مرآتكِ المجدُ يا ياقوتَةَ الحِقَبِ
فيكِ الحِجارَةُ شعرٌ جلَّ ناظِمُهُ
ضاقَ الخليلُ بهِ مِنْ شِدَّةِ العَجَبِ
والعودُ يرقُصُ في راحاتِ مَنْ سَكَنوا
هذي الدُروبَ و يَعْلو النايُ في طَرَبِ
والسَّيْفْ نارٌ بأوداجِ الغُزاةِ إذا
ظَنّوكِ قَدّاً و ميّاساً بِلا قُضُبِ
والله لو زوّروا التّاريخَ ما ظفِروا
((والسّيفُ أصْدَقُ أنباءً مِنَ الكُتُبِ ))
جاؤوا بُغاةً و ظَنّوا الخَمْرَ مُنْسَكِباً
ذاقوا المَنايا بِأكْوابٍ مِنَ الرَقَبِ
زالوا وما زِلْتِ في زهوٍ و في ألقٍ
مَرْفوعَةَ الرَّأسِ حَمْدانِيَّةَ النَّسَبِ
لوْ أَقْطِفُ النَّجْمَ طاساً ضاقَ من لُغَتي
و أَسْكُبُ الليلَ حِبْرَاً جفَّ مِنْ دَأبي
و أغْزِلُ الحَرْفَ مِنْ شَمْسٍ لِأُطْفِئها
و أكْتُبُ الشِّعْرَ بِالأَنْوارِ وَ الشُّهُبِ
لمّا اكْتَفَيْتُ _و قَدْ فاضْتْ مَحاسِنُها
عَنْ كُلِّ قولٍ_ و لُمْتُ النَفْسَ في عَتَبي
يا لَيتَني شامة ٌ في خَدِّ قَلْعَتِها
حتى يُقالَ بأَنَّ العِزَّ مُنْتَسَبي
أو لَيْتَني شَمْعَةٌ في سُوقِ عَتْمَتِها
أو شالُ عِشْقٍ بكى في ساحَةِ الحَطَبِ
يا آلَ شهبا و كلُ النبلِ بعضُكمُ
يا سادَةً نُجُباً من سادةٍ نُجُبِ
يَممتُ قَلْبي و كانَتْ قِبْلَتي حلباً
لي فيكمُ طلبٌ فاصْغوا إلى طَلَبي
إنْ مُتُ في آخِرِ الدُنيا أُناشِدُكُمْ
لا تَحْرِموني تُراباً مِنْ ثَرى حَلَبي
عبير الديب