كهذا هو الوجه المشرق لسوريا…

ذكر الكثير عن ابولودور الدمشقي السوري والذي كان مهندس الامبراطور تراجان والذي قام بعدة اعمال منها عمود تراجان المشهور وبناء الجسر على نهر الدانوب هو واحدا من مئات السوريين العظام الذين قاموا ببناء المدن السورية العظيمة كتدمر وافاميا وانطاكية وبصرى وسيرجيوبوليس (الرصافة) وغيرها الكثير. وبحسب تاريخ جامعة كامبريدج ان سوريا كانت متقدمة على روما في فن العمارة وما الشوارع المستقيمة المعمدة اي وجود الاعمدة على طرفي الشارع(الشارع المستقيم في دمشق والذي جاء ذكره في الانجيل) ومن وراء الاعمدة الدكاكين كما في تدمر وافاميا وكان اسم صاحب المحل مذكور على الواجهة الا واحد من مئات الشوارع هو فكرة سورية بحتة وهي امتداد لفكرة السوق الشعبي( سوق الاحد او الجمعة) حيث في الغرب وجدت الساحة العامة المغلقة اي (الآغورا)كما ان فكرة الشارعين الرئيسيين في تخطيط المدن الرومانية ( الكاردو والديكيومانوس) الا فكرة سورية وجدت قبلها بالمدن السورية القديمة كإيبلا التي كان فيها شارعين رئيسيين وفي نهاية الشارع باب سمي كل منهم باسم احد الآلهة وكان مركز هذين الشارعين الفعاليات الملكية.كما ان فكرة بناء المعابد اليونانية والرومانية ماهي الا فكرة معمارية سورية بحتة وجدت قبل معابدهم بما لا يقل عن الف سنة اي فكرة المدخل والغرفة المقدسة ( cella)وجدت في ايبلا كما وجدت في اوغاريت ومعبد عين دارة ما زال شاهدا اما فكرة وجود الحمامات في القصور فقد وجدت قبل الحمامات الرومانية بالف وخمسمائة سنة على الاقل وجدت في ماري حمام تابع لغرفة الملكة شيبتو زوجة زمري ليم.
وبحسب باتلر رئيس بعثة جامعة برينس تاون إلى سوريا لدراسة المدن المنسبة ان التطور العمراني في سوريا لو استمر بالتطور كما هو الحال قبل القرن السابع لكنا شاهدنا الكاتدرائيات العظمى التي بنيت في الغرب في القرون الوسطى كنا شاهدناها في سوريا قبلها بما لا يقل عن اربعمائة سنة والشواهد كثيرة على سبيل المثال لا الحصر كنيسة القديس سمعان كاتدرائية بصرى قلب لوزة وما البرجين الذين يزينا مدخل الكاتدرائيات في اوروبا الا نقلا عن برجي كنيسة قلب لوزة التي بنيت في القرن الخامس. وشواهد زملاء ابولودور كثيرة كالذي وقع باسمه على بناء العديد من الابنية الكنيسة وهو ماركيانوس كيروس .
وما اضافة القبة الى الكنائس الا فكرة سورية ايضا ( كاتدرائية بصرى) قبل آيا صوفيا التي بنيت بايام جوستنيان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“أبولودور الدمشقي”.. أعظم معمار في التاريخ القديم

 شيار خليل

قيل إن العمارة هي بمثابة الشعر في البناء ، و”أبولودور الدمشقي” شاعر في العمارة ونسّاج في العمران وبنّاء للسلم والحرب، ذلك وفق الكتابات والدراسات العديدة التي تؤكد أن أصل المعمار العالمي “ابولودور” “دمشقي”.

تكبير الصورة

موقع “eSyria” وللبحث في شخصية هذا المعمار العالمي، رصد لكم مجموعة من الآراء حول حياته وإنجازاته.

هنا يقول الدكتور “عدنان البني” في كتابه الخاص عن “أبولودور الدمشقي”: «إن اسم “أبولودور” في اليونانية يعني عطاء “أبولو” أو هبة “أبولو”، والرب اليوناني “أبولو” دخل بلاد الشام مع “الإسكندر”، ووحد مع الرب “نبو” الذي كان أكثر الأرباب شعبية في بلادنا منذ أيام الكلدانيين، ولم يكن السوريون فيما نعرف يرون “أبولو” إلا من خلال الرب “نبو” الفائق الشعبية، حتى إن صفاتهما أخذت تتمازج، وهذا الأمر واضح مثلاً في الفن التدمري وأسماء الأعلام التدمرية، إن أسماء مثل “نبوزبد” أو “زبدنبو” أو “برنبو” يقابلها في النصوص اليونانية في “تدمر” أحياناً اسم “أبولودوروس” أو “أبولونيوس” وغير ذلك، وقد يقابل اسم وهب اللات اسم “اثينودوروس” على اعتبار أن الربة “أثينا” موحّدة مع الربة “اللات”، وانطلاقاً من هذه المطابقة أرى أن من المحتمل جداً أن يكون لأبولودور الدمشقي اسم محلي باللهجة العربية أو الآرامية، وقد يكون “أبولودور” اتخذ له أهله اسماً على السُنة المتبعة في أوساط النخبة التي كانت متأثرة بالثقافة اليونانية في أمهات المدن الشامية، ولدينا أمثلة على ذلك لدى الأنباط والتدمريين».

