إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

    ترانيم لعيون

    - فاطمة حداد -

    شـــــــعر - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997
    هويتي
    لا تسلني
    الضياع
    يوم واحد
    عروبتي
    وصل النوى
    كان حلماً
    الأرض السليبة
    أقوال
    في الشوكِ زهرة
    الفدائي
    عصفورة الغاب
    يا بحر
    الغواص
    15
    لو نطق الحجر
    17
    سبع ونملة
    19
    صوت الكنار
    في القرية
    22
    يا أهل الأرض
    24
    رثاء
    26
    حين تطوى الأرض
    أخشى الغرق
    29
    30
    سمراء
    الهوى الغيبي
    الطائر الجوال
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

    هويتي
    أنا ما صحبتُ اللهوَ عبر شبابيا

    كلا ولا كان الهوى بحسابيا

    ولقد بلغت من المشيب خِضَمَّه

    فإذا بشَهدي نابعاً من صابيا

    صُنْتُ الجوى حتى تخمر في دمي

    متعتقاً وتلألأت أكوابيا

    أمضي على ضوءٍ منيعٍ ذاخرٍ

    جُودٍ يكنُّ من الوقود خوابيا

    حصّنتُ أشرعتي اصون مشاعري

    فسنتْ دروبي وانثنت أبوابيا

    وحبست وجدي خلف جدران الحمى

    أثني جناحي في خضم عُبابيا

    غَرستْ يدي نفعاً فطاب حَصادُه

    وانداح زرعي نافعاً أحبابيا

    نضح الثمار وصار دوحيَ وارفاً

    فإذا جيع الناس هم أصحابيا

    وتفتح الشوك العتيق مزهِّراً

    وبنتْ صخوري للعلاءِ روابيا

    يرسو شراعي عند شُطآنِ المدى

    والموج يحكي للخليقة ما بيا

    أبداً ووَضعي في الأنام مخلَدٌ

    خطأي يُرَدَّدُ للورى وصوابيا

    أمضي وتبقى للزمان هويتي

    وتظل تروي سيرة بغيابيا

    لا هَمَّ أن أمضي وهمّي أن أفي

    دهري وحسبي منه نيل ثوابيا

    يَلدُ الرحيلُ الذكرَ: آيات تلي

    وكأن نأيي عودتي ومآبيا

    أنساب روحاً خَلَّفَتْ رجعَ الصدى

    والله أعلمُ بالصدى وذهابيا

    أدرى بمن سوّى وحسبي خالقاً

    قَدري وكوني ملكه وحسابيا
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

      لا تسلني
      أثِقابٌ من رمادْ؟!‏
      وانتفاضٌ من رُقاد؟‏
      أم سنا طيبٍ نديٍ كامنٍ طيَّ الفؤاد؟‏
      أزهر العمرُ جناهُ‏
      وحماه ورعاهْ‏
      أم تُرى فجرٌ منيرٌ ساحرٌ أحيا الجمادْ؟‏
      في دجى الأسحار جادْ‏
      يغمر النفس اخضلالاً واخضرارا‏
      وانتعاشاً وارتعاشاً وازهرارا‏
      أم ضحى ماضٍ يعادْ؟!‏
      بمراسينا يشاد؟‏
      أيُّ ميثاقٍ أثارا‏
      وأنارا‏
      موقداً نوراً ونارا‏
      أي نورْ؟!‏
      في حنايانا يدور‏
      بشغاف القلب ينمو‏
      مثلما تنمو الزهورْ‏
      وكما ينمو مع الأيام تغريدُ الطيور‏
      كلما طال تَخَمَّرْ‏
      وبطول العمر يكبرْ‏
      ويزهَّرْ‏
      من جواه الروح تسكر‏
      وتُخدَّرْ‏
      ويغيبُ الوعيُ فالإيقاظ حلمٌ وخيالْ‏
      غارقٌ عبر المنال‏
      رُبَّ نيلٍ ضائعٍ فيما ننال‏
      وجمالٍ غاب في سحر الجمال‏
      وشموسٍ أبهرت بالنور تعشي من تبصَّرْ‏
      وينابيعَ العطاشى حولها بالغور تُنذَرْ‏
      آه مما جاوز العقل وحيّر...‏
      آه مما لا يُحلُّ ولا يسيَّر‏
      آه مما لا يقال!..‏
      لا تسلني لست كفؤاً للسؤال‏
      من قواي. السر أقوى لا محال‏
      ليس في الأقوال جدوى أو جدال‏
      أي علمٍ، أي فهم أو مقال‏
      هل صحيحٌ نتعلَّم؟!‏
      كل ما أعلمُ أني لست أعلم!!‏
      يا لعمر كله حلمٌ فسبحان الذي بالسر أعلمْ‏
      بالورى أدرى وأبصرْ‏
      وبعلم الغيب أقدر‏
      أنشأ الأكوان سوَّاها ودبَّر‏
      وتولَّى وتجلَّى‏
      وتعالى فوقنا، الله أكبرُ الله أكبر‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #4
        رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

