الأزهار تغير النفسية وتترك أثرها السحري على المزاج

تم نشره في الخميس 6 آذار / مارس 2014.
  • الأزهار تبث الطاقة الإيجابية في النفس وتغير المزاج – (تصوير: ساهر قدارة)
  • الأزهار تبث الطاقة الإيجابية في النفس وتغير المزاج – (تصوير: ساهر قدارة)
  • الأزهار تبث الطاقة الإيجابية في النفس وتغير المزاج – (تصوير: ساهر قدارة)

ديما محبوبة

عمان– تفاجأت سمر خياط عندما دخلت مكتبها بباقة أزهار كبيرة، لونها أحمر، وذات رائحة زكية، وعليها “بطاقة” كتبت عليها عبارات جميلة، وطلب خطبتها من قبل زميل لها في العمل.
تقول خياط “كان لفكرة الطلب هذا وقع جميل في نفسي، فبمجرد أن شاهدت الباقة الجميلة شعرت بسعادة كبيرة، ومفاجأة لم أتوقعها. وبعد أن قرأت البطاقة انتابتني ضحكات هستيرية، وفرح شديد جعلني أستقبل الأمر ببساطة وحب. واليوم أنا متزوجة منذ ثلاثة أعوام، وكثيرا ما يهديني زوجي وهو زميلي السابق، الكثير من الورود”.
في حين يقول كرم علي إنه يحتار كثيرا في موضوع إرسال الهدايا في المناسبات، ولذلك يجد أن الأزهار أفضل الهدايا على الإطلاق لأي شخص، لصديق ترفع في عمله، أو في مناسبة تخرج، وحتى في مناسبات أعياد الميلاد.
ويبين أن الأزهار هدية مستحبة، ولها وقع جميل في نفس من تُهدى إليه، وهي هدية لا يمكن أن يعلق عليها الشخص، لأن المعاني التي تحملها جميلة ولا تقدر بثمن، فضلا عن أنها تريح المزاج.
تبين دراسة أجريت مؤخرا بأن تلقي باقات الورود والأزهار المختلفة يعزز الإحساس بالسعادة عند الإنسان، ويقوي قدراته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، بصرف النظر عن حالته النفسية والاجتماعية الآنية عند تسلمه تلك الباقة.
كثير من الناس يشترون الورد والأزهار حبًّا في شكلها الجميل وألوانها الزاهية، يعبّرون بها عن الحب، أو عن معان أخرى، بحسب ألوانها وأشكالها المختلفة.
وتؤكد الدراسة أن للأزهار والورود مفعولا قويا، وخاصة على أمزجة النساء.
وفي هذا السياق يبين اختصاصي علم النفس، د. محمد مصالحة، أن الورود بالنسبة للمرأة على الخصوص ليست مجرد ديكور، إذ إنّ لأريجها، كما تبين الأبحاث العلمية، مفعولا قويا على مزاج المرأة.
إلا أن التأثير، وفق مصالحة، يختلف في قوته بحسب نوع الزهرة، واختلاف رائحتها، فالزنبق الزهري والنرجس البري الأصفر يساعدان على تحسين الشعور بعد يوم شاق من ضغط العمل.
ويضيف مصالحة أن أبحاثا أكدت أن مفعول رائحة هذه الأزهار أفضل بكثير من تناول بعض الأدوية المهدئة أو المسكنة.
ويؤكد أن رؤية الأزهار المتفتحة تساعد الإنسان على تحمل الألم، وأن للروائح العطرية مفعولا في تخفيف الحزن، وفي التنفيس عن حالات الغضب والاكتئاب.
إذ أثبتت هذه الدراسات أن النساء اللواتي تم تعريضهن لرائحة الخزامى أثناء إجراء الامتحانات، أفدن أنهن كنّ مسترخيات أكثر من غيرهن، لذلك تنصح الدراسة كل النساء اللواتي يتعرضن للضغط في عملهن بإحاطة أنفسهن بالأزهار لتحسين أمزجتهن وأدائهن في العمل.
في هذا السياق يبين صاحب أحد محلات بيع الأزهار، أحمد خليل، أن الورد له ناسُه وعشاقه، وهناك من يحرص على شرائه بشكل أسبوعي أو يومي، ومنهم من يعشق نوعا واحدا بعينه، كالزنبق مثلا، فيأتي مثلا لشراء الزنبق، ليضعه في شرفة البيت، والجلوس باستمرار أمامه، يشرب القهوة ويقرأ الجريدة، لأن هذه الجلسة بجوار الورد تشعره بالاسترخاء والراحة النفسية.
ويضيف أن الزيوت العطرية، بشكل عام، تحتوي على مركبات عطرية زيتية مركزة من النباتات العطرية، ولها خصائص علاجية وتجميلية متعددة، وهي تستخلص عادة بالتقطير من الفواكه، والأزهار، والأعشاب، والأشجار والتوابل.
