يتأهلان الحجاجي اليمني والقرني السعودي للمرحلة القادمة من ‘شاعر المليون’ 6


الحجاجي اليمني والقرني السعودي يتأهلان للمرحلة القادمة من ‘شاعر المليون’ 6

البلوشي الإماراتي والمري القطري ينقلهما تصويت الـsms إلى المرحلة التالية والأحمدي السعودي يحصل على بطاقة الإنقاذ الذهبية.
ميدل ايست أونلاين
ثمانية شعراء يتبارون
أبوظبي ـ مرة ثالثة التقى جمهور الشعر في مسرح شاطئ الراحة ليلة الأربعاء 26 فبراير/شباط 2014 مع مُحبّي الكلمة الأجمل، والحضور الأكثر ألقاً.
مرّة ثالثة سمع وشاهد محبو القصائد النبطية شعراءهم الثمانية الذين تباروا في مسرح شاطئ الراحة، وقالوا من الشعر ما يبهج، وألقوا من القصائد ما وضع لجنة التحكيم أمام محنة اختيار الشاعرين اللذين أثبتا حضوراً أكثر من بقية الشعراء، ومنحهما بالتالي بطاقة التأهيل إلى المرحلة التالية من مراحل “شاعر المليون” بنسخته السادسة، والتي كانت الأصعب بالنسبة للشعراء الذي خضعوا إلى اختبارات كان بعضها الأول من نوعه على مستوى المسابقة منذ أن تم إطلاقها عام 2006.
الإعلامي عارف عمر مُعد البرنامج منذ انطلاقته الأولى، هو أول الوجوه التي أطلت على شاشة أبوظبي – الإمارات، والتقى بالدكتورة ناديا بوهناد التي طرحت بعض المواصفات النفسية للشعراء الثمانية الذين تباروا ليلة أمس، وهم:
زكريا سلمان الزغاميم/ الأردن، طلال بن عون/ سوريا، علي القرني/ السعودية، مجلاد الفعم/ الكويت، محسن الحمري/ البحرين، محمد قاسم الحجاجي/ اليمن، معجب القحطاني/ الكويت، نايل الظفيري/ السعودية.
فبعد خضوعهم لاختبارات نفسية رأت د. بوهناد أن في شخصية زكريا الزغاميم تناقضات في عدة أمور، لكنه تلقائي، اجتماعي، متحمس، موهوب، غريب الأطوار، يشعر أنه غير مرغوب به، وطلال بن عون مبتكر ومتوازن، يحب السهر والحفلات وأجواء الإثارة والسفر، لكنه قاسي القلب، وعنده اعتداد بذاته، وطموحاته كبيرة، أما علي القرني فهو اجتماعي تلقائي، عصامي وكريم ومحترم، حامل للمسؤلية، لكنه مندفع وعصبي.
مجلاد الفعم بدت صحته النفسية جيدة، وهو إداري ومنظم، يهتم بالنتائج وليس بالمنهج، معتد برأيه، مسلّ، غير أنه فوضوي وثائر، في حين أن محسن الحمري معتز بذاته، وهو اجتماعي واقعي، يحل المشكلات، صادق وصبور وحازم وعازم، يعرف ما يريد، وأحياناً يلجأ إلى تدمير الذات، لكن هناك تناقض في تعامله معها، من جهة أخرى وحسب الاختبارات بدا محمد قاسم الحجاجي اجتماعياً ومبتكراً ومتوازناً، يشتغل بجد، ويهتم بالآخرين، ويخبئ مشاعره، ومع أنه يحب الفرح، إلا أنه مستبد برأيه، فهو حازم بشكل سلبي.
وحسب الاختبارات كان معجب القحطاني قيادياً واجتماعياً، يتحمل المسؤولية، وهو موهوب وحماسي، لكنه غريب الأطوار وغير واضح، أما نايل الظفيري فهو متفائل، وإن بدأ عملاً لا ينهيه، يُساء فهمه، وهو واضح ومباشر واجتماعي.
