قام ‏‎Faisel Laibi Sahi‎‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏‎Moayad Al-Haidari‎‏.

برحيل كاميرته إنطفأت عينٌ من عيون بغداد... وداعاً صديقنا فؤاد شاكر! 
 صورته- بكاميرتي- في فضاء القشلة، حيث إلتقينا آخر مرة ببغداد في كانون الاول ديسمبر الماضي.

رحيل الفنان العراقي الكبير شيخ المصورين الفوتوغرافيين فؤاد شاكر أفضل من وثق معالم بغداد طيلة سنوات طويلة ، اذ وافته المنية صباح يوم السبت الاول من اذار/ مارس، وهو يمارس هوايته المفضلة بالتجوال في ازقة المدينة التي عشقها وبقي وفياً لترابها برغم مااصابها من اخطار وظروف امنية صعبة.

الاوساط الفنية والادبية في بغداد فجعت اليوم برحيل شاكر عن عمر ناهز 65 عاماً بشكل مفاجئ اثناء سيره في منطقة الباب الشرقي اثر نوبة قلبية مفاجئة لم تمهله وقتا لتوديع اهله واصحابه ومحبيه. 

ولد الفنان فؤاد شاكر عام 1949، في بغداد وبدأ عشقه للتصوير وهو في سن الثالثة عشرة وتمكن من وضع بصمة خاصة له على فن الفوتوغراف،وقد اشتهر بعشقه للابيض والاسود والضوء والظل وطالما كانت صوره لوحات فنية غاية في الروعة،وهي تنقل تفاصيل الحياة البغدادية بأزقتها وأحيائها الفقيرة ووجوه ناسها في مختلف الامكنة، واول صورة التقطها في بداية حياته الفنية قبل اربعين عاما كانت صورة معبرة لبساتين النخيل في منطقة المشخاب بمحافظة النجف، فيما اخر صورة له بالتأكيد عن بغداد التي يعشقها ويتجول في شوارعها ليصطاد لقطات منها خاصة انه على الدوام يحمل كاميرته بين يديه او يعلقها على كتفه يلاحق وجوه الناس وتعابيرها ويحاول أن يسجل لحظات فرحهم وحزنهم وحيرتهم ويحاول نقل همومهم بتلقائية.
خلال رحلته مع فن الفوتوغراف، فيما اقام اكثر من 20 معرضا فوتوغرافيا اولها كان في عام 1967 واخرها في شهر شباط الماضي في سياق الاحتفاء بمنجزه بعد أن تم تكريمه مؤخرا في مهرجان الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وضم المعرض 39 صورة فوتوغرافية تحاكي الحياة اليومية للعراقيين داخل الأزقة والأحياء الفقيرة، وكانت صوره حاضرة في العديد من المعارض المشتركة التي اقيمت في العراق وامريكا وفرنسا والاردن واليابان بالاضافة الى العديد من المعارض العربية والدولية مع مصورين اخرين، وفاز بجوائز عالمية وعربية الى جانب الشهادات التقديرية لكنه يرى ان جائزته الاهم هي قبول الجمهور واعجابهم بصوره كفنان فوتوغرافي مهم.

غادر العراق اواخر التسعينيات الى اميركا لكنه لم يستطع التأقلم فعاد بعد عام 2003 الى بغداد ليحتضنها، و في امريكا استطاع فؤاد ان يقيم معرضا لصوره المعبرة في ولاية اوهايو وقد اشترى الجمهور الامريكي 11 صورة من صور معرضه مما يدلل على اهمية موضوعاته وطريقته في التصوير التي جعلت الاجنبي يفهم مغزاها ودلالاتها 
يقول عن تجربته الفوتوغرافية: بدأت تجربتي الفوتوغرافية في عام 1962 وكان عمري آنذاك 13 عاماً ومن هنا بدأت رحلتي مع التصوير في بعض الاستوديوهات بتلوبن الصور وتصحيحها حين كانت الصورة بالاسود والابيض) وبعدها انتقلت الى عالم الثقافة وانا مصور فوتوغرافي مهني تبحر عدسته في عالم الواقعية وكان ميداني هو الافق المفتوح (اي الفوتوغراف الحي) وساعدني ذلك للانتقال الى الصحافة والعمل في مفاصلها رغم انها مهنة المتاعب). ).

