برز الشعر في وقتنا الحالي كمرآة للواقع فكان له تأثير مباشر أو غير مباشر للحياة الأدبية والفكرية والسياسية وتطور تطوراً سريعا متواتراً فظهرت منه فنون جديدة تختلف من ناحية المضمون والأسلوب واللغة والوزن والقافية , فتناولت موضوعات جديدة تتناسب مع العصر,كان لنا وقفة مع أمسية شعرية في المركز الثقافي بمديرية ثقافة حمص خلال مهرجان حمص الثقافي .
حينما يترنح الشعر ويصدح, تنتظم أبياته لتحلق بنا إلى عالم من السمو و النغمات بهذه الكلمات بدأت حديثها مقدمة الأمسية فاطمة أسعد.
دمشق في الزقاق الدمشقي في أخر الليل والحب تنمو التواريخ مثل الطحالب في المشربيات في لكنة الفتيات الجميلات في حجر نابض كالوريد تضخ دم الذكريات.. بهذه الكلمات بدأ مشاركته الشاعر محمد علي خضور ولم ينسى ذكر مدينة الشهباء حلب فحملت قصائده نفحة وطنية :في حلب رأيت المسيح يبارك ذنب المصابيح حين تعري جمال الكنيسة ليلاً فتصدح أيقونة بالأذان إلى أن تذوب المآذن كالشمع من بحة في رنين الجرس ….
فكانت دعوة لامتزاج الأديان الذي كان قائما دائماً في سورية واختتم المشاركة بقصيدة ” إسراف” اسرَّ للموت أن يكون عينه ورأى عدمه وليكون خطاه يوم تأبينه فكانت حوارية رائعة بينه وبين الموت .
وشارك حسن بعيتي أمير الشعراء بحسه المرهف وروحه الشفافة بعدة قصائد غزلية بدأ فيها بالحديث عن جمال دمشق فتغزل بها بأسلوب شيق واختبر الشاعر روحا ترفرف في سكون الليل أو قلب يرق , وقدم قصيدة وجدانية بعنوان الشيخ والبحر بحوارية جميلة بين البحر والشيخ .
واعتذر من الشعراء ترك لهم أوسمة النقد رأى في المدى ما يراه البسطاء جميعا واكتفى بالفراش الذي طار نحوه وتلك البر وق التي ضحكة بأجمل ابتسام , واتسمت قصائده بالشعر الوجداني وكانت من شعر التفعيلة .
وأختتم الأمسية الشاعر المفعم بالإحساس عبد النبي تلاوي الذي أهدى قصيدته الأولى إلى عاشق شاب بلغ 77 من عمره فأضفى على الأمسية روح الدعابة وهي حوارية بين عاشقين وقصة عشق وشوق وحنين وعتب وتعب مع أمل مفقود باللقاء
وقد أبدع في تقديم العديد من الصور المبتكرة واختتم الأمسية بقصيدة بعنوان “طيور وأسئلة جارحة ” ففي شفتيه طيور وأسئلة جارحة نصف قلبه دم والبلاد تراوده للرحيل ودمه يحمل أكفانه بيديه فكان تفاعل الحضور جميلا حيث ارتفع وتيرة التصفيق خلال الأمسية .