عباس سليمان علي

الحرب الكونية على سورية – صراع بين معسكرين
*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*
بقلم عبـّاس سليمان علي
**( كتبتها ونـُشرت ولم يمضِ على الأحداث الآثمة سوى بضعة شهور وها نحن الآن بعد مضيّ أكثر من عامين )**
منذ بداية الأحداث = الدولية ـ الأعرابية = المفتعلة في سورية وهي استمرار لمنهجية شريرة عملت وتعمل عليها قوى البغي والبغاء التلمودي العولمي اتفقت برأيي مع البعض وخالفني كثيرون وهو { إن ما يجري ما هو إلاّ ليِّ ذراع أو – تنكيس عقال – لثني سورية العرب عن صمودها العنيد وثباتها على المواقف التي لا تسمح بأي شكل التفريط بالسيادة أو المفاوضة على الحقوق أو الانحراف عن الأهداف } ولا أعتقد بأنّ من يتمتع بقوى عقلية صالحة ينسى المطالبات المتواترة بتكرار مقيت عبر أشداق إدارة التلمود العولمي وهي تطالب بتقويم السلوك السوري والأكاذيب المتتالية عن دعم سورية للإرهاب في العراق وهو على الحقيقة منتج أمريكي بامتياز كرّسته في أفغانستان وصدّرته إلى العالم ليكون حجـّتها للتـّدخـّل الأرعن في سائر أرجاء الكرة الأرضيـّة كما لا ينسى أحد ما تشدّقت به سفيهة الخارجيّة الأمريكيّة وهي تبشـّر بوليدها الأفسد الجديد الذي نشكر الأقدار على ولادته ميتاً ومشوّهاً ولتذكير من يتعمـّد النسيان أشير إلى أن هذا التبشير حدث وآلاف القنابل والصواريخ تهطل على لبنان الشقيق أثناء عدوان تموز / 2006 / العولميّ التلموديّ ، وفي نفس الوقت كان الأعراب ملوكاً وأمراء وحكام يتشوّقون لسقوط لبنان ( مقاومة وشعباً ) في أيدي الكيان التـّلموديّ الإرهابيّ ولا أريد الغوص أكثر لأكشف ما لا يمكن لأحد طمسه إلاّ طائعاً مختاراً من آلاف الأمثلة التي تؤكـّد أنّ سورية كانت ولا زالت وستبقى عرضة للاستهداف من قوى الشّرّ والإرهاب الأبغض 0
إذن ما نواجهه في سورية العروبة حرباً أمميـّة بين معسكرين ( إذا صحّ التعبير ) ومحورها سورية فالمعسكر الصّديق هو الذي لم يكن يوماً منصهراً أو مسانداً العولميـّة التـّلموديـّة والمعسكر العدوّ تمثـّله قوى البغي والبغاء المنخرطة في مشروع تأسيس امبراطوريـّة العولمة للسّيطرة على اقتصاديـّات العالم ممـّا يؤدي إلى هيمنة تلموديـّة على مصائر الشعوب لاستعبادها 0 نعم وليس عندي أيّ شكّ في هذا فالحرب قائمة وقد اشتدّ وطيسها صحيح أنـّه لا حاملات طائرات ولا أساطيل ولا توماهوك أو كروز أو ما شابه إلاّ أنّ هؤلاء القتلة المأجورون وهم من سورية وغير سورية وبعضهم من جنسيـّات غير عربيـّة ينوبون عن تلك القوى الباغية لتحطيم منعة سورية وهي الحصن الحصين لسائر دول شرق المتوسط وهنا لا غرابة ولا عجب في المواقف الروسيـّة والصّينيـّة والإيرانيـّة ومواقف ما يسمـّى بدول البريكس والمواقف { الخجولة نسبيـّاً } من بعض الدّول الإقليميـّة المتاخمة لسورية وهي ليست لدغدغة الخواطر أو الاستمالة وإنـّما هي نابعة من إدراك عميق بأنّ ما يجري في سورية ستعود نتائجه عليهم شاؤوا أم أبوا 0
ما أريد قوله فصاحة أنّ سقوط سورية كنظام سياسيّ اجتماعيّ اقتصاديّ بما يعنيه من مواجهة ومقاومة هو سقوط لكل تلك القوى الرّافضة الانجراف بأوحال الامبرياليـّة العولميـّة التـّلموديـّة 0
