان : (إبراهيم مفتاح العريبي) من المسرحيين الذين اجتهدوا من أجل تحقيق ثقافة مسرحية جيدة، ويعتبر من قبل الكثيرين الذين انخرطوا في هذا المجال، مرجعاً جامعاً، في وسعه أن يعطي الكثير حين تأتي المناسبة للحديث عن المسرح العربي الليبي.
تحدث الأخ العريبي عن مسرحنا قائلاً:ـ
في سنة ١٩٢٦م، أنشأ المرحوم (محمد عبدالهادي) مع زملاء له، فرقة مسرحية في (طبرق) التي تبعد نحو (٦٠٠) كلم إلى الشرق من مدينة بنغازي ، وذلك بعد أن عاد من بيروت في سنة ١٩٣١مسيحي، ثم انتقل الفنان (عبدالهادي) إلى مدينة درنة ، حيث أنشأ فرقة مسرحية مع زملائه: (رجب البكوش ـ وابراهيم بن عمر ـ وأنور الطرابلسي ـ وأحمد النويصري)، بدأت الأنشطة المسرحية تظهر في مدن طرابلس وبنغازي ومصراتة.
بعدها تكونت فرقة (مدرسة الفنون والصنائع) التي أسسها المرحوم (أحمد قنابة)، وكانت على رأس الفرق المسرحية التي تصدت لمحاولات الاستعمار الجاهلية، وقد صاحبت تلك الحركة المسرحية النشطة، حركة أدبية مكثفة، انطلقت من المنتديات والجمعيات كجمعية (عمر المختار، ونادي النهضة، ونادي العمال) .
في سنة ١٩٥١مسيحي، هدأت العاصفة السياسية قليلاً، وبدأت حركة انتعاشية في جسم الحركة المسرحية، وشرعت المسارح المتخصصة في تقديم أعمالها وكانت في مقدمة تلك الفرق المسرحية فرقة (هواة التمثيل بدرنة) التي تأسست في سنة ١٩٣١م، و(الفرقة الوطنية بطرابلس) والتي تأسست في سنة ١٩٣٦م و(المسرح الشعبي في بنغازي) الذي تأسس سنة ١٩٣٦م، ثم توالت بعد ذلك الفرق المسرحية في التكون، والبروز، فكانت الفرقة القومية عام ١٩٥٢م في طرابلس وفرقة الأمل بطرابلس أيضا عام ١٩٥٧م وفرقة شباب مصراتة التي تكونت عام ١٩٦٠م بنادي الاتحاد بمصراتة، ثم فرقة الجيل الصاعد بطرابلس عام ١٩٦١، ثم فرقة الشباب للتمثيل في بنغازي عام ١٩٦٢م ثم فرقة المسرح الجديد سنة ١٩٦٥م والتي أطلق عليها فيما بعد اسم المسرح الليبي ثم فرقة المسرح العام في بنغازي عام ١٩٦٨م ففرقة الفن المسرحي بطبرق عام ١٩٧٠م وفرقة المسرح الحر في طرابلس ، وفرقة ، وفرقة المرج للتمثيل وفرقة الخليج باجدابيا جميعها تأسست عام ١٩٧٠م ثم فرقة سبها المسرحية عام ١٩٧١ وفرقة مسرح الأنوار بطرابلس عام ١٩٧٢م ثم تكونت بالزاوية فرقة أهلية جديدة باسم فرقة الزاوية المسرحية عام ١٩٧٣م.
النشاط المسرحي وانتشاره:
يعتمد تزايد النشاط المسرحي أساساً على مدى توافر امكانات هذا النشاط وإذا ما أردنا أن نحصر ما يمكن أن يكون من (المسببات أو شروط قيام المسرح) يتعين علينا ذكر مايلي :
الممثلون:
وهم العنصر الذي يعتبر من أهم العناصر على الإطلاق فلا مسرح بلا ممثلين والحق أن جملة الممثلين تغلب عليهم محبة المسرح ولذا فهم من الهواة لا يدفعهم سوى استعدادهم وعشقهم لهذا الفن العظيم .