        الضياع
        نضيعُ؟

        يا ليتنا لو نضيع العمر لا حرجٌ

        ولا عتابٌ ولا عيبٌ ولا وجلُ

        ولا عذابٌ ولا عقلٌ يحاسبنا

        ولا ضميرٌ ولا خوفٌ ولا خجلُ

        نغفو على حُلُمٍ لا نستفيقُ ولا

        ندري بما حولنا يجري ولا نسلُ

        نضيعُ؟

        وما الضّياع أسحر في جوارحنا؟

        يقودنا كيفما يبغي ونمتثلُ

        ينادمُ الروحَ لا راحٌ ولا وترٌ

        ويأسرُ العقلَ لا قيدٌ ولا عُقَلُ

        ويُسكرُ النفسَ يغريها ويغرقها

        للصحوِ لا حللٌ تجدي ولا حيلُ

        نضيعُ!

        أبا لضّياع مثالٌ خارقٌ حُرمتْ

        منه العقول وتاهت حوله المثُلُ

        أم الحياة حياتان تصارعتا

        أولاهُما الصحوُ والأخرى هي الثملُ

        فإن رجِعنا لأولاها فيا هلعاً

        يا نادماً بعدما الندمانُ ترتحلُ

        نضيع!

        أللضياع مقاييسٌ بعالمنا؟

        وأي علم إلى أسراره يصلُ

        لجٌ عميقٌ به حارتْ مراكبُنا

        يضيعُ فيه النهى والفكرُ والجدلُ

        موج يدور إلى الشطآن يحملنا

        يخاف يقظتنا تودي فينتشلُ

        نضيع!

        وما الضياع؟؟ ألا ضعنا وضاعَ بنا

        ما نرتجيه وضاعتْ حولنا السبلُ!

        نطوفُ عبر خيالٍ لا حدودَ له

        على جناحٍ من الإحساس ننتقلُ

        ما العمر غير أحاسيسٍ نعيش لها

        فإن هي ارتحلتْ فالعمر مرتحلُ
        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #5
          رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

