سبيطلة “سفيطلة تستعيدنا من التاريخ وتعلمنا كيف نفتح ذخيرة الماضي على كتب العابرين من الأسطورة، مفسرين طقوس الخلود، تلك هي الغاية الجمالية للفكرة الإبداعية التي رسمتها الأستاذة ضحى بوترعة رئيسة جمعية “سنا سفيطلة للتنمية الاجتماعية والثقافية” تونس، التي نظمت الأيام الرومانية بسبيطلة في دورتها التأسيسية الأولى وذلك من 1 إلى 3 ديسمبر بمدينة سبيطلة من ولاية القصرين بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة السياحة والصناعات التقليدية التونسية وبمساهمة الهياكل الجهوية والمحلية بالجهة نذكر دار الثقافة بالعيون وفرع القصرين لاتحاد الكتاب التونسيين وبعض الجمعيات الثقافية مثل جمعية أحلام الطفولة بسبيطلة  مركز تونس للإعلام السياحي، جمعية مهرجان العبادلة الدولي، النيابة المحلية لفرع الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بصفاقس، بحضور دولي من الجزائر الناقد والشاعر الدكتور أحمد صانع، الصحفي مالك شرماط  من المغرب الفنان التشكيلي والشاعر محمد منير من الأردن الأستاذ جمال الشوبكي والرسام والشاعر عبد السلام عياصرة الشاعرة ازدهار الطيار الموسيقي والمطرب لؤي صبحي وريدات والدكتورة داليا حسين عازفة عود ومختصة في الموسيقى العربية في الجامعة الأردنية، من فلسطين الشاعر فتحي غياضة من لبنان متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية للفنون التشكيلية.

وفي لقاء مع رئيسة الجمعية ومنظمة الأيام الأستاذة ضحى بوترعة أكدت أن هذا المهرجان يفتح صفحات من تاريخ الجهة ويسلط الضوء على ما فيها من معالم هامة إذ حملت الأيام أهداف مهمة من أبرزها تنشيط السياحة وتوجيه المستثمرين في هذا القطاع للمنطقة تشريك الشباب وأبناء الجهة في هذا المشروع وتعريفهم على تاريخ منطقتهم وتأهيلهم للتعبير بفخر واعتزاز عنه وتوجيههم بمختلف الأساليب الفنية وتشريك مثقفي تونس والعالم في هذا الفعل وخلق فرص التواصل والاطلاع التي تتجاوز مركز العاصمة لتصل إلى المدن الداخلية، فتنشيط السياحة بولاية القصرين يساهم في خلق فرص شغل وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية بالسياحة والشؤون الثقافية كما يعمل على فتح أسواق جديدة للجذب السياحي وتوفير كافة وسائل الدعاية للسياحة الثقافية والتاريخية والاستكشافية لاستقطاب الشركات السياحية العالمية ونشر الوعي الذي يدمج الثقافة مع التاريخ لدى المواطنين بمشاركة كل التجمعات الطلابية والشبابية من جامعات ومعاهد ونوادي والمؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وتوعية الشباب والطلاب التوعية السليمة مع تشريك المجتمع المحلي في تنشيط الأماكن السياحية والأثرية وإدماجه وتدريبه للعمل في المشاريع السياحية للنهوض بولاية القصرين عامة وبمنطقة سبيطلة خصوصا.

وقد أكدت أيضا السيدة ضحى بوترعة أن الحضارة هي الإنسانية في نظامها المتكامل الذي يخلق من مسافات التاريخ تعايشا حقيقيا يتجسد في معنى الخلود فالفنون والعلوم هي الأثر الذي يبقى ويخلد الحضور الإنساني وهي الركيزة التي حملتها الإنسانية وحمّلتها التطور ففي هذه الأيام أردنا جمع الفنون معا لنعيش التاريخ ونزرع محبة الوطن بكل لحظاته وتفاصيله.

وقد افتتحت الأيام بعرض فرجوي قدم لوحة كورغرافية حاكت تراث الجهة وملحمة من ملاحم التاريخ جسّدت تونس وصراع الحضارات المتعاقبة حتى الاحتلال الفرنسي والمقاومة والتحرر في محاورات شعرية وغنائية فنية راقصة، سبقها معرض فني تاريخي جسد الحياة الرومانية القديمة من خلال ورشات ابتكارية للأدوات والأسلحة ومجسمات العمارة القديمة في عروض فرجوية.

كما جمع البرنامج الفن التشكيلي المسرح والتعبير الجسماني مع الشعر والادب الذي عكس أهمية الفنون في الحضارات القديمة ودورها في بلورة الأسلوب التعبيري المعاصر.

كما تضمن البرنامج مجموعة من العروض الفنيّة والحرفيّة والتنشيطية حيث قدّم عرض ملحمي مسرحي بمعابد الكابيتول الأثرية للفنان محمد الهادي محمودي ومهران حمدي، عرض ملحميّ للجند الروماني ولبعض العادات الرومانيّة وعرض للفرسان يجسّم تاريخية الفروسية في العهد الروماني القديم فعرض لسوق العبيد حتى تاريخ الفتح الإسلامي.

كما تم بدار الثقافة العيون تنظيم معارض فنيّة وتراثيّة ومعارض حرفيّة للصناعات التقليديّة والأكلات الشعبيّة وورشات في صناعة التحف الفنيّة من الجبس والفسيفساء والحدادة والفنون التشكيليّة من تأثيث كل من الفنان الأردني عادل قويدر والفنان التونسيّ طارق البوغديري والفنانة التشكيلية التونسية ليلى بن رحومة.

وشارك الفنانون التشكيليون محمد قربع، محمد بن جماعة، عايدة الكشو، عبد الحفيظ التليلي، عادل ببو، سندرة السيالة، حمادي السيالة في صناعة التحف الفنية و زهير الحاج قاسم في صناعة التحف من الخشب والحديد وصناعة الأقفاص وآسيا بوزيد في صناعة المفروشات والأزياء التقليدية مع عرض للحلي مستوحى من الحلي الروماني للحرفية والفنانة التشكيلية ليلى بن رحومة في تقديم  ورشات فنية للأطفال  ومعرض جماعي للفنون التشكيلية في لوحات وفنون وحرف نفذت بعدة تقنيات وتناولت مواضيع مختلفة التاريخ، الحرف العربي، الطبيعة، حيث تشابكت معها الألوان في تلاحم حاكى الأجواء التاريخية الرومانية ضم عدة قطع في تشكيل متنوع باستعمال عدة مواد، شاركهم في العرض مجموعة من النساء الريفيات بسبيطلة اللاتي يشتغلن بصناعة الحلفاء في عرض لأواني في أشكال متعددة بكل الألوان.

كما قدم مركز تونس للإعلام السياحي محاضرات ومبادرات عن السياحة الثقافية المستدامة رفقتها جلسة حوارية عن واقع ومستقبل السياحة البديلة والمستدامة في سبيطلة خاصة وفي ولاية القصرين عموما.

 

من almooftah

اترك تعليقاً