إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


    إثنان أنت
    إلاَّ المنامَ فدعهُ لي
    إبعدْ بطيفك وارحلِ

    قد ضاعَ منّي كلُ ما
    حولي سواك ولست لي

    إثنانِ أنت فَواحدٌ
    ناءٍ وثانٍ داخلي


    عذراء
    عذراءُ يا فجرَ الزمانِ ومنتهاهْ
    يا بسمةَ الصبحِ الأغرِ وملتقاهْ

    أيقظتِ قلباً غافياً وتركتهِ
    ظمآن مضنىً والمناهل مقلتاهْ

    لا رنةَ الآهات تطفيء ناره
    بين الضلوع ولا تخفف من جواه


    يا نفس


    جرِّديني يا نفسُ من إحساسي
    قد كفاني من الضنى ما أُقاسي

    حرِّريني من العواطفِ أنأى
    عن جواها وتستريح حواسي

    علِّميني معنى الجمودِ أُجرَّدْ
    من شعورٍ، وثورةٍ، وحماس


    بوح


    هَدْهِدْ جِراحي يا قلمْ
    واسكبْ بأعماقي النغم

    وارقصْ على أوتاره
    واسكر بكاسات الحِكم

    الشعر حِلٌّ رشفهُ
    والبوح حر بالقلم


    الأم
    بالأُم أُمتنا تعلو وتُضطهد
    فاسموا بها وانهضوا كي تنهضَ البلدُ

    فهي المؤهِّلُ للأجيال لا جَدَلٌ
    ما غيرها لبناءِ المُستوى أَحدُ

    روحٌ تَذوبُ بفجرِ النشيء راغبة
    كشمعةِ الليلِ تفنى وهي تتقدُ


    الروح


    في كلِ موجةِ بحرٍ
    في كلِ طلةِ فجرِ

    في كلِ خفقةِ صَدرٍ
    في كلِ رفةِ طيرِ

    في كلِ نفحةِ عطرٍ
    روحٌ تحيِّر أمري


    صغيرة واسعة
    تدورُ في الرأسِ أحداثٌ وأزمنةٌ
    في لحظةٍ تعرض الماضي وما كانا

    تلك الرؤوسُ "كميراتٌ" مسجِلةٌ
    صغيرة وسعت بعداً وأزمانا

    تحيطُ ألف شريطٍ ألفَ حاويةٍ
    بَحرٌ يُجمِّعُ ألوانا وألوانا


    العزّ عزمٌ
    يا نفسُ دَرْبُكِ إن تَعْيهِ يَطيبُ
    فالعِزُّ عزمٌ والحياةُ دُروبُ

