جسّد في أعماله 17 شخصية شكسبيرية

الممثل البريطاني المميز روبرت ليندسي الحائز على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، فتح الباب على مصراعيه أمام جمهور مهرجان طيران الأمارات للآداب خلال أمسية خصصت له أول من امس، لدخول حياته ومناقشة أدق تفاصيل أعماله وكتابه «دعه يرحل» الذي تضمن قراءة مستفيضة لمعايشته الحياتية وتجربته المهنية إيمانا منه بأن الممثل المحترف يتقمص شخوص الحكاية ويحتجب خلف ظلالها، ولكن تبقى كتابته الذاتية أصدق ما يقول.

ابن المحارب

روبرت ليندسي الذي يحمل في رصيد أعماله المسرحية 17 شخصية شكسبيرية ولد في إلكيستون، ديربيشاير، كان شديد التأثر بقيم الانضباط والدقة، فقد ترعرع في كنف والده الراحل والمحارب القديم في سلاح البحرية البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية، ووالدته توفيت على اثر أزمة قلبية.

فأصيب بعدها بالاكتئاب الشديد، وساهمت كتابته لمذكراته التي نشرت عام 2009 م بعنوان «دعه يرحل» في شفائه وعودته لاستكمال مشواره الممتد لأكثر من ثلاثة عقود لم تتضمنها من توثيق لذكرياته العائلية والفنية لتبقى بمثابة مرجع لا ينسى.

عاشق شكسبير

وحول أدائه البارع لأدوار متعددة في مسرحيات شكسبير التي يعاد تقديمها من قبل حشد كبير من الممثلين داخل المملكة المتحدة وخارجها ومن ضمنها دوره في مسرحية «ريتشارد الثالث»، مع فرقة شكسبير «وست إند» اللندنية يقول ليندسي: ببساطة انا عاشق لشكسبير ومتذوق منحاز لتفاصيل أعماله التي لا تكتفي لندن من عروضها التي يتواصل إنتاجها بأشكال إبداعية جديدة على الدوام.

وتصاميم عصرية، من الناحية الفنية إلى جانب خلق برنامج (ريبيرتوار) حافل بالأدب الكلاسيكي الرفيع، قوامه مسرحيات شكسبير في إخراج حديث يتسم بالبساطة والصدق في الأداء تناسب شخصيات شكسبير العميقة وعوالمه الثرية، والمتمسكة بالتقاليد الاليزابيثية الأصلية.

شخصية «أوناسيس»

وفيما يتعلق بأدائه لشخصية «الملياردير أرسطو أوناسيس» مازح ليندسي الجمهور قبل الإجابة عن هذا السؤال قائلاً: كنت في أحد الأيام منشغلاً في تصوير عمل تلفزيوني في الأستوديو عندما حضرت جلالة الملكة اليزابيث الثانية بصحبة دوق ادنبرة، وقالت لي: روبرت ما هو مشروعك القادم بعد هذا العمل؟ قلت لها: سأقوم بدور أوناسيس على خشبة المسرح. قالت: اوه روبرت.. هل عليك أن تفعل هذا؟

وأضاف ضاحكا لقد استمتعت حقا بلعب دور اوناسيس، هذا الرجل الذي اثيرت حوله الإشاعات والأقاويل والذي ما يزال اسمه يجمد الدم في عروق الناس الذين عرفوه وتعاملوا معه، لعل من اكبر فضائل هذه المسرحية أنها أعادتني إلى خشبة المسرح بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عاما انشغلت خلالها بالسينما.

واعتقد انني كنت مجبرا خلال أداء شخصية «اوناسيس» ان اتقمص بشدة كافة انفعالاته وصوته، بورتريه كامل عن شخصية اوناسيس الصعبة وبعيدة المنال لتغطية الغياب الكبير في الأحداث الدرامية في هذه المسرحية التي تعتمد على الحوار، وقد منحه هذا العمل الفرصة لتقديم أداء فائق الرؤية وهذا بعض من مهاراتي التي دفعت بعض النقاد إلى الادعاء انني من احيا هذه المسرحية نصف الميتة وحملها على كتفيه لوحده وانه قد تفوق على النص وعلى المسرحية كلها.

بطاقة

تخرج روبرت ليندسي من الأكاديمية الملكية للفنون الدراما في عام 1973 وعمل أستاذاً في قسم الدراما . اشتهر بدور «وولفي» في المواطن سميث، حقق ليندسي نجاحاً كبيراً على خشبة المسرح مع فرقة شكسبير الملكية ، له عدد كبير من الأعمال المسرحية، مثل أعمال شكسبير وأعمال بيكيت، وإدموند روستان وغيرهم.

من almooftah

اترك تعليقاً