ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏بما في ذلك ‏علي صحن عبد العزيز‏‏‏
علي صحن عبد العزيز

الشاعر بيال مراد
وحوارنا المنشور معه في :
جريدة النهار
العدد/2291
الإثنين 27/7/2020
الصفحة السادسة
وكذلك في
جريدة جورنال الحرية
مجلة المنار الثقافية الدولية .
امتناني وتقديري إلى الزملاء في أسرة التحرير:
إ. حسن جمعة وجواد التونسي وشيخ المصممين صفاء الربيعي وكافة الزملاء في أسرة التحرير
وكذلك إلى الدكتور هيثم جويدة
والأستاذ الدكتور أزهر سليمان .

الشاعر بيال مراد :
قصائدي إحساس ناطق وهي تلامس الواقع عن قرب
حاوره/ علي صحن عبد العزيز
رسالة الشعر إنسانية في المحور الأول ، ولا مناص منها أن تكون قريبة من القارئ تلامس واقعه وتتناغم معه ، وضيفنا الشاعر (بيال مراد ) أمتزج الشعر بروحه وكيانه ووجدانه ، فنذر كل ما يملك من أجل هذا الهدف ، لغته موحية ومعبرة بالمعاني المترعة بالصدق والشفافية ، إستطاع من خلالها تطوع الكلمة نحو المعنى بلا متاهات ودروب شتى لكي لا تجنح عن ماهيتها ، صدر له ديوان (ظل الغزال ) والديوان الثاني قيد الطبع والنشر والمراجعة .
( جريدة النهار / جريدة جورنال الحرية / مجلة المنار الثقافية) حاورته في مجال الشعر والأدب والنقد الثقافي .