المخرجون:
وأغلب المخرجين المسرحيين في (ج.ع.ل) من الهواة أيضاً وممن صقلتهم التجارب المسرحية العديدة ومارسوها عن تفاهم وإدراك واستوعبوا كل أبعاد المسرح من خلال دراساتهم الخاصة وإطلاعهم الشخصي فمنهم من أخرج أعمالاً من المسرح العالمي ومنهم من تخطى في أسلوبه الحائط الرابع ومنهم من أجاد أسلوب التجريد في طريقة تمثيل العمل المسرحي .
الفنيون:
وهذا الجهاز يشرف عليه في (المسارح الوطنية) متخصصون أما في الفرق الأهلية فيتكون في الواقع من الهواة الذين هم من بين أعضاء الفرق والأجهزة الفنية وذلك لا يخفى على أحد وتحتاج إلى من يكون متخصص متخصصاً أكاديمياً يمنحه فرصة العمل بشكل أفضل وأكثر علمياً .
المؤلفون:
كانت بلادنا تفتقر إلى حركة مستمرة ودائبة في التأليف المسرحي وقد ألجأ هذا الفقر العديد من الفرق المسرحية إلى تنفيذ الكثير من المؤلفات المسرحية العالمية والمسرحية العربية.
أما المؤلفات المحلية فكانت شبه محدودة ثم تطورت في الفترة الأخيرة بشكل تدريجي فأصبح لدينا أكثر من كاتب مسرحي وجميعهم يتعاونون مع المسارح الوطنية والأهلية .
الجمهور:
والحق أن تكوين القاعدة الجماهيرية من عشاق المسرح يظل رهناً وبشكل مستمر باستمرارية العروض وبما تقدمه المسارح من عروض جيدة وعندما تتاح الفرصة بنجاح عملية الاتصال المسرحي بجميع عناصره سنجد أنفسنا أمام قاعدة جماهيرية عريضة ذات وعي مسرحي جيد .
العنصر النسائي:
لا يزال المسرح العربي الليبي يعاني نقصاً واضحاً في العنصر النسائي الذي يمتلك الكفاءة وذلك بالرغم من رصد المكافآت المالية المشجعة التي تمنح بشكل مجز.
المسارح:
يوجد في (ج.ع.ل) العديد من المسارح منها مسرح (صبري عياد) ومسرح (التحرير)، ومسرح (الحمراء) في طرابلس.
ـ المسرح (الشعبي) و (دار عرض بنغازي) في بنغازي.
ـ مسرح (مصراتة) في مصراتة.
ـ مسرح (سبها) في سبها.
ـ مسرح (غريان) في غريان.
المهرجانات:
في ديسمبر عام ١٩٧٢م، أقيم أول مهرجان مسرحي وفي ديسمبر من عام ١٩٧٣م أقيم المهرجان المسرحي الثاني ثم أقيم في بنغازي في أكتوبر عام ١٩٧٥م مهرجان تحت اسم “مسرح المعركة”.
بعد المهرجان المسرحي الثاني الذي أقيم في ديسمبر عام ١٩٧٣م تكونت هيئة فنية جديدة باسم “الهيئة العامة للمسرح والفنون الشعبية والموسيقى”.
متفرقات:
ـ يوجد في (ج.ع.ل) معهد للتمثيل بطرابلس وهو معهد “جمل الدين الميلادي” تخرج منه عدد من الشباب المسرحي.
ـ سافر الكثير من المهتمين بالمسرح في دورات تدريبية ودراسية إلى الخارج في مجالات المسرح المختلفة.
ـ في مجال الاحتراف بدأت فرقة (حمدي) في طرابلس مزاولة نشاطها وهناك فكرة لتكوين فرقة أخرى في بنغازي.
“محمد عبدالهادي” الرجل الذي بدأ المسيرة
ـ هو محمد محمد عبدالهادي مؤسس المسرح في (ج.ع.ل).
ـ ولد في مدينة درنة سنة ١٨٩٨ وفي سنة ١٩١٨م أرغمته ايطاليا على العمل معها كعامل أفران ثم عاد إلى وطنه عام ١٩٢٠م.
ـ سنة ١٩٢٢م زار لبنان ويبدو أنه تشرب هواية المسرح هناك، فبدأ يعيش كالعاشق للمسرح وانصرف لاهثاً وراء لعبة المسرح حتى جذبته الهواية إلى الاسكندرية.
ـ في بداية عام ١٩٢٦م عاد إلى طبرق يبحث عن لقمة العيش ففتح مخبزاً وفي أواخر نفس السنة قدم أول عمل مسرحي له (آه لو كنت ملكاً) مثله معه “مفتاح بوغرارة” و “حمدي طاطاناكي”.
