Month: October 2022

  • تعرفوا معنا ما هي أصناف الزيتون Olive  في بلاد الشام..والتي تصل قرابة الـ 2000 نوع من الزيتون المزروع في العالم.

    تعرفوا معنا ما هي أصناف الزيتون Olive في بلاد الشام..والتي تصل قرابة الـ 2000 نوع من الزيتون المزروع في العالم.

    أصناف الزيتون

    ينتشر في الأراضي الفلسطينية عدد كبير من أصناف الزيتون، التي تم اصطفاؤها وتحسينها عبر آلاف السنين، ليلائم كل صنف الغرض من زراعته؛ فبعضها يزرع بقصد استخلاص الزيت؛ في حين تزرع أنواع أخرى للتخليل وصناعة أصناف عديدة من زيتون المائدة. وتوجد أصناف ثنائية الغرض؛ فيمكن الحصول منها على نسبة عالية من الزيت، إضافة إلى حجمها ومذاقها الذي يناسب صناعة زيتون المائدة.

    ومن أهم أصناف الزيتون المنتشرة في فلسطين ما يأتي:

    صنف الزيتون سوري suri:

    الأصل والانتشار: هذا الصنف -كما يبدو- من الأصناف المحلية، ويوجد في مختلف المناطق الجبلية والمنخفضة الدافئة. وهو يتميز بإنتاجه الوفير من الثمار، وبعلو نسبة الزيت في ثماره، كما يتميز بأن ثماره تصلح للكبيس (للتخليل)، ولاستخراج الزيت. أشجاره كبيرة الحجم، وذات شكل عريض، ونمو بطيء نسبياً. ويعتقد أن أصله من صور في لبنان.

    وتوجد في فلسطين سلالات عديدة مشابهة للصنف سوري مع اختلافات في بعض الصفات. والصنف السوري من الأصناف القديمة جداً، وتوجد أيضاً في دول شمال إفريقيا وجنوب أوروبا أصناف تشبهه وتشترك معه في عدة صفات.

    الإزهار: تبدأ أشجار الصنف السوري بالإزهار من النصف الثاني لشهر نيسان، وحتى أوائل أيار. وإذا تأخر الإزهار عن هذا الموعد، تبقى نسبة كبيرة من الثمار صغيرة الحجم ولا يكتمل نموها، وتسمى “بط”، وتكون بحجم حبة البازيلاء الصغيرة.

    النضج: في المناطق الدافئة ينضج خلال “تشرين الأول”؛ وفي المناطق الباردة خلال تشرين الثاني، ويمكن للثمار أن تبقى على الأشجار حتى شهر كانون الثاني.

    الإثمار: ظاهرة تبادل سنوات الحمل واضحة جداً في هذا الصنف، ويمكن تقليص الفرق بين السنة الجيدة والرديئة، بتقديم الخدمات الزراعية المناسبة للبستان.

    كمية الإنتاج: تختلف كمية الإنتاج حسب عمر الأشجار، ونوع التربة، والخدمات الزراعية؛ ففي الأراضي البعلية، يبلغ معدل إنتاج الشجرة الواحدة 40- 50 كغم، بينما يبلغ معدل إنتاجها في الأراضي المروية إلى ما يزيد عن 80 كغم.

    الثمرة: الحجم: متوسط  (21-24 ملمتر طول، و13-18 ملمتر عرض)، ذات شكل مطاول مع كتف عريض بجانب العنق، وقمة رفيعة.

    لون الثمار: أخضر قبل النضج؛ وأرجواني مع نقط بيضاء عند النضج.

    القشرة: ناعمة ورقيقة إلى متوسطة السمك.

    اللب: سميك وصلب.

    نوعية الزيت: جيدة.

    معدل وزن الثمرة: 2,5 – 3,5 غم.

    النواة: طويلة ومستقيمة، ولها رأس مدبب، طولها 18 ملمتر؛ وعرضها 7 ملمتر؛ أما وزنها، فهو من 1 إلى 1,5غم، وتبلغ نسبة وزنها إلى وزن اللب من 1:2,5 إلى 1:4.

    هناك سلالات لهذا الصنف، ذات وزن ثمار أكبر، ونسبة اللب إلى النواة فيها أكبر أيضاً. ويحتوي الصنف  السوري على نسبة زيت عالية جداً في اللب 30- 40 %.

    تحافظ ثمار هذا الصنف على لونها الأخضر الفاتح عند الكبيس، ويصبح طعمها جيدًا جداً؛ وعند نضجها وتمام اسودادها، في أشهر تشرين الثاني وكانون الأول، تصلح للكبيس الأسود (صناعة الزيتون الأسود).

    الأمراض والحشرات: أشجار هذا الصنف تقاوم الحشرات؛ إلا أنها تصاب ببعض الأمراض، وخصوصاً مرض عين الطاووس، الذي يصيب أشجار الزيتون المزروعة في المناطق الرطبة والمنخفضة القليلة التهوية، لذلك من الضروري مكافحة هذا المرض بالرش بالمواد النحاسية أو الجهازية الموصى بها. وتقاوم ثمار الصنف السوري الإصابة بذبابة الزيتون في البداية؛ إلا أنها تصاب في نهاية الموسم بشدة.

    الصنف النبالي Nabali:

    الأصل والانتشار: صنف محلي ينسب إلى بلدة “بيرنبالا” في منطقة القدس، أو إلى مدينة نابلس التي كانت تسمى نيوبولس. وتنتشر العديد من السلالات التي تشبهه -كما هو الحال في الصنف السوري- في مناطق مختلفة.

    والصنف النبالي يشبه الصنف السوري في عدة صفات، إلى حد أن بعض المزارعين يطلقون اسم نبالي على السوري، واسم السوري على النبالي؛ كذلك قد يطلق على الصنف النبالي اسم رومي، كما هو الحال في مناطق الخليل وقطاع غزة.؛ أما الفرق بين هذين الصنفين فهو:

    1- تنضج ثمار النبالي قبل ثمار السوري؛ أي أن صنف النبالي صنف مبكر النضج.

    2- ثمرة النبالي أكبر من ثمرة السوري، وشكلها كروي نسبياً، وليست منتظمة الشكل من الجحهتين.

    3- لب ثمار النبالي أقل صلابة من لب ثمار السوري.

    4- ثمرة النبالي ذات نواة صغيرة (17% من حجم الثمرة)، وشكلها مميز؛ أما نواة ثمرة السوري، فكبيرة (22% من حجم الثمرة).

    5- نسبة الزيت في النبالي أقل من مثيلتها في السوري.

    6- أوراق السوري غامقة أكثر من النبالي.

    7-   كمية المحصول السوري أكثر من كمية المحصول النبالي.

    وفيما يلي  جدول مقارنة بين الصنفين:

    سوري

    نبالي

    معدل وزن الثمرة بالغرامات

    2,2

    3,3

    وزن النواة من الثمرة

    22,2

    17

    وزن اللب من وزن الثمرة %

    77,7

    83

    الزيت من لب الثمار % (وزن)

    38,8

    33,3

    الماء من لب الثمار %(وزن )

    36,7

    50,5

    شجرة النبالي قوية جداً، وذات مجموع خضري عريض، وتبدأ بالإثمار التجاري في السنة الثامنة أو التاسعة، في الأراضي البعلية.

    الإزهار: يبدأ في النصف الثاني من شهر نيسان، وأوائل أيار.

    النضج: يكون في نهاية أيلول وبداية تشرين الأول.

    الإثمار: يقل الإثمار بقلة الأمطار؛ أما الشجرة المروية الواحدة، فتعطي ما معدله 40- 80 كغم تقريبًا؛ وفي الظروف البعلية، تعطي الشجرة الواحدة 15- 30 كغم، مع أن هناك أشجار يصل إنتاجها إلى أكثر من مائة كغم في الأراضي البعلية في السنين جيدة الإنتاج.

    الثمرة: ذات حجم متوسط إلى كبير (طولها 26- 28 ملمتر، وعرضها 19 – 20 ملمتر)، تشبه اللوزة الكروية المستديرة مع استطالة خفيفة غير متناسقة، طولها غير متساو من الجهتين، وشكلها كروي مدبب في طرفه وعريض في وسطه، وزن الثمرة 4- 6 غم، لونها في البداية أخضر؛ وعند النضج يتحول إلى اللون الأسود المزرق، قشرتها ناعمة وسميكة، ولبها طري وذو لون أرجواني، ويشكل 80- 85 % من وزن الثمرة.

    النواة: صغيرة مستطيلة (8-19 ملمتر)، ومدببة في طرفها، وغير ملتصقة باللب؛ يتراوح وزنها من نصف غرام إلى غرام واحد، ومعدل نسبة حجم نواتها إلى حجم اللب هي 1:5.

    الاستعمال: ثمارها تناسب الكبيس والعصير. والكبيس يكون في معظم الأحيان أخضر، والزيت جيد، تختلف نوعيته تبعاً للتربة والمنطقة، وكذلك الحال بالنسبة للون الزيت ولزوجته؛ فاللون يكون فاتحًا في الأراضي الخفيفة.

    الأمراض والحشرات: هذا الصنف مقاوم بشكل كبير للأمراض والآفات؛ إلا أنه يصاب بمرض عين الطاووس في المناطق الملائمة لانتشار المرض، وتصاب ثماره بذبابة الزيتون بنسبة أكبر من ثمار الصنف السوري.

    الصنف المليسي Mallisi:

    الأصل والانتشار: صنف محلي، أطلق عليه في الماضي في منطقة الشمال اسم “زمري”. ينتشر في عدة مناطق من البلاد، ويعتبر من الأصناف التي تناسب المناطق الحارة.

    الشجرة: ذات حجم متوسط، ونمو ضعيف وقائم تقريباً، وهي أقل عرضًا من النبالي والسوري. جذعها سميك. أوراقها ذات لون أخضر ضارب إلى الزرقة، صغيرة وقليلة، وهذه هي إحدى الصفات البارزة لهذا الصنف. ثمارها مفردة، وذات عنق طويل.

    الإزهار: متأخر (أوائل أيار).

     النضج: في شهر تشرين الثاني.

    الإثمار: جيد جداً؛ إلا أن القطف مكلف، وفي بعض السنوات يكون الإنتاج عاليًا جداً. يتذبذب الإنتاج بشكل أقل وضوحًا في الأراضي الخصبة والثقيلة.

    هذا الصنف لا يجود في الأراضي الخفيفة. ويتراوح معدل إنتاج الشجرة الواحدة، في ظروف الري، من 80 – 100 كغم؛ وفي ظروف البعل من 40 – 50 كغم.

    الثمرة: صغيرة (طولها من 16 – 20 ملمتر، وعرضها 10 – 14 ملمتر)، مدببة من الطرفين، ولونها يكون أخضر ومنقطًا بالأبيض في البداية؛ وتصبح سوداء بشكل كامل قبل النضج. يبلغ معدل وزنها من 1,5 إلى 2 غم. قشرتها ناعمة ورقيقة، ومع ذلك فهي قاسية وغير ملتصقة باللب، واللب صلب، وذو نسبة زيت قليلة.

    النواة: كبيرة بالنسبة للثمرة، وناعمة ومدببة، ورأسها ملتو قليلاً.

    نسبة الزيت في اللب في هذا الصنف من 18% إلى 22 %.

    يستعمل هذا الصنف لاستخراج الزيت فقط ولا يصلح للكبيس؛ إلا أن زيته جيد بسبب لونه الذهبي.

    هذا الصنف من الأصول التي يطعم عليها الزيتون.

    يخطئ بعض المزارعين بتسمية هذا الصنف أحيانًا باسم “صري”.

    تصاب ثمار هذا الصنف، بشكل قليل، بذبابة الزيتون، كما تصاب أوراقه بمرض عين الطاووس.

    الصنف البري Barri:

    صنف محلي ينتشر في مناطق جبلية كثيرة من الشمال إلى الوسط (جنين، نابلس، رام الله).

    وهذا الصنف يشمل عدة سلالات تختلف فيما بينها في: الشكل، المجموع الخضري، الأوراق، الجذع، والثمرة؛ وأوجه الشبه بين هذه السلالات، هو أن أشجاره صغيرة، ذات ثمار صغيرة أيضاً، وقليلة الزيت.

    أشجاره صغيرة وشوكية كثيرة التفرع.

    أوراق البري صغيرة مستطيلة لونها أخضر غامق في السطح العلوي، وشاحب أكثر في السطح السفلي.

    فروع  الصنف البري قصيرة وشوكية.

    الأزهار: صغيرة وتحمل في عناقيدها، لونها أبيض إلى أصفر.

    موعد الإزهار: مبكر وتحمل الأشجار كمية كبيرة من الأزهار.

    النضج: يكون خلال شهر آب وأيلول؛ (حسب المنطقة).

    الإثمار:  متوسط ومنتظم.

    الثمرة: مستديرة كروية صغيرة، ذات طرف مدبب، معدل وزنها من 1 إلى 1,5غم، يكون لونها قبل النضج أخضر فاتحًا موشحًا بنقاط حمراء خفيفة، وعند النضج تأخذ اللون البنفسجي الغامق. القشرة رقيقة وخشنة، وغير ملتصقة باللب.

    اللب طري وقليل ومر، وذو لون أرجواني، وينفصل بسهولة عن النواة.

    النواة: مستديرة وصغيرة ناعمة، ذات أطراف مستديرة أيضًا، وزنها 0,4.

    الثمرة ذات نسبة زيت قليلة، ولا تستعمل إلا للإكثار، وإنتاج أصول للتطعيم عليها.

    الصنف: قليل الإصابة بالأمراض والحشرات، أو لا يصاب في معظم الأحيان.

    صنف أربكوين Arbequino  أو  Arbequin:

    أصل هذا الصنف من إسبانيا، ينتشر في دول عديدة، مثل: جنوب أمريكا، ومراكش، وفرنسا، ويوجد في فلسطين بأعداد قليلة.

    الشجرة: ذات نمو قوي، متوسطة الارتفاع، وتجود في معظم المناطق والأراضي، مقاومة للصقيع لا تتأثر بالحرارة العالية، تتحمل الجفاف، تشبه في شكلها الصنف البري.

    بذور هذا الصنف ذات نسبة إنبات عالية وسريعة؛ لذلك فهو يستعمل للإكثار كأصل.

    الإزهار: يزهر خلال شهر نيسان؛ وتنضج ثماره خلال شهر آب.

    الإثمار: تثمر الأشجار بعد مضي سنوات قليلة على زراعتها.

    إنتاج هذا الصنف عال جداً ومنتظم.

    هذا الصنف ذو تلقيح ذاتي.

    الثمرة: صغيرة مستديرة مع استطالة خفيفة، لبها غني بالزيت، يشكل من 80- 82% منها، وتشكل نواتها 18- 20% من حجم الثمرة.

    يستعمل هذا الصنف بشكل كبير في الأرجنتين ومراكش وإسبانيا لاستخراج الزيت الذي يمتاز بلونه الفاتح وطعمه اللذيذ والحلو، ولا يحتوي على الرائحة والحرقة الموجودة في زيت الصنف السوري و الصنف النبالي. يستعمل هذا الصنف في بلادنا للإكثار كأصل عن طريق البذور؛ لأنه لا يصاب بالأمراض والحشرات.

    صنف النبالي المحسن:

    صنف النبالي المحسن من الأصناف المنتشرة في فلسطين، وخاصة في مناطق الخليل وبيت لحم. ويعتقد أن هذا الصنف أصله من خارج البلاد. يستخدم لإنتاج الزيت، وللكبيس. ويمتاز بنمو خضري قوي وسريع خصوصاً إذا كانت أشتاله ناتجة من عقل مجذرة. يزهر مبكراً قبل صنف النبالي البلدي؛ ما يتيح له فرصة العقْد في ظروف جوية مناسبة. يصلح للزراعة البعلية والمروية؛ لكنه يستجيب بشكل كبير للري.

    تصل نسبة الزيت في هذا الصنف إلى حوالي 22% من وزن الثمرة في مرحلة النضج الكامل، عند اسوداد الثمار. وعلى الرغم من إزهاره المبكر إلا أنه يتأخر في النضج؛ ففي حال استعماله للكبيس يجب قطفه عند بداية تغير اللون من الأخضر الغامق، إلى الأخضر المصفر؛ أما في حال استعماله للزيت فيجب تأخير قطفه إلى مرحلة اسوداد الثمار الكامل؛ إذ لوحظ أن نسبة الزيت في هذا الصنف تكون منخفضة جدا حتى بداية الشهر الحادي عشر، وبعد ذلك تبدأ بالزيادة، وهذه إحدى المشاكل التي واجهت هذا الصنف؛ إذ لا يمكن تأخير قطفه في معظم البساتين نظراً لوجوده بين أصناف أخرى تنضج مبكراً كالنبالي البلدي؛ أما في المناطق التي يكون فيها موجوداً لوحده في البستان، فيمكن تأخيره إلى مرحلة النضج الكامل؛ ما قد يعرضه لمشكلة الإصابة بذبابة الزيتون؛ إذ إن هذه الحشرة تفضل هذا الصنف لكبر ثماره.

    الأشجار: تعطي إنتاجا عاليًا من الثمار، يعوض نسبة الزيت المنخفضة فيه.

    وبسبب انخفاض نسبة الزيت في ثمار هذا الصنف؛ فان ظاهرة تبادل الحمل ليست شديدة خصوصاً في الغراس. وفي ظروف الري يعتبر هذا الصنف ملقح جيد لأصناف الزيتون بسبب قوة حيوية حبوب اللقاح فيه.

    إحدى المشاكل الأخرى التي يواجهها هذا الصنف هو إصابته بحفار الساق بشكل كبير، وكذلك ذبابة الزيتون.

    الثمار: ذات حجم متوسط الى كبير حسب ظروف الزراعة (6-6 غرام)، تشبه في شكلها اللوزة؛ نظرًا لعِرض كتفها، ورأسها المعقوف.

    يمتاز النبالي المحسن بقدرة تجذير عالية.

    صنف بارنيع أو K18:

    خلال الأجيال الماضية، اعتمدت طرق تحسين أصناف الزيتون على أمور تقليدية وشكلية، دون الاعتماد على برنامج تحسين مخطط موجه حسب أسس محددة ومعينة، وخلال الثلاثين سنه الماضية، اتضح أن معظم أصناف الزيتون الموجودة في بلادنا، غير ملائمة بدرجة كافية للزراعة المكثفة والحديثة.

    بدأت زراعة الزيتون الاقتصادية والعصرية في العالم، تتنبه بشكل أكثر من ذي قبل لمشكلات كثيرة، مثل: النمو البطيء، تبادل الحمل، الإنتاج القليل والنضج غير المتجانس والمتساوي، وعدم ملاءمة بعض الأصناف للقطف الميكانيكي، وعدم الاستجابة للري، والحساسية لبعض الأمراض والحشرات.

    وتمشياً مع هذا الواقع، بدأ قسم الزيتون في معهد فولكاني الإسرائيلي في أوائل الستينات بتنفيذ برنامج تحسين وانتخاب لأصناف الزيتون الموجودة، عن طريق التهجين، وفي العام 1978 أنتج أول صنف في هذا البرنامج هو الصنف المسمى (كديش) أو K12، الذي يمتاز باحتوائه على نسبة زيت قليلة جداً؛ ما يجعله مناسبًا للكبيس الأخضر لمرضى القلب والكبد؛ أما الصنف الثاني الذي أنتج ضمن هذا البرنامج، فهو ثنائي الغرض (للزيت، والكبيس)، وقد أطلق عليه اسم (بارينغ) أو K18، هذا الصنف يمتاز بإنتاجه العالي وملاءمته للزراعة الكثيفة، والقطف الميكانيكي، كما يمتاز بسرعة نمو عالية خصوصاً في فصلي الربيع والخريف. أشجار هذا الصنف ليست عريضة؛ أي أن نموها قائم ورأسي، وهذا الشكل هو الذي يميز الصنف المذكور.

    يمكن إكثار هذا الصنف بواسطة العقل المجذرة، أو تطعيمه على أصول بذرية. وهو يمتاز بسهولة التجذير. والأشتال الناتجة من عقل مجذرة، أسرع في النمو من الأشتال التي طعمت على أصول بذرية، مثل: البري، والشملالي.

    النضج: موعد نضج هذا الصنف هو نهاية شهر تشرين الأول في حال الري؛ ومنتصف شهر تشرين الثاني في الزراعة البعلية. وتبلغ نسبة الزيت في لب الثمار حوالي 33% في الأراضي البعلية؛ وحوالي 26% في الأراضي المروية.

    تشكل نواة هذا الصنف 20% من وزن الثمرة، وهذه نسبة قليلة بالمقارنة مع غيره من الأصناف، ويصل وزنها  إلى حوالي نصف غرام، ولها رأس مدبب.

    الثمرة: تشبه الثمرة في شكلها، ثمرة الفستق الحلبي الخضراء. ويبلغ معدل وزنها في الزراعة البعلية 2غم؛ وفي الزراعة المروية 3-4 غم.

    ولا يختلف وزن النواة في الزراعة المروية عنه في البعلية.

    ونظراً لكون نموه قائمًا (بشكل عمودي)؛ فإنه يمكن تحميل الدونم الواحد بعدد من الأشتال يفوق عدد ما سواه من الأصناف في ذات وحدة المساحة، وخاصة في حال الزراعة المروية.

    الإثمار: تثمر الأشجار في سن مبكرة وخصوصاً في حال الزراعة المروية.

    صنف مرحابيا Merhavia:

    أصل الصنف من دمشق في سوريا، زرع لأول مرة في منطقة مرحابيا بالقرب من العفولة، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبه للمكان الذي زرع فيه.

    يجود هذا الصنف في الأراضي المروية فقط، وتوجد منه أعداد قليلة من الأشجار في الضفة الغربية.

    الإثمار: يتميز هذا الصنف بمعدلات إنتاج عالية ومنتظمة، وبشكل مبكر. وتبدأ أشتاله في الإثمار عند عمر صغير (5-6) سنوات. في الأراضي المروية، يبلغ معدل إنتاج الشجرة الواحدة بعمر 10 سنوات 50 – 100 كغم، وأحياناً يصل إلى 150 كغم؛ أما في حال البعل فيكون إنتاجه قليلاً.

    الشجرة: متوسطة الحجم وقوية، ذات مجموع خضري عريض كثير. فروعه طويلة ورفيعة، وأوراقه ضيقة وطويلة.

    الإزهار: يزهر هذا الصنف بشكل مبكر (من أوائل نيسان إلى منتصفه).

    النضج: ينضج هذا الصنف بشكل مبكر؛ ففي المناطق الحارة ينضج في بداية آب؛ وفي المناطق الأخرى في نهاية آب.

    ويتميز هذا الصنف بانتظام إثماره، وضخامة كميات محصوله.

    الثمرة: متوسطة الحجم في السنوات الجيدة، إلى كبيرة في السنوات قليلة الإنتاج. وتبلغ أبعاد الثمرة المتوسط الحجم (25-28×16-18ملمتر). كما يبلغ معدل وزنها 4-6غم في حالة الري؛ وفي بساتين البعل تكون أقل من ذلك.

    ثمرة هذا الصنف شكلها مستطيل، جميلة وغير منتظمة ذات لون أخضر فاتح. قشرتها رقيقة وناعمة وقوية. اللب يشكل 80-82% من الثمرة، يحتوي على 6 12% زيت في حال الري؛ أما في البعل، فتصل نسبة الزيت في اللب إلى 20-22% في حال النضج الكامل؛ وفي حالة قطفه بوقت مبكر، تكون نسبة الزيت أقل من ذلك.

    الاستعمال: يستعمل هذا الصنف للكبيس الأخضر؛ إلا أن الثمار الناتجة عن الكبيس ذات طعم غير جيد، بسبب قلة محتواها من الزيت؛ لذلك لا توجد زراعات جديدة منه.

    يمتاز هذا الصنف بالنضج المبكر، وبسرعة تخلل كبيسه، وقابليته للتخزين لفترة طويلة.

    الأمراض: يصاب هذا الصنف بحفار الساق، ومرض عين الطاووس، كما تصيب ذبابة الزيتون ثماره بشكل كبير.

    الصنف النصوحي جبع رقم 1:

    صنف محلي غير منتشر، مقاوم للجفاف، ويوجد منه عدد محدود من الأشجار القديمة في بعض المناطق، وخاصة منطقة جنين، وبالتحديد قرية جبع. أطلق “نصوح الطاهر” مؤلف كتاب “شجرة الزيتون” عليه هذا الاسم؛ نسبة إليه وإلى قرية جبع حيث وجد هذا الصنف لأول مرة، ويعتقد أن أصل هذا الصنف، من خارج البلاد، وبالتحديد إيطاليا التي أدخلت العديد من أصناف الزيتون والفاكهة، من خلال الرهبان الذين قدموا إلى هذه البلاد، إذ زرعوها في الأديرة، ومنها انتشرت إلى أماكن أخرى. وهو يشبه الصنف الفرنسي (بيثولين).

    الشجرة: مجموعها الخضري كثيف؛ قويه متدلية الساق؛ فروعها الرئيسية مضلعة؛ لون جذعها رمادي داكن؛ أغصانها متدلية كثيرة العقد، لونها رمادي فاتح.

