أنواع النقد

أنواع النقد – بواسطة: رشا الصوالحة – التدقيق بواسطة: رحمة الحديد – ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١ م

أهم أنواع النقد يُعرَّف النقد بأنَّه عملية تحليل ودراسة الأعمال الأدبية والفنية للكشف عن مواطن القوة والضعف فيها لإصدار الحكم عليها وتقدير جودتها وقيمتها وتمييزها عن الأعمال الأخرى،[١]
ومن أهم أنواع النقد ما يلي:
النقد البناء أو العملي والموضوعي يُعد النقد البناء (بالإنجليزية: Constructive Criticism) من أشكال ردود الفعل الإيجابية، وهو طريقة لتقديم تغذية راجعة بأسلوب مفيد يُركز على الإيجابيات، بحيث يُقدم ملاحظات وتوصيات لإجراء تحسينات يُمكن تنفيذها لتحقيق نتائج أفضل.[٢] كما أنَّه أسلوب تحفيزي يبتعد عن السلبيات وفقدان المعنويات ويُشجع على التحسين المستقبلي بدلًا من التركيز على الأخطاء الحالية.[٢]
مثال: إذا قصَّر أحد الموظفين في أدائه يُمكن للمدير مخاطبته بأسلوب غير محدد، مثل: الأداء والمشروع بدلًا من أدائكَ ومشروعكَ، والتركيز على خطة العمل وكيفية تحسينها لزيادة الإنتاجية.[٣]
النقد الهدّام يُعرَّف النقد الهدام بأنَّه النقد الذي يهدف إلى السخرية والإهانة وإلحاق الأذى بالشخص وتدمير ثقته بنفسه واحترامه لذاته والانتقاص من مكانته وسمعته، وهو نوع جارح يُمكن أن يتعرَّض فيه الشخص لحالات الاكتئاب والغضب والعدوانية.[٤]
مثال: رأي المدير بالفيديو الذي قدَّمه أحد موظفيه: “هذا الفيديو لا بأس به، لكن يجب عليك إصلاح الجزء الذي يتحدث فيه الرجل في البداية، يبدو نوعًا ما غبيًا وعديم الجدوى”.[٥]
نقد الانتقام نقد الانتقام هو النقد الذي يوجهه الناقد إلى الشخص بهدف الانتقام منه بسبب مشكلة سابقة بينهما، إذ يوجِّه الناقد كلامًا غير لائق وبغير حق للتقليل من شأن الآخر وإهانته، ولا يكون هدفه إصلاح المشكلة أو إيجاد حلٍ لها بل الهدف الانتقام فقط.[٦]
أنواع النقد الفني النقد الفني هو تأمل الأعمال الفنية ثم إخضاعها لقواعد وعمليات مُحددة، مثل الوصف والتحليل والتفسير والحكم،[١]
وينقسم النقد الفني إلى أنواع عديدة وهي كالآتي: النقد الجامعي النقد الجامعي هو النقد الذي يصدر من الأساتذة المتخصصين من خلال محاضراتهم وكتبهم ومذكراتهم، ويتميز هؤلاء الأساتذة بالصبر والتأني والدقة والتأثر بالمدارس الغربية النقدية أثناء دراستهم في جامعات الغرب.[٧]
ومن هؤلاء الأساتذة الذين انتهجوا هذا النوع من النقد؛ الدكتور زكي مبارك، والدكتور طه حسين، والدكتور محمد مهدي البصير، وغيرهم من الذين ساروا على نهجهم مثل الدكتور علي جواد الطاهر، والدكتور محمد مندور، والدكتور عبد القادر القط.[٧]
نقد رجال الأدب نقد رجال الأدب وما يُعرف أيضًا بالنقد البصير وهو أفضل أنواع النقد الأدبي الحديث لأنَّه يتضمن الأدباء والشعراء والمؤلفين، مثل: جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، والمازني، والرافعي، والعقاد، وعبد الرحمن شكري، والرصافي، وبفضل نقدهم تتميز المدارس الأدبية والنقدية والمذاهب.[٧]
النقد السياقي يُعرَّف النقد السياقي (بالإنجليزية: Contextual Criticism)
بأنَّه تقييم وبحث الناقد للأعمال الفنية مع مراعاة ودراسة العوامل المحيطة بالسياق التاريخي والاجتماعي والنفسي للفن والمؤثرات البيئية والثقافية المحيطة به، إضافةً إلى دراسة الظروف الحياتية للفنان.[٦]
فالناقد لا يهتم بجمالية العمل الفني في المرتبة الأولى بل يهتم بهوية العمل الفني وسمات العصر الذي يعكسها الفنان من خلاله، كالانتماء السياسي والحالة الاقتصادية والاجتماعية والدينية.[٨] النقد بالقواعد يُعرَّف النقد بالقواعد بأنَّه تقدير الناقد وتقييمه للعمل الفني وفقًا لمعايير معينة يكشف بها ويقيس جودة العمل الفني، وتدرس هذه المعايير خصائص العمل الفني ولا يُمكن للناقد بدونها أن يدعم حكمه وتقييمه، ولا يُمكن أيضًا فهم أسباب إصدار هذا الحكم.[٦]
