​​​​​​​​​​​​​​
ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-46- نوري عبدالدائم
*****************​​​​*********************​

اختتام المهرجان الوطني الحادي عشر للفنون المسرحية..
متابعة / أسماء بن سعيد

عشرة أيام هي عمر المهرجان الوطني الحادي عشر للفنون المسرحية.. ولأن لكل بداية نهاية .. فبلمح البصر تطايرت
الأيام .. لنصل لآخر العروض التي قدمت يومي الثلاثاء 28 التمور والاربعاء 29التمور أيام مضت بكل الملاحظات
السلبية والإيجابية والتنافس في الآراء حول ما قدم وتذمر البعض من السلوكيات والعروض وطوابير الطعام وبعد
المسافة بين محل الإقامة ومكان العرض ولكن في النهاية كان شيء واضحاً ألا وهو الحزن على انقضاء المدة بسرعة
شديدة فكان هناك “إتفاق ضمنى” بين الجميع على الاستفادة من هذا الحدث وهو التواصل بين الفنانين وذوي الاختصاص
والمهتمين بالشأن المسرحي وفتح الآفاق فيما بينهم والاستفادة من الخبرات الموجودة والحاضرة من الأسماء المميزة
من خلال النقاش الصادق والواعي خارج “الندوات الرسمية “..
يومان أخيران من عمر هذا المهرجان والعروض سنحاول تسليط الضوء عليهما لتسدل الستارة بعدها على هذه الدورة
وكل ما نتمناه هو الاستعداد المسبق لفرقنا المسرحية منذ التاريخ للعام القادم والدورة القادمة علنا نشاهد
عروضاً حقيقية تستحق المشاهدة..

العرض الأول ..”نواقيس” لفرقة المسرح الجامعي جامعة المرقب وعرض على ركح مسرح الصداقة بمدينة شحات.

العرض الثاني ..عمل بعنوان “القطط” تقديم جامعة عمر المختار ومن تأليف المسكين الصغير ـ سيتوغرافيا وإخراج
عبد العالي شعيب وتمثيل سعيد احميده ـ ربيع الطرابلسي ـ موسى القرم ـ أحمد عبد العظيم ـ موسى حمدي المسماري
ـ ديكور علي الشرقاوي – إضاءة ـ عبد الله خنفر ووليد غيث وتم عرضها على ركح مسرح الهواة البيضاء ..
مع العلم إن العملين خارج التقييم إضافة إلى أننا لم نتمكن من متابعتهم بسب تعطل “الحافلة” التي تقلنا لمكان
العرض مما أجبرنا على الاستسلام للأمر الواقع وانتظار “حلول بديلة ” للنقل.

العرض الثالث ..عمل بعنوان “حلمه أية حلمه لا ” لفرقة مسرح سعيد السراج طرابلس وعرضت بالمسرح الحديث في مدينة
البيضاء وهي من إخراج الفنان مصطفى المصراتي ومن تأليف مفتاح المصراتي وفكرة الديكور للفنان محمد شرف الدين
وتمثيل الفنان مصطفى المصراتي والفنانة وديان صحبة عددٍ من الوجوه الشابة وهو ومن الأعمال الداخلة ضمن التقييم
.

اليوم الثاني : الاربعاء 2 التمور..

العرض الأول : وكان على ركح مسرح الصداقة بمدينة شحات بعنوان “فانتازيا” تقديم الفرقة الليبية للمسرح والفنون
“شحات” ومن إخراج وسيتوغرافيا عبد العزيز ونيس وهي من النوع الكوميدي الساخر ومأخوذة عن مسرحية “المهرجان ”
للكاتب السوري الراحل محمد الماغوط وتمثيل جبريل المجذوب ـ عز الدين الدويلي ـ عيسي سليمان ـ مهند خير الله ـ
أحمد سالم ـ عماد اغفير ـ عبد الله أحمد ـ ناصر بو عجيلة..

العرض الثاني : وهو عرض لمسرحية “جيش احميدة الدولي” والتي توقفت لأسباب سبق ونوهنا عنها خلال التغطيات
الماضية من أيام المهرجان وهو عمل باللغة العامية “الدارجة ” تأليف وإخراج خميس مبارك وتمثيل الفنانين ميلود
العمروني وعبدالنبي المغربي بمشاركة عددٍ من الوجوه الشابة..