ـ ذهب إلى درنة واستقر بها في سنة ١٩٢٧م وبدأ مع مجموعة من الأصدقاء في سنة ١٩٣٠م في تكوين أول فرقة مسرحية قدمت أول أعمالها سنة ١٩٣١م وهي مسرحية (خليفة الصياد) وعام ١٩٣٤م قدمت مسرحية (نكبة البرامكة) وتوالت بعد ذلك العروض المسرحية لهذه الفرقة.
ـ في سنة ١٩٤٨م اشتد عليه المرض ولم يعد قادراً على الوقوف على الخشبة، وفي سنة ١٩٥٢م وافته المنية بمدينة درنة حيث دفن هناك.
الفنان “رجب البكوش” والمشوار الطويل
ـ يعتبر الفنان “رجب البكوش” من الذين عاصروا الحركة المسرحية في (ج.ع.ل).
ـ فكر جدياً في تكوين فرقة مسرحية، وقدم باكورة أعماله المسرحية “الشيخ إبراهيم” وكان ممن حضروا العرض السفاح “غرسياني”.
ـ بعد ذلك كون فرقة مسرحية اسماها “فرقة التمثيل” استمرت عامين ثم انتهت فذهب وزاول نشاطه برابطة الشباب وهي مؤسسة شبابية وانتهت هذه الرابطة لظروف خارجة عن إرادة الشباب.
ـ كون فرقة أسماها “فرقة هواة التمثيل” استمرت سنوات ثم انقسمت إلى قسمين هما:
المسرح الشعبي وفرقة الشباب.
ـ كان يقوم بتأليف وإخراج الكثير من المسرحيات منها “كوخ الشحادين” و”ذكرى الاستعمار” و”المدينة في أشواك”.
ـ آخر نشاط له كان في فرقة “أصدقاء المدينة” التي انتهت أيضاً حيث قدم بعض المسرحيات الفوديميك، والتي كان قدمها في السابق.
ـ يستحق هذا الفنان والذين عملوا مثله في صمت وبعيداً عن الأضواء كل التقدير في عيد المعلم.
“عبدالفتاح الوسيع” خبرة وكفاءة
الفنان العربي الليبي عبدالفتاح الوسيع من الفنانين المسرحيين الذين يشهد لهم بالخبرة والكفاءة في مجال المسرح فهو مخرج قدير وممثل مارس الهواية منذ سنوات وثقافته المسرحية تؤهله لأن يكون في مقدمة المتحدثين عن المسرح العربي الليبي وخاصة في الفترة الأخيرة.
وحديث عبدالفتاح الوسيع يبقى حديثاً شيقاً وممتعاً ومتشبعاً أيضاً فهو يتحدث بنظرة مستقبل المسرح في بلادنا ، ولانستغرب أن كان إلى حديثه مشوباً بصور تشاؤمية لكن صور الأمل والتفاؤل تبقى أكثر بروزاً.
يقول الفنان الوسيع:
ربما اختلف المسرح العربي الليبي عن غيره من المسارح “لاسيما المسرح العربي”.. في أنه لم يحظ بتأثير الدارسين في الخارج لهذا الفن الوافد تطويراً وتهذيباً، ووضعاً لأسس علمية راسخة، وتقاليد مسرحية معروفة (جورج أبيض، يوسف وهبي في مصر ـ مارون نقاش في لبنان) ذلك أن العهود الاستعمارية التي رنت على البلاد “الأتراك، الإيطاليون، الانجليز” لم تعطه الفرصة الكافية للتعلم والدراسة والبحث في كل المجالات فما بالك بمجال الفن الذي كان يعتبره “الاستعمار” خطراً على وجوده بل انه وصل به الامر – كما روى ذلك المعاصرون – انه كان يحجب الاعمال المسرحية ويطارد المسرحيين .
لقد ظهرت محاولات خلال ( الثلاثينيات ) وما بعدها في مجال المسرح ولكنها لا ترتقى إلى المستوى العلمي المنشود ويمكن وصفها بأنها مجرد اجتهادات مشكورة من أناس اتصفوا – كم يروى عنهم – بخصائص معينة منها :
1- ذيوع أسمائهم في المدن طرابلس بنغازي درنة من أنهم محدثون لبقون ذوو بديهة حاضرة وحسن فنى مرهف ..