    الأوراق: يتراوح طولها بين 4-5 سم، بيضاوية رفيعة، عرضها من 1- 1,5 سم، تنتهي برأس مدبب قصير، سطحها العلوي أخضر داكن؛ والسطح السفلي رمادي مائل للبياض، عروقها غير واضحة، عنقها قصير يبلغ طوله 1,5 – 3 سم، متوسطة السمك.

    الثمار: الحمل في هذا الصنف شبه منتظم؛ تكون ثماره فردية أو متجمعة في عناقيد (2 -3 حبات)، تشبه حلمة الماعز، تنتهي بطرف رفيع قليل الانحناء والتدبب، لون الثمرة أخضر، يتحول إلى بنفسجي ثم إلى أسود موشح بالبنفسجي عند تمام النضج، يبلغ طول الثمرة حوالي 2,5 سم وعرضها 1,5 سم تقريباً؛ أما وزنها فيتراوح بين 2,5 و3,5 غم، قشرتها رقيقة ولبها غزير.

    النواة: تنتهي بإبرة حادة وقصيرة، يتراوح طولها من 1,5 – 2 سم؛ وعرضها.,5  سم تقريباً؛ أي طويلة ورفيعة، يستمر نضج ثمار هذا الصنف من أواخر تشرين الأول، وحتى منتصف تشرين الثاني.

    الاستعمال: يستعمل هذا الصنف لإنتاج الزيت بشكل رئيسي، ويستخدم أيضاً للكبيس. تشكل نسبة الزيت في الثمرة 25 – 30 %.

    صنف نصوحي جبع رقم 2:

    أحد الأصناف غير المنتشرة بشكل واسع، يعتقد أن أصله من خارج البلاد، تم وصفه لأول مرة من قبل نصوح الطاهر في كتابه شجرة الزيتون في العام 1943.

    الشجرة: متوسطة القوة.

    الثمرة: جميلة إهليجية الشكل، تشبه الصنف الفرنسي “لوك”، حجمها كبير وطويل تنتهي برأس مدبب، طولها من 27 -35 ملمتر؛ وعرضها 15 -21 ملمتر، جانبي الثمرة غير منتظمي الشكل والانحناء، لبها سميك ولذيذ الطعم عند استعمالها في الكبيس الأخضر؛ إذ إن هذا الصنف معد للكبيس؛ لانخفاض نسبة الزيت في الثمار.

    النواة: كبيرة ومنتهية بإبرة حادة.

    النضج: يبدأ نضج ثمار هذا الصنف، من شهر تشرين الأول.

    صنف ذكاري أو دكاري:

    هذا الاسم أطلق على عدة أصناف أو سلالات في فلسطين، وكلها تتشابه في كبر حجم الحبة، وقلة محتواها من الزيت، وهي منتشرة بأعداد قليلة في بساتين الزيتون في مناطق مختلفة. وتمتاز هذه الأصناف بقوة حيوية حبوب اللقاح في الأزهار المذكرة؛ لذلك يعتقد أن زراعتها في البساتين جاءت كملحقات.

    صنف الرصيصي أو الرصيعي:

    هذا الاسم في الواقع ليس صنفاً بحد ذاته، إلا أنه يطلق على أصناف وسلالات النبالي التي تصلح للكبيس الأخضر، مثل النبالي المحسن.

    الثمار: مستديرة وكروية، يبلغ متوسط وزنها 4,5 غرام؛ طولها 22 – 25 ملمتر؛ في حين يبلغ عرضها 20- 22 ملمتر؛ لبها متوسط السمك (6 ملمتر)، يحوي نسبة عالية من الزيت.

    النواة: صغيرة، تشبه الثمرة تماماً، طولها من 12 -16 ملمتر؛ وعرضها من 8-10 ملم.

    النضج: يستمر نضج ثمار هذا الصنف طيلة الفترة من أواخر تشرين الأول، وخلال تشرين الثاني؛ إذ تسْوَدّ الثمار في نهاية هذا الشهر.

    الاستعمال: يصلح للكبيس الأخضر والأسود ولإستخراج الزيت، وهو فاخر الطعم والنكهة في الكبيس.

    صنف سدية إلياهو  Sdeh Eliyahu:

    صنف محلي وجد في منطقة بيسان، تنمو أشجاره وفروعه بشكل قائم، حساس للرياح، أوراقه ضيقة وطويلة.

    الإزهار: الإثمار في هذا الصنف جيد وغير منتظم. تحمل الثمار في عناقيد (3 -8 عناقيد) سهل القطف، ويتأخر إزهار هذا الصنف، كما يتأخر نضج ثماره، ويبدأ قطفه لغرض التخليل الأخضر اعتبارا من منتصف تشرين الأول؛ أما للكبيس الأسود فيكون خلال شهر كانون الثاني، ويكون لون الثمار محمرًا.

    الثمرة: متوسطة الحجم، مستطيلة، ومتجانسة في شكلها؛ قشرتها ناعمة، وموشحة بنقاط بارزة، يحتوي على 20- 30 % زيت في اللب.

    الاستعمال: يستعمل للكبيس الأخضر، ولإنتاج أصناف زيتون محلية جديدة.

    صنف معالوت:

    صنف موجود في منطقة معالوت في الجليل، ذو قوة نمو متوسطة حتى قوية، تم الحصول عليه نتيجة سلسلة تهجينات ذاتية، بدأت من شجرة صنف “أذن الأرنب”، ويعتقد أن الأصل هو من بذرة الصنف الشملالي، ذو المناعة الجزئية لمرض عين الطاووس.

    الوصف: شكل أشجاره مناسب لطريقة القطف الآلي. بدئ بزراعته حديثاً في المناطق ذات الإصابة العالية بمرض عين الطاووس؛ لقدرته على مقاومة مرض عين الطاووس؛ ومن هنا تنبع أهمية زراعته في المناطق الساحلية والسهول الداخلية الرطبة، التي يتسبب فيها المرض في تساقط قوي للأوراق، ونقص شديد في الإنتاج. ويمتاز زيته بالسلاسة، يناسب المواصفات العالمية، وذو قدرة وثبات عالية. وعلى الرغم من نكهة زيته الحادة، إلا أنه مناسب للأكل الطازج، والقلي والطبخ. يشبه زيته تقريباً زيت صنف البارنيع؛ إلا أنه يميل قليلاً للمرارة، وذو نكهة حادة وواضحة.

    الإزهار: الإنتاجية عالية، الثمار صغيرة (2 -2,5)، نسبة الزيت في الثمار في العصر التجاري تصل إلى 20%.

    صنف أسكال:

    صنف جديد نتج عن سلسلة تجارب لتحسين الأصناف أجراها معهد فولكاني منذ فترة قصيرة؛ ونتج عن تهجين بين “منزنيللو” كأب، والصنف بارنيع كأم. وهو ذو نمو خضري متوسط القوة، مخصص للزراعة على نظام الأسيجة (في أسطر). أوراقه عريضة وكبيرة بالمقارنة بأوراق الزيتون.  يمتاز بمقاومته لمرض “عين الطاووس”، وبعلو نسبة الزيت في ثماره، وبسلاسة زيته الذي يجمع بين الفاكهي و المشبي، وذو قدرة ثيات عالية.

    سمي بهذا الاسم نسبة إلى أحد العاملين في قسم الزيتون في المعهد المذكور (أبراهام ميسكل) المساعد للبرفيسور شمعون ليفي (خبير الزيتون الأول في العالم).

    *******************
    ما هو وزن الزيتون؟ - موضوع زراعة

    الزيتون | Olive

    ما هو الزيتون
    الزيتون، شجرة مباركة دائمة الخضرة، ذُكرت بالقرآن الكريم في قوله تعالى (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)، هناك ما يقارب 2000 نوع من الزيتون المزروع في جميع أنحاء العالم، وكل منها يحتوي على المكونات الهامة التي تضيف الفائدة إلى صحتك، فلا يوجد منزل خالٍ من الزيتون أو من زيته “زيت الزيتون” فهو في متناول الجميع سواء كان زيتون أخضر أم أسود أم زيت الزيتون فجميعهم لهم فوائد متعددة، ومن فوائده:

    الفائدة الغذائية للزيتون
    بمضادات الأكسدة مثل فيتامين ه.
    غني بالعديد من الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين د وفيتامين ك.
    كما أنه يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة (حمض الأوليك).
    العديد من المعادن مثل، الحديد والكالسيوم والنحاس.
    يعتبر مصدراً جيداً للألياف والمركبات الفينولية ولا يحتوي على السكر.
    فالكثير منا يجهل قيمته الغذائية الغنية والفوائد الطبية والصحية التي اُستخدمت منذ آلاف السنين.

    للزيتون فوائد صحية كثيرة سواء الزيتون الأخضر أو الأسود أو حتى أوراق الزيتون تمتع بنفس الخصائص إلاَ أنها غنية أكثر بمادة أوليوروبين oleuropein وهذه المادة من المركبات الفينولية التي تتمتع بخصائص كثيرة لتحسين الصحة والحماية من الأمراض المزمنة.

    14 فائدة صحية للزيتون
    رافع للمناعة ومضاد للأكسدة
    الزيتون غني بمضادات الأكسدة، خاصة فيتامين ه وأيضاً تناول الزيتون يعمل على رفع مستويات الجلوتاثيون المعروف بأنه مضاد قوي للأكسدة بالتالي فإنه يحمي خلايا الجسم، ويقلل الالتهابات لا سيما التهابات المجاري التنفسية أو التهابات المعدة من خلال محاربة البكتيريا الضارة والدفاع عن الجسم، فيلعب الزيتون دوراً هاماً في الحفاظ على مناعة الجسم.

    يساعد على تقليل الالتهابات
    الزيتون وأوراق الزيتون يقللان من التهابات الجسم، من ضمنها التهاب المفاصل والنقرس والالتهابات الروماتيزمية، فبالتالي يقلل من الألم وتهيج المفاصل والعضلات، ويعود السبب في ذلك إلى مادة أوليوروبين.

    محاربة أمراض القلب وتحسين عمله
    الزيتون غنيّ بالدهون الأحادية غير المشبعة مثل حمض الأوليك، ومضادات الأكسدة فهي تمنع أمراض القلب مثل تصلب الشرايين، النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
    الزيتون يحتوي على المركبات الفينولية التي تعمل وتساعد على منع الجلطات الدموية التي قد تؤدي إلى احتشاء عضلة القلب أو تؤدي إلى الجلطات الدماغية.
    أيضاً الألياف الموجودة في الزيتون تعزز صحة القلب عن طريق تقليل الكوليسترول الزائد في الدم.
    يساعد على تنظيم ضغط الدم
    يعمل الزيتون ومستخلص أوراق الزيتون على زيادة إنتاج مادة أكسيد النيتريك وهذه المادة تعمل على خفض ضغط الدم، وأيضاً تساعد على منع أكسدة النوع الضار من الكولسترول LDL بالتالي تقليل تصلب الشرايين.

    يساعد على تنظيم السكر في الدم
    الزيتون ومستخلص أوراق الزيتون يعمل على خفض نسبة السكر في الدم من خلال عدة آليات منها:

    يعمل على تبطيء عملية هضم النشويات وتحويلها إلى السكريات البسيطة وتقليل امتصاص تلك السكريات من الأمعاء.
    حماية الخلايا من عملية الأكسدة.
    يساعد في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم.
    يساعد في حماية الأعصاب.
    الزيتون يعمل على حماية الدماغ والجهاز العصبي المركزي،بالتالي الحماية من الأمراض المزمنة المتعلقة بالأعصاب مثل :(مرض الباركنسون، الرعاش، الزهايمر).
    الوقاية من السرطان
    يحمي الزيتون خلايا الجسم من الأمراض المختلفة مثل السرطان من خلال وجود مادة في الزيتون تسمى الأنثوسيانين، التي ترتبط بشكل إيجابي بالوقاية من السرطان، فهي تعمل كمضادة للسموم ومضادة للالتهابات،

    ولا ننسى أيضاً وجود مضادات الأكسدة التي تعمل على الوقاية من الأمراض المختلفة مثل الزهايمر والسرطان، عدا عن ذلك فإن الزيتون ومستخلص أوراق الزيتون يعمل من خلال آليات مختلفة للحماية من السرطان من أهمها:

    تساعد على منع الالتهاب إذ يعتبر الالتهاب محفز لنمو السرطان.
    يعمل الزيتون بشكل خاص على سرطان الثدي من خلال تقليل قدرة الخلايا الخبيثة للاستجابة لهرمون الأستروجين وهو  الهرمون الأنثوي الذي تعتمد عليه العديد من خلايا سرطان الثدي من أجل بقائها.
    تثبيط بعض الإنزيمات الخاصة التي تحتاجها الخلايا السرطانية لغزو الخلايا السليمة.
    الوقاية من هشاشة العظام
    الزيتون غني بالكالسيوم وفيتامين دال وكلاهما لهم دور أساسي في المحافظة على قوة العظام والحماية من هشاشة العظام.
    أضف كمية جيدة من الزيتون أو زيت الزيتون إلى نظامك الغذائي إذا كنت عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام.

    مساعد في عملية الهضم
    يعتبر الزيتون مصدراً للألياف الغذائية وهو بديل للفاكهة والخضار،إذ أنه يوفر ما يقارب 20٪ من الاحتياجات اليومية للألياف في كوب واحد من الزيتون، فكلما زادت الألياف كلما تحسن أداء الجهاز الهضمي، وليس هذا فحسب فالألياف تساعد على أن تشعر بالشبع بالتالي فإن الهرمون المسؤول عن الجوع والذي يسمى (جريلين) لن يتم إطلاقه وبالتالي يمكن التحكم في تناول الطعام.

    يساعد في إنقاص الوزن
    من خلال تناول 10 حبات من الزيتون فقط قبل الوجبة، يمكنك تقليل شهيتك بنسبة تصل إلى 20٪، وذلك لأن الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة الموجودة في الزيتون تبطئ عملية الهضم وكما ذكرنا سابقاَ لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، والزيتون أيضاً يساعد الجسم على تحفيز إنتاج مادة الأديبونيكتين، وهي عبارة عن مادة كيميائية تحرق الدهون لمدة تصل إلى خمس ساعات بعد الهضم.

    الحماية ضد فقر الدم
    يعتبر الزيتون مصدراً غنياً بالمعادن  مثل الحديد والنحاس، إذ يعتبران مكونان أساسيان لتكوين خلايا الدم الحمراء ودون هذين المعدنين، فإن عدد خلايا الدم الحمراء في الجسم سوف يتضاءل وينقص، مما يؤدي إلى فقر الدم.

    يساعد في علاج الحساسية
    يحتوي الزيتون على بعض المواد التي تعمل كمضادة للهستامين عن طريق تثبيط مواقع المستقبلات للأحماض الهيستامينية، والتي تسبب تفاعلات الحساسية.
    إن إضافة الزيتون إلى نظامك الغذائي، قد تقلل من علامات الحساسية الموسمية، وكذلك ردود الفعل التحسسية المحددة تجاه شيء ما.

    مضاد للبكتيريا
    يحتوي الزيتون على العديد من المواد الكيميائية التي تعمل كمضادة للبكتيريا فتناول الكثير من الزيتون يزيد من وجود المواد الكيميائية، التي تحمي ضد الالتهابات البكتيرية في جميع أنحاء الجسم، سواء التهاباَ داخلياً أو خارجياً.

    فوائد الزيتون: قائمة بأهمها وأشهرها - ويب طب

    الزيتون

    هل تتراجع مصر عن مركزها الأول عالميا في إنتاج الزيتون بعد ...

  • مسيرة المبدع سيغموند فرويد Sigmund Freud..مواليد عام 1856م-1939م.الطبيب النمساوي اليهودي..

    مسيرة المبدع سيغموند فرويد Sigmund Freud..مواليد عام 1856م-1939م.الطبيب النمساوي اليهودي..



    Sigmund Freud
    (سيغموند فرويد)
    Austrian neurologist
    Overview
    Books
    Education
    About
    Sigmund Freud was an Austrian neurologist and the founder of psychoanalysis, a clinical method for evaluating and treating pathologies in the psyche through dialogue between a patient and a psychoanalyst. Freud was born to Galician Jewish parents in the Moravian town of Freiberg, in the Austrian Empire. Wikipedia
    Born: May 6, 1856, Příbor, Czechia
    Died: September 23, 1939, Hampstead, London, United Kingdom
    Grandchildren: Clement Freud, Lucian Freud, Walter Freud, MORE
    Children: Anna Freud, Ernst L. Freud, Sophie Freud, Mathilde Freud, Oliver Freud, Martin Freud
    Spouse: Martha Bernays (m. 1886–1939)
    Siblings: Anna Freud, Alexander Gotthold Ephraim Freud, MORE

    سيغموند فرويد
    من ويكيبيديا
    سيغموند فرويد
    (بالألمانية: Sigmund Freud)‏
    Sigmund Freud, by Max Halberstadt (cropped).jpg

    معلومات شخصية
    اسم الولادة (بالألمانية: Sigismund Schlomo Freud)‏
    الميلاد 6 مايو 1856
    بريبور ‏
    الوفاة 23 سبتمبر 1939 (83 سنة)
    لندن تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
    سبب الوفاة سرطان الحنجرة
    الإقامة فيينا
    لندن
    مواطنة Flags of Austria-Hungary.png الإمبراطورية النمساوية المجرية (6 مايو 1856–1918)
    Flag of Austria.svg الجمهورية الألمانية النمساوية (1918–1919)
    Flag of Austria.svg الجمهورية النمساوية الأولى (1919–1 مايو 1934)
    State flag of Austria (1934–1938).svg دولة النمسا الاتحادية (1934–12 مارس 1938)
    Flag of Germany (1935–1945).svg ألمانيا النازية (12 مارس 1938–23 سبتمبر 1939)
    الديانة إلحاد نات
    عضو في الجمعية الملكية تعديل قيمة خاصية (P463) في ويكي بيانات
    الأولاد
    آنا فرويد
    الحياة العملية
    المدرسة الأم جامعة فيينا تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
    تعلم لدى فرانز برنتانو، وكارل فريدريش ويلهلم كلوز، وجان مارتن شاركو، وجوزيف ستيفان تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
    طلاب الدكتوراه أوتو غروس
    المهنة محلل نفسي، وطبيب أعصاب، وكاتب مقالات، وفيلسوف، وعالم نفس، وطبيب نفسي
    اللغة الأم الألمانية
    اللغات الألمانية
    مجال العمل تحليل نفسي، وطب الجهاز العصبي
    موظف في جامعة فيينا
    أعمال بارزة تفسير الأحلام، وقلق في الحضارة، والطوطم والتابو، وثلاث مقالات في النظرية الجنسية، والأنا والهو
    الجوائز
    عضوية أجنبي في الجمعية الملكية ‏ (1936)
    جائزة غوته (1930)
    التوقيع
    FreudSignature.svg

    المواقع
    IMDB صفحته على IMDB
    سيغموند شلومو فرويد (بالألمانية: Sigmund Freud)‏ يعرف اختصارًا بـسيغموند فرويد (6 مايو 1856—23 سبتمبر، 1939) هو طبيب نمساوي من أصل يهودي، اختص بدراسة الطب العصبي ومفكر حر يعتبر مؤسس علم التحليل النفسي. وهو طبيب الأعصاب النمساوي الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث. اشتهر فرويد بنظريات العقل واللاواعي، وآلية الدفاع عن القمع وخلق الممارسة السريرية في التحليل النفسي لعلاج الأمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي. كما اشتهر بتقنية إعادة تحديد الرغبة الجنسية والطاقة التحفيزية الأولية للحياة البشرية، فضلًا عن التقنيات العلاجية، بما في ذلك استخدام طريقة تكوين الجمعيات وحلقات العلاج النفسي، ونظريته من التحول في العلاقة العلاجية، وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي.

    حياته :
    ولد سيجموند فرويد في 6 مايو 1856 في أسرة تنتمي إلى الجالية اليهودية في بلدة بريبور (باللغة التشيكية:Příbor)، بمنطقة مورافيا التابعة آنذاك للإمبراطورية النمساوية، والتي هي الآن جزء من جمهورية التشيك.[23] أنجبه والده جاكوب عندما بلغ 41 عامًا وكان تاجر صوف، يذكر أنه كان صارمًا متسلطًا، وكان قد أنجب طفلين من زواج سابق. والدته أمالي (ولدت ناتانسون) كانت الزوجة الثالثة لأبيه جاكوب. كان فرويد الأول من ثمانية أشقاء، ونظرًا لذكائه المبكر، كان والداه يفضلانه على بقية إخوته في المراحل المبكرة من طفولته وضحوا بكل شيء لمنحه التعليم السليم على الرغم من الفقر الذي عانت منه الأسرة بسبب الأزمة الاقتصادية آنذاك. وفي عام 1857، خسر والد فرويد تجارته، وانتقلت العائلة إلى لايبزيغ قبل أن تستقر في فيينا. وفي عام 1865، دخل سيغموند مدرسة بارزة وهي مدرسة كومونال ريل جيمنازيوم الموجودة في حي ليوبولدشتات ذي الأغلبية اليهودية حينها. وكان فرويد تلميذًا متفوقًا وتخرج في ماتورا في عام 1873 مع مرتبة الشرف. كان فرويد قد خطط لدراسة القانون، لكن بدلًا من ذلك انضم إلى كلية الطب في جامعة فيينا للدراسة تحت إشراف البروفسور الدارويني كارل كلاوس.[24] وفي ذلك الوقت، كانت حياة ثعبان البحر لا تزال مجهولة، مما حدى بفرويد أن يقضي أربعة أسابيع في مركز نمساوي للأبحاث الحيوانية في ترييستي ليقوم بتشريح المئات من الثعابين البحرية في بحث غير ناجح عن أعضائها الجنسية الذكورية.
    كلية الطب:
    كان فرويد تلميذًا متفوقًا دائمًا؛ احتل المرتبة الأولى في صفه عند التخرج ولم يكن مسموحًا لإخوانه وأخواته أن يدرسوا الآلات الموسيقية في البيت لأن هذا كان يزعج فرويد ويعوقه عن التركيز في دراساته. التحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره، ولكنه مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة أربع سنوات، ويرجع ذلك إلى متابعته وانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب. ولم يكن فرويد مهتمًا في الحقيقة بأن يصبح طبيبًا ولكنه رأى أن دراسة الطب هي الطريق إلى الانغماس في البحث العلمي. وكان أمل فرويد أن يصبح عالمًا في التشريح، ونشر عددا من البحوث العلمية في هذا المجال وسرعان ما أدرك أن التقدم في مدارج العلم ومراتبه سيكون بطيئًا بحكم انتمائه العرقي وإدراكه، فضلًا عن حاجته إلى المال دفعاه إلى الممارسة الإكلينيكية كمتخصص في الأعصاب عام 1881م.
    بداية مشواره العلمي :

    1880: تعرف على جوزيف بروير Joseph Breuer وهو من أبرز أطباء فيينا، وكان ناصحًا لفرويد وصديقًا ومقرضًا للمال وتأثر به وأعجب بطريقته الجديدة لعلاج الهستيريا، وهي طريقة التفريغ Cathartic Method التي اتبعها بروير؛ يستخدم فيها الإيحاء التنويمي في معالجة مرضاه لتذكر أحداث لم يستطيعوا تذكرها في اليقظة مع المشاعر والانفعالات الخاصة بالحدث، مما يساعد المرضى على الشفاء عن طريق التنفيس Abreaction عن الكبت.
    1881: حصل على الدكتوراه وعمل في معمل إرنست بروك.
    1882: عمل في مستشفى فيينا الرئيسي، ونشر أبحاث عديدة في الأمراض العصبية.
    1885: عين محاضرًا في علم أمراض الجهاز العصبي، وتسلم فرويد منحة صغيرة أتاحت له أن يسافر إلى باريس ويدرس في جامعة سالبتريير مع طبيب نفسي فرنسي مشهور هو جان مارتان شاركو، الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي في علاجه للهستيريا. وكانت هذه الزيارة هامة لفرويد لسببين على الأقل: السبب الأول أن فرويد تعلم من شاركوه أنه من الممكن علاج الهستيريا كاضطراب نفسي وليس كاضطراب عضوي، وكان فرويد يستخدم في ممارساته العلاج الكهربائي أي يوجه صدمة كهربائية مباشرة إلى العضو الذي يشكو منه المريض كالذراع المشلولة مثلًا. والسبب الثاني أن فرويد سمع شاركوه ذات مساء يؤكد بحماس أن أساس المشكلات التي يعاني منها أحد مرضاه جنسي ولقد اعتبر فرويد هذه الملاحظة خبرة معلمة. ومنذ ذلك الحين عمد إلى الالتفات إلى إمكانية أن تكون المشكلات الجنسية سببًا في الاضطراب الذي يعاني منه المريض.
    1886: عاد إلى فيينا. عمل طبيبًا خاصٍّا وطبق ما تعلمه من شاركو، وبدأ في إقناع زملائه بإمكانية تنفيذ ما وصل إليه من أبحاث الهستيريا، ولكنهم عارضوه، فأخذ على عاتقه تطبيق هذه الأبحاث. ولكن هذا النظام الجديد بدأت تظهر به بعض العيوب عند تطبيقه.
    1889: سافر إلى فرنسا ليحسن فنه التنويمي وقابل الطبيبين ليبولت Liebault وبرنهايم Bernheim.
    فرويد وبروير :

