​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-21- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​

الفنانه / سعاد خليل …
” تراجع دور الأنشطة المدرسية ينعكس سلباً على الحركة الإبداعية ”
حاورها /صالحين الرفروفى

منذ ستة وثلاثون عاماً تواصلت مع الفن وهي طفله صغيرة تنشد بعض الأغاني في مدرسة إيطالية خاصة حرصت والدتها طبيبة النساء تعليمهافيها تعلمت من الراهبات النظام والترتيب واحترام المواعيد والحرص على التعليم والتعلم .
على خشبة المسرح المدرسي آنذاك كانت تسند لها الأدوار البسيطة تلك البدايات الأساسية ففجرت الموهبة لدى”سعاد فرج شتوان “الاسم الحقيقي للفنانه “سعاد خليل ” وبدأت رحلة عطائها منذ تلك الفترة المبكرة التي امتزجت فيها الموهبة بالدراسة والإطلاع انطلقت سعاد بالمشاركة الفاعلة في ركن الأطفال ووضعها العمل الأذاعي أمام نقطة الانطلاق التي وجدت نفسها فتبحث عن كل ما من شأنه أن يضيف لها الشىء الجيد والجديد والذي حرصت عليه باستمرار وكان يأسرها رغم ظروفها الاجتماعية فهي زوجة وأم حرصت على تربية ابنائها فكان الطبيب والمهندس والضابط فضلاً عن مسؤوليات إدارية كثيرة لم توقفها لحظة عن ممارسة مهنة الفن التي شغفت بها كثيراً فمارست الفن والتمثيل في الإذاعتين المسموعة والمرئية ولم تنقطع عن “العجوز الممتع ” المسرح حيث تعتبره مدرستها حتى الآن هذه هي الفنانه سعاد خليل التي لايخلو صوتها من نبرة حزن على ما وصل إليه حال المسرح في بلادنا والتي كان لنا معها هذا الحوار: آراك تعملين بالإدارة إلا يحد ذلك من نشاطك الفني ؟!
بدات عملى بالإدارة وأنا أشتغل بالفن منذ وقت طويل فقد اشتغلت بشؤون العاملين بالإذاعة وكانت الإدارة صارمة الأمر الذي لا يمكننا القيام بأي عمل فني إلا بالفترة المسائية كنت ولازلت إدارية ملتزمة جداً بعملى ومكتبي أما كيف استطعت فهذا راجع إلى تنظيم وقتى ولم أهمل بيتى وزوجي حققت نتائج جيدة في بيتى ومع ابنائى الذين وصلوا إلى مراحل ممتازة من التعليم وحققت الشهرة والعمل بالفن ووجدت نفسى في الترجمة والعمل الثقافي.. في البدايات لاشك في أن هناك تضحية كبيرة ولكن النظام أساس كل شيء وهذا راجع ربما إلى ما تعلمته في فترة الدراسة المبكرة وتربيتى الأساسية فالراهبات بالمدرسة الإيطالية غرسن فيّ الترتيب والنظام ..والحرص على المثابرة والتعلم فنشاطي الفني موجود من خلال أعمال تلفزيونية ومسرحية كثيرة ومستمرة وآخر نشاطي كان المهرجان العاشر للفنون المسرحية ولم يعيقنى العمل الإداري عن مواصلة عملي الفني .
ماهي أهم أعمالك؟
مثلّث جميع الأدوار في الإذاعة المسموعة. فمثلاً برنامج “مرشد اجتماعي” من حياة الناس، شعبيات، ورمضان في رمضان وأخرجت عدة سهرات وبرنامج “ترجمات” الذي هو من إعدادي وإخراجي وله ثلاث سنوات يذاع.. وافتخر بأنني كنت ضيفة على البرنامج الناجح “حكايات البسباسي” وهي المرة الوحيدة التي يستضيف فيها شخصي أمّا الأعمال المرئية منظر الحساسية هذا النوع من الفن أحاول أن أنتقي أعمالي بدقة فعملت مع الفنانة: خدوجة صبري “علم وخبر”، وأعدلوا مع الفنان رجب إسماعيل، الأقدار> سهيل أكاديمي، عزيزه، الندم أشجار لا تموت، عفيفه، الحياة وهو عمل مشترك مع الفنان عبداله غيث وفردوس عبدالحميد.
أما النشاط المسرحي فتحصلت على الترتيب الثاني كأحسن ممثلةفي المهرجان العاشر للفنون المسرحية… واشتركت بمهرجان المسرح المينودرامي في اللاذقية.. بمسرحية “حنين الليل” إعداد وإخراج “تامر الأوجلي”.
حدثينا عن الفرق بمدينة بنغازي؟
هناك فرق مسرحية في مدينة بنغازي استطاعت إبراز وجودها وقدمت أعمالاً ملتزمة وجادة من خلال مهرجانات .. فالمسرح الليبي موجود ولدينا شباب لهم غيره على المجال .. ولديهم الرغبة في التطور والإبداع ولكن بالمقابل هناك فرق في حقيبة مدير فرقة لا يملك أعضاء ولا مقراً وهو يشتغل بالباطن.. هناك فرق لديها فقرات ومسارح ولكن لا تقدم شيئاً.. للأسف بعض الفرق التي تقدم الأعمال لا يوجد لديها مقر.. لابد أن نراقب الفرق المسرحية ونتابعها هناك فرق وهمية وأصحابها هم من يُدعون للمشاركة في المهرجانات والنقاش.. فرق مثل المسرح العربي أصبح مقرها غير موجود أصبح مديرها “يشحت في مقر” يعمل فيه.. يجب أن يتم التخطيط لأعمال هذه الفرق وما تقدم .