ومن هذه المعايير مُطابقة العمل الفني للواقع، واحتوائه للمواضيع الأخلاقية والنبيلة، والمواضيع الاجتماعية، والتأكد من وجود عناصر العمل الفني.[٨]
النقد الانطباعي النقد الانطباعي هو تقديم الناقد تقييمه للعمل الفني بناءً على انطباعه وانفعاله الشخصي تجاه العمل الفني دون قيود أو معايير مُحددة أو وجود قواعد واضحة، وبالتالي فهو نقد لجمالية العمل الفن دون النظر إلى هوية الفنان أو هوية لوحته، وهو نقد يعكس فقط مدى تأثر الناقد تجاه العمل.[٨]
وقد قال أوسكار وايلد: “الفن انفعال”، أي كل ما يحتاجه الناقد القدرة على الانفعال والتأثر بعمق تجاه الفن.[٦]
النقد القصدي يهتم النقد القصدي بمعرفة قصد الفنان من العمل الفني، وما الذي يحاول أن يُحققه من خلال هذا الفن، فيحاول الناقد تأمُّل العمل الفني مع روح الفنان للوصول إلى ذهن وفكر الفنان وما الذي قصده من الفن باستخدامه لهذه الخامة أو هذا اللون بالذات.[٨]
كما يقرأ الناقد مذكرات ومراسلات وتحليل الفنان الخاص لعمله ليسهل عليه معرفة المقصد الحقيقي للفنان.[٨]
النقد الباطن النقد الباطن وما يُعرف أيضًا بالنقد الجديد هو النقد الذي يهتم بالطبيعة الباطنة للعمل الفني، ويرى طبيعة العمل الفني بذاته كما هو ويتجنب كل ما يقع خارج العمل.[٨]
ولذلك يتميز نقاد هذا النوع من النقد بدقة الملاحظة والصبر الشديد والقدرة على التحليل بعمق، ولذلك تميزت أعمالهم بالاحترافية وخرجت على أيديهم عدة تحليلات منهجية خاصة بالعمل الفني والمرتبطة به ارتباطًا وثيقًا.[٨]
أنواع النقد الأدبي يهتم النقد الأدبي بدراسة وتحليل الأعمال الأدبية والكشف عن مواطن الجمال والقبح فيها لتقييمها وإصدار الحكم عليها،[٩]
وينقسم النقد الأدبي إلى عدة أنواع وهي كالآتي: النقد الأدبي الإسلامي يُعرَّف النقد الأدبي الإسلامي بأنَّه النقد الذي يمتثل للقواعد والمبادئ الإسلامية لتقييم الأعمال الفنية الإبداعية، كما يتبع التوجيه الصحيح والمثل الأخلاقية العليا أثناء النقد وتقييم جودة المنتج الفني.[١٠]
وما يُميز النقد الإسلامي أنَّه يتبع ضوابط لا تتوافر في غيره من أنواع النقد، ويُركز أيضًا على مبدأ الإنصاف، ويُحققه من خلال العلم والدقة التأمل والاستقراء.[١٠]
النقد الأدبي المحترف النقد الأدبي المحترف أو النقد الإبداعي هو أسلوب النقد الذي يتفرَّد به الناقد، إذ يُقدِّم الناقد منهجًا نقديًا خاصًّا به يوضح فيه رؤيته ومنهجه الخاص مستعينًا بتجاربه ودراساته السابقة، إذ يخدم منهجه نقد النص الفني بعمق ودقة ورؤية بنَّاءة، وبذلك يُقدِّم الناقد بصمة نقدية فريدة وجديدة خارجة عن الدراسات النقدية التقليدية.[١١]
وقال الناقد أحمد أمين في ذلك: “يصير النقد خدعة حينما نظل قانعين بما قاله غيرنا عن مؤلف عظيم بدل أن نذهب مباشرة إلى ذلك الأديب، ونحاول أن نتملك أدبه لأنفسنا، وقد كثرت الآن هذه الخلاصات الموجزة من المعرفة في الأدب وفي غيره من أنواع الدراسة”.[١١]
النقد المحكي النقد المحكي هو النقد الذي يستخدم المحادثات، والمراسلات، والمذكرات، والجرائد لتحليل النص الأدبي وإصدار الحكم عليه.[١٢]
النقد الصحفي النقد الصحفي هو النقد الذي يستخدم فيه الناقد صفحات الجرائد والمجلات العامة أو الخاصة لتحليل ودراسة الأعمال الفنية، وتحليل جميع جوانبها وإصدار الحكم عليها بالكشف عن مواطن القوة والضعف داخلها.[١٣]