ومع إن الشعراء الثمانية اختلفوا في الصفات، إلا أنهم أغلبيتهم كان تقديرهم لذواتهم منخفضاً، وقد اتفقوا في القسوة على الذات.
مع انتهاء فقرة التقييم النفسي انتقل الجمهور إلى مشاهدة تقرير مصور عن جامع الشيخ زايد وجالت الكاميرا في رحابه للتعريف به هندسياً وجمالياً وسياحياً، ثم أطل مُقدّما البرنامج حسين العامري وشيما للإعلان عن الشاعر الفائز عن الحلقة الثانية، حيث فاز حمد البلوشي من الإمارات الذي حصل على 69%، وبخيت البريدي المري من قطر بدرجات وصلت إلى 65%، لينضما إلى زميليهما بدر بندر الذي تمكن في الحلقة الماضية من جذب انتباه الجمهور واللجنة التي أعطته 49 درجة، وفلاح البدري الذي حصل على ذات درجة لجنة التحكيم المؤلفة من د. غسان الحسن، حمد السعيد، سلطان العميمي، أما بطاقة الإنقاذ الذهبي فكانت من نصيب وديع الأحمدي رغم حصوله على 48%، حيث أعلن سلطان العميمي عن الفائز بتلك البطاقة، وقال إن اللجنة ارتأت إعطاء فرصة للشاعر للصعود إلى المرحلة المقبلة، في حين غادر أحمد الأسيحم بنسبة 52%، وخميس الوشاحي بـ44%، وسلطان المطيري بـ50%.
• بداية القصة
حفلت حلقة الأمس أيضاً بثمان شعراء هم: زكريا الزغاميم/ الأردن، طلال بن عون/ سوريا، علي القرني/ السعودية، مجلاد الفعم/ الكويت ، محسن الحمري/ البحرين، محمد قاسم الحجاجي/ اليمن، معجب القحطاني/ الكويت، نايل الظفيري/ السعودية، شاعرين فقط تأهلا في تلك الحلقة، فيما سينتظر بقية الشعراء للحلقة الرابعة بانتظار التصويت عبر الرسائل النصية.
وكانت البداية مع زكريا الزغاميم الذي ألقى (قصة ضريرة جداً) قال في مطلعها:
طاحت ملامح وجهه المتعب على خد الطريق ** مدت يديها لاجل تتوقى ولا كنها وقت
طاحت رعد من بعد ما ناض بنواظره البريق ** ثم امطرت فاستبحرت وآخر أمانيه اغرقت
ما كان يرسم نخلته في كفه الهش الرقيق ** إلا ولاقى وجنته من دمعة العين اشرقت
ينتق وجع والدمع متبغدد على موت الشهيق ** لين ازفرت صرخة وحيد وبالمحاذير انطقت
حتام يحضن ميمته في حلم ما يقدر يفيق ** واليا متى يضحك وضحكاته ولا يوم اصدقت
وأضاف:
هذا الغريب الي اعترض سير الكلام وما يليق ** اعرابه الا مبني معرب وأمارته افترقت
وختم بقوله:
يا مقرب الي يكفله للمصطفى قرب وثيق ** قدر المسافة يوم هذي عن خويتها افرقت
د. غسان الحسن وجد القصيدة مفعمة بالعواطف والصور، ومحملة بمشاعر كثيرة، وقد ذهب الشاعر إلى التصوير الممتد، فانطلق من وجدانه وليس من عقله، أما البيت (إلّي تعصفر ثوبه بلمحه روت حال الغريق/ يوم ان روحه في يدين الموت بالقشة هقت) فقد ذكر د. الحسن ببيت لأبي العلاء المعري، كما أشاد بالبيت (هذا الغريب الي اعترض سير الكلام وما يليق/ اعرابه الا مبني معرب وأمارته افترقت)، وفي الشطر الثاني من البيت الأخير (يا مقرب الي يكفله للمصطفى قرب وثيق/ قدر المسافة يوم هذي عن خويتها افرقت) فقد صاغ الشاعر التثنية بشكل جميل بناء على ما جاء في حديث شريف.
