ff4321

هل يبتلع البحر شنغهاي وبومباي وهونغ كونغ؟

  • 10 تشرين الثاني 2015

قبل ثلاثة اسابيع من مؤتمر باريس الذي سيشارك فيه مئة رئيس دولة او حكومة، التقى وزراء حوالى ستين بلدًا في العاصمة الفرنسية باريس لتحريك المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق عالمي حول المناخ بينما حذّر تقرير جديد للامم المتحدة من مستوى قياسي جديد للغازات المسبّبة للاحترار في 2014 ، وأعلن آخر عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات التي ستغمر جزئيا مدنا كبرى.

وصرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان اجتماع الوزارء منذ الاحد في باريس لدفع المفاوضات حول المناخ قدما سمح بتحقيق “تقدم” لكن “المهمة تبقى كبيرة” قبل التوصل الى اتفاق تأمل باريس في ابرامه في كانون الاول المقبل. وقال فابيوس “اجتزنا في هذا الاجتماع الذي يسبق (مؤتمر) باريس مرحلة مهمة”. واضاف الرئيس المقبل للمؤتمر الدولي الحادي والعشرين حول المناخ “لكننا نبقى اليوم اكثر من اي وقت مضى على مستوى من التعبئة الكبيرة”. واضاف ان “تقدمًا سجّل بشأن خمس نقاط على الاقل” وخصوصًا بشأن مبدأ المراجعة المنتظمة وزيادة تعهّدات الدول للحدّ من ارتفاع حرارة الارض. ومن النقاط الاخرى التي سجل فيها تقدّم الفصل الذي يتّسم بحساسية كبيرة والمتعلق بتمويل دول الشمال لسياسات المناخ في دول الجنوب. وقالت مسؤولة البيئة في الامم المتحدة كريستيانا فيغيريس “على الرغم من كل التحديات التي تنتظرنا، يؤكد الوزراء من جديد انه من الممكن التوصل الى اتفاق”.
ويأتي هذا الاجتماع الذي يسبق مؤتمر المناخ بينما حذّر تقرير للمنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة من ان كثافة الغازات المسبّبة للدفيئة سجلت رقما قياسيا جديدا في 2014. واشار التقرير الذي لا يقيس كميات انبعاثات الغازات بل مدى كثافتها في الجو، ان ثاني اوكسيد الكربون ارتفع الى 397,9 جزيئة بالمليون في الجو العام الماضي. وقال ميشال جارو المدير العام للمنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة، في جنيف الاثنين “كل سنة نتحدث عن رقم قياسي جديد في الغازات المسببة للدفيئة” مضيفا “كل سنة نقول انه لم يعد هناك مزيد من الوقت، وعلينا ان نتحرك الآن لخفض انبعاثات الغازات، وللاحتفاظ بفرصة لاحتواء ارتفاع حرارة الارض وإبقائها بمستوى معقول”. وأكد جارو “لا يمكننا ان نرى غاز ثاني اكسيد الكربون. انه تهديد غير مرئي لكنه واقعي جدا”. واضاف “انه يعني درجات حرارة اعلى بشكل عام ومزيدًا من الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحرّ والفيضانات وذوبان الجليد وارتفاع مستوى المحيطات وحموضتها”. وصدرت تصريحات جارو غداة تأكيد باحثين اميركيين ان مدنا كبرى مثل شنغهاي وبومباي وهونغ كونغ مهدّدة بسبب الخلل المناخي بالزوال جزئيا على الامد الطويل بعد ان تغمرها المياه، اذا لم يتوصل العالم الى الحدّ بدرجتين ارتفاع حرارة الارض. وعند ارتفاع الحرارة اكثر من درجتين، سيواصل مستوى مياه البحر الارتفاع فتتغطى اراض يقطنها اليوم 280 مليون شخص، حسب الدراسة التي نشرها مركز الابحاث كلايمت سنترال. واذا ارتفعت اكثر من اربع درجات فستشمل الظاهرة عندها اكثر من 600 مليون شخص.
وخلال دورتهم الاخيرة من المفاوضات السابقة لمؤتمر المناخ في باريس، وافق مفاوضو الامم المتحدة في تشرين الاول على نص من 55 صفحة يتضمن العديد من الخيارات المتناقضة في بعض الاحيان.
وامام الوزراء عمل كبير للتفاهم على المساعدة المالية من دول الشمال الى بلدان الجنوب من اجل تمويل سياساتها المناخية، والاهداف على الامد الطويل وتقاسم المجهود ضد ارتفاع حرارة الارض بين الدول الصناعية والناشئة والفقيرة وزيادة التعهدات التي قطعتها الدول لخفض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة.
ويفترض ان يسمح الاتفاق الذي يؤمل في التوصل اليه في مؤتمر باريس بابقاء ارتفاع حرارة الارض ضمن درجتين بالمقارنة مع الوضع قبل الثورة الصناعية. وبعد هذا السقف يتوقع العلماء انعكاسات خطيرة على الانظمة البيئية والاقتصادات مثل فيضانات متكررة وموجات جفاف.
وذكر تقرير للامم المتحدة الجمعة بضرورة تكثيف الجهود. فالتعهدات التي قطعتها 146 دولة في الاول من تشرين الاول لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحترار ستؤدي على الارجح الى ارتفاع في درجات الحرارة تتراوح بين ثلاث و3,5 درجات بحلول 2100، اي انها بعيدة عن هدف الدرجتين مئويتين.
كذلك دقّ البنك الدولي جرس الانذار محذرًا من ان العالم سيضم مئة مليون شخص اضافي يعيشون في الفقر المدقع بحلول 2030 اذا لم يجرِ ايّ تحرّك للحد من تأثير ارتفاع حرارة الارض، كما ورد في تقرير نشرته هذه الهيئة المالية الدولية الاحد. والدول الرئيسية المسبّبة لانبعاث الغازات المسببة للدفيئة ممثلة في باريس الى جانب عدد كبير من الدول الافريقية والجزر الصغيرة من ضحايا اضطرابات المناخ.

 

من almooftah

اترك تعليقاً