عن ولادته وصفاته يقول الدكتور “البني”: «في “دمشق” وُلِد “أبولودور”، وعاش تحت سمائها وتنشق عبيرها وغب ماءها وتغذى بخيراتها، وُلِد “أبولودور” في “دمشق” حوالي 60م ومات منفياً حوالي 125م في قمة نضوج عبقريته وكمال شخصيته، ورغم عدم انتمائه للطبقة الأرستوقراطية فقد فرض الاحترام لنفسه والتقدير لمواهبه على المجمتع الروماني، وعاش في أعلى مستوى الحكم مديناً للامبراطور “ترايانوس” “تراجان” وبلغ منصب وزير الانشغال العامة في لغة اليوم، كان جسوراً في عمله يتصدى لأصعب المعضلات التقنية والفنية، كما كان جسوراً في حياته أيضاً يوقف ولي العهد المتنبي “هدريانوس” عند حده ويسخر منه ولا يتردد في نقده وهو في سدة الامبراطورية الأمر الذي كلفه حياته».

أما عن صفاته البدنية وبنيته القوية يقول: «من تمثاله النصفي الموجود حالياً في متحف “ميونيخ” وكذلك من المشهد الذي يمثله مع “ترايانوس” “تراجان” على العمود الذي أنشأه له يتضح أنه

تكبير الصورة
معمار روما

كان متين البنية، قوي الشكيمة، متوازن الشخصية، نبيل القسمات وجميل الرجولة، وفيه مهابة ووجهه يضم سمات شرقية لا شك فيها، وعلى الرغم من بعض المعلومات المتناثرة هنا وهناك عن حياته العملية أو الرسمية فإننا نجهل الكثير الكثير عن حياته الشخصية».

هنا وفي هذا المجال يقول “مورتمرويلر”: «إن “أبولودور الدمشقي” الذي يكمن اسمه خلف أعظم المنجزات المعمارية في عهد “ترايانوس” “تراجان” يظل لغزاً من الألغاز.

ويذكر تاريخ “كمبردج”: إن بعض العلماء يعتقدون بأن سورية في مجال العمارة كانت متقدمة على “روما” بل كانت بالنسبة لها النموذج الذي احتذته، وأن سورية تفوقت على “روما” في عبقريتها المبدعة وفي معارفها التقنية وفي مهارة عمالها ويفترض أن “أبولودور الدمشقي” قد اقتبس تصميمات المباني من سفح “الكوريناليس” عن موطنه الأصلي”».

يتابع الدكتور “عدنان البني” فيقول: «هنا يحضرني حتماً قول الشاعر اللاتيني الهجَّاء الشهير “جوفينال” الذي يقول بمرارة، إن العاصي السوري أخذ يصب مياهه منذ وقت طويل في نهر “التيبر” حاملاً معه لغته وعاداته. وبذلك يؤكد على طريقته حضور السوريين ونفوذهم في “روما”».

كما جاء في موسوعة الفن القديم الإيطالية عن “أبولودور الدمشقي” مايلي: «”أبولودور الدمشقي” معمار من “دمشق” في سورية، عمل في “روما” في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي وبخاصة في عهد “تراجان”، كما كان المعمار الرسمي لهذا الامبراطور في مجالي الإنشاءات المدنية والعسكرية، وهو الشخصية الفنية الكبرى الوحيدة التي يمكن تمييزها في خضم جهلنا لأسماء مبدعي الفن في العصر الروماني، وليس هناك حتى الآن دراسة منهجية ونقدية لعمله الذي يرى البعض فيه خصائص رومانية خالصة بينما يرى آخرون في عمله خصائص هيلينستية سورية وهناك من يعتقد أن خصائص عمله رومانية ولكنها تكتسي بعناصر زخرفية هيلينستية».

