تحميل كتاب شكيب أرسلان 
داعية العروبة والإسلام

http://www.almooftah.com/vb/inattach/182_1339324600.pdf

 

بالصورشكيب أرسلان أمير البيان ( شكيب حمود حسن يونس فخر الدين حيدرسليمان أرسلان ) – عبدالعال بن سعد الرشيدي
البيان.. شكيب أرسلان
عبدالعال بن سعد الرشيدي
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس بن فخر الدين بن حيدر بن سليمان أرسلان.
من سُلالة التنوخيِّين مُلوك الحِيرَة، عالِمٌ بالأدب والسياسة، مُؤرِّخٌ من أكابِر الكُتَّاب، يُنعَتُ بأمير البيان، وُلِد في قرية (الشويفات) في 1 رمضان 1286هـ الموافق 5 ديسمبر 1869م، التي تَبعُد عن (بيروت) جنوبًا قُرابَة عشرة أميال، وهي بلدةٌ من مُقاطَعة (الشوف)، بلَغ شكيب الخامسة من عمره وبجواره أخوه نسيب المولود قبل شكيب بسنةٍ ونصف السنة، فهما لقُرْبِ السنِّ كأنَّهما تَوْءَمان، وهنا ندَبَ لهما والدُهما رجلاً يعلِّمهما القراءة والكتابة في الشويفات، وهو الشيخ مرعي شاهين سليمان – الذي صار فيما بعدُ شيخًا لقصبة الشويفات – فكان أوَّل مَن تعلَّما عليه “ألف باء”، ولَمَّا صعدت الأسرة للاصطِياف في “عين عنوب” ندَب لهما والدُهما معلِّمًا ثانيًا، هو أسعَد أفندي فيصل الذي أقرَأَهما القرآن الكريم حتى حَفِظَا جانبًا منه، وشكيب هو ثاني أبناء خمسة هم: نسيب، وشكيب، وحسن، وأحمد، وعادل.

أمَّا أمُّه فقد كانَتْ سيدة شركسيَّة فاضِلَة، عاشَتْ أكثر من مائة سنة، وكان شكيب يحبُّها ويجلُّها، وكان متعلِّقًا بها بدرجةٍ كبيرةٍ، ويحبُّها حبًّا جمًّا، وحينما عاد من غربته إلى بيروت في يونيو 1937م استقبَلَه عددٌ كبير من أبناء الشام، وساروا به في مَوكِبٍ مزدَحِم، وكانت والدَتُه قد جاءَتْ في ذلك اليوم لترى ابنَها، ونزلَتْ بدار الأمير، فلمَّا مَرَّ الموكِب من هناك توقَّف عن السَّيْر، ونزَل الأمير شكيب فدخَل الدار، وقبَّل يدَيْ والدته، فلثمَتْه ودعَتْ له، ثم عاد إلى مَوكِبه الذي واصَل مَسِيرَته.
وبسبب حنينِه إلى أمِّه وحبِّه لها وتقديرِه لمكانتها سكَن في أوَّل هجرته بلدة “مرسين” بتركيا، على القرب من الحدود السوريَّة؛ ليكون قريبًا من أمِّه فيَهُون عليها السفر إليه، فيتمكَّن من مشاهدتها، يقول: “وهكذا كان، وقد أقمتُ بمسرين سنة ونصف، ولا سبب لاختِيارِي السكنى في تلك البلدة إلا هذا السبب”.

أمَّا زوجته فهي “السيدة سُلَيْمَى بنت الخاص بيك”؛ حيث قال الشرباصي في كتابه “أمير البيان شكيب أرسلان”: إنَّ السيدة سُلَيْمَى ذكرَتْ له أنها ولدَتْ في قفقاسية في جنوب روسيا من أمراء الشراكسة من بيت “الخاص حاتوغو”، وتاريخ ميلادها حسب الجواز المذكور وهو عام 1316هـ – 1889م الصادر من المملكة العربيَّة السعوديَّة؛ لأن السيدة الآن سعوديَّة الجنسيَّة، وهو بتاريخ 6 محرم 1359هـ – 1940م “من القنصليَّة السعودية بمصر”.

وكانت صغيرةً حينما خرجَتْ من قفقاسية مُهاجِرة مع أبيها إلى شرق الأردن؛ وذلك بسبب تمسُّك والدها بإسلامه، ونزلَتْ مع والدها في بلدة “الصلت” على مسافةٍ من “عمان”، وكانَتْ لا تعرف العربيَّة؛ ولكنَّها تعلَّمت العربيَّة من زَوجِها وأنجب منها “غالب، ومي، وناظمة”.

