برز الشعر في وقتنا الحالي كمرآة للواقع فكان له تأثير مباشر أو غير مباشر للحياة الأدبية والفكرية والسياسية وتطور تطوراً سريعا متواتراً فظهرت منه فنون جديدة تختلف من ناحية المضمون والأسلوب واللغة والوزن والقافية , فتناولت موضوعات جديدة تتناسب مع العصر,كان لنا وقفة مع أمسية شعرية في المركز الثقافي بمديرية ثقافة حمص خلال مهرجان حمص الثقافي .

حينما يترنح الشعر ويصدح, تنتظم أبياته لتحلق بنا إلى عالم  من السمو و النغمات بهذه الكلمات بدأت حديثها مقدمة الأمسية فاطمة أسعد.

25440234_2188140068079850_200238895565641770_o

دمشق في الزقاق الدمشقي في أخر الليل والحب تنمو التواريخ مثل الطحالب في المشربيات في لكنة الفتيات الجميلات في حجر نابض كالوريد تضخ دم الذكريات.. بهذه الكلمات بدأ مشاركته الشاعر محمد علي خضور ولم ينسى ذكر مدينة الشهباء حلب فحملت قصائده نفحة وطنية :في حلب رأيت المسيح يبارك ذنب المصابيح حين تعري جمال الكنيسة ليلاً فتصدح أيقونة بالأذان  إلى أن تذوب  المآذن كالشمع من بحة في رنين الجرس ….

فكانت دعوة لامتزاج الأديان الذي كان قائما دائماً في سورية واختتم المشاركة بقصيدة  ” إسراف” اسرَّ للموت أن يكون عينه ورأى عدمه  وليكون خطاه يوم تأبينه فكانت حوارية رائعة بينه وبين الموت .

25439000_2188140048079852_8133092622665537265_o

وشارك حسن بعيتي أمير الشعراء  بحسه المرهف وروحه الشفافة بعدة قصائد غزلية بدأ فيها بالحديث عن جمال دمشق فتغزل بها بأسلوب شيق  واختبر الشاعر روحا ترفرف في سكون الليل أو قلب يرق , وقدم قصيدة وجدانية بعنوان الشيخ والبحر بحوارية جميلة بين البحر والشيخ .

واعتذر من الشعراء ترك لهم أوسمة النقد رأى في المدى ما يراه البسطاء جميعا واكتفى بالفراش الذي طار نحوه وتلك البر وق التي ضحكة بأجمل ابتسام , واتسمت قصائده بالشعر الوجداني وكانت من شعر التفعيلة .

25587707_2188140268079830_6058163204775046048_o

وأختتم الأمسية الشاعر المفعم بالإحساس عبد النبي تلاوي الذي أهدى قصيدته الأولى إلى عاشق شاب بلغ 77 من عمره فأضفى على الأمسية روح الدعابة وهي حوارية بين عاشقين وقصة عشق وشوق وحنين وعتب وتعب  مع أمل مفقود باللقاء

وقد أبدع في تقديم العديد من الصور المبتكرة واختتم الأمسية بقصيدة بعنوان “طيور وأسئلة جارحة ”  ففي شفتيه طيور وأسئلة جارحة نصف قلبه دم والبلاد تراوده للرحيل ودمه يحمل أكفانه بيديه فكان تفاعل الحضور جميلا حيث ارتفع وتيرة التصفيق  خلال الأمسية  .

 

اترك تعليقاً