دمشق-سانا

نزهة بصرية أخذ فيها المخرج بسام حميدي جمهور مسرح الحمراء الدمشقي في عرضه (ضوء القمر) الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقا كثاني تجربة لها من هذا النوع بعد عرض (تحول) لمخرجه أدهم سفر لتأتي تجربة حميدي تاركة مساحة جديدة من الإبداع المسرحي المعاصر في تعدد أدوات العرض المسرحي ومقاربته تقنياً وفنياً.

ويقدم ضوء القمر توليفة متنوعة من الأدوات البصرية مستعيناً بأداء الممثلة ميريانا معلولي حيث قامت بلعب دور البطولة داخل عالم الشاشة التي صمم لها المادة الغرافيكية أسامة الخضر متكئاً على فكرة بسام حميدي عن فتاة تقطع دربها اليومي في شوارع دمشق لتعود بعدها إلى منزلها الذي يتعرض لتفجير إرهابي يدمر بيتها ويقتل قطتها المدللة لتتحول إلى روح تحلق إلى سمواتها بعيداً عن شرور الأرض وآثام إنسانها ثم لتعود إلى قاع البحار في رحلة تقارب حال المواطن السوري في الحرب.

ساندت هذه الأطروحة الفنية اللافتة موسيقا وألحان الفنان أيمن زرقان التي جاءت كتعليق على الحدث الدرامي البصري المنعكس في تغيير ظرف الفتاة وانتقالها من الشارع إلى الغابة فالبيت فالسماء فالبحر ومن ثم لنراها أمام الشاشة في مشهدية تستعرض صورا فوتوغرافية من الحرب عن أطفال سوريين غرقوا في البحر أو فقدوا بيوتهم جراء الحرب الإرهابية على بلداتهم وقراهم وصولاً إلى إشارة قوية أرادها حميدي نحو إدانة للحرب وعبثيتها.

واعتمد العرض على تقنيات تودي و ثري دي مازجاً الغرافيك على الشاشة مع أداء الممثل خلفها في محاكاة الواقعي للافتراضي جنباً إلى جنب مع رقصات صممها الكريوغراف محمد شباط حيث تضافر الرقص مع الصورة ضمن لوحة أقرب إلى رقصة درويش المولوية بمصاحبة أغنية لازمنا الله مو لازمكن كلمات الشاعر ممدوح عدوان ليخلص مخرج العرض بعدها إلى سديم سماوي بحري كناية عن هول ما حدث وما هو إلا قصة يومية من عشرات ساهمت الحرب في أسطرة إنسانها ومواجهة قوى التكفير والإرهاب الدولي.

يذكر أن عرض ضوء القمر من إنتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي بالتعاون مع شركة غولدن لاين للإنتاج الفني فكرة وإخراج بسام حميدي وغرافيك أسامة الخضر تصميم حركي محمد شباط موسيقا وألحان أيمن زرقان تصميم الأزياء ريم الشمالي المكياج والدمى منور عقاد.

من almooftah

اترك تعليقاً