إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسوعة الشاعر أحمد مطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة الشاعر أحمد مطر

    أحاديث الأبواب

    (1)
    (كُنّا أسياداً في الغابة.
    قطعونا من جذورنا.
    قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
    هذا هو حظّنا من التمدّن.)
    ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
    مِثلُ الأبواب !
    (2)
    ليس ثرثاراً.
    أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
    تكفيه تماماً
    للتعبير عن وجعه:
    ( طَقْ ) ‍!
    (3)
    وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
    هذا الشحّاذ.
    ربّما لأنـه مِثلُها
    مقطوعٌ من شجرة !
    (4)
    يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..
    فيتألم بصبر.
    يمسح وجهَهُ بالرَّمل ..
    فلا يشكو.
    يضغط مفاصِلَه..
    فلا يُطلق حتى آهة.
    يطعنُهُ بالمسامير ..
    فلا يصرُخ.
    مؤمنٌ جدّاً
    لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
    بما يَصنعهُ
    الخلاّق !
    (5)
    ( إلعبوا أمامَ الباب )
    يشعرُ بالزَّهو.
    السيّدةُ
    تأتمنُهُ على صغارها !
    (6)
    قبضَتُهُ الباردة
    تُصافِحُ الزائرين
    بحرارة !
    (7)
    صدرُهُ المقرور بالشّتاء
    يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء.
    صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف
    يحسدُ ظهرَهُ المُبترد.
    ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،
    يحسُدُ صدرَهُ
    فقط
    لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !
    (8)
    يُزعجهم صريرُه.
    لا يحترمونَ مُطلقاً..
    أنينَ الشّيخوخة !
    (9)
    ترقُصُ ،
    وتُصفّق.
    عِندَها
    حفلةُ هواء !
    (10)
    مُشكلةُ باب الحديد
    إنّهُ لا يملِكُ
    شجرةَ عائلة !
    (11)
    حَلقوا وجهَه.
    ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن.
    زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.
    لم يتخيَّلْ،
    بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة،
    أنّهُ سيكون
    سِروالاً لعورةِ منـزل !
    (12 )
    طيلَةَ يوم الجُمعة
    يشتاق إلى ضوضاء الأطفال
    بابُ المدرسة.
    طيلةَ يوم الجُمعة
    يشتاقُ إلى هدوء السّبت
    بابُ البيت !
    (13)
    كأنَّ الظلام لا يكفي..
    هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.
    ( لستُ نافِذةً يا ناس ..
    ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.)
    لا أحد يسمعُ احتجاجَه.
    الكُلُّ مشغول
    بِمتابعة المسرحيّة !
    (14)
    أَهوَ في الدّاخل
    أم في الخارج ؟
    لا يعرف.
    كثرةُ الضّرب
    أصابتهُ بالدُّوار !
    (15)
    بابُ الكوخ
    يتفرّجُ بكُلِّ راحة.
    مسكينٌ بابُ القصر
    تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً،
    زحمةُ الحُرّاس !
    (16)
    (يعملُ عملَنا
    ويحمِلُ اسمَنا
    لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.)
    هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
    عن البابِ الزُّجاجي !
    (17)
    لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
    ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
    ينامُ واقفاً !
    (18)
    المفتاحُ
    النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
    عرفَ الآن،
    الآن فقط،
    نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
    حتّى لو كان
    ثُقباً في باب!
    (19)
    (- مَن الطّارق ؟
    - أنا محمود .)
    دائماً يعترفون ..
    أولئكَ المُتّهمون بضربه !
    (20)
    ليسَ لها بيوت
    ولا أهل.
    كُلَّ يومٍ تُقيم
    بين أشخاصٍ جُدد..
    أبوابُ الفنادق !
    (21)
    لم يأتِ النّجارُ لتركيبه.
    كلاهُما، اليومَ،
    عاطِلٌ عن العمل !
    (22)
    - أحياناً يخرجونَ ضاحكين،
    وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع،
    وأحياناً .. مُتذمِّرين.
    ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟!
    تتساءلُ
    أبوابُ السينما.
    (23)
    (طَقْ .. طَقْ .. طَقْ )
    سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
    لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه.
    شُرطةٌ طيّبون !
    (24)
    على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،
    اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه.
    حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر.
    أركَبهُ سيّارة.
    ( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه.
    وأمامَ البيت
    صاحَ الرّجُل: افتحوا ..