العرض الثالث.. جاءت مشاركة لفرقة كاوا التونسية بعمل بعنوان “خيوط مدرقة ”

* آراء وانطباعات لعروض اليوم الأخير:

البوصيري عبدالله “كاتب مسرحي” :
العمل الأول “فانتازنيا” وهي معدة عن مسرحية المهروج للكاتب محمد الماغوط من وجهة نظر الإخراج كان جميلاً وبه
مكملات فنية بالإضافة وبشكل عام العرض احتوى على فرجة كبيرة كما أقوم من خلال الملف الفني بصحيفة “أويا” بتهنئة
هؤلاء الشباب وفرقة شحات كانت مفاجأة بأن تكون بهذا المظهر الجميل وبهذا الوعي نحو القضية القومية والعربية
والاجتماعية وهذا ما يميزها عن غيرها أما المسرحية الثانية فنجد التركيبة الدرامية جاءت مهزوزة وبذلك احتوى
على مجموعة من مشاهد النقد الاجتماعي والنقد للسلوكيات الإدارية الموجودة وبهذا يمكن اعتبار المسرحية جيدة
فاستطاعت أن “تنفس عنا” مما تسبب في ضحك الناس الذين يعتبر لسانهم “أخرس” بهذه الحدود المسرحية جميلة ومسرح
الكبارية أو مسرح الساعة العاشرة الذي كان موجوداً منذ فترة قديمة في لبنان كان يتطرق لهذه الظاهرة وهي النكت
وكعمل درامي فالحقيقة لم “استسيغه” وبه الكثير من المآخذ لو استثنينا “الممثلين ” الذين أتقنوا أدوارهم
وأشير هنا لكل من ميلود العمروني وعبد النبي المغربي هذه حدود الأدوار أما بشكل عام ينقصها البناء الدرامي
وتفتقر للبنية الاحكائية التي تضفي على الممثلين الكثير من الاحساس وتحدد لهم إطار الشخصية .. أما العمل
التونسي فوجوده على هامش هذا المهرجان أجدها غريبة وخاصة وسط مهرجان ، المفروض أن يقوم بالتركيز على القضايا
الاجتماعية والفرق التونسية قدمت عمل على المستوى التقني بالنسبة للمسرح التونسي أراها مختلفة جداً لأن هناك
مستويات أرقى منها كثيراً بالإضافة إلى أن اللون الذي قامت بتقديمه قديم جداً يرجع لفترة الستينيات من القرن
الماضي وهو اعتماده على الشخصيات القليلة المنسوبة للمسرح الفرنسي وهي الشخصيات القليلة والتركيز على
الممثلين في الحوار والإضاءة وانعدام الحركة والحيوية وكانت المسرحية متسمة بالكونية وتفتقر للتناقض في
الحوار كما اعتمدت على فرضية غريبة في الحوار وهي وجود رجل يسكن مع سيدتين لا تربطهم معاً أية علاقة اجتماعية
فهذه فرضية غير مباحة في الدين الإسلامي والعرف مما أثار حفيظة الجمهور الذي يتقبلها.. مع احترامي للممثلة
القديرة منى نور الدين وعلى كل حال أقدم لهم شكري على مجهودهم ونأمل مشاهدتهم في عمل آخر أكثر ارتباطاً بالفن
المسرحي.

* خدوجة صبري (فنانة)..
للأمانة وللأسف لم أشاهد العرض الأول بسبب ارتباطي بعدة مواعيد منوطة بتكريمي في هذه الدورة بإذاعة الجبل وبه
طاقات شابة رائعة وتميز للفنان ميلود العمروني المتكلم من أدواته الذي استطاع من خلالها شد انتباه الجمهور.
وأيضاً خلق توحيد بينه وبين الجمهور وهذه نقطة تضاف إليه بالإضافة إلى النقاط المتعددة التي تطرق لها وهذه
إيجابية أخرى تضاف له وتمنيت أن دور الفنان عبد النبي المغربي كان أكبر مما أعطي له وأيضاً في نفس الوقت
أعتقد أن ميلود العمروني كان يستطيع لوحده تمثيل هذا العمل (مونودرانا) فالشخصيات الأخرى كانت مكملة وشخصياً
استمتعت جداً بهذه العمل لو استثنينا بعض المشاهد كالمشاهد السورية التي لم أحبها..
والعرض التونسي تحدث عن المرأة ووحدتها وأهمية الرجل بالنسبة لها وفي فكر آخر من بلد شقيق والعيب الوحيد إن
العمل كان طويلاً وفرصة جميلة مشاهدة سيدة المسرح التونسي منى نور الدين بشكل جديد وكوثر الباردي التي كانت
متقنة لأدواتها على الخشبة ومقدرة لثقلها على الخشبة أيضاً المؤلف والممثل كان متميزاً ومكملين جميعهم لبعض
بالإضافة للمخرج والإضاءة وربما تكون الفكرة غريبة عنا بعض الشيء ولكن ما المانع من مشاهدة شيء جديد.