وعن فلسفته في عمله الفني يقول: هناك الكثير من المصورين يبحثون عن صورتهم في اماكن متباعدة ويسافرون من اجل ذلك، ولكني ارى ان الصورة تجدها حولك وتحيط بك في كل مفاصل الحياة، في الاماكن العامة، في المحلات الشعبية والشوارع، وانت في مكانك ولا تحتاج للسفر، سواء كانت صوراً جمالية ام غيرها وتكمن اهمية التصوير في الضوء، والضوء هو دائماً الاهم لكل فنان فوتوغرافي وهو غاية المصور ومطلبه، اتعامل مع تفاصيل الحياة بحياد تام وانا اميل للواقعية رغم اجادتي لكل التقنيات الصورية وعلى الفنان ان ينتزع الصورة من الواقع انتزاعاً خلاقاً ومهمة المصور ان يتعامل مع الواقع بأمانة وانا فعلت، فقد تعاملت مع الواقع بكل امانة ونقلتها الى العالم كما يجب ان يراها.).

وقال ايضا: كنت اميناً على إظهار علاقة الإنسان القديمة بالمكان، انا أبن هذه المدينة التي أحبها كثيراً، ويزداد تعلقي بها يوما بعد آخر وبناسها البسطاء وأزقتها ومقاهيها ومحالها، وان الصور عن بغداد التي التقطتها مابين عامي 1960 و2013، صممت في كتاب عنوانه (فؤاد شاكر ذاكرة المدينة والرماد) الذي سيتم طبعه في الشارقة قريبا ويوثق الحياة البغدادية، ونتيجة عملي لسنين طويلة تم تكريمي بلقب (رائد) في جمعية المصورين العرب في الشارقة واحتفوا بي احتفاءا كبيرا في الجامعة الامريكية في الشارقة وعرضوا فيلما وثائقيا يتحدث عن تجربتي بحضور 23 ممثلاً عن الدول العربية”

فؤاد..رحمه الله، كانت لديه مشاريع كثيرة يستعد لإنجازها منها في واشنطن حيث عرضت اعماله هناك وايضا في اليابان إضافة الى العراق خاصة حيث كان ينوي إقامة مشروع فوتوغرافي لبغداد، وأنه أقام معرضا عن الحياة اليابانية في جمعية التشكيليين العراقيين عام 2011، يقول عنها تجربتي تجاوزت المحلية الى العالمية، والمحلية هي الميزة الحقيقية التي تجعل الدول تعجب في بيئتك ومحيطك الذي عشت فيه وعشت مفرداته، لذلك فإن وصولي الى العالمية كانت أنطلاقتها من تجربتي المحلية.
برحيل كاميرته إنطفأت عينٌ من عيون بغداد… وداعاً صديقنا فؤاد شاكر!
صورته- بكاميرتي- في فضاء القشلة، حيث إلتقينا آخر مرة ببغداد في كانون الاول ديسمبر الماضي.

رحيل الفنان العراقي الكبير شيخ المصورين الفوتوغرافيين فؤاد شاكر أفضل من وثق معالم بغداد طيلة سنوات طويلة ، اذ وافته المنية صباح يوم السبت الاول من اذار/ مارس، وهو يمارس هوايته المفضلة بالتجوال في ازقة المدينة التي عشقها وبقي وفياً لترابها برغم مااصابها من اخطار وظروف امنية صعبة.

الاوساط الفنية والادبية في بغداد فجعت اليوم برحيل شاكر عن عمر ناهز 65 عاماً بشكل مفاجئ اثناء سيره في منطقة الباب الشرقي اثر نوبة قلبية مفاجئة لم تمهله وقتا لتوديع اهله واصحابه ومحبيه.

ولد الفنان فؤاد شاكر عام 1949، في بغداد وبدأ عشقه للتصوير وهو في سن الثالثة عشرة وتمكن من وضع بصمة خاصة له على فن الفوتوغراف،وقد اشتهر بعشقه للابيض والاسود والضوء والظل وطالما كانت صوره لوحات فنية غاية في الروعة،وهي تنقل تفاصيل الحياة البغدادية بأزقتها وأحيائها الفقيرة ووجوه ناسها في مختلف الامكنة، واول صورة التقطها في بداية حياته الفنية قبل اربعين عاما كانت صورة معبرة لبساتين النخيل في منطقة المشخاب بمحافظة النجف، فيما اخر صورة له بالتأكيد عن بغداد التي يعشقها ويتجول في شوارعها ليصطاد لقطات منها خاصة انه على الدوام يحمل كاميرته بين يديه او يعلقها على كتفه يلاحق وجوه الناس وتعابيرها ويحاول أن يسجل لحظات فرحهم وحزنهم وحيرتهم ويحاول نقل همومهم بتلقائية.
خلال رحلته مع فن الفوتوغراف، فيما اقام اكثر من 20 معرضا فوتوغرافيا اولها كان في عام 1967 واخرها في شهر شباط الماضي في سياق الاحتفاء بمنجزه بعد أن تم تكريمه مؤخرا في مهرجان الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وضم المعرض 39 صورة فوتوغرافية تحاكي الحياة اليومية للعراقيين داخل الأزقة والأحياء الفقيرة، وكانت صوره حاضرة في العديد من المعارض المشتركة التي اقيمت في العراق وامريكا وفرنسا والاردن واليابان بالاضافة الى العديد من المعارض العربية والدولية مع مصورين اخرين، وفاز بجوائز عالمية وعربية الى جانب الشهادات التقديرية لكنه يرى ان جائزته الاهم هي قبول الجمهور واعجابهم بصوره كفنان فوتوغرافي مهم.