    جِئنا ببابٍ جديد
    لدورةِ المياه !
    (25)
    - نحنُ لا نأتي بسهولة.
    فلكي نُولدَ،
    تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً،
    للعمليّات القيصريّة.
    يقولُ البابُ الخشبي،
    وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار.
    - رُفاتُ المئات من أسلافي ..
    المئات.
    صُهِرتْ في الجحيم ..
    في الجحيم.
    لكي أُولدَ أنا فقط.
    يقولُ البابُ الفولاذي !
    (26)
    - حسناً..
    هوَ غاضِبٌ مِن زوجته.
    لماذا يصفِقُني أنـا ؟!
    (27)
    لولا ساعي البريد
    لماتَ من الجوع.
    كُلَّ صباح
    يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه
    ويُطعِمُهُ رسائل !
    (28)
    ( إنّها الجنَّـة ..
    طعامٌ وافر،
    وشراب،
    وضياء ،
    ومناخٌ أوروبـّي.)
    يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة
    بابُ الثّلاجة !
    (29)
    - لا أمنعُ الهواء ولا النّور
    ولا أحجبُ الأنظار.
    أنا مؤمنٌ بالديمقراطية.
    - لكنّك تقمعُ الهَوام.
    - تلكَ هي الديمقراطية !
    يقولُ بابُ الشّبك.
    (30)
    هاهُم ينتقلون.
    كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.
    ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.
    لماذا أغلقوني إذن ؟!
    (31)
    وسيطٌ دائمٌ للصُلح
    بين جِدارين مُتباعِدَين !
    (32)
    في ضوء المصباح
    المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ
    يتسلّى طولَ الليل
    بِقراءةِ
    كتابِ الشّارع !
    (33)
    ( ماذا يحسبُ نفسَه ؟
    في النّهاية هوَ مثلُنا
    لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.)
    هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
    كُلّما لاحَ لها
    بابُ طائرة.
    (34)
    من حقِّهِ
    أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.
    قبضَ أصحابُهُ
    من شركة التأمين
    مائة ألفِ دينار،
    فقط ..
    لأنَّ اللصوصَ
    خلعوا مفاصِلَه !
    (35)
    مركزُ حُدود
    بين دولة السِّر
    ودولة العلَن.
    ثُقب المفتاح !
    (36)
    - محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب.
    أربعُ قفزاتٍ في اليوم..
    ذلكَ كُلُّ شُغلِه.
    - بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب.
    ليسَ لهُ أيُّ نصيب
    من دفءِ العائلة !
    (37)
    ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
    فَرِحَ كثيراً.
    مُنذُ الآن،
    سيُعلنون عن حُضورِهم
    دونَ الإضطرار إلى صفعِه !
    (38)
    أكثرُ ما يُضايقهُ
    أنّهُ محروم
    من وضعِ قبضتهِ العالية
    في يدِ طفل !
    (39)
    هُم عيّنوهُ حارِساً.
    لماذا، إذن،
    يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟
    ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل:
    (نفتَحُ ليلاً ونهاراً) !
    (40)
    - أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.
    هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه
    الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
    لكنَّ الجُرذان تضحك !
    (41)
    فَمُهُ الكسلان
    ينفتحُ
    وينغَلِق.
    يعبُّ الهواء وينفُثهُ.
    لا شُغلَ جديّاً لديه..
    ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟!
    (42)
    مُعاقٌ
    يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي..
    بابُ المصعد !
    (43)
    هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ،
    عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً !
    هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ،
    عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة !
    يتعجّبُ بابُ الشّارع.
    بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ
    يعرِفُ السّبب !
    (44)
    ( مُنتهى الإذلال.
    لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ
    فوقَ رؤوسنا.)
    تتذمّرُ
    أبوابُ السّيارات !
    (45)
    - أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب،
    لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟
    - لم يسألني أحد !
    (46)
    تجهلُ تماماً
    لذّةَ طعمِ الطّباشير
    الذي في أيدي الأطفال،
    تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة !
    (47)
    - أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟
    - أظُن ..
    يتحسّرُ الباب :
    تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟
    أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟!
    (48)
    وضعوا سعفتينِ على كتفيه.
    - لم أقُم بأي عملٍ بطولي.
    كُلُّ ما في الأمر
    أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ.
