الأيورفيدا تعيد للجسم توازنه

التاريخ:18 مايو 2013

تتكون كلمة “أيورفيدا” في اللغة السنسكريتية من كلمتي “أيوس” (āyus) وتعني: حياة، و”فيدا” (veda) وتعني: علم أو معرفة.

الأيورفيدا تعني “علم الحياة”، وهي منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية، وانتشرت إلى مناطق أخرى من العالم كشكل من أشكال الطب التكميلي. وقد تطورت هذه المعرفة الطبية التقليدية عبر أزمان متعاقبة وظلت حتى اليوم منظومة طبية مؤثرة في جنوب آسيا.

الصحة والمرض

  1. الأيورفيدا فلسفة هندية قديمة للطب تهدف إلى تحقيق التوازن المفقود في الجسم، لأن المرض حسب هذه الفلسفة ينجم عن اضطراب في توازن الجسم. لذلك فهي تهدف من خلال وسائلها المختلفة إلى استعادة ذلك التوازن.وهي وسيلة علاج مناسبة لكثير من أمراض العصر مثل الاكتئاب وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والإرهاق والاضطرابات الجسدية والنفسية التي تطال المرأة مع تقدمها في العمر.

الدوشا الثلاثة

للإستفادة من تدريبات الأيورفيديا لابد من التعرف على العناصر الأساسية (الدوشا الثلاثة) وهي تتناول وظائف الجسم:

  • الفاتا ( الفضاء والهواء ) وظيفتها تنظيم الحركة.
  •   البيتا ( الماء والنار ) وظيفتها التحكم بالنشاط الاستقلابي في الجسم.
  • كافا ( الأرض والماء ) وهي مسؤولة عن البنية الجسدية.

عندما تكون هذه العناصر متوازنة سيشعر الشخص بحالة صحية جيدة وما أن يحدث عكس ذلك حتى تجتاح حياته الاضطرابات. فعندما تستعيد توازنك ستشعر بالسعادة وسيتطور لديك قدر كبير من الشعور بالوعي والتكامل بين العقل والجسد. ويطلق على هذه الحالة التنوير. وتعمل الدوشات الثلاثة معاً حيث أن كل إنسان مخلوق من تلك العناصر الثلاثة بدرجات متباينة. إلا أن واحداً من تلك العناصر، أو أكثر يكون المهيمن عند معظم الناس.

إذا قمت بزيارة معهد لممارسة الأيورفيديا ستتلقى تحليلاً للدوشا الذي تمتلكه استناداً إلى استبيان خاص بأسلوب حياتك الشخصية وقياس نبضك إضافة إلى التقنيات التشخيصية الأخرى. ويمكنك أيضا استخدام دليل التقييم الذاتي.كما يقدم شكلك ومظهرك مفاتيح جوهرية إزاء أي عنصر ( دوشا) يسيطر على تكوينك البدني ويمكنك اختبار الجدول المرفق في هذه المادة لتحديد أي الملامح التي تقابل الدوشا المناسبة.

ويمكن أن يفتح لك أسلوب التفكير والاستجابة للحياة السبيل إلى الدوشا المناسبة لك . مثلاً عندما تبرز لك الحياة تحدياتها فإنك قد تصاب باضطراب وقلق أو قد تثور وتنفجر غضباُ. لكنك قد تعزل نفسك وتحكم على حياتك بنوع من البيات الشتوي الذي يجعلك تنأى بنفسك عن مشكلات الحياة و تتجنب الخوض فيها.

