​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-22- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​

أحمد بللو …..
مبدع مسكون بالمسرح
حاوره / نوري عبدالدايم

ربما كانت تلك الخطوات البكر نحو الفريق المسرحي المدرسي بالمرحلة الإبتدائية في النصف الثاني من ستينيات
القرن الماضي هي التي قادت ” أحمد فتح الله بللو ” نحو دروب الإبداع ومسالكه . في مرحلته الإعدادية سلك مسارباً
نحو الرسم والصحافة ومحاولات شعرية ، بعدها كانت العودة من جديد للفريق المسرحي في المرحلة الثانوية مع
مسرحية ” شمشون ودليلة ” سنة 1971 م للكاتب ” معين بسيسو ” . تلك التجربة جعلته يلامس العملية الفنية عن
كثب تعرّف من خلالها على العديد من الأسماء التي أثرت المشهد المسرحي بمدينة ” درنة ” منصور سرقيوة ، مفتاح
شنيب ، الكاتب الراحل عبد العظيم شلوف ، فهيم بو زيد ” . كانت المسرحية من إخراج الاستاذ ” مفتاح خليفة ” .
بللو:- …. تم عرض هذه المسرحية_ التي تحصلنا بها على الترتيب الثاني _ في المهرجان المدرسي في دورته
الثانية أو الثالثة.. لا أذكر ، أتبعناها بمسرحية “أيوب ” في السنة الثانية بنفس الفريق ومخرج أو مشرف العمل
. من خلال هذه المهرجانات تعرفت على ” رضاء بن موسى ” . في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية شرعنا في
العمل على مسرحية ” محاكمة راس السنة ” التي لم يحالفنا الحظ للمشاركة بها لاسباب ترجع الى تقديم موعد
المهرجان ، في هذه الأثناء تعرفت أيضاً على أعضاء فرقتي ” المسرح الوطني / درنة ” و” مسرح هواة / درنة ” التي
حاولت المساهمة معها في مسرحية ” الحربة والسهم ” ولكن ظرف إنتقالي للدراسة الجامعية حالت دون ذلك …. مع ”
المسرح الجامعي ” أنجزنا عمل ” تداخل الحكايات ” للكاتب ” منصور أبوشناف ” الذي لم تتح له فرصة العرض .
اعتبر كل هذه الأنشطة_ ” مسرح ،شعر ، صحافة ” _ عبارة عن إرهاصات أولى لتلمس إمكانياتي في التعامل مع
الواقع الإبداعي الليبي ، معتبراً أن الإهتمام الحقيقي كان مع العام 1988 م أثناء خروجي من السجن في ” أصبح
الصبح ” .
أويا :- ماذا شكّلت لك تجربة السجن ؟.
بللو :- فترة تواجدي بالسجن كنت صحبة الكاتب ” منصور بوشناف ” الذي يولي إهتماماً حقيقياً بموضوعة المسرح
والناقد ” رضا بن موسى ” الذي كان له حضوره في الحركة المسرحية ، في هذه الفترة أجتهدنا لتكوين تراكماً
ومخزوناً مسرحياً ثقافياً من خلال القرأة والنقاش والتبادل المعرفي ومشروع محاضرات بدأها ” منصور بوشناف ” ،
كان الهم المسرحي حاضراً ، كما عمقت فكرة العلاقة بالمسرح باعتباره حالة وجدانية مع كيفية التعامل مع الحيز
المحصور ” المحدود ” .
أويا:- كتب في السجن العديد من الأعمال ، ماذا أنجزت في هذه الفترة ؟
بللو:- أنجزت نص مسرحي بعنون ” ولد وبنت ” بالعامية الليبية وهو الأن بحوزة أحد الأصدقاء لم اتحصل على نسخة
منه … بودي التعرف على هذا النص من جديد لأقارن خبرة الثلاثين عاماً في هذا المجال .
أويا :- بعد خروجك من السجن استطعت أنت والعديد من المبدعين في التواصل مع الحالة الإبداعية بسرعة ويسر
مساهمين في إثراء حركةالإبداع الليبي . ماهي أول إسهاماتك ؟
بللو :- اول كتابة لي عن المسرح كانت قراءة نقدية لمسرحية ” عبدالسميع والزمن البديع ” من اخراج ” فرج
بوفاخرة ” نشرت في مجلة ” الخيالة والمسرح ” ثم أتبعتها بقرأة عن مسرحية ” تفاحة العم قريرة ” تأليف ”
البوصيري عبدالله ” و من اخراج ” منصور سرقيوة ” تواصلت هذه المساهمات أثناء إلتزامي بزاوية مع صحيفة ”
الجماهيرية ” بعد عامين من الكتابة أدركت بان الفنون بشكل عام أقصيت من الفضاء الثقافي ولا ينظر لها بأهمية
القصة والشعر والرواية ، ولإيماني بأن الفنون رافدا مهما لثقافة اي مجتمع خصصت كتاباتي عن المسرح في الملف
الثقافي وليس في الملف الفني كما جرت العادة .
أويا:- ……….
بللو:- باعتقادي أن أزمة الثقافة العربية في علاقتها مع المتلقي لأنها لم تتكيء على الفنون ، هذا يحيلنا
لعلاقة المثقف بالفنان التي ظلت علاقة مصادرة وإقصاء ، لا زال المثقف ينظر الى الفنان نظرة دونية ، الثقافة
العالمية أوجدت تواشجاً وقواسماً مشتركة بين كل الفنون فنجد علاقات إنسانية وإبداعية نسجت بين ” تشكيليين و
ممثلين و موسيقيين و شعراء وروائيين وسينمائيين ” ، كما نجد العديد من التيارات الفكرية والثقافية
والفنية ساهم في خروجها الى العالم مثقفون وفنانون فلا نستغرب وجود علاقة بين ” بيكاسو و بريتون ، و مارلو ،
ولويس اراغون ، وسارتر ، والبير كامو ” وأيضاً سينمائيون ومغنون والشواهد كثيرة .
المؤتمر :- من خلال متابعتك للحركة المسرحية الليبية هل تعتقد بوجود ملامح لمسرح ليبي ؟
بللو :- هذا العام 2008 م يشهد مئوية المسرح الليبي الذي بدأ كما اتفق الباحثون في نهاية العهد العثماني
الثاني عام 1908 م ، فمن خلال تتبعنا للأعوام المئة نجد أن المسرح لم يستقر ومرت عليه فترات من الركود
والإنتعاشً وغالباً ماكان الركود يسود الحركة المسرحية ، كان الرواد الأوائل تحركهم ” النوايا الطيبة ” _ ونكبر
فيهم هذه النوايا
_ أعتباراً من محاولات ” محمد عبدالهادي ” في طبرق الى أن استقر في ” درنة ” فيما بعد أحب أن أنوه هنا بأن
المسرح في درنة أحتضن من خلال جمعية ” عمر المختار ” بدعم المثقفين والسياسيين في درنة مثل ” ابراهيم الاسطى
عمر وخليفة الغزواني وعبدالباسط الدلال ” وهذا الأخير شكل فرقة ” انصار المسرح ” فترة الخمسينات…. كانت
محاولات الرواد في شرق البلاد وغربها ظلت رهينة المجهودات الفردية حاولت فيها تبيئة وتوطين هذا الفن ، كان
كل زادها تقليد أعمال انتجت في الشام أو القاهرة ، فالمجتمع لم يكن مستقراً سياسياً وأقتصادياً كان كل همه
تأمين قوت يومه وبالتالي لم يكن مهيئاً لإستقبال هذا النوع من الفن الوافد .
أويا :- ………
بللو :- في فترة الستينيات من القرن الماضي ظهرت حركة أكثر نضجاً وأكثر تواصلاً مع الجمهور و حاجات المجتمع وأ
كثر استمرارية أيضاً اوجدت هذه الخاصية مع تجربة ” الأمير / شرف الدين ” . فترة السبعينيات أنتجت أسلوباً جديداً
تزامن مع وجود أساتذة في الفن المسرحي أمثال ” عبدالعزيز العقربي ، زين العشماوي ، عمر الحريري ، حسن عبد
الحميد ،السيد راضي ” أسهمت هذه المجموعة في تزويد المسرح الليبي بالمعرفة التقنية والحرفية ” بالمقابل
سيطر الخطاب السياسي المباشر في المسرح متمثلاً في قضايا الوطن العربي وعلى راسها قضية فلسطين و الهم
العروبي الذي كان يسود المنطقة في ذلك الوقت . كانت تجربة ” محمد العلاقي ” بعد عودته من ” فرنسا ” وتطلعه
لتوظيف الأشكال التعبيرية الليبية محملاً برغبة في إدخال الشعر الشعبي من ” مجرودة وشتاوة وكشك ” كانت هذه
الإلتفاتات الأولى من ” العلاقي ” فقد كان همه السعي لإيجاد مسرح ليبي كموضوعة وتقنية .
