وسط الجبال التي تحيط به من الشمال والشرق والجنوب يقع الحصن وينفتح على واد خلاب مكتظ بأشجار الدلب والجوز والدوالي والسنديان والتوت ,
وكأن تصميم الحصن أعد خصيصاً للاحتماء بالجبال من هواء الشتاء البارد الآتي من الشرق والشمال كما يستقبل الهواء الرطب النقي الذي يهب من الغرب صيفاً. صرح ديني رائع مازالت أطلاله حتى الآن تسلب ألباب الناظرين إليه.يقع حصن سليمان في محافظة طرطوس، ويبعد عنها50 كم شرقاً وعن صافيتا 20 كم باتجاه شمال شرق وعن الدريكيش 15 كم، ويرتفع عن سطح البحر 790م حيث يتوضع في منخفض من الأرض تحيط به المرتفعات الجبلية من كل الجوانب على السفوح الشمالية الغربية من قمة النبي صالح وعلى مسافة 14كم إلى الشمال من بلدة مشتى الحلو.يعتبر موقع بيت خيخي (حصن سليمان) من أقرب الأماكن إلى أرواد التي كانت من أهم المدن الفينيقية على الساحل لاسيما أن نفوذها يمتد إلى أعماق الجبال في الداخل.
و كان حصن سليمان مركزاً فينيقياً متقدماً في الجبل، وباعتبار أنه كان تابعاً لدولة أرواد في فترة من الزمن (العهد الفينيقي) فقد كانت الأخشاب لصنع السفن وللتصدير تأتي من هناك وقد اعتمدت على ذلك في صناعة سفنها.
وكان طوال فترة من الزمن معبداً وحصناً للفينيقيين القاطنين في الجبل ، وتذكر المصادر التاريخية أن الطريق من عمريت إلى حصن سليمان كان وسط غابات أشجارها وارفة بحيث أن المسافر يقطع المسافة كلها في الظل الظليل.
ولا تزال إلى الآن بقايا أبراج ومحطات موجودة عبر طريق الوادي حمين وقلعة تخلة ومن شمال الدريكيش إلى الأكمة (قلعة الكيمة) وعين التينة إلى حصن سليمان.

تعرف على تحفة الدريكيش وصافيتا  ((حصن سليمان ))
حصن سليمان  عمره ينيف  عن / 4000 سنة /..

