“إيزيس” و”حابي” و”أبو الهول” في معرض “كنوز مصر الغارقة” في باريس

تشهد العاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة ( 8من ديسمبر)، افتتاح معرض “كنوز مصر الغارقة”، والذي يقام بمتحف القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية. يضم المعرض نحو 489قطعة أثرية انتشلت من مياه البحر المتوسط بالإسكندرية على مدى 10سنوات وتنتمي إلى عصور تاريخية مختلفة من الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية. تشارك مكتبة الإسكندرية في هذا المعرض من خلال 31قطعة أثرية نادرة من مقتنيات متحف الآثار التابع للمكتبة، كما يمثل المكتبة جناح خاص يضم أربع شاشات عرض تقدم لزوار المعرض شرحاً تفاعلياً ثلاثي الأبعاد عن مكتبة الإسكندرية القديمة، ورحلة إحياء وبناء المكتبة الجديدة، ورسالتها الثقافية والعلمية في العالم، بالإضافة إلى شرح لمشروع “وصف مصر” باعتباره من أكبر وأثمن المشروعات الرقمية لمكتبة الإسكندرية، حيث انتقلت النسخة الأصلية من مجلدات وصف مصر لتعرض في جناح المكتبة بالمعرض جنباً إلى جنب مع ما يعرض عن المشروع الرقمي في شاشات العرض، كما تعرض مكتبة الإسكندرية من خلال تلك الشاشات مجموعة الوثائق الكاملة الخاصة بقناة السويس، والتي تعد جزءًا من مشروع رقمي آخر، وقد كانت مكتبة الإسكندرية قد تسلمت آخر جزء من تلك الوثائق من جمعية أصدقاء قناة السويس في خلال الشهر الماضي. تشارك في فعاليات الافتتاح منى سري مديرة متحف الآثار التابع لمكتبة الإسكندرية، نيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة.

من بين ما يشهده المعرض: أضخم ثلاثة تماثيل تم انتشالها من مياه البحر، اثنان منها لملك وملكة من العصر البطليموسي، والثالث لرمز النيل حابي، ويبلغ ارتفاع كل منها ستة أمتار ووزن كل منها ستة أطنان. كما ستعرض تماثيل أقل ارتفاعاً، مثل تمثال إيزيس، وتشمل المعروضات أيضاً تمثالا لأبي الهول ولوحة هيراكليوم، التي عثر عليها بين آثار مدينة هيراكليوم الغارقة تحت مياه خليج أبو قير قرب مدينة الإسكندرية، وتحمل نقوشا هيروغليفية ويونانية حول الضرائب المفروضة على التجار والمواطنين. ويضم المعرض أيضاً مجموعة تماثيل لأبي الهول ورؤوس الملوك والملكات، إضافة إلى مجموعة الحلي والأواني البرونزية، وجزء من ناووس لمعبد هرقل، وتمثال إيزيس من البازلت الأسود.

وتمتلئ شواطئ الإسكندرية؛ وبخاصة في منطقة خليج أبي قير ومنطقة الميناء الشرقية؛ بكنوز من الآثار الغارقة نتيجة تعرض الإسكندرية للعديد من الزلازل الشديدة التي ألقت بكثير من مباني وقصور وقلاع الإسكندرية في مياه البحر، ومن أشهر هذه المباني التي أطاحت بها الزلازل منارة الإسكندرية القديمة إحدى عجائب الدنيا السبع، وترجع الأهمية الفائقة للآثار الغارقة إلى الميناء الهائل الغارق الموجود أسفل صخرة جزيرة فاروس والجنوب الغربي منها، ويضاف إلى ذلك أن مستوى البحر قد ارتفع مترين منذ العصر الروماني. وقد بدأت رحلة البحث عن الآثار الغارقة في مصر عام 1933، وبدأت عمليات التعرف على الآثار الغارقة وانتشالها في منطقة خليج أبي قير. وفي عام 1961بدأ التعرف على آثار الإسكندرية الغارقة بمنطقة الحي الملكي، عندما اكتشف الأثري الراحل والغواص المعروف كامل أبو السعادات كتلاً أثرية غارقة في أعماق البحر بمنطقة الميناء الشرقي، أمام كل من لسان السلسلة وقلعة قايتباي.