مدفع رمضان

كان أهل حمص يسمون مدفع رمضان “بالغضبان” كانت طلقاته تحدد للناس فجراً وقت السحور، ويحدد لهم مساءً وقت الفطور، وهو الذي كان صوت طلقاته تدوي في سماء المدينة القديمة لإثبات بدء أول رمضان، وإثبات آخر يوم من الصيام وليلة العيد ، كان المدفع يقبع جاثماً في ساحة تسمى ( سهلة المدفع ) وهي مكان البلدية القديمة والروضة في الزاوية الشمالية الغربية حيث تتم مراسم تهيئته للإطلاق.

كان مدفعاً قديم الطراز ضخماً وسبطانته طويلة، والمشحّم ( ملقم المدفع ) يدفع في السبطانة كيساً من البطانة أو الخيش محشواً بالبارود، فيدكّه بالمدك في نهاية السبطانة ثم يرصّه بالشراطيط ( وهي قطع من النسيج القديم ) ثم يدخل مخرزاً في نهاية السبطانة، ويغرس فيه فتيلاً ويقف مترقباً ظهور الراية الحمراء فوق مئذنة الجامع الكبير معلنة حلول موعد الإفطار فيشعل الفتيل، وفي لحظات يدوي صوت المدفع في أجواء المدينة، ويرتد المدفع إلى الوراء بقوة وينفث سحابة من الدخان ونثارات الخرق، ويصيح الأطفال المتحلقين حوله بصوت واحد : ( هي ي ي ) ويركضون إلى بيوتهم ليتناولوا طعام الإفطار….
بينما يسمعه جميع سكان مدينة #حمص القديمة في بيوتهم، فيتناولون على مائدة الإطار فرحين بلحظات الفرج التي أعلنها صوت المدفع الغضبان.
 بقي هذا المدفع الغضبان يعمل طوال سنوات بالتناوب مع مدفع على سطح القلعة ثم مدفع غرب محطة القطار حتى نهاية الستينات حيث استبدل المدفع القديم وطلقاته بالمفرقعات النارية التي حلت محله لسهولة استخدامها وقوة صوتها حيت تعلو القنبلة النارية إلى عنان السماء ثم تنفجر مطلقة صوتا مدويا نافست فيه الغضبان يغطي مساحة المدينة التي كبرت وتطورت كثيراً في تلك الفترة. كما استبدلت الراية البيضاء فوق مئذنة الجامع الكبير باللمبة الكهربائية .

قصة مدينة حمص

بقلم . مصطفى الصوفي

_146531730512

 

من almooftah

اترك تعليقاً