القرني
سلطان العميمي أشار إلى أن القصيدة كادت تقترب من الغموض، وبرأيه أن الإسهاب في الوصف قد يعيق وصول النص إلى المستمع، وبشكل يشغله عن الاستمتاع بالصور الموجودة في النص وتحديداً في الأبيات الأخيرة، أما في وصف الشخوص والمواقف فقد كان صوت الشاعر فيها هو الأبرز، إلى أن جاء البيت ما قبل الأخير، حيث ظهر صوت الطفل، وبرأي د. غسان لو أن الشاعر أبرز جميع الأصوات لتوافرت حيوية أخرى في النص.
حمد السعيد قال إن النص جميل جداً، وتناول الموضوع برقة بيّنتها قافية العجز، كما جاء النص وكأنه سيناريو جميلاً، فيما كانت الشخصية مبهمة، وحسبما قال فإن الإشارة المباشرة تدل المتلقي على جمالية النص أكثر، لكن الشاعر مميز بصوره، وبأسلوبه التجديدي والمتطور، خصوصاً وأنه استخدم طرق الحداء الطويل المسرحي الذي يعطي المفردة اتساعاً، وختم بالثناء على بعض الأبيات التي وردت في النص.
• رسالة إلى البلاد
الشاعر طلال بن عون ألقى رسالة لبلده سوريا قال فيها:
هالمسمى با شاطش احلامي بدا مشواري ** بالقصيد اللي مخاويني بكل اسفاري
جيت لك مملي من الدنيا طموح وغربه ** شايل بزوادتي حلمي وصدق اشعاري
وأضاف في متن النص:
جيت لك صادح بصوتي للسلام أغني ** ممتطي في رحلة صهوة خيال أفكاري
السلام اللي عن دياري تنحى غيمه ** بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري
وقال في البيتين الأخيرين:
خاين الأمة مجوسي الفكر والملة ** لو ستر نفسه بثوب الدين يبقى عاري
ومن يشتت شمل بلدان العرب بالفتنه ** لا يفاخر بين حكام العرب ويماري
سلطان العميمي قسم القصيدة إلى مستويين، المستوى الأول زاخر بالتصوير، والثاني هدفه إيصال رسالة واضحة، وقد وُفّق الشاعر في الانتقال من بيت إلى آخر، لكن البيت (السلام اللي عن دياري تنحى غيمه/ بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري) كان جميل الوصف، إلى جانب أبيات أخرى جميلة.
حمد السعيد أشار إلى المباشرة في النص، ورأى أن هذا من حق الشاعر، وخصوصاً في حالة سوريا، كما جاءت الصور الشعرية جميلة في طَرْق مهمل، لكنه السعيد كان مؤمناً إلى أن طلال سيقدم الجميل، حيث طرح الهم وطني بشفافية وجرأة، وهذا يحسب له من خلال ذلك النص الشامخ.
من جهته رأى د. غسان الحسن أن الفكرة غلبت الشعر، وطلال اعتنى بالمعنى الذي أراد إيصاله، لكن في هذه الحالة لا بد من مراعاة الشعر، ففي موقع الشعر يجب أن يأتينا الشاعر به، أما البيت الذي جاء في شطره (بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري) فإنه رائع جميل، ووجوده يدل على أن صاحبه يكتب الشعر، والقصيدة عموماً لا بأس بها.