    هل أستحِقُّ لهذا
    أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى
    رُتبةَ ( لواء ) ؟!
    (49)
    ليتسلّلْ الرّضيع ..
    لتتوغّلْ العاصفة ..
    لا مانعَ لديهِ إطلاقاً.
    مُنفتِح !
    (50)
    الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات ..
    غزاهُ بالأرق.
    لا شيءَ بلا ثمن !
    (51)
    يقفُ في استقبالِهم.
    يضعُ يدَهُ في أيديهم.
    يفتحُ صدرَهُ لهم.
    يتنحّى جانباً ليدخلوا.
    ومعَ ذلك،
    فإنَّ أحداً منهُم
    لم يقُلْ لهُ مرّةً :
    تعالَ اجلسْ معنا!
    (52)
    في انتظار النُزلاء الجُدد..
    يقفُ مُرتعِداً.
    علّمتهُ التّجرُبة
    أنهم لن يدخلوا
    قبل أن يغسِلوا قدميهِ
    بدماءِ ضحيّة !
    (53)
    ( هذا بيتُنـا )
    في خاصِرتي، في ذراعي،
    في بطني، في رِجلي.
    دائماً ينخزُني هذا الولدُ
    بخطِّهِ الرّكيك.
    يظُنّني لا أعرف !
    (54)
    (الولدُ المؤدَّب
    لا يضرِبُ الآخرين.)
    هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.
    أنا لا أفهم
    لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
    إذا هوَ دخلَ عليهم
    دون أن يضربَني ؟‍!
    (55)
    - عبرَكِ يدخلُ اللّصوص.
    أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة.
    - لستُ خائنةً، أيها الباب،
    بل ضعيفة !
    (56)
    هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..
    بسهولةٍ يجتاحهُ
    دبيبُ النّملة !
    (57)
    ( إعبروا فوقَ جُثّتي.
    إرزقوني الشّهادة.)
    بصمتٍ
    تُنادي المُتظاهرين
    بواّبةُ القصر !
    (58)
    في الأفراح أو في المآتم
    دائماً يُصابُ بالغَثيان.
    ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء،
    يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة !
    (59)
    اخترقَتهُ الرّصاصة.
    ظلَّ واقفاً بكبرياء
    لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة.
    كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً
    لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت !
    (60)
    قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء،
    وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف.
    حارسٌ بأرخصِ أجر !
    (61)
    نحنُ ضِمادات
    لهذه الجروح العميقة
    في أجساد المنازل !
    (62)
    لولاه..
    لفَقدتْ لذّتَها
    مُداهماتُ الشُّرطة !
    (63)
    هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس،
    لكنّ أحداً منهم
    لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى
    طبيب الأسنان !
    (64)
    - هوَ الذي انهزَم.
    حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني..
    لكنّني تمنَّعْتُ.
    ليست لطخَةَ عارٍ،
    بل وِسامُ شرَف على صدري
    بصمَةُ حذائه !
    (65)
    - إسمع يا عزيزي ..
    إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور
    إشغلْ أوقات فراغِكَ
    بحراسة بيتي.
    هكذا تُواسيهِ العنكبوت !
    (66)
    ما أن تلتقي بحرارة الأجساد
    حتّى تنفتحَ تلقائيّاً.
    كم هي خليعةٌ
    بوّاباتُ المطارات !
    (67)
    - أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
    صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
    على صدري.
    - يا لكَ من مسكين !
    أيُّ فخرٍ للأسير
    في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!
    (68)
    فكّوا قيدَهُ للتّو..
    لذلكَ يبدو
    مُنشرِحَ الصَّدر !
    (69)
    تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
    سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ
    أم في مسجد،
    فإنَّ مصيرَنا جميعاً
    إلى النّار !
    (70)
    في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع.
    مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة.
    - قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد..
    لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة.
    ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير‍!
    (71)
    يُشبه الضميرَ العالمي.
    دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
    بابُ المسلَخ!
    (72)
    في دُكّان النجّار
    تُفكّرُ بمصائرها:
    - روضةُ أطفال ؟ ربّما.
    - مطبخ ؟ مُمكن.
    - مكتبة ؟ حبّذا.
    المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
    الخشَبُ أكثرُ رقّة
    من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة !
    (73)
    الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
    من ( طَقْ طَقْ )
    إلى ( السَّلامُ عليكم.)
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