    شُقّي الصخورَ وفجِّري أنهارها
    كم في الصخورِ مناهلٌ وطيوبُ

    وامشي بدربِ الشوك فهو هدايةٌ
    إذ يستبينُ لكِ الشذى المحجوبُ


    در العيون
    يا عيوني صوني دموعك شعرا
    جف حبري فاسقي يراعيَ حبرا

    لملمي الدُرَّ من جفونك واملي
    فوق جفن السطور يا عينُ دُرا

    كفكفي الدمعَ فالدموع شعورٌ
    كيف نذري الشعور ضيـعاً وهدرا


    بحر الدموع
    غاب عن قلبيَ قلبي
    وجَفَتْ عيني عيوني

    فلذةٌ تنأى فتدمي
    جرح شوقي وشجوني

    ولجاجُ الصبر بحرٌ
    فاض من دمعٍ هتونِ


    حلمُ الرؤى
    أصحيحٌ يا تُرى أنتمْ معي
    أم تُرى حُلمُ الرؤى والمسمعِ

    طيفكمْ دوماً أمامي في النوى
    وسناكم كامنٌ في أضلعي

    كيف أدري الحُلمَ من علمٍ وما
    في ضياعي من دليلٍ مقنعِ


    طيران
    يا نسيماً سقى الزنابقَ راحا
    من عبيرِ القلوبِ كأساً مباحا

    أَسكتَ النايَ والكمانَ بلحنٍ
    تَيَّمَ القلبَ فاستجابَ وباحا

    يا لطيرينِ بالربى غردينِ
    من بعيدٍ يشابكانِ الجناحا


    ترحيب
    دَقَّتْ طُبولُ الأُنسِ يا لحنَ المنى
    يا هِلةَ الأفراحِ بالزوَّارِ

    تشريفُكم يا صَحبُ فجرُ سعادةٍ
    وولادةُ الإشراقِ والأنوارِ

    يا ألف أهلاً بالبدورِ حضورُكم
    أحيا الديارَ وكُلَّ أهلِ الدار


    جُرعة
    وصلَ السلامُ وهَلِْ تروِّي جُرعةٌ؟
    لمن الكؤوسُ وموردُ الترياقِ؟

    أرضى السلامَ ورُبَّ قطرٍ من ندى
    كان الحياةَ لظاميءٍ مشتاقِ

    حسبي القليل من المعين المرتجى
    إن كان مبعثه من الأعماقِ


    الثأر
    ثائرٌ يا عرب قلبي ما استطالا
    يُلهبُ الأرضَ احتراقاً واشتعالا

    كيف يحتلّونَ أرضي وذِراعي
    تعشقُ الثأرَ وتشتاق النزالا

    ودِمائي من معينٍ عربيٍّ
    كيف ترضى الذُلَّ أو تبغي الضلالا


    فجر الإياب
    رويدكَ قلبي كفاكَ اضطرابْ
    كفاكَ حماساً لذاكَ الترابْ

    فأنتَ بصدري سَجينُ الحَشا
    فكيفَ الوثوب وكيف الذِهابْ

    تَمهَّلْ فإنّا على إهبةٍ
    ليومِ الجهادِ لِفجر الإيابْ

    ومض العيون


    يا ليلُ أمهلْ نُرددْ همسَ ليلانا
    وابعث معَ النَغَمِ المخمورِ نَجوانا

    وارشفْ على البعدِ ومضاتِ العيونِ فما
    ومضُ العيونِ بعيدٌ عن حنايانا

    يُدني الخيالُ المنى رفقاً بِنا، ولَكَمْ
    داوى الخيالُ قلوباً عبرَ منآنا


    سابحات


    فاتناتٌ تَنتشرْ
    فوق رملٍ يستعرْ

    يا لَشَطٍ مُزهرٍ
    وورودٍ تنتثرْ

    وخُصورٍ تلتوي
    و"بكين" ينتصرْ


    غفرانك
    رَبَّاهُ عَفْوُكَ إن أسأتُ ورحمتُكْ
    ضعفي شفيعي والسماحة قوَّتُكْ

    مَنْ غيركَ الغَفَّارُ من أدرى بمن
    عَشِقتْ قِواكَ وأذهلتها قُدرتُكْ

    أنا في هواكَ أذوبُ مَنْ يا خالقي
    أجدى بقلب أبدعته ربوبتُكْ


    الصلاة
    صِلةٌ معَ اللهِ الصلاةُ فَفُزْ بها
    واكسبْ هنيهةَ راحةٍ وصفاءِ

    يا متعةَ اللُّقيا بأعظمِ مؤنسٍ
    وحلاوةَ التحليق بالعلياءِ

    قُمْ فالصلاةُ رِياضة ولياقةٌ
    واسْترخِ وابعد عن ضنىً وشقاءِ


    فجر الملتقى
    لا تسألوا عني وعن عمري
    أنا منذ فجر الملتقى عمري

    ما كان لي عيشٌ ولا وطرٌ
    من قبل أن يحيي الهوى صدري

    ليت النوى ما ضيعت زمني
    قبل التلاقي أو ونى فجري


    وتر وكأس
    سكرى أهيم ولا خمر ولا وترُ
    دمي الشراب وقلبي الكاس والوترُ

    أذوب وجداً وأنتشي في الهوى طرباً
    يا وجد قلب بحب الله يستعر

    فمن بقلبيَ أجدى من مكونَّه
    ومن بحبي لغير الله أفتخر
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #32
      رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

