لا يتوفر وصف للصورة.

 
عبد الكريم الناعم


الأديب والإعلامي المتميّز الأستاذ ديب علي حسن تفضّل بنشر المعلومات التالية في ملحق الثورة بتاريخ 29/8/ 2023م
فله مزيد الامتنان والشكر
………………………………………….. ………………………..
شاعر ومختارات … عبد الكريم الناعم
الملحق الثقافي
# صحيفة الثورة في 29 آب , 2023 بتوقيت دمشـــق
الملحق الثقافي :
واحد من أهم الشعراء العرب
موسوعي الثقافة يجمع بين الحداثة والأصالة في كل ما كتبه ويمكن القول ببساطة إنه قمة شعرية متفردة الآن في سورية و له العديد من المجموعات الشعرية والكتب النقدية وكتب ثلاثة أجزاء من مذكراته.
بطاقة
سيرته
ولد عبد الكريم إبراهيم الناعم في قرية حربنفسه من محافظة حماة سنة 1354 هـ/ 1935 م.. تعلم في الكتّاب القراءة والكتابة ثم سكن أهله مدينة حمص في عام 1949..أرسل في الثانية عشرة إلى المدرسة في حمص، وتوقف عن متابعة دراسته لأسباب مالية.. حصل على الشهادة الإعدادية في 1961، ثم الثانوية 1962، وأهلية التعليم.
عمل مدرّسًا في منبج عام 1955، وتدرج في عدة وظائف كما اشتغل في الصحافة والإذاعة.. كان عضواً في جمعية الشعر ضمن اتحاد الكتاب العرب وشغل كأمين سر في فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص لعدة سنوات، شارك في العديد من المهرجانات الأدبية والثقافية داخل وخارج سورية.. كرّمه فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص في 21 تشرين الاول 2017.
، كتب في الزاوية الصحفية، وفي المقالات السياسية والفكرية، وفي الزوايا الاجتماعية، إضافة إلى مقالات أدبية متعددة وخاصة في نقد الشعر، كما كتب في الفلكلور الشعبي، فله اهتمام خاص بما يتعلق بقضايا الفلكلور، وخاصة فلكلور الريف.
من دواوينه الشعرية:
زهرة النار، 1965
من ذاكرة النهر
حصاد الشمس، 1972
الكتابة على جذوع الشجر القاسي، 1974
الرحيل والصوت البدوي، 1975
عينا حبيبتي والاغتراب، 1976
تنويعات على وتر الجرح، 1979
عنود، 1981
دارة، 1982
احتراق عباد الشمس، 1984
أقواس، 1986
من مقام النوى، 1988
أمير الخراب، 1992
من سكر الطين، 1995
عراق 2011
وله في الدراسات الأدبية:
في أقانيم الشعر، 1991
كسوفات، قراءة لعشر مجموعات شعرية لعشرة شعراء مختلفي الانتماءات،1993
1
قيلولة
طائرٌ من حَمامٍ
على غُصُنٍ في الأعالي ينامُ
أَطْلَقَ الجَفْنَ في زُرْقةٍ مُشْتهاةٍ
وَحَبٍّ، وحَفْنةِ شَوْقٍ على بُرْكةٍ مِن هَديلٍ
وماءٍ يُصَفِّقُ في فُسْحةٍ مِن خَضيرٍ
لِيعلو الحَمامُ