    بدأ الاثنان مشوارهم في دراسة مرض الهستيريا وأسبابه وعلاجه.
    1893: نشرا بحثًا في العوامل النفسية للهستيريا.
    1895: نشرا كتاب دراسات في الهستيريا وكان نقطة تحول في تاريخ علاج الأمراض العقلية والنفسية، فهو بمثابة حجر الأساس لنظرية التحليل النفسي، ويتناول الكتاب أهمية الحياة العاطفية في الصحة العقلية اللاشعورية، واقترحا أن كبت الميول والرغبات يحولها عن طريقها الطبيعي إلى طريق غير طبيعي، فينتج الأعراض الهستيرية.
    1896– 1906: بعد ذلك حاولا أن يفسرا العوامل النفسية المسببة للهستيريا، ولكن الخلاف دب بينهما عندما فسر بريور الانحلال العقلي المصاحب للهستيريا بانقطاع الصلة بين حالات النفس الشعورية، وفسر أعراضها بحالات شبه تنويمية ينفذ أثرها إلى الشعور، وفرويد اختلف معه معللًا أن الانحلال العقلي هو نتيجة صراع بين الميول وتصادم الرغبات، فالأعراض الهستيرية هي أعراض دفاعية نتيجة ضغط الدوافع المكبوتة في اللاشعور التي تحاول التنفيس عن نفسها بأي طريقة، وبما أن هذه الدوافع المكبوتة في الشعور أمر مرفوض فتحاول التنفيس بطريقة غير طبيعية هي الأعراض الهستيرية. ازداد الخلاف أكثر حين اعتبر فرويد أن الغريزة الجنسية هي السبب الأول للهستيريا، واعترض بروير على ذلك وعارضه هو وجمهور الأطباء في عصره حتى انقطعت الصلة بينه وبين بروير. فأخذ فرويد يواصل أبحاثه بالرغم من مهاجمة معارضيه، وبالفعل كشفت له أبحاثه دور الغريزة الجنسية للهستيريا، فوسع أبحاثه على أنواع أخرى من الأمراض العصابية وعلاقة الغريزة الجنسية بها، فأقنعه بأن أي اضطراب بهذه الغريزة هي العلة الأساسية في جميع الأمراض. ظل يعمل وحيدًا ضد المجتمع الطبي لمدة عشر سنوات. وفي 1902 بدأ الوضع يتغير حينما التف حوله عدد من شباب الأطباء المعجب بنظرياته وأخذت الدائرة تكبر لتضم بعض أهل الفن والأدب.
    طريقة التداعي الحر :
    المقالة الرئيسة: طريقة التداعي الحر
    طريقة التداعي الحر (بالإنجليزية: Free association)‏ اكتشفها فرويد بعد أن وجد طريقة لتفريغ بعض العيوب، منها أن نجاح العلاج يتطلب استمرار العلاقة بين المريض والطبيب، فلجأ إلى أن يحث المرضى بطريق الإيحاء وهم في حالة اليقظة وكان بها عيوب هي أيضًا فابتكر فرويد طريقة التداعي وهي أن يطلب من المريض أن يطلق العنان لأفكاره لتسترسل من تلقاء نفسها دون قيد أو شرط، فيتكلم بأي شيء يخطر بباله دون إخفاء تفاصيل مهما كانت تافهة أو مؤلمة أو معيبة. وكشفت له هذه الطريقة الكثير من الحقائق، فمثلًا عرف لماذا يكون تذكر بعض الحوادث والتجارب الشخصية الماضية أمرًا صعبًا، حيث أنها قد تكون مؤلمة أو مشينة للنفس ولذلك تنسى، وبالتالي تذكرها مرة أخرى أمر شاق نتيجة المقاومة التي تحول دون ظهور هذه الذكريات في الشعور. ومن هذه الملاحظات كون فرويد نظريته في الكبت التي يعتبرها حجر الأساس في بناء التحليل النفسي.

    1908: كان أول مؤتمر للتحليل النفساني بزيورخ بدعوة من يونج وتم إصدار مجلة التحليل النفسي تحت إدارة فرويد وبلولر، وكان يونج رئيس تحريرها.

    1909: دعت جامعة كلارك بالولايات المتحدة الأمريكية فرويد ويونج للاشتراك في احتفال الجامعة بمناسبة عشرين عاماً على تأسيسها، وتم استقبالهم استقبالاً رائعاً وقُوبلت محاضرات فرويد الخمس والمحاضرتان التان ألقاهما يونج مقابلة جيدة.

    1910: عقد المؤتمر الثاني للتحليل النفساني في نورنبرغ، وتم تأليف جمعية التحليل النفساني الدولية، وتقرر أيضاُ إصدار نشرة دورية تكون رابطة الاتصال بين الجمعية الرئيسية وفروعها ثم توالت مؤتمرات الجمعية وتكونت لها فروع في معظم البلدان الغربية.
    فرويد والتحليل النفسي :

    جزء من مجموعة مقالات
    ˂
    مفاهيم
    ˂
    شخصيات مهمة
    ˂
    الأعمال المهمة
    ˂
    المدارس الفكرية
    ˂
    تدريب

    توصل فرويد إلى أن الكبت صراع بين رغبتين متضادتين، وأن هناك نوعان من الصراع: واحد في دائرة الشعور تحكم النفس فيه لإحدى الرغبتين وتترك الثانية وهو الطريق الطبيعي للرغبات المتضادة دون اضرار النفس. بينما النوع الآخر هو المرضي؛ حيث تلجأ النفس بمجرد حدوث الصراع إلى صد وكبت إحدى الرغبتين عن الشعور دون التفكير وإصدار حكم فيها، لتستقر في اللاشعور بكامل قوتها منتظرة مخرج لانطلاق طاقتها المحبوسة، ويكون عن طريق الأعراض المرضية التي تنتاب العصابين. واتضح لفرويد أن دور الطبيب النفساني هي كشف الرغبات المكبوتة لإعادتها إلى دائرة الشعور لكي يواجه المريض الصراع الذي فشل في حله سابقًا، ويحاول حله تحت إشراف الطبيب أي إحلال الحكم الفعلي محل الكبت اللاشعوري، وسميت تلك الطريقة التحليل النفسي. لاقت هذه النظرية رواجًا كبيرًا خاصة في سويسرا، حيث أُعجب بها أوجين بلولر المشرف على معهد الأمراض العقلية بالمستشفى العام بزيورخ ويونج المساعد لأوجين.
    المرضى :

    استخدم فرويد أسماء مستعارة في تاريخ الحالات، ومن بينهم سيسيليا إم. (آنا فون ليبن)، ودورا (إيدا باور، 1882-1945)، والسيدة إيمي فون إن. (فاني موسر)، والآنسة إليزايث فون أر. (إيلونا فايس)، والآنسة كاثارينا (أوريليا كرونيتش)، والآنسة لوسي أر. وليتل هانس (هربرت غراف، 1903-1973)، ورات مان (إرنست لانزر، 1878-1914)، وإينوس فينجي (جوشوا وايلد، 1878-1920)، وولف مان (سيرجي بانكجيف، 1887-1979). كان من بين المرضى المشهورين الآخرين الأمير البرازيلي بيدرو أوغستو (1866-1934)، وهيلدا دوليتل (1886-1961)، وإيما إيكستاين (1865-1924)، وغوستاف مالر (1860-1911)، الذي أجرى معه فرويد استشارة واحدة موسعة، والأميرة ماري بونابرت، وإديث بانفيلد جاكسون (1895–1977)، وألبرت هيرست (1887–1974).[25][26]
    السرطان:

    اكتشف فرويد إصابته بمرض الصداف في فبراير عام 1923، وهو ورم حميد مرتبط بالتدخين المفرط. لم يخبر أحدًا في البداية، ولكنه أخبر إرنست جونز في أبريل عام 1923، وأخبره أيضًا بأن الورم قد استؤصِل. استشار فرويد طبيب الأمراض الجلدية ماكسيميليان شتاينر، الذي نصحه بالإقلاع عن التدخين ولكنه كذب بشأن جدية الورم، وقلل من أهميته. رأى فرويد لاحقًا فيليكس دويتش، الذي رأى أن الورم كان سرطانيًا. أخبر دويتش فرويد بذلك باستخدام تعبير ألطف، وهو «الصداف السيئ»، بدلًا من التشخيص الفني للورم الظهاري. نصح دويتش فرويد بالتوقف عن التدخين وإزالة الورم. عالج ماركوس هاييك، وهو عالم الأنف الذي شُكِّك في كفاءته سابقًا، فرويد. أجرى هاييك جراحة تجميلية غير ضرورية في قسم العيادات الخارجية في عيادته. نزف فرويد أثناء العملية وبعدها، وربما نجا من الموت بصعوبة. رأى فرويد دويتش مرة أخرى فيما بعد، وطلب منه إجراء جراحة أخرى، ولكنه لم يخبر فرويد بأنه مصاب بالسرطان بسبب خوفه عليه من الانتحار.[27]
    الهروب من النازية :

    سيطر الحزب النازي على ألمانيا في يناير عام 1933، وكانت كتب فرويد ذات أهمية بين تلك التي أحرقوها ودمروها. قال فرويد لإرنست جونز: «ما هذا التقدم الذي نحققه! كانوا سيحرقونني لو كنت في العصور الوسطى، ولكنهم راضون اليوم عن حرق كتبي فقط». استمر فرويد في التقليل من شأن التهديد النازي المتزايد، وظل مصممًا على البقاء في فيينا حتى بعد الضم (عملية أنشلوس) في 13 مارس عام 1938، الذي ضمت فيه ألمانيا النازية النمسا، واندلعت فيه معاداة السامية العنيفة التي تلت ذلك. ذهب جونز، رئيس جمعية التحليل النفسي الدولية آنذاك، من لندن إلى فيينا عبر براغ في 15 مارس مصممًا على إقناع فرويد بتغيير رأيه والسعي إلى المنفى في بريطانيا[28]
    أقنع هذا الاحتمال، بالإضافة إلى صدمة اعتقال واستجواب آنا فرويد من قبل الغيستابو، فرويد أخيرًا أن الوقت قد حان لمغادرة النمسا. غادر جونز إلى لندن في الأسبوع التالي مع قائمة قدمها فرويد من حزب المهاجرين لمن سيتطلب منهم تصاريح للهجرة. استخدم جونز معرفته الشخصية لوزير الداخلية، السير صمويل هور، في لندن للإسراع في منح التصاريح. كان هناك سبعة عشر شخصًا بحاجة للتصريح، وقُدِّمت تصاريح العمل عند الحاجة. استخدم جونز أيضًا نفوذه في الأوساط العلمية، وأقنع رئيس الجمعية الملكية، السير ويليام براغ، بالكتابة إلى وزير الخارجية اللورد هاليفاكس مطالبًا بممارسة الضغط الدبلوماسي في برلين وفيينا نيابة عن فرويد. حصل فرويد أيضًا على دعم من الدبلوماسيين الأمريكيين، ولاسيما مريضه السابق والسفير الأمريكي في فرنسا ويليام بوليت. نبه بوليت الرئيس الأمريكي روزفلت إلى الأخطار المتزايدة التي تواجه فرويد، فأدى ذلك إلى وضع القنصل العام الأمريكي في فيينا، جون كوبر وايلي، مراقبة منتظمة لشارع بيرغاس 19. تدخل أيضًا عن طريق مكالمة هاتفية أثناء استجواب الغيستابو لآنا فرويد.[29]
    بدأ الرحيل من فيينا على مراحل خلال شهري أبريل ومايو عام 1938. غادر حفيد فرويد، إرنست هالبرشتات، ونجل فرويد مارتن مع زوجته وأطفاله إلى باريس في أبريل. غادرت شقيقة زوجة فرويد، مينا بيرنايز، إلى لندن في 5 مايو، ومارتن فرويد في الأسبوع التالي، وابنة فرويد ماتيلد وزوجها روبرت هوليتشر في 24 مايو.[30]
    توقفت الترتيبات الخاصة بمغادرة فرويد إلى لندن بحلول نهاية الشهر، وغرقت في عملية عصيبة من الناحية القانونية وابتزاز مالي للتفاوض مع السلطات النازية. عُيٍّن الرايخسوميسار (مفوض الإمبراطورية) لإدارة أصول فرويد وأصول جمعية التحليل النفسي الدولية التي يقع مقرها الرئيسي بالقرب من منزل فرويد، وذلك بموجب اللوائح التي فرضها النظام النازي الجديد على السكان اليهود. خُصِّص فرويد للدكتور أنطون سوروالد، الذي درس الكيمياء في جامعة فيينا تحت إشراف البروفيسور جوزيف هيرزيغ، وهو صديق قديم لفرويد. قرأ سوروالد كتب فرويد لمعرفته أكثر، وأصبح متعاطفًا مع وضعه. لم يكشف سوروالد عن تفاصيل جميع حسابات فرويد المصرفية لرؤسائه ولترتيب تدمير المكتبة التاريخية للكتب الموجودة في مكاتب جمعية التحليل النفسي الدولية، وذلك على الرغم من مطالبته بذلك. نقل سوروالد أدلة حسابات فرويد المصرفية الأجنبية إلى خزنته الخاصة بدلًا من ذلك؛ ورتب مخزون مكتبة جمعية التحليل النفسي الدولية في المكتبة الوطنية النمساوية حيث بقيت حتى نهاية الحرب.[31]
    فُرِضت رسوم كبيرة أخرى بخصوص ديون مكتبة التحليل النفسي الدولية والمجموعة القيمة من الآثار التي يمتلكها فرويد؛ وذلك على الرغم من تخفيف تدخل سوروالد من العبء المالي لضريبة «الرحلة» على الأصول المعلنة لفرويد. لجأ فرويد إلى الأميرة ماري بونابرت بسبب عدم تمكنه من الوصول إلى حساباته الخاصة، وهي من أبرز وأثرى أتباعه الفرنسيين، والتي سافرت إلى فيينا لتقديم دعمها، وكانت هي التي وفرت الأموال اللازمة. سمح هذا لسوروالد بالتوقيع على تأشيرات الخروج اللازمة لفرويد وزوجته مارثا وابنته آنا. غادروا فيينا على قطار الشرق السريع في 4 يونيو برفقة مدبرة منزلهم وطبيب، ووصلوا إلى باريس في اليوم التالي، ومكثوا هناك ضيوفًا لدى ماري بونابرت، ووصلوا إلى محطة فيكتوريا في لندن في 6 يونيو.[32]
    تسارع البعض لتقديم احترامهم إلى فرويد، ومن ضمنهم سلفادور دالي، وشتيفان تسفايغ، وليونارد وولف، وفيرجينيا وولف، و إتش. جي. ويلز. دعا ممثلو الجمعية الملكية مع ميثاق الجمعية فرويد، الذي انتُخِب عضوًا أجنبيًا في عام 1936، للتوقيع على عضويته. وصلت ماري بونابرت قرب نهاية يونيو لمناقشة مصير شقيقات فرويد الأربع المسنات اللواتي تُرِكن في فيينا. فشلت محاولاتها اللاحقة للحصول على تأشيرات خروجهن، وماتوا جميعًا في معسكرات الاعتقال النازية.[33]
    وصل سوروالد إلى لندن في ظروف غامضة في أوائل عام 1939، والتقى ألكسندر شقيق فرويد. حوكم وسجن في عام 1945 من قبل محكمة نمساوية لأنشطته كمسؤول في الحزب النازي. ردت آنا فرويد على ادّعاء من زوجته، وكتبت لتأكيد أن سوروالد «استخدم مكتبه كمفوض معين لدينا بطريقة تحمي والدي». ساعد تدخلها في تأمين إطلاق سراحه من السجن في عام 1947.

    أعيد إنشاء غرفة استشارات فيينا التابعة لفرويد بتفاصيل دقيقة في منزله الجديد الواقع في شارع 20 ماريسفيلد غاردنز، هامبستيد، شمال لندن. استمر في رؤية المرضى هناك حتى المراحل النهائية من مرضه. عمل أيضًا على مؤلفاته الأخيرة، مثل كتاب موسى والتوحيد، الذي نُشر بالألمانية في عام 1938 وباللغة الإنجليزية في العام التالي، وكتاب مخطط التحليل النفسي غير المكتمل والذي نُشر بعد وفاته.
    أفكار فرويد :
    عقدة أوديب :
    المقالة الرئيسة: عقدة أوديب
    مرحلة في تطور الطفل بين ثلاث وست سنوات تتميز برغبة الطفل في الاستئثار بأمه، لكنه يصطدم بواقع أنها ملك لأبيه، مما يجعل الطفل في هذه المرحلة من تطوره التي تمتد من السن الثالثة إلى التاسعة يحمل شعورًا متناقضًا تجاه أبيه: يكرهه ويحبه في آن واحد جراء المشاعر الإيجابية التي يشمل بها الأب ابنه. تجد عقدة أوديب حلها عادة في تماهي الطفل مع أبيه لأن الطفل لا يستطيع أن يقاوم الأب وقوته فإنه يمتص قوانين الأب وهنا يأتي تمثل عادات وأفكار وقوانين الأب في قالب فكري لدى الطفل. يرى فرويد أن السمات الأساسية لشخصية الطفل تتحدد في هذه الفترة بالذات التي تشكل جسر مرور للصغير من طور الطبيعة إلى الثقافة، لأنه بتعذر امتلاكه الأم يكتشف أحد مكونات القانون متمثلا في قاعدة منع زنا المحارم.

    لهذه العقدة رواية أنثوية إن جاز التعبير، يسميها فرويد بعقدة إلكترا تجتاز فيها الطفلة التجربة نفسها، لكن الميل يكون تجاه أبيها. كما للعقدة نفسها عند فرويد رواية جماعية تتمثل في أسطورة اغتيال الأب التي يعتبرها منشأ للعقائد والأديان والفنون والحضارة عموما.
    فرويد والكوكايين :

    كان يظن فرويد أن الكوكايين ذو أثر إيجابي في شفاء النفس، فقام بعلاج أحد مرضاه باستخدام الكوكايين ولكنه توفي جراء ذلك.
    العقل الباطن :

    العقل الباطن هو ما يعرف عند فرويد باللاشعور وهو يتكون من الدفعات والرغبات والخبرات المكبوتة منذ الطفولة المبكرة وتؤثر في كل حياة الفرد في المستقبل، وهي ليست مكبوتة ولا تظهر، ولكنها تظهر من خلال الهفوات والأحلام والأعراض المرضية. ولذلك يقول فرويد إن الخمس سنوات الأولى من حياة الفرد هي أهم مرحلة في حياته، لأن خبراتها تؤثر في مستقبل الفرد والمجتمع بالتالي.
    التطور النفسي الجنسي :
    استخدام مصطلح (ليبيدو) كان يهدف فيه إلى إبراز قيمة الغرائز الطبيعية وجعلها المؤثر الأول في السلوك.
    الهو والأنا والأنا الأعلى
    رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو، والأنا، والأنا الأعلى، وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة.
    الهو :
    المقالة الرئيسة: الهو (علم النفس)
    الهو أو النفس المشتهية؛ يقصد به طبيعتنا الأساسية التي لم يهذبها التعلم أو الحضارة وهو مكون افتراضي يحتوي على الغرائز الحيوانية لدى الإنسان، والتي تشكل رغبتنا الجامحة وهي تتطلب الإشباع فوريا دون الاعتبار لقواعد أو معايير. والمبدأ الذي يحكمه هو اللذة. ويستمد الهو طاقته من الاحتياجات البدنية مثل نقص الطعام أو الجنس الذي يتحول إلى طاقة نفسية ضاغطة. ويحتل الهو وغرائزه اللاشعور أي خارج نطاق شعور الإنسان وتحكمه الإرادي.
    الأنا :

    المقالة الرئيسة: الأنا

    • الأنا كما وصفه فرويد هو شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالًا بين الهو والأنا الأعلى، حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك، وتربطها بقيم المجتمع وقواعده، ومن الممكن للأنا أن يقوم بإشباع بعض الغرائز التي يطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا يرفضها الأنا الأعلى.
    • مثال: عندما يشعر شخص بالجوع، فإن ما تفرضه عليه غريزة البقاء (الهو) هو أن يأكل حتى لو كان الطعام نيئًا أو بريًا، بينما ترفض قيم المجتمع والأخلاق (الأنا العليا) مثل هذا التصرف، بينما يقبل الأنا إشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفًا ومطهوًا ومعدًا للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على صحة الفرد أو يؤذي المتعاملين مع من يشبع تلك الحاجة.
    • يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقًا للواقع والظروف الاجتماعية.
    • وهو يعمل وفق مبدأ الواقع.
    • ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية.
    • ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد.
    • ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرًا من عملياته توجد في ما قبل الشعور، وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك.
    • ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي، وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية.

    الأنا الأعلى

    المقالة الرئيسة: الأنا الأعلى

    • الأنا الأعلى كما وصفه فرويد هي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظًا وعقلانية، حيث لا تتحكم في أفعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية والمبادئ، مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية أو الغرائزية
    • يمثل الأنا الأعلى الضمير، وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية.
    • الأنا الأعلى مثالي وليس واقعيا، ويتجه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا.
    • إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا، أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها.
    • أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها، ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية، والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية، والأنا الأعلى بالجانب السوسيولوجي للشخصية.

    العلاج النفسي

    توصف مكونات الشخصية عند فرويد بالديناميكية. وإذا كانت هذه الديناميكية تسير في طريق مستقر وتتفاعل بطريقه سوية أدت إلى وجود إنسان مستقر، ولكن حين تتضارب مكونات الشخصية وتتصارع سيؤدي ذلك إلى الاضطراب النفسي من وجهة نظر فرويد.
    آخر حياته

    في عام 1886 تزوج مارتا برزنيز وأنجب منها ستة أطفال؛ ثلاثة من البنين وثلاث من البنات، وأصبحت إحدى بناته طبيبة نفسية وهي آنا ولقد اشتهرت بعلاج الأطفال في لندن. توفي بسبب مرض السرطان الذي حاول إخفاءه مرارا لكن لم يفلح في ذلك، وحاول مرات عديدة الانتحار وذلك بسبب حالة الندم والحسرة في آخر عمره.

    لاقى فرويد الكثير من الانتقادات ممن جاؤا بعده، وأثبتت دراسات حديثة انتقادات لنظرة فرويد الجامدة للجنسية عند الإنسان وكيف أنه أرجع كثير من الاضطرابات إلى عوامل جنسية بحتة، وتجاهل الجانب الاجتماعي وكيفية تأثيره في الشخصية السوية وتأثيره في العقد الجنسية. ولكن رغم الانتقادات كان لفرويد عظيم الفضل في تطور علم النفس ومبادئ كثيرة تستخدم في العلاج النفسي الآن.
    مؤلفاته

    المقالة الرئيسة: قائمة أعمال سيغموند فرويد

    1. تفسير الأحلام
    2. قلق في الحضارة
    3. مستقبل الوهم
    4. موسى والتوحيد
    5. الشذوذ الجنسي
    6. تغلب على الخجل
    7. الجنس عند فرويد
    8. الذاكرة
    9. السيكولوجية النفسية
    10. نقطة الضعف.
    11. الإدراك.
    12. ما فوق مبدأ اللذة
    13. ثلاث مقالات في النظرية الجنسية.
    14. خمس محاضرات في التحليل النفسي.
    15. السلوك.
    16. تطور المعالجة النفسية.
    17. خمس دروس للتحليل النفسي
    18. النرجسية الجنسية
    19. الطوطم والتابو

    من أقواله

    – يكون المرء في غاية الجنون عندما يحب.

    – البشر أقل أخلاقية مما يعتقدون وأكثر فسوقا بكثير مما يمكنهم تخيله.

    – نستطيع أن نقاوم الهجوم والنقد، لكننا عاجزون أمام الثناء.

    – بالتقدم الذي نحرزه! في العصور الوسطى كانوا سيحرقونني، أما الاَن فهم راضون بحرق كتبي.

    – إنه لتدريب جيد أن يكون المرء صادقا تماما مع نفسه.

    – ليس بمؤمن من لا يعيش وفقا لإيمانه.

    – كما أنه لا يمكن إجبار أحد على الإيمان، فلا يمكن أيضا إجبار أحد على عدم الإيمان.

    – الوقت الذي يقضيه المرء مع القطط لا يكون مهدرا أبدا.

    -مستلزمات العدالة أول مستلزمات الحضارة.

    صورة جماعية سنة 1909 أمام جامعة كلارك. في الصف الأمامي: فرويد، غرانفيل ستانلي هال، سي جي يونغ; في الصف الخلفي: ابراهام بريل، أرنست جونز، شاندور فيرينزي.

    صورة لعيادة كان فرويد يستقبل فيها مرضاه في برغاس والسلم الذي يؤدي اليها

    نصب تذكاري لفرويد في هامبستيد شمال لندن قرب المنزل الذي عاش به قرابة العشرين عاماً هو وزوجته، والذي أصبح اليوم متحفاًانظر أيضًا

  • يكتب ميلان كونديرا عن الفنان الإنكليزي فرنسيس بيكون (1902-1992 Francis Baco).

    يكتب ميلان كونديرا عن الفنان الإنكليزي فرنسيس بيكون (1902-1992 Francis Baco).

