عبد الرحيم العرجان: تستهويني الصور الاثرية والمواقع الدينية ولا انسى زيارتي للقدس

 
عبد الرحيم العرجان: تستهويني الصور الاثرية والمواقع الدينية ولا انسى زيارتي للقدس
الدستور – التحقيقات الصحفية – ماجدة ابو طيرنحتاج كثيراً الى ان نعبر عما يجول في خاطرنا الا ان الكلمات لا تفي بالغرض احياناً، وتأتي الصورة لتعكس ما نراه ونشعر به دون الحاجة الى جمل مترابطة تصف الحدث، لتترك لنا الصورة الخيال وتفعيل التفكير، لنرى الصورة كما وصفها لنا فكرنا.

صوره تمتاز بانها قابلة لتفسيرات عديدة، بحسب المنطلق الشخصي، يقول الشاعر جهاد الرحيم بصوره:» لا أرى في صوره سوى تشكيل بنائي، يعطينا برأيي منمنات ضوئية مشغولة بفكر الشعر، الذي اشتغل عليه أدونيس الشعر، ولا يمكن لاضاءة واضحة، أو رسم بذاته، معلوم ومرئي للعلن، إلا و تكون له خلفية قوية، تستند عليها الخط البياني الذي يشاهده المتلقي، وعلى المتخصص أن يلاحظ ذلك في الكادر، فثمة اشخاص يجلسون في الصفوف الخلفية، وهم من صغار القوم، يكونوا أوضح بكثير من الذين يجلسون في الصفوف الاولى، وهذه برأيي ضوئيات العرجان، ولوحاته الفوتوغرافية، التي استطاعت أن تفرض نفسها في أرقى المعارض العالمية». ولاهمية صوره وفرادتها، اجرت «الدستور» الحوار التالي مع المصور عبد الرحيم العرجان.

* كيف كانت بداية اهتمامك بفن التصوير وخاصة ان تخصصك بالجامعة هو المحاسبة؟.

بداية اهتمامي بفن التصوير هو امتداد لهواية جمع الطوابع التي من خلالها تعرفت على اهم الصور العالمية واهم اللقطات الفريدة، التي اعنت فكري من ناحية بصرية، عندها كنت ابلغ من العمر عشر سنوات اي في الصف الرابع، وفي عام «1994 « بدأت معي هواية التصوير من خلال كاميرا بسيطة اهداني اياها والدي، وفي عام» 1996» امتلكت اول كاميرا احادية العدسة ومنها انطلقت ووقتها كان عمري «25» عاماً.

* ماهي آخر العارض التي شاركت بها؟.

اشارك حالياً بمعرض ( 7 في 7) وهو عبارة عن معرض لسبعة فنانين اردنيين يعرضون سبعة صور من مختلف الموضوعات، في غاليري بنك القاهرة عمان بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي ويستمر لمدة شهر من تاريخ انطلاقه اي من 20 آذار، وقررت ان اعرض صوراً لمدينة القدس وخاصة مع حالة التهويد القائمة للمدينة بمعالمها الاسلامية والمسيحية، وقررت ان اقدم المجموعة ( بيتي هنا).

* ما اهمية رحلتك الى مدينة القدس؟.

عندما زرت القدس بمعية الفنانة «رانيا عقل»، حيث دخلنا من باب العامود، ذلك الباب الذي كنت اسمع دوماً قصة اقتحامه، عندما دخلت القدس كان هنالك مجموعة من الاحاسيس المتضاربة التي لا استطيع وصفها في بضعة سطور ما بين الحسرة والدمعة، وطالما انني هناك كنت افكر بامرين: المسؤولية الملقاة علي وبماذا سوف اعود من اعمال فوتوغرافية، وماذا سوف اكتشف من اماكن جديدة!، اثناء تجولي شعرت بانني اعرف كل شبر في هذه المنطقة، وكل شخص وكأنني قد رأيت ملامحه سابقاً.

*ماهي اكثر الاماكن التي اثارت انتباهك في القدس؟.

هنالك اكثر من مكان شدني، الا ان المكان الاكثر هو في حارة الارمن، وهنالك التقطت صورة لفتاة صغيرة تقف عند باب منزلها، فسألناها:» ماذا يوجد هنا؟»، فقالت :» بيتي هنا». ومن هنا جاء اسم المجموعة التي سأقدمها في المعرض، وتعتبر صورة الفتاة هي الصورة الرئيسية للمجموعة، وهذه الصورة اثرت على عدد كبير من الشعراء والمفكرين من بينهم ابراهيم مالك وكانت غلافاً لديوانه الاخير «بشراي» والفنان وحيد بوالقاسي وغيرهم.

