بلدة وطى الخان ريف اللاذقية

#قريـــة_العـــيدو_وقلعتــها
:
عيدو قرية تتبع ناحية كنسبا في منطقة الحفة ، حلتها الخضراء الحراجية مزيجٌ من الدلب والصفصاف والصنوبر والسنديان وغيره .. وأشجارها المثمرة تتنوعُ صنوفها بكثرة .. تجري من جوارها الأودية النهرية الموسمية لتتحد في وادٍ ينتهي إليها يعرف بنهرِ الجرون .. (العيدو ، al-ido) إعمارها القديم قد تهدَّم و بقي منه النواويس المنقورة في الصخر والتي تدعى شعبياً (النواغيص) أو (النواغيز) ، ومن كونها قبوراً غدت لاحقاً معاقلاً للرصدِ ثم مخازناً للحبوب وقد أدرجت على لوائح الآثار مع قلعتها التي بقي منها أطلالٌ مُبعثرة تُحاكي ما أصابها بعد أن كانت تتحكّم بشكل مباشر بطريقِ القوافل والجيوش أي مابين الجبال من اللاذقية إلى حلب .. و كانت تُعدّ قلعة عيدو مع قلعة بلاطنس أي المهالبة جناحيّ قلعة صهيون كخطٍ دفاعي أول لمملكةِ ديڤيد اليهوديّة التي قامت حوالي عام ١٠٠٠ ق.م بعد عهد شعوب البحر والتي مهَّدت لظهور بعض الممالك الآرامية ، حيث كانت المملكة في أقصى اتساعها كحدٍ فاصل في الجبال مع جيرانهم وحلفائهم الفينيقيين … وبرزت أهميتها لاحقاً في الحقبة الرومانية كسيطرة على طريق التجارة واستجرار ينابيعها وينابيع النهر الصغير بقرية كفرية عام ٣٤ ق.م إلى مدينة اللاذقية عبر قناةٍ مُنحدرة مع مسيل نهر الكبير الشمالي والتي بقاياها تُرى في العيدو وكفرية والسفكون وعين اللبن … ومع خضوعها لصلاح الدين الأيوبي سنة ١١٨٨م طرأ تغيير ديموغرافي عليها وعلى جزء كبير من مُحيطها وذلك سبب ذكرِها من قِبل ياقوت الحموي إثرَ تغيُّب لفظها الصحيح عن لسانِ سكانها الجدد بقلعة (عيذو) فتغدو دلالة التسمية بذلك على الملاذ أو الملجئ … لكنَّ الجذر (عيد) ساميٌّ مشترك ومتداول قديماً فمن أسماء العلم الأوغاريتية (عيدانو) بمعنى عيد الإله آنو .. ألا وأنَّ الاسم القديم (عيدو) دون ألف التعريف المعرَّبة هو مُشتقٌ من (عيد) بإشارةٍ إلى احتفال سنوي كان يقام في هذا المكان كبقعةٍ مُقدَّسة تدلُّ على استذكار ماضٍ عريق في تجدد للعهد لا في تِكراره من العودة أو الإعادة أي يستحيلُ الرجوع إلى حالةٍ سابقة فماء النهر لايجري ذاته في مكان النهر بل يتجدَّد ، فالعكس هو الصحيح أي الانتقال من حالة سابقة إلى حالة مستأنفة بالوقتِ الراهن قد قامت فكان الميقات شاهداً ليوم سرور وفرح بما صنعوا و آلَ إليهِ الأمر ، يقال مثلاً : عادَ فلان حكيماً وهو لم يكن حكيماً قبل ذلك قط … ويؤيد ذلك كلمة (عود) أو (عودين) الآرامية هي ظرف زمان بمعنى عندئذ و (عيدو) آرامية تدمرية تعني صنعوا ، و (عِد = עד) عبرية تعني شاهِد ، و (عدي) آرامية بمعنى عهد ، و (عيدو = ܥܺܐܕܐ) اسم سرياني مُذكر معناه العيد ، و (المَعاد) أي المصير والمَرجع والآخرة … وأخيراً من معالم القرية أيضاً ضريح الشيخ أيوب أحد الأمراء الأيوبيين وطاحونة مائية وعدة ينابيع أهمها العيدو ونبع الشيخ أيوب
#مجلة كفرية توثيق #بشار_شكوحي
#شاركوا البوست مشاركة وليس نسخ ولصق لنشر الفائدة

من almooftah

اترك تعليقاً