      سمراء
      أُمَةَ العربِ استفيقي وانفضي عنك الألمْ‏
      أطلقي قيد الجناح المستهام المحتدم‏
      حَلِّقي بالمجدِ فالمجدُ اقتحامٌ والتحامٌ والتقاءْ‏
      وولاءٌ ووفاءْ‏
      كم تولاكِ ووافى، منك يستوحي الولاء‏
      عَرَبيٌّ أَصلهُ المجدُ انتماءً وانتسابا‏
      والتقاءً واحتسابا‏
      صافحيه، عانقيه‏
      فهو يا سمراءُ خِلٌ كيفما شئت ارتسمْ‏
      إن تجافيتِ تجافى أو تبسَّمتِ ابتسم‏
      صافحيه يا نواةَ العِزِّ يا ذات المعالي والنقاءْ‏
      بادليهِ الوِدَّ يا حسناءُ لا تنسي عهودَ الأصدقاءْ‏
      كان في دنياكِ وهجاً‏
      كان أوجاً‏
      كان نهجاً والتزاما‏
      واتحاداً والتئاما‏
      طالتِ الأيامُ بينكما‏
      ومحالٌ يتوارى يتناسى كم بنعماك استطابا‏
      ولنجواك استجابا‏
      صافحيه يا شعاعَ الفجر يا مهدَ الفلاحْ‏
      يا تباشيرَ المعاني والمجاني والصلاح‏
      يا مَنارَ العدلِ والعهدِ المخضرم والشَممْ‏
      والوقار المحتشم!..‏
      * * *‏
      صافحيه يا عروسَ الأرض يا شمسَ السحرْ‏
      يا رياضاً أزهرتْ غاراً وأثمرتِ الدُرَرْ‏
      وربيعاً ما غزته الريحُ والإعصارُ أزهى وازدهر‏
      وينابيعَ استفاضَ العلم منها‏
      وعلى الدنيا انتشرْ‏
      أي ظلالَ الواحةِ الشماءِ كم يحلو بدنياها السمرْ!‏
      * * *‏
      أُمتي يا أمَّ أجدادي وأحفادي احضنينا‏
      بحنانِ الأمِ يا أمي اغمرينا‏
      واجمعينا‏
      ولنلملمْ ولنوحدْ صفَّنا‏
      نتبيّن خصمنا‏
      من يَدِسُّ الكرهَ فينا من ينائي بيننا‏
      ندركِ الأسرارَ يا أمتي نعِ الأخطارْ‏
      نَتَحدَّ النارَ يا أمي ونمحُ العارْ‏
      إيهِ يا أمي اعذرينا!‏
      سامحينا!‏
      كم بنا عاصٍ وعاقْ‏
      كم بنا يا خجلتي أفَّاقْ‏
      يا لوزري، وحيائي كم بأرضي خبثاءْ‏
      لا شعورٌ، لا ضميرٌ، لا حنانٌ، لا حياءْ‏
      يا لهم من تعساءْ!..‏
      * * *‏
      يا بني أمي وعربي‏
      يا بني الأوطانِ والأديانْ‏
      يا بني الأرض جميعاً يا بني الإنسانْ‏
      حسبنا شراً وقهراً وخراباً ودمارْ‏
      حسبنا أوزارْ!‏
      فإلامَ الحقد يا بن الأرض يا إنسانْ؟‏
      وإلامَ الظلمُ والحرمانْ‏
      لنكنْ أصحابَ عدلٍ ولنكنْ أبرارْ‏
      وعسانا نرتقي يوماً نعي‏
      نتحاشى الضر والعدوانْ‏
      نتساوى نتفهمْ‏
      نتذكرْ‏
      أننا أبناءُ آدم‏
      أننا إخوانْ‏
      من ترابٍ من تراثٍ واحدٍ..‏
      من أبٍ من كوكبٍ نحيا، ونمضي، ونحاسب‏
      كُلّنا، كل الورى أقران!..‏
      كلنا يا إخوتي إنسان‏
      كلنا إنسان‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #33
        رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