* هل هنالك اماكن محددة تستهويك في تصويرها؟

اكثر الاماكن التي تستهويني هي الاماكن الدينية والاثرية التي غابت عن البال، في سبيل المثال في الاردن هنالك مدينة اثرية متكاملة في المفرق تدعى « دير الكهف» وهي من حيث الطراز تشبه كثيراً مدينة ام الجمال القريبة منها. وللاسف هي غائبة عن الخارطة السياحية وايضاً ام الجمال القريبة، او مثلاً يتم استخدام صوراً قديمة للمناطق وعندما يأتي السائح للمنطقة يستغرب كونها مختلفة عما يتم الترويج لها، مثل كنيسة الخارطة، المذبح يظهر بها بلونه الازرق في حين انه حالياً بلون اخر، وهذا يجعل السائح في حيرة من امره، اذ ان الصورة في كتيبات السياحة.

ومن الصور الاسلامية التي حصلت بها على جوائز دولية، صورة جامع السلطان حسن، في عام 2010، في المانيا في المسابقة الدولية للتصوير الفوتوغرافي، وكذلك صورة خان اسعد باشا بدمشق، حصلت على جائزة فضية في المانيا.

* ما هي الصعوبات التي تواجهها اثناء التصوير؟

اكثر الصعوبات في هذا الفن هي الحصول على المراجع الفوتوغرافية من كتب وافلام وذلك لارتفاع ثمنها في السوق المحلي، هذا ان توفرت في الاصل، اما من الناحية التقنية هنالك مشكلة تواجهني، وهي جودة الطباعة الامر الذي يضطرني لارسال اعمالي وطباعتها في دبي وهذا امر مكلف جداً،الفن الفوتوغرافي العربي بينه وبين الفن الاوروبي فجوة وان قدرت بالزمان فهي لا تقل عن 30 عاماً، وذلك لعدم وجود اثراء في عملية ثقافة الصورة، ولضعف التواصل العربي العربي، والعربي الدولي، الامر الذي يبقي هذا الفن يدور فقط في دائرة العمل المحلي وكذلك لا ننسى التكاليف وصعوبة الحصول على فيزا مما يمنع المشاركة في معارض دولية.

صحيفة الدستور الاردنية 2-4-2010
عبدالرحيم عرجان.. فنان فوتوغرافي يرصد الصور غير المرئية
خالد سامح
نجح الفنان الفوتوغرافي الأردني عبدالرحيم عرجان في توجيه عدسته نحو آفاق فنية ورؤى انسانية رحبة ، انه المصور الذي أطلق عليه الشاعر السوري جهاد الرحيم لقب “أدونيس الضوء” وذلك لعمق لقطاته وولوجها في أبعاد غير مرئية مما أهله للمشاركة والحضور في أرقى وأهم المعارض الفنية العالمية ، مقدما صورة جديدة لتراث الشرق الغني وراصدا الأجواء الساحرة لأبرز المعالم التاريخية والأثرية في بلده الأردن وعدد من البلدان العربية والاسلامية مع حرص على ابراز كل ما هو مدهش وفريد في بلادنا.. كل ذلك وغيره أهل الفنان عبدالرحيم عرجان لنيل العديد من الجوائز العربية والعالمية وأن يحقق نجاحات لافته ضمن مشروعه الفوتوغرافي وكان آخرها اعتماد صوره ضمن التقرير البيئي العربي الصادر هذا العام عن جامعة الدول العربية كما اختيرت احدى صوره كملصق لمنتجات شركة جونز صودا العالمية.

