الوردة الدمشقية واسمها الشائع الورد الجوري:

الوردة الدمشقية أو كما تعرف باسمها الشائع الورد الجوري الاسم العلمي (Rosa damascena)، الفصيلة النباتية الوردية. تم نقل الوردة من سوريا إلى أوروبا خلال حملات الصليبيين في القرن الثالث عشر ميلادي. يعتبر نبات الورد من أقدم مجموعات نباتات الزينة وهو يستخرج منه زيت عطري شهير وهو زيت الورد يدخل في صناعة العطور وأيضا أزهاره صالحة للقطف وتعيش مدة طويلة بعده. أهم مواسم إزهاره هي الربيع والخريف ويجب زراعة الورد الجوري في مكان خاص بحديقة الزينة.

كان لابد لي أن أتحدث عن الورد.. في مناسبة عيد الورد.. أقصد عيد الحب.. وهم يحتفلون أو سيحتفلون به بالورد والأحمر منه خصوصاً.. ولماذا الأحمر وليس الأبيض مثلاً؟ ألا تكفينا دفاتر الشهداء ورداً سماوياً أحمر؟ ألا تكفينا الاتهامات والعداوات نتراشقها فيما بيننا شرراً أحمر؟ ألا تجرحنا العذابات في التشرد والغربة والجوع دماً أحمر؟ ألا تكفينا مواقع الكترونية أطلق أكثرها سهماً أحمر؟ ليت أن هناك حجراً غير أحمر.. وبيتا غير أحمر.. وسكاناً أصليين يعتبرونهم كشعب أحمر.
أما وقد وعدت القراء بسنة كاملة بالوفاء لدمشق.. دمشق عاصمة ثقافية.. فأقول لدي وردة جورية تتفتح من سطور وردية تميل الى الزرقة السماوية.. وهي عن الورد الجوري.. الذي لازم لقرون لا نعرفها الحب الدمشقي. فالوردة الدمشقية التي أصبحت رمزاً وعنواناً لمدينة دمشق هي التي كنا نراها ليس فقط في الجنائن الدمشقية بل في أريافها وبساتينها وقرب أسوارها.. وحتى في الجبال المحيطة بدمشق.. وسر هذه الوردة التي انتشرت في العالم لا يعرفه أحد.. يطلقون اسمها على أنواع العطور.. والزيوت.. والصابون.. والمعجون.. كما يغزلونها خيوطاً من فضة وذهب بإسم دمشق في طليطلة أو في غيرها من المدن الاسبانية والعربية أيضاً. والحب الدمشقي الورد الجوري الدمشقي والحب الدمشقي
والحال هكذا في ورود متحجرة يقدمونها للسياح باسم الدمشقية في آسيا الوسطى وربما في شمال افريقيا كما في تونس. ومرة سألت امرأة بريطانية وهي تشتري نوعاً فاخراً من الصابون بإسم الوردة الدمشقية: لماذا تفضل هذا النوع مرتفع الثمن؟ أجابت: لعله مصنوع من تلك الوردة لأن له رائحة نادرة. ونحن ـ الدمشقيين ـ نعرف تماماً ماذا يعني الورد الجوري.. فهو لا يدخل فقط في تزيين بيوتنا ومجالسنا وحدائقنا بل في طعامنا وشرابنا أيضاً.. فمنه يصنعون الشراب الرائق.. والمربى الشهي الفائق.. ومنه يهدون ماءه المقطر والمعطر للعرائس كما لو أنه من النفائس.. ومنه يصنعون تلك الباقات المجففة التي يجدلون منها الأكاليل.. ألطف تعبير عن الحب.. وخير دليل.
ولعل أزهاراً كثيرة كزهر البرتقال والليمون والنارنج والكباد قد غارت من الورد الجوري.. فامتدت اليها أيدي الدمشقيين لكي يصنعوا منها ما لا يوصف في الرائحة والطعم واللون ويدخلونه في أنواع الحلوى التي طبقت شهرتها الآفاق.
وفي هذه المناسبة الوردية لا أستطيع إلا أن أهدي روحي الى تلك البيوت الدمشقية وقد فاحت في أرجائها كل تلك الأزهار.. وربما أتلمس في طقس شتوي قناديل الكباد الأصفر والنارنج البرتقالي الذي يظل عالقاً فوق أشجاره من موسم الى آخر.
قد يكون الحب لبشر كما قد يكون الحب لمكان أو زمان.. فكيف إذا اجتمع كل ذلك في مدينة يختصرها تاريخي في حروف أربعة هي دمشق؟ وأنا لا أشعر بالغربة عن كل من أحبوها وسكنوا فيها.. كما أنني لا أستغرب أن أجد في صالونات الذين استعمروها كفرنسا مثلاً عندما ينثرون الورد الجوريالدمشقي ولو بشكل اصطناعي في نافورات حجارتها تشبه حجارة نوافير دمشق.. لكن ماءها ليس من بردى.. ولا من ينابيع دمشق.


