1مقدمة: يقع سهل الغاب في شمال غرب سورية ووسطي ارتفاعه عن سطح البحر (180 –200 م ) ويبعد 50 كم إلى الغرب من مدينة حماة وهو الحوض الأوسط لنهر العاصي طول السهل 60 كم ومتوسط عرضه 10 كم ومساحته 600 كم2 من الأراضي الزراعية  المترسبة السهلية الممتازة في خصبها ووفرة مياهها , وصلاحها لإنبات أكثر المزروعات , وتربية المواشي والأسماك , وعمل الصناعات الزراعية المختلفة . وقد تشكل نتيجة الانهدام الحاصل مابين سلسلة الجبال الغربية وجبل الزاوية وكان مغموراً بالمياه وذلك بسبب وجود عائق طبيعي من البازلت في الجهة الشمالية من السهل والتي كانت تعيق تصريف المياه التي مصدرها نهر العاصي نفسه والأمطار الهاطلة شتاءً ومياه الينابيع الغربية والشرقية والعيون السطحية وكان يعيش سكان الغاب على صيد الأسماك وزراعة الجيوب التي تنحسر المياه عنها صيفاً بالمحاصيل الصيفية كالذرة البيضاء دون أي تحضير سابق التي تنثر نثراً و بعد ثلاثة أو أربعة أيام تكون الذرة قد نفذت في التراب الموحل فتشعل النار في الأسل الباقي في الأرض ،فالرماد الحاصليزيدفيخصبالأرض.ويقع هذا السهل إلى الغرب من مدينة أفامية , ويمتد بينها وبين مدينة جسر الشغور , وهو أهم أسباب وجود أفامية وبواعث عمرانها وازدهارها , وكان يدعى قديماً مرج أفامية , وكان في زمن اليونان والرومان مجففاً يزرع ويستثمر .. وبعد خراب أفامية أهمل شأنه , فامتلأ بالوحل والرواسب على مر السنين , ثم تشكل فيه عدد من البحيرات والمستنقعات بسبب السيول ومياه الينابيع والعيون التي تسبب فيضان العاصي وطغيانه على ما حوله . ومن الجدير ذكره أن هذه المستنقعات كانت مرتعاً خصباً لجراثيم الملا ريا وغيرها , وموطناً طبيعياً للسمك المسمى ( السلور ) الذي كان يشكل ثروة اقتصادية طائلة ويدوم اصطياده أربعة أشهر ونصفاً بدءً من شهر تشرين الثاني حتى أواسط شهر آذار, وطرائق صيده كانت بالزوارق صيد كبيرة وشباك واسعة تدعى الجاروف , وزوارق وحراب صغيرة وقصيرة …. وسبب تسمية السهل بالغاب نابع من تجمع نباتات البردي الذي يدعى الغاب في أكثر بقاعه , فكان أن أطلق اسم الجزء على الكل . ومع عام (1382هـ 1963م) قامت الحكومة السورية بمعونة الصندوق الخاص للتغذية والزراعة في الأمم المتحدة بمشروع الاستثمار النموذجي لسهل الغاب , فأقيمت السدود , وجففت المستنقعات ,وحفرت المصارف والأفنية , وشقت الطرقات , وأنشئت الجسور , وبنت محطات التوليد الكهربائي , ومحطات تربية الأبقار , وأحواض تربية الأسماك , والمستودعات المختلفة , ومراكز الزراعة والإصلاح الزراعي حتى غدا الغاب سهلاً رائعاً منظماً بكل ما للكلمة من معنى , علماً بأن محاولات لتنظيمه وتجفيفه قد بدأت من مطالع الخمسينات من هذا القرن . ومن أبرز محصولاته حالياً : القمح – الشوندر السكري – القطن – البطاطا – عباد الشمس – الذرة – التبغ – الخضار المختلفة … وفي مجال الثروة الحيوانية : الأبقار – الجاموس – الأغنام – الماعز – الدواجن .

أساليب الزراعة المتبعة : خلال وائل ستينيات القرن الماضي كان العمل الزراعي يتم بالطرق التقليدية ومعظمه كان يدوياً بالمحراث اليدوي البلدي ( الحديدي والخشبي ) وعملية البذر يدوياً بواسطة البذارة المصنوعة من القنب والتي يربطها الفلاح بكتفه وخصره ويملئ المقدمة بالقمح وينثرها بيده . أما عملية الحصاد فكنت تتم بواسطة المنجل والقمح يجمع بالغمارة بشكل رزم مجدولة وكانت عملية نقل المحصول من الحقل إلى البيدر تتم بواسطة العربات ذات الدواليب التي كانت تجرها الخيو ل والبغال وبعد ذلك تتم عملية درس المحصول بواسطة الحيلان التي يجرها الحصان أو البغل وبعد عملية الدراسة تبدأ عملية فرز المحصول عن التبن بواسطة عملية التذريةوالتي تستخدم المذراية الخشبية وأحياناً الحديدية ويستعمل في عملية فرز المحصول ( قمح – شعير – عدس جلبان ) من المواد الغريبة كل من المسرد والغربال والصانوت وفي الأراضي المروية بالإضافة إلى المحراث البلدي كانت هناك المسحاة التي تقسم الأرض بواسطتها إلى مساكب وهناك الفأس والقظمة والمنكوش والسقاية بواسطة المجرفة والرفش ( الكريك ) .وبعد أوائل الستينيات القرن الماضي بدأت أساليب الزراعة تتطور سريعاً , ودخول الآليات ( الجرار الزراعي- والبذارة الآلية – والحصادة ) ودخلت أيضاً التسوية الليزرية للآراضي الزراعية واستصلاح الأراضي المحجرة بالبلدوزرات وطرق الري الحديث ( التنقيط – الرزاز- والرزاز الضبابي ) ……

المهندس مصطفى ابراهيم………………………يتبع