        الهوى الغيبي
        عشقتِ الروحَ يا روحي...‏
        وألهبتِ الهوى الروحي‏
        وأضرمت الجوى ناراً بأوصالي‏
        وإعصاراً بأحوالي‏
        بتجوالي وترحالي‏
        تجوزين المدى وجداً‏
        وتضنين الهدى وعدا‏
        وتجتاحين أغلالي وأقفالي...‏
        ألا يا سِرُّ من يدري بما في روحنا يسري‏
        وما من حولها يجري‏
        يدور بنا، يتوّهنا..‏
        يقربّنا‏
        يباعدنا‏
        سكارى في الهوى نسري...‏
        حيارى في الصدى السحري؟‏
        نسائلُ حيث لا ندري ونبحثُ حيث لا نجدُ؟‏
        أعشقُ الروحِ منفصلٌ ينحّى ودونه الجسدُ؟‏
        وعن مجراه يبتعدُ؟‏
        إذن ما بال أعيننا‏
        إذا ما صادفت شبْهاً قريباً من حبيبِ الروحِ ترتعدُ؟‏
        وبالأشواق تتّقدُ؟‏
        وهل للروح أشباه؟؟!‏
        ولم نفتأ بأوصاف الهوى الروحي‏
        نكررُ ما حفظناهُ..‏
        ونروي ما رويناهُ..‏
        بتيه السر والبوحِ!..‏
        ألا يا روح حيَّرتِ‏
        وأدهشتِ‏
        بدنيا الغيب أيقظتِ..‏
        ترى من قبلنا كنتِ؟‏
        ومن صلصالنا جئتِ؟‏
        أنَحْنُ الغيب أم أنت؟‏
        وأنت الحب يا أنتِ؟‏
        وكيف الحب يأسرنا وليسَ لأسره شركٌ؟‏
        ولا ملك؟‏
        وما الحبُ؟‏
        أغيبٌ ساقه الغيبُ؟‏
        وشرعٌ جاءَ أم ذنبُ؟‏
        وعشق الروح للأرواحِ مثل الراح‏
        غير مباحْ؟‏
        وماذا في الهوى الغيبي‏
        أنجوى القلبِ للقلبِ؟‏
        ولا سلكيةٌ تُنبي؟‏
        عن الإيلاف والحب؟‏
        وما بالناسْ‏
        وطبع الناسْ‏
        وما جُبلتْ عليه الناسْ؟‏
        بالتحنان والإحساسْ؟‏
        وبالوجدان والإيناسْ؟‏
        وكلٌ مغرمٌ حساسْ...‏
        وكل في الهوى مضرمْ!‏
        بوهج نيّرٍ مبهمْ!..‏
        نُساقُ به ومن إشعاعه نُلهمْ..‏
        دناةٌ منه ما ننأى غفاةٌ عنه ما نعلمْ!..‏
        ففي أعبائه نشقى وفي أعباقه ننعم‏
        نعيش بسحره فهماً وما في سره نفهم‏
        فسبحان الذي يعلمْ‏
        بنا من حالنا أعلم‏
        بأمر جلاله نحيا‏
        له المحيا‏
        له الرجعى‏
        له ما شاء من جهدٍ ومن غيبِ‏
        وحسبي ما أرى حسبي‏

        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #34
          رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

          الطائر الجوال
          يا طائرَ الأنسِ‏
          يا منعشَ النفسِ‏
          يا مطرب الأرواح بالأصداحِ‏
          يا صَيَّاحْ‏
          * * *‏
          أيقظتني بالجرسِ يا مُستلهمَ الألحانِ والجرسِ‏
          يا فجرَ عُرسٍ صغته يا دائم العُرسِ‏
          يا باسط الجناح في البطاحِ‏
          يا سَوَّاحْ‏
          * * *‏
          غَرِّدْ بأجوائي، بأفيائي‏
          مغناكَ يا غِرِّيدُ إحيائي، وإيمائي‏
          وبلسمُ الجراحِ‏
          يا صَدَّاحْ‏
          * * *‏
          غَرِّدْ وناغيني، وداويني‏
          يا ساحرَ العيونِ والآذان‏
          وناشرَ الفنونِ والألحانِ والأوزان‏
          يا فَنَّانْ‏
          * * *‏
          يا ليتني يا طير مِثلكَ ليتني طيَّارْ‏
          أعلو السدودَ وأرتقي الأبراجَ والأسوار‏
          بلا جوازٍ أعبرُ الأقطارَ مثلكَ والحظارَ‏
          يا دَوَّارْ‏
          * * *‏
          يا ليتني على جناحِكَ لو أطيرْ‏
          على الجناحِ الحر والريشِ الحرير‏
          تطوفُ بي أوجَ المدى عبر الندى والنورِ‏
          يا عصفور‏
          * * *‏
          نغوصُ في عمق الأعالي خِلة أحرارْ‏
          لا حصنُ يمنعنا ولا يا طير يردعنا الحصار‏
          ولا تؤخرنا المسالكُ والجماركُ والمطارُ‏
          يا طَيَّارْ‏
          * * *‏
          هيهات أن أطيرْ‏
          أن يستجيب لي الجناحُ المشتهي العذب الحريرْ‏
          هيهات تحملني تسحتملُ الأثقالَ والأغلالَ‏
          يا جوَّال‏
          * * *‏

          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق

          يعمل...
          X