هل يمكن علاج الإكزيما بالأعشاب؟
يجد مريض الإكزيما العديد من الخيارات في طب الأعشاب (Getty)
تحقيق مسبار
يتجه الكثير من الأشخاص إلى علاج المشاكل الصحية بالأعشاب، ومن ضمنها علاج الإكزيما بالأعشاب. وتعتبر الإكزيما من بين الأمراض الجلدية الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين الناس. وعلى الرغم من الإكزيما تبدو في أغلب الحالات مرضًا جلديًا عابرًا ليس خطيرًا، إلا أنها لا تخلو في بعض الحالات من مضاعفات قد تؤدي إلى التأثير على الجلد بشكل سلبي ومؤلم للمريض. وبما أن الإكزيما تصيب بشرة الإنسان في مناطق معينة من جسمه فإن علاجها ارتبط دائمًا بالاستفادة مما توفره الطبيعة النباتية من مكونات طبية.
تعرّف هذه المقالة مرض الإكزيما، وتوضح أعراضه وأسبابه، كما تعرض أهم الوصفات التي تستخدم في علاج الإكزيما بالأعشاب.
ما هي الإكزيما؟
الإكزيما وصفٌ طبي يطلق على بعض أنواع الحساسية التي تصيب الجلد سواءٌ بسبب عوامل وراثية أو لأسباب مكتسبة. وتشمل الإكزيما مظاهر عديدة تبدأ بالجفاف الجلدي إلى الاحمرار، وتكوّن فقاقيع مائية صغيرة وقشور مصاحَبة بحكة شديدة، وتتخذ أشكالًا مختلفة من شخص لآخر. وتحمل الإكزيما أسماءً أخرى تدل عليها في المجال الطبي كالتهاب الجلد والنَّملة والربو الجلدي.
ما هي أنواع الأكزيما؟
لا تظهر الأكزيما في شكلٍ واحدٍ في كل الحالات، بل هي أنواعٌ متعددة. ومن أهم أنواع الإكزيما:
- الإكزيما داخلية المنشأ أو التأتبية: وهي حالة شائعة تصيب الأطفال في سن مبكرة تبدأ من الأربعين يومًا الأولى من العمر وتستمر لعدة سنوات، وأولى علامات ظهورها احمرار في الخدّين، مع تكوّن قشور وحويصلات مائية مصاحَبة بحكة، وتختفي في الغالب قبل سن الدراسة.
- الإكزيما خارجية المنشأ أو التّلامسية: وتمثل ردة فعل الجهاز المناعي تجاه لمس بعض المواد المهيّجة للجلد، مما يسبب احمرارًا وحكة بالمنطقة التي وقع بها التّلامس.
- الإكزيما الركودية أو إكزيما الدوالي: وتحدث عند المصابين بضعف الدورة الدموية، وتظهر في إحدى الساقين أو كليهما، لأنها أبعد منطقة يصل إليها الدم، ومن النادر ظهورها في مناطق أخرى، ويعد انتفاخ الكاحل الذي يختفي عند النوم ويظهر خلال اليوم أول علامة على ظهورها.
- التهاب الجلد العصبي: ويبدأ بنوبات حكة تظهر في أي منطقة بالجلد، وغالبًا ما تصيب مؤخرة الرقبة، أو الذراعين، أو الساقين، أو المناطق التناسلية وما حولها، وقد تكون النوبة شديدة ومستمرة.
ما هي أعراض الإكزيما؟
تعد الإكزيما من الأمراض التي تتميز بأعراض مزعجة، لكن أهم شيء يجب وضعه في الحسبان هو أن الإكزيما وأعراضها تختلف من شخص لآخر. إذ قد لا تبدو الإكزيما لديك كما هي في حالة شخص بالغ آخر أو في حالة طفلك. كما يمكن أن تظهر أنواع مختلفة من الإكزيما في مناطق مختلفة من الجسم في وقت واحد أو في أوقات مختلفة. وعادةً ما تكون الإكزيما مسببة للحكة. ويمكن أن تكون حدة الحكة من خفيفة إلى معتدلة. لكن في بعض الحالات، يمكن أن يصبح الوضع أسوأ بكثير وقد تصاب بالتهاب شديد في الجلد. وفي بعض الأحيان تصبح الحكة شديدة لدرجة أن بعض المصابين قد يحكون مكان الإصابة حتى ينزف.