          يوم واحد
          في الدارِ في البيتِ الحبيبْ‏
          في ركنِ أجدادي السليبْ‏
          في مجمع الأحباب بالأمسِ‏
          في ملعبِ الأفراحِ والأنسِ‏
          في المعبدِ المجروحِ في القدسِ‏
          مستوطنون مزوَّرون مزيفونْ‏
          يتواردونْ‏
          يتكاثرون‏
          يتوارثون‏
          ويدّعونَ بأنهم أهلُ البلاد الأقدمونْ‏
          وبأنهم أصحاب حقْ‏
          وبأننا نحن الطغاة الظالمون‏
          ضاقتْ ببغيهم الدُنا‏
          لا يرتضيهم غيرنا‏
          فتجمَّعوا بديارنا‏
          يتمتعونَ بملكنا‏
          بتراثنا‏
          بحقوقنا‏
          يتنعَّمون ونحرمُ..‏
          ويزوّرون ونبصمُ!‏
          ونُغرَّمُ!‏
          حتَّام نرضى بالضَياعْ‏
          ونخوض أعماقَ الخداعْ‏
          ولا نُغاثُ ولا نطاعْ‏
          قُمْ يا أخي قمْ نلتقِ‏
          بسما العروبة نُشرقِ‏
          قم يا أخي العربيُّ قم لا تغرقِ‏
          بالوهم لا تستغرقِ‏
          قم نعتزمْ‏
          قم نلتئمْ‏
          قم نلتحمْ ونحلِّقِ‏
          نمضي بناتٍ وبنين‏
          كلاًّ نصارى مسلمين‏
          كلُ العروبة تنتفض‏
          كلُ العروبة تتحد‏
          كلٌ أمينٌ ومعين‏
          أشبال أُسدٍ للعرينْ‏
          قم يا أخي نجمع قِوانا‏
          نمشي طريقَ النصر نختصر الزمانا‏
          يومٌ ونبلغ في توحّدنا مُنانا‏
          يومٌ قويٌ واحدٌ‏
          يومٌ متينْ‏
          يومٌ ولا طول السنين‏
          يومٌ دَجيٌّ صبحه النصر المبين‏
          وتفجُّرُ الماضي الدفين‏
          دوَّى الصدى للانتفاضة يا لجمع الثائرين‏
          والقدس نادى يا أذان الحق يا صوت الحنين‏
          لا يا أخي لن ننثني‏
          لن ننحني‏
          لن نستكين‏
          حرب الحجارة لن تلين‏
          حتى الحجارة لا تفي‏
          بالرجم لا، لا نكتفي‏
          لا نصرَ إن لم نقصفِ‏
          لا نصرَ إن لم نعصفِ‏
          وننظّفِ‏
          لا نصر إن لم نستجب‏
          للصرخة العلياءِ‏
          للأصداء‏
          للصوت الوفي‏
          لا يا أخي لن نكتفي‏
          بالثورة العزلاء بالحرب الخفي‏
          لا يا أخي لن نكتفي!‏
          لن نكتفي!...‏

          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #6
            رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

            عروبتي
            عشقتُ تربَ بلادي

            عشقتُ وهجَ الرمالْ

            وكل سهلٍ ووادِ

            وشاطىءٍ وظلال

            وشدوِ طيرٍ وحادِ

            وَمنهلٍ ونهال

            يا للهوى والجمال

            العندليبُ يغنّي

            والغصنُ شادٍ لعوب

            والغاب يهمس لحناً

            تهتز منه القلوب

            كل الطبيعة وجدٌ

            وخفق قلبٍ دؤوب

            عطفاً وعزفاً يذوب

            وخفق قلبيَ نايٌ


            للأرضِ شدواً يجود

            يغوص في كل شبرٍ

            عاشت عليه الجدود

            أرض العروبة بعثي

            ومنشأي والوجود

            ولي عطاء وجود

            ربوع مهدي ولحدي

            ومجمع الأولياء

            وبيت حجّي وقدسي

            ومولدُ الأنبياء

            أجواء همسي وجرسي

            وملتقى الأصدقاء

            والأهل والأقرباء

            يا ناظراً لسمائي

            هلا عشقت الرحاب

            هل ذقت خمرة مائي

            وهل شممت التراب

            هذا التراب انتمائي

            به سموت انتساب

            ومبدءاً ومآب

            هويتي وخضابي

            ونبع مجرى الحياة

            أمِن رمادٍ ثقابي؟

            أم الحياة الممات؟

            أم تنبت الأرض خلقاً

            أم ذا رجيع الرفات

            يا خالق المعجزات!
            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #7
              رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

              وصل النوى
              شُعاعَ الروحِ لا تبرحْ‏
              وقلبٌ في النوى يُجرح‏
              منى القلبِ‏
              سنا الهدبِ‏
              وطيفُ البعد والقربِ‏
              بأعماقي، بآفاقي‏
              بأمواجِ الصدى العذبِ‏
              مدى الدربِ‏
              خيالٌ في الرؤى يجنحْ‏
              وروحٌ حوله تجمحْ‏
              ولا تُنبي‏
              شعاعَ الروح!‏
              وأخشى التيه عن ظلكْ‏
              وعنكَ البعدَ من أجلك‏
              أخاف الوجد يعييني‏
              عن الأصداء يثنيني‏
              وينئيني‏
              فلا أشعر‏
              ولا أذكر‏
              ولا أضحو على ظلك‏
              يضيع الوعي في هلك‏
              ويخبو في سنا طلك‏
              وينهي ما يعذِّيني وينهيني‏
              شعاع الروح!..‏
              أنيسٌ دائم المرأى‏
              جليسٌ غالب المنأى‏
              وكم في النأي سُمَّارُ‏
              وفي الأرواح أسرارُ‏
              وأقدارُ‏
              وهل ننأى؟!‏
              إذا الأرواح لا تنأى!‏
              دُناةٌ ما تناءينا‏
              هواة ما تغابينا ودارينا‏
              وداوَينا‏
              على وصل النوى نحيا وذا المحيا‏
              شعاع الروح!‏