أويا : – في بداية الثمانينيات تم إرسال مجموعة كبيرة للدراسة بالخارج أبرزهم مجموعة المجر ” الحوتي ، كحلول
، سرقيوة ، بوفاخرة ، الزني ، بدر ، الراحل بوشعالة ….” . ما القاسم المشترك الذي يجمع بين تجارب هؤلاء
المخرجين ؟
بللو :- كان القاسم هو التعامل مع القضايا السياسية العامة ” الحرية والإستعمار ” أغلبهم لم يعتمد النص
المحلي أساساً لإنتاجهم تنقلوا بين نصوص من المسرح العالمي والعربي كما يجمعهم الجانب الفرجوي بمستويات كل
حسب إمكانياته ولكنهم ظلوا بعيدين عن فكرة المسرح الليبي بإستثناء محاولات بسيطة . يحسب لهذه المجموعة تماسها
مع مستجدات المسرح العالمي التقني تحديداً وحضور ” السينوقرافيا ” .
المؤتمر :- نحكي على تجربة البوصيري عبدالله .
بللو :- تجربة البوصيري تحتاج الى دراسة متأنية فقد زودت المسرح الليبي ومكتبته بالعديد من النصوص ،
كانت بداياته متجانسة مع المسرح السائد في الستينيات و السبعينيات وهو التعاطي مع الهم السياسي شأنه شان
العديد من الكتّاب أمثال ” سعدالله ونوس ، الفريد فرج ، محمود دياب …..” المسرح العربي بشكل عام ظل يتعامل مع
المواضيع الكبرى وهذا يحيلنا الى المأزق الذي لاحق الابداع العربي في تعامله مع الهم السياسي المباشر وهو
استعارة المتقف لغة السياسي دون تقديم قراءة عميقة للواقع اداة المتقف في سبر الواقع تختلف عن اداة السياسي
_ أقصد السياسي المباشر ” الخطابية “_ انعكست على كل صنوف الإبداع ” قصة ، رواية ، شعر ، ، أغنية ،
فنون بصرية ” ، “. مهمة المبدع البحث في ما يمكن أخذه من الواقع والبناء عليه ، وغرس الفكرة
وتصعيدها من الواقع .ِ
أويا :-……………….
بللو :- …… بالعودة الى الحديث عن مسرح ” البوصيري عبدالله ” ومجهوداته في إثراء الحركة المسرحية وتجربته
التي لا يمكن تجاوزها ، فقد تعاملت مع مسرحية ” تفاحة العم قريرة ” التي أعتبرها من أبرز أعماله كان الإتكاء
على موضوعة ” الوحم ” وتصعيدها والبناء عليها وتوسيعها الى هم عام . تجربته الغنية لايسع المكان للحديث عنها
. كما لا يسع المكان للحديث عن تجربة المخرج ” الأمين ناصف ” المبكرة والناضجة ، وتجربة المخرج ” محمد
القمودي ” وخصوصيتها ، وغزارة إنتاج تجربة ” عبدالله الزروق ” التي انطلق من خلالها العديد من المبدعين على
اختلاف تخصصاتهم ، وأيضاً لا يسع المكان للحديث عن كتّاب أمثال ” فرج قناو ، علي الجهاني ،على الفلاح ، عبدالعزيز
الزني .
أويا :- نعود الى الخطاب في المسرح الليبي ” الحوار – اللغة ” تحديداً .
بللو:- المسرح العربي وقع في البلاغة الصوتية مستنداً على بلاغة اللغة متناسياً الفعل الذي ترتكز عليه الدراما
أو الجملة الحوارية التي تفضي الى فعل درامي . ” عبدالرحمن الشرقاوي ” في نصه ” الحسين ثائراً ” كان بطولته
البلاغة اللغوية . أنعكس هذا على الأداء المسرحي فالمسرح العربي اعتمد على جماليات الإلقاء وهو وليد الإلقاء
الشعري وكلاهما اعتمدا على البلاغة الصوتية . المسرح العربي والليبي تحديداً لم يلتفت الى الصمت والصمت إيقاع
وبلاغة . هذا الأمر أنعكس أيضاً على أداء الممثل وكيفية استلامه لمفاتيح الحوار _ ” نهاية الجمل الحوارية “_ من
زميله ليتكيء على جملته في إنفعالاته . الحقيقة أن الإنفعال يولّد الحوار وليست الجملة الحوارية التي تولّد
الإنفعال . قراءة الشخصية تأتي من الداخل وليس العكس . لأن الإبداع يتعامل مع الحواس بعفوية وإنسيابية تامة
.
أويا :- ……………….