* فَرَسٌ يَفْرُدُ الظِّلُّ في حُلْمِها السّهلَ ،
يعدو الصّهيلُ بعيداً
وَتَجري المِهارُ إلى غايةٍ ما تُرامُ
* شَجْرةُ الكستناءِ تُظَلِّلُ طيْفَ الثّمارِ
وتَغْفو قليلاً
فَيُزْهِرُ في ( مَنْقَلِ) الوقتِ بَوْحٌ ضِرامُ
عاشِقٌ يُغلِقُ البابَ حتّى اكْتنازِ الحَواسِ
وَيُلْقي بِمًرْكبةٍ في رِهامٍ من الصّمتِ والنّومِ
شَفَّتْ أقاصيهِ في غيْمةٍ من رَذاذٍ حَنونٍ
يُقلِّبُ أسفارَها
لَهْفةٌ تَفْتحُ الدَّنَّ
يَخرُجُ غيمٌ رقيقٌ
تَجيُْ إليهِ على مَوجةٍ
من عبيرِ الأصابعِ
تَحْمِلُ خُبْزاً وَتَمْراً
وَضِحْكةَ غُصْنٍ
يَقومُ إذا نامَ صوْتُ المُؤَذِّنِ
تَخطو
الزّرابي تُسَبِّحُ باسمِ القناطِرِ تَتْرى
تُميطُ الغِطاءَ
وتَدخُلُ فيهِ
فكيْفَ ينامُ ؟!!
2
لوْحات لها
إنَّ صُبحاً لسْتِ فيهِ
سوفَ يَصْدَأْ
والينابيعَ التي ما لامستْها قَدَماكِ..
سوفَ تَظْمَأْ
والكراكي
حين تَعدو خارجَ اللّوحةِ
كيْ تَصْطَفَّ في الأفْقِ
ظِلالَ الفِتْنةِ الزّرقاءِ
في قُدّوسِ كفّينِ إلهيّيْنِ، ظُهْراً
تَتَفيَّأْ
وبِحارُ الكوْنِ كانتْ
قبْلَ أنْ تَنْغَمسي في مائها الفضيِّ
كانتْ دونَ مرْفَأْ
وأنا أَشْعلَني الوَجْدُ
أَعِلُّ الماءَ كيْ أَصْدى
ولي في الخَمْرِ كَرْمٌ
كلّما أَنْهيْتُ دَوْراً
مثلما يَفْعلُهُ البَدْرُ
إذا اجْتازَ لياليهِ وأَوْفى
من سَرارِ اللّهْفةِ الخَضراءِ
أَبْدَأْ
3
مُلاحَظة
فُجاءَةً
وَكنتُ آفِلاً
لَحَظْتُ أنّها بعْدَ السّلامِ
تُغْلِقُ الكفَّ الوديعَ،
( طائرٌ يَنامُ بينَ رَشْفتينِ
تَفْرُدُ الظِّلالُ حُلْمَهُ
على غُصونِ نَخْلةٍ
يَمُدُّ شُرْفَةً لِنِجْمتيْنِ تُشْرِقانِ بينَ غابتيْنِ،
ما الذي يُعيدُ صَوْغَ نفسِهِ
وَيَرتَدي بَهاءَهُ
يا أيّها النّهرُ الذي تَروغُ هارِباً مِن ضِفّتيْكْ
يا أيّها النّهرُ الذي لا تَعرِفُ المياهُ
كيفَ تَعْبُرُ السّهوبَ والشّذى
إلاّ إذا
أباحَ نفسَهُ كطائرٍ
يجيءُ من غياهِبِ الظّما لَرَشْفتيْكْ )
لاحَظْتُ أنّها تَلُمُّ كَفَّها
– « عَنودُ ما الذي تُخَبِّئينَ»؟
طِفلةٌ عنيدةٌ رقيقةٌ كَبُرْعُمٍ
يُريدُ أنْ يَظَلَّ بُرْعُما
تَراجَعَتْ
وَخَبَّأَتْ
وراءَ ظَهرِها حكايَةً ،
أَبْحرْتُ خَلْفَ ما يقولُهُ غَزالُ ليْلتيْنِ
في سوادِ نَظْرتيْنِ ،
أَطْرَقَتْ ،
– « ماذا عَنودُ» ؟
أَطْلَقَ الحَياءُ كلَّ ما لَديْهِ من طُيورِها
وَتَمْتَمَتْ :
« أخافُ أنْ يَطيرَ مِن يدي
عَبيرُ راحتيْكْ »
4
قبْلَ ثلاث.. بعدَ ثلاث
قَبْلَ ثلاثةِ أقْمارٍ
وَ» عَنودُ» تُؤرِّخُ لَلْخُطُواتِ الجَذْلى بأَهِلَّتِها