هناك موسم مسرحي في شهر رمضان مانوعية هذه الأعمال؟
مايقدم من أعمال مسرحية في شهر رمضان للأسف أغلبها أعمال الشباك ولا تعالج أي قضية وإنما هي الضحك من أجل الضحك.. لابد أن ترتقي بذوق الجمهور بلغة المسرح.. لابد أن تقدم أعمالاً مدروسة لابد أن تقدم الأعمال الكوميدية المدونة ولاتقدم أعمال الاسفاف والتهريج.. هناك بعض المسرحيات عالجت قضايا وقدمت مواضيع.. لابد أن ترتقي بالعمل المسرحي إلى العمل الحقيقي حتى لايفهم الجمهور أن بعض هذه المسرحيات التي تقدم النكتة الباهتة والكلمة الهزيلة أن هذا هو المسرح مجرد ضحك وإضحاك فقط.
ما رأيك في مايقدم من برامج في شهر رمضان؟
من كترثها وتشابهها أصبحت لا تملك الرغبة في مشاهدتها “مشهد ، أغنية، تعليق” الموضوع واحد مع اختلاف الممثلين.. نكتفي بتقديم عمل أو اثنين على مائدة رمضان ويمكن أن نختارها بعناية من حيث الموضوع والإخراج لابد من مراعاة الذوق العام واحترام المشاهد.. هناك أعمال تقدم في شهر رمضان تسيئ إلى الفن لابد من تسخير الإمكانيات كلها في اتجاه واحد وهو الحرص على تقديم العمل الجيد والهادف الذي يعالج قضايانا فالمواطن يريد أن يناقش مشاكله وهمومه.. حياته اليومية
العالم يشاهد القنوات كلها من خلال لمسة زر بما فيها قناة الجماهيرية فلا تقدم الأعمال الهزيلة التي لا ترقى إلى المستوى الجيد .. كانت أعمالنا القديمة تعطى انطباعاً جيداً لدى المشاهد فيها ترفيه ولكنها لا تفسد الذوق العام ” بدأنا في الأعمال الدرامية الليبية قبل سوريا والكويت والاردن .. فأين لجنة النصوص .. ولجنة المشاهدة ؟ فلجنة المشاهدة مسؤولة عن العمل قبل أن يُعرض .. يراقب من جميع النواحي الفنية بعد التنفيذ .. تستغرب هذه الأعمال الهزيلة والركيكه مع احترامي للبتعض .. لماذا المجاملة على حساب العمل الفني .. لا يوجد غربال فني للأسف … نحن نطمح للتميز في أعمالنا .. نطمح لتقديم المستوى الجيد .
** مامدى الاستفادة من شركات وتشاركيات الإنتاج الفني؟
* أنا لا أعلم ما إذا كانت هناك شركة أو تشاركية فنية قامت بتسويق عمل ليبي للخارج .. والأعمال الليبية نأمل أن ترى النور وتخرج للعالم على أيدى هذه الشركات وليست كلها شركات أو تشاركيات وإنما مجموعة أفراد .. الفنانون أصبحوا منتجين والذين ينفذون الأعمال هم ليسوا كذلك وإنما هم من عاقة الناس .. هذا سلب لهوية الفنان الحقيقي بعض الفنانين ضعفاء النفوس وشغلهم الشاغل توقيع العقود بصفاتهم كفنانين وليسوا عن طريق شركات أو تشاركيات فنية حقيقية ..
شركات الانتاج خُلقت حتى تنتج للإذاعة الليبية فقط هي تعمل منتجاً منفذاً فأين الشركات التي قامت بانتاج وتسويق عمل للخارج أو حتى قامت ببيعة للإذاعة فقط ولا تهمه الجودة ..
**الفنان مواطن يحتاج إلى الماديات مثل الآخرين .. كيف سيعش ؟
* أنا لا أقول الفنان لا يعمل ولا يكد .. ولكن يعمل الفن الحقيقي عندما تتوفر له الظروف المادية ينتج عملاً جيداً .. الفن ليس أكذوبة ولا وسيلة استرزاق بهذه الطريقة التي تشوه الصورة الحقيقية للمجال .. هناك من قاتل لتحسين صورة الفنان في المجتمع فلا تشوهوا صورة الفنان الحقيقي بالجرى وراء توقيع العقود .. ولكن بكل أسف حتى المسؤول الليبي لا يقدر الفنان الحقيقي .. مجموعة معينة فقط لها الإيفاد للمهرجانات الخارجية ولها الحظوة وكأن البقية ليس لها الحق .. فجأة نجد أن فنانا عاديا عمله موسمى وتحصل على رأسمال لأنه وقع عقداً أو اثنين بشكل شخصى ” “اللهم لا حسد” ولكن يعمل بها الجيد والراقى ولا يهضم حق من يعمل معه ويعطيهم ( ملاليم ). . والذي اتجه للإنتاج ووقع العقود ليس فقيراً ولكن الفنان الليبي الحقيقي والمحترم لنفسه وقته هو الفقير .. والدخلاء على الفن ليسوا فقراء..
** قليلات هنّ المنتسبات لمجال الفني ما السبب في رأيك ؟
* السبب الأساسي لا يزال هو النظرة الاجتماعية المسيطرة المرأة في ليبيا ليست ضعيفة الآن وتأخذ حقوقها .. ولكن البعض لاتزال نظرته للمرأة على أنها قاصر ولا تستطيع تقديم العمل أسوة بالرجل وهذا مؤسف بالفعل .