    ميلان كونديرا يكتب عن الفنان الإنكليزي فرنسيس بيكون (،1902~1992 Francis Baco) .

    توضع كف الرسام بحركة عنيفة على الجسد ، على الوجه ، (على أمل العثور فيه وخلفه على شيء خبيء) . ماذا يختبىء هناك ؟ ( أناه ) ؟! بالطبع..كل البورتريهات التي رسمت عبر التاريخ كانت تتفيا الكشف عن ( الأنا) المخبوءة لصاحب البورتريه. تتشابه الوجوه ، بشكل يدعو للرثاء ، إنها تتداخل ويختلف بعضها عن بعض بشيء غاية في الدقة ، يدرك بالكاد ، ولا يشكل رياضيا وفي الغالب من حيث نسبته، سوى قليل من الإختلاف ، بالإضافة إلى أن تجربتنا التاريخية التي علمتنا أن الناس يقلد بعضهم بعضا . لذلك يصبح الإنسان عنصرا في كتلة ، أكثر منه فردا (موضوعا) . لا تفقد الأشكال الخاضعة للتحريف (البيكوني) ميزاتها بوصفها أعضاء حية . كيف يمكن للبورتريه أن يشبه الموديل الذي هو تحريف واعي له ؟. بورتريهات بيكون هي أسئلة حول حدود ( الأنا ). إلى أي درجة من التحريف يبقى الفرد ذاته ؟. إلى أي درجة من التحريف يمكن لفرد محبوب أن يبقى محبوبا ؟ . كم من الوقت يبقى وجه عزيز معروفا وهو يتأكل في المرض والجنون و الكراهية والموت ؟ . وأخيرا ، ما هو الحد الذي تكف ( الأنا ) خلفه ، عن ان تكون ( الأنا ) ؟.

    الصور لوحات للفنان فرانسيس بيكون
  • ماذا كتب السير تشارلز وارن عن زيارته القصيرة للسامريّين قبل قرن ونصف تقريبًا،ومُلْحَق اقتباسات ممّا كتبه: ج. ميلز

    ماذا كتب السير تشارلز وارن عن زيارته القصيرة للسامريّين قبل قرن ونصف تقريبًا،ومُلْحَق اقتباسات ممّا كتبه: ج. ميلز

    ماذا كتب السير تشارلز وارن عن زيارته القصيرة للسامريّين
    قبل قرن ونصف تقريبًا، ومُلْحَق اقتباسات ممّا كتبه ج. ميلز
    قبل ذلك بعشرين عامًا

    What Did Sir Charles Warren Write about his Short Visit
    to the Samaritans about a Century and a Half Ago, and an Appendix of Quotations from J. Mills Twenty Years before that

    מה כתב האדון צ’ארלז וארֶן אודות ביקורו הקצר אצל
    השומרונים לפני מאה וחמשים שנה בערך ונספח של ציטטות
    ממה שכתב ג’ מילז עשרים שנה לפני כן

    Haseeb Shehadeh
    Helsinki University

     

    Charles Warren, Underground Jerusalem: An Account of some of the Principal Difficulties Encountered in its Exploration and the Results Obtained. With a Narrative of: An Expedition through the Jordan Valley and a Visit to the Samaritans. London: Richard Bentley and Son, 1876 (594 pp.).
    تشارلز وارين ، القدس تحت الأرض: سرْد لبعض الصعوبات الرئيسيّة التي تمّت مواجهتها في استكشافها والنتائج التي تمّ الحصول عليها. مع سرد: رحلة استكشافيّة عبر وادي الأردن وزيارة السامريّين. لندن: ريتشارد بنتلي وابنه ، 1876 (594 صفحة).

    لا شكّ أنّ الكثيرين من السامريّين، لا سيّما الكبار في السنّ، قد سمِعوا الاسم الأجنبيّ، وارن، الوارد في بعض القِصص الشعبيّة السامريّة، وما أكثرها (اُنظر: בנימים צדקה, אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים, חלק א’. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים –חולון –2021، ص. 181-185; 224-226; 275-281; 289-292; 303-312; חלק ב’ עמ’ 340-336، 463–466. بخصوص ترجمة عربيّة لتلك القِصص، اِبحث في محرّكات البحث عن عُنوان القصّة بالعربيّة واسم المترجم حسيب شحادة). ولكن ذلك الاسم هو (1919-1847) Edward Kirk Warren، وهو رجُل صناعة، ومخترع أمريكيّ ثريّ، تعرّف على السامريّين في فلسطين في العام 1903، وقدّم لهم مساعداتٍ مثل شِراء خيام السيوان لإيوائهم، خلال أيّام عيد القُربان/الفِسْح على جبل جريزيم، وشراء ماكنات خياطة لتعليم البنات، وفتح مدرسة لهم، للبنين والبنات. وثمّة مجموعة من المخطوطات السامريّة، التي كانت بحوزته، وهي الآن محفوظة في أمريكا (اُنظر: https://www.israelite-samaritans.com/samaritan-manuscripts/).

    لكن الحديث هنا، يدور عن وارن آخرَ، إنّه جِنِرال، وعالِم آثار، ورسّام خرائط بريطانيّ (1840-1927)، كان من أوائل الأوروبيّين الذين أجْروا حفريّاتٍ في مِنطقة الحرم الشريف في القدس. وهو من مؤسّسي ”صُندوق استكشاف فلسطين“- (PEF) Palestine Exploration Fund- الشهير بدوريّته العلميّة العام 1865، وكان من أبرز الأعضاء في الصندوق، الكولونيل وعالم الآثار والدبلوماسيّ والكاتب البريطانيّ، لورنس العرب، Thomas Edward Lawrence, 1888-1935. كما كان السير تشالرز وارن هذا، عضوًا في اللجنة التنفيذيّة للصندوق منذ العام 1871 وحتّى وفاته. دافع وارن عن الاستيطان اليهوديّ في فلسطين [اُنظر كتابه: The Land of Promise: Or, Turkey’s Guarantee, 1875] ورأى أنّ فلسطين بحدودها الطبيعيّة تستطيع ٱستيعاب 15 مليون نسمة، إذا اُستغلّت مواردُها كما يجب. وهنالك كتاب عن حياة وارن هذا:
    W. W. Williams (1941), The Life of the General Sir Charles Warren.

    في الكتاب ذي العلاقة هنا، ”القدس تحت الأرض… “ المذكور تحت العُنوان أعلاه، والمتاح بالمجّان على الشبكة العنكبوتيّة، فصل قصير نسبيٍّا، ص. 206-235، عن زيارة السير رتشاردز وارِن للطائفة السامريّة في نابلس، في خلال الفترة الممتدّة من 16 نيسان إلى 22 منه من العام 1876. في ما يلي، خلاصة لما ورد في هذه الصفحات عن السامريّين.

    يلي ذلك ملحق ضمّنته اِقتباساتٍ مختارة من الكتاب:
    John Mills, Three Months’s Residence at Nablus, and an Account of the Modern Samaritans. London, 1864.
    جون إدوارد ميلز (1812-1873)، اِهتمّ بالموسيقى، وعمل مبشِّرًا ليهود لندن، وزار فلسطين مرّتين لتحسين أدائه التبشيريّ لدى الميثوديّين الويلزيّين الكالڤينيّين. له إضافة للكتاب المذكور: يهود بريطانيون، لندن، 1858 و فلسطين باللغة الويلزيّة/الويلشيّة، 1858.
    كنتُ قد قرأت هذا الكتاب في بدايات سبعينيّات القرن العشرين، خلال إعدادي لأُطروحة الدكتوراة في الجامعة العبريّة بإرشاد المرحوم البروفيسور زئيڤ بن حاييم (1907–2013)، ولكنه الآن متوفّر بترجمة عربيّة ومُتاح بالمجّان على الشبكة العنكبوتيّة.
    ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامريّة عن قرب، جون ميلز، ترجمة الدكتور عامر أحمد القبَّج. قسم التاريخ/ كليّة العلوم الإنسانيّة، جامعة النجاح الوطنيّة. نابلس- فلسطين. شؤون الدراسات العليا والبحث العلميّ في جامعة الأقصى-غزّة – فلسطين،/ عمّان: دار دجلة ناشرون وموزعون 2020.

    جون ميلز زار نابلس في العامين 1855 و 1860(قبل وارن بعشرين سنة تقريبًا) ومكث فيها ثلاثة أشهر، سكن في بيت عبدالله أبو دهود ورافقه شاب مترجم، على ما يظهر، باسم يوحنا ودأب، كما صرّح، على الاجتماع بالكاهن الأكبر آنذاك سلامة بن غزال المتوفّى عام 1857 ومن ثمّ بابنه عمران بن سلامة يوميّا، كما التقى كثيرًا بيعقوب بن هارون بن سلامة بن غزال الكاهن، الخازن وراعي الطائفة. ويعقوب هذا هو الذي أرى جون ملز درج أبيشع على عجل، عندما كان عمّه الكاهن الأكبر عمران في زيارة للقدس، وهو الذي أعدّ ملبّيًا طلب عمّه قائمةً بأسماء ثلاثة وثلاثين كتابًا في حوزة الكهنة وقدّمها لميلز. ذكر فيها بناء على طلب ميلز: العنوان، المؤلِّف، اللغة، التاريخ والموضوع. يشار لوقوع أخطاء واضحة في هذه القائمة مثل القول بأنّ كتاب الكافي ليوسف العسكري يعود إلى القرن السابع ميلادي إلخ. الجدير بالذكر أنّ ما وُضع بين قوسين () هو إضافة منّي؛ ويلاحظ اهتمام ميلز بمقارنة ما سمعه ورآه بما هو وارد في الكتاب المقدّس وأحال القارىء إلى ذلك.
    إنّي على استعداد لأرسال نسخة إلكترونيّة من هذه الترجمة لكل من يطلبها منّي على العنوان:
    Haseeb.Shehadeh@Helsinki.Fi

    يستهلّ وارن حديثه بعِبارة مقتبسة من الشاعر البريطانيّ المعروف، جون مِلْتون (John Milton 1608-1674)، مفادها ”دخان على جريزيم، أُضحيتي“ – Smokes on Gerizim my sacrifice-. ثم يكتب وارن في بداية زيارته، اليوم السادس عشر من شهر نيسان من العام 1876, أنّه بدأ بالاستعداد لها، بالرغم من حالته الصِّحّيّة السيّئة جدّا، إلّا أنّه قرّر أن يُلبّيَ دعوة صديقه السامريّ، يعقوب الشلبي -Yacoob esh Shellaby- الناطق باسم الطائفة. كما تلقّى وارن معلوماتٍ قيّمةً من صديقه الألمانيّ البروتستنتيّ (لا يذكر اسمه)، الذي كان مدير مدرسة، والذي لم يكن على علاقة حسنة مع يعقوب المذكور، ولم يعرف من السامريّين سوى الكاهن عمران، ونعت نابلس بالمكان المتزمّت.

    بلغ عدد سكّان نابلس المسلمين آونتَها، في العام 1876، عشرة آلاف، وعدد المسيحيّين، الأرثوذكس واللاتين والبروتستنت، خمسمائة وعدد اليهود مئتان، وعدد السامريّين مائة وخمسون. مارست الأكثريّة التعصّب الأعمى بدون أن تتعرّض لعقاب. نابلس أكثر مدن سوريا الكبرى تعصّبًا، ولا يعرف وارن سبب ذلك، أهو المناخ أم دم السكّان. لكلّ سكّان جبل إفرايم روح عنيفة عائبة، إنّهم ليسوا راضين عن أيّ شيء، وهم بخِلاف سائر سكّان فلسطين، بمثابة مصدر لإثارة المشاكل للحكومة التركيّة، التي كانت تسعى لتطويق عاداتهم ولكن بدون نتيجة. ولكن وجود السامريّين في نابلس، يجعلها مثيرةً جدًا للاهتمام. وقبل سنوات قليلة كان لهؤلاء الناس الغريبين بؤر استيطانيّة في دمشق ومدن أخرى في سوريا، ولكنّ الاضطهاد والعوز، أو عوامل طبيعيّة، جعلتهم يتضاءلون ويجتمعون تحت جبلهم المقدّس في نابلس.

    وهم يختلفون في لباسهم وفي مظهرهم عن الآخرين، إذ أنّهم يغطّون الرأس بقُماش كتّان أحمر – red linen cloth- (المقصود، الطربوش لتمييزهم عن الآخرين). والمسلمون -Saracens- يلبَسون الطربوش الأبيض، والرجال المسيحيّون الساكنون في البلاد يلبسون الطربوش الأزرق الهنديّ، ولليهود الطربوش الأصفر. هذا ما وجد مكتوبًا في القرن الرابع عشر، وهو موجود حتّى اليوم: الطربوش الأحمر أو البنيّ للسامريّين باستثناء وقت الصلاة. بنيامين التطيلي اليهودي (ت. 1173 م.) الذي زار هذه المنطقة المثيرة للاهتمام، كتب أنّ في نابلس مائة من الكوتيين الذين يؤمنون بالتوراة فقط، واسمهم السامريون. لديم كهنة متحدّرون من هارون ويسمّونهم Aaronim، وهم يقرّبون الأضاحي في كُنُسهم على جبل جريزيم، كما ورد في التوراة، ويدّعون بأنّه الهيكل المقدّس. وفي عيد الفسح والأعياد، يقدّمون القرابين على المذبح الذي بَنَوْه على الجبل من الحِجارة التي جمعها بنو إسرائيل بعد عُبورهم نهر الأردن. يذكر الكاتب وارن هنا، رأيَ المؤرّخ اليهوديّ، فلاڤيوس يوسيفوس، (ت. 100م.) ورواية سِفر الملوك الثاني 17: 24-28 حول أصل السامريّين، إنّهم كوتيّون من كوت في العراق، أُرسلوا لاستبدال سبط إفرايم، الذي نقل إلى بلاد ما بين النهرين.

    إنّ أتباع إبراهيم، السُّمَرة، عادوا لتقديم القُربان على جبل جريزيم، بعد أن منعهمُ المسلمون مدّة أربعين سنة وذلك بجهود السيّد Finn القنصل الإنچليزيّ (James Finn,1846-1862، ساعد السامريّين، مثل الرجوع عام 1852 والاحتفال بعيد القربان). نصب السامريّون الخيام على جبل جريزيم وكذلك السير وارن ورفاقه (لا يُفصح عنهم) في خِيام مجاورة. مرض وارن في الحلْق.

    إنّ مدينة نابلس كانت منذ القِدم مدينة المياه، يذكر أن (النبي) محمّد Mahomet، أحبّ هذه المدينة أكثر من أيّة مدينة أخرى. Mejr-ed-din (مجير الدين الحنبلي العليمي؟) يقول بأن السُّمَرة سَمّوا نابلس بالقدس-El-Kuds- نابلس بقعة محبّبة في فلسطين، إذ فيها فقط تجري المياه بغزارة في كلّ فصول السنة. فيها ينابيع، أهي 33 أو 83 متدفّقة دوما (جون ميلز في كتابه المذكور آنفًا يذكر ما يقرب من 30 إلى 40 ينبوعا). موقع نابلس رائع، بين جبليْن عيبال في الشمال، وجريزيم في الجنوب. وقبر يوسف يبعد عن بئر يعقوب حوالي نصف ميل (حوالي 804,5 م). الأوّل تحت عيبال، والآخر تحت جريزيم. (اُنظر يوحنا 4: 5). بئر يعقوب كانت بحاجة للتنظيف.

    بخصوص قبر يوسف، فإنّ التقليد الاسلاميّ يقول إِنّه في الخليل. قيل الكثير عن الجبلين، عيبال المقفر وجريزيم الخصب، ولكن في الواقع، ثمّة فرق بسيط بينهما، السفوح الجنوبيّة لكليهما جرداء، في حين أنّ الجهة الشماليّة لكليهما مُثمرة. هنالك طريقان يؤديان إلى جريزيم، جبل البركة. يرتفع جبل جريزيم 3000 قدم (914 م.) عن سطح البحر (في الأصل ocean، المحيط). أُجريت حفريّات على الجبل في العام 1866 من قِبل Major Wilson و Captain Anderson. يذكر قِبْلة السمرة- Kibleh- وهي عبارة عن صخرة طبيعيّة على الجبل. يذكر مكان كنيسة يوسْتِنْيان المثمّنة، ذات ثماني زوايا وأضلاع، وإلى الغرب من القلعة تقوم الاثنا عشر حجرًا التي وضعها، كما يعتقد السامريّون، يهوشع الملك، ولكن بالنسبة للعين الأوروبيّة فإنّها تبدو كأنّها جزء من الصخور الطبيعية. لا سِفْرَ للسُّمَرة بعد سِفْر يهوشع الذي كان نبيّا، كاهنًا وملكًا، بالنسبة للسمرة. هيكل القدس عبارة عن أُسطورة/myth. وفي الجهة الجنوبيّة للصخرة المقدّسة، يوجد تجويف، ويسمّيه السمرة قُدْس الأقداس، وإلي الجنوب من هناك مكان تقديم إبراهيم لابنه إسحاق. جبل السامريّين المبارك. في هذه المنطقة، قدّم إبراهيمُ إسحقَ، التقى ملكي تسيدك بإبراهيم وتسلّموا عشوره. هنا حلمَ يعقوب حُلْمه، وسمّى المكان بيت إيل، ولكن اسم تلك المدينة كان لوز. وهنا كان المذبح الذي أقامه يعقوب بعد رجوعه من فدان أرام، وسمّاه إيل إلوهي يسرائيل. يكتب وارن اللفظة ”مقدّس“ هكذا: Makdas (بقلب القاف كافًا). مع مثل هذا التبجيل لجبلهم، ومثل هذا الازدراء لليهود لدرجة أنّهم يسخرون منهم، لأنّهم لم يتركوا نظامًا منتظمًا للكهنوت، فهل يمكن أن نتساءل عمَّا إذا كان يجب أن تظل روح التنافس القديمة موجودة بين الناس؟ حتّى الآن، بعد تعرّضهم للضرب، والإحباط، وتضاؤل عددهم، لا يزالون يحتفظون بضراوة بأنفسهم ويحتقرون الآخرين.

    Dean Stanley (Arthur Penrhyn Stanley, 1815-1881، عميد كهنة وِستْمِنستر ومؤرّخ لتاريخ الكنيسة، أحد مؤسسي PEF المذكورة آنفًا) وصف السامريّين، كما كتب تشارلز وارن، بدون إحالة لمصدر:

    يتميّزون بفراستهم/ بخصائصهم (physiognomy) النبيلة ومظهرهم الفخم عن جميع فروع عِرق بني إسرائيل الأخرى. ولكنّه يعقّب على ذلك بقوله: لن أقول هذا، لم آخذ هذا الانطباع. بتخرقش راسي/مخّي بالعامّيّة -this did not strike me- باستثناء واحد وهو يعقوب الوسيم (يعقوب يوسف صدقة الشلبي الدنفي المولود في العام 1829، كان أوّل سامريّ سافر إلى الغرب، إنچلترا في العام 1854 وعاد إلى نابلس في خريف العام 1856. ويعقوب هذا كان قد ساعد جورج چروڤ عام 1861 على رؤية درج أبيشع. الجدير بالذكر، أنّ السيّدة ماري إليزا روجرز، 1828-1910، في كتابها المعروف Domestic Life in Palestine الصادر بطبعته الأولى العام 1862 كتبت: الرجال السامريون وسام عادة، طوال القامة، معافون وأذكياء، الذين يعرفون القراءة والكتابة قلائل جدّا. اُنظر https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583903 )، أي يعقوب الشلبيّ آنف الذكر، فإنّ السامريّين يتمتّعون بمظهر متوسّط عاديّ​​، حسّي، منعكسٌ جيّدًا في صورتنا، ”وليس لديهم الهواء الحر لليهود“ أي: لا حريّة، انفتاح وثقة بالنفس، وربّما بقسط ما من نبل الشخصيّة، فهم ليسوا عبيدًا أو خدّامًا لأحد، -and have not the free air of the Jews-، سواء كانوا سفارديم أو أشكناز: ومع ذلك، نادرًا ما يكون من العدل مقارنتهم (أي السامريّين) بأبناء الجنس العبريّ، الذين كانوا منذ مئات السنين في المنفى خارج فلسطين (وارن لا يذكر أنّ السامريّين هم من بني إسرائيل، من ٱبني يوسف-إفرايم ومنشه- ولاوي، فهو أتى بما ورد في سفْر الملوك الثاني 17: 24، بخصوص أصلهم). بحسب رأيه يجب مقارنتهم بـالمسيحيّين الأصليّين وبمسلمي المدينة والفلّاحين والبدو، فإنّهم لا يتحلّون بأيّة خصائص متفوّقة، فهم عاديّون. هناك رجال ونساء وسيمون/جميلات بشكل لافت للنظر، بين السكّان الأصليّين في فلسطين. ووارن لم يرَ أحدًا كأولئك بين السامريّين.

    قبل وصول وارن لنابلس، حدث انقسام بين السامريّين. لقد تمّ الاتّفاق على أن تضحّي العائلات بأغنامها بشكل منفرد، وأن تأكل لحم عيد الفسْح في المنزل، أو بمفردها، كما يفعل اليهود في الوقت الحاضر، كما فعل السامريّون قبل حوالي ثلاثين عامًا، عندما تمّ منعهم من تقديم الأضحية على الجبل. يبدو أنّه في عيد الفسح السابق، أخذ بعض الرجال، أكثر جشعًا من الباقين، أكثر من نصيبهم من العيد، واعتقد آخرون أنهّم تعرّضوا للخداع. كان يعقوب الشلبي يأمل أن يستفيد ماديًّا من زيارة وارن هذه لطائفته، إلّا أنّه واجه الكثير من المتاعب مع أفراد الأطراف المتضرّرة، وأقنعهم مرّة أخرى بالالتقاء كأُسرة سعيدة على قمّة الجبل المقدّس. كانوا على الجبل، في خيام متقاربة، باستثناء اثنتين، حيث تواجدت فيهما بعض النساء لأسباب دينيّة.
    في الثامن عشر من نيسان سنة 1876، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر الربيع، حلَّ قربان الفسح. تجمّع على الجبل حوالي خمسة وأربعين سامريًّا مُسنًا وشابًا باللباس الأبيض، أما النساء فبقين في الخيام. الكاهن كان يقرأ من توراة قديمة جدّا ولكنّها مجلّدة وشبيهة بتلك التي اقتنتها السيدة Ducat (لا علم لي بهذه المعلومة ولا بهذه السيّدة). عمق الفرن/الحفرة ستّة أقدام والقطر ثلاثة أقدام وأشعلوا فيه/ا حطبَا أخضر، سبعة خِراف، وبضعة جزّارين يلّوحون بسكاكينهم، يُلقون الخِراف على الجانب، وخلال ثوانٍ قليلة يتمّ النحر، ويُرشّ الدم على جبين الأولاد.

    بعد منتصف الليل بالضبط سُمع صُراخ، يعلن أنّ العيد جاهز، والرائحة المنبعثة من فوهة الحفرة /pit لم تكن جيّدة/طيّبة/سائغة. حتّى هذه المرحلة، كلُّ شيء مرّ على ما يرام. فجأة، شيطان الجشع استولى عليهم، واندلع خصام شديد حول تقسيم اللحم، وسُرعان ما تلاشت روح الإيمان. تدخّل يعقوب (الشلبي) وعمران وفضّا الخلاف مؤقّتا لتفادي الفضيحة أمام عيون الأجانب. وكلّ واحد أخذ حصّته على عَجَل.

    بعد عودته للقدس التقى السير تشارلز وارن بالدكتور روزين (Georg F. W. Rosen 1821-1891، قنصل بروسيا في القدس) الباحث المعروف عن الشرق، وسأله عن المخطوط الذي أعطاه إياه يعقوب الشلبي وكلّفه خمس ليرات إسترلينيّة، ولم يكن الشلبي راضيًا عن هذا، إذا توقّع قبض خمسين ليرة.

    اليوم الحادي والعشرون من نيسان العام 1876، كان اليوم الأخير للسير وارن على الجبل. في اليوم التالي رحل مع رفاقه/مرافقيه من الجبل للغور، وكانت مئات من الحشرات، أبو مقصّ/ earwig تغصّ في الملابس. ويذكر السير وارن بأنّ يعقوب (الشلبي) جاء إليه إلى الخيمة فأعطاه خمسمائة قرش/بياستر مقابل ما أحضر له ولمرافقيه من طعام. ألحّ يعقوب على تقبيل يد المانح. كما التقى وارن برؤساء السمرة، وأعطاهم خمسمائة قرش/پياستر أيضا لما صوّر، وأعطى عمرام والكاهن الشاب مائة قرش/پياستر.

    وأخيرًا، يشير السير وارن بأنّ تحضير القهوة البدويّة استغرق ساعة. قُدِّمت القهوة بفناجينَ صغيرة حتّى نصفها، إذ لا يجوز ملأ الفنجان لشخصٍ ذي رتبة كالفرانك، إذ تملأ الفناجين للرعاة فقط.

    الملحق

    ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامريّة عن قرب، جون ميلز، ترجمة الدكتور عامر أحمد القبَّج. قسم التاريخ/ كليّة العلوم الإنسانيّة، جامعة النجاح الوطنيّة. نابلس- فلسطين. شؤون الدراسات العليا والبحث العلميّ في جامعة الأقصى-غزّة – فلسطين،/ عمّان: دار دجلة ناشرون وموزعون 2020.

