“عبد الغني العطري”.. فتح الأبواب المبتكرة

 

إسماعيل النجم

الأحد 27 تموز 2014

البرامكة

 

واحد من أعلام الصحافة والأدب، وصاحب أول مجلتين نشرتا لأسماء أدبية لمعت فيما بعد، نهل من مختلف ألوان الأدب العالمية، ووثق لمئات العباقرة السوريين، وله عشرات المؤلفات في مجالات الأدب والفكر والفن.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 17 تموز 2014، أستاذ اللغة العربية “محمد الحمود” الذي تحدث عن الأديب “عبد الغني العطري”، ويقول: «هو واحد من هؤلاء الكبار الذين تركوا بصماتهم واضحة على صفحات الأدب، برع في الجمع والتوثيق، أخذت الصحافة جلّ وقته وشغلته عن إبداعاته الأدبية، واستطاع أن يغني المكتبة العربية بالكثير من الإبداعات التي تطرقت إلى الحديث عن الحياة الاجتماعية والسياسية في “دمشق”، كما سلط الضوء على الصروح الدمشقية العظيمة، واستطاع أن يغرف من التراث في كتابه “بخلاء معاصرون” من خلال حكايات مباشرة وحقيقية».

أما الباحث “أحمد عبد الغني” فيقول: «هو “محمد بن عبد الغني العطري”، أبوه من تجار الشام ووجهائها، درس في الكلية العلمية الوطنية من بداية الدراسة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الثانوية، وظهر تفوقه في مادتي الأدب العربي والأدب الفرنسي، وبدأ نشر المقالات والقصص المؤلفة والمترجمة في مجلة “الرسالة” المصرية، و”المكشوف” اللبنانية، وغيرهما من المجلات

تكبير الصورة
عبقريات شامية من مؤلفات الأديب

الكبرى في سن مبكرة، وهو لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية، وكان مولعاً بالصحافة وتتبع الصحف اليومية باهتمام وشغف، وأَولى المجلات الفرنسية عنايته لإعجابه بموضوعاتها وأبوابها المبتكرة، فحمل سجلاً حافلاً بالعطاء الصحفي والأدبي والتأليف، وساهم في نشر نتاجات أهم المبدعين في الحياة الثقافية من خلال توثيقه لأعمالهم».

ويتابع: «استأجر امتياز جريدة “الصباح” الأدبية المتوقفة، وأعاد إصدارها من جديد، وصدر العدد الأَول منها بتاريخ 6 تشرين الأول 1941م، وفيه قصص وقصائد ومقالات لعدد كبير من أعلام الأدب حينئذٍ، من “مصر” و”لبنان” و”سورية”، وعلى صفحاتها ظهرت الكتابات الأولى لعدد كبير من الأدباء الذين صاروا فيما بعد أعلاماً ومشاهير منهم: “نزار قباني”، و”عبد السلام العجيلي”، و”بديع حقي”، و”سهيل إدريس”، و”سعد صائب”، و”عدنان مردم بك”، و”خليل مردم بك”، و”محمد البزم”، و”شفيق جبري”، و”أحمد الصافي النجفي”، و”زكي المحاسني”، و”فؤاد الشايب”، و”محمد الفراتي”. وكانت “الصباح” تحرص على مستوى عال ورفيع للنشر فسجلت نجاحاً

تكبير الصورة
مجموعة كتب للأديب عبد الغني العطري

كبيراً متميزاً، كما اشترى امتياز جريدة يومية، وحولها إلى مجلة أسبوعية جامعة سماها “الدنيا”، صدر أَول أعدادها بتاريخ 17 من آذار 1945م، وكانت وثبة في عالم الصحافة السورية، أدخل الطباعة الملونة في الغلاف والصفحات الداخلية، وجدّد في إخراج المادة، واقتبس أبواباً من المجلات الفرنسية لم تكن معروفة في الصحافة العربية، وسجلت “الدنيا” نجاحاً كبيراً، وتخرج في مدرستها أجيال من الكتاب والصحفيين».

ويضيف: «في عام 1963م سافر إلى مدينة “جدة” في “السعودية”؛ استجابة لعرض سخي للعمل في وزارة الإعلام، كرئيس لتحرير مجلة “الإذاعة” ومراقب للمطبوعات الفرنسية، وقام بنشر عشرات المقالات الأدبية والفكرية في الصحف السعودية، إضافةً إلى تحرير صفحة كاملة يومياً في جريدة “الندوة”، ولكن لم يناسبه طقس “جدة” شديد الرطوبة، فاضطر للعودة إلى مدرج صباه ومهوى فؤاده “دمشق” بعد سنتين من الاغتراب عنها».

من نتاجه الأدبي الكتب التالية: “أدبنا الضاحك”، و”قلب ونار”، وهو مجموعة قصصية مؤلفة ومترجمة قدم لها الروائي المصري الكبير “محمود تيمور”، و”دفاع عن الضحك”، و”اعترافات شامي عتيق”؛ وهو كتاب عن سيرته الذاتية، و”همسات قلب”، و”بخلاء معاصرون”، و”سعادة والحزب القومي”.

يذكر أن الكاتب والأديب “عبد الغني العطري” ولد في “دمشق” عام 1919، وتوفي هناك عام 2003 بعد أن صدمته سيارة مسرعة وهو في طريقه إلى منزله.

 

من almooftah

اترك تعليقاً