ومن الأمثلة عليها والتي كانت تصدر منذ عصر النهضة العربية: مجلة الرسالة، ومجلة العرفان، ومجلة المقتطف، ومجلة لغة العرب، ولا يستند هذا النوع إلى نظرية أو منهج معين، كما أنَّه لا يهدف إلى قضايا مُحددة، وهو من أنواع النقد المتحيزة والانفعالية ويفتقر إلى الدقة أيضًا.[٧] النقد الجمالي والتأثري يرتبط النقد الجمالي والتأثري بالدوافع والرؤية الشخصية للناقد وهذه الرؤية مرتبطة بالخلفية الاجتماعية والثقافية والعوامل المؤثرة في تكوين شخصية الناقد، بحيث يُقيِّم الناقد العمل الأدبي وفقًا لتأثره تجاه هذا العمل وما يبعثه في نفسه من عواطف ومشاعر وذكريات كامنة داخله.[١٤] النقد الموضوعي النقد الموضوعي (بالإنجليزية: Objective Criticism)
هو استجابة بنَّاءة تتبع أفكار وحقائق مُحددة للنقد دون تحيز أو تفضيل شخصي، وهو أسلوب إيجابي لتقديم توصيات وتحسينات بطريقة احترافية وأخلاقية بعيدًا عن الاستجابة العاطفية والمزاجية.[١٥]
وليكون النقد موضوعيًا وناجحًا يجب تحديد المشكلة والتركيز عليها بدلًا من التركيز على الشخص نفسه ومهاجمته، مع التشجيع المستمر ومدح الناس عندما يحدث شيء إيجابي لتحفيزهم وجعلهم يشعرون بالرضا تجاه التحسينات.[١٥]
النقد المذهبي أو الاعتقادي النقد المذهبي أو الاعتقادي وهو النقد الذي يتعصب فيه الناقد لرأي أو معتقد استقر عنده مسبقًا لهوىً ديني أو وطني أو عنصري، ويُعد أشد أنواع النقد تجريحًا لأنَّ من شروط النقد التجرد من الأهواء، والتجرد من الأهواء ليس بالأمر السهل.[١٦]
وعلى الناقد أن يوظف عقله ليُبين مواضع الإسراف والانطباعات العاطفية، ويُمكنه تحقيق ذلك بتوسيع أفقه وثقافته، واكتساب مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات.[١٦]
النقد العلمي يُعرَّف النقد العلمي (بالإنجليزية: scientific criticism) بأنَّه تحليل ودراسة وتفسير الأعمال والأبحاث العلمية وموازنتها مع الأعمال المُشابهة لها، ثم إصدار الحكم عليها وتقييم درجة جودتها من خلال الكشف عن مواطن القوة والضعف فيها، وتحديد درجة جمالها وقبحها.[١٧]
وبسبب النقد العلمي يلتزم صاحب العمل بالخطة والقواعد العلمية والمنهج البحثي لأنَّه يعلم مسبقًا أنَّه سيخضع لمعايير نقدية علمية.[١٧]
النقد الفقهي اللغوي يُعد النقد الفقهي مصطلحًا جديدًا ومعاصرًا وضع الباحثون له عدة تعاريف، فقد عرَّفه د.عبد الحميد عشاق بأنَّه البحث في مسائل المذاهب الفقهية وتحريرها من حيث الأقوال والروايات وتخريج الأحكام والمسائل وتوجيهها، وتحديد إذا كانت الروايات ضعيفة أو صحيحة أو مرجوحة، وذلك باستخدام مصطلحات وطرق مخصصة.[١٨]
كما عرَّفه د.محمد المصلح بأنَّه تحديد صحة وضعف المسائل الفقهية في فروع المذهب، وذلك وفقًا لأصول المذهب وقواعده وضوابطه.[١٨] ومن هنا يُمكن تعريف النقد الفقهي بأنَّه دراسة وتقويم وتحليل جوانب الإنتاج الفقهي الذي يُقدمه مذهب من المذاهب الفقهية، وقد يُركز النقد الفقهي على المنظومة العامة للمذهب، أو على جزء من المذهب كانتقاد أصل من أصول المذهب أو قول من الأقوال.[١٨]
النقد الأسطوري يُعرَّف النقد الأسطوري بأنَّه دراسة وتحليل النصوص الفنية الإبداعية واستقراء الظواهر الأسطورية الموظفة داخلها، ثم البحث في أصول الظواهر الأسطورية وتصنيفها تصنيفًا نوعيًا والنظر لمدى تحولاتها داخل الأعمال الفنية، من حيث كيفية توظيفها داخل العمل ومدى احتفاظها بخصائصها الجوهرية، سواءً أكانت ظاهرة أسطورية شخصية أو حادثة.[١٩]
النقد هو أسلوب تحليلي لدراسة الأعمال الأدبية والفنية وبيان نقاط القوة والضعف فيها من أجل تقييمها وقياس درجة جودتها ومقارنتها بالأعمال الأخرى الشبيهة لها. وهناك العديد من أنواع النقد التي تهتم بالأعمال الأدبية مثل النقد الأدبي الإسلامي، والنقد الصحفي، والنقد الموضوعي، والنقد المذهبي أو الاعتقادي وغيرها، إضافةً إلى أنواع أخرى تهتم بالأعمال الفنية مثل: النقد السياقي، والنقد بالقواعد، والنقد الانطباعي، والنقد القصدي، والنقد الباطن.

من almooftah

اترك تعليقاً