              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق


              • #8
                رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                كان حلماً
                يا قلبُ لا تقتربْ فالمستحيل هنا!..

                أيدرك النجم طيرٌ ناحلٌ وهَنا

                قد كان حُلماً لقاء الأمس فانسَ ولا

                تحلمْ بأي لقاءٍ، أو بأي هَنا!

                وكيف أنسى وأنستني ابتسامته

                عمري وباتَ بيَ الإحساس مرتهنا

                وفي الجوانح أضحى طيفهم ألقاً

                يضيء قلباً إلى أعماقه جَهنا

                يا أفضل الناس عفواً أن يبوح بما

                يكنُّ صدري وما غالى وما امتهنا

                والصدرُ إن لم يُبُحْ تنبيك خفقته

                يا خفقةً نبّأتْ عن خافق رهنا...
                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                تعليق


                • #9
                  رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                  الأرض السليبة
                  خُذْ من دمي الوثّاب من جرحي العتيقْ‏
                  من ثورتي‏
                  من لوعتي‏
                  من نفح إحساسي العميق‏
                  من صوتيَ الحر الطليق‏
                  من يقظتي‏
                  خذ من جراحي قطرةً‏
                  خذ من جناحي ريشةً‏
                  خذ من عيوني دمعةً‏
                  وامسح بها تلك الهضاب‏
                  لتزيحَ عن عُربي الخراب‏
                  لتثيرَ أحجارَ الحمى‏
                  ورمال شطي والترابْ‏
                  وتزلزل الأركان في الدار السليبة‏
                  تحيي بموطننا الهدايةَ والرجاءْ‏
                  وتطهِّر الأجواء والأرجاء‏
                  وتعود أرضي حرة بيضاء‏
                  خذ واستجب للأرض للأرض المجيبة‏
                  ولننشر الأفراح في الجولان في القدس الحبيبة‏
                  نسترجع الآلاء والأضواء‏
                  في الأرض الخصيبة‏

                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


                    أقوال
                    أثرثرُ في الكلام لأستريحا
                    وأختصرُ الكلامَ لكي أُريحا

