اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1693073514256.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	44.7 كيلوبايت 
الهوية:	151953

ما هذا الصباح الحزين!؟
يمرّ للتو جثمان فقيد الكلمة طلال سلمان.
كيف أحبس دموعي وتلك السيارة السوداء الطويلة التي تطلق أبواقها أمام مدخل حارة صحيفة السفير، تحمل فيها صاحب شعار (صوت من لا صوت لهم) إبو مثواه الأخير!؟
في شتاء ٢٠١٣:
لم أصدّق عيناي عندما رأيت طلال سلمان يطلُّ بمهابته ومعه كل تلك الوجوه اللامعة في سماء بيروت في معرض الكتاب شتاء ٢٠١٣ خلال حفل توقيع روايتي نازك خانم!؟ لم أنس قط كم كان وجهه خيرا عليّ، وكما يقول أهلنا في الشام:” الدنيا وجوه وعتاب” حالما انتهى التوقيع اصطحبنا إلى مقهى المعرض، لأجل المصادفة، ضمّت تلك الجلسة أبهى الوجوه التي أطلّت على حياتي وبدأت ساعة سعد رمت بخيرها علّي حتى اليوم.
كنتُ قبلها:
قد وصلتُ بيروت في خريف ٢٠١٢ مثخنة بالحزن والجراح، وأسود الحِداد، على شقيقي ياسر رحمه الله، إنه المصاب الذي نال من كل عائلة سورية الجريحة.
كان القرار يومها إمّا الهجرة إلى صقيع المنافي، أو البقاء تحت شمس المتوسط ولبنان هي الخيار الوحيد والجميل.
باختصار: لم أكن يومها معروفة خارج بلدي، وعملي في الصحافة المحلية لمدة عشر سنوات ظلّ محصورًا بالشام. ما الحل!؟ لا مهنة لدي غير الصحافة! عندما توسّطت لي صديقة كريمة، عند طلال سلمان لأخذ موعد منه لأجل الكتابة لصحيفة السفير، قال: فلتتفضل، قرأتُ لها سلطانات الرمل.
بالفعل أنقذتني يومها روايتي وأخلاق طلال سلمان، وتلك الوجوه النيّرة التي استقبلتني بها بيروت.
رحل اليوم أمير الصحافة ومؤسس جريدة السفير.
لربما اختلفنا معه في موقف سياسي أو ما شابه ذلك،
لكنّ أخلاق طلال سلمان وشجاعته، هي سرّ حضوره:
شجاعة أن يختلف معك.
شجاعة أن يستمع لك.
شجاعة أن يتحمل نتائج مواقفه.
شجاعة أن تكون بشوشًا وحليمًا في وجه من يغضبك.

يوم زرته في مكتبه مع والدي، قلتُ لبابا “هويان”: طلال سلمان بالنسبة لي هو عمّي جاسم رحمه الله، فهم أبي فحوى التشبيه وضحك طلال الذي تسليّه حكايا البدو، ولأني حكيت له كثيرًا عن عمي “العارفة” الذي كان لأربعين سنة قاضي عشائر الشام.
بكيتُ اليوم بحرقة يا أصحاب، فيما يزدحم شارع السفير بسيارات سوداء تُطلقُ أبواقها ويمرّ الجثمان للمرّة الأخيرة أمام مبنى الصحيفة التي تفيضُ بكل تلك الذكريات التي كان يرويها لنا طلال سلمان عن لقاءاته بالرؤساء والسياسيين و انطباعاته عن مشاهير عصره، وكلما زاره أحد مشاهير الفن والأدب، يخبرنا ونجتمع في مكتبه العامر بالمعرفة والتجارب المعاصرة لمرحلة عربية، صاخبة.
#طلال_سلمان
#لينا_هويان_الحسن

من almooftah

اترك تعليقاً