* تقول في أحدى قصائدك :
أشعر بك
رغم بعدك
رغم قربك
* هل تنامى ذلك الشعور لديها ؟
– لم أعاني من شعور الفقد وأوجاعه ، فقط أردت أن أعبر عن شعور الآخرين ، وأنا سعيد جداً بأنك طرحت هذا السؤال ، كنت أتمنى أن يطرحه أحدهم وأنتظر ذلك بفارغ الصبر، لأن من يطرح السؤال معناه إنه أنتبه لشئ ما أردته إيصاله ، وهو ببساطة أنني أستطعت أن أكون صوت المعذبين، أنا لا أكتب لأنثى معينة وإنما أكتب قصائدي لجميع النساء لكي يتنامى ذلك الشعور لديهن ، وقد ينطبق ما أكتبه أيضا على الرجال
* إلى أي جيل تنتمي قصائدك ؟
– أكتب منذ فترة طويلة منذ شبابي، صحيح أني لم أنشر شيئاً لأني كنت أعتبرها مجرد محاولات لا ترقى للنشر ، أما بالنسبة للجيل الذي تنتمي إليه قصائدي إظنهم إثنين تروق للجيلي وجيل الشباب ، ولأني رأيت من يتابعني هم من الجيلين معاً، وتروق أكثر لجيل الشباب حسب ردود أفعالهم وتعليقاتهم إنها تتحدث بصوتهم المبحوح.
* أغلب القصائد تكون ذات واقع تجريدي وسوريالي ،ما مدى أستقطاب حسية القارئ إتجاه ما يكتب؟
– إذا لم تكن القصائد من واقع تجريدي و سوريالي ولها صدى وأثر في نفسية القارئ ، فهي قصائد ميتة مسبقاً، يجب أن تكون القصائد بواقع وأحلام القارئ ، لابد أن يكون في النص إحساس ناطق وصادق وحالم في نفس الوقت ، وهي تلامس الواقع عن قرب .
* ماهي الإضافة التي يمكن أن يحصل عليها الشاعر حينما يطبع أحدى دواوينه الشعرية ؟
– الإضافة التي يمكن أن يحصل إليها الشاعر أو الأديب بصفة عامة على أغلبية ، إذا كان الإصدار الأول الإضافة، ستكون كتابة أسمه في مجال الأدب والرغبة في تحقيق أمنية الدخول في هذا المجال ، وإذا كانت له إصدارت من قبل ستكون إضافة في الأدب والمكتبات، وإضافة للدراسات لأن أي نص أدبي هو دراسة بحد ذاتها.
* سنتحدث عن لغة بعض الشعراء ، إلا ترى بأنها تتسم بالسطحية والتجربة الشخصية للشاعر ؟
– لست ناقداً لكي أحكم على لغة الشعراء، أترك ذلك لذوي الإختصاص وأهله ، لكن في بعض المرات أوافقك الرأي أنها تتسم بالسطحية، والحمد لله أن هذا شبه نادر مع وجود النقاد الذين هم بالمرصاد لهذه الأمور و إشكرهم على ذلك .
* إلى أي مدى يمكننا أن نجد تأثير البيئة والمجتمع في قصائدك ؟
– بلا شك الشاعر إبن بيئته ، والبيئة تؤثر على قصائدي وخاصة الثقافية ، ما يعطيها طابعاً مميزاً في لغتها الشعرية ، وأنا إبن بيئتين جزائرية محافظة وأوروبية متحررة ، وقد حاولت أن انقل ثقافة البيئة الأوروبية في طريقه تعاملها مع المرأة إلى البيئة الجزائرية خاصة والعربية عامة دون المساس بالمحرمات ، أردت تحطيم بعض الطابوهات التي ليست من الدين في شي أردت أن ازرع في مخيلة وباطن العقل العربي إنه ليس عيب أو حرام ان تعلن حبك لزوجتك وتعاملها على أساس أنها ملكة و ليس شئ جامد .
* ماهو الإعتبار المعنوي الذي تجسده للمراة في كتاباتك وخواطرك ؟
– لا أقول عن نفسي أنا شاعر المرأة رغم اني الكثيرين يقولون عني ذلك ، وإنما أنا عاشق المرأة وروحها المرأة هي الأم والحبيبة والزوجة والإبنة، وهي المبتدأ و الخبر ، بالنسبة لي هي الحياة والروح ونصفي الثاني ما يمنحني ذوق وطعم الذي يحلي مرارة الدنيا.
* برزت تيارات في كتابة الشعر ، منها الهايكو والومضة وقصائد اللحظة ، أيهما أقرب إليك ؟
– لم أكتب في هذه التيارات، يمكن مستقبلاً رغم أني قرأت لمجمل هذه التيارات .
* راهن جيل الرواد بأن القصيدة العمودية تعتبر المقياس الحقيقي لقوة الشاعر ، هل تراجع هذا المقياس الآن ؟
-طبعا القصيدة العمودية حظيت بأهتمام كبير جداً منذ عصر الجاهلية حتى يومنا هذا ، لكن على ما أعتقده حالياً وما هو متداول في الكتب التي تم طبعها في الآونة الأخيرة وعلى المواقع التواصل الإجتماعي ، أرى أنه أصبح شعر التفعيلة والمنثور والحر له سرعة وسهولة أثناء نظمه ، وذلك بسبب سلاسة اللغة وما يحمله من صدق التجربة والصدق الفني ما ساعده على الإنتشار ، وهذا لا يعني أن القصيدة العمودية فقدت رونقها لا أبداً .
* لكل شاعر مرجعية ،ماهي مرجعيتك التي أشعلت وجدان الكتابة لديك ؟
– أشعر فيها براحتي وأحب نقل أفكاري التي آمنت بها للآخرين، وكان إعجابي الشديد للعمالقة نزار قباني و الجواهري ومحمود درويش وعبد الوهاب البياتي هم المرجعية، وعلى ذكر نزار و البياتي الناقد الذي كتب مقدمة كتابي يصف قصائدي إنها خليط بين نزار و البياتي
* ديوانك ( ظل العزال ) كيف وقع إختيارك على هذا الإسم ؟
– إختياري للعنوان مقصود ، فكل ماكتبته عن الجمال و الحب والشوق والمشاعر الجياشة هي وجهة نظري التي أعتبرها جزء من الجمال ، وليس الجمال بذاته الجمال بالنسبة لي هو الغزال وما كتبته ظل للغزال.