                    وأنأى كي أطاوعَ بي ضميراً
                    وأدنو كي أطاوعَ بي جروحا

                    وأذرفُ في وداع الصَحب دمعي
                    وأذرفه بلقياهم سفوحا

                    وأسكرُ في الخطوب بلا شرابٍ
                    وأسكر في السرور إذا أتيحا

                    وأضحكُ أن أرى فظاً غليظاً
                    وأضحك أن أرى دَعِباً مزوحا

                    وأضجرُ أن يزور الضيف دوماً
                    وأضجر أن يقصِّر أو يُشيحا

                    وأفرح أن أسافرَ كل حينٍ
                    وأكرهُ عن مرابعنا النزوحا

                    وفي الأسفار أرغبُ قصرَ دربي
                    وفي النزهاتِ أبغيه فسيحا

                    وأرفضُ ما أباحَ به ربيعي
                    وأندب في خريفي ما أبيحا

                    وفي صيفي أفتِّشُ عن شِتائي
                    وما يأتي الشِتا حتى أصيحا

                    ولا أرضى من الدنيا بحالٍ
                    ولا أدري المحبب والمريحا!
                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                      في الشوكِ زهرة
                      يا زهرةً بين الهشيم تفَّتحتْ‏
                      ماذا أردتِ من الهشيمْ؟‏
                      ماذا أردت من الحطامِ أراك يانعة بوادٍ من حميمْ‏
                      لا روحَ فيه ولا شذىً‏
                      لا وِردَ ينعشُ لا ظِلالَ ولا نعيمْ‏
                      بين الصخور الصمِّ ماذا تصنعين؟‏
                      ماذا أتيت تحاولين؟‏
                      ما تهدفين؟!‏
                      بالله يا أحلى الزهور تراجعي‏
                      عودي لأحضان الزهور‏
                      عودي لأجواء الحنان‏
                      إلى البراعمِ حيثما هامتْ تثورْ‏
                      هيَّا ارجعي‏
                      لا تعبري الدربَ المشوكَ بجسمك الغضِّ النضيرْ‏
                      لا تذرفي دمع الصبابة والحنين‏
                      شوهَّتِ حسنَك بالأنين‏
                      ما تقصدين‏
                      يا زهرةً صوني الصبا‏
                      إنّ الصبا عهدٌ يمرُّ ولن يعودْ‏
                      عهدٌ يمرُّ كومضِ برقٍ تاركاً‏
                      في الأرض زمجرة الرعود‏
                      وإذا الربيعُ مودِّعاً‏
                      يُهدي رُفاةَ الزهر ذكرى للوجود‏
                      وإذا بهاكِ غداً يزول وتذبلين‏
                      وهناك في الوادي الأمين‏
                      ستذكرين‏

                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                        الفدائي
                        سارَ بينَ الشوك يمضي
                        عبرَ أَجواءِ الحُفَرْ

