الفنان المبدع حكمت محسن

الفنان حكمت محسن وأعماله التسعة من نهاية سكير إلى مأوى العجزة
إعداد: أميرة سلامة
اكتشف سورية
أعماله
تمثيلية «نهاية سكير»
«يا مستعجل وقف لقلك»
«الكرسي المخلوع»
«مرايا الشام»
«العصابة»
«الطلعة من ورا…النّزلة من قدّام»
«مذكرات حرامي»
فرقة المسرح الشعبي
«مأوى العجزة»
الفنان حكمت محسن وأعماله التسعة من نهاية سكير إلى مأوى العجزة أعماله
تمثيلية «نهاية سكير» : الذي يؤدي به إدمان الكحول إلى الإفلاس وخراب البيت، بشكل تراجيدي شعبي، مؤثر جداً. لقد تأثر حكمت محسن بالناس، وحمل ثقافتهم، مارس عاداتهم ومعتقداتهم فجسّد بدوره في أعماله الفنية كل المفاهيم الاجتماعية والثقافة الشعبية، التي انغرست في اللاوعي الجماعي.
«يا مستعجل وقف لقلك»
قدمتها الفرقة السورية، وهي كوميديا في فصل واحد، أخرجها تيسير السعدي، ملخصها: أن كلاً من: أبو إبراهيم، إبراهيم، أبو رشدو، أم كامل، وأبو صياح كانوا قد اتفقوا على الاجتماع في منزل أبو فهمي، للذهاب إلى منزل الشاب الذي تقدم لابنة أبو إبراهيم، ويصل الجميع إلى منزل أبو فهمي الذي يرجوهم انتظاره، مرة ليرتدي ثيابه، ومرة ليخيط زر الجاكيت، ومرة ليغلق باب سطح المنزل، ومرة كي يحلق ذقنه، وأخيراً كي يأكل بعد أن أتى بصحن مليء باللبن، وهنا يضيق أبو رشدو به ذرعاً، ويأخذ الصحن ويقلبه على رأسه، وهنا يأتي أبو فهمي بالخبز، ويبدأ بأكل اللبن على وجه أبو رشدو، وعندما تبدأ الستارة بالنزول يتوجه أبو فهمي إلى الجمهور قائلاً: تفضلوا كلوا معنا! وقد قدمت الفرقة التمثيلية في عام 1957، من تأليف حكمت محسن وإخراج تيسير السعدي.
«الكرسي المخلوع»
حيث اعتمد الإضحاك فيه على تكرار وقوع الشخصيات أرضاً عند جلوسهم على الكرسي ذي الثلاثة أرجل في منزل أبو فهمي، قُدم العرض في بيروت ودمشق والقاهرة أثناء فترة الوحدة (1958-1961)، وتم تكريم كل من حكمت محسن وتيسير السعدي عدا عن الاستقبال الجماهيري في الإسكندرية للفرقة.
«مرايا الشام»
تحكي كل حلقة منها قصة فنان حكواتي، ملحن، ممثل، راقصة… إلخ، إضافة إلى الاستقاء من التاريخ وحكايات «ألف ليلة وليلة» والسير الشعبية، وقد تهافت الناس على تناقل نوادر شخصياته كما كانوا يتناقلون نوادر جحا من قبل، فقد كانت متصلة بالواقع الإنساني، الغني بالأغاني والمراثي الشعبية والمأثورات والحكم والأمثال.