    العرب

    * عدد السكان ثمانية إلى عشرة آلاف، 9400 مسلمون والمسيحيون 500 أو 600، السامريون 151 واليهود 100.
    * تعصب أعمى. عِمامة زرقاء للكاهن المسيحي.
    * ولكن طريقة التقبيل الخاصة بهم غريبة؛ إنهم لا يقبلون الشفاه أبداً، كما يفعل الأوروبيون، بل الخدين والكتفين فقط. يقبّل أولاً الخد الأيمن، ثم الأيسر، وقد يكتفون بذلك ولا يقبّلون الأكتاف، وإذا قبّلوا الأكتاف فيقبّلون الأيمن ثم الأيسر أيضًا، مثلما فعلوا في العصور القديمة (التكوين، 33: 4؛ 45: 14، 15؛ لوقا، 15: 20).
    * المسلمون، بشكل عام، لا يقومون بتوجيه التحية لأي شخص أو عناقه ما لم يكن مسلماً وأخًا في الإيمان.
    * عندما يدخل الكاهن أو القسّيس؛ يقبِّل جميعُ الأطفال الحاضرين ظهر يده، وكذلك يفعل بعض البالغين في الكنيسة أو في أي مكان.
    * ربما لا يوجد أشخاص أكثر مراعاةً لعلامات التميُّز ولا أكثر حرصاً على الحصول عليها من العرب. يبدو أن عطش التباهي العبثي متأصل بعمق في طبيعتهم.
    * ومما شاهدته أن الناس هنا من أكثر الشعوب شغفاً بالتدخين وأشدهم شراسة في تعاطيه؛ لقد رأيت أكثر من اثني عشر مدخناً يتعاطونه سوياً في الغرفة نفسها. وكان بعضهم مدمنًا على تعاطيه لدرجة أنهم لا ينفصلون عن أنابيبهم إلا عندما يأوون إلى الفراش.
    * وبعد حفلة الأرجيلة يأتي دور القهوة، فالعرب مغرمون جداً بها، إذ يشرب الواحد منهم عدة أكواب في اليوم، وتعد القهوة دليلاً على كرم الضيافة تجاه الزائرين، وإذا أراد المضيف إهانة زائره وتجاهله؛ فإنه يمتنع عن تقديمها له. وبعد أن ينتهي الفرد من الشرب يعيد الفنجان، وخلال ذلك يميل رأسه قليلاً ويلمس جبهته بيده اليمنى ويُحيي المُضيف، فيقوم المضيف بدوره بنفس الحركات.
    * ما أشعل غضبه (الزوج) أكثر، فشتمها (زوجته) وأمها وأصدقاءها وأقاربها، كما يفعل العرب. وثمة سمة غريبة جداً للشخصية العربية، لم أكن قد لاحظتها من قبل: مقاطعتهم لبعضهم خلال الكلام، علاوة على الصراخ والفوضى والاندفاع العاطفي.
    * لعل من الأمور الشائعة لدى العرب؛ الإسراع في الزواج بعد وفاة الزوجة، وعدم الانتظار، وبخاصة إذا ما توفرت العوامل والظروف التي تنسجم مع الأعراف والتقاليد الشعبية.
    * ولم ينكر محاورونا اتِّسام العرب بجملة من الرذائل والمثالب، ولكن اعترافهم بوجودها لا يأتي بهدف إبداء الأسف عليها أو من أجل عقد العزم على تجاوزها والإقلاع عنها؛ وإنما من أجل تبريرها والتنصل من المسؤولية عنها.

    * ولكن العرب تفوقوا على غيرهم في حُبه (أي المال) وعبادته. ومن أجل الحصول عليه دون جهد كبير؛ يلجأ العربي إلى التوسل، والكذب، وقد يفعل أي شيء، وكل شيء، من أجله. ولا تتلألأ عيون اليهودي أو غير اليهودي بصورة أكثر سطوعاً؛ إلا عندما يحصل على قطعة النقد المعبودة. أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ” (الرسالة الأولى إلى ثيموثاوس، 6: 10).
    * حب المال، الكذب، الخداع وعدم النزاهة، (المزامير 12: 2)، غياب الورع والتقوى، ممارسة عادة الشتم، قسوة ووحشية.
    * صديق يهودي، حاخام في القدس، حدثني يوماً عن الحالة الأخلاقية لمجتمعه، فقال: سأخبركم بحالتنا في بضع كلمات، نحن نعيش اليوم حالة مشابهة لما كانت عليه أوضاع أجدادنا أيام إرميا: لا يوجد ثقة بين الناس، ولا يثق الأخ حتى بأخيه، والافتراءات بين الناس هي سيدة الموقف، وكذلك الخداع والكذب. وبذلك يكون قد أعطى صورة واضحة عن الحالة المجتمعية التي نعيش.
    * والعربي بارع أيضاً في إخفاء مشاعره.
    * ويمكن القول أن العربي يعامل فرسه بلطف ورقة أفضل مما يعامل زوجته وأهل بيته.
    * وعلى الرغم من كل ما ذكر؛ فإن العرب يملكون بعض صفات الوفاء والرجولة والشهامة، مختلطة مع شخصيتهم بطريقة غريبة. وهذه الصفات والشمائل غير موجودة لدى كثير من الأشخاص ممن ينتمون إلى نفس الطبقة في أوروبا. فعندما تحوز ثقتهم، فإنهم يظهرون الكثير من اللطف وكرم الضيافة. كما لا يمكن لأحد إنكار رجاحة عقلهم، وفي هذا فإنهم يمثلون أنموذجاً يُحتذى. وكما قال غيريوس مزبر: سيصبح العرب شعباً محترماً عندما يشاء الله أن يمنحهم طبيعة أفضل.

    السامريّون

    * ويعتقد السامريون أنهم الوحيدون من أبناء إسرائيل الأنقياء وغير المختلطين، وينحدرون من نسل يوسف الصديق وأبنائه، … يحاول السامريون البرهنة على أنهم الممثلون الحقيقيون الوحيدون لبني إسرائيل الذين دخلوا فلسطين بقيادة يوشع بن نون، وأن عائلة كاهنهم الحالي يقع نسبها في سلسلة غير منقطعة تصل إلى هارون؛ أول كاهن للأمة.
    * السامريون يعيشون في نابلس فقط، على غرار الغيتو.
    * كان عدد السامريين في العام 1855 مائة وخمسين فردا تابعين لأربعين عائلة. وبعد خمس سنوات لم يزدادوا إلا بشخص واحد.
    * وإذا ما انتقلنا للحديث عن الشخصية السامرية؛ أشير أنني عايشت عرباً ويهوداً في المنطقة؛ ولكني لم أجد أحداً يمكن مقارنته بهم، إذ يتسم السامريون بالنبل، ويتميزون عن غيرهم بصفات شخصية فسيولوجية خاصة: طول القامة وشموخها، وبجبهة مستقيمة وعالية، وجبين كامل ممتلئ، وعيون كبيرة على شكل حبات اللوز، وأنف معقوف، وفم كبير إلى حد ما، وذقن حسن الخلقة، مع استثناءات قليلة.
    * المسؤولون السامريّون: سلامة بن طابيه (غزال)، كاهن الربّ العليّ في نابلس، كما وقّع إلى جانب اسمه، زاول استحضار الأرواح والسحر، أضمر عداوة وحقدًا تجاه يعقوب الشلبي؛ عمرام بن سلامة المولود عام 1816 تزوج ثانية لإنجاب ذكر يخلفه وتم له ذلك. دأب ملز بالجلوس مع عمرام يوميًّا بضع ساعات؛ لقد كان الأفضل من بين جميع السكان الأصليين الذين التقيت بهم على اختلاف عقائدهم، باستثناء اثنين أو ثلاثة كانوا متأثرين بشدة بالحقائق الإيمانية الإنجيلية. وسأحتفظ لهذا الكاهن بكل آيات الشكر والاحترام، لأنني مدين له بكل المعلومات التي حصلت عليها حول الطائفة السامرية؛ يعقوب بن هارون ابن أخ عمرام.
    * وتجدر الإشارة هنا أنه لا يوجد في العالم شعبٌ أكثر اهتماماً بموضوع النسل وشغفاً به من شعب فلسطين. وهذا ليس بجديد؛ فمسألة إنجاب الأطفال لم تزل تستحوذ على اهتمامه العاطفي والفطري منذ أقدم العصور. فهكذا كانت حنة -Hannah-في قديم الزمان (صموئيل الأول، 1: 5-6).
    * التمييز بين الذكر والأنثى شائع في الشرق.
    * ومن أهم الأيام التي تجلب الحظ الحسن لدى السامريين؛ يوم الخميس، وهو اليوم الوحيد الذي يحددونه للخطبة.
    * اللغة العبرية القديمة الأصلية، وهي لغة لسانها غير معروف سوى لعدد قليل جداً من الناس.
    * الطلاق ممنوع لدى السامريين، بعكس جيرانهم اليهود والمسلمين، ليس بسبب النظرة المجتمعية لقدسية رابطة العلاقة الزوجية، ولكن السبب يكمن في المقام الأول بندرة الإناث.
    * يعقوب شلبي، الذي تحدثنا عنه، حيث قام السامريون بمنح عروسه خلال وجوده في إنجلترا لشخص آخر، وذلك بسبب سلوكه المخزي خلال سفارته كرسول لهم إلى إنجلترا.
    * لا حليتساه عند السامريّين، أي زواج شقيق الزوج المتوفّى من أرملته.
    * وأما بخصوص موضوع الطهارة؛ فهناك سبعة أشياء تنجس، أربعة تخص كلا الجنسين، وثلاثة تقتصر على الجنس الأنثوي: أولاً: الجِماع . ثانياً: الاحتلام الليلي، أي وقوع الجنابة بدون فعل جنسي حقيقي. ثالثاً: لمس جسد الميت. رابعاً: لمس الطيور غير النظيفة، ورباعيات الأرجل والزواحف. خامساً: الدورة الشهرية، وتبقى المرأة نجسة سبعة أيام. سادساً: الأنثى خلال النزف -Haemorrhage- إذا ما استمر بعد انقضاء أيام الدورة الشهرية لأكثر من سبعة أيام. سابعاً: الولادة، وتبقى الأم نجسة لمدة واحد وأربعين يوماً إذا كان الطفل ذكراً، وإذا كانت أنثى؛ لمدة ثمانين يوماً.
    * صلاة السامريّ الصباحية كالعادة بالعبريّة القديمة طويلة ومملّة وهي قبل الطعام، الشرب أو التدخين. وهذه العبرية مقدّسة عند السامريّ والقِبلة نحو جبل جرزيم. والسامريون لا يميزون بين الذكور والإناث في صلاة الصبح كما يفعل اليهود. الفرق الوحيد بين الجنسين لدى السامريين هو أن صلاة الإناث أقصر قليلاً من الذكور.
    * عندما يجلس السامريون لتناول الطعام تُعلن البركة، أي النعمة والشكر، قبل تناوله؛ ويشكرون الله مرة أخرى عند الانتهاء منه، وهذا الواجب يقع على عاتق ربّ الأسرة تمشياً مع شريعة موسى وسنّته.
    * ويحرص السامريون على إعداد طعامهم بأنفسهم، لأنهم لا يأكلون أي طعام مطبوخ خارج بيوتهم، ولا يأكلون طعاماً أعده اليهود أو الوثنيون.
    * وبعد خروج الروح تبدأ على الفور طقوس غسل الميت وتطهيره بعناية بالماء النظيف، على يد أشخاص من نفس الطائفة، مكلفين بهذه الخدمة؛ ويعتمد اليهود الطقوس نفسها، كما لا يستأجر الطرفان مسلمين أو مسيحيين لهذا الغرض. وبعد تغسيل الميت تقرأ آيات من الكتاب المقدس حتى الآية 1 من سفر العدد، إصحاح 30.
    * ومن ناحية أخرى فإن السامريين لا يصلّون على الأموات أو من أجلهم في كل مناسبة كما يفعل اليهود. قال عمرام: نحن لا نصلي من أجلهم، ولا نصلي للأحياء أيضاً، نحن نصلي لله فقط.
    * ومن الغريب أن نلاحظ أنه لا يوجد طائفة دينية أخرى تستخدم التوابيت غير السامريين. إنهم يفعلون ذلك تقليداً لما حدث مع أبيهم يوسف بعد موته (التكوين، 1: 26).
    * ويُطلِق السامريون على المقبرة “بيت الموتى”، بينما يطلق اليهود بكل أقسامهم عليها “بيت الأحياء”.
    * ولعل أقدم الأماكن التي خصصت لدفن موتاهم (السامريون)، وفقاً لرواية عمرام، كانت عند أسفل سفح جبل عيبال، ليس بعيداً عن الطرف الشرقي من الوادي.
    * من الصعب التمييز بين صلاحيات كل من الكاهن وراعي الطائفة أو إيجاد خط فاصل بينهما، إلا عندما يتعلق الأمر بالنطق بمباركة الكهنوت، وهذا من صلاحيات الكاهن وحده.
    * وأما الأسماء التي يدعون بها الله؛ فهي: يهوه، إلوهيم، شاداي، وأدوناي. والأول هو الأكثر قداسة، يستخدمونه في معظم الأحيان، وعادة ما تبدأ رسائلهم بعبارة “باسم يهوه” -Beshem Jehovah-. (لا يذكر المؤلّف أنّ السامريّ لا يلفظ الاسم يهوه بل يقول شيما أي الاسم).
    * الكاهن عمرام لفظ الكلمة שילה shalah, التكوين 49: 10، وسمع أن التاهب/المسيح سيأتي عام 1910.
    * يؤمن السامريون بشدة بالحياة الأخرى.
    * ومن الجدير بالذكر أن كنيسهم الحالي ليس قديماً، وأما السابق فيعود تاريخه إلى ما قبل العصر المسيحي، وكان، كما قيل لنا، مبنياً ببراعة وإتقان، وقبل 470 سنة صادره المسلمون منهم، وحوَّلوه إلى مسجد.
    * وأثناء الصلاة يكون الوضع العام هو الجلوس على الأرض؛ نوع من القرفصاء. المسيحيون المحليون يقفون أثناء الخدمة الإلهية، باستثناء عدد قليل من البروتستانت الذين يتصرفون مثل السامريين عندما يجتمعون للصلاة.
    * وخلال بعض أجزاء الصلاة يقف المصلون السامريون جميعاً، وفي أجزاء أخرى يسجدون نحو المذبح، ويمارسون عادة السجود في احتفالاتهم أيضاً. وأما اليهود فلا يسجدون أبداً إلا في يوم الغفران.
    * خلال أداء الصلوات في الكنيس السامري يبقى المصلون معتمرين غطاء الرأس؛ فالرأس المكشوف وفق تقديرهم يشير إلى عدم إظهار الاحترام، كما أنهم لا يسمحون لأي زائر غريب بخلع قبعته أثناء تواجده في الكنيس، وفي هذا يتفقون مع اليهود، ومع جميع السكان المحليين الأصليين.
    * وبالإضافة إلى ذلك، أخبرني عمرام أنه استحدث عادة لقراءة التوراة كلها مرة واحدة في الشهر.
    * أما لغة الطقوس فهي العبرية القديمة، ولكنها تبدو كلغة ميتة، لأن المصلين لا يفهمون ما يسمعون، ما عدا الكاهن ورجال الدين المقربين وواحد أو اثنين من الحضور.
    * وأما طابع طقوسهم فغريب جداً، ولكنه أكثر احتشاماً ولياقة مما هو متبع لدى المسلمين واليهود والمسيحيين، باستثناء بعض البروتستانت. ولم أر قط خلال العبادة الجماعية السامرية مشاهد عنيفة أو همجية كالتي شاهدتها في أماكن عبادة أخرى.
    * فقد اقترحت مرة على عمرام أن القراءة البطيئة والأسلوب الأكثر هدوءاً ستكون مفيدة ومجدية أكثر. فأجاب أن الجماعة، وبعد أن اعتادت على هذه الطريقة؛ فمن الصعب إقناعها بأخرى.
    * كان “شيوخ إسرائيل السبعون” قد ألفوا سبعين لحناً في زمن موسى، وفقا للرواية السامرية، وقيل لنا أيضاً أن هؤلاء كلهم كانوا موسيقيين.
    * السامريون لا يقحمون الخدم والمساعدين من ديانات أخرى للقيام بأي عمل يخالف قدسية السبت، وأما اليهود فلديهم ما يعرف بالأغيار -Goim- يتخذونهم من غير اليهود، لإشعال النار وإيقاد الشموع (الخروج، 35: 3).
    ففي أحد أيام السبت تلقيت رسائل من أصدقائي في القدس، ومنها واحدة لعمرام، فسلمتها له في ختام خدمة الصباح، ولم يتمكن من فتحها بسبب السبت، وعندما فتحت له؛ قام بقراءتها.
    * والفكرة العظيمة المتمثلة في المحافظة على حرمة السبت هي أن يظلوا هادئين، وعلى السامري التزام الطاعة مهما كانت العواقب، حتى لو سرق اللصوص أغنامه، أو شبّت النار في بيته أو تعرضت حياته للخطر. بمعنى آخر؛ لا يجرؤ على التصرف بأي شكل من الأشكال من أجل الدفاع عن نفسه أو عن ممتلكاته.
    * ولم أتمكن من معرفة إن كان لديهم طبق مميز بعينه ليوم السبت. ومن ناحية أخرى؛ لا يقلد السامريون طقوس اليهود في احتفالات كيدوش-Kidush- وهبدَلاه -Havdalah- وتوابعهما عندما يدخل السبت.
    * آخر هذه الجداول المكتوبة كانت قد أُرسلت بواسطة سلامة، والد الكاهن الحالي في عام 1820م، إلى إخوانه المفترضين في أوروبا. إن طريقة الحساب السامرية بحد ذاتها مثيرة للفضول والاهتمام، وسأضيف إلى صفحات هذا الكتاب عينة منها، كتبها الكاهن السامري بنفسه.
    * ومن الضرورة أن نعلم أن السامريين كاليهود؛ لديهم نوعان من السنوات، نوع مدني وآخر كنسي ديني. النوع الأول يبدأ مع شهر تشري، والثاني مع نيسان. ويتم تنظيم جميع الأحداث المرتبطة بشئون الحياة العامة وتوفيقها زمنياً بناء على التقويم السنوي المدني، وأما الأحداث والمناسبات الدينية فيربطونها بالتقويم السنوي الكنسي الديني.
    * كان المسلمون قد منعوهم من إقامة الفصح على قمة الجبل لما يقرب من أربعين عاماً، فأقاموه في الحي الخاص بهم، في المدينة، إلى أن استعادوا حقهم في الصعود إليه منذ عشرين عاماً خلت، بوساطة السيد فِن -Mr. Finn-القنصل الإنكليزي في القدس.
    * في وقت مبكر من صباح اليوم الرابع عشر، يغلق جميع أبناء الطائفة، مع بعض الاستثناءات القليلة، مساكنهم ويتسلقون جبل جرزيم، وينصبون خيامهم على قمته بشكل دائري، استعداداً للاحتفال بأكبر مناسبة قومية.
    * وخلال إقامتي في نابلس في بداية عام 1860م، تلقيت دعوة من عمرام كاهن الطائفة السامرية لقضاء أيام الفصح في خيمته الخاصة. وبعد أن مكثت سبعة أيام في القدس، حضرت خلالها احتفالات المسيحيين بعيد الفصح؛ عدت إلى نابلس في الوقت المناسب لأشهده مع السامريين، وفي العام المذكور صادف حلول العيد يوم السبت، فكان لا بد من البدء بطقوسه يوم الجمعة الذي وافق الرابع من أيار. وهذا ما دفعهم إلى تقديم الإجراءات ساعة أقل من المعتاد حتى يتسنى لهم الانتهاء قبل دخول السبت.
    * منع تصوير الاحتفال بعيد القربان.
    * فتحت أقدامي توجد آثار المعبد الشهير المهدم، وعلى يساري، إلى الجنوب؛ الطريق، المكون من الدرجات السبع، الذي طرد منه آدم من الجنة. وإلى الجنوب قليلاً؛ المكان الذي عرض فيه إسحق للذبح. وبالقرب منه باتجاه الغرب كانت صخرة قدس الأقداس. وبالضبط، بالقرب من الحائط الذي وقفت بجواره، إلى الشمال الغربي منه، أحجار يوشع بن نون المشهورة.
    * الفرن/حفرة الفسح عمقها ستة أقدام تقريبًا وقطرها ثلاثة.
    * عدد المحتفلين البالغين الذكور 48 وعدد الخراف ستّة.
    * النساء والأطفال الصغار بقوا في الخيام.
    * وحينها (أي بعد نحر الأضاحي) قام الشبان بغمس أصابعهم في الدم وبدأوا يضعون جزءاً منه على جباه الأطفال وأنوفهم، ثم وضع الدم على جباه بعض الإناث وأنوفهن؛ أما الذكور البالغون فلا.
    * وأزيلت أرجل الحملان الأمامية اليمنى التي تخص الكاهن، ووُضعت مع الأحشاء الداخلية فوق النار، وأضيف إليها الملح، وأُحرقت. وأما الكبد فتمت إعادته بعناية. ثم قاموا بإزالة أوتار عراقيب الحملان، ورشوا الملح في جوف كل منها. وبذلك تكون جاهزة للشيِّ.
    * فنحاس بن إسحق تولّى توزيع اللحم المشويّ على المحتفلين. وطريقة تناوله مذكورة في سفر الخروج 12: 11. وفي أقل من عشر دقائق نفذ كل شيء ولم يبق سوى العظم والقليل من الفتات، التي نشطوا في جمعها، وفُحصت المنطقة بعناية، فالتقطت كل كسرة خبز أو بقية من طعام بالإضافة إلى العظام، وألقيت كلها في نار داخل حفرة أعدت لهذا الغرض: “وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ” (الخروج، 12: 10).
    * الخبز المستخدم في هذا العيد يطلق عليه السامريون: ماسات -Masat-، ويلفظونها بالعبرية: ماتسوث -Matsuth- وهو مطابق تماماً للماتسوث اليهودي، إلا أنه أكبر قليلاً، ومن أجل المزيد حول هذا الموضوع؛ يجب أن أحيل القارىء إلى كتابي “اليهود البريطانيون”.
    * السامريون مثل اليهود المتشددين يعلقون بعض الكعك في منازلهم حتى عيد الفصح التالي، بهدف الحماية وطرد السحر والشياطين، ومن أجل جلب البركة للبيت والأسرة.
    * وفي اليوم التاسع (من الشهر السابع)، قبل ساعتين من غروب الشمس، يتطهر الجميع، ذكوراً وإناثاً، بمياه جارية نظيفة؛ وبعد ذلك يتناولون الوجبة الأخيرة قبل الصوم الكبير، وعملية التطهر هذه يجب أن تتم على الأقل قبل نصف ساعة من غروب شمس ذلك اليوم. وبعد الانتهاء من الوجبة؛ يبدأ الصيام الأكبر والأكثر صرامة حتى بعد انقضاء نصف ساعة من غروب شمس اليوم التالي، وبذلك يكونوا قد صاموا بشكل جماعي خمسة وعشرين ساعة (اُنظر سفر اللاويين 23: 27-32).
    * وخلال فترة الصيام المذكورة (يوم الغفران)، لا يُسمح للرجل أو المرأة أو الطفل، ولا حتى المرضى أو الرضع، بتذوق أي كسرة خبز أو قطرة ماء، ولا يُسمح بأي تساهل، مهما كان تافهًا؛ صيام صارم جداً، وحتى الدواء ممنوع. وقبل حوالي نصف ساعة من غروب الشمس يجتمعون في الكنيس، حيث تبدأ الطقوس الدينية الخاصة بذلك اليوم ليوم واحد، ويتم أداؤها دون انقطاع في ظلام دامس طوال الليل، تتلى خلالها أسفار موسى الخمسة، إلى جانب الصلوات والأدعية التي تتم قراءتها بما يتناسب مع هذه المناسبة. وتتكرر هذه النصوص الدينية التوراتية من قبل الكاهن عمرام وابن أخيه بالتناوب، وأحياناً من قبل شخص آخر من المصلين. وتجدر الإشارة أن هذين المسئولين على دراية جيدة بطقوس المناسبة، وأنهما قادران على تلاوة التوراة عن ظهر قلب…
    * وفي صباح اليوم التالي يخرجون في موكب لزيارة مقابر بعض أنبيائهم، ويقومون هناك بقراءة أجزاء من التوراة. وبعد عودتهم عند الظهر، يتم استئناف الطقوس في الكنيس كما كان من قبل. وعندما تقترب من نهايتها تقام أعظم المراسم لهذا اليوم، وذلك من خلال عرض الدَّرْج: اللفافة القديمة التي يؤمنون أن كاتبها هو أبيشوع (أڤيشع) الحفيد الأكبر لهارون.
    * وبذلك تكون جميع طقوس يوم الغفران-Kibburim- المملة قد انتهت، وهنا يمكن أن نضيف أن المحتفلين يستخدمون العكازات ليميلوا عليها أجسامهم للاستراحة، وكذلك يفعل مسيحيو الشرق.
    * في يوم الحادي عشر أي في الغد من يوم الكفارة، يبدأون ببناء المظال، التي يجب أن تكون جاهزة في صباح يوم الرابع عشر، ويجب أن تُنصب في الهواء الطلق، ولهذا الغرض يتم بناء ساحات لها. لم أتعلم طريقة بنائها، ولا الطريقة التي يستخدمون بها أربعة أنواع من الأغصان (اللاويون 23: 40، 42-43، ).
    * في شهر شابات -Shabat- يحيي السامريون عيد فوريم أو بوريم -Porim-. أما اليهود فيحتفلون به في الرابع عشر من شهر آدار -Adar- إحياءً لليوم الذي أنقدت فيه الملكة اليهودية إستير -Esther- يهود فارس من المؤامرة التي دبرها زوجها لذبحهم. وكلمة بوريم تعني “جزء” أو “نصيب”، ولكن السامريين يحتفلون به في الشهر السابق، وتحديداً في السبوتات الثلاثة الأواخر من الشهر، ليس لخلاص اليهود على يد إستير، وإنما إحياء لذكرى الخروج من مصر بقيادة موسى. ولدى السامريين طقوس في هذا اليوم تستمر ست ساعات، تضم استعراضاً لتاريخ الحدث كما هو مسجل في التوراة، مع الصلاة، وترانيم البركات والأناشيد. والهدف من هذا العيد هو أن يكون إحياءً تذكارياً لمهمة موسى الكريمة والظروف المرتبطة بها. وهذا العيد غير إجباري كما قال الكاهن، الذي بدوره يسميه عيد الفرح.
    * ويعد جبل جرزيم قِبلة السامريين الأولى والوحيدة في العالم. فمثلما يولي اليهودي في جميع أنحاء العالم وجهه في الصلاة شطر جبل الهيكل في القدس؛ كذلك يفعل السامري تجاه جريزيم، الذي هو جبل هيكلهم. ولا شيء يمكن أن يُعطي فكرة أفضل عن التقدير الكبير الذي يكنونه لهذا الجبل المقدس من الأسماء المختلفة التي يسمونه بها، وعددها ثلاثة عشر اسماً. وسوف اسميها كما وردت على لسان عمرام: …
    * يُعدُّ أهالي نابلس أكثر أهل فلسطين المسلمين تعصباً وشراً، وما زاد الطين بلة؛ السياسة السيئة التي تنتهجها الحكومة المحلية تجاه شعبها، منذ عصور.
    * ومن أهم العائلات المحلية التي نشطت في التنافس فيما بينها على الزعامة؛ عبد الهادي وجرّار وريّان وطوقان، فحققت نجاحات متفاوتة، ما خلق جواً من التوتر، وأبقى المنطقة في حالة صراع وحرب وسفك للدماء. فسجلت الفترة الواقعة بين 1805 و1842م إجراء ما لا يقل عن ثلاثة عشر تغييراً للحكام، ما جعل منطقة جبل نابلس تضطرم بالصراعات والمؤامرات لفترات طويلة، فأضر ذلك كثيراً الوضع المعيشي للسكان، وبخاصة إذا ما علمنا أن كل تغيير كان يرافقه رشاوى ثقيلة، مما سيجعل الحاكم الجديد مضطراً لسد العجز في موارد خزينته من خلال فرض ضرائب باهظة على السكان.
    * كان السامريون من أكثر الناس معاناة واضطهاداً على يد المسلمين في ظل الأوضاع المذكورة، لأسباب سياسية ودينية.
    * وفي عام 1841م، تعرضوا لشتى أنواع التنكيل، ولم ينقذهم من محنتهم سوى الإعلان الذي أصدره الحاخام اليهودي الأكبر في القدس. وسأقدم القصة كاملة كما رواها أحدهم: قبل العام المذكور بقليل، كانت أرملة سامرية قد تعرضت للخداع من قبل بعض المسلمين المؤثرين، فاعتنقت الإسلام. وكان لديها ابناً وابنة بقيا يعيشان عند السامريين، فقرر العلماء المسلمون أن عليهما اتباع دين أمهما واعتناق الإسلام، إلا أن حاكم المدينة لم يوافق على هذا الإكراه، وعارضه بشدة. فغضب العلماء منه بسبب معارضته لهذا الأمر الديني، ما أدى إلى إحداث مزيد من الفوضى، فاستغل محمود عبد الهادي، عمّ الحاكم، هذا الأمر وذهب إلى دمشق بحجة السعي لإصلاح الأمر، وهناك، عن طريق الرشوة والتضليل، حصل على مرسوم يمنحه الحق في الحكم، ما أدى إلى عزل ابن أخيه. وعند وصول محمود إلى نابلس؛ أخبره العلماء أنه لن يحظى بتأييدهم ورضاهم ما لم يعمل تطهير المدينة من الديانة السامرية، وطلبوا منه أن يقوم قبل ذلك بإكراه ابني الأرملة السامرية على اعتناق الإسلام. فرضخ الحاكم الجديد لمطالبهم، ونجح في حمل الصبي، ذي الأربعة عشر عاماً، على اعتناق الإسلام، بعد أن سجنه لمدة أسبوعين، تعرض خلالها للتهديدات والجلد المتكرر، كما أُجبر على تغيير اسمه من إسحق إلى محمد، وهو معروف الآن في جميع أنحاء جبل نابلس باسم محمد بن أسعد. أما أخته فماتت بسبب الخوف والتعذيب. وبعد إسلامه، تجمع العلماء وتآمروا على قتل جميع أبناء الطائفة السامرية ما لم يعتنقوا الإسلام. ومن قبيل الصدفة أن سامرياً اسمه مبارك كان من بين الحضور، فانزعج مما سمع، وأخذت نفسه تسوله بإبلاغ إخوانه، ولكن المسلمين هددوه وأجبروه على اعتناق الإسلام، ثم حملوه على ظهور الخيل وطافوا به أرجاء المدينة ابتهاجاً، وصاروا ينادون على أبناء الطائفة يدعونهم للإسلام. فشعر السامريون بالخوف، ما دفعهم إلى الاختباء، وهرب البعض من المدينة.
    * ومن الجدير بالذكر أن السامريين، خلال السنوات الأربعين الأخيرة، سُحقوا تقريباً بسبب بربرية عبد الهادي وموسى بيك، ما اضطرهم للسعي مراراً لطلب حماية فرنسا وبريطانيا؛… عمد الباب العالي إلى إسناد مهمة حكم المدينة لحاكم تركي عام 1855م، فتحسنت أحوال السامريين.
    * (تفيد المخطوطة المكتوبة عام 1772 بقلم أحمد أفندي التي يملكها د. لي Lee: عمائم السمرة يجب أن تكون مصنوعة من مواد خشنة غليظة وملابسهم كذلك؛ منع السامريون من ركوب الخيول والاقتصار على الحمير بدون سروج وفي ظروف ملحّة فقط وعند مرورهم بمسجد عليهم الترجل وأُجبروا على تعليق أحذيتهم القديمة على أكتافهم وبها أجراس؛ لا يسمح للسامريّ برفع بنائه أعلى من بناء المسلم الجار وبالأصل لا يسمح للسامريّ مجاورة المسلم.
    لا بد لي من الإضافة هنا أن عدداً قليلاً من السامريين يمارس بعض الحرف اليدوية، ولكن أغلبيتهم تجار، يتاجرون بسلع مختلفة، وهم كطائفة؛ فقراء نسبياً، ومضطهدين.
    * لغات السامريين ثلاث؛ يستخدمون العربية والسامرية في واجباتهم الاجتماعية الداخلية، والعبرية في طقوسهم الدينية، وأما لغتهم المحكية خارج مجتمعهم فهي اللغة العربية.
    * النسخة السامرية وكذلك اليهودية انبثقتا من المخطوط الأصلي الذي كتب بخط موسى، وأما اختلافهما فسببه أعمال التنقيح التي جرت على المخطوط من جانب كل من اليهود والسامريين، وبمعنى آخر؛ فإن النسخة الأصلية هي ذاتها. وما أوردناه باختصار هو الرواية غير السامرية، أما هم أنفسهم فيقدمون رواية مختلفة للغاية، كما سنرى. خلال إقامتي بينهم في عام 1860م، أعار لي الكاهن نسخة من أسفار موسى الخمسة، وأعتقد أن مثل هذه النسخ لا يتم إعطاؤها لأحد من خارج مجتمعهم إلا بإذن وتصريح رسميين، باستثناء واحدة أُرسلت إلى إخوانهم المفترضين بواسطة هنتنغتون-Huntington- مكتوبة على ورق شرقي، على شكل كتاب ينقسم إلى مجلدين؛ الأول يحتوي على سفر التكوين والخروج، والثاني يحتوي على اللاويين والعدد والتثنية.
    فالنسخة السامرية ليست خالية تماماً من الحركات، إذ أنها تحتوي عدداً قليلاً منها، وبخاصة: النقطة، وهي الأكثر شيوعاً، توضع بعد كل كلمة، ولا يتم حذفها إلا في نهاية السطر. ومن الحركات الأخر: الشَّرطة الصغيرة توضع فوق الحروف، والتي لديها غير دلالة واحدة، وذلك من أجل تمييز الكلمات المتشابهة حرفاً، المختلفة لفظاً. على سبيل المثال: אֶל وتعني إلى، to or at، أما אל بشرطة فوق الألف؛ فتعني: الرب. وأحيانا توضع الشرطة فوق التاء في את لتكون بديلاً عن الهاء אתה، ومن الحركات الأخرى: نقطتان رأسيتان بينهما خط، توضع للإشارة إلى ترقيم معين أو تشكيل ما، وهذه شائعة بكثرة. لا توجد قاعدة على ما يبدو في اختيار هذه الإشارات، بل تعتمد على خيال الكاتب، حيث نجدها مختلفة في نسخ عديدة.
    * لكن الميزة الخاصة التي يراعي السامريون التقيد بها، أن يبدأوا المخطوطات على الصفحة الداخلية وليس على ظهرها من الخارج بأي حال من الأحول، ويلتزمون بهذه القاعدة بدقة وصرامة لا متناهية، وتتم مراعاة هذه القاعدة على هذا النحو في النسخ المطبوعة أيضاً، إن كان بوسعهم طباعتها.
    * وأما النسخة السامرية فتسمي الأسفار: الكتاب الأول، الكتاب الثاني، وهكذا. ولكن من الأهمية بمكان أن نضع في اعتبارنا أن الفكرة الأصلية والفعلية للكتابة هي، أنه كتاب واحد فقط، وثيقة واحدة، ولا يوجد في العقل السامري أي وجود لخمسة كتب منفصلة، بل قانون إلهي واحد اسمه التوراة.
    * ومن الجدير بالذكر أن النسخة السامرية تختلف عن العبرية في أكثر من ألفي حالة، وأن “السبعونية” تتفق مع النصوص السامرية.
    * وكانت ملفوفة (درج أڤيشع) بغطاء الساتان الأحمر، المزين بالنقوش السامرية المطرزة بأحرف من ذهب. وعندما أزال الغطاء وجدت أن اللفافة كانت محفوظة في علبة فضية أسطوانية، وتُفتح إلى دفتين، بينهما ما يشبه المفاصل، بحيث يتم عرض عمود كامل للقراءة. وحينها استأنفنا النظر إلى اللفافة القديمة مرة أخرى، وكانت الكتابات على العمود المكشوف مطموسة، غير ظاهرة، بسبب قيام الناس عبر الأزمنة المتعاقبة بلمسه وتقبيله. فطلبت من يعقوب السماح لي بفكها وعرضها، فوافق؛ وحينها قمت بإعداد بعض الملاحظات، ومضمونها كما يأتي: (الرق قديم جدا، طول العمود 13 إنشًا والعرض 7،5 إنش، الكتابة صغيرة إلى حد ما، في كل عمود من 70 إلى 72 سطرًا، في اللفافة 110 أعمدة، التشقيل في سفر التثنية داخل ثلاثة أعمدة، اللفافة مهترئة وممزقة في العديد من المواضع، مصححة في مواضع، ثلثا النصّ الأصلي لا يزال مقروءا.
    * وأخيراً؛ النسخة العربية، التي كتبها أبو سعيد في مصر في حوالي عام 1000م.
    * لا يمكن أبداً مقارنة أدب السامريين، في أزهى أيامه، مع أدب اليهود؛ فالسامريون، نسبياً، مجتمع صغير، لم يقدم كثيراً للمسيرة الأدبية.
    * وفي خضم حملات الاضطهاد التي تعرضوا لها خلال القرون الأولى من العصر المسيحي، وخاصة في ظل نظام كومودوس -Commodus- الفاسد والقاسي؛ فقد تم تدمير معظم كتبهم. ثم أضاف الحكم الإسلامي لفلسطين والبلدان المحيطة المزيد من الدمار، مما جعلهم عاجزين عن استعادة نشاطهم السابق. وعلى الرغم من ذلك؛ ظهر بينهم عدد من المؤلفين، ولكنهم فضلاً عن ندرتهم؛ لم يكونوا يتمتعون بنفس القدرات التي كانت للقدامى من أسلافهم الحكماء.
    * أخبرني الكاهن الحالي أنه خالٍ من روح الانتقام الشخصية تجاه اليهود، مع أنهم، كما يقول، ملعونون منذ أيام رئيسهم إيلي، ولهذا؛ فمن المحظور، من الناحية القانونية، التزاوج والأكل والتعامل معهم.