بللو :- أعتقد بأن المسرح اخذ شكل القداسة بعودته الى المعبدية ” مكتفياً بأن يكون مسرحاً تراتيلياً جامداً.
وهنا استعير تفسير ” منصور بوشناف ” في إرجاع السبب الى مشكل الترجمة ” تبتدي من ترجمة ” play ” التي تعني
اللعب ب ” مسرحية ” ومن هنا جاء ابتعاد مسرحنا على اللعب. في تقديري ان الإبداع بصفة عامة لعبة . العديد
من المسرحيين _ كتّاب أو مخرجين _ من يسبغ الفكرة اسباغاً ثم يحاول اعتماد شرحها بينماً الفكرة تأتي من
حدث ينبع من الحياة . هذا الأمر جعل العديد من المخرجين يتعاملون مع الحركة مجرد توزيع ممثللين على الخشبة
دونما مبرر فقط لمل الفراغ. ومن هنا يبتعد الفن عن اللعب.
أويا:- رافق مسرح ” عبدالله القويري ” مصطلح ” المسرح الذهني ” . هل ثمة مصطلح عربي أو عالمي يعرف بالذهنية في
المسرح . ولماذا رافق هذا المصطلح أعمال ” القويري ” ؟
بللو:- للإجابة على هذا السؤال علينا تحديد معنى الذهنية والبحث في أعمال ” القويري ” .. ربما تركيز ”
القويري ” على الفكرة ومحاولة شرحها . وربما صعوبة تنفيذ أعماله . مع إكبارنا لتجربة ” القويري ” ورصيدها
الكبير .. يبدو أن مسرحه ينقصه شياءًً من اللعب .. انا لا اعتمد هذا المصطلح ولا أرى ان المسرح ذهني فالفن
يرتكز على الحواس .
أويا:- كي لا يساء فهمك …. هل تقصد بأن العمل الإبداعي لا يتضمن “فكرة ” ؟
بللو :- لا يوجد إبداع بدون فكرة ، ولكن تكمن العملية من استقاء الفكرة من الحدث والموقف الحياتي ، الفن
لا ينطلق من فكرة ولكنه ينطلق من موقف حياتي ومن ثم توجد الفكرة . استشهد هنا ” بماركيز ” عندما يقول :- ”
أحيانا أعمالي تأتي من صورة ” . أنا ضد أنٍِ تأتي بفكرة وتعكسها على الواقع هناء يأتي التعسف والإقحام في
العملية الإبداعية . الفن يقرأ الحياة ولا يلبسها قوالب جاهزة .
أويا:- من موقع علاقتك الشخصية ب” منصور بوشناف ” وباعتبارك أحد المهتمين بمسرحه . ماذا قدم ” بوشناف ”
للحركة المسرحية الليبية .
بللو :-لا تختلف بدايات ” منصور ” عن غيره من الكتّاب في اعتماده اللغة الفصحى والموضوع العروبي داخل السياق
العربي وفكرة البرختية واسقاط الحائط الرابع . رغم اعتماده على النص الفصيح ارتكز النص على حدوثة شعبية .
كما في ” مسرحية صراع ” وحكاية ” جميلة ” التي يختطفها الوحش من حبيبها وهي حكاية شعبية وفي مسرحيته ”
تداخل الحكايات ” ترتكز أيضاً على المثل الشعبي ” يديروها الصغار ويحصلو فيها الكبار ” . مسرح ” بوشناف ”
يسعى نحو تاصيل الدلالة الليبية والبحث فيها . كذلك تجربته مع ” محمد العلاقي ” في ” حكايات ليبية ” التي
أعدها عن ” الصادق النيهوم ” كان يسنده في هذا انفتاحه على المسرح العالمي . كما في ” السعداء ” وتماسها
مع مسرح العبث . اعتبر مسرحية ” الحجالات ” تقطير للحالة المسرحية ومن أهم الاعمال التي اتضحت فيها ليبية
المسرح . وبذلك اعتبره شاعراً مسرحياً والمسرح برايي شعر سواء كتب هذا النص شعراً او نثراً .
أويا / كانت لك تجربة مسرحية أراها مهمة على صعيد الإعداد والإخراج في المسرح الليبي وهي أشتغالك على خمس نصوص
قصيرة ل ” منصور بوشناف ” . كيف كانت تجربتك في تفكيك هذه النصوص وإيجاد خط يربطها لتخرج بعمل يستحق الوقوف
عنده ؟.