الوجه الآخر للعالم العربي
ساهمت مشاركات الفنان عبدالرحيم عرجان العديدة في معارض عالمية بتقديم صورة مغايرة عما طبع في الذهنية الغربية حول العالمين العربي والاسلامي ، فقد ساهمت وسائل الاعلام والصحافة في اوروبا والولايات المتحدة بترسيخ صورة قاتمة حول بلادنا لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية وبعد أحداث أيلول وغزو العراق ، فلم يعد أمام المتلقي أو الباحث في تلك الدول من اساطير الشرق وعوالمه السحرية سوى صور القتل والدمار والتفجيرات الانتحارية واضطهاد المرأة والفقر وعمالة الأطفال والمقابر الجماعية وغيرها من المشاهد الجنائزية التي حفرت ولا زالت تحفر عميقا في الذاكرة الجمعية للجمهور الغربي ، من هنا وانطلاقا من تلك الحقائق المؤسفة تأتي تجربة عرجان لتقدم شيئا مما أهملته عدسة المصور الغربي وربما عدسات الكثير من المصورين العرب. وعن ذلك يقول الفنان عرجان “يتناسى الغرب أن الوطن العربي هو مهد الديانات السماوية الثلاثة ، وتعايش فيه اتباع الديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية بسلام على مدى العصور ، بانتماء كامل ومحبة خالصة ، كما تتجاهل الآلة الاعلامية الغربية الدور الحضاري النهضوي للعرب والمسلمين والصورة المروجة هناك هي صورة العربي والمسلم المتعصب والرافض لكل معطيات ومفردات الحضارة الحديثة.. انني أرفض تلك الصورة تماما وأحاول دائما أن أقدم في معارضي لاسيما التي شاركت فيها بأوروبا فكرة مغايرة تلفت نظر الانسان الاوروبي الى المنجز الانساني الحضاري الكبير للعرب والمسلمين سواء في مجال العمارة أو الفنون التشكيلية او الألفة الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية الدافئة التي لا زالت تحكمنا بينما تسود القيم المادية الصرفة الحياة الغربية وتعمق من أزمة الانسان في بلادهم”.
المرأة.. منبع الحب والجمال
طافت عدسة الفنان عرجان والمقيم في البحرين منذ سنوات في العديد من البلاد والمدن الاسلامية ومنها بلده الأردن بحواضره وبواديه ومعالمه التاريخية بالاضافة الى مصر ودول الخليج والمغرب العربي وماليزيا وغيرها ، ولم يهدف الفنان في رحلاته الى تقديم صورة ملائكية خادعة عن الشرق ، أو رصد اللحظة الجمالية والانسانية الحميمة فحسب بل سعى الى لفت الأنظار الى ماهو خلف الصورة وما هو أبعد من المرئي والمحسوس وربما المألوف ، ففي صورته التي اعتمدت كعلامة تجارية لشركة صودا جونز العالمية يرتقي مشهد كف الفتاة المزين بالحناء من تقليد اجتماعي يواكب طقوس الزفاف الى حقيقة مبهجة عن دور المرأة في حياتنا.. انها باختصار منبع الجمال والالهام ومن يديها يرشح الخير الوفير وينهمر الضياء.. حيث يرى عرجان أن المرأة هي أساس فى المشاركة لحياتنا عمليا وفكريا وروحيا كما يقول ويضيف “اذا غيبنا دور المرأة أختل التوازن فى المجتمع وانعكست اثاره على أفراده من الجنسين معاً ، بالحقيقة دور المرأة العربية في المجتمع أصعب من دور الرجل في (رأي الخاص) رغم ذكورية مجتمعاتنا ، وأعكس ذلك في صوري كما أنني أتشارك حاليا مع الشاعرة ايمان عرابي فى مشروع ابداعي مشترك ينشر لنا اسبوعياً في صحيفة البلاد بمملكة البحرين يجمع ما بين قلم إمرأة وعدسة رجل ، في تكامل تام ، حيث تكمل الصورة القصيدة وتحكي القصيدة الصورة ، ونقوم بطرح مواضيع تقترب من هموم وتطلعات مجعتمعنا العربي” وقد جمع عرجان أجمل الصور التي التقطها للمرأة وشارك بها في مهرجان بولاية هامبورغ الالمانية العام الفائت وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي وقد جاءت صوره تحت عنوان “مجموعة الياسمينة” وفيها المرأة الرسامة والفارسة والموسيقية والمغنية والبمدعة في كل الحقول.
اهتمام نقدي لافت
دفعت الأهمية الفنية لتجربة الفنان عبدالرحيم عرجان العديد من النقاد والفنانين العرب لتناولها والحديث عنها بعمق ومن أبرز هؤلاء الناقد والفنان التشكيلي المعروف طلعت عبد العزيز والناقد الفرنسي نويل كوريه والفنان المصري عبدالرزاق عكاشه وغيرهم الكثير ممن أضاء على تجربته الفوتوغرافية وفرادتها.
وأخيرا ، تجدر الاشارة الى ان الفنان عبد الرحيم عرجان من مواليد عمّان وهو حاصل على بكالوريوس المحاسبة ويعمل حاليا في مجال العلاقات الدولية والعلاقات العامة في مملكة البحرين وقد شارك في العديد من المعارض ومنها معرض يوم المرأة العالمي في المانيا عام 2009 ، ومعرض “الليوان” في مهرجان الجنادرية بالسعودية ، ومعرض “دعوة من بلادي” الذي اقامه في البحرين العام الفائت وقدم فيه صورا مختلفة لمواقع تراثية وطبيعية في الاردن ، كما شارك في معرض فاس الدولي ومعرض بينالي القاهرة الدولي ، بالاضافة الى مشاركته تشرين الاول الفائت في معرض صالون الخريف بباريس وذلك من خلال صورة جسدت التسامح والتعايش بين ابناء الديانات المختلفة في الاردن ، وحصل العرجان على الجائزية الذهبية من مهرجان الصورة العربي الاوروبي في المانيا وذلك عن محور العمارة والجائزة الذهبية في المعرض الدولي الثالث في محور الطبيعة والبيئة – المانيا عام 2009 ، كما أنه يستعد حاليا للمشاركة في الملتقى التشكيلي الرابع في مدينة شرم الشيخ المصرية الشهر القادم.

من almooftah

اترك تعليقاً