قلعة الروم في جنوب تركيا تحكي قصة حضارات الفرات

مركز جذب سياحي مهم يحظى بمكانة فريدة
الأحد – 7 ذو القعدة 1438 هـ – 30 يوليو 2017 مـ
أنقرة: سعيد عبد الرازق

تعاقبت حضارات مختلفة على قلعة الروم الواقعة على نهر الفرات بين محافظتي غازي عنتاب وهطاي بالقرب من الحدود السورية في جنوب تركيا. منها حضارة أورارتو والحضارات البابلية والسومرية والسلجوقية والعثمانية، وللقلعة قدسية خاصة لدى المسيحيين، إذ تقول بعض الروايات إن القديس يوحنا أقام في الجرف الصخري للقلعة خلال العصر الروماني، ونسخ الإنجيل بها وخبأ النُسخ في إحدى مغارات الجرف، قبل أن ينقلها في وقت لاحق إلى بيروت.

وتعد قلعة الروم مركز جذب سياحياً مهماً بتاريخها العريق والدور الذي يعتقد أنّها لعبته في نشر الديانة المسيحية، بالإضافة إلى جمال الطبيعة المحيطة بها.

وتعلو القلعة جرفاً صخرياً تحوّل إلى شبه جزيرة بعد إنشاء سد بيريجيك، وأصبح محاطاً من 3 جهات ببحيرة السد ونهر الفرات وجدول مرزيمان.

وتكتسي المنطقة المحيطة بقلعة الروم، جمالاً مختلفاً في الربيع بشكل خاص، وللقلعة مدخلان رئيسيان، يطلّ المدخل الشرقي على نهر الفرات، والغربي على جدول مرزيمان، وتعدّ أبواب القلعة أحد النماذج الفريدة للنقش على الحجر، فيما تعرّضت أجزاء كبيرة من سورها للدمار نتيجة الكوارث الطبيعية والحروب.

وتحتوي القلعة حالياً على كنيسة القديس نرسيس، ودير بارشاوما المبني في القرن الثالث عشر الميلادي، وبقايا عدد كبير من المباني، وخزانات المياه، والآبار.

وانتهت أعمال الترميم التي كانت تقوم بها وزارة الثقافة والسياحة للأسوار الغربية والشرقية للقلعة، ولدير بارشاوما أخيراً، ويقع الدير في الجزء الشمالي من القاعدة، ويتكون من قسمين متداخلين، تمكن واحد منهما فقط من الصمود حتى الآن، ويوجد فيه عدد من الأقبية المتداخلة.

ويقول خبراء آثار إنّ كنيسة القديس نرسيس، بنيت في القرن الثاني عشر بأمر منه، أو إنّها بنيت بعد وفاته إحياءً لذكراه، وتقع داخل سور القلعة في الجزء الجنوبي منها، وقد تحوّلت في العصر المملوكي إلى مسجد. ولم يتبقّ منها اليوم سوى واجهتها الشرقية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن رئيس بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، أمس (السبت)، أنّ البلدية تقوم بكثير من المشروعات لتأهيل الأماكن الأثرية وترميمها، ومن ضمنها مشروع ترميم قلعة الروم، لافتة إلى أن منطقة القلعة تضمّ منازل بنيت في بدايات القرن العشرين، ورُمّمت أيضاً ضمن المشروع.

وأشارت إلى أن ضفاف نهر الفرات احتضنت كثيراً من الحضارات، ومن أبرز الشواهد على ذلك مدينة «زيوغما» الأثرية التي أدرجتها «اليونيسكو» في قائمة للتراث العالمي

من almooftah

اترك تعليقاً