يتابع الدكتور “عدنان: «لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن عدد هذه المنجزات التي أقامها “أبولودور” خمسة عشر على الأقل وهي “السوق على سفح رابية الكوريرنيالس، الميدان “الفوروم” التراجاني، دار العدل الأولبية، المكتبتان، عمود تراجان، الجسر العملاق على الدانوب، قوس النصر في مدينة “بنيفانتوم”، قوس النصر في مدينة “أنكونا”، حمامات وجمنازيوم، توسيع مرفأ أوستيا، تجفيف المستنقعات

تكبير الصورة
سوق التراجانية

البونتية، إصلاح قناة من النيل للبحر ومؤلَّف في آلات الحصار أهداه لهدريانوس”».

يقول المؤرخ الشهير “ليون هومو”: «كان الميدان التراجاني ملبياً لتصميم شمولي طلبه الامبراطور وحققته عبقرية “أبولودور الدمشقي” وهو واحد من المعماريين الكبار الذين عرفهم التاريخ القديم، ويندر أن وجد فنان نفسه أمام مهمة في مثل هذا الاتساع والتعقيد، لم تكن القضية تشييد بناء من أفخم المباني فحسب، بل كانت قضية خلق مجموعة متكاملة ومنسجمة في قلب عاصمة فخمة ومكتظة بالمباني، كان عليه أن يؤمن الفراغ اللازم ثم أن يستخدم أرضاً فيها سويات مختلفة، وعليه في المرحلة الثالثة أن يبني الفوروم ومنشآته، وقد حل تلك المعضلات على أفضل وجه، الأمر الذي خلَّد هذا المعمار الفذ».

ويقول “بيانكي باندنيللي”: «من الممكن أن “أبولودور” استوحى فكرة “الفوروم التراجاني” من الساحة الرحيبة المرَّوقة الموجودة حول معبد “جوبيتر” في “دمشق”، وعلى كل حال إن فكرته شرقية أكثرر ما هي رومانية».

ويذكر المؤرخ الروماني “ديو كاسيوس”: «أن “تراجان” عمل على أن يقيم في الميدان عموداً شاهقاً ليكون له قبراً وشاهداً على المنشآت المنفذة لهذه الساحة، ولما كان هذا المكان مرتفعاً اجتثه بارتفاع العمود وجعله سهلاً، وكلف بالمهمة كما نعرف “أبولودور الدمشقي” فأنجز هذا العمود في عام 113م في حيلة الامبراطور، وهو قائم حتى الآن ويرى النقاد أن هذا العمود العملاق مزين بافريز منحوت ملتف حول جزعه كفيلم تسجيلي، هو صيغة جديدة استنبطها “أبولودور” الذي ولد في “دمشق”، الأمر الذي جعل بعض الآثاريين يستنتجون من ذلك أنه عرف في موطنه النماذج السابقة لإبداعه هذا حتى أنهم أكدوا أن “الإفريز” والأسلوب المتتابع استوحاه من المنحوتات الآشورية التي كانت قد ماتت ولم يعد لها أثر في الفن الهيلينستي».

أما عن منجزاته الأخرى يحدثنا الدكتور “عدنان البني” بقوله: «كما ينسب له “قوس النصر” في مدينة “بينيقا نتوم” في مقاطعة “السامنيوم” وكذلك افريز ضخم منحوت كان معداً ليقام في مكان ما من “الفوروم”، ومن منجزاته أيضاً مسرح موسيقا “أوديون” في “مونتي جورديانو”، ويظن البعض أنه تجديد للأوديون من عهد “دوميتيانوس” 86-91م، أما في مجال السبقات

تكبير الصورة
نحت بارز يتوسط الأشخاص أبولودور

فقد أنشأ “أبولودور” ميداناً “سيركاً” بطول مرحلتين إلى الشمال من موقع مدفن “هدريانوس” على ضفة “التيبر” في “روما”، وكان مخصصاً لتمثيل المعارك البحرية “نوماكيا”، وتنسب الدراسات الحديثه لأبولودور تعديل مرفأ “أوستيا” وإنشاء حوضه المضلع المسدس الذي يشبه من حيث الشكل النماذج الهيلينستية- السورية وكذلك مرفأ “كنتوم كيللي” بأرصفته المقوّسة الرحيبة وهو مرتبط بفيلا “تراجان”».

كما تقول الروائية البلجيكية الشهيرة عضو مجمع الآداب في “فرنسا” “مارغريت يورسنار” في كتابها الشهير “عن حياة هدريانوس على لسان ذلك الامبراطور”: «إن العمارة هي اتحاد مع الأرض، هي وضع سمة إنسانية على منظور ما تغيره إلى الأبد، الاستثناء الوحيد للقاعدة كان “أبولودور” العظيم مدير ومستودع أسرار أبي، هذا الرجل الموهوب، كان المعمار المفضل لسلفي الذي حرك بفن الكتل الضخمة عمود “تراجان”».

من almooftah

اترك تعليقاً