ولكن أريد التوقف قليلاً لأتساءل : ماذا سيجني أولئك الأعراب الذين سلـّموا قيادهم لإدارة الشّر والإرهاب العولميّ التـّلموديّ …!! لا بل عليّ التـّساؤل قبلها : لماذا يلهث هؤلاء الذين ينفـّذون كلَّ ما من شأنه خدمة مصالح الامبرياليـّة وعولمتها …!! والأدلـّة أكثر من أنّ تعدّ وتحصى وهي لم تبدأ فقط بتخلـّي هؤلاء عن دعم قوات الرّدع العربية في لبنان لإيقاف النـّزيف الدمويّ الأخويّ الذي افتعلته إدارة الامبرياليـّين التـّلموديّين هناك تمهيداً لتقسيمه إلى ” كانتونات ” طائفيـّة أو مذهبيـّة أو سياسيـّة واجتماعيـّة ومن ثمّ السـّعي لتوطين الفلسطينيين فيه كوطن بديل لمسح حق العودة وقبل هذا وذاك ( سرطنة ) الخاصرة السّورية لإيلامها وإضعافها وإخراجها من خطّ المواجهة الأوّل وفي هذا ابتلاع لكلِّ الحقوق العربيـّة لا بل زوال العروبة شكلاً وموضوعاً 0
ألم يعتبر أولئك التـّلموديـّون حرب تشرين التحريرية / 1973 / منعطفاً خطيراً يدعوهم إلى عدم تكراره أو الوقوع فيه ثانية مدركين تمام الإدراك أنّ { الحدّ الأدنى من التـّنسيق العربي } حينها أدّى إلى كسر شوكة ذلك الكيان العنصري الذي اعتقد البعض – راغبين أو صاغرين – أنه لا يـُقهر …!! وأتساءل هنا للإشارة والتوضيح : أين أولئك القادة العرب ( من ذوي التـّأثير الكبير ) الذين ساندوا سورية في حربها تلك وكان لهم الباع الأطول في توقيف ضخّ النفط إلى الدول المساندة كيان التلمود العولمي ..!! ألم يستشهد الملك العربيّ الأصيل ” الملك فيصل ” اغتيالاً ..!! 0
ما أريد قوله والتـّأكيد عليه أن الإدارة التلمودية الأمريكية لم تنتظر أمما ولا مجلس أمن لتحتلّ العراق الشقيق وقد أنهكته بحصار جائر بعد اطمئنانها على قواعدها في محميـّاتها الخليجية { من الممالك والإمارات } بكذبة لم تخف إلاّ عن الرّاغبين في حرف الأنظار عنها والعنوان العريض لذلك العدوان نشر الحريـّة والدّيمقراطيـّة وتحرير العراقيين من جور حاكمهم ..!! والنتيجة حاضرة بيـّنة 0 وأتساءل بخبث وسخرية : من الذين أنفقوا بكرم عميم على تلك القوّات ومن أيّ القواعد الأعرابيـّة كان أتى الإمداد والدّعم لها ..!!
يا أيـّها السّادة وليقل عنـّي من أراد بأنـّي واهم أو ضعيف رؤية : إنّ تلك الإدارة وكل من آل إليها وشدّ على أياديها أوهن وأخسأ من التفكير في تدخـّل عسكريّ ولذلك استجلبوا إلى سورية كل أشرار الأرض وكلَّ شذّاذ الآفاق مموّلين من محميـّات النـّاتو الخليجيـّة ومدعومين منها وقد سخـّرت لهم كلَّ أدوات القتل والتخريب 0
نهاية .. هذا قدرنا أن نواجه تلك القوى الباغية لكنـّنا وبكلِّ التـّأكيد منتصرون .. منتصرون .. سننتصر وسنسحق أرباب التـّلمود العولميّ وكلَّ من شدّ على أياديهم وانبطح تحت نعالهم بمعركة ثنائية شقـّها الأوّل مواجهة الخارج على جبهتنا الدّاخليـّة والثـّاني الانتصار على صعيد الإصلاح والتـّحديث خلف قيادة اجتمع كلُّ أشرار الكون لطأطأة رأسها إلاّ أنـّها ستبقى مستمدّة منعتها من شموخ السّوريـّين في سورية الإباء والشّموخ .. فلا خنوع ولا رضوخ *
نشرتها صحيفة اليقظة السّورية
كانون الأول 2011 = عبـّاس سليمان علي =

من almooftah

اترك تعليقاً