• بيرق الشعر
الشاعر علي القرني كان قد ألقى ليلة أمس قصيدة عن بيرق الشعر ومسابقة “شاعر المليون”، ومما قال في مطلعها:
لا رفرف البيرق وثارت فتايله ** وأختال وعيون النشاما تخايله
سليت من بيض الفرايد ** شلفا تنومس كف شعري وقايله
تتحد من حر المشاعر حدودها ** وتصيد من شرد الخيال ومثايله
واسرجت قبا الحروف ونقيتها ** من مربوط الشعر الأصيل وسلايله
مضيفاً:
كم جاك قبلي يا حمر العرش طارش ** عود وراياته مع القوم طايله
وياما قصر من دون عرشك نواخذه ** وقلال من نوخ بظلك رحايله
قصر بلبن العدل والعز ينبنا ** تظهر من الخمس الزوايا فضايله
وختم بالبيتين:
ثورة عقول بارك الله سعيها ** أطاحت البث العقيم ووسايله
واليوم يا نصر على أرضه يردني ** ولا شهادة من تثمن جزايله
حمد السعيد جاءت شهادته محل إعجاب وتقدير بالنص وصاحبه، وقال إن ذلك النص صادر عن رجل ناضج فكرياً، استخدم الطرق الهلالي النقي، ورغم تكرار موضوع النص في البرنامج إلا أن الشاعر أتى بالجديد، وبأبيات جميلة كما الحال بالنسبة لـ(قصر بلبن العدل والعز ينبنا/ تظهر من الخمس الزوايا فضايله)، وختم بالقول: إنه نص يليق بشموخ القرني.
د. غسان الحسن وجد النص جميلاً، ومكتوباً بوعي تام وبتجربة عميقة في الشعر، فمنذ البيت الأول وهو يشكل نموذجاً للأسلوب الذي اتبعه الشاعر، معتمداً على الصورة التمثيلية من خلال التصوير الجزئي، فالصورة عند القرني تتكون من أجزاء، ومن أجزاء داخل أجزاء، وهذا ما ظهر سواء في وصف البيرق والمفردات الدالة عليه، أو من خلال وصف الفَرس في البيت (واسرجت قبا الحروف ونقيتها/ من مربوط الشعر الأصيل وسلايله)، وفي البيتين اللذين تلياه، لتشكل تلك الأبيات الثلاثة جسداً جميلاً داخل النص.
سلطان العميمي وجد فكرة القصيدة تقليدية، لكنه أشاد بالطرح المميز لها، وما لفت انتباهه مفردات النص، وتعدد الأجواء بين بر وجو وبحر، ورفعة وشموخ، وغير ذلك من مفردات.
الحجاجي
• “يتيم” الفعم
مجلاد الفعم رابع شعراء الحلقة ألقى نص (اليتيم) الذي قال في أبياته الأولى:
سافر الوصل فالعتمه وحل الغياب ** والطعون استباحت كل جرح امقيم
وارتوى القاع مما يحتويه السحاب ** واحتوى في ضفافه دمعة المستهيم
شاعر نيتي بيتضا وصبري وصبري زهاب ** وكل ما فضفضت نفسي خفوقي يهيم
كل ما سقت للذكرى خفاف الركاب ** عودت واكتشفت ستر الظلام العيتم
ما غوى نظرة العطشان غير السراب ** لا مشى والحقيقه طعنته بالصميم
ثم ختم نصه بالأبيات:
ضمت الذاكرة من ذكرياتي كتاب ** بين صفحاته موادع وجرح اليتيم
كل ما جيت بين الرابيه والرحاب ** أتذكر شموخك والزمان القديم
انشهد إنك فقيده يا عزيز الجناب ** عشت عيشة عظيم ومت موتة عظيم
د. غسان الحسن أشاد بالنص الذي يعبر عن تجربة معاشة، وهي فقدان الأب في سن مبكرة، وقد أحسن الشاعر في وصف الغياب، وجاءت كلماته معبرة، والنص يقسم إلى جزأين كما قال، الجزء الأول مفعم بالشعر، أما في المنتصف فقد لخص الشاعر تجربة اليتم وكيف تغلب عليها، وقد سلك الشاعر في نصه المسلك الصحيح ووصل، غير أن الشعر خفت في الأبيات الأخيرة من القصيدة، إذ كان مباشراً بشكل تام.
سلطان العميمي وجد النص سهلاً ممتنعاً مشحوناً بالعاطفة والزخم الشعري، كما كان الشاعر موفقاً في الانتقال للحديث عن والده.