بللو / جاءت هذه التجربة أثناء انشغالي في كتابة قراءة لمسرحية السعداء _التي قمت انت بإخرجها للمسرح
الوطني _ بعد عرضها ، والعودة لأنسنة الأشياء ” الحديقة / نزول القمر الى الأرض وحواره مع الشجرة ” هذا الخيال
المفتوح على مساحات عديدة ، تحويل الاشياء الى لعبة نراه أخلص الكتاب للمعنى الحديث للمسرح بإرتكازه على
الفعل والتكثيف . من هنا وجدت نفسي منتقلاً الى التعامل معه كمخرج منتهجاً مبداء ” الشطح ” واللعب في تفكيك
هذه النصوص الملغزة كانت فترة التدريبات 15 يوماً كنت مسكوناً بالحالة المسرحية وارجعني العمل الى طفولتي
وبيئتي الفلاحية الأولى من خلال تعاملي مع الأضواء و الظلال والطين والخضرة معتمداً على لونين في العمل هما
الأبيض والبني كما ساهمت إيقاعات الأغاني الشعببية والرقص على الحفر في هذه النصوص . كما أسهم البراح الذي
تركه لي الكاتب بأن أطلق لمخيلتي العنان . وأيضاً التعامل مع ممثلين أمثال ” مفتاح شنيب ” ، وبعض الشباب
الجادين هو الذي اوصل هذا العمل .
أويا:- التجربة الإخراجية الثانية كانت مسرحية العميان ل” ميشيل جيلدرد “.
بللو :- قمت بإعداد هذا العمل المأخوذ علن لوحة ل” بروجل ” وانجز في فضاء ” بيت درنة ” اعتمدت فيه على
الأشكال التعبيرية الليبية من أشعار ورقص وغناء معتمداً اللعب . تركت البراح للممثل ليبحث في دوره ويقوم
بإنتاجه ويطوره . كما اعتمدت لحظات الصمت . الأمر الذي لم يتقبله الممثلين في البداية … مع الأسف لم يتاح
له فرصة عرضه خارج درنة.
أويا :- هل تحلم باعادة هذه التجربة ؟.
بللو :- مازالت رغبتي ملحة لتقديمها مع توافر الظروف المناسبة ؟.
أويا :- كتابة ؟
بللو :- كتبت النص العامي في السبعينات ونص اخر عن ” وحشي ” لأكتشف بعدها قصيدة للشاعر ” محمد الفقيه صالح ”
بنفس الاسم قمت بإعدادها ربما الايام القادمة تتاح لي فرصة تقديمها .
أويا :- ماتقييمك للحركة النقدية المسرحية ؟
بللو :- الحركة المسرحية تشهد أيضاً مواسم ركود وانتعاش . وأيضاً عدم تفعيل دور المعاهد المتخصصة والأكاديميات
فالمنهج الحديث ينتهج ورش عمل لكيفية الكتابة المسرحية والنقد المسرحي … للاسف نحن نتحدث عن الحركة
المسرحية بكثير من التحفظ ، تظل الحركة تعتمد على مبادرات مرتبطة بالاشخاص ونواياهم الطيبة وليس
بالمؤسسات .
أويا :- هل هذا الأمر ينعكس على المؤسسات التي ساهمت في إقامة العديد من المهرجانات والتظاهرات ؟ .
بللو:- كانت تجربتي ال” 97 / 99 ” بإدارة الفنان ” الطاهر القبايلي ” مميزة صاحبتهما ندوات كانت نواة
لحركة نقدية ، وصل عدد الفرق المشاركة الى أربعين فرقة . كما شهدت عودة المثقفين وتماسهم مع المبدعين كانت
بدايات حقيقية في تماسها مع قضايا محلية ، على مستوى الشكل والمضمون . بدون االإستمرارية دخلتا في باب
النوايا الطيبة .
أويا :- الممثل الليبي ظل أسيراً للقوالب الجاهزة في أدائه وأسيراً لرؤية المخرج الجاهزة أيضاً . كيف تفسر هذا
الأمر ؟ .
بللو :- هذا الجمود يقع على عاتق الجميع . الفنانين من جانب والمثقفين من جانب اخر والمؤسسة التي تدير
المرافق الإبداعية من جانب أخر . في دوامة هذا الجمود ” الإستاتيك ” ظل المسرح الليبي لايتراجع فقط بل يغيب ،مع
تعطش المتلقي لرؤية أعمال تحمل الصبغة المحلية . يؤسفني بأن اجيالاً ليبية تجاوزت عقدها الثالث لم تحض
بمشاهدة عمل مسرحي ليبي .
أويا:- ” فيه حاجة ماقلنهاش ” ؟
بللو :- ” فيه واجد ماقلناش “

من almooftah

اترك تعليقاً