    ملحوظة

    ترَكَ اللّصُّ لنـا ملحوظَـةً
    فَـوقَ الحَصيرْ
    جاءَ فيها :
    لَعَـنَ اللّهُ الأمـير
    لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ
    .. إلاَّ الشّخـيرْ !
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

      غزل بوليسي
      شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
      ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
      فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
      وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
      وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
      وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
      ما هـذا ؟
      هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
      إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
      خُـذْ نَفَسَـاً ..
      إسـألْ عن لَيلـى ..
      رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
      يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
      حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
      تَضَـعُ المِئـزَرْ !
      قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
      في مـا حَمَلـوا
      فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
      خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
      في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
      وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !
      **
      ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
      لَـونٌ أسمَـرْ
      وَابنَـةُ عَـمٍّ
      وأَبٌ قاسٍ .
      والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
      سَـيفٌ بَتّـارٌ
      وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
      أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
      قَدَمــايَ على الأَرضِ
      وقلـبي
      يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !
      **
      مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ
      لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
      غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ
      ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ
      صِـفْ عَيْنيهـا
      صِـفْ شَفَتيهـا
      قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
      ماذا تَخسَـرْ ؟
      هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!
      **
      حَسَـناً .. حَسَـناً ..
      سَـاُغازِلُها :
      عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
      شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
      نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
      قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
      قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
      وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
      والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
      لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
      وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
      فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
      والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
      كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
      كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
      كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
      كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
      مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
      يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
      كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
      ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
      وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !
      **
      يكفـي يا شاعِرَنا ..
      تُشكَـرْ !
      قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
      لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
      أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
      هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!
      **
      قُلتُ لكـم .
      أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
      هـذا ما عِنـدي ..
      عَقْـرَبـةٌ
      تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!
      مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
      مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
      لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
      عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
      وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
      كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
      وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!
      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #4
        رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

        يقظة
        صباح هذا اليوم
        أيقظني منبه الساعة
        وقال لي : يا بن العرب
        قد حان وقت النوم !
        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #5
          رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

          المظلوم ..!
          جلـدُ حِـذائي يابِسٌ
          بطـنُ حِـذائي ضيّـقٌ
          لـونُ حِـذائي قاتِـمْ .
          أشعُـرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِـمْ !
          يعلـو صـريرُ كعْبـِهِ :
          قُلْ غيرَها يا ظالِـمْ .
          ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـاً
          أمّا أنـا .. فليسَ لي جرائـمْ .
          بأيِّ شِـرعَـةٍ إذَنْ
          يُمـدَحُ باسمـي،
          وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائِـمْ ؟!
          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #6
            رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

            أين المفر ..؟

            المرء في أوطاننا
            معتقل في جلده
            منذ الصغر
            وتحت كل قطرة من دمه
            مختبئ كلب أثر
            بصماته لها صور
            أنفاسه لها صور
            أحلامه لها صور
            المرء في أوطاننا
            ليس سوى اضبارة
            غلافها جلد بشر
            أين المفر؟
            * * *
            أوطاننا قيامة
            لا تحتوي غير سقر
            والمرء فيها مذنب
            وذنبه لا يغتفر
            إذا أحس أو شعر
            يشنقه الوالي.. قضاء وقدر
            إذا نظر
            تدهسه سيارة القصر.. قضاء وقدر
            إذا شكا
            يوضع في شرابه سم
            .. قضاء وقدر
            لا درب.. كلا لا وزر
            ليس من الموت مفر
            يا ربنا
            لا تلم الميت في أوطاننا إذا انتحر
            فكل شيء عندنا مؤمّمٌ
            حتى القضاء والقدر!
            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #7
              رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