كذلك حمد السعيد وجد النص جميلاً، وقد لمس فيه إحساس إنساني متميز، وخصوصاً عندما تحدثت عن الشاعرية والغياب، وهذا يدل على شموخ الشاعر مجلاد.
• صور ومحسنات
(عبس وجه الفتن) كان عنوان النص الذي ألقاه محسن الحمري ليلة أمس، وجاء في مطلع النص:
تهب الريح وغصون الحياه تميل ** وتتساقط سنين العمر قدامي
وانا رحال أدوّر بالفجوج مقيل ** عن سموم الظروف وسطوة أيامي
حلمت وكم حملت اللي يهد الحيل ** من آمالي مع انها سبّة آلامي
وأضاف:
وطن أسسه زايد ما يبي تعديل ** سما نحو السما في نهجه السامي
ودار البر شاهد والفطين يخيل ** من اللي صار باسم الدين متحامي
وما ناديت إذ ناديت يا هابيل ** ولكن لا حياة وحزمهم ضامي
(المحسنات البديعية حاضرة، والتصوير الشعري لم ينشغل الشاعر عنه).. هذا ما قاله سلطان العميمي للشاعر محسن الحمري، إذ لفت انتباه العميمي توظيف الشاعر المفردات المرتبطة بالصوت مثل (ناديت، تهليل)، وهذا يتلاءم مع فكرة القصيدة التي جاء بناؤها جميلاً، رغم ما فيها من فجوات أثناء الانتقال من فكرة إلى أخرى، فيما رأى حمد السعيد النص جميلاً، ويحمل رسالة الشاعر.
د. غسان الحسن قال إن النص جيد، وفيه كثير من الشعر، فالشاعر فيه ركز على شيء جميل تجلّى في البيت (تهب الريح وغصون الحياه تميل/ وتتساقط سنين العمر قدامي)، كما في النص محسنات بديعية بين جناس وطباق ومقابلة، وفي أحد أبياته أيضاً تناص مع القرآن الكريم، الأمر الذي يرتقي بالنص الذي يحمل في أحد أبياته أسلوب تصوير التشبيه الضمني، لكن في النص فجوة كان على الشاعر أن يجسرها بشكل أفضل.
* نص إلى سُمية
محمد قاسم الحجاجي وإكراماً لروح د. سمية الثلايا التي اغتيلت في حادثة تفجير مستشفى في اليمن كتب قصيدة (سلاسل، ودمعة مخملية) قال في مطلعها:
معك يا وطن طعم المساء حالي شعوره ** ولو جيت متوشح مناسيك وعتابك
تلال السواد وحزن يا م اكبر حضوره ** على روض ذاقت الويل بشعابك
هنا كانت تصلي والأبواب مهدروره ** تكبر، وتسجد خاشعة ريش وثهابك
هناك كانت رمال لصحاريك مثوره ** تهب لسماك وتحتري غيث جلبابك
وقال في نصه أيضاً:
جريمة بظهرك يا وطن جات مسعوره ** بكف الغدر تقطف سميّه من اهدابك
وخلت أساورها على الأرض مكسوره ** وخاتم غلاها ينزف الدم في بابك
خطفها الوفا وتبعثرت لوّل مذعوره ** وكن ظلها المطعون يبكيك لمصابك
وختم بالبيتين:
فلا هم بشر منا على هامش الثورة ** خذوا كل ريف يسكب الفي بكتابك
على وين؟ ما ندري خطاويك مجروره ** ولا باين نجوم بهالليل ترقا بك
حمد السعيد قال إن النص شامخ، وهو من أجمل ما سمع في تصوير الأحداث، أما حضور الشاعر فهو مذهل، والصور الشعرية لم تغب عما قال الشاعر منذ بداية النص وحتى نهايته، إذ لم تتغلب الفكرة على الشعر، فاستطاع تصوير الحدث برقي وإحساس عالٍ، والأجمل من ذلك أنه لم يقفز على الوطن، وبانت حرفة الحجاجي كشاعر حين ختم بمثل ما بدأ (على وين؟ ما ندري خطاويك مجروره/ ولا باين نجوم بهالليل ترقا بك)، وكان النص – مثلما أشار السعيد – من أجمل ما سمع رغم كم الحزن الذي يحمل.