يقع في حضن جبل النبي صالح من جهة الغرب على ارتفاع يصل إلى 950 م عن سطح البحر , وتبعد أطلال هذا البرج 20 كم عن بلدة الدريكيش في الزاوية الشرقية الشمالية , و 56 كم عن مدينة طرطوس , ويمكن الوصول إليه عن طريق صافيتا , تحيط بحصن سليمان الجبال من جهة الشمال والجنوب والشرق وينفتح على واد جميل تزينه أشجار الجوز و الدلب و الدوالي والتوت والسنديان وغيرها … ويلاحظ أنه تمت دراسة الحصن منذ القديم فهو يحتمي بالجبال من هواء الشتاء البارد الأتي من الشرق والشمال . ويستقبل الهواء الغربي النقي والرطب القادم من الغرب صيفا ً. التسمية : يسمى معبد حصن سليمان بيت خيخي أو بيت سيسي أو بيت خيخة , ويلاحظ من هذه التسمية أن الاسم يحمل جذورا ً سامية , أو بيت سيسي نسبة إلى الإله الأكبر ( بيتو سيسي ) الذي يعتبر الإله الشافي من الأمراض عند الرومان , ومن المحتمل أن هذا المعبد كان الإله (زوس) البديل المحلي للرب (بعل) وكانت عبادته منتشرة في العصور التي ازدهرت فيها الموانئ الفينيقية على الساحل السوري , ويطلق على هذا المعبد أيضا ً لقب (حصن معبد بعل ) نسبة للإله بعل , ولا تزال قربه قرية تدعى (بتعلوس) , وبالعودة إلى الجذر الروماني فإن البعل كان يقال له (البعلوس) وهناك إمبراطور روماني يدعى ( أليجا بعلوس ) حاول إدخال عبادة الإله بعل إلى روما . وصف الحصن تبلغ أبعاد المعبد طولا ً 144 م وعرضا ً 90 م وهو مشيد بحجارة نحتية يبلغ طول الكثير منها حوالي 10 م وسماكتها 2.5 م وبعضها أبعاده 11*5*2.5 م ويخترق كل ضلع من أضلاع السور بوابة تقود إلى داخل صحن المعبد. في حين أن المدخل الجنوبي منها بسيط للغاية , أما البوابتان الشرقية والغربية فتزهوان بالزخارف المنحوتة. ويقع المدخل الرئيسي في الضلع الشمالي ويحمل طابع الغرابة الضخمة من خلال الرواقين اللذين يتقدمان في الداخل والخارج . يدخل الزائر إلى صحن المعبد عن طريق المداخل الثلاثة للبوابة الشمالية نفسها . يقوم في وسط المعبد الصحن المسور وهو مذبح يتربع فوق مصطبة . تتخذ جدرانه الخارجية شكل الرواق الذي يلصق بجسم الهرم , أي أنها على هيئة أنصاف أعمدة ملتحمة بجسم الجدار . ويتقدم واجهة المعبد رواق محمول على أعمدة , ويصل المرء إلى مدخل المعبد بدرج رئيسي عدد درجاته 39 درجة . كما توجد أدراج جانبية للدرج الرئيسي يبلغ عدد درجات كل منها 9 درجات , وتضم الأدراج سطحين منبسطين يقوم فوق أحدهما مذبح للنار . و إلى شمال الحصن على بعد 70 م بناء أخر ببوابات مزينة وكتابات يونانية ولاتينية تتحدث عن الحصن وأهميته وموقعه الديني. ويرجح أن البناء الشمالي الذي هو أقل فخامة تحول إلى دير تابع للحصن في المرحلة التي شهدت سيطرة الرومان, غير أنه من المؤكد اتصاله مع الحصن برواق رئيسي , بدليل الحجارة الضخمة المتناثرة بين البنائين ولكنها تسلك اتجاهاً واحدا ً . البوابة الرئيسية في الشمال : لها ثلاثة مداخل , مدخل رئيسي في الوسط و مدخلان ثانويان في الجانبين , و إلى جانب البوابة الرئيسية من الداخل و الخارج و على ارتفاع 150 سم من السوية العالية إفريز بعمق 50 سم و ارتفاع 200 سم وعرض 80 سم يرجح أنها كانت مكانا ً لتمثال , وإلى جانب البوابتين الثانويتين عمود ضخم ذو ارتفاع هائل على قمته تاج تزييني , وفي سقف البوابة كتابات يونانية ولاتينية و نقوش تزيينية . البوابتان الشرقية والغربية : متناظرتان في كل شيء , والبوابة آية في الجمال والدقة , عليها زخارف بنحت نافر , و نسر وشخصان أحدهما في وضعية القفز , و النسر في الوسط ( كان النسر شعار الدولة الرومانية ) , و يبلغ ارتفاع البوابة 5 م وعرضها 3 م وسماكتها 2 م , أما على عتبة الباب العليا في الأعلى من الخارج فهناك تمثالان , واحد من كل طرف , و يمسك العتبة بيده وكأنه يرفعها . السور الخارجي : مستطيل الشكل من الجنوب إلى الشمال أبعاده 144*90 م . ويقع على أرض منبسطة , أحجاره ضخمة جدا ً انهار بعضها من الجهة الغربية بفعل حتّ السيول التي جرفت التربة تحته , و بعضها سقط بفعل الزلازل المتكررة منذ آلاف السنين . ويمتاز السور بأن له قاعدة مدهشة , فصخوره منحوتة بدقة متناهية , برغم حجمها الكبير و الأفاريز و نحت فاخر بتماثيل متناظرة على البوابات وفي المعبد داخل الحصن بحيث يصعب على الباحث إيجاد أية فوارق أو انحرافات عن مسارها مهما استخدم من أدوات القياس الحديثة , و على الرغم من أن النحت أو الإفريز قد شغل على عدة صخور متتالية وبنفس السوية . المعبد : يمتاز بالتناظر الخارجي الدقيق و الجمال المعماري في الأعمدة و الجدران إلى داخل الهيكل , يتم الصعود إلى المعبد على مرحلتين حيث تصعد 7 درجات من أحد الجانبين إلى مدخل عريض ثم تصعد 25 درجة وسط الركام وفوقه لتصل إلى الأعلى . إن بقايا المعبد التي خلفها الزلزال ما تزال صامدة في الجهة الجنوبية والغربية نسبيا ً. و قسم من الجهة الشرقية , أعمدتها تشكلت من حجارة نصف اسطوانية متصلة مع الجدار في وسطها و مستوية من جهة الداخل . و بعض الأعمدة اسطوانية كاملة بقطر 100 سم , وبعضها يحمل رسوما ً ونحتا ً بارزا ً لأسد أو غيره.. أما الأعمدة نصف الاسطوانية فقد سقط بعضها وما يزال البعض الآخر شامخا ً, وقد تم الكشف عن غرفة كبيرة تحت المعبد بوابتها إلى الشرق كانت تستخدم لأغراض العبادة . النقوش والكتابات : يمتاز حصن سليمان بالكتابات والنقوش الرائعة التي زينت السور و المعبد و الجدران , وكذلك المحاريب الصدفية والتماثيل الرائعة , إن الكتابات اليونانية المنقوشة في أماكن متعددة , لا سيما التي تزهو فوق بوابات سور المعبد الكبير لا تدع مكانا ً للشك بأنه معبد للإله زوس , و تذكر الكتابات اليونانية المنقوشة في البناء الاسم الأصلي لموقع حصن سليمان (بيت خيخي – بيت سيسي) , والكتابة المنقوشة على البوابة الشمالية باليونانية و اللاتينية تتمتع بأهمية خاصة لا سيما و أنها تتضمن ذكر الامتيازات التي حصل عليها سكان الموقع , وتبدأ الكتابات بنسخ الرسائل التي وجهها كل من القيصر فاليديانوس و غالينوس وابنه و القيصر سالونينوس إلى شخص أوريليوس مارياس وغيره من الشخصيات سنة 255 م . وتتضمن هذه الرسائل انه يتعين على الحاكم العالي للولاية الاستمرار في احترام الامتيازات التي منحها الملوك الأقدمون ويقصد بذلك الملوك السلوقيين . ويتبع ذلك رسالة موجهة من ملك اسمه أنطوخوس إلى حاكم الولاية وتتضمن وقف بيت خيخي وما حولها الإله زوس , ثم التوصية بصرف الإيرادات المتوفرة من ذلك الوقت على تقدمة الذبائح شهريا ً للمعبد نفسه , فضلا ً عن ضرورة عقد السوق التجارية مرتين في الشهر. و تمنح الرسالة نفسها حق اللجوء إلى المعبد والاحتماء فيه , كما أن هناك فقرة خاصة بإعفاء القرية من دفع الضرائب للدولة. لقد وجد سكان منطقة المعبد من الإلوهية بمكان أن ينقشوا على حجارة البوابة الشمالية لسور معبدهم محتويات القرار الذي اتخذته مدينة أفاميا وأبلغت القيصر الروماني أغسطس به , و يتعلق ذلك القرار بأمر بيع البضائع التي ستكون بعهدة الرب زوس في بيت خيخي . لقد كانت بيتوسيسي مؤلفة من وقفيات مختلفة موزعة في مختلف مناطق المشتى وصافيتا . وربما كان المعبد ذو الحربتين القائم بقرب قرية المصيطبة والمذبح الذي عثر عليه في قرية ساعين المجاورة هو المكرس للإله رب السماوات , وهي العبارة التي يكنى بها بيتوسيسي , يشكلان حدود أملاك المعبد الغربية , بينما كان المعبد الذي أقيم على أنقاضه برج الزار على حافة هضبة تلكلخ الشمالية يشكل حدوده الجنوبية . المدخل الشمالي : يتألف من مدخل رئيسي ومدخلين ثانويين و له محرابان صدفيان يفصلان المداخل الثانوية عن المدخل الرئيسي و يعود وجود هذين المحرابين على شكل صدفة إلى كون الصدفة تعتبر مسكن (فينوس) آلهة الجمال , و هذه البوابة محددة بعمودين من طراز الأعمدة الآيوانية . أما المداخل الأخرى فكل منها يتألف من مدخل واحد وعلى جانبيه نحتت رفوف و أقواس تعتبر أماكن لعرض ألواح تتحدث عن تاريخ الحصن والميزات التي كان يتمتع بها سكانه . يوجد في أعلى المدخل من الخارج تمثالان للإله ( مينيرفا ) آلهة الحرب والحكمة أحدهما في اليمين و الأخر على اليسار وبينهما نحت تمثال على شكل رأس سبع ( أسد ) و الذي يرمز إلى القوة والشجاعة , وفي السقف الداخلي لكل من المداخل الأربعة نحتت تماثيل ورسوم رائعة على شكل طفلين عاريين ممتلئي الجسم أحدهما فوسفوروس نجمة الصباح والأخر هسبوريوس نجمة المساء , و بينهما الطائر المقدس ناشرا ً جناحيه و الأهم من ذلك أن جميع المداخل مزينة أفاريزها بنقوش نباتية على شكل أزهار .

