مشهد من العرض المسرحي «من طمع طبع» (تصوير أشرف العمرة)

مشهد من العرض المسرحي «من طمع طبع» (تصوير أشرف العمرة)

غالية خوجة (دبي)

عرض مهرجان دبي لمسرح الشباب، أول أمس، على منصة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مسرحية «من طمع طبع»، تأليف وإخراج علي الظهوري، وإنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح في الشارقة، تمثيل منى بدور الزوجة والأم، عبدالله الظهوري دور الزوج والأب، جمعة العواني دور أبوسعد، محمد سالم دور الخبيل، محمد إسماعيل دور هزاع، إضافة إلى (9) ممثلين بدور (الجوقة).
وتناقش المسرحية العلاقة بين أفراد الأسرة في هذا الزمن التكنولوجي المادي، وكيف ينصرف رب الأسرة إلى جمع الأموال بجشع، مهملاً أسرته، بدءاً من رعايته للأبناء الذين لا يفكرون بعقلانية ومسؤولية، وصولاً إلى الأم المنصرفة إلى التنبيه والإصلاح وحياتها التراجيدية بين صراخ وبكاء نتيجة الانحراف المؤدي إلى الهاوية أو إلى موت حقيقي أو موت افتراضي ناتج عن سوء استخدام الوسائل والوسائط الإلكترونية.
تبدأ المسرحية بمشهد قتالي طويل نسبياً تعلو فيه أصوات الحرب، ثم تبدأ الأحداث مع ظهور الشخصيات الهائمة كل في عالمها المتفكك، وهذا التفكك انعكس على طريقة تقديم العمل، ليبدو ظاهرياً غير مترابط إلى حدّ ما، لكن من الممكن، للمتلقي أن يحلل ويربط التفاصيل، ليكتشف ما يدور على المنصة، وتأثيرات البيئة الخارجية والداخلية على الشباب، إضافة إلى تأثير غياب الأب عن أسرته، والتي تجسدت في مظاهر متعددة؛ موت الشاب نتيجة التعاطي أو الانضمام إلى جماعات الظلام أو الاستغراق في عالم التكنولوجيا بجانبه المظلم، ومن الممكن للمتلقي أن يجد العديد من وسائل التهلكة، ومسبباتها الكثيرة، إلاّ أن السؤال الأهم هو: ما دور الأبناء تجاه أنفسهم وأسرتهم ومجتمعهم ووطنهم؟ وهل إهمال الأسرة لهم ينفي عنهم المسؤولية؟
أمّا فنياً، فجاءت حركة الممثلين متناسبة مع السينوغرافيا، لاسيما الأضواء والديكور، وأتىالإخراج مازجاً بين المشهدية التلفازية والمسرحية، متحركاً بين الواقعية جداً والإشارية، ولولا بعض الهفوات، (مثل: طول بعض المشاهد كما في المشهد الأول ومشهد الأم التراجيدي ومشهد الموت الذي تتكرر فيه لفظة «حمار»، بالإضافة إلى صوت الإنذار المرتفع الأشبه بإنذار الحريق)، لكان العمل أجمل، خصوصاً أن مشهد الجوقة كان مؤثراً، أمّا الأجمل فكان المشهد الأخير الذي تهطل فيه النقود على الجثة مع انطفاء أنوار العرض.
وعن العمل، قال المخرج محمد العامري لـ«الاتحاد»: مجموعة من الشباب تمتلك المواهب، وبحاجة إلى الدعم من أجل وصولها إلى النضج التام، وأشكر القائمين على المهرجان لأنهم يؤسسون فرقاً مسرحية جديدة. وأضاف: المهرجان مرحلة مهمة من حياتنا، وإتاحة المجال ضروري، والبيئة شريكة في تأسيس الذات والمجتمع والشخصية الفنية الثقافية.
ورأت الممثلة عذاري السويدي العمل جميلاً، وتابعت لـ«الاتحاد»: لكنه بحاجة إلى ترابط أكثر، ونقدر ذلك لأننا بدأنا مثلهم، فهم طاقات شابة بحاجة إلى صقل، وهذا ما يفعله المهرجان.
أمّا الممثل والكاتب عبدالله مسعود، فقال: أحب استمرارية المهرجان؛ لأنه يدعم الشباب، ويجعلهم باحثين عن الأفضل.
وأثناء الندوة التطبيقية، زفّ الفنان عبدالله صالح مباشرة، خبر فوز الفنان مرعي الحليان في مهرجان (الدن) بسلطنة عُمان بـ(3) جوائز ذهبت لمسرحيته «المهرجون».

من almooftah

اترك تعليقاً