ردود فعل مختلفة

في حياتنا اليومية نتعرض لعدد من المواقف التي تختلف ردود أفعالنا تجاهها من شخص إلى آخر، مثلاً : تحدد موعد لتناول الغداء مع صديقك، و يتأخر صديقك ولا يصل في الموعد المحدد. ما هو رد فعلك؟

يبيّن الجدول التالي طبيعة الاستجابة وفقاً لنوع الدوشا للشخص:

نوعية الدوشا الاستجابة النتيجة
الفاتا ( الفضاء والهواء) سيبدأ شعورك بالقلق من احتمال وقوع حادث لصديقك أعاق وصوله في الوقت المحدد والحقيقة أن مثل هذا التفكير يفاقم من شعورك بالقلق ، وعند تلك اللحظة تبدأ الشعور بالألم.
بيتا ( الماء والنار) ستمكث هناك ومعدتك تعتصر ستشعر بأنك أضعت وقتك هباء
الكافا ( الأرض والماء) للانجراف مع التيار وستقول أن صديقك سيصل في النهاية . تسترخ وتتناول بعض المقبلات ريثما يحضر


يبيّن الجدول التالي مواصفات الشخص حسب نوعية الدوشا:

الدوشا الهيكل الشعر العينان البشرة
فاتا نحيل وقلق. يفقد الكثير من وزنه غالبا ما يكون شعره أجعدا وخشنا وقابلا للجفاف غالبا ما تكونان غامقتين أو زرقاوين ويلمع فيهما الذكاء ويبدو صاحبهما سريعة الخاطر. باهت، جاف سريع العطب و يميل إلى الدقة .
بياتا متوسط البناء ، أحيانا يميل إلى إكتساب الجسم الرياضي. خفيف ، أملس ، رفيع ويمكن أن يكون دهنيا. غالبا خضراوان أو عسليتان ولهما نظرة ثاقبة. دهنية ومضطربة وحساسة تحت أشعة الشمس وتميل للضعف ولظهور الطفح وللطع الشمس.
كافا ضخمة وبناؤه متين

ويكتنز بسهولة .

أسود ، كثيف ، ولامع كبيرتان وبهما رموش كثة وداكنة ، تتميزان بالهدوء والمحبة. سميكة يمكن أن تتعرض للإحتقان ولطيفة عند اللمس.


الأدوات الأربع

تقدم لك عيادات العلاج الطبيعي أطباء متخصصين في الأيورفيديا الذين قد يصفون لمرضاهم الأدوية الطبيعية وجلسات التدليك والعلاجات الأخرى بما في ذلك التخلص من سموم البدن تحت إشراف طبي يعرف بإسم البانشاكارما.

وعلى الرغم من ذلك تظل مثل هذه العلاجات قوية في عرف الأيورفيديا وهي تعمل على تكييف دوشا محددة لتنسجم مع طبيعة غذاءك وتدريباتك وعادات أسلوب حياتك اليومية ويرافق كل ذلك حالة تأمل منتظمة.

ويمكنك تجربة كل تلك الأدوات وطرحها على العمل في أي وقت، وفي أي مكان وتالياً طريقة العلاج:

1- الحمية

2- تناول الخضار الطازجة العضوية، ذلك هو أساس الطهي الأيورفيدي ” لأن مثل هذا الغذاء يبعث في الجسم قوة الحياة.” وينبغي تجنب الوجبات السريعة لأنها تراكم السموم في الجسم وتعد مثل تلك المأكولات، مأكولات ميتة لا نفع فيها. وحتى يصبح غذاؤك مفيداً ينبغي بناء الوجبات على ثلاثة مكونات مهمة: الحبوب الجيدة ( الأرز ) الحساء الغني بالبقوليات مثل العدس والبازلاء والخضروات الطازجة المطهية بزيت الزيتون. واختر أصنافاً من الأغذية بنكهات مثل السكريات والحامض والأغذية المملحة والمرة ومذاقات أخرى مثل الزنجبيل والحبق. وذلك في وجبة واحدة.