هذا ما أكد عليه د. غسان الحسن، إذ وصف النص بأنه مذهل وجميل، وما زاده جمالاً الإلقاء، فكان د. غسان أسيراً طوال الأبيات التي كانت اللقطة فيها متماسكة ومليئة بالتصوير، ولولا أن النص حمل اسم علم لانطبق على كثير من البلدان العربية، وما أشار إليه د. غسان أن كلمة وطن وردت مرتين، لكن الشاعر أشعر السامع بوجوده من خلال كامل الخطاب، وكانت كل كلمة من الوزن الثقيل تتجه إلى الوطن، في حين بلغ عدد الكلمات التي تعبر عن الألم والانكسار 30 كلمة، ما يدل على سعة مفردات الشاعر الذي طرز قصيدته بالجمال الذي صور المأساة، وما لفت إليه الحسن البيت الأخير الذي جاء مفتوحاً.
لجنة التحكيم
سلطان العميمي من جهته أيضاً أبدى إعجابه بالقصيدة التي كشفت عن شاعر محمل بالإنسانية والهم، فكتب ما يريد باحتراف، ونطقت القصيدة بالشعر والصور والإنسانية، كما لم يطغَ أحدهما على الآخر.
• تصوير شعري مبتكر
معجب القحطاني كان من بين المتسابقين الذين أشادت اللجنة بنصوصهم، إذ ألقى ليلة أمس قصيدة قال فيها:
لك الثنا يا منزل السبع المثاني بالكتاب ** انت الرجا يا خالقن جنات عدن وحورها
يالله ابوي برحمتك تكفيه من شر العذاب ** اسقه من كفوف النبي شربه يعيش حبورها
وامي يا رب الهمني من كل باب ** الشمعه اللي ما يبدد همي إلا نورها
يا بوظبي لعل يسقيك الحقوق السحاب ** رممت سنبوك التراث در بحورها
وتابع:
نشيت بالصحرا وعشقي للخيول وللركاب ** واروي ظما جهلي من الشيبان وانهل شورها
خطفت حرفين هجائيه وسموه اغتصاب ** قصدي شريف ونية العالم حسب منظورها
وان كانها فعلاً جريمة تستحق الارتكاب ** واللي يخفف ذنبها ظلم الحروف وحورها
فيما ختم بأبيات قال فيها:
ولا أرتجي صب الرعود اللي سحايبها ضباب ** إلا النحل يرجي من الحنظل رحيق زهورها
إلى متى واعذارنا ظنيت بس الظن خاب ** بعض الروابع مهمهيه ما تطير طيورها
إذا عقدت العزم للطرقه تحزم بالارهاب ** وانفض خروجك من حديث النفس عن مقدروها
وقد أبدى د. غسان إعجابه بكم التصوير الشعري المبتكر والجميل الموجود في النص، غير أنه لاحظ وجود نقلات فيه، لكن تلك النقلات كانت غير مبررة، وخصوصاً في الأبيات الأخيرة.
ومثلما لفت النص انتباه د. غسان كذلك لفت انتباه سلطان العميمي الذي أشار إلى تعددت المصادر فيه، بين تاريخ وثقافة وجغرافيا، وكذلك تعدد القضايا التي أراد الشاعر طرحها من خلال أبيات جميلة.
وختم السعيد آراء اللجنة بالقول إن هناك ترابطاً بين الأبيات، وقد أعجبه وفاء الشاعر لوالديه من خلال لفتة إنسانية جميلة ومدخل راقٍ انتقل منه الشاعر للحديث عن المسابقة عبر أبيات تحمل صوراً من البيئة.