     

     

  • مسيرة المبدع جوزيه ساراماغو José Saramago ..روائي برتغالي وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي ..حائز على جائزة نوبل للأدب .

    مسيرة المبدع جوزيه ساراماغو José Saramago ..روائي برتغالي وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي ..حائز على جائزة نوبل للأدب .

    تحميل كتب جوزيه ساراماجو pdf - فولة بوكتحميل كتب جوزيه ساراماجو PDF - مكتبة الكتبأدب ساراماغو.. حين يدهشك التشاؤم ويمتعك الاكتئاب | الجزيرة نت

    José Saramago
    (جوزيه ساراماغو)
    Portuguese writer
    About
    José de Sousa Saramago, GColSE ComSE GColCa, was a Portuguese writer and recipient of the 1998 Nobel Prize in Literature for his “parables sustained by imagination, compassion and irony [with which he] continually enables us once again to apprehend an elusory reality.” Wikipedia
    Born: November 16, 1922, Azinhaga, Portugal
    Died: June 18, 2010, Tías, Spain
    Influenced by: Fernando Pessoa, Luís de Camões, Albert Camus, MORE
    Awards: Nobel Prize in Literature, Camões Prize, Ondas Award for International Television: Jury Special Mention
    Spouse: Pilar del Rio (m. 1988–2010), Ilda Reis (m. 1944–1970)
    Children: Violante dos Reis Saramago

    وداعاً جوزيه ساراماجو | أرصفةNwf.com: العمى: جوزيه ساراماغو: كتب

    جوزيه ساراماغو
    من ويكيبيديا
    جوزيه ساراماغو
    (بالبرتغالية: José de Sousa Saramago)‏
    جوزيه ساراماغو
    معلومات شخصية
    اسم الولادة جوزيه دي سوزا ساراماغو
    الميلاد 16 نوفمبر 1922
    أزيناغا، ساناريم، البرتغال
    الوفاة 18 يونيو 2010 (87 سنة)
    لانزاروت، وتياس، لاس بالماس
    سبب الوفاة ابيضاض الدم
    الجنسية البرتغال برتغالي
    الديانة إلحاد
    الزوجة بيلار ديل ريو
    الحياة العملية
    المهنة روائي، مؤلف مسرحي
    اللغات البرتغالية
    أعمال بارزة العمى
    الإنجيل يرويه المسيح
    الجوائز
    جائزة نوبل للآداب 1998
    التوقيع
    Assinatura José Saramago.png

    المواقع
    الموقع http://www.josesaramago.org/saramago/
    IMDB صفحته على IMDB
    P literature.svg بوابة الأدب

    جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago)‏ (16 نوفمبر 1922 – 18 يونيو 2010) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي. مؤلفاته التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثاً تاريخية من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني. هارولد بلوم وصف ساراماغو بأنه «أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة» وأعتبره «جزء هام ومؤثر في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية المرجعية الأدبية الغربية»، بينما أشاد جميس وود «باللهجة الفريدة في أعماله حيث أنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه».
    بيعت أكثر من ميلوني نسخة من أعمال ساراماغو في البرتغال وحدها وتمت ترجمة أعماله إلى 25 لغة. وبما أنه كان أحد مؤيدي الشيوعية اللاسلطوية، فإنه كان عرضة للنقد من قِبل بعض المؤسسات مثل الكنيسة الكاثوليكية، الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والتي عارضهم ساراماغو في كثير من القضايا. كان ملحداً ويرى أن الحب يعتبر وسيلة لتحسين الوضع الإنساني. في عام 1992، أصدرت الحكومة البرتغالية بقيادة رئيس الوزراء أنبيال كافكو سيلفا أمراً بإزالة رواية الإنجيل يرويه المسيح من القائمة القصيرة لجائزة Aristeion Prize، زاعمين أنها مسيئة دينياً. بعدما شعر باليأس بسبب هذة الرقابة السياسية على أعماله، عاش ساراماغو في المنفى في الجزيرة الأسبانية لانزاروت (جزر الكناري)، وبقي فيها حتى وفاته عام 2010.
    كان ساراماغو أحد الأعضاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الثقافة في لشبونة في عام 1992، وأسس بمشاركة أورهان باموك، برلمان الكُتاب الأوروبي (EWP).

    صدر له مؤخرًا في عام 2018 كتاب «دفتر سنة نوبل» وجاء ذلك استلامه للجائزة ب 20 عامًا، حيث ترك مخطوطته في يد زوجته بعد وفاته

    المراحل المبكرة من حياته

    ولد ساراماغو عام 1922 لعائلة من الفلاحين الذين لايمتلكون أرضاً في قرية Azinhaga، البرتغال، وهي قرية صغيرة ضمن مقاطعة Ribatejo Province، والواقعة على بعد مائة كيلومتر شمال لشبونة.[11] والداه هما خوسيه دي سوزا وماريا دي بيدادى. كانت كلمة “Saramago” والتي تعني الفجل البري فجل بري في اللغة البرتغالية، هي كنية عائلته، وبالخطأ دُمجت مع أسمه عند تسجيله عقب ولادته.[11] في 1924، أنتقلت عائلته إلى لشبونة، حيث بدأ والده بالعمل كشرطي. بعد مضي عدة أشهر على انتقال الأسرة للعاصمة، توفي فرانسيسكو الذي كان يكبر ساراماغو بسنتين. كان ساراماغو يمضي فترة الإجازات مع جده وجدته في قريه Azinhaga. وعندما أصيب جده بسكتة دماغية وتحتم عليهم الانتقال إلى لشبونة لتلقي العلاج، يستذكر ساراماغو ” أنه خرج إلى حديقة المنزل، حيث كانت تتواجد بعض الأشجار، شجرة تين، شجرة زيتون. حيث قام باحتضانهم واحدة تلو الأخرى لكي يودعها وهو يبكي، عالماً أنه لن يعود مرة أخرى. وقال ساراماغو ” أن ترى وأن تعيش بين هذه الأشياء ثم لا تترك فيك أثراً مدى الحياة، فأعلم أنك لا تمتلك إي مشاعر”.[14] على الرغم من كونه تلميذ جيد، إلا أنه انتقل إلى مدرسة مهنية وهو في سن الثانية عشر لعجز أهله عند دفع تكاليف دراسته.

    بعد تخرجه، عمل ميكانيكي سيارات لمدة عامين. فيما بعد أصبح مترجماً، ثم صحفي. وحتى أصبح مساعد رئيس تحرير صحيفة دياريو دي نوتيسياس، وهو المنصب الذي اضطر لتركة بعد ثورة القرنفل.[11] بعد فترة من عمله كمترجم تمكن من إعالة نفسه والتفرغ للكتابة.

    تزوج ساراماغو آيلدا ريس في سنة 1944 ورزقا بإبنة وحيدة تُدعى فيولانتي عام 1947.[11] في عام 1986 إلتقى بالصحافية الإسبانية بيلار ديل ريو ليتزوجا سنة 1988 ويبقيا سوية حتى وفاته في شهر يونيو من عام 2010. أصبحت ديل روي المترجمة الرسمية لكتب ساراماغو للأسبانية.

    حياته اللاحقة وشهرته عالميا

    لم يحقق ساراماغو الشهرة ولم يُعرف عالمياً حتى بلغ سن الستين، بالتزامن مع نشر روايته الرابعة، Memorial do Convento. وهي قصة من الطراز الباروكي باروكية تدور أحداثها في محاكم التفتيش خلال القرن الثامن عشر في لشبونة، وتحكي قصة حب بين جندي مشوه وعرافة شابة، كماأنها تحكي عن قس متمرد يحلم باختراع آلة للطيران. عندما تمت ترجمة هذه الرواية في عام 1988 تحت مسمى Baltasar and Blimunda (بواسطة Giovanni Pontiero) لفتت أنظار القراء حول العالم.[11][15] فازت هذه الرواية بجائزة نادي PEN البرتغالي.

    انضم ساراماغو إلى الحزب الشيوعي البرتغالي في عام 1969 وظل عضواً فيه حتى نهاية حياته.[16] وقد كان باعترافه الشخصي متشائماً.[17] أثارت أراؤه الكثير من الجدل في البرتغال، وبخاصة بعد نشر روايته الإنجيل يرويه المسيح.[18] وقد ثار غضب أعضاء الطائفة الكاثوليكية في البلاد بعدما صور ساراماغو المسيح وبشكل خاص الإله بإنه عرضة للخطأ، بل إنه أيضاً من البشر القاسين. لذلك قامت حكومة البرتغال المُحافظة، بقيادة رئيس الوزراء آنذاك كافاكو سيلفا، بعدم السماح لإعمال ساراماغو بالمنافسة على جائزة Aristeion Prize،[11] بحجة أنها تسيء للمجتمع الكاثوليكي. نتيجة لذلك أنتقل مع زوجته إلى لانزاروت، إحدى جزر الكناري.[19]

    تكون برلمان الكتاب الأوروبي (EWP) نتيجة اقتراح مشترك من قبل ساراماغو والتركي الحائز على جائزة نوبل أورهان باموك. وكان من المتوقع أن يُلقي ساراماغو كلمة كضيف شرف في البرلمان، لكنه توفي قبل حفل الافتتاح في عام 2010.[20]

    وفاته وجنازته

    “شكرا ساراماغو”, لشبونة, أكتوبر 2010

    عانى ساراماغو من اللوكيميا. توفي في الثامن عشر من شهر يونيو عام 2010 عن عمر ناهز 88 عام، وقد عاش السنوات الأخيرة من عمره في لانزاروت الواقعة في أسبانيا.[21] تقول عائلته أنه تناول الإفطار وتحدث قليلاً مع زوجته ومترجمته بيلار ديل ريو صباح يوم الجمعة، بعد ذلك شعر بالإعياء وتوفي.[22] وصفته صحيفة الغارديان «كأفضل كاتب برتغالي في جيله»،[21] بينما قالت فيرناندا إيبرستادت من صحيفة نيويورك تايمز «أنه أشتهر بشيوعيته الصارمة كما أشتهر بأدبه القصصي».[8] مترجمة ساراماغو مارغريت جول كوستا، أثنت عليه، ووصفت «مخيلته الرائعة» كما أطلقت عليه «أعظم كاتب برتغالي معاصر».[21] واصل ساراماغو كتاباته حتى وفاته. آخر عمل نشر له، المنور، نُشر عام 2011 بعد وفاته.