إذا كنت فاتا تناول الفاكهة الحلوة مثل الكرز والتوت والخوخ والفاكهة الحامضة ما عدا التفاح النيئ والفاكهة المجففة. وينبغي طهي الخضروات مع التأكيد على إستخدام الجزر والخيار و الفاصوليا الخضراء والبازلاء. كما أن منتجات الألبان بالنسبة للشخص الفاتا ضرورية فضلاً عن معظم الدهون مثل زيت السمسم وزيت الزيتون وهما زيتان مثاليان. ومن الحبوب يفضل الفاتا تناول الشوفان ولكن عليك تجنب الأغذية الجافة والباردة والمياه المثلجة والفاكهة الجافة وغير الناضجة واللحم الأحمر والكافيين.

ولكنك إذا كنت بيتا فالتزم بتناول الفاكهة الحلوة مثل البطيخ والزبيب والتمر والفاكهة الحامضة. وركز على الخضار الحلوة والمرة مثل الهليون، والبروكلي والخضار ذات الأوراق العريضة. أما بالنسبة للألبان فاختر حليب البقر والزبدة غير المملحة والجبنة الطرية البيضاء غير القديمة. ومن عائلة الحبوب تناول الشعير والأرز البسمتي ومن الزيوت دوار الشمس والكانولا وزيت الزيتون. ولكن تجنب الأطعمة التي تحتوي على بهارات حتى وإن كانت لديك رغبة جامحة في تناولها.

و إذا كنت كافا تناول الفاكهة الخفيفة والمجففة مثل التفاح والزبيب والتين المجفف والإجاص وهي المفضلة لدى الكافا لأنها تحتوي على نسبة عالية من السكر أو حامضة. ويفضل تناولك خضروات مثل الباذنجان و الملفوف والقرنبيط و الطماطم المطهية. ويفضل بالنسبة لك، تجنب تناول منتجات الألبان. ولكن يمكن تناول اللبن الرائب.

3- التدريبات الرياضية

رياضة الأيورفيدا المفضلة هي التي تفيد كل الجسم مثل اليوغا التي يمكن ممارستها يومياً.

4- تغيير نمط حياتك

سيكون لفهم طبيعة حياتك وخطة العمل اليومية وقعاُ كبيراً على سعادتك العاطفية والصحية. فعندما تقوم بإدخال تغييرات ولو كانت محدودة وتعزيز روتين صحي وتواجه متحدياً كل تلك العادات السلبية للدوشا الأولية، ستصبح قادراً عندئذ على استعادة توازنك الداخلي.

وإذا كنت فاتا ستقاوم بانتظام ولكن إدخالك عادة التنبؤ بالمستقبل سيقود إلى تعكير صفو حياتك. وسيجعل من وضع الدوشا على الدوام في حالة اضطراب دائمة. بالنتيجة ستنفق وقتاً أقل كي تشغل نفسك بمشاعر القلق وتبديد التركيز وسيؤدي ذلك إلى ضعف إنتاجك.

وإذا كنت بيتا فإنك ستستجيب مع الكثير من العدوانية عندما لا تسير أمورك وفقاً للخطة التي وضعتها. والسبب من ناحية، أن البيتا يبلغون أنفسهم أنهم لن يكونوا قادرين على إنجاز خططهم أو تحقيق النجاح. الحل أن تقاوم طبيعتك بمغادرة مكتبك خلال النهار، ويحتاج البيتا إلى الدقة وسيقوم بوضع جداول للأشياء بكل دقة وهو ما سيتيح له مساحة معقولة لتجنب الدمار، عندما يطرأ أي تغيير على الجدول. أو سيكون عليه أن ينتظر لفترة أطول مما كان يتوقع. ويمكن أن يستفيد من الوقت الإضافي للتأمل أو للقيام بتدريبات خاصة بالتنفس.

وإذا كنت كافا جرب مقاومة نزعاتك النفسية التقليدية فالأشخاص الكافا لا يحبون أن يهزوا القارب ويصبح لهم ميول للانسحاب عندما تصبح تكملة الطريق مسألة شائكة.ولكن أمثال هؤلاء سيطول شقاؤهم ومعاناتهم وسيبقون في أوضاع لن يحسدوا عليها.

من almooftah

اترك تعليقاً