لقد نجح حكمت محسن بالقص الواقعي، وابتكار شخصيات غير مثالية، حيوية ومتماسكة، غير نمطية، متصلة بزمان ومكان القصة، تعبّر أقوالها وتصرفاتها عن صفاتها، وتقدّم مثالاً قوياً للمجتمع سلباً كان أم إيجاباً، بني نجاحها أو فشلها على جهدها وتفكيرها، لا تنفصل عن التجربة اليومية العادية، وحبكتها متقنة فيها ابتكار وتشويق، مقنعة، تحفّز الخيال، وتثير الفضول، وتتضمن مغامرات، تؤثر على أفكار وأفعال ومشاعر هذه الشخوص التي تتجه نحو نهاية جذابة.
رسّخ حكمت محسن عادات شعبية أصيلة، مستخدماً المعتقدات التي تتجسد في الطقوس الشعبية، فحفظها لنا، ونظم القصائد بإيقاع وبأسلوب عامي، فإذا ما صاحبتها موسيقى أصبحت أغنية شعبية، وإذا ألقيت بطريقة انتقادية ساخرة أصبحت مونولوجاً شعبياً، يتذوّقه المتلقي، يحفظه، ويساهم في نشره، وبهذا تكون الدراما الشعبية قد ساهمت بشكل كبير في إثراء الثقافة، والتحريض على النقد والتفكير والتأمل، وتقييم المواقف، ما ألهم كل فنان شعبي ليحذو حذوه، مثل نهاد قلعي وأحمد قبلاوي.
«العصابة»
استطاعت شخصية «أبو رشدي» في تمثيلية «العصابة»، بصدقها، أن تمثل الرجل الدمشقي المحترم الذي يقول الحق، فيُسدي إلينا النصح، وكان لانتقالها من الإذاعة إلى التلفزيون أكبر الأثر في ذاكرة الأجيال، حيث تشبه الحبكة إلى حد بعيد حبكة رواية «البؤساء»، لفيكتور هوغو، حيث يسرق جان فالجان رغيف خبز، وتلاحقه الشرطة، لتفترق العصابة عنه، عند اعتراف أبو رشدي للشرطة بأن لديه عصابة، ويعرف وكرها، يأخذهم ليدلهم عليها، ويصل معهم إلى دار فقيرة، ليروا عائلة كثيرة الأفراد نائمة تفترش الأرض ويقول لهم هذه هي العصابة.
لقد قدّم حكمت محسن، تاريخاً للعلاقات الاجتماعية القائمة بين أفراد الشعب، سواء كانت بين الجنسين أو بين الأجيال وما يرتبط بهم من سمات سلوكية معينة خلال تفاعلهم، فربط التراث المحلي بالتراث الشعبي العام، الخاص بالمجتمع الأكبر، عرّف بالمواقف والظروف والمناسبات التي تستخدم فيها التمثيلية الشعبية، وما تحتوي من مغزى وقيم اجتماعية، وكيف ترتبط تلك العناصر بالسلوك اليومي للأفراد بحيث تدل على أكثر السمات والقيم والتي يمكن استخلاصها من تلك المأثورات المرتبطة بالسلوك، فالتمثيلية الشعبية هنا تقدم صورة متفردة للمجتمع أو للشعب من الباطن وليس من الخارج أو الظاهر.
«الطلعة من ورا…النّزلة من قدّام»
أسس حكمت بعد عودته من لندن «الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى» بالتعاون مع تيسير السعدي، أنور البابا، فهد كعيكاتي، وقدّم لإذاعة دمشق تمثيليات اجتماعية ناقدة، تجاوز عددها 800 حلقة إذاعية: «الخطّابة»، «طاقية الإخفاء»، «متعب أفندي»، «تحت الشباك»، على مسرح دار الإذاعة.
كما أن أغنية «الطلعة من ورا…النزلة من قدام»، والتي قُدّمت في برنامج «نهوند»، ساعدت على تنظيم الصعود والنزول إلى الباصات بيسر، إضافة إلى تأثر العائلات إيجابياً بالمفارقات الكوميدية في تمثيليات حكمت محسن، فمن كان على خصام مع زوجته وعائلتها، وجد في الضّحك حلاً لمشكلاته، لاسيّما وأنّ الضّحك ثمرة للفهم، والصّدق مع الذّات والتسامح.
«مذكرات حرامي»
أحدث حكمت محسن فيها نقلة نوعية لمعالجته مشكلة اجتماعية في قالب بوليسي، واكتملت تلك النقلة حيث تم تحويله إلى مسلسل تلفزيوني عام 1968وقام بإخراجه علاء الدين كوكش، وقام بدور البطولة: عبد الرحمن آل رشي، هاني الروماني، عمر حجو، سلوى سعيد، شاكر بريخان، وآخرون، حيث نال نجاحاً ومتابعة جماهيرية واسعة.
فرقة المسرح الشعبي
نزولاً عند رغبة مديرية الفنون في وزارة الثقافة، أسس حكمت محسن وعبد اللطيف فتحي عام 1959 «فرقة المسرح الشعبي»، وفي عام 1960 شكل «فرقة المسرح القومي»، حيث قدّم حكمت محسن أول عروضه عن نص لأريستوفان، كان قد اقتبسه توفيق الحكيم وتم عرضه في 25 شباط 1960، ثم قام بتشكيل «فرقة أمية للفنون الشعبية»، و«فرقة مسرح العرائس»، واقترح حكمت محسن أن تقدم فرقة المسرح الشعبي التابعة لوزارة الثقافة عروضها في كل حي دمشقي، ألهمه وأثرى مخيّلته بالتمثيليات والأغاني والحكايات، فبينما كانت مسرحية أريستوفان تعرض على خشبة المسرح القومي، عرض حكمت محسن «بيت للإيجار» على خشبة مسرح المقاومة الشعبية في سوق ساروجة، ثم في أحياء الميدان والقنوات والمهاجرين وغيرها من أحياء دمشق الشعبية.
ونظراً لحدوث صراع بين النخبة المثقفة التي لا تريد إلا مسرحاً كلاسيكياً، وبين المسرح الشعبي، تمت إعاقة مشروع المسرح الشعبي، إلى أن صدر قرار دمج المسرحين معاً عام 1969، حيث خلع عبد اللطيف فتحي رداء «صابر أفندي» ليؤدي دور «الملك لير» على خشبة المسرح القومي، لكن حكمت محسن لم ينصع لهذا الأمر، بل حاول تأسيس مسرح خاص به، مبقياً على الاسم ذاته، مؤكّداً احترامه العميق لهذا الفن، وكتب مسرحية «الأب»، دون أن يتمكّن من تجسيدها على الخشبة، لنقص في التمويل.

«مأوى العجزة»


كتب منها حلقة واحدة، لكنه لم يتمكن من إكمالها بسبب اشتداد المرض عليه ومن ثم رحيله.

صناعة الكاراكترات وأثرها


كان حكمت محسن الرائد الأول في صناعة الكاراكترات الكوميدية السورية، وأهمها على الإطلاق كراكتر «أم كامل»، التي تجسد شخصية امرأة ختيارة، قهرمانية، لها طريقة خاصة في الكلام، والضحك، والمماحكة.


الفنان أنور البابا في شخصية أم كامل


يُعتبر حكمت محسن مؤسس الدراما الشعبية السورية إذاعياً ومسرحياً وتلفزيونياً، والذي قدم على مدار أكثر من خمسين عاماً من القرن الماضي الكثير من الروائع التي كانت تحاكي وتترجم الواقع الاجتماعي، وقد حفظ تراث هذا الفنان الكبير في أرشيف الدراسات الشرقية في باريس.

إلى جانب أم كامل، برز كراكتر «أبو فهمي»، وهو رجل بخيل، ثقيل الظل، غبي ولكن غباءه مخلوط بكثير من الخبث، وكاراكتر «درة» وغيرها.‏

قال له أحد أصدقائه ذات يوم: «يا أستاذ حكمت، أنت تكتب كل يوم تمثيلية، يا أخي من أين تأتي بكل هذه القصص؟‏»، فأشار بيده إلى سيل البشر العابرين أمام الدكان وقال: «انظر إلى هؤلاء الناس! هدول، بقى سيدي، كل واحد منهم قصة، وكل واحد منهم حكاية، وطالما أنهم يمرون من هنا، لا تخف على حكاياتي من النضوب»، و«خلف كل باب قصة».‏

استمر طيف تأثير حكمت محسن، حتى بعد وفاته بعقود، فقد استعار المخرج سمير ذكرى في فيلمه «حادثة النصف متر» شخصية «أبو فهمي» بأداء الفنان فهد كعيكاتي ذاته، ولكن كبائع حبال في أحد أسواق دمشق القديمة، حيث يأتيه بطل الفيلم، المتأزم نفسياً وعاطفياً، عقب نكسة حزيران، ليشتري متراً من الحبال، فيظل أبو فهمي ببرودته المعهودة يسأله عن نوع الحبل، ولماذا سيستعمله، حتى يُصرّح البطل بأنه يريد متراً واحداً لينتحر، فينصحه أبو فهمي ببخله المعهود فنياً ، بشراء متر ونصف، والأفضل مترين «من شان العقدة….بابا».

ثم إن الفنان فهد كعيكاتي ذاته، أدى قبيل وفاته شخصية «أبو جندل» في مواجهة الفنانة سامية الجزائري «أم جندل» لكن من دون ابتعاده، ولو مسافة عقدة حبل، عن لبوس شخصيته السابقة والمديدة: «أبو فهمي»، التي ابتكرها حكمت محسن مطلع خمسينيات القرن الماضي.

طوال تعاونه معه مسرحياً من خلال الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى، وفي إذاعة دمشق، ثم في التلفزيون، مشى نهاد قلعي، في كتاباته التلفزيونية كلها، على الخط الفاصل بين الكوميديا الحقيقية والتهريج، ولم يهوِ باتجاه التهريج قطّ، وهذه مهارة منه تستحق الثناء والغبطة.‏ كما أدرك نهاد قلعي، بوصفه مؤلفاً مبدعاً للنصوص الكوميدية التي يكتبها، أهمية صناعة الكراكترات الكوميدية، لاسيما وأنه تربى، على دفء أعمال حكمت محسن الإذاعية وروعتها. وبعد أن أوجد الركيزتين الأساسيتين لشغله كراكتر «غوار الطوشة» وكراكتر «حسني البورظان»، وجد أنها بحاجة إلى كراكترات مجاورة لها، يحمل كل واحد منها نوعاً خاصاً من الفكاهة، فأوجد كراكتر «أبو صياح»، ابن البلد الزكرتي الشجاع (الفنان رفيق سبيعي) و«فطوم حيص بيص» المرأة الساذجة التي تحاول أن تتكلم الفصحى وتجاري المثقفين (الفنانة نجاح حفيظ)، و«ياسين» الغبي المغفل الذي يمكن أن يُضحك عليه بسهولة (الفنان ياسين بقوش)، و«عبدو» (الفنان زياد مولوي)، و«أبو عنتر» (الفنان ناجي جبر)، وانضم إليهم في أعمالهم المسرحية الفنان المبدع الكوميديان الحلبي عمر حجو.‏ وكان أن وجد في تلك الفترة فنان يتحدث بلهجة أهل دوما هو «أبو شاكر» ، وفنان يتأتئ حينما يتحدث هو سليم حانا.‏


من شخصيات حكمت محسن: 
أبو فهمي (فهد كعيكاتي) وأم كامل (أنور البابا)


