
21 يوليو 2015 ·
لمحة مع ملك
الملك تحوتمس الثاني (عا خبر ن رع)
د/ نزيه سليمان
…….
أن النهايات السعيدة لا تدوم، وما يفيق الوعل إلا وقد نهشته انياب الأسود، فلاتبطش الدنيا الا بربيبها، ولا يعدو الذئب إلا على شاة قاصية، ولا تبيت افكار عجاف في رأس ذي عقل او حكيم.
وعندم تخلو مضاجع الاسود يصبح الفأر سيداً، وترفع اقدار من لاقدر له بينما تداس اقدار الرجال، هكذا الايام جعلت دول كي لاينشغل بها عاقل ولايطمع في عزها رشيد، فما تبقى ابدا على حال ولا يأمن غدرها إلا من ترك امره لله يدبره كيف يشاء فلا يغضب اذا اصابه بها مكروه ولا يفرح اذا اغرته بفرح او سرور.
عندما مات تحوتمس الأول ترك عرشه في حالة من الفوضى، فلم يكن له ولدُُ من زوجته الشرعية (أحمس حنت تاوي)، ويبدو حقاً انه لم يرد أن يذهب الحكم إلى ابنه من زوجه ثانوية تدعى “موت نفرت” وهو (تحوتمس الثاني) بل كان يخطط أن يذهب الحكم مباشرتاً الى ابنته (حتشبسوت)، لما رأى فيها من فطنة ولقرابتها له هي ووالدتها.
لكن دائما تمضي السفن حيث تهوى الرياح ولاتأتي الريح بما تشتهي السفن، فقد انصرم ألآمر الى “تحوتمس الثاني” الذي تزوج من أخته “حتشبسوت” ليصبح جلوسة على العرشا شريعاً ويتم له الامر ويحيذ الطاعة من كافة طوائف الشعب.
كان “تحوتمس الثاني” يتمتع بمظهر انيق وذكاء عالي لكن لم يكن ذكائه بالقدر الذي يمنع زوجته “حتشبسوت” من التسلط والتحكم في امور البلاد وبدأت قوتها تزداد يوما بعد يوم، حتى وصل الأمر إلى زروته بعد وفاته.
من دراسة مومياء الملك “تحوتمس الثاني” يتضح أنه كان مصرفاء في التأنق والتزين بشكل غير معهود من ذي قبل، وأنه مات طاعنا في العمر فقد تساقط شعره ولما يبقى منه إلا شعيرات تم تجعيدها بعد موته لتظهر طبيعية.
وكان الملك “تحوتمس الثاني” على غير العادة فقد ظهرت ملامح بصورة انثوية وقد ابرزها هو باهتمامه بالتزين وتقليم اظافره بصورة انيقة على خلاف زوجته التي ادعت الذكورية وتصورت في صور الرجال.
كان الملك “تحوتمس الثاني” يقرب اليه بعض موظفي قصره على رأسهم “انني” الذي يحكي في سيرته الذاتيه حياته مع الملك وتولي الملك العرش ومدى قربه من الملك حتى انه كان يشاركه في طعامه ومجلسه، بهذه العقليه تعامل “تحوتمس الثاني” مع كبار موظفي الدولة.
اهم حروبه
وبعد تولي الفرعون عرش البلاد حدث امر لم يكن في حسبان الفرعون فقد حدث تمرد في بلاد كوش بعد علمهم بحصول خلاف على تولي العرش، وفكر المتمردون في سرقة قطعان الماشية التابعة للمصرين والتي ترعى قريبا من الحصون العسكرية في النوبة، فأرسل الآمر الى الفرعون وعلم بما حدث فأخرج جيشه ليقمع الثورة، وتركت لنا حملته هذه نصا مفصلا بالقرب من الشلال الأول يحكي لنا تفاصيل الحملة، وما قام به الملك “تحوتمس الثاني”، الذي امر جيوشه بقتل الثوار وانتصر الجيش واسروا الكثير من الثوار من بينهم احد امراء كوش واسرته ثم القي بهم امام الملك وهنا هلل الناس فرحا وتوجهوا بالشكر والثناء للملك والجيش.
لم تكن تلك هي الحملة الوحيدة بل ارسل حملات اخري الى السودان وسوريا.
اتم الفرعون المباني التي تركها ابوه قيد الانشاء، كما شرع في انشاء البوابة الثامنة في الكرنك واقام لنفسه تمثالان امامها، كما اضاف الى معبد تحوتمس الاول في مدينة هابو بعد المباني، كما وجد عمودان يحملان اسمه في “اسنا” كما اقام معبدا في “قمة” بالنوية.
وعن علاقة الملك بزوجته فقد شهدت الكثير من التوتر ولكن يبدو ان الامر تحسن في نهاية حياة الفرعون وزالت الخلافات.
انتقل “تحوتمس الثاني” الى العالم الاخرى وترك مشكلة كبيرة هي الاهم في احداث الدولة الحديثة وهي مشكلة تولي العرش بعد وفاة الفرعون وهو ما سوف نتابعه في الحلقات القادمة.