إنَّ كلمة “أرسلان” لفظة تركيَّة معناها: (الأسد)، وكذلك بالفارسيَّة، ويقول عبدالله باشا فكري عن الأمير شكيب كما جاء في ديوان شكيب:
كَمِيٌّ مِنْ سُلاَلَةِ أَرْسِلاَنٍ ***
*** ذُؤَابَةُ قَوْمِهِ الأُسْدُ الْهِزَبْرُ
يقول شارح الديوان تعليقًا على البيت: “يُشِير إلى معنى (أرسلان)، وهو: الأسد، وهي لفظةٌ صار يُسمِّي بها العرب مثل العجم”.
وكان “شكيب أرسلان” متديِّنًا مُحافِظًا على الصلاة، وكان محبًّا للعلم حريصًا على القراءة والاطِّلاع، وكانت حياتُه كلُّها كتابةً أو قراءة أو حديثًا أو رحلة.
من أعضاء المجمع العلمي العربي، وتعلَّم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت.
عالَج شكيب أرسلان السياسة الإسلاميَّة قبلَ انهِيار الدولة العثمانيَّة، وكان من أشدِّ المتحمِّسين من أنصارها.
واضطلَع بعدَ ذلك بالقَضايا العربيَّة؛ فما ترَك ناحية منها إلاَّ تناوَلَها تَفصِيلاً وإجمالاً، وأصدَرَ مجلةً باللغة الفرنسية “La Nation Arabe” “الأمة العربية” في جنيف للغرض نفسه، وقام بسِياحاتٍ كثيرةٍ في أوروبا وبلاد العرب، وزار أمريكا سنة 1928، وبلاد الأندلس سنة 1930، وهو في حلِّه وترحاله لا يدَع فرصةً إلا كتَب بها مَقالاً أو بحثًا.