البوابة الرئيسية في الشمال :
لها ثلاثة مداخل , مدخل رئيسي في الوسط و مدخلان ثانويان في الجانبين , و إلى جانب البوابة الرئيسية من الداخل و الخارج و على ارتفاع 150 سم من السوية العالية إفريز بعمق 50 سم و ارتفاع 200 سم وعرض 80 سم يرجح أنها كانت مكانا ً لتمثال , وإلى جانب البوابتين الثانويتين عمود ضخم ذو ارتفاع هائل على قمته تاج تزييني , وفي سقف البوابة كتابات يونانية ولاتينية و نقوش تزيينية .

أعمدتها تشكلت من حجارة نصف اسطوانية متصلة مع الجدار في وسطها و مستوية من جهة الداخل .

متاز حصن سليمان بالكتابات والنقوش الرائعة التي زينت السور و المعبد و الجدران , وكذلك المحاريب الصدفية والتماثيل الرائعة , إن الكتابات اليونانية المنقوشة في أماكن متعددة , لا سيما التي تزهو فوق بوابات سور المعبد الكبير لا تدع مكانا ً للشك بأنه معبد للإله زوس , و تذكر الكتابات اليونانية المنقوشة في البناء الاسم الأصلي لموقع حصن سليمان (بيت خيخي – بيت سيسي) , والكتابة المنقوشة على البوابة الشمالية باليونانية و اللاتينية تتمتع بأهمية خاصة لا سيما و أنها تتضمن ذكر الامتيازات التي حصل عليها سكان الموقع , وتبدأ الكتابات بنسخ الرسائل التي وجهها كل من القيصر فاليديانوس و غالينوس وابنه و القيصر سالونينوس إلى شخص أوريليوس مارياس وغيره من الشخصيات سنة 255 م

من almooftah

اترك تعليقاً