* بلقاسم التائب (مخرج مسرحي ومقرر اللجنة العليا للاحتفالات)..
بالنسبة للعمل الأول (فانتازيا) عمل جميل جداً والانسجام كان واضحاً بين الممثلين والمخرج مما أثر بالإيجاب على
أداء الجميع فظهر العمل قوياً جداً وكما تعلمون أن العمل إعداد لعمل للأستاذ محمد الماغوط واستطاع المخرج عبد
العزيز ونيس أن يقدم لنا فرجة جميلة لاقت استحسان الجميع.
وأيضاً قدم جرح الوطن العربي ولهذا أعتبره من الأعمال المتميزة في هذا المهرجان.. أما العمل الثاني (جيش حميدة
الدولى) فهو نص شعبي وممثل شعبي وهو ميلود العمروني فقط لا غير.. والعرض التونسي كان ضعيفاً على مستوى العرض
وكذلك على المستوى الفني.

* بكل شفافية..
الجميل في مسرحية (حلمة إيه حلمة لا) أنه أعادنا للمسرح المحلي في الستينيات من القرن الماضي فكان استفادة
كبيرة لنا كأشخاص لم يواكبوا هذه الفترة ولم توثق فيها الأعمال، فتحية شكر للفنان المخرج مصطفى المصراتي.

* أثبتت المسرحية أن لا أهمية لفترة التدريب على العمل وارتباطه بالمدة الزمنية في حضور فنانين مثل الوجه
الجديد أميرة ساسي التي سبق وشاركت في مسرحية (حوش اللي فيه بنت) وبعدها مباشرة أسند لها الدور الذي استغرق
حفظه والتدرب عليه صحبة فريق العمل أقل من أسبوع.

* (فانتازيا) أفرز العديد من الشباب الموهوب حقاً فنتمنى أن لا توأد هذه الخامات الحقيقة وتجد من يوجهها ويأخذ
بيدها.. فلو حدث هذا سيكون هذا مكسباً للمسرح الليبي بوجه عام.

*يبدو أن لعنة الشغب مرتبطة بعمل (جيش حميدة الدولى) فبعد توقف العمل في المرة الماضية لهذا السبب حل بعدها
استقرار بين الأطفال والجمهور واختفاء هذه الظاهرة بشكل واضح ومع عرض العمل للمرة الثانية نفاجأ بتكررها من
خلال الأحداث (الغوغائية) التي حدثت أمام المسرح وكانت إحدى ضحاياها الفنانة (آمال أبو شناق) التي لقبت باسم
(لميس) وعبروا عن إعجابهم بها بطريقة مشينة ولا تمت للأخلاق بصلة.

* عمل (حيوط مدرقة) لفرقة كاوا التونسية جاء استخفافاً بمستوى المسرح الليبي.

* سؤال غير منطقي!! أسماء عربية توافدت على المهرجان وآخرها المصرية (سهير المرشدي) ما الإضافة والاستفادة
التي قدموها لنا خاصة وأن معظمهم لم يحضروا إلا عرضين أو ثلاثة بالإضافة إلى عدم إقامتهم في نفس مكان إقامة
الفرق المشاركة والضيوف باستثناء المصرية (شيرين) هذا ما يعني عدم اندماجهم مع (الليبيين) إلا من خلال حضور
بعض الندوات التي لم يقدموا فيها ولا ورقة مشاركة (يتيمة).

* جولييت عواد.. ولكونها متحصلة على ماجستير في مسرح الطفل تمنينا لو كانت لها أية مشاركة فاعلة.

* تذاكر سفر- إقامة- مصروف جيب- (واجب)، كلها مصروفات للضيوف ماذا لو وزعت هذه الأموال لدعم الفرق المحلية.

* لن نجبر الآخر على احترامنا وتقديرنا طالما لم نصل لهذا الإحترام فيما بينها.

* ستكون هناك متابعة لاختتام مهرجان المسرح الوطني الحادي عشر في الأعداد القادمة.

من almooftah

اترك تعليقاً