المرأة تحتاج إلى القوة في إرادتها حتى تأخذ حقوقها كاملة وتكون حرة.. المرأة قادرة على التواجد في كل الميادين إذا تحررت من عقد الماضى واحترمت نفسها وذاتها.. لدى تجربتي رغم الظروف والمصاعب التي واجهتني.. هناك من اعطت نفسها للفن ولم تبالِ بالظروف الاجتماعية وقدمت تضحيات حتى استطاعت أن تصل.. أما ما يوجد على الساحة الفنية الآن (مع احترامي للبعض) فهو بحث عن الشهرة والدعاية والماديات ولايملكن الاحساس بالمسؤولية تجاه المجال وصعوبته الساحة الفنية ملأى بالمنتسبات للمجال الفني وليس بالفنانات.. الفنانة الحقيقية والتي شغلها الشاغل وهمها المسرح قليلة.. ويمكن أن نفسره بأنه قلة موهبة ونظرة مادية.. الفنان يجب أن يكون موهوباً ويصقل هذه الموهبة بالعلم والدراسة.. لابد أن نكتشف الموهوب من مراحل مبكرة في الدراسة لنقوم بتوجيهه للانخراط في دراسة المجال وممارسته.. كان النشاط المدرسي يساهم مساهمة فعالة في هذا الصدد وأن فنانين معروفين الآن ظهروا من خلاله ولكن مثلما كان هناك موتٌ بطئ للدراما في الإذاعة هناك موتاً بطيء للمهرجانات المدرسية.. دور النشاط مهم وفاعل.. لابد أن ننظر اليه بزاوية حقيقية وندعمه إذا أردنا ايجاد مواهب تساهم في هذا المجال.. في بعض الدول العربية مادة المسرح والموسيقى أساسية في المنهج الدراسي.. هذا علم قائم بذاته فلا نستهين به ونهمشه .
على ذكر النشاط .. هل لديك أنشطة أخرى غير الفن؟
بحكم انني أملك اللغة الايطالية والانجليزية.. كنت أقوم بترجمة بعض المحاضرات والندوات بحضور بعض المهتمين في مجال الاثار والموسيقى وبدأت اترجم للصحف.. فمثلا دراسات عن برقة.. دراسات عن الموسيقى الشرقية.. تمكنت بعدها ايضا من الترجمة بالفرنسية فأنا الى جانب هوسي بالفن أحب اللغات وهذا مكنني من الاطلاع على ماكتبه الاخرون عن ليبيا وفي هذا المجال أقمتُ عدة معارض بمدينة (فيرونا) الإيطالية وعملت أمسيات للشعر العربي.. في إيطاليا عرفنا الجمهور الإيطالي على مجموعة لوحات تشكيلية ليبية قمنا بتوزيع بعض المطبوعات التي لها علاقة بالشأن الفني والثقافي الليبي وكانت النتائج ايجابية ومشجعة للقيام بأعمال اخرى على هذا المنوال.. ولكن يبقى الدعم مهما وأساسياً.. لدينا أفكاراً كثيرة في هذا الجانب مشاريع ممكنة التنفيذ.. معارض للأزياء التراثية دعوة فرق شعبية للتعريف بتراثنا الفني والموروث الثقافي اشتغل الان على كتاب عن الترجمة .. يحوي كل المواد التي قمت بترجمتها..
.. كلمة أخيرة
الشكر كل الشكر للمشهد الفني بصحيفة أويا.. والتي تحاول أن ترصد بخطى ثابتة الحركة الفنية وتثري المشهد الثقافي في بلادنا الذي نعول عليه كثيراً في نشر ثقافتنا وفننا واتمنى ان اوفق فيما أخطط له من اعمال وبرامج من شأنها ان تقدم الجيد والجديد في رسالتي المسرحية والفنية وأتمنى من المسؤولين النظر باعتبار للفنان الليبي الحقيقي

من almooftah

اترك تعليقاً