دَخَلَتْ في سِرْدابِ اللّحظةِ
كانَ العالمُ أُفْقاً بَدْئيّاً
وَصُداحي المَضْمَرُ حِبْراً يَخْرجُ من وَرَقِ الشّهَواتِ
إلى أطرافِ أصابعِها
فَيُضيئُ الشّجَرُ الواقفُ في ساحتِها
فَتَروغُ لِتُقْبِلَ
تَدْخُلُ في السِّردابِ فَأَجري خَلْفَ بشاشتِها
فَتُنيرُ الضِّحْكةُ أَقْبيَةَ اللّعبةِ صادِحةً
والوَقْتُ سَرارْ
فَأَلوذُ بِآخِرِ رنّاتِ الذّهبِ المُتَكَسِّرِ
يَصْعَدُ أَدْراجَ تَفَتُّحِها
يَسّاقَطُ مِن حَلَقِ الزُّنّارْ
بعدَ ثلاثِ إشاراتٍ
والفَجْرُ يكادُ يُزيحُ ستائرَ نَوْمِ الخَلْقِ
اضْطَرَبَ الوعْلُ الواقفُ في ذِرْوةِ هذا القلبِ
فَمادَ الجَبَلُ الضّافي
اهْتَزَّ العَرْشُ
وضاقَ السَّهْبُ على الخُطُواتْ
بعْدَ ثلاثِ وشاياتٍ
أَعْلَمني الزّاجلُ أنّ « عَنوداً»
كانتْ تَتَأَبَّطُ روحي في الطّرُقاتْ
قَبْلَ ثلاثٍ
دَلَفَتْ من نافذةِ القلبِ
اضْطَرَبَ الوَعْلُ الواقفُ فوقَ الصّخرةِ
قالتْ :» قَبِّلْني»
مَدَّ الوَعْلُ مَراشِفَهُ لَزُلالِ الماءِ على ظَمَأٍ
صَرَخَتْ كالأطفالِ : « تَمَهَّلْ «
خَلَعتْ نعْليْها
قالتْ :» الآنْ «
أُقْسِمُ أنّ « عَنوداً» فَعَلَتْ هذا
لا الشِّعْرُ ولا الأوْهامْ
لا أعرفُ كيفَ ولا أينَ تُفاجئُ
كيفَ تَروحُ وكيفَ تَعودُ ،
« عَنودُ « اللّغْزُ الأكبرُ
وهْيَ مظلّةُ ما أبْقتْهُ الرّحلةُ من أيّامْ
وهْيَ الرّحلةُ
وهْيَ مُحيطُ العالَمِ والخُلْجانْ
وهْيَ المُركَبُ والرُّبّانْ
بعدَ ثلاثٍ … لا أدري ،
وَ» عَنودٌ « لا تدري ماذا سوفَ يكونْ
اللّحْظةُ آنَ الحُبُّ يُفَتِّقٌها:
وَرْدٌ يَعْبُرُ غيْمَ شذاهُ الفاغِمَ ،
خَطْوٌ يَنشُرُ فوقَ سِياجِ العُمرِ المُشْرَعِ
أُغنيةً سكرى
وَجُنونْ
إنْ كانتْ تلكَ صِفاتٌ
أو بعضُ صِفاتٍ
مَنْ منكمْ يَدري ماذا تَفْعَلُ
أو سوفَ يَكونْ
5
وكانا أيّامَ صهيلِ شبابِهما
وَرْداً مِن جَمْرْ
والبَسْمةُ بينهما غَبَشٌ في ( النّجْرْ)
حتى القولُ ضعيفاً كانَ كَخَطْوِهما،
وأنا الأوَلُ
وهو الثاني
قلتُ:» بماذا تُؤنِسُ هذي الوَحْشَةَ»؟
قال وعيْناهُ مَغيبٌ :
« أَنْتَظِرُ القَبْرْ»
وَبِفِكٍّ لَعْثَمَهُ الحَرْفُ اللّيِّنُ
ردَّ عليَّ سؤالي
حَدَّقْتُ قليلاً فيما لاأعرِفُ،
قلتُ
وكنتُ أُقَوِّمُ خَطْوي :
« أحياناً أَنْتَظرُ الشّعْرْ».
العدد 1157 التاريخ:29-8-2023
مشاركة المقال: FacebookTwitterTelegramFacebook Messenger

كل التفاعلات:
٣٩Eyad Albelal، وأميمة إبراهيم إبراهيم
تحية تقدير وحب لشخصكم الكريم وإبداعكم العظيم

من almooftah

اترك تعليقاً