• عمر ثاني
مع نايل الظفيري و(عمر ثاني) كان مسك ختام ليل الشعر، ومما ألقاه في الأمسية:
هدوء المدينة سيّر الخاطر المرتاب ** على وين مدري لكن الشوق عنواني
زوايا الأماكن كنها وحشة الغياب ** تسامر ملامح وحدتي وتقهواني
كأن السنين المدلهمة عيون اغراب ** تمد النظر ووجيه الأيام تقراني
ثم أنهى نصه بالأبيات التي قال فيها:
أجوب الدروب المملحه والحياة كتاب ** أنا كنت أجاري كل غيمه ولا امداني
لا جفت غصون الذاكرة وانتهت الاسباب ** كريم السحاب يهلك ويسقي أغصاني
وإذا انك نسيتي كل ذكرى وصل احباب ** عشان اقدر انسى دوّري لي عمر ثاني
سلطان العميمي أثني على القصيدة الرشيقة ذات اللغة السلسة، والتي جاءت خليطاً من تأملات وفلسفة الشاعر الخاصة والحزن ورهافة المشاعر، فبان الاعتناء بكل بيت مع وجود التقاطات رائعة، في حين كان البيت الأخير جميل جداً (إذا انك نسيتي كل ذكرى وصل احباب/ عشان اقدر انسى دوّري لي عمر ثاني).
حمد السعيد أثنى كذلك على النص الذي اتسم بالبوح الراقي والإحساس الجميل، وأثبت شاعرية الظفيري الذي كان حضوره رائعاً في الأداء.
كما أشار د. غسان الحسن إلى التصوير والمقارنات العقلية في النص الذي لم يذهب إلى التصوير الجزئي والمنطقي، إنما إلى التصوير الذاتي، من خلال طرح فلسفة الحزن، وتصوير الذات، ولأن هذا النوع من الشعر نخبوياً ويُقرأ أكثر مما يسمع؛ فقد حاول الشاعر تصويره صوتياً، غير أن هذا التصوير لم يرقَ إلى جمال القصيدة.
• تصويت ونتائج
مع ختام ليلة الشعر أعلن حسين العامري عن الفائزين في حلقة ليلة أمس، وبتصويت جمهور المسرح حصل زكريا الزغاميم على 9%، طلال بن عون 14%، علي القرني 4%، مجلاد الفعم 5%، محسن الحمري 13%، محمد قاسم الحجاجي 18%، معجب القحطاني 30%، نايل الظفيري 7%.
– فيما تأهل محمد قاسم الحجاجي بقرار لجنة التحكيم وبدرجات وصلت إلى 49 درجة من أصل 50، وعلي القرني/ السعودية بدرجات بلغت 46 درجة، فيما حصل زكريا الزغاميم على 45 درجة (رقم 16)، طلال بن عون 42 درجة (رقم 21)، 37 مجلاد الفعم 43 درجة (رقم 21)، محسن الحمري 44 درجة (رقم 38)، معجب القحطاني 44 درجة (رقم 44)، نايل الظفيري 45 درجة ( رقم46)؛ وبالتالي عليهم الانتظار لمعرفة نتائج التصويت عبر الـsms في الحلقة الرابعة التي ستضم من الشعراء الشاذلي المبارك جودات/ السودان، أسامة محمد السردي الزواهي/ الأردن، خالد صالح القحطاني/ السعودية، سعود البلوي/ السعودية، سيف المنصوري/ الإمارات، عبدالله الرشيدي/ السعودية، عبدالله الحيلان/ الكويت، كامل البطحري/ سلطنة عمان.
ويذكر أن هذا الموسم يتكوّن من 5 مراحل، حيث المرحلة الأولى 6 حلقات، وكل حلقة يشارك فيها 8 شعراء، يتأهل منهم في النهاية 28 شاعراً، وهؤلاء يتنافسون على مدى 4 حلقات ليتأهل منهم 12 شاعراً، وفي المرحلة الثالثة 3 حلقات يتأهل منهم 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، وبخروج أحدهم من المسابقة يستمر التنافس بين 5 شعراء في الحلقة النهائية، وبناء على تقييم لجنة التحكيم التي تملك 60% من الدرجات، والجمهور الذي لديه 40% يتم اختيار “شاعر المليون” للموسم السادس.

من almooftah

اترك تعليقاً