    عانى ساراماغو من الإلتهاب الرئوي في السنة التي سبقت وفاته. وبعد أن أعتقد أنه شُفي تماماً من هذا الالتهاب، كان من المقرر أن يحضر مهرجان إدنبرة الدولي للكتاب في أغسطس 2010.[21]

    أعلنت البرتغال الحداد لمدة يومين.[10][23] كان هناك تحية شفهية من سياسيين دوليين بارزين مثل: لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (البرازيلي)، برنار كوشنار (الفرنسي) وخوسيه لويس ثباتيرو (الأسباني)، ومن كوبا قام كلا من راؤول كاسترو وفيدل كاسترو بإرسال أكاليل الزهور.[23]

    أُقيمت جنازته في لشبونة في العشرين من يونيو 2010، تجاوز عدد المشيعين 20,000 شخص، الكثير منهم كان قد سافر مئات الكيلومترات، وقد لوحظ غياب رئيس البرتغالاليميني أنيبال كافاكو سيلفا والذي كان يقضي عطلته في جزر الآزور عندما تمت مراسم التأبين.[24] كافاكو سليفا، رئيس الوزراء الذي أزال عمل ساراماغو من القائمة القصيرة لجائزةAristeion Prize، قال «أنه لم يحضر الجنازة لإنه لم يحظى أبداً بشرف التعرف عليه».[10] المُشيعين، الذين أثاروا تساؤلات عن سبب غياب كافاكو سيلفا في حضرة الصحفيين،[10] كانوا يمسكون في أيديهم نسخاً قرنفلية اللون، والتي ترمز إلى ثورة القرنفل.[24] تم إحراق جثة ساراماغو في لشبونة،[24] وتم دفن رماده في ذكرى وفاته، في 18 يونيو 2011، تحت شجرة زيتون تبلغ من العمر مائة سنة وتتواجد في الساحة التي تقع أمام مؤسسة جوزيه ساراماغو (Casa dos Bicos).[25]

    شجرة الزيتون التي يوجد تحتها رماد جوزيه ساراماغو

    روايته المفقوده

    أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماغو في شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر مايسمى «الرواية المفقودة» بعنوان المنور (Claraboia بالبرتغالية). وقد كتبت في الخمسينات وظلت مدفونة في أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه. ساراماغو لم يذكر هذا العمل حتى وفاته. تم ترجمة هذا العمل لعدة لغات.[26]

    أسلوبه وموضوعاته

    ساراماغو في مسرح جورج إلييسير غايتان في بوغوتا عام 2007

    اسلوب ساراماغو التجريبي كان غالباً مايتميز بالجمل الطويلة، والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان الصفحة الكاملة. أستخدم نظام الفترات الزمنية بقلة، وأختار بدلاً من ذلك دفقاً من الفقرات المسترسلة غيرالمقيدة تصل مابينها علامة الفاصلة.[11] الكثير من الفقرات في كتاباته كانت تمتد لصفحات دون أي توقف لإجراء إي حوار، (والتي كان ساراماغو يفضل أن لا يضعها بين علامتي تنصيص)؛ عندما يتغير المتحدث في أحد أعماله، يقوم ساراماغو بكتابة الحرف الإستهلالي بخط كبير إشارةً لبدء فقرةٍ جديدةٍ يكون المتحدث فيها مختلفاً. في أعماله كثيراً ماتتم الإشارة لمؤلفاته الأخرى.[11] في رواية العمى ، تخلى ساراماغو عن استخدام الإسماء تماماً، وبدلاً من ذلك كان يشير لكل شخصية عن طريق ذكر بعض صفاتها الفريدة أو المميزةٍ لها، كمثال على أسلوب ساراماغو الذي كان يركز بشدة على موضوعات الهويةٍ والغايةٍ في كل أعماله.

    روايات ساراماغو عادة ماتطرح سيناريوهات مدهشة. في روايته التي ألفها عام 1986 ”الطوف الحجري”، فإن شبه الجزيرة الإيبرية تنفصل عن بقية أوروبا وتُبحر في المحيط الإطلسي. وفي رواية ”العمى” التي ألفها عام 1995، نجد دولة بكاملها لانعلم أسمها تُصاب بوباء غامض العمى الأبيض. أما رواية ”سنة موت ريكاردو ريس”التي ظهرت عام 1984 (فازت بجائزة PEN وجائزة Independent لفئة الروايات الأجنبية)، أبدال أدبية  [لغات أخرى]‏ للكاتب والشاعر فرناندو بيسوا تلتقي بالشاعر وتحاوره عاما كاملاً رغم كون الشاعر نفسه ميتاً. بالإضافة لذلك، فإن روايته ”إنقطاعات الموت” تجري أحداثها في بلد ينقطع الموت فجأة عن كل قاطنيه، لنرى التبعات الروحية والسياسية المترتبة على هذا الأمر، على الرغم من كون الرواية تنتقل من المنظور الكلي أو الإجمالي للمنظور الشخصي.

    يطرح ساراماغو موضوعات جادة ويتعاطف مع الوضع الإنساني والعزلة الناتجة من حياة المدن الحديثة. الشخصيات في أعماله تعاني في حاجتها للتواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات والترابط كمجتمع واحد، وأيضاً مع حاجتهم للإستقلالية، وإيجاد الغاية والكرامة خارج البنى السياسية والاقتصادية.

    عندما طُلب منه أن يصف طقوسه اليومية في الكتابة في عام 2009، أجاب ساراماغو «أكتب صفحتين. ثم أقرأ وأقرأ وأقرأ.» [27]

    حياته الشخصية

    ساراماغو في رسمة للبرتغالي كارلوس بوتيلو

    كان ساراماغو ملحداً. أعتقد الكثير من الناس أنه كان معاديا بشكل كامل للدين في مؤلفاته. وجهت له الكنيسة الكاثوليكية الكثير من النقد في مناسبات كثيرة بسبب محتوى بعض رواياته، وعلى الأخص الأنجيل يرويه المسيح و قايين، حيث أستخدم الأسلوب التهكمي الساخر واقتباسات من الكتاب المقدس لإظهار شخصية الإله بطريقة هزلية ومشوهة. أنتقدت الحكومة البرتغالية روايته المنشورة عام 1991 O Evangelho Segundo Jesus Cristo الإنجيل يرويه المسيح وشطبت أسم الكاتب من قائمة المرشحين لجائزة الأدب الأوروبي، مدعين أن هذا العمل الإلحادي أساء لمعتقدات الكاثوليكية البرتغالية. الكتاب يصور المسيح والذي هو عرضة للرغبات البشرية، بأنه يعيش مع مريم المجدلية ويحاول التراجع عن عملية صُلبه.[28] في أعقاب قرار الأكاديمية السويدية بتقديم جائزة نوبل في الأدب لساراماغو، شكك الفاتيكان في القرار لأسباب سياسية، على الرغم من عدم تعليقهم على المحتوى الأدبي أو الجمالي في أعمال ساراماغو. رد ساراماغو بقوله: «إن الفاتيكان يمكن ترويعه بسهولة، خاصة من الناس المتواجدون بالخارج. وعليهم أن يركزوا على صلواتهم ويتركوا الناس بسلام. أنا أحترم أولئك الذين يؤمنون، لكن ليس لدي أدنى أحترام لهذه المؤسسة.»[9]

    كان ساراماغو من أنصار الفوضوية الشيوعية،[23] وعضواً في الحزب الشيوعي البرتغالي.[12] وعلى هذا الأساس كان ممثلاً للشبونه في الانتخابات المحلية عام 1989 في قائمة الائتلاف. وأُنتخب لرئاسة المجلس البلدي في لشبونة.[29] كان ساراماغو أيضا مرشحاً من وحدة التحالف الديمقراطي في كل انتخابات البرلمان الأوروبي من عام 1989 حتى 2009، على الرغم من أن احتمالية انتخابه كانت غير ممكنه في كثير من الأحيان.[29] كان ينتقد الاتحاد الأوروبي (EU) وسياسات صندوق النقد الدولي (IMF).[11] كثير من أعمال ساراماغو تُعرف بكونها تحوي نقداً سياسياً بطريقة غامضة، ولكن في المفكرة عبر ساراماغو عن معتقداته السياسية بشكل أوضح. هذا الكتاب الذي كُتب من وجهة نظر ماركسية، عبارة عن مجموعة مقالات من مدونته والتي كُتبت في الفترة الممتدة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2009. وفقاً لصحيفة الإندبندنت، «يهدف ساراماغو إلى اقتحام شبكة ‘الأكاذيب المنظمة’ التي تحيط بالبشرية، وإقناع القراء من خلال تقديم آرائه في سلسلة لا هوادة فيها وبشكل مُبسط، وتوجية ضربات قاضية لهذه الأكاذيب.» [30] مواقفه السياسية أدت لمقارنته بالكاتب جورج أورويل: «عداء أورويل للإمبراطورية البريطانية يسير بمحاذاة حملات ساراماغو ضد الإمبراطورية المتمثلة في العولمة.»[31] في حديثه لصحيفة ذا أوبزرفر في عام 2006 صرح بأن «الرسام يرسم، المُوسيقي يؤلف موسيقى، الروائي يكتب روايات. لكنني أعتقد أننا جميعاً نترك أثراً أو انطباع، وذلك ليس عائداً لطبيعة كوننا فنانين، ولكن بسبب كوننا مواطنين. كمواطنين، يتوجب علينا التفاعل والمشاركة، لإن المواطن هو من يغير الأوضاع. لاأستطيع تخيل نفسي خارج أي نوع من المشاركات السياسية أو الاجتماعية.»[32]

    خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واثناء زيارته لمدينة رام الله في شهر مارس لعام 2002، قال ساراماغو: «مايحدث في فلسطين هو جريمة من نفس طراز ماحدث في معسكر أوشفيتز…أحساساً بالحصانة يحيط بالشعب الإسرائيلي وجيوشه. لقد تحولوا إلى أشخاص منتفعين من الهولوكوست (المحرقة).» [6] أحتج بعض النقاد على هذه الكلمات وأعتبروها معاداة للسامية.[12][33][34] بعد مرور ستة أشهر، أوضح ساراماغو. “المزعج في تصريحي ليس أنني أدنت ماتقوم به السلطات الإسرائيلية، وأرتكابها لجرائم حرب – فلقد أعتادوا على مثل هذه التصريحات. مايزعجهم حقاً هي كلمات محددة لايستطيعون تحملها. وبما أن ذكرت ‘أوشفيتز’… ولاحظوا جيداً، بأنني لم أقل أن رام الله تشبه أوشفيتز، لإن ذلك سيكون شيء سخيفاً. ماقلته أن روح أوشفيتز كانت حاضرة في رام الله. كنا ثمانية كُتاب. جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين أسرائيل، وولي سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون. لم ينزعج الإسرائيلين من هولاء. ولكن حقيقة أني وضعت أصبعاً على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون.” [6]

    خلال حرب لبنان 2006، إنضم ساراماغو إلى كلا من طارق علي، جون بيرغر، نعوم تشومسكي وآخرون في إدانة ماوصفوه بأنه «عمليات عسكرية طويلة الأمد، وممارسات اقتصادية وجغرافية لاتهدف إلا لتصفية الأمة الفلسطينية بشكل سياسي»[35]

    كما أنه كان أحد مؤيدي الفيدرالية الليبرالية في مؤتمر صحفي عام 2008 والخاص بتصوير فيلم العمى تساءل في إشارة إلى الركود الإقتصادي عام 2008، «أين كانت كل تلك الأموال التي تدفقت على الأسواق؟ بشكل مقنن ودقيق؛ وفجأة ظهرت لكي تقوم بإنقاذ ماذا؟ حياة البشر ؟ لا، بل البنوك.»، وأضاف قائلاً، «كان ماركس محقاً» كما أنه توقع «أن الأسوء لم يحدث بعد.» [36]

    الجوائز والأوسمة

    جائزة نوبل للآداب عام 1998

    قامت الأكاديمية السويدية باختيار ساراماغو للحصول على جائزة نوبل للآداب. وجاء الإعلان بشكل مفاجيء له ولرئيس تحريره، لإنه كان على وشك السفر إلى ألمانيا لحضور معرض فرانكفورت للكتاب،[11] أشادت لجنة نوبل «بالأمُثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية في أعماله»، بالإضافة لإتباعه «الأسلوب التشكيكي الحديث» فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.[15]

    مؤسسة جوزية ساراماغو

    أسسها جوزية ساراماغو في يونيو 2007، وذلك بهدف حماية ونشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتعزيز الثقافة في البرتغال مثل الدول الأخرى، وأيضاً حماية البيئة.[38] تقع مؤسسة ساراماغو في المبنى التاريخي Casa dos Bicos في مدينة لشبونة.

    قائمة أعماله

    العنوان السنة العنوان العربي السنة ISBN
    Terra do Pecado 1947 أرض الخطيئة
    Os Poemas Possíveis 1966 قصائد محتملة
    Provavelmente Alegria 1970 ربما الفرح
    Deste Mundo e do Outro 1971 هذا العالم والآخر
    A Bagagem do Viajante 1973 أمتعة المسافر
    As Opiniões que o DL teve 1974 أراء تخص DL
    O Ano de 1993 1975 سنة 1993
    Os Apontamentos 1976 المفكره
    Manual de Pintura e Caligrafia 1977 كتاب الرسم والخط 1993
    Objecto Quase 1978 حياة الأشياء 2012
    Levantado do Chão 1980 ثورة الأرض 2012
    Viagem a Portugal 1981 رحلة للبرتغال 2000
    Memorial do Convento 1982 بالتازار وبوليميندا 1987
    O Ano da Morte de Ricardo Reis 1984 سنة موت ريكادرو ريس 1991
    A Jangada de Pedra 1986 الطوف الحجري 1994
    História do Cerco de Lisboa 1989 تاريخ حصار لشبونه 1996
    O Evangelho Segundo Jesus Cristo 1991 الإنجيل يرويه المسيح 1993
    Ensaio sobre a Cegueira 1995 العمى 1997
    Todos os Nomes 1997 كل الأسماء 1999
    O Conto da Ilha Desconhecida 1997 قصة الجزيرة المجهولة 1999
    A Caverna 2000 الكهف 2002
    A Maior Flor do Mundo 2001 أكبر زهرة في العالم
    O Homem Duplicado 2002 الآخر مثلي 2004
    Ensaio sobre a Lucidez 2004 البصيرة 2006
    Don Giovanni ou O Dissoluto Absolvido 2005 Don Giovanni, or, Dissolute Acquitted
    As Intermitências da Morte 2005 إنقطاعات الموت 2008
    As Pequenas Memórias 2006 الذكريات الصغيرة 2010
    A Viagem do Elefante 2008 مسيرة الفيل 2010
    Caim 2009 قايين 2011
    Claraboia 1953 المنور 2014

     

    💬 اقتباسات من اقوال ❞ جوزيه ساراماغو ❝تحميل كتب جوزيه ساراماجو PDF - مكتبة الكتب

    جوزيه ساراماغو - من الممكن دائماً أن نترك وظيفةً تثقل علينا أو امرأة... -  حكم

  • قراءات كيف ننعش مسرحنا ..؟-الباب الثاني  دراسات… بحوث.. متابعات …- بقلم / البوصيري.-ليبيا مائة عام من المسرح -2-79 عبد الله.-

    قراءات كيف ننعش مسرحنا ..؟-الباب الثاني دراسات… بحوث.. متابعات …- بقلم / البوصيري.-ليبيا مائة عام من المسرح -2-79 عبد الله.-

     ​​​​​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008 م”أو هكذا تكلم المسرحيون -2-79- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************

    الباب الثاني

    دراسات… بحوث.. متابعات … قراءات

    كيف ننعش مسرحنا ..؟
    بقلم / البوصيري عبد الله

    كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاكل مسرحنا الليبي حيث عرضت أزمته مراراً في البرامج الإذاعية والتلفزية ،
    ونشرت آراء عديدة ، واجتهادات طيبة للخروج من تلك الأزمة على صفحات الصحف والمجلات ، كما عقدت الندوات
    والمحاضرات للنظر في ذات الموضوع ،ولكن الأزمة قائمة … بل تزداد استفحالًا وتجذراً ، ورغم أني لم أكن بعيداً عن
    تلك الوقائع الثقافية التي ناقشت هذه الأزمة إلاّ إننى هنا أحاول أن أقدم ورقة مكتوبة أطرح فيها بعض الحلول
    والتدابير التي تراءت لي مناسبة لإنعاش تجربتنا المسرحية ،وهي تجربة سوف تدرك مئويتها الأولى في منتصف السنة
    القادمة ، إذ أن المسرح في ليبيا تأسس سنة 1908 م . على يدي الصحفي الفنان محمد قدري المحامي ، ولكن قبل أن
    أعرض ما أود عرضه أرى أنه من الأفضل الإشارة إلى ثلاث ملاحظات هامة ألا وهي :-
    أولاً : لقد سبق لي أن تقدمت بهذه الورقة إلى اللجنة الشعبية للإعلام والثقافة بشعبية طرابلس ، ثم أجريت عليها
    شيئاً من التعديل بغية التعميم وإضفاء الشمولية وتقدمت بها إلى أمين اللجنة الشعبية للثقافة الدكتور المهدي
    امبيرش حينما كان يقوم برحلاته المكوكية بين المؤسسات الثقافية يستطلع الأفكار والآراء حول إمكانية النهوض
    بثقافتنا الوطنية ولكن أياً من الجهتين لم تعبأ بما ورد في هذه الورقة من آراء مما يدل على أن المسؤولين على
    الشأن الثقافي يأتون إلينا جاهزين ، وأنهم ليسوا في حاجة لآراء كائن من كان … إنهم يأتون إلينا وفي بالهم
    تحرير الثقافة من كل ما يعتريها من أسباب النكوص ثم يكتشفون أنهم لا يقدرون حتى على تحرير أنفسهم من مرض
    النرجسية الفكرية ،ولذا فإن ما يجعلني أقبل على نشرها الآن ليس الأمل في أن يعبأ بها أحد من المسؤولين على
    الشأن الثقافي وإنما ما يجعلني اقبل على نشرها هو وضع هؤلاء المسؤولين أمام مسؤولياتهم التاريخية هذا أولاً …
    وثانياً هو الأمل في أن يأخذ الفنانون ما يتصل بهم من التدابير المعروضة مشفوعاً بأمل آخر يتمثل في استجابة
    البرجوازية الوطنية المستنيرة في المساهمة في حل ضائقتنا الثقافية بوجه عام ، وضائقتنا المسرحية على وجه
    الخصوص إلى أن يقيض الله للمسرح مسؤولاً يؤمن بضرورة نموه بقدر ما يؤمن بضرورة نمو أرصدته وحساباته المصرفية ،
    وفي ذلك شيء من العدل المستحب .
    ثانياً : لا نريد هنا أن نضع حلولًا مستقبلية فنطالب – مثلاً – باستحداث القوافل المسرحية ، أو بالتركيز على
    التربية المسرحية في المناهج المدرسية ، أو بتنشيط برنامج الإيفاد إلى الخارج للتحصيل والاستزادة ..أو أن
    نطالب بإعادة النظر في المناهج المسرحية المعتمدة في الكليات والمعاهد الفنية ، تلك أحلام بعيدة المدى لا يسمح
    واقعنا المسرحي الراهن بأن نرنو إليها على نحو موضوعي وجاد .. وإنما ينصب طموحنا في هذه الورقة على التدابير
    الميسورة …الممكنة … أي أن نكون واقعيين ، فلا ننظر أبعد من أنوفنا كي يقتصر حلمنا في إنعاش مسرحنا على
    تنظيم واقعنا المسرحي الراهن …مجرد التنظيم وليس أكثر ، فلعل ذلك يسمح لنا بالاستفادة مما هو موجود بين
    أيدينا … وتحت أبصارنا .
    ثالثاً: ولربما قصرت هذه الورقة عن إدراك حرفية المقالة من حيث صياغتها الأدبية وذلك لعدم استخدامها للصيغ
    البلاغية من استعارة وكناية وتشبيه وترصيع خشية أن تغرق فكرتها الجوهرية في أساليب التحسين والتجويد ، أو أن
    يضيع فحواها من جراء الاستطراد والإطالة فالمثل الشعبي يقول ( طول الخيط أيضيع اليبرة ) لذا فهي ورقة انتهجت
    حرفية المذكرة الإدارية ..أي أنها مجرد خطة عمل تحدد هدفها على شكل نقاط ، وفقرات معنوية تنبيء بفكرتها على
    نحو سافر وصريح .
    وهي – في الوقت نفسه – قابلة للزيادة والحذف والنقصان والتعديل ، ونأمل أن تتلوها أوراق أخرى محملة بآراء
    أخرى ، على إننا نأمل بعد إجراء التعديلات اللازمة ، أن تصير بمثابة إتفاق بين الفرق المسرحية وبين المؤسسات
    المسؤولة عن المسرح ، وأن يلتزم كل منهما بما له وبما عليه .
    أما بعد …
    إن المتأمل في مشاكل مسرحنا الليبي وخاصة داخل مدينة طرابلس ، سيكتشف أنها تنحصر في ثلاث نقاط هامة هي على
    التوالي :
    مشكلة ناتجة عن غياب الدعم .
    وهذه بدورها تنقسم إلى محورين : محور الدعم المالي ، ومحور الدعم المعنوي .
    مشكلة ناتجة عن تركيبة الفرق المسرحية .
    مشكلة غياب الجمهور .
    حول مشكلة الدعم
    الدعم المالي :
    وهنا نقترح ما يأتي:
    استحداث صندوق تحت اسم ( صندوق دعم النشاط المسرحي ) ويفتح له حساب جار بأحد المصارف في إحدى المدن الليبية
    ، تؤول إليه مداخيل العروض المسرحية والتبرعات المالية التي يمكن أن يتحصل عليها المسرح من أصدقائه وعشاقه ،
    وبنسبة 1% من قيمة المشاريع والعطاءات التي تبرمها أمانة الثقافة مع الشركات والمؤسسات ، علاوة على نسبة 3%
    من قيمة الدعم المخصص للفرق المسرحية .
    إن الفرق الأهلية المعتمدة داخل الجماهيرية الليبية لا يزيد عددها على أربعين فرقة مسرحية ،وهي من حيث الكم
    أقل من طموحنا إذ إننا نحلم بتأسيس فرقة مسرحية في كل مدينة …بل وفي كل قرية من قرى بلادنا ، ولكن ذلك له
    خاصية ايجابية من ناحية الدعم اللازم لتفعيل هذه الفرق وتنشيطها وتحفيزها وبذلك فإننا نقترح أن تخصص الأمانة
    العامة للإعلام والثقافة ميزانية سنوية لدعم النشاط المسرحي داخل الفرق الأهلية ، وقدرها أربعمائة ألف دينار
    موزعة على الفرق المذكورة بالتساوي ..أي بواقع عشرة آلاف دينار لكل فرقة مسرحية .
    وهي – في الواقع- ميزانية غاية في التواضع والتبسيط ولكن من شأنها أن تنعش مسرحنا بجرعة خفيفة من إكسير
    الحياة .
    3. يشترط الحصول على هذا الدعم إتباع الخطوات التالية :
    أ- أن تتم الموافقة على النص المسرحي المقدم من قبل الفرقة المسرحية الراغبة في الدعم المسرحي .
    ب- أن تلتزم الفرقة المسرحية بتقديم عشرين عرضاً مسرحياً – على الأقل – خلال عام واحد ، وبصفة إلزامية وذلك حسب
    الزمان والمكان اللذين تحددهما الأمانة العامة للثقافة والإعلام .
    ج- أن توافق الفرق المسرحية ، الراغبة في الدعم ، على المشاركة الفعالة في المناسبات الرسمية ( أعياد الفاتح
    / أعياد الإجلاء / أعياد سلطة الشعب ) وكذلك في في المناسبات الدينية (الأعياد المولد النبوى الشريف / شهر
    رمضان الكريم ) على أن تحتسب هذه المشاركات ضمن العروض الإلزامية المشار إليها آنفاً .
    د. أن يصرف الدعم على العمل الفني ، وعلى الفنانين القائمين به ، مع الحرص على التركيز الشديد على الإعلان
    المبهر ، وذلك للفت أنظار الجمهور نحو النشاط المسرحي ، ومن ناحية آخرى لتوثيق النشاط المسرحي كي لا يهمل
    ويضيع هباء .
    هـ. أن توافق الفرق المسرحية على خصم ما قيمته 3% لصالح صندوق دعم النشاط المسرحي .
    4-للفرق المسرحية الحق في تحسين مداخليها بواسطة تنظيم عروض فنية داخل الكليات والمعاهد والمدارس أو داخل
    المؤسسات الصناعية ، على ألاّ تحتسب هذه العروض ضمن العروض الإلزامية إلا إذا كانت بإشراف الأمانة العامة للثقافة
    والإعلام وبترتيب منها .
    5-أن تساعد الأمانة العامة للثقافة والإعلام الفرق المسرحية على تأسيس جمعيات وتشاركيات فنية بهدف النهوض
    بالحركة أولاً ، وبهدف زيادة دخل الفرقة وتحسين أحوال الفنان المعيشية ثانياً .
    الدعم المعنوي .
    أما على صعيد الدعم المعنوي فإننا نعرض المقترحات التالية :-
    ضرورة الاهتمام بيوم المسرح العالمي ، والاحتفال بهذا اليوم بالشكل الذي يليق به فإن ذلك الاهتمام يعكس مدى
    احترام الفنان المسرحي ،ويزيد من الإحساس بقيمة دوره الحضاري والاجتماعي .
    ضرورة العناية بيوم تأسيس كل فرقة من فرقنا المسرحية وتحويل هذا اليوم إلى عيد مسرحي تحتفل فيه الفرقة
    المعنية بالشكل الذي تراه مناسباً على أن تساهم في إحيائه الأمانة العامة والثقافة والإعلام والفرق المسرحية
    الأخرى بتقديم باقات الورود والهدايا ،وغيره من الأشياء المعبرة عن الدعم المعنوي إنه لأمر ممكن وبسيط ولكنه
    غائب عن بالنا بسبب جفاف عواطفنا .
    التركيز الإعلامي على نشاط الفرق المسرحية وذلك بنشر أخبارها ، وإجراء مقابلات مع أعضائها ، وأعداد تحقيقات
    ميدانية داخل الفرق المسرحية .
    إعداد برامج إذاعية ومرئية لتغطية أخبار الحركة المسرحية والفنية بصفة عامة وتحت إشراف وإنتاج أمانة الثقافة
    ومجلس الثقافة العام .
    أن تسعى أمانة الثقافة والإعلام إلى إشاعة ظاهرة ( حفلات الشاي ) تكريماً لكل فرقة مسرحية تقدم عملاً جديداً وذلك
    لإشاعة الدفء والمحبة والانسجام داخل حركتنا المسرحية .
    الإكثار من رسائل الشكر ، ومنح شهادات التقدير للمتفوقين والمتميزين داخل الحركة المسرحية .
    حل المشاكل الشخصية للفنان ، وذلك بمساعدته على الحصول على قرض – مثلاً – أو سكن أو مركوب .. أو غير ذلك من
    حلول للمشاكل الحياتية التي تواجه الفنان .
    إعداد المعارض التكريمية التي يتم فيها عرض إرشيف أحد الفنانين ، أو إرشيف إحدى الفرق ، وذلك ليطلع الناس
    على هذه التجربة الزاخرة من خلال الصور أو من خلال ما كُتب عنها في الصحف والمجلات .