              الحلم
              وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
              قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
              أني أعيش كالبشر ،
              وأن من حولي بشر ،
              وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
              وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
              فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
              لقد هزئت بالقدر ،
              يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
              وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
              واهتز رأسي وانفجر
              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق


              • #8
                رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                عبدالذات
                بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ،
                وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ،
                لنلقى في غد نصرا ،
                و يـمــمـنا إلى المسرى ،
                وكدنا نبلغ المسرى ،
                ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: "صبرا" ،
                فألقينا بباب الصبر قتلانا ،
                وقلنا إنه أدرى ،
                وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا ا لجسرا ،
                فقمنا نطلب ا لثأ را ،
                ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: " صبرا" ،
                فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى ،
                وآلافا من الجرحى ،
                وآلافا من الأسرى ،
                وهد الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا ،
                فأنجب صبرنا صبرا ،
                وعبد ا لذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا ،
                ولم يضمن لقتلانا بها قبرا ،
                ولم يلق ا لعدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ،
                فسبحان الذي أسرى بعبد الذات من صبرا إلى مصرا ،
                وما أسرى به للضفة الأخرى
                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                تعليق


                • #9
                  رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                  نحن ..
                  نحـنُ من أيّـةِ مِلّـهْ ؟!
                  ظِلُّـنا يقْتَلِعُ الشّمسَ ..
                  ولا يا مَـنُ ظِلّـهْ !
                  دَ مُنـأ يَخْتَـرِقُ السّيفَ
                  ولكّنــا أذِلَّـهْ !
                  بَعْضُنا يَخْتَصِـرُ العالَـمَ كُلَّـهْ
                  غيرَ أنّـا لو تَجَمّعنـا جميعاً
                  لَغَدَوْنا بِجِـوارِ الصِّفرِ قِلّـهْ !
                  **
                  نحنُ من أينَ ؟
                  إلى أينَ ؟
                  ومَـاذا ؟ ولِمـاذا ؟
                  نُظُـمٌ مُحتَلَّـةٌ حتّى قَفـاها
                  وَشُعـوبٌ عنْ دِماها مُسْـتَقِلّةْ !
                  وجُيوشٌ بالأعـادي مُسْتَظِلّـةْ
                  وبِـلادٌ تُضْحِكُ الدّمـعَ وأهلَـهْ :
                  دولَـةٌ مِنْ دولَتينْ
                  دَولَـةٌ ما بينَ بَيـنْ
                  دولَـةٌ مرهونَـةٌ، والعَرشُ دَيـنْ.
                  دولَـةٌ ليسَـتْ سِـوى بئرٍ ونَخْلَـهْ
                  دولَـةٌ أصغَـرُ مِنْ عَـورَةِ نَمْلَهْ
                  دولَـةٌ تَسقُطُ في البَحْـرِ
                  إذا ما حرّكَ الحاكِـمُ رِجْلَــهْ !
                  دولـةٌ دونَ رئيسٍ ..
                  ورئيـسٌ دونَ دَولـهْ !
                  **
                  نحْـنُ لُغْـزٌ مُعْجِـزٌ لا تسْتطيعُ الجِـنُّ حَلّـهْ.
                  كائِناتٌ دُونَ كَـونٍ
                  ووجـودٌ دونَ عِلّـهْ
                  ومِثالٌ لمْ يَرَ التّاريخُ مِثْلَـهْ
                  لَمْ يرَ التّاريـخُ مِثْلَـهْ!
                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  تعليق


                  • #10
                    رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                    قفوا ضدي ..!