2- شعورهم الوطني المتأجج الذي كان دائما يشدهم ويحثهم للتصدى للاستعمار مشاركين الشعب نقمته عليه فغلب علي تلك الاعمال التي قدمت في هذه الفترة التصاقها وتأكيدها بابراز الشخصية العربية المتميزة والمآثر التاريخية الاسلامية وتعميق ضرورة التمسك باللغة العربية ( شجرة الدر – في درنة ) .
ومع مطلع الخمسينيات ومع انتعاش الحركة الثقافية في البلاد ظهرت مجموعات من الشباب تبشر وتدعو لايجاد مسرح يعنى بمشاكل الشعب وتاريخه وتطرح آراءها وكانت تحاول أن تبعد قدر الامكان عن ( الارتجال ) الذي كان سائدا إلى حد كبير وبدأت تلك المجموعات في شكل منتديات ثقافية أو فرق مسرحية تعمل بجد وتضحية منقطعتي النظير كما ظهرت محاولات في مجال الكتابة للمسرح أما بشكل جماعي أو بشكل فردي وكانت عمليات الاخراج أيضا أما أن تتم بشكل جماعي ” وهو الغالب ” أو بشكل فردي وكانت الاعمال في مجموعها تقترب من نوع ” العرض الشامل ” إن صح التعبير حيث يقدم مع المسرحية في نفس الليلة بعض الاغاني و” المونولوجات ” …الخ ومع بداية الاحتكاك بمصر وبعض البلاد العربية الاخرى التي قطعت شوطا في مجال المسرح بدأت تظهر الاعمال المسرحية العربية وتخرج في المدن باجتهادات وابداعات عفوية ..
ولتعطش الشباب للمعرفة الحقة بهذا الفن كانت هناك محاولات لاستجلاب بعض الخبرات العربية “وإن لم يحسن اختيارها ” للقيام بالتوجيه والارشاد وإن كان لتلك الخبرات فضل فهو أنها زادت من تماسك الشباب والتفافهم حول بعضهم ذلك أنه لم تكن ” تلك الخبرات ” في المستوى المطلوب من حيث الرسوخ والخبرة والثقافة .
ومع أواخر الستينيات بدأت الدولة في الالتفات قليلا نحو المسرح وشؤونه فقدمت المساعدات البسيطة ورخصت لعدد من الفرق وأنشأت بعض الادارات المتخصصة ثم أنشأت فرقا حكومية في كل من طرابلس ومصراته وبنغازي ودرنه وأخيراً اجدابيا وأقيم أول مهرجان وطني مسرحي عام1972 م ثم ظهرت بوادر الاهتمام والرغبة الصادقة بين العاملين في المسرح وظهرت مسرحيات جيدة الاخراج والتمثيل بعدها كان انشاء هيئة المسرح التي علقت عليها اوطار كبار ولكنها لا تزال تعاني من كثير من النواقص وقلة الامكانات أنني أرى أنه إذا أريد للمسرح أن يقف على قدميه ويحقق الغاية من وجوده فلابد من أن ينظر إليه نظرة جادة نظرة تحمله للاندفاع بقوة نحو الافضل دائما ولا يمكن للمسرح أن يحقق شيئاً ” بالمسكنات ” التي نعالجه بها الآن بل الواجب أن يكون العلاج جذريا بانشاء المعاهد المتخصصة على غرار معهد جمال الدين في كل أنحاء الجمهورية (فروع) بارسال البعثات للخارج بحفز الكتاب ودفعهم للانتاج والعطاء بانشاء دور العرض الجيدة بتوفير الامكانات الفنية بخلق جو التنافس الشريف بين الفرق ” حكومية وأهلية ” وأنني لأتمنى أن تبرز لحيز الوجود فكرة على مستوى الجمهورية منتخبة من عناصر ممتازة من كافة الفرق تعسكر في مكان ما وتجري تجاربها ثم تقدم عروضها داخل وخارج الجمهورية وهي التي يجب أن تمثلنا حينئذ في المهرجانات العربية والدولية .
ان الحديث طويل حول المسرح ومتشعب وأرجو أن تتاح لي فرصة أخرى للكتابة بشيء من التركيز والتمحيص في مختلف الشؤون .

 

من almooftah

اترك تعليقاً