وفاة السير أنتوني كارو النحات البريطاني الذي تحدى ورفض الأنماط السابقة في النحت

عده النقاد من أعظم النحاتين في هذا الشكل الفني منذ النصف الثاني من القرن العشرين
الأحد – 22 ذو الحجة 1434 هـ – 27 أكتوبر 2013 مـ
 
لندن: «الشرق الأوسط»
، يعتبر من قبل خبراء الفن والنقاد أفضل البريطانيين في هذا الشكل الفني. وكان قد عمل السير أنتوني، الذي توفي قبل يومين عن عمر ناهز 89 سنة، في الخمسينات من القرن الماضي مساعدا للنحات البريطاني الشهير الآخر هنري مور.
سطع نجم السير أنتوني في ستينات القرن الماضي بعد أن استضاف أعماله «وايتتشابل غاليري» الكائن في شرق لندن، الذي كان – وما زال – معروفا باستضافته الأعمال الفنية الراديكالية. ومنذ ذلك الحين، نال شهرة عالمية تسابقت الكثير من المتاحف المرموقة والشهيرة على عرض أعماله وتنظيم معارض استعادية لأعماله. من هذه متحف «الفنون المعاصرة» في نيويورك، ومتحف «أسواق تراجان» في روما، ومتحف «الفنون الحديثة» في طوكيو، وطبعا متحف «التيت مودرن» في لندن.
وصف السير نيكولاس سيروتا، مدير متحف «التيت» السير أنتوني بأنه «كان واحدا من أفضل النحاتين في العالم خلال الـ50 سنة الماضية».
في مقابلة مع صحيفة الـ«إندبندنت» بمناسبة استضافة أعماله في «غاليري غاغوسيان» في لندن، قال السير أنتوني إنه ينوي إنتاج الأعمال الفنية حتى بلوغ عامه المائة، مضيفا: «هذا ما أرغب في عمله. التقدم في العمر مصيبة، لكن هذه متعتي في الحياة. أحب الذهاب إلى مرسمي، وأشعر بالملل عندما أبقى في البيت بعيدا عنه».
خلال مسيرته الفنية حصل على عدد من الجوائز الفنية؛ منها جائزة «غيلدهيل» للنحت عام 2008 التي منحتها له الكلية الملكية للفنون عن عمله «برومينيد». وتعدها الكلية الملكية منحوتة توصف بأنها «فوق العادة».
في 1987، نال الوسام الملكي البريطاني برتبة فارس، وفي عام 2000 نال وسام الاستحقاق البريطاني. كما حاز السير أنتوني عام 1992 جائزة الإمبراطورية اليابانية للنحت.
عمله في الستينات من القرن الماضي عد لغة جديدة في النحت من خلال قطعه الفنية التجريدية النحتية التي قدمها للجمهور من خلال عرضها على الأرض مباشرة دون أن ترتكز على قاعدة تحملها، ولهذا فقد عدت أعماله تحديا جديدا في هذا الشكل الفني، مما أدى إلى نقلة نوعية في مفاهيم النحت الفني في القرن العشرين.
وعودة إلى الستينات ومعرضه في «وايتتشابل غاليري»، عرض السير أنتوني منحوتة «في صباح يوم» (1962) التي كانت مطلية بلون ساطع ووضع العمل مباشرة على الأرض، وفي ذلك كان يحاول محاورة المشاهد بطريقة مباشرة قائمة على مفهوم «من شخص إلى آخر» ومباشرة، وهذا كان شكلا جديدا في عرض المنحوتات الفنية، وشرود راديكالي بعيدا عن المألوف، ويعتقد النقاد أن هذا الشكل الفني عبد الطريق لفنون الأبعاد الثلاثة. وقال السير أنتوني حول ذلك: «نعم، لقد بدأت شيئا جديدا»، قال في يونيو (حزيران) الماضي، مضيفا: «لقد فتح مجالا مختلفة لأشكال فنية جديدة بالنسبة لي بعدما قدمت هذه التجربة الجدية في النحت. ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث في الإمكانيات المختلفة في هذا الشكل الفني الجديد»، مضيفا: «كان هناك قوالب وافتراضات تخص الفنون النحتية، لقد كسرت هذه الأنماط والافتراضات».
السير أنتوني ولد في مقاطعة سري عام 1924 ودرس الهندسة في جامعة كمبردج قبل أن ينتقل إلى مدارس الكلية الملكية للفنون ويبقى فيها حتى عام 1952، وقام بتدريس الفن بين 1953 و1981 في كلية سانت مارتنز الشهيرة في لندن. وفي هذه الكلية التي تعد من أشهر كليات الفن في بريطانيا تأثرت به مجموعة كبيرة من الفنانين الذين اشتهرت أعمالهم فيما بعد، منهم فيليب كينغ وتوني كراغ وغيلبيرت آند جورج.
أعماله المشهورة، التي غير فيها الكثير من الافتراضات الشائعة حول الأعمال النحتية، حول الشكل والمادة المستخدمة والموضوع، يمكن مشاهدتها حاليا في متحف «ميوزيو كوررير» بفينيسيا. متحف «التيت» نظم له معرضا استعاديا عام 2005. وتعاون السير أنتوني مع المهندس المعماري نورمان فوستر في تصميم جسر الألفية على نهر التيمس عام 2000 إلا أن الجسر أغلق مؤقتا بسبب الحركات الاهتزازية و=التي كان سببها وجود مئات الأشخاص على الجسر يوم الافتتاح. وأغلق الجسر، لكن أعيد افتتاحه عام 2002.
السير أنتوني كان متزوجا بالفنانة التشكيلية شيلا غيرلينغ، التي أنجبت له ولدين وثلاثة أحفاد.
وخلال مسيرته الفنية، ظل السير أنتوني قريبا من ومتعاونا مع الكلية الملكية واختير عضوا فيها عام 2004.
وقال عنه الرئيس التنفيذي للكلية تشارلز سوماريز سميث: «السير أنتوني كارو كان واحدا من أعظم النحاتين خلال النصف الثاني من القرن العشرين».

من almooftah

اترك تعليقاً