الوردة الدمشقية

تعتبر الورود من أكثر النباتات الزهرية شيوعا و انتشارا في الحدائق العامة و المنزلية و ذلك لجمال أزهارها و تعدد ألوانها و رائحتها الزكية إضافة إلى إمكانية استخدامها في العديد من المواقع الزراعية و إمكانية إنتاجها بشكل تجاري بقطف أزهارها و بيعها.
و لكن أجملها على الإطلاق و أزكاها رائحة و أكثرها فائدة هي الوردة الدمشقية.

الوردة الدمشقية
نعم إنها الوردة الدمشقية للشام, اسمها من موطنها الأصلي دمشق و التي لقبتها الشاعرة الإغريقية سافو بملكة الأزهار و ذكرها المؤرخ الإغريقي هوميروس في ملحمتي الإلياذة و الاوديسيا , كما ذكرها الشاعر الانكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله ( جميلة كجمال وردة دمشق) و كتب عنها الشاعر الكبير نزار قباني في رائعته ( القصيدة الدمشقية) :
أنا وردتكم الدمشقية يا أهل الشام , فمن وجدني فليضعني في أول مزهرية.
الوردة الدمشقية

أخذت أهميتها و شهرتها لكثرة فوائدها و انتقلت زراعتها إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين و الرومان و قدماء المصريين ومن ثم إلى أوروبا في العصور الوسطى و خاصة فرنسا و بلغاريا كما نقلها الحجاج المسلمين إلى المغرب العربي و الحجاز و تركيا و إيران حيث أصبحت من أهم الزراعات لإنتاج أرقى و أغلى أنواع العطور.

الوردة الدمشقية


الوردة الدمشقية Rosa damascene
تعتبر من أصناف الورد القديم 
العائلة الوردية Rosaseae
هي وردة متساقطة الأوراق قائمة كثيرة التفرع , أوراقها مركبة ريشية, تحمل أزهار عطرية وردية اللون , تخرج في عناقيد مشطية المظهر , تتفتح أزهارها في فصل الربيع , و حسب المناطق المزروعة, لها العديد من الفوائد الطبية و العطرية و التجميلية و الغذائية , و تعتبر منجم من المنتجات الطبيعية التي لا تنضب.
تنتشر الوردة الدمشقية في أغلب المناطق السورية , و تتركز زراعتها في القلمون و جبل الشيخ و غوطة دمشق و حلب و غيرها , حيث ازدادت زراعتها في الآونة الأخيرة بعد أن تنبه الناس لفوائدها المتعددة ,
فهي بحق أغلى من الذهب و أبقى من النفط.

الوردة الدمشقية

تعتبر الوردة الدمشقية هامة من الناحية الطبية لغنى ثمارها بفيتامين C حيث كان البحارة يحملونها معهم و يتغذون عليها للوقاية من مرض الإسقربوط 
كما يستخدم مغلي الثمار مع البذور لمعالجة حالات الحصى و الرمل في الكلى , و يستخدم ماء الورد في تطهير و معالجة الحروق و العناية بالبشرة و مهدئ للأعصاب و طارد للغازات و منشط للدورة الدموية و الكبد و المرارة…………………….
تحتوي الوردة على زيت عطري طيار يستعمل لصناعة افخر أنواع العطور في العالم و أغلاها ثمنا حيث تحتوي على مركبات عطرية هامة مثل ( الجيرانيول و السيترونيلوم) و تدخل في الصناعات التجميلية كالصابون و الشامبو و الكريمات , علما انه لإنتاج 1 كغ من الزيت العطري يحتاج إلى 4 طن من الأزهار ,كما يحتاج 1 ليتر من ماء الورد إلى حوالي 1 كغ من الأزهار.
الوردة الدمشقية

تستخدم براعم أزهار الوردة الدمشقية كمشروبات ساخنة صحية ( زهورات ) , كما يصنع من بتلات الورد أفخر أنواع المربيات و المشروبات و التي تدخل في صناعة الحلويات و المثلجات , كما تستخدم براعم الورد المجففة المطحونة لصناعة أنواع متعددة من البهارات المستعملة بدورها في العديد من الأطباق الشعبية .
كما يعتبر الورد مصدر هام للرحيق و إنتاج العسل.

 

من almooftah

اترك تعليقاً