 
وجاء في “الموسوعة العربيَّة العالميَّة”: إنَّ الأمير شكيب ترَك إنتاجًا غزيرًا ومهمًّا، وتجاوَزَتْ مطبوعاته ثلاثين كتابًا، هذا عدا مِئات البحوث والمقالات المنشُورة في الصُّحف والمجلاَّت، وله مذكراتٌ مخطوطة باللغة الفرنسيَّة تصل إلى 20,000 صفحة، وترَك ما لا يقلُّ عن 30,000 رسالة ما زالت مخطوطة، وجاء في رسالةٍ بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935م، أنَّه أَحصَى ما كتَبَه في ذلك العام – أي: عام 1935م – فكان 1781 رسالة خاصة، و176 مقالة في الجرائد، و1100 صفحة كُتُب طبعت.
ثم قال: وهذا “محصول قلمي في كل سنة”، وعرفه “خليل مطران” بإمام المترسِّلين وقال: “حضَريُّ المعنى، بدويُّ اللفظ، يحبُّ الجزالة حتى يستَسهِل الوعورة، فإذا عرضَتْ له رقَّة وألان لها لفظه، فتلك زهرات نديَّة مليَّة شديدة الريا، ساطعة البَهاء كزهرات الجبل”.
من تصانيفه “الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية – ط” ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و”غزوات العرب في فرنسا وشمالي إيطاليا وفي سويسرا – ط”، و”لماذا تأخر المسلمون – ط”، و”الارتسامات اللطاف – ط”، رحلة إلى الحجاز سنة 1354هـ، 1935م، و”شوقي، أو الصداقة أربعين سنة – ط”، و”السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة – ط”، و”أناطول فرانس في مباذله – ط”، و”ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون – ط”.
وغيرها كثيرٌ.
وله نظمٌ كثيرٌ جيِّد، نشَر منه “الباكورة – ط” ممَّا نظَمَه في صِباه، و”ديوان الأمير شكيب أرسلان – ط”.
كان “شكيب أرسلان” من أكثر الدُّعاة إلى الوحدة العربيَّة حماسًا، ومن أشدِّهم إيمانًا بأهميَّتها وضرورتها لمواجهة الهجمة الاستعماريَّة الشَّرِسَة على العالم العربي والإسلامي، وللخروج بالأمَّة العربيَّة من حالة التفكُّك والتشرذُم والضَّياع التي أرادَها لها المستعمِر الدَّخِيل؛ حتى يسهل له السَّيْطَرة على أهلِها والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها.
وقد تأثَّر “شكيب أرسلان” بعددٍ كبيرٍ من أعلام عصره ممَّن تتَلمَذ على أيدِيهم، أو اتَّصل بهم في مراحل متعدِّدة من عمره، وأوَّل أساتذته كان الشيخ “عبدالله البستاني” الذي علَّمَه في “مدرسة الحكمة”، وكان أستاذه شديدَ الإعجاب به، كثيرَ الثناء عليه، روى الشيخ خليل تقي الدين أنَّه سأَلَه – أي: الشيخ “عبدالله البستاني” – قبل وفاته بيومين: أيُّ تلاميذك أحبُّ إليك؟ فأجابَه: أحبُّ تلاميذي إليَّ الأمير شكيب أرسلان.
كما تأثَّر بالسيد “جمال الدين الأفغانى” تأثُّرًا كبيرًا، واقتَدَى به في منهجه الفكري وحياته السياسيَّة، كما اتَّصل بالإمام “محمد عبده”، و”محمود سامي البارودي”، و”عبدالله فكري”، والشيخ “إبراهيم اليازجي”، وتعرَّف إلى “أحمد شوقي”، و”إسماعيل صبري”، وغيرهم من أعلام الفكر والأدب والشعر في عصره.
وشارَك شكيب أرسلان في تأسيس المؤتمر السوري الفلسطيني في أبريل 1921م، وانتُخِب أمينًا عامًّا له، كما أسَّس مكتب إعلام البلدان الإسلاميَّة بجنيف في سنة 1928م، وصار هذا المكتب منبرًا لكلِّ دُعاة العُروبَة والإسلام، وملجأً لكلِّ زُعَماء الحركات الوطنيَّة والتحرُّريَّة العربيَّة في فترة الثلاثينيَّات.
وكان “شكيب” لا يَثِقُ بوعود الحُلَفاء للعرب، وكان يعتَقِد أنَّ الحُلَفاء لا يريدون الخيرَ للعرب، وإنما يريدون القضاءَ على الدولة العثمانيَّة أولاً، ثم يقسمون البلاد العربيَّة بعد ذلك، وقد حذَّر “شكيب أرسلان” قومَه من استِغلال الأجانب الدُّخَلاء للشِّقاق بين العرب والتُّرك.
وعندما انتهَت الحرب العالميَّة الأولى حدَث ما حذر منه “شكيب أرسلان”؛ فقد برح الخفاء، وتجلَّتْ حقيقة خداع الحلفاء للعرب، وظهرَتْ حقيقةُ نَواياهم وأطماعهم ضد العرب والمسلمين.
ولعلَّ “شكيب أرسلان” كان من أوائل الدُّعاة إلى إنشاء الجامعة العربيَّة إنْ لم يكن أوَّلهم على الإطلاق؛ ففي أعقاب الحرب العالميَّة الأولى مباشرةً دعا “شكيب أرسلان” إلى إنشاء جامعة عربيَّة، ولَمَّا تألَّفت الجامعة العربيَّة كان سرور “شكيب أرسلان” لها عظيمًا، وكان يرى فيها الملاذَ للأمَّة العربيَّة من التشرذُم والانقِسامات، والسبيل إلى نهضةٍ عربيَّة شاملة في جميع المجالات العلميَّة والفكريَّة والاقتصاديَّة.

لُقِّبَ “بأمير البيان” نظَرًا لغزارة إنتاجه الأدبي والشعري، ويرجع اسم شكيب لأصولٍ فارسية ويعني: ” الصابر”.

شغَل شكيب أرسلان عددًا من المناصِب الإداريَّة، فتَمَّ تعيينُه مديرًا للشويفات سنتين، ثم قائم مقام “محافظ” على الشوف عام 1902م، وظَلَّ بهذا العمل ثلاث سنوات، ثم استَقال وتَمَّ انتخابُه نائبًا عن منطقة حوران بالجنوب السوري في مجلس المبعوثان “البرلمان العثماني”، وسكَن دمشق خِلال الحرب العالميَّة الأولى، وقام بالتطوُّع في حرب البلقان عام 1912م مع الهلال الأحمر؛ وذلك من أجل تَوزِيع الإعانات المصريَّة على المسلمين، وقام بالدعوة من أجل إنشاء حلفٍ عربي عام 1923م.

وقام بإصدار جريدة “الأمة العربية” “La Nation Arabe” باللغة الفرنسيَّة بجنيف بسويسرا، هذه الدولة التي أقام فيها حوالي 25 عامًا، والتي سعَى من خِلالها للدِّفاع عن قَضايا أمَّتِه.

وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية سنة (1365هـ – 1945م) وتحرَّرت سوريا ولبنان، عاد “شكيب أرسلان” إلى وطنه في أواخر سنة (1366هـ – 1946م)، فاستُقبِل استقبالاً حافلاً، ولكن حالته الصحيَّة كانت قد ضعفَتْ بعد تلك السنوات الطوال من الكفاح الشاقِّ، والاغتِراب المُضنِي، وكثْرة الأمراض، فما لبث أن تُوفِّي في (15 من المحرم 1366هـ – 9 من ديسمبر 1946م) بعد حياةٍ حافلة بالعناء والكفاح.

بعد أنْ قدَّم سيلاً غزيرًا من الكتب والمقالات القيِّمة، وبعد أنْ حمل هموم أمَّته، وكان هذا النَّوع من الأشخاص الذين يرفضون أنْ يتركوا هذه الحياة إلا بعد ترْكِ عظيم الأثر فيها.

نظَم أرسلان قصائد شعريَّة وهو ما زال صغيرًا، ونشَرَها في جريدة “الجنة” التي أشرف عليها أستاذُه عبدالله البستاني، وأصدر كتابه الأول “ديوان الباكورة” في عام 1887م.

ومن شعر أمير البيان:
الثناء على خالد بن الوليد – رضي الله عنه -:
مَغِيبُكَ سَيْفَ اللهِ فِي غِمْدِكَ الثَّرَى ***
*** دَلِيلٌ بِأَنَّ اللهَ لاَ شَكَّ وَاحِدُ
فَلَوْ أَنَّ فَذًّا خَلَّدَتْهُ فُتُوحُهُ ***
*** لَمَا كَانَ فِي الأَقْوَامِ إِلاَّكَ خَالِدُ

وفي أحمد شوقي يقول:
هَذَا أَمِيرُ الشِّعْرِ عِنْدَ قَبِيلِهِ ***
*** مِنْهُ لِجِيدِ الدَّهْرِ عِقْدُ فَرَائِدِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي وَعَشِيرَتِي ***
*** فَالنَّاسُ فِي الآدَابِ أُمَّةُ وَاحِدِ
أَوْ فَاتَنَا نَسَبٌ يَؤَلِّفُ بَينَنا ***
*** أَدَبٌ أَقَمْنَاهُ مُقَامَ الوَالِدِ

في رثاء محمود البارودي:
يَا عَيْنُ مَهْمَا كُنْتِ ذَاتَ جُمُودِ ***
*** فَلَأَبْكِيَنَّ دَمًا عَلَى مَحْمُودِ
وَلَأُمْطِرَنْكِ مِنَ الدُّمُوعِ سَحَائِبًا ***
*** تَرْوِينَهَا عَنْ كَفِّهِ فِي الْجُودِ
وَلَأَنْتَ يَا كَبِدِي فَمِنْ نَارِ الأَسَى ***
ذ *** ُوبِي وَيَا نَارَ الضُّلُوعِ فَزِيدِي
مَا كُنْتَ يَا قَلْبُ الْحَدِيدَ فَإِنْ تَكُنْ ***
*** فَالنَّارُ قَدْ تُلْوَى بِكُلِّ حَدِيدِ
أَتُعِزُّ فِي مَحْمُودَ دَمْعَةَ نَاظِرٍ ***
*** لَوْ كَانَ فِيهِ قَسْوَةُ الْجُلْمُودِ
مِنْ بَعْدِ مَا مَلَأَ النَّوَاظِرَ قُرَّةً ***
***وَغَدَا مَسَرَّةَ قَلْبِ كطُلَّ وَدُودِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ مِثْلَ جَبِينِهِ ***
*** شَرْخَ الشَّبَابِ يَعُودُ طَعْمُ الدُّودِ
مَا كُنْتُ آمُلُ أَنَّ شُعْلَةَ ذِهْنِهِ ***
*** تَعْدُو عَلَيْهَا اليَوْمَ كَفُّ خمُودِ
سَهِرَ اللَّيَالِيَ فِي وِصَالِ حَقَائِقٍ ***
***وَالْغَيْرُ يَسْهَرُ فِي وِصَالِ الغِيدِ

إلى أنْ قال:
يا ثاكِلَ الْمَحْمُودِ صَبْرًا بَعْدَهُ ***
*** فَبَقَاءُ أَحْمَدَ سَلْوَةَ الْمَفْؤُودِ
إِنْ جَلَّ خَطْبُكَ بِالَّذِي أَثْكَلْتَهُ ***
*** فَالرُّكْنُ بَاقٍ لَيْسَ بِالْمَهْدُودِ
وَمِنَ الإِلَهِ عَلى الفَقِيدِ تَحِيَّةٌ ***
*** وَفِرَاقُ عَاجِلَةٍ لِدَارِ خُلُودِ
مَهْمَا تَعَاظَمَتِ الْخُطُوبُ عَلَى الفَتَى ***
*** فَعَزَاؤُهُ فِي العَدْلِ وَالتَّوْحِيدِ