ولكل زيت تركيبته الكيميائية الخاصة التي تمد الجسم بنوع معين من القدرة الشفائية، ويتم ذلك عن طريق تحفيز وتثبيط قدرات الجسم العلاجية الذاتية الكامنة فيه، وتدخل الزيوت إلى الجسم عن طريق الجلد والاستنشاق.
ويؤكد أن للروائح تأثيرا على الخلايا الدماغية، وخصوصا تلك المختصة بالذاكرة والعواطف، مما يؤدي إلى تحسّن في الجسم والنفس والعواطف.
ويرى مصالحة أنه ليس بالضرورة أن ينتظر الإنسان أحدا ما ليقدم له الورد، بل يمكن أن يقدمه هو لنفسه، لأن النتيجة في النهاية واحدة، من حيث التأثير الإيجابي الجميل على النفس.
ويلفت إلى أن الزهور لها تأثير إيجابي وطويل الأجل على المزاج، وعلى حالة الاكتئاب وعدم الرضا، إذ تحوّل الزهور هذه الحالة إلى شعور بالحماس والبهجة. كما تجعل الزهور الارتباطات العائلية قوية ووثيقة.
كما أنه لا يمكن إغفال الطاقة السلبية التي تبعثها الأزهار أحيانا في النفوس، إذ تقول خبيرة الطاقة، ريا خضر، بأن الناس يعتقدون بأن الأزهار لا تعطي إلا الراحة النفسية والإحساس بالجمال، لأن للورود خصائص كثيرة، ولألوانها طاقة ومدلول يختلفان باختلاف أنواعها وألوانها، فاللون الأحمر، مثلا، له تأثير فيزيولوجي سلبي، حيث يؤدي التعرض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة في ضغط الدم.
وهو يملك تأثيرا على مختلف غدد الجسم، وبالتالي ينشط خلايا الجسم ويرفع طاقتها. وفي حال عمل الشخص على تخفيف اللون الأحمر ليصبح زهريا، فإن تأثيره سيقل، والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أن الله تعالى اختار ألوانا محددة لنباتات محددة، بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.
أما الورود ذات اللون البرتقالي فتؤكد خضر أن هذا اللون مرتبط بنظام المناعة في الجسم، حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لزيادة مناعة الجسم، بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع ترددات اللون البرتقالي. وتنصح به من يزور المرضى.
أما اللون الأصفر فهو يرتبط بالنشاط الدماغي، فاللون الأصفر ينشط خلايا الدماغ، أما من ناحية أثر اللون الأصفر على النفس، فإنه يبعث السرور. وإذا كان هناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، فإنهم لا يملكون دليلا علميا على ذلك، وليس لهم من دليل سوى انطباعات بعض الناس عن هذا اللون.
وتشير خضر إلى أن اللون الأخضر مفيد للقلب، ويساعد على التنفس بعمق، وهو لون يساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم. وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور، لذلك لا ضير من زيادة اللون الأخضر في باقات الورود.
أما اللون الأزرق فهو يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مسكن للجسم، وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النخامية ويساعد على النوم بعمق، ويقوي نخاع العظام.
في حين أن اللون البنفسجي، كما تقول، يساعد على سكون الغضب، وهو مرتبط بالاضطرابات العاطفية، حيث يساعد على التخفيف منها. ويعتبر هذا اللون من أهم الألوان المساعدة على الاستقرار العاطفي، وإحداث تغيير في حياة الإنسان.
وتلفت خضر إلى أن هناك أناسا لا يتأثرون بألوان الورود، وفي المقابل نجد أناسا لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها، ويتفاعلون معها، مثل تفاعلهم مع الموسيقى.
وتبين أخيرا أن اللون الأبيض هو اللون الذي يجلب الراحة والسلام، ويبدد اليأس، ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه يأسا أو اكتئابا أن يقتني وُرودًا بيضاء!

 

من almooftah

اترك تعليقاً