* إلا تعتقد بأن النقد الأدبي والثقافي غائب ؟
– لا النقد الأدبي الثقافي موجود ،كما أنه في الآونة الأخيرة تمت دراسات نقدية من قبل نقاد جزائريين منهم عبد الحميد بورايو، وعبد القادر فيدوح، بالإضافة إلى يوسف وغليسي وغيرهم .
* ماهو إنطباعك عن الشعر العراقي ؟
– الشعر العراقي هو من أرقى الأشعار، أذكر أنني قرأت لنازك الملائكة والسياب و معروف الرصافي ديوان الجواهري للشاعر محمد مهدي الجواهري رائع جدا…عملاق بمعنى الكلمة ، العراق مهد الحضارات وأول الحضارات.
* حدثنا عن أمنية لم تتحقق عندك ؟
– الحمد لله كل أمنياتي تحققت بقيت واحدة وستتحقق باذن الله ، وهي أن أصنع لنفسي مكان بين الكبار ، أم التي لم ولن تتحقق هو لقائي بنزار قباني و الجواهري .
* قالوا عنه
كتب شيخ النقاد الأستاذ أحمد ختاوي ، عن الشاعر بيال مراد قائلاً : من الروعة ومواطن الدهشة ان تكتشف هناك مثقفاً يحمل هوية مزدوجة إنتماءٍ و منشئاً ، يعشق اللغة العربية حتى الثمالة ويعبر بها بكل فصاحة وبمخيال الأديب المتمرس ، يضفي على ذلك تجليات حبه للجزائر وعشقه لكل ذرة لترابها ، إنه إكتشاف مذهل لكاتب ضليع في اللغة وملم بأسرار النسق السردي شعراً ورواية ، بيال مراد كاتب وعاشق يكتب بتلك الروح الشفافة في الغزل والجمال، فيرسم لوحات نابعة من عشق للوطن ، فالحبيبة ليست بالضرورة امرأة أسكرته بحبها حتى الثمالة ،فالوطن هو ايضا امرأة تستحق كل هذا العشق فليس ثمة حنان في مثل حنان الأوطان، في جلستنا الحوارية معه اكتشفنا منبعاً ثرياً وثقافة شاسعة لدى هذا الكاتب المرموق و الباهر الذي يحلق كالطود في سماء الأدب .
وكذلك كتب عنه الأديب رفيق طيبي / صاحب دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر :
“بيال مراد” كاتب فرنكو جزائري ينطلق في تجربته الإبداعية من علاقة خاصة مع اللغة العربية التي كتب بها بحميمية عن مواضيع وأفكار انشغل أغلبها بموضوع علاقة الرجل بالمرأة، هذه العلاقة السامية التي تحتاج تعابير شعرية تثريها وتعبّر عن مكنوناتها بشكل مستمر وهذا ما حاول “مراد” تقديمه في عمله الأول ضمن تجربة تنبأ بوجود أعمال كثيرة قادمة ستصنع بلا شك المسار الإبداعي لكاتب ينطلق من محيط عائلي له خصوصيته ، ومن وطن أحبّه رغم مغريات أوطان أخرى، ف”بيال مراد” ولد سنة 1964 بغليزان –غرب الجزائر- لأب فرنسي عاش في الجزائر وأسلم مبكّرا وتزوج جزائرية من شرشال، وإثر الإستقلال الوطني لم يغادر “بيال” الوالد الجزائر واستمر مقيما فيها إلى أن وافته المنية سنة 2005، وقد ترك للبلد ذاكرة النضال ضد المستعمر وهو الفرنسي الذي آمن بعدالة القضية الجزائرية، وترك شاعرا يدخل اليوم الساحة الأدبية لبلده الجزائر وهو يكتب بالعربية ، ويحلم بها ويوظفها لهذا البوح العاطفي النبيل الذي من شأنه أن يستوقف القراء والمهتمين بالشأن الإبداعي.
بيوغرافيا الشاعر :
بيال مراد مواطن فرانكو جزائري إن صح القول ، رغم أني لا أحبذ هذا الوصف ، مولود لإب فرنسي الأصل ألماني الجذور نيكولة ، وام جزائرية ، الأب أعلن إسلامه صغيراً وإنظم للمجاهدين أثناء الثورة الجزائرية بقى في الجزائر بعد الإستقلال ، وكان من إول من حصل على الجنسية الجزائرية على ما أظن إعترافاً بخدماته للثورة وللجزائر ، مستواي جامعي قسم آداب مولود بغرب الجزائر بالتحديد ولاية غليزان سنة 1964 محل الإقامة سابقاً بلدية الحمادنة قضيت طفولتي الأولى ببلدية عمي موسى ، من سنة 1967 حتى سنة 1978 لننتقل بعدها لبلدية الحمادنة حتى مغادرتي الجزائر للاستقرار سنة 1998 إلى يومنا هذا، صاحب ديوان شعر ظل الغزال بطبعتين الطبعة الأولى في الجزائر الصادر عن دار الخيال ، والطبعة الثانية في مصر الصادر عن دار ديوان العرب، ورواية بعنوان رعب في قطار لندن تحت التدقيق اللغوي و ستطبع بدار نشر أوروبية لأنها باللغة الفرنسية ، قد تسألني لماذا دار أوروبية ولماذا اللغة الفرنسية ، والإجابة بسيطة ، هو أنني أسعى للعالمية وسيتم ترجمة الرواية أكيد للغة العربية والانجليزية أيضا .

من almooftah

اترك تعليقاً