ويمكن إِجْمال أعراض الإكزيما فيما يلي:
- الحكة.
- جفاف البشرة وحساسيتها.
- التهاب الجلد وتغير لونه.
- البقع الخشنة أو المتقشرة من الجلد.
- تورم بعض المناطق في الجسم.
هل هناك علاج للإكزيما؟
لا يوجد علاج شامل وموحد لكل أنواع الإكزيما ولكن هناك علاجات مختلفة ومتنوعة حسب الأعمار وحسب حدة الإصابة. وتشمل هذه العلاجات تلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والأدوية الموضعية الموصوفة، والمعالجة بالضوء ومثبطات المناعة والأدوية البيولوجية. كما يجد العديد من الأشخاص المصابين بالإكزيما أيضًا الشفاء في علاج الإكزيما بالأعشاب أو العلاجات الطبيعية والبديلة.
هل يمكن علاج الإكزيما بالأعشاب؟
تعتبر الأعشاب من بين أهم العلاجات الطبيعية التي تحقق نتائج مهمة في ميدان الأمراض الجلدية. وتشمل هذه النتائج أيضًا مرض الإكزيما التي يمكن التعامل معها بالاعتماد على أنواع مختلفة من الأعشاب ثبتت فعاليتها في هذا المجال.
علاج الإكزيما بالأعشاب
يجد مريض الإكزيما العديد من الخيارات في طب الأعشاب التي تساعد في تجديد رطوبة الجلد وحماية الحاجز الطبيعي للبشرة. ويمكن علاج الإكزيما بالأعشاب اعتمادًا على ستة أنواع منها:
- دقيق الشوفان الغروي: وهو دقيق مصنوع من الشوفان المطحون بشكل ناعم. ويساعد على تهدئة وتنعيم البشرة الملتهبة. وهو متوفر في شكل كريم أو مسحوق.
- زيت زهرة الربيع المسائية: يُستخلص هذا الزيت من زهرة الربيع المسائية ويُستخدم موضعيًا لتهدئة البشرة المتهيجة. يحتوي هذا الزيت على أحماض أوميغا 6 الدهنية وحمض “جاما لينولينيك”، الذي قد يلعب دورًا في منع الالتهاب في الجسم.
- زيت جوز الهند: يمكن استخدامه كمرطب طبيعي. ويحتوي هذا الزيت على مضادات للبكتيريا يمكن أن تقلل من البكتيريا العنقودية على الجلد، مما يساعد على منع العدوى. وهو أمر مهم للأشخاص المصابين بالإكزيما لأن بقع الجلد الملتهبة قد تتشقق مما يسمح للبكتيريا بالتسرب إليها. عند وضعه على البشرة، يُفضل استعمال زيت جوز الهند البكر أو المعصور على البارد، والذي تتم معالجته بدون مواد كيميائية.
- زيت عبّاد الشمس: يتم استخراج زيت عباد الشمس من بذور هذه زهرة نبات عباد الشمس. ويحمي زيتها الطبقة الخارجية من الجلد، مما يساعد في الحفاظ على الرطوبة. كما يعمل على تخفيف الحكة والالتهابات. ويمكن وضع زيت عباد الشمس، غير مخفف، مباشرة على الجلد، ويفضل بعد الاستحمام بينما لا يزال الجلد رطبًا.
- بندق الساحرة: وهو مادة طبية مستخلصة من لحاء وأوراق هذه الشجرة. تم استخدام هذه المادة لعدة قرون كعلاج موضعي لالتهاب الجلد. ويتم تطبيق هذا العلاج في كثير من الأحيان لتهدئة الجلد الملتهب، وجفاف المناطق النازفة، وتخفيف الحكة.
- كريم الآذريون (Calendula): وهو علاج عشبي تم استخدامه لعدة قرون لتخفيف التهابات الجلد والحروق والجروح. ويُعتقد أنه يحسّن تدفق الدم إلى مناطق الإصابة أو الالتهاب، ويساعد على ترطيب الجلد، وفي مكافحة العدوى.
اقرأ/ي أيضًا: