316117_242339729142483_2288244_n

من حكايا سوريا والسوريين…
حكاية الزراعة وبدء الحضارة اﻹنسانية…
بين الرقة ودير الزور والجزيرة الفراتية سكن سر البشرية…
وحبة الحنطة وبالصدفة وبلحظة ابداع شارك فيها المطر والرعد والماء والتراب وال حنطاوية (السوريين) خلت البشر يطلعوا من الكهف ليينوا أول وأقدم بيت وأول قرية زراعية….
فكانت… اسطورة عشتار وعقيدة الخصب الزراعية…
رح ابدا الحكاية باسطورة عشتار : اللي بتشرحلنا كل شي عن الزراعة والخصب والمناخ وبداية نشوء الفكر السوري….
بتقول اﻹسطورة :…عشتار (آلهة الحياة وربة اﻷرباب)
مهمتها رعاية الحياة وتأمين ازدهارها وتكاثرها واستمرارها عاﻷرض من خﻻل رعاية البشر وتعليمهم الزراعة وفنونها وبث روح الخصب بالكائنات الحية وضمان نظام للطبيعة بتتعاقب فيه الفصول اﻷريعة لضمان استمرار الحياة النباتية عاﻷرض..
أريشكيجاﻻ : (آلهة الموت وسيدة العالم اﻷسفل)
مهمتها حفظ التوازن الكوني للطبيعة عاﻷرض وضبط النهايات لكل الكائنات الحية ..
عشتار وأريشكيجاﻻ ..الحياة والموت..بيعيشوا بصراع دائم …
كل يوم بتقوم عشتار بمهمتها لرعاية مخلوقاتها فبتركب عريتها الشمسية وبتقوم بجولة بالسماء على كل المخلوقات (تفسير لشروق الشمس وغروبها وتشكيل النهار).. وكانت الربة المحبوبة والمفضلة عند الكائنات ﻷنها مجتهدة ومحبة وراعية للجميع ..أما أريشكيجاﻻ فهي غيورة جامدة خالية من المشاعر وكانت دايما تحاول تمنع عشتار من اتمام مهماتها وبتبعتلها جنودها ليعرقلولها عملها..ومرة بتلقي عليها تعويذة الملل لكن عشتار بتتصدى للتعويذة بانو تخلق بيضة كونية وبتحتضنها تحت شجرتها المقدسة (الصنوبر) وبترعاها ويتمنحها كل قدراتها : الخلق والخصب والنور والبهاء والحياة وبتنسى توهبها الخلود (مراحل حياة القمر خﻻل الشهر واختفائه باﻹسيوع الرابع يعني موته المؤقت ﻷنها نسيت تعطيه الخلود )..وبتكبر الييضة الكونية وبتتحول ﻹله جميل سمته تموز وأعطته مهمة الخصب لكل المخلوقات …وحبت عشتار هاﻹله وعطته كل اهتمامها ونسيت وأهملت باقي المخلوقات (تفسير غياب الشمس المتكرر بسبب الغيوم وتبدﻻت الطقس) وبتضج المخلوقات من اهمال آلهتن المحبوية وبيشكوها لكبير اﻵلهة (إيل) اللي بيوبخها على اهمالها وتقاعسها عن عملها..وبترجع عشتار تقوم يمهماتها وبتوكل لتموز (اله الخصب) مهمة بث روح الخصوبة للمخلوقات… وأثناء وجوده بالغابة بتوقع عيون أريشكيجاﻻ عليه
وبتعجب فيه وبتعشقه وبتقرر تخطفه من عشتار…فبتبعتلو أحد جنودها الخنزير البري المتوحش بيهجم على تموز اللي بيحاول يواجهه لكن الخنزير بيغرز قرنه بأسفل ووسط بطنه لتموز وبيقتله وبيصرخ اله الخصب صرخة ألم مدوية بتوصل ﻷسماع عشتار اللي كانت بوسط السماء فبتلتفت عامكان الصوت وبتشوف تموز غرقان بدمه وبيطير الشرر من عيونها (البرق) وبتصرخ صرخة بتهتز اﻷرض منها (الرعد) وبتنزل بسرعة لعند تموز وبتحمله بين ايديها وبتبكي وبتنوح وبتندب وبنضرب عاصدرها وبتمسك التراب وبتعجنه بدم تموز وبتلقي تعويذة فبيبدا الدم المعجون بالتراب يفور وبتنبت منه زهرة رقيقة بلون الدم هي شقائق النحمان (زهرة القائم من الموت) هالزهرة (هي أول زهرة بتفتح بالربيع ) بتنبت كل سنة بنفس الوقت لتعذب أريشكيجاﻻ وتذكرها بفعلتها الشنيعة …
وبلشوا عشتار وأريشكيجاﻻ الصراع والقتال..وأهملت المخلوقات جميعها وحل الدمار والخراب بكل مكان (تفسير العواصف واﻷعاصير اللي بتضرب اﻷرض) ومرة تانية بيضجوا المخلوقات وبيشتكوا لﻹله إيل العظيم وبيطلبوا منه يحل المشكلة ويحط حد للصراع بين الحياة والموت وبيستجيب اﻹله إيل لمطالب المخلوقات وبيستدعي عشتار وأريشكيجاﻻ لمجلسه وبيخبرهم بحكمه : عشتار بتاخد تموز اله الخصب لعندا للحياة 3 شهور (الصيف) وأريشكيجاﻻ بتاخد تموز 3 شهور (الشتاء) ..و3 شهور الخريف عشتار بترافق تموز وبتنزلو للجحيم وبتسلموا ﻷريشكيجاﻻ وبترجع ب3 شهور الربيع بتستلموا من الجحيم وبترجعوا للحياة…وبترضى عشتار بالحل ﻷنو عمليا بتكون 3 ارباع السنة برفقة تموز بحياته وبرحلته للموت وبعودته للحياة…أما أريشكيجاﻻ فبتوافق على مضض ﻷنها ما تقدر تغادر العالم اﻷسفل فهي مضطرة تنتظر عشتار لتوصلﻻ تموز وترجع تاخده من عندا….
وبتبدا عشتار تجهز تموز لترافقوا للعالم الأسفل (تفسير ظاهرة دفن الموتى..وطمر الحبوب بالتراب لتبعث وتنبت من جديد) وللوصول للعالم اﻷسفل كان ﻻزم تمر عشتار على بوابات الجحيم السبعة وعند كل بوابة ﻻزم تشلح وتتخلى عن شيء من قدراتها حتى توصل عارية من كل شيء (حسب شروط أريشكيجاﻻ الشريرة). (وهو تفسير للي عم يصير عاﻷرض بفصل الخريف من يباس للعشب والنبات وتساقط أوراق الشجر و تعري اﻷرض من الخضرة وتغير مظاهر الطقس من غيوم ورياح وبرد ومطر)..طبعا وبتحزن المخلوقات على نزول ربتهم المحبوبة واله الخصب للجحيم (موت اﻹلهة اﻷم الطبيعة المؤقت ) وبيبكوا وبيحزنوا عليهم (هطول المطر المتواصل والظﻻم والشحوب والحزن اللي بيعم اﻷرض يالشتاء)…ولما بتوصل عشتار عالبوابة السابعة بتكون متخلية عن كل قدراتها فبتقوم أريشكيجاﻻ بسرعة وبتثبتها ويتمنعها من الحركة وبتاخد تموز منها..وعشتار الفاقدة لقدراتها ما قدرت تتصدى الها طول فترة الشتاء.. وبيحل الربيع ..موعد عودة اله الخصب للحياة..لكن الهة الموت بترفض تفك أسرهن وبتتمسك فيهن ويتنقض اﻹتفاق اﻹﻻهي (تفسير تأخر فصل الشتاء على حساب الربيع)…وبتتدخل اﻵلهة وبيطلبوا انو تفك أسرهن ﻷنو مابيصير يختل توازن الطبيعة بسبب تعنت آلهة الموت …لكنها بترفض فبيطللبوا من وزيرها المحبب لقلبها نمتار انو يرش ماء الحياة على عشتار وتموز ليحررهن ﻷنو الوحيد القادر انو يعمل هالشي دون ما تغضب منو أريشكيجاﻻ..ونفذ نمتار طلب اﻵلهة وحرر اﻷسرى وبيطلعوا فورا من البوابة السابعة وبتغضب أريشكيجاﻻ وبتحكم على نمتار انو يعيش في مجارير المدن باﻷماكن الرطبة وفوق المياه اﻵسنة وانو يعطش واذا شرب الماء بيموت فورا (نمتار هو الصرصور)… وعالبوابات السبعة استعادت عشتار قدراتها ولبست تاج الحكمة وحملت الصولجان و حطت وشاح السهول عا كتافها ولبست كل الحلي عاصدرها العقود والجواهر.. وأساور ايديها وخﻻخيل رجليها وخواتمها ورربطت زنار تعويذة الوﻻدة وألواح اﻷقدار السبعة على خصرها (طبعا هاد نفسير بدء الربيع ونمو العشب والنباتات وتفتح اليراعم والزهور والورود والخضرة وبدء الطقص اللطيف الجميل)..
وبيعم الفرح بين المخلوقات وبتبدا اﻹحتفاﻻت عاﻷرض…
هاﻹسطورة بتجسد حكاية الزراعة واهميتها وتفسير تعاقب الفصول اﻷربعة ونظام الطبيعة واختراع التقويم الشرقي وطرق الزراعة من حراثة وطمر الحبوب والبذار باﻷرض وسقايتها ورعايتها لتنبت من جديد ﻹنتاج الخير وتفسير لفكرة الموت وتخفيفها على اﻹنسان وتقبلها وزرع ثقافة الحياة ..فمن الموت تولد الحياة والحياة تنتهي بالموت والرابط بينهن هو الخصب والبعث والعودة للحياة ضمن الدائرة الكونية الﻻمنتهية (المنداﻻ السورية) ….
وهيك كانت فكرة عقيدة الخصب الزراعية اللي بلشت بسومر ونفس اﻹسطورة باسم انانا ودوموزي اﻹله الراعي..فانانا آلهة الحب والحياة بتختار دوموزي اﻹله الراعي ليكون زوجها ويتضحي بنفسها ويتنزل للجحيم لمدة 3 أيام وبترجع تبعث نفسها من جديد (لتجديد دورة الخصب الزراعية ولتأكيد قوتها اﻹخصابية الذاتية) ولكن صعودها من عالم اﻷموات كان مشروط بانو نبعت بدالها شخص ينوب عنها فبنضحي بحبيبها دوموزي وبتبعتوا للجحيم…
ونفس عقيدة الخصب بيمثلها اﻹله الكنعاني بعل (حكيتلكن عنه سابقا) وزوجته عناة..قصة صراعه مع يم (الطوفان) لتنظيم القوى المائيةللطبيعة اللي الها قوى تدميرية …وهو صراع بين الخير والشر وتعبير عن تنظيم الطبيعة لمصلحة البشر وبلقائه مع عناة زوجته اللي بتمثل روح الخصب الكونية بتنتعش الطبيعة والحياة الزراعية..
وكمان صراع البعل مع موت( الجفاف) اللي بيهدد اﻹنسان وبيفسد النظام البعلي ..وتضحية البعل بنزوله للجحيم (لتجديد دورة الخصوبة) ولما بيتأخر بتنزل لعندو عناة وبتصارع موت وبتلتقي مع اليعل ويتبدأ دورة الحياة الجديدة..وحسب مناخ اﻷرض السورية كل سبع سنين بيرجع اﻹله موت ليتصارع البعل (سبع سنين خصب وسبع سنين قحط وجفاف) وفكرة عقيدة الخصب السورية هي اتحاد بين اله المطر بعل اين دجن والهة الخصب والحياة والحب عناة (ﻷنو الزراعة بسوريا بتعتمد بمعظمها على المطر)
وهي بعض تجليات ﻹسطورة عشتار و تموز وعقيدة الخصب فاﻹله_ تموز _دوموزي _اليعل _أدونيس _هنن اله واحد اليعل بيمثل الخصوبة بمجتمع بيعتمد أساسا عالزراعة وهو بصراع دائم مع القوى المعادية لﻹنسان المزارع (الطوفان والجفاف) وبينغلب على اله الطوفان وبينظم الحياة الزراعية وبيضل بمعارك متكررة مع اله الجفاف (موت)..وتفسير هالشي انو بالمجتمع الزراعي القديم ما كان ممكن للحياة الزراعية انو تنتظم إﻻ بعد ما يسيطر اﻹنسان على الموارد المائية ويسخرها لخدمة زراعته لكن ما قدر يسيطر على الجفاف ومواسم القحط ﻷنها خارج عن سيطرته و قدراته…..
ايه منرجع للواقع ولحكاية الزراعة الحقيقية :
متل ما بنعرفوا انو اختراع الكتابة ب (3500 ق.م) يعتبر هو بداية التاريخ ..
ونشوء الزراعة ب (9000 ق.م.) تعنير هي بداية الحضارة اﻹنسانية.. وكانت اﻷعمال الزراعية اﻷولى (القمح والشعير والشوفان) وتدجين الحيوان هي اللي عملت تطور كبير بحياة اﻹنسان وبسبب الزراعة بدأ انسان ما قبل التاريخ يتحول من حياة التنقل والصيد و اﻹلتقاط إلى حياة اﻹستقرار واﻹستيطان بأماكن معينة ومناسبة للعيش واتطورت تدريجيا وصارن قرى ومدن صغيرة ..وبدأت الزراعة بأماكن مختلفة في العالم القديم ب (11) منطقة واقليم ..وبيرجع تاريخ الزراعة ﻵﻻف السنين…ومن حوالي 20 ألف سنة كان اﻹنسان القديم يجمع ويلتقط الحبوب البرية والثمار وياكلها..و قبل حوالي (9500 ق.م) وبنهاية العصر الحجري الحديث اكتشف هاﻹنسان زراعة القمح والشعير بالمناطق الزراعية اﻷولى و اﻷقدم بالعالم ببﻻد الرافدين العراق والشام ومصر القديمة واتميزت هالمناطق بظروف طبيعية مﻻئمة و أحوال مناخية مختلفة متل توفر أراضي صالحة للزراعة وتوفر الماء وخاصة اﻷنهار الكبرى متل دجلة والفرات بالعراق والشام والنيل بمصر…
كان اﻹنسان بهداك الزمن مكتشف ومراقب ممناز وشديد المﻻحظة ومتفتح الحواس (ما كان مشتت وتائه) فكان سعيد ومذهول بالطبيعة وبقدر ما أحبها كان يخاف منها ومن مظاهرها ..وكان بحالة اكتشاف دائم..فأثناء بحثه عن طعامه اكتشف انو بذور بعض النباتات والثمار اللي كان ياكلها ممكن انياتها بطمرها بالتربة (بتقليد الطبيعة) وبأوقات معينة ومناسبة ..وانو النباتات الناتجة عم تعطيه بذور صالحة لﻷكل وكان هالشي اكتشاف مهم جدا (اكتشاف الزراعة على رأي العلماء) مكنهم من توفير الغذاء وخفف عنهم عناء البحث عنه من مكان لمكان ووقاهم من خطر الجوع..وكانت طريقة الزراعة بدائية كتير ..فكانوا يزرعوا بحفر صغيرة يعملوها بالتربة بواسطة عصا أو حجرة حادة وكانوا يحصدوا الحبوب كمان بأدوات حجرية بسيطة أو يقلعوا النبتة بكاملها….
وحسب الكشوفات و آراء العلماء كانت المرأة هي صاحبة هاﻹكتشاف لهيك كانت تقوم باﻷعمال الحقلية الزراعية فكانت هي أول منتج اقتصادي ورئيسي بهالمجال…والرجال كانوا يهتموا بالصيد ورعي الحيوانات اللي دجنوها بنفس الفترة.
ما انعرف بالضبط تاريخ نشأة القرى ، لكن العلماء اعتبروا انو مناطق ظهور الزراعة هي نفسها مناطق ظهور التجمعات السكانية( 8000_7000 ق.م) بأقدم مواقع اكتشاف الزراعة ببﻻد الرافدين العراق والشام.. وبما انو القمح والشعيركانوا نباتات برية ببﻻدنا فهنن من أوائل النباتات اللي جمعها اﻹنسان (11000 ق.م) وهنن أول التجارب الزراعية باﻷلف الثامن ق.م (ب 7700 ق.م وجدت أقدم بذور متفحمة للقمح المزروع بالعالم بمنطقة وادي مريبط على الضفة اليسرى للفرات بدير الزور)..وبين 9000_8600 ق.م ظهرت أول البيوت المستطيلة العائلية الكبيرة اللي مارس أهلها أول مرة الزراعة البدائية للحبوب بموقع تل مريبط اللي اعتبر أقدم وأهم المواقع المشرقية (السورية) والعالمية اللي دلتنا مكتشفاتها اﻵثرية على التحول اﻹقتصادي واﻹجتماعي الكبير اللي صار بعصور ماقبل التاريخ واللي اسموه ثورة انسان العصر الحجري أو الثورة الزراعية اللي ميزت تحول اﻹنسان من حياة التنقل واﻹلتقاط لحياة البناء واﻹستقرار والزراعة وتدجين الحيوان. بيقول جاك كوفان :
“في تل مريبط شرقي نهر الفرات غادر اﻹنسان الكهف وترك حياة الصيد ليبني أول وأقدم بيت عرفه اﻹنسان المتحضر وانتقل إلى حياة اﻹستقرار بمنتصف اﻷلف التاسع ق.م”.
وبموقع تل أيو هريرة قرب الرقة دلت الكشوفات انو هالموقع هو أول ظهور للقرية الزراعية المنظمة بالعالم من 9000 سنة..وجدوا فيه اقدم سنبلة قمح…
وبهالمكان الجزيرة الفراتية لسه في عدد كبير من التﻻل اﻷثرية متل_ تل حالوﻻ اللي اكتشف فيه نظام لتسريب المياه 8700 ق.م _تل ممباقة _تل أبيض_ تل حمام _ تل البيعة توتول. ..وغيرهم…طبعا وجد العلماء أدلة بتوضح التحوﻻت الزراعية القديمة وبتثبت انو السكان بهالمكان كانوا أول مين مارس الزراعة بالعالم بأسره يعني استئناس القمح والشعير وابتكار المحراث اللي بتجره الحيوانات المدجنة (الثيران) لحراثة التربة..بيقول الباحث اﻵثاري البروفسور أندرو مارو :
“في هذا الموقع عرف انسان اﻷرض السورية كيف يزاوج بين القمح والماء ويحتضنها بالترية ويستنبت من السنبلة الواحدة آﻻف السنابل وفي لحظة اﻹبداع هذه بدأت المدنية واﻹستقرار”
وبشرق الفرات شمال العراق وعلى سفوح زاغاروس الغربية اتوفرت ظروف مناسبة لظهور كتير من المستوطنات الزراعية منل قرية جرمو بترجع لﻷلف النامن ق.م وجد فيها حيوب قمح وشعير متفحمة وبقايا بيوت مبنية من الطين. ..
وبمناطق تانية يجنوب سوريا ظهرت مجتمعات زراعية متل حوض دمشق منطقة تل الرماد قرب قطنا..تل الأسود ..تل البيدر ..وجدوا بهالمناطق بقايا حبوب قمح مزروعة بقرية جارما بريف دمشق كمان وجدوا أدوات زراعية بسيطة متل معازق من العظام ومناجل من الصوان وفؤوس حجرية..وكانت هالمناطق عبارة عن قرى زراعية اتطورت باﻷلفين التامن والسابع ق.م وهي مناطق غنية باﻷمطار الغزيرة سمحت بنشوء زراعة بعلية واشتغلوا السكان بزراعة القمح الشتوي والشعير والعدس والكتان واﻷشجار وسكنوا أكواخ من اللبن وصنعوا أدوات وتجهيزات من الصلصال خاصة للتخزين وصنعوا سواقي بسيطة لجر المياه للحقول…..
وحكاية الزراعة هي حكاية بدء الحضارة اﻹنسانية..بتمنى نقرأوها حتى لو كانت طويلة …
وهيك اعتبرت سوريا هي المنطقة اللي تم فيها تدجين القمح واختراع الخزف واكتشاف المعادن واختراع اﻷبجدية وفيها اقدم مدينة بالتاريخ مازالت قائمة لحد هﻷ وهي دمشق الياسمين.. وهيك وباعتراف المؤرخين اللي قالوا عنها :
” سوريا هي خﻻصة لتاريخ العالم”
سوريا اﻷرض المقدسة. أرض الخير والبركة والكرم والطيبة..أيناءك الحنطاوية اللي تلونوا بلون القمح و أخدوا طيبته وكرمه وخيره وقدموه للعالم ومن سنبلة وحدة طلعوا بيادر قمح وبعدن لهﻷ عم يصارعوا (موت) ليعيدوا التوازن لنظام الطبيعة ليرجعوا الخير والبركة والمحبة لﻷرض لتزهر وتحيا من جديد……
و تحيا سوريا …….

من almooftah

اترك تعليقاً