                    قِفـوا ضِـدّي .
                    دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
                    أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
                    قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
                    أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
                    وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
                    سِوى وَرْدي !
                    فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
                    لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
                    وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
                    بِقَدْح زنادها ناري .
                    وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
                    يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
                    ***
                    قِفـوا ...
                    لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.
                    مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى
                    أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟
                    أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
                    لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّ
                    بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
                    ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،
                    لَم أَبلُغْ بها قَصْـدي .
                    أُحرّكُها إلى اليُمنى
                    فألقاها على اليُسرى
                    وتَجمعُ نَفسَها دُوني
                    فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
                    وَما ضيري ؟
                    أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي
                    سَأبقى واحِداً.. وَحْـدي !
                    ***
                    فَمي أَضناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .
                    بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ
                    قِفوا ضِـدّي .
                    دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي
                    لِما يُجـدي .
                    فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي
                    فلن تَلقى لَها جَـدوى
                    سِوى الإعراضِ والصَدِّ
                    مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .
                    ***
                    قِفـوا ضِـدّي .
                    أنا حُـرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ
                    مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .
                    خُـذوا أوراق إثباتي .
                    خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ
                    أَخجَلتْ ذاتي .
                    سَفَحتُ العُمْـرَ
                    أُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها
                    وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها
                    مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القـردِ !
                    خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .
                    خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها
                    مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!
                    خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّي
                    خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري
                    كسكّينٍ على خَـدّي .
                    خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ
                    عَن عَيني وَعَن أُذُني ..
                    أَنَا ابنُ الغَيمِ
                    لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .
                    قِفـُوا ضِـدّي ..
                    كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .
                    وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .
                    كَفاني بَعدَكمْ أنّي
                    بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .
                    فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!
                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    تعليق


                    • #11
                      رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                      إسـتغـاثـة
                      الناس ثلاثةُ ا مـوا ت
                      في أوطاني
                      والميت معناه قتيل
                      قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))
                      والثاني تقتله (( إسرائيل ))
                      والثالث تقتله (( عربا ئيل ))
                      وهي بلاد
                      تمتد من الكعبة حتى النيل
                      والله إ شتقنا للموت بلا تنكيل
                      والله اشتقنا
                      واشتقنا
                      ثم اشتقنا
                      أنقذنا ... يا عزرائيل
                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      تعليق


                      • #12
                        رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                        ثورة الطين ..!
                        وضعوني في إنـاءْ
                        ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
                        وأنا لَستُ بماءْ
                        أنا من طينِ السّمـاءْ
                        وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
                        ..يتحطّمْ !
                        **
                        خَيَّروني
                        بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
                        بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
                        أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
                        فاخترتُ البقـاءْ
                        قُلتُ : أُعـدَمْ.
                        فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
                        وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !
                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                          رقاص الساعة

                          منذ سنين،
                          يترنح رقاص الساعة،
                          يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين،
                          والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه،
                          لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
                          يعتقدون بأن الدمع رنين،
                          وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة،
                          لتوقف في أول ساعة،
                          عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين،
                          يا رقاص الساعة،
                          دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة،
                          وندجن عصر التدجين،
                          ونؤكد إفلاس الباعة،
                          قف وتأمل وضعك ساعة،
                          لا ترقص، قتلتك الطاعة،
                          قتلتك الطاعة.
                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          تعليق


                          • #14
                            رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                            حتى النهاية ...

                            لمْ أَزَلْ أمشي
                            وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
                            الدُّجـى داجٍ
                            وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
                            والمَهالِكْ
                            تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
                            " أنتَ هالِكْ
                            أنتَ هالِكْ " .
                            غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
                            وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
                            ودمعـي
                            مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !
                            إذا الشعب يوما أراد الحياة
                            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                            تعليق


                            • #15
                              رد: موسوعة الشاعر أحمد مطر

                              هدايا

                              مَفازَةٌ قاحلةٌ تَلوحُ فيها بِئرْ
                              مِن حَوْلِها مَضاربٌ يُفيقُ فيها السُكرْ
                              وَيَستغيثُ العِهْرُ مما نالَهُ
                              في جوفِها من عِهرْ !
                              وَبَيْنَها يدورُ في تثاقُلٍ شئٌ قبيحُ القِصرْ.
                              يُوزِّع الساعاتِ والأَقلامْ
                              على دُمَىَ الإعلامْ
                              على زُناةِ الفِكرْ
                              على حُواةِ الشِعرْ
                              على أساطين الهوىَ
                              على حُماةِ الكُفرْ
                              من هُوَ ذا ؟
                              هذا طويلُ العُمرْ !
                              إذا الشعب يوما أراد الحياة
                              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X