ليس الفن للفن ولا الضحك للضحك


لم يكن الفن عند حكمت محسن فقط للفن، ولا الضحك للضحك، بل كان محصلة لكفاح يومي، وطني وإنساني، يؤمن به ويتبناه، ويعبر عنه بكل ما يملكه من موهبة، فكتب في عام 1961مسرحيته الغنائية، الأقرب إلى الأوبريت «يوم من أيام الثورة الفرنسية»، مبرهناً على أن موهبته ليست إلا امتداداً لأهداف الأمة والوطن، فقد اختار يوم معركة جسر تورا في دمشق، والتي عجز فيها الفرنسيون عن دخول غوطة دمشق عبر فرع من نهر بردى لا يتجاوز عرضه المتر، بفضل بسالة الثوار، فقدم حكمت محسن في هذه المسرحية تراثاً سورياً شاملاً من خلال مشاركة الثوار القادمين من كل المحافظات السورية في دبكات وأغاني النصر، حيث قام بالتوزيع الموسيقي الموسيقار صلحي الوادي.‏

مقص الرقابة


لم ينج مسلسل حكمت محسن الإذاعي «مرايا الشام» من مقص الرقابة الذي كان يتدخل في كل شاردة وواردة، سائلاً حكمت عن المعاني الخبيئة وراء السطور، حاذفاً، شاطباً، فانتقل بعد ذلك إلى العمل في وزارة الثقافة بصفة مستشار فني، وتردى وضعه الصحي فأصيب بارتفاع ضغط دائم، ثم بتصلب في الشرايين عام 1966، أدى إلى تعرضه إلى جلطة دماغية، نجا منها على هيئة شلل نصفي.

خمس دقائق تأخير ووفاته


اختلف حكمت محسن مع إدارة الإذاعة التي لم تقدر تلك الموهبة الكبيرة حق قدرها، فوجّهت إليه عقوبة خصم 10% من راتبه بسبب تأخّره خمس دقائق عن الدوام الرسمي، حيث كان تيسير السعدي رئيس دائرة آنذاك، فوصل كتاب العقوبة إليه، وعندما رأى حكمت محسن الكتاب وقرأه، لم يقل شيئاً، ولكنه نظر إليه ملياً ثم التفت خارجاً من المكتب، ومن يومها صمت ولم يعد للكتابة، حتى أصيب عميد الأدب الشعبي، حكمت محسن (أبو رشدي)، بالفالج ومات، يوم 19 كانون الأول 1968.

الخاتمة


صحيح أنّ حرفة التّنجيد قد اندثرت نوعاً ما بفضل غزو الفرش واللّحف الصّناعيّة للبيوت، وبات القوس الخشبي يلوذ بالفرار إلى متحف الشّعوب، لكن فنّ المبدع حكمت محسن لا يموت، وكما عادت هذه الحرفة إلى غزّة لتثبت نفسها من جديد بعد الحصار، فلا بدّ أن نحيي فن حكمت محسن، لتطّلع عليه الأجيال الجديدة، آملين بتخليده في كتاب ما، ولو كُتِب باللّهجة العاميّة، التي هي في الحقيقة، ليست إلا جسد الأمة، في حين أن رأسه هو اللغة العربيّة الفصحى، فمّن يتخلّى عن جسده ليبقي رأسه سليماً؟ ومَن ذا الذي يتخلّى عن رأسه حيّاً، بمنأى عن جسده؟
فلم نخاف من التّراث الشّعبي مكتوباً باللّهجة العاميّة؟ ولم لا يكون أنموذجاً للكوميديا في المسرح المدرسي؟

المصادر


ـ موقع سماعي.
ـ موقع شام لايف.
ـ موقع أهلا.
ـ رواد النهضة الفنية السورية.
ـ صحيفة تشرين.
ـ الموسوعة العربية.
ـ موقع الأزمنة.
ـ الوحدة.
ـ البعث.
ـ موقع المفتاح.
ـ منتديات جمعية الشعلة.
ـ الثورة.
ـ داماسكوس.
ـ منتدى الرحمان الفني.
ـ أوراد عمان.
ـ رواية اسمها سورية.

إعداد: أميرة سلامة

اكتشف سورية

 


الفنان رفيق سبيعي في دور أبو صياح

من almooftah

اترك تعليقاً