غادر العراق اواخر التسعينيات الى اميركا لكنه لم يستطع التأقلم فعاد بعد عام 2003 الى بغداد ليحتضنها، و في امريكا استطاع فؤاد ان يقيم معرضا لصوره المعبرة في ولاية اوهايو وقد اشترى الجمهور الامريكي 11 صورة من صور معرضه مما يدلل على اهمية موضوعاته وطريقته في التصوير التي جعلت الاجنبي يفهم مغزاها ودلالاتها
يقول عن تجربته الفوتوغرافية: بدأت تجربتي الفوتوغرافية في عام 1962 وكان عمري آنذاك 13 عاماً ومن هنا بدأت رحلتي مع التصوير في بعض الاستوديوهات بتلوبن الصور وتصحيحها حين كانت الصورة بالاسود والابيض) وبعدها انتقلت الى عالم الثقافة وانا مصور فوتوغرافي مهني تبحر عدسته في عالم الواقعية وكان ميداني هو الافق المفتوح (اي الفوتوغراف الحي) وساعدني ذلك للانتقال الى الصحافة والعمل في مفاصلها رغم انها مهنة المتاعب). ).

وعن فلسفته في عمله الفني يقول: هناك الكثير من المصورين يبحثون عن صورتهم في اماكن متباعدة ويسافرون من اجل ذلك، ولكني ارى ان الصورة تجدها حولك وتحيط بك في كل مفاصل الحياة، في الاماكن العامة، في المحلات الشعبية والشوارع، وانت في مكانك ولا تحتاج للسفر، سواء كانت صوراً جمالية ام غيرها وتكمن اهمية التصوير في الضوء، والضوء هو دائماً الاهم لكل فنان فوتوغرافي وهو غاية المصور ومطلبه، اتعامل مع تفاصيل الحياة بحياد تام وانا اميل للواقعية رغم اجادتي لكل التقنيات الصورية وعلى الفنان ان ينتزع الصورة من الواقع انتزاعاً خلاقاً ومهمة المصور ان يتعامل مع الواقع بأمانة وانا فعلت، فقد تعاملت مع الواقع بكل امانة ونقلتها الى العالم كما يجب ان يراها.).

وقال ايضا: كنت اميناً على إظهار علاقة الإنسان القديمة بالمكان، انا أبن هذه المدينة التي أحبها كثيراً، ويزداد تعلقي بها يوما بعد آخر وبناسها البسطاء وأزقتها ومقاهيها ومحالها، وان الصور عن بغداد التي التقطتها مابين عامي 1960 و2013، صممت في كتاب عنوانه (فؤاد شاكر ذاكرة المدينة والرماد) الذي سيتم طبعه في الشارقة قريبا ويوثق الحياة البغدادية، ونتيجة عملي لسنين طويلة تم تكريمي بلقب (رائد) في جمعية المصورين العرب في الشارقة واحتفوا بي احتفاءا كبيرا في الجامعة الامريكية في الشارقة وعرضوا فيلما وثائقيا يتحدث عن تجربتي بحضور 23 ممثلاً عن الدول العربية”

فؤاد..رحمه الله، كانت لديه مشاريع كثيرة يستعد لإنجازها منها في واشنطن حيث عرضت اعماله هناك وايضا في اليابان إضافة الى العراق خاصة حيث كان ينوي إقامة مشروع فوتوغرافي لبغداد، وأنه أقام معرضا عن الحياة اليابانية في جمعية التشكيليين العراقيين عام 2011، يقول عنها تجربتي تجاوزت المحلية الى العالمية، والمحلية هي الميزة الحقيقية التي تجعل الدول تعجب في بيئتك ومحيطك الذي عشت فيه وعشت مفرداته، لذلك فإن وصولي الى العالمية كانت أنطلاقتها من تجربتي المحلي

من almooftah

اترك تعليقاً