وله:
يا جَمالَ الإِسْلاَمِ وَالإِسلامُ ***
*** صَدَّهُ عَنْ هَوَى الْجَمَالِ المُلاَمُ
مِثلَمَا أَنْتَ فِي الْحَيَاةِ وَإِلاَّ ***
*** فَحَيَاةُ الفَتَى عَلَيْهِ حَرَامُ
هَكَذَا أَنْ يَصِحَّ فِي الأَرْضِ مَجْدٌ ***
*** دُونَهُ كُلُّ مَا نَرَى أَوْهَامُ
هِمَمٌ دُونَهَا الكَوَاكِبُ مَثْوَى ***
*** وَمَضَاءٌ مِنْ دُونِهِ الأَيَّامُ
قَاذِفَاتٌ عَلَى الْمَصَاعِبِ عَزْمًا ***
*** لَوْ تَبَدَّى تَدَكْدَكَ الأَعْلاَمُ
مِثْلَ هَذَا حَوَيْتَ يَا رَجُلَ الأَرْ ***
*** ضِ فَمَاذَا عَسَى يَدُلُّ الْكَلاَمُ
لَمْ تَزَلْ تُحْرِزُ الْمَحَامِدَ حَتَّى ***
*** كُلُّ حَمْدٍ لَهُ عَلَيْكَ ذِمَامُ
أَنْتَ فَرْدٌ فِيمَا شَمِلْتَ وَلَكِنْ ***
*** فِي اقْتِدَارِ الْجِنَانِ أَنْتَ لُهَامُ

في رثاء مصطفى الرافعي:
كَثُرَ التَّفَيْهُقُ فِي الْجَدِيدِ وَنَهْجِهِ ***
*** كَمْ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْجَدِيدِ وَمَا دَرَى
وَعَدَا رِجَالٌ يَحْلُمُونَ بَأَنْ يَرَوْا ***
*** شَمْلَ الْعُرُوبَةِ فِي البَيَانِ مُبَعْثَرَا
حَرِجَتْ صُدُورُهُمُ بِأَنْ يَجِدُوا مِنَ الْ ***
*** قُرْآنِ مَوْرِدَ أُمَّةٍ وَالْمَصْدَرَا
فَتَقَصَّدُوا أَنْ يُطْفِئُوا ذَاكَ الضِّيَا ***
*** وَتَعَمَّدُوا أَنْ يَفْصِمُوا تِلْكَ العُرَى
وَتَغَفَّلُوا قَوْمًا أَبَتْ أَحْلاَمُهُمْ ***
*** أَنْ تَسْتَبِينَ الرُّشْدَ أَوْ تَتَدَبَّرَا
فَمَحَا بِنُورِ الْحَقِّ آيَةَ لَيْلِهِمْ ***
*** وَأَرَاهُمُ عَنْهُ النَّهَارَ الْمُبْصِرَا
وَرَمَاهُمُ بِكَتَائِبٍ مِنْ كَتْبِهِ ***
*** فَتَطَايَرُوا كَالْحُمْرِ لاَقَتْ قَسْوَرَا
وَافَاهُمُ بِبَلاَغَةٍ مُضَرِيَّةٍ ***
*** مَا كَانَ معْجزُهَا حَدِيثًا يُفْتَرَى
فَغَدَتْ سَفَاسِفُهُمْ لَدَى آيَاتِهِ ***
*** نَارَ الْحَبَاحِبِ نَاوَحَتْ نَارَ القُرَى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

♦ انظر المزيد “الأمير شكيب أرسلان: حياته وآثاره”؛ سامي الدهان.
♦ “أمير البيان شكيب أرسلان”؛ أحمد الشرباصي.
♦ “ذكرى الأمير شكيب أرسلان”؛ محمد علي الطاهر.
♦ “شكيب أرسلان أديبًا إسلاميًّا”؛ د.إبراهيم عوضين.
♦ “مناهل الأدب العربي مختارات من الأمير شكيب أرسلان”، “الموسوعة العربية العالمية”.
♦ و”مقال شكيب أرسلان ودوره في تحرير المغرب العربي”؛ بقلم د. مولود عويمر.
♦ و”مقال شكيب أرسلان.. أمير البيان”؛ بقلم: سمير حلبي.

من almooftah

اترك تعليقاً