  • أسئلة المسرح .. – بقلم / أحمد بللو ..ليبيا مائة عام من المسرح -2-78

    أسئلة المسرح .. – بقلم / أحمد بللو ..ليبيا مائة عام من المسرح -2-78

    ​​​​​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008 م”أو هكذا تكلم المسرحيون -2-78- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************

     

  • حول المهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية.. هل هو تجريب أم تهريج ؟! – بقلم / عبدالله القويري.- ليبيا مائة عام من المسرح -2-77

    حول المهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية.. هل هو تجريب أم تهريج ؟! – بقلم / عبدالله القويري.- ليبيا مائة عام من المسرح -2-77

    ​​​​​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008 م”أو هكذا تكلم المسرحيون -2-77- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************

    حول (المهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية
    هل هو تجريب أم تهريج ؟!
    بقلم / عبدالله القويري

    لم يكتسب المسرح عندنا تاريخاً والتاريخ يأتي من الاستمرار والتأثير في الحياة والتأثر بها والمحاولات المسرحية
    عندنا قليلة جاءت من أفراد قدموا وضحوا على قدر جهودهم وظروفهم مازلنا نذكرهم ونقدر جهودهم التي بذلوها.
    أما في النفوس فلم يبق شيء!!
    لم تبق علامة لم تبق جملة حوارية لم تبق كلمة وامضة لم يبق نص نعود إليه ونقرأه ونتأمله ونردد بعض ما فيه
    ونستعيد شخصياته أو مواقفها على خشبة المسرح وإذا فعل شخص ذلك لا نهتم به ولا ندرك بأنه أعاد إلينا لحظة بهجة
    تتحدى الزمن ولا تفر من أمام أعيننا ولا تذهب بعيداً هناك في الأعماق كأنها حالة سكر طائش.
    أعرف أن هناك أعمالاً قدمت ونالت نجاحاً باهراً وشاهدها الناس وتزاحموا على قاعة العرض في يوم من الأيام من
    أجلها.
    ترى هل افتقد أكثرنا الضمير الجمعي وقبله أنكرنا الضمير الفني؟!
    إنني أتساءل في محاولة مني لأن استعيد بالقلم ما عجزت عن استعادته بالعروض المسرحية!!
    كيف لم أستطع استعادة لحظة بهجة واحدة؟!
    لقد ضمر مفهوم المسرح عندنا ليصبح مجرد فرق جمعت في أماكن مختلفة من (الجماهيرية) وقاعات عرض منهارة مغلقة
    ونصوص في المحاولة وفقدنا الشخصية المرسومة بعناية والمؤداة بواسطة ممثل مقتدر يجود في أدائه على مر الأيام
    وافتقدنا قاعات عرض تزدهر بالعروض بين الحين والحين وجفت النصوص فلم تعد موجودة وعشش العنكبوت في خلفيات
    الخشبات خلف الستائر وفجأة سمعنا بالمهرجان الخامس وكان يمكن أن يمر هذا المهرجان مثلما مر غيره قبله فلا
    أشاهده ولكن دعيت لكي أكون ضمن (لجنة المفاضلة) فكان واجباً عليّ أن أشاهد جميع العروض وهذا مافعلته احتملت (
    جو) قاعة (الكشاف) طيلة عشرة أيام وفوجئت إذ رأيت فرقاً حقيقية تقوم بالأداء فأثبتوا أن لدينا من يؤدي بطريقة
    جيدة بل هناك من ارتفع إلى درجة الامتياز وأحسست أن وراء المجهود أمامي مخرجون مسرحيون يفهمون هذا الفن
    ويعتمدون على ثقافة مسرحية جيدة.
    ولكن ما صدمني هو افتقاد النصوص المسرحية
    كيف؟!
    النصوص في الكتب.
    إن ما رأيته كان مجرد حركات على الخشبة في أحيان يسيطر عليها إيقاع وفي أكثر الأحيان تضطرب بلا إيقاع فحزنت
    وأتممت العروض وأنا حزين.
    صرخات وإلقاء مباشر وحركات هستيرية دخول وخروج بلا معنى ومؤثرات صوتية تصم الآذان وأضواء تطفأ ثم تضاء بلا سبب
    مفهوم وصعود على الخشبة ونزول عنها إلى القاعة بلا داع كلها أمور تحاول إن تقنعنا بأن ما يقدم هو مسرح ملتزم
    محرض وأكثر ما اعتمدوا عليه هو عبارات إنشائية صارخة تحاول أن تكون تحريضية لمؤلفين مغاربة.
    وكأنما كان (المغرب قارة) مجهولة مسرحية فاكتشفها الإخوة الليبيون المخرجون ووقعت فرقنا في فخ العبارات
    الطنانة والادعاء.
    وقالوا لنا هذا مسرح تجريبي وكأنما التجريب هو صراخ وجماجم وقفز وهياكل عظمية ومقابر فوق الخشبة؟!
    ونسوا أن المسرح التجريبي هو (فن) أولاً ولكنه اتخذ بعض التجاوزات من أجل إيصال أعماق وأبعاد إلى المشاهد، في
    التجريب هناك الفن والمعنى والأداء وهناك إيقاع وهناك لحظة البهجة العميقة وهناك إيماء.
    ليس التجريب حالة من (الشيزوفرانيا الجماعية)!! ترى ما الذي دفع هذه الفرق التي يوجد بها مخرجون على درجة من
    الوعي والثقافة مثلما يوجد بها ممثلون إلى الالتجاء إلى هذه الشذرات الخطابية وسموها نصوصاً مسرحية وقاموا
    بتنفيذها على المسرح مستعملين الأضواء والأصوات والمناظر دون داع فني أقول ترى ما الذي دفع هذه الفرق إلى
    ذلك؟!
    أهو روح التجريب؟!
    إن التجريب كما قلنا هو فن.
    أم هو الهروب من النصوص الجيدة والبحث عنها.
    ولكن النصوص متوفرة في الكتب وعند المؤلفين.
    أم هو ما يشيعونه من أن هذا هو المطلوب إذ المطلوب هو مسرح (دعاوى) يتناول القضية المركزية (فلسطين) مثلما
    يتناول واقع الوطن العربي والدعوة إلى الوحدة؟!
    إن التوجيه في الفن يفقده أهم عناصره وهو الإقناع الداخلي هذا بالإضافة إلى أنني أعتقد أنه لا يوجد كاتب لا
    يتأثر من ذاته بالواقع ويعتنق القضايا الإنسانية ويكون اقتناعه داخلياً أعني ذاتياً ومن ثم ينعكس ذلك على
    إنتاجه بطريقة غير مباشرة بكلمة موحية أو إيماءة فنية دالة مما يعطي العمل قوة إقناع داخلي دون صياح وعبارات
    صارخة.
    إن الفن إيماء وإيقاع داخلي يجذب النفوس وليس صياحاً وصراخاً وقفزاً.
    تألمت عندما شاهدت النصوص جميعها أمامي على المسرح وحزنت على الجهد المهدر، جهد المخرج وجهد الممثلين وجهد
    الجمهور في المشاهدة.
    كانت كلها نصوصاً هابطة بل أقول لم تكن هناك نصوص بل أكوام من الكلمات المسطحة وأستثني مما قدم نص مسرحية (
    جسر آرتا) فقد اعتمدت على نص مسرحي حقيقي فشاهدنا عرضاً جيداً واستخلصنا فكرة رائعة تقدس التضحية من أجل الغير
    دون صراخ وصياح.
    العجيب أن هذا حدث عندنا دون حديث ودون تعليق وفي (القاهرة) في نفس الفترة تقريباً كان هناك مهرجان المسرح
    التجريبي ولكن حوله دار النقاش وكتبت الأبحاث والمقالات متى نتعود أن نأخذ الأمور في جدية في مجال الفن
    والثقافة.

  • الكاتب ممثلا مسرحيا ..- بقلم / د. أحمد إبراهيم الفقيه..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-76

    الكاتب ممثلا مسرحيا ..- بقلم / د. أحمد إبراهيم الفقيه..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-76

    ​​​​​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008 م”أو هكذا تكلم المسرحيون -2-76- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************

    الكاتب ممثلا مسرحيا
    بقلم / د. أحمد إبراهيم الفقيه

    تربطني بالفن المسرحي تأليفا وتمثيلا واخراجا علاقة قديمة عندما كنت ناشطا في مطلع الستينات وربما الى
    مطلع السبعينيات في هذا المجال حيث قمت بتأليف واخراج وتمثيل عدد من المسرحيات وتوليت انشاء ادارة احدى
    الفرق المسرحية هي المسرح الجديد ثم تركتها لاصبح عضوا في المسرح القومي الذي انشأته الدولة في منتصف
    الستينيات وذهبت في تلك الاعوام الى بريطانيا لدراسة هذا الفن من جوانبه المختلفة وعدت في مطلع السبعينيات من
    القرن الماضي لاسهم في تأسيس واتولى ادارة المعهد الوطني للتمثيل والموسيقى في ليبيا حيث قمت باخراج عدة
    مسرحيات من تاليفي كان من بينها الاوبريت الغنائي هند ومنصور ومسرحيات زائر المساء وصحيفة الصباح كما وقفت
    على خشبة المسرح مؤديا لمونولوج شعري باللغة الانجليزية لجمهور من الاجانب كان هذا المهرجان الذي توليت الاشراف
    عليه منذ اربعة وثلاثين عاما هو اخر عهدي بالممارسة الفعلية المسرحية حيت تفرغت للكتابة وسافرت في مهمات
    ديبلوماسية وثقافية واقتصر اتصالي بعالم المسرح على شيئين هما المشاهدة والكتابة ، ولكنني عدت الاسبوع
    الماضي الى خشبة المسرح في بادرة لها سوابقها وهي ان اقوم ككاتب بتقديم جزء من سيرتي الذاتية على خشبة
    المسرح، في مهرجان عالمي للمسرح هو ثالث مهرجان عالمي بعد مهرجاني ادنبره اوفينيون ، وهو مهرجان سيبيو
    برومانيا ، وقد تلقيت دعوة للمشاركة في المهرجان فلبيتها عائدا للتمثيل المسرحي بعد هذا الانقطاع الطويل وقد
    شجعني على ذلك ان عددا من الكتاب في العالم الغربي قاموا بذلك كان اخرهم الكاتب المسرحي البريطاني الشهير
    ديفيد هير الذي ظهر على خشبة مسرح رويال كورت يقدم مونولوجا مسرحيا عن انطباعاته التي استقاها من زيارة الى
    القدس تصور بشكل فني طبيعة ذلك الصراع الذي يحكم العلاقة بين قاطني تلك المدينة من عرب واسرائليين ، كذلك فان
    الكاتب المسرحي البريطاني الاشهر الذي فاز العام الماضي بجائزة نوبل للاداب هارولد بينتر لم يكن يتحرج من
    المشاركة في التمثيل في بعض مسرحياته بعد انقطاعات قد تدوم عدة سنوات اما اخر المشاركين في مثل هذه
    المغامرات الفنية التي تتصل بالتمثيل المسرحي فهو القسيس الافريقي الحائز على جايزة نوبل للسلام والكاتب في
    القضايا الافريقية ديزموند توتو حيت شارك في امريكا في مسرحية تدعو للتعايش السلمي بين الاعراق والاديان،
    واحتداء بهؤلاء الكتاب العظام قررت مواجهة التحدي وحباني الحظ باصدقاء ساعدوني بينهم صديق من رومانيا هو
    البروفسور سورين ستارتلات الذي يقوم بتدريس المسرح والسينما في الجامعات الامريكية وله تجارب في اخراج افلام
    لهوليوود والمخرجة الكاتبة السيدة فاسيليكي كابا ، للقيام بعمليات الاخراج والاشراف والانتاج الفني تطوعا
    ومشاركة في هذه المسرحية التي تنتمي للمسرح الفردي بعنوان صورة جانبية لكاتب لم يكتب شيئا ، كما وجدت تشجيعا
    ايضا من شخصيات رومانية كبيرة من بينها السيد وزير خارجية رومانيا والسيد وزير الثقافة عندما استشرتهما في
    موضوع هذه المشاركة بل ان هذا الموضوع ورد اثناء مقابلة لي مع الرئيس الروماني السيد بوبيسكو عندما ذكرت له
    بان سفارتي في بلاده ممثلا لوطني لا تقتصر على الجانب الدبلوماسي والسياسي وانما سفارة ثقافية حضارية تحرص
    على تحقيق التفاعل وتعميق الحوار بين الثقافة التي امثلها وبين ثقافة هذا البلد وبناء الجسور بين بلاده
    وبلادي على اكثر من صعيد من بينها الصعيد الثقافي باعتبار ان رومانيا هي احدى اعرق الدول في اوروبا الشرقية
    اهتماما بالفنون والاداب ولها تراث كبير في هذه المجالات ، اما عن تقديم المسرحية باللغة الانجليزية فذلك لان
    المهرجان يحبذ ان تكون اعماله بهذه اللغة التي يتواصل بواسطتها هذا المحفل الكبير بجوار اللغة الرومانية
    لغة البلاد ، ثم ان المسرحية هي بالتاكيد مسرحية عربية كتبتها بلغتي الاصلية فهويتها الثقافية العربية محفوظة
    لا يمسها انها قدمت بلغة اخرى كما تبقى مثلا هوية مسرحيات شكسبير تحمل هوية الثقافة الانجليزية التي انتجتها
    حتى وهو تترجم لاية لغة من لغات الارض.
    المهم انني وقفت لاكثر من ساعة اعرض علاقة الكاتب بالظروف التي حوله من بينها صراعه مع القوى الرقابية
    التي تحاول الحد من حريته وتسخيره لخدمة اغراضها ثم علاقته بابطال قصصه والشروط التي تحكم هذه العلاقة ومن
    بينها القواعد الحاكمة للاعمال الادبية وعالم القصة واما يقتضيه من التزام بحقائقه التاريخية وظروفه
    الاجتماعية والاقتصادية ثم موقفه من تلك الهوة التي تفصل الواقع عن المثال مقتبسا من بعض القضايا التي تعرضت
    لها اثناء تعاملي مع عالم الكلمة خلال اكثر من اربعة عقود امثلة ونماذج ، وقد اذهلني الاستقبال البالغ الحماس
    والتشجيع الذي حظى به العرض رغم ان لغة المسرحية لغة ادبية لان الذي يتحدث بها الكاتب نفسه مقتربا من لغته
    الابداعية ومقتبسا بعض تعابيرها ذات النفس الشعري وليست لغة الاستخدام اليومي التي تتكلم بها المسرحيات التي
    تتناول القضايا الاجتماعية ، كان المسرح مسرحا طليعيا صغيرا ممن لا تزيد مقاعده عن مائتي مقعد كانت كلها مليئة
    باعضاء المهرجان القادمين من مختلف دول العالم مع بعض المتابعين لاعمال المهرجان من قاطني المدينة وزوارها
    واترك للكاتبة السيدة كاتالينا جورجي التي حضرت العرض وكتبت عنه في اكبر الصحف الرومانية الصادرة في
    بوخارست وهي صحيفة كوتي ديانول مقالا طويلا يفيض بالتقدير والاعجاب يوم الاثنين الماضي 6ــ6ــ2006وسانقل فقط
    وصفها لرد فعل الجمهور التي قالت عنه (( وقف الجمهور على قدميه مصفقا له ( أي للكاتب مقدم العرض ) اكثر من
    عشرة دقائق متواصلة ، وبعد العرض حضر اليه احد الفنانين الرومانيين واعترف بان هذا العرض المسرحي كان اهم
    عرض مسرحي شاهده في مهرجان هذا العام )) وقد اعادني هذا التصفيق الحماسي الحار الى ذكريات وقوفي لاستقبال مثل
    هذا التصفيق في اعوام قديمة كانت هي بالتأكيد اجمل واحلى المكافآت التي يتلقاها فنان العرض وتتجاوز اية
    مكافآة فنية ومعنوية يحصل عليها ، كما ان مثل هذا الاستقبال الذي يتلقاه فنان العرض مباشرة اثناء تقديم فنه
    وهو التواصل الحي الخلاق بينه وبين جمهور العرض هو الذي يعطي لفن المسرح مذاقه الخاص الذي يميزه عن الفنون
    الاخرى التي مهما كانت جماهيرتها كاسحة طاغية لا تتوفر على مثل هذا التماس الانساني الجميل .

  • التجريب إبداع لا اندفاع..-  بقلم / أحمد بشير عزيز..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-75

    التجريب إبداع لا اندفاع..- بقلم / أحمد بشير عزيز..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-75

    ​​​​​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008 م”أو هكذا تكلم المسرحيون -2-75- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************

    التجريب إبداع لا اندفاع
    بقلم / أحمد بشير عزيز

    من خلال متابعتي لأيام طرابلس المسرحية في دورتها الثالثة التي أقيمت على مسرح الكشاف خلال فترة المهرجان
    وذلك بمشاركة 13 فرقة مسرحية هي الفرق العاملة في طرابلس لاحظت أن عدداً من المخرجين اختاروا التجريب مجالاً
    لإبداعهم وقدموا فيه أعمالهم التي عرضت بالأيام ، ولكن هل كانت كل تلك الأعمال صالحة لأن تقدم في إطار التجريب ؟
    وهل كل المخرجين الذين قدموها يملكون القدرة والاستعداد الذي يؤهلهم لولوج هذا الأتجاه الفني والإنتاج فيه ؟
    وهل حققت تلك الاعمال الغاية المطلوبة ونجحت في إيصال مضامينها إلى الجمهور ؟
    بتقديري إن عدداً من أولئك المخرجين أخطاءوا الطريق وحلقوا في فضاءات رمادية تشوش فيها كل شىء وضاع فيها
    الشكل والمضمون .
    فالتجريب ليس معناه التغريب والغموض وليس هو دوامة حلزونية تنهي كل شىء في مسارها بحجة أنه أى التجريب هو
    تجاوز ومغامرة وجدل واشتباك وحتى إذا كان كذلك فهو لايعني الزلة والانكسار ولايعني الهلامية والتخريف والانفصام .
    التجريب حالة إبداعية موضوعها الإنسان وبالتالي لابد أن يكون ملتصقاً بهموم المجتمع وقضاياه وليس هدماً للنص
    لكنه تكملة له وعلى هذا الأساس فالمجرب لابد أن يكون مدركاً لما يقدمه مستوعباً لمفرداته عالماً بما يريد أن
    يحققه .
    تاريخ المسرح يقول ذلك .. والتجربة المسرحية الممتدة عبر قرون عديدة تؤكد ذلك ، فتسبس صاحب العربة في المسرح
    اليوناني القديم كان مجرباً عندما اوجد الممثل الأول الذي أعتلى العربة وقدم من خلالها عرضاً أوصل من خلالها
    مضموناً موجهاً للجمهور فارتبط به الجمهور بعد إحساسه بشىء جديد أطل عليه ، جدير بالقبول.
    «اسخليوس» ، عندما أضاف الممثل الثاني كان مجرباً وكان هادفاً إلى تحقيق صيغة جديدة تضيف شيئاً وتزيد من حلة
    التواصل مع الجمهور .
    وهكذا «اسخليوس» عندما أضاف الممثل الثالث والأقنعة والأحذية والملابس .. كان مجرباً وكان حريصاً على تطوير
    تكتيك العرض المسرحي والاقتراب أكثر من الجمهور ومساعدته على استيعاب ما يقدم على خشبة المسرح بصورة أكثر
    سهولة ويسر .
    تجارب عديدة قام بها المبدعون المسرحيون هدفوا إلى التطوير والترقية وتعميق مفهوم المسرح وترسيخ قيمته .
    اسماء كثيرة وكثيرة «بريخت» مفهومه الجمالي «بسكاتور» و «ماير هولد» وتجاربهما في علاقة الممثل بالجمهور «
    افرينوف» وتجاربه حول أهمية الجانب البصري في المسرح «غروتوفسكي» وتجاربه في المسرح الفقير الذي ارتكز على
    الاقتصاد في المناظر والأصباغ والألوان انطوان آرتو الذي ربط نقل الواقع إلى المسرح بضرورة اعتماده على «
    البانتومايم» ولغة الإشارة وغيرهم الكثيرون ناهيك عن التجارب العربية على مستوى النص التي بدأت بالسامر «يوسف
    أدريس» ثم الحكواتي «توفيق الحكيم» ثم المرتجل «د . علي الراعي» ثم الاحتفالية «عبدالكريم برشيد» وعلى مستوى
    الإخراج عند روجيه عساف ، الطبيب الصديق ، محمد إدريس كنماذج ، هكذا هو التجريب فتح الآفاق أمام الفنان لكي
    يبدع ويعمل دون قيود ولكن أيضا دون شطط أو تزجية أو مصانعة.
    أعود فأقول إن هناك خلطاً في تحليل مفهوم الجريب عن عدد من المخرجين الذين قدموا أعمالهم بأيام طرابلس
    المسرحية النصوص التي جربوا عليها هي نصوص تقليدية تتناول موضوعات اجتماعية لا تحتاج لإدخالها في دائرة
    التجريب باعتبار عدم قابليتهما من جهة وعدم قدرتها على الاحتفاظ بهويتها من جهة ثانية .
    فليس كل نص يقبل أن يوضع على مشرحة التجريب ويشكل كاتباً يمكنه أن يكتب عملاً يحمل في داخله ما يفتح مسارب يمكن
    استثمارها في مجال التجريب ، فالتجريب لغة في الكتابة ولغة في الإخراج تحتاج لمن يحذا صنعتها ويرسم أبعادها
    دون الاخلال بمضمونها أو شكلها ، ومن هنا فإنه من غير المفيد في التجريب النقل من واقع إلى واقع مغاير ولا
    ألباس شكل على مضمون ليس من قياسه .
    أنا أدرك إن المخرجين الشباب لهم طموحاتهم ولهم رؤاهم ولهم حرصهم على الانفلات من عمليات التأطير ولهم رغبتهم
    في الانطلاق في أجواء مفتوحة ولكن ليس معنى ذلك أن يحلقوا في المجهول دون إدراك لما يصنعون ودون هدف واضح
    المعالم ينتهي إلى نتيجة يستفيد منها المتلقي .
    نحن نخشي أن يأخذهم الحلم أن هم فعلوا ذلك فتكون قضيتهم قاسية ، صحيح أن التجريب هو إبداعات فردية تسعى كل
    واحدة منها إلى خلق ذاتها لكن ذلك لابد أن يكون وفق دراسة وفهم ووعي وبصيرة ، صحيح أيضا أن العروض التجريبية
    هي عروض تركيبية تبرز فيها براعات المجرب وتترجم رؤاه الفكرية والجمالية ولكن لايجب أن يكون ذلك على أساس
    الاحتفاء بالشكل على حساب المضمون.
    وأتصور أن هذا هو بيت القصيد في عدد من العروض التي قدمت بأيام طرابلس المسرحية والتي اختارت التجريب مجالات
    لها”الاحتفاء بالشكل على حساب المضمون” للأسف هذا لا يخدم مفهوم التجريب ، فالتجريب ليس شيئاً هلامياً فضفاضاً ،
    التجريب هو ابتكار واكتشاف داخل المألوف وتقديمه عبر أشكال وتكوينات ورؤى جمالية وفكرية وفلسفية غير مألوفة
    ، ولكنها تنطلق من طبيعة الموضوع «النص» وتترجم أبعاده وتنسجم معه .
    أما أن نحشد على الركح أعداداً من البشر ممثلين أو مجاميع ونجعلها تصرخ وتموء وتقفز وتتمرغ وتتشابك وتصنع
    بأجسادها وحركاتها تكوينات لاتفسير ولا تعبير ولا معنى لها بل أنها متناقضة مع مضمون النص فذلك عين التهريج
    وضعف الفهم ومنتهى الاستخفاف بالمتلقى الذي جاء ليستمتع ويستفيد .
    هناك فرق كبير بين الإبداع والتألق والابتكار وبين الانفلات وغياب التركيز والتهريج والتخريف.
    أقول إن هذا البعض من المخرجين يتمتعون بالموهبة لكن الموهبة وحدها لاتكفي ولديهم الاستعداد لكن الاستعجال ضار
    ولديهم الطموح لكن الرغبة في بلوغ الذروة في وقت أكثر من قياسي ومن اقصر الطرق ذلك معناه النهاية منذ
    البداية .
    لذلك نأمل أن يتفهم هذا البعض ذلك وأن يتحرك بخطى ثابتة وبوعي مسؤول ورغبة صادقة في إنجاز عمل له مقولة تحمل
    معنى وله رؤية واضحة وهدف محدد لاضبابية فيه وهذا هو الطريق الصحيح لبلوغ دائرة الضوء الحقيقية دائرة الإبداع
    والتألق .