                        يتحدَّى كُلَّ هولٍ
                        قاصداً مهدَ الصِغرْ

                        شَدَّهُ الشوقُ يداني
                        بالتخفّي والحذَرْ

                        جاوزَ الأسلاك يمضي
                        واجفاً لا يستقرْ

                        إن رأوهُ قتلوهُ
                        فهو جَانٍ لا مفرْ

                        فهو جانٍ كيف يَهوى
                        المهد أو يبغي المقر

                        مجرمٌ إن كان يصبو
                        لِحماهُ أو يَبُرْ

                        وَصَلَ الملهوفُ يدنو
                        للِقا الحي الأبرْ

                        ها هنا كانتْ بيوتٌ
                        وجنانٌ وزهرْ

                        وهنا كُنَّا نغنّي
                        وهنا كان السمرْ

                        وهنا رافقتُ أُميّ
                        نلتقي ضوءَ القمرْ

                        اين يا تاريخ بيتي
                        أين حقلي والثمرْ

                        أين أطفالٌ لعبنا
                        بينهم تحت الشجر

                        وصبايا وارداتٍ
                        يتخطين الممر

                        ضيعتْ عيني عيوني
                        لم يعد غير الذكَر

                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                          عصفورة الغاب
                          في الغابةِ العذراءِ في دربِ المنى‏
                          في المنحنى..‏
                          عصفورةٌ غرّيدةٌ صيدتْ هناكْ‏
                          خُلقتْ هناكْ!‏
                          ماتتْ هناكْ!‏
                          غنَّتْ وناحتْ للحياةِ وللممات‏
                          تتفطَّرُ‏
                          وبومضةٍ تتفَّجرُ‏
                          تدمي جَوانِحَها النِبالُ بلفتةٍ وجناحها يتكسَّرُ‏
                          أرياشُها تتطايرُ‏
                          فوقَ الرُبى تتناثرُ‏
                          يُخفي الجناحُ جِراحَهُ يَخشى الجراح تُخبِّر‏
                          والصوتُ في التغريدِ بُحَّ فللصداحِ تهيّبٌ وتوقُّرُ‏
                          من للهتافِ غافرُ‏
                          من للطيورِ محرِّرُ‏
                          صيدتْ وهل يدري بها الصيَّادُ هل يرضى الفدى؟‏
                          هل يعذرُ؟‏
                          ولسهوها هل يغفرُ؟‏
                          ماذا تراه يشعرُ؟‏
                          بالصيدِ ماذا يقصدُ؟!‏
                          ما ينشدُ؟!‏
                          ألكي يرى كيف الجريحُ يغرِّدُ؟‏
                          أم للنداءِ يسايرُ؟!‏
                          أم فهو حقاً بالتشابك يُسعَدُ؟‏
                          روحٌ بروحٍ شبَّكت والروحُ كم تتصيَّدُ‏
                          ومن الشباكِ تجدُّدٌ‏
                          ومن الشباكِ تودُّدُ‏
                          وتآلفُ الأرواحِ سِرٌ ما به عَقْلٌ يفيدُ ولا تغيِّره يَدُ‏
                          ُوبكلِ روحٍ قوَّةٌ جذَّابَةٌ‏
                          تسطو على كلِ القوى وتسيطرُ‏
                          رَيَّا كصوتِ مغرِّدٍ تهفو إليه الغُرَّدُ‏
                          عَجَبي لتلكَ الروحِ وهي خفيَّةٌ‏
                          تقوى على الدنيا وليس بوسعِها‏
                          تبقى بها أو لحظة تتأخر!‏
                          صيدتْ هناكْ‏
                          صيدت وكم صادَ الجوى‏
                          ولكم على التغريدِ طيرٌ صيدَ وهو يُحاورُ‏
                          كم في الهوى‏
                          طيرٌ هوى‏
                          رغمَ القِوى يُستأسَرُ‏
                          بالأسرِ يبقى صادحاً مهما يشيخ ويكبر‏
                          صيدتْ هناك‏
                          بشباكها تتعثَّرُ‏
                          كلُ الطيورِ غريبةٌ لجراحِها تتنكَّرُ‏
                          بشعورها لا تشعر‏
                          وبأمرها لا تنظرُ‏
                          كلٌ على غُصنٍ يُغنّي لحنَه‏
                          أوَهلْ دروا‏
                          أو قَدَّروا‏
                          عُصفورةٌ تتفجَّرُ‏
                          وِداً ووجداناً وحباً يَندُرُ‏
                          حُباً نبيلاً خَصَّهُ اللهُ بها‏
                          لم يفقهوا سِرَّ النزاهةِ في الهوى‏
                          لم يفهموا الطهرَ المقدَّسَ في الجوى‏
                          لم يعلموا أن النبيلَ على النزاهةِ يُفطرُ‏
                          يبقى على اللحنِ الرقيقِ وروحُهُ‏
                          تسمو وتصفو كلما يتأخرُ!‏

                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                            يا بحر
                            صورٌ على الشطآنِ موجُك أم سطورٌ تُطبعُ؟‏
                            وحكايةٌ أزليَّةٌ بِلُغى الجميعِ تُسجِّعُ؟‏
                            أم وشوشاتُ أحبَّةٍ وصدى الزمان يُرجِّعُ؟‏
                            أم راقصاتٌ من رذذاذٍ برقُها والبُرقُعُ؟‏
                            مرهونة للشطٍ تسقي مدمناً لا يشبع!‏
                            ...‏
                            يا حائراً، ومحيراً، متقلباً فذاً مريدْ‏
                            يا ثائراً، ومثرثراً، جوداً تفيد وتستفيدْ‏
                            تعطي وتأخذ. كالزمان وكالورى: تهوى الجديدْ‏
                            وتظلُّ تبتلع البرايا. لا تمل ولا تحيدْ‏
                            كم جاءَ صيَّادٌ إليكَ وكان يا بحر المصيدْ!‏
                            يا سر أجنحةٍ ترفُّ على مداكَ ولا تطيرْ‏
                            سحرٌ يهيجُ وينثني يا غلب وثَّابٍ قديرْ‏
                            ما شدَّهُ للتربِ أهوَ الموطنُ الغالي الأثيرْ؟‏
                            أم للأحبة ينثني عن حضنها يأبى المسيرْ؟‏
                            يبقى لعوباً حولها أبداً يسير ولا يسيرْ‏
                            ...‏
                            يا عالَمَ الأسرارِ هل لي للسرائر أستبين؟‏
                            عمّا بلُجِكَ من دليل عن حكايا الراحلين‏
                            كم من خفيٍّ في غياهب قاعك العاتي دفين‏
                            ورموزِ آثارٍ توارتْ عن عيونِ الباحثين‏
                            من قبل بدء الخلق كانت من ملايين السنين‏
                            ...‏
                            حتَّام تحتضنُ الصخورَ أما سئمتَ من الصخورْ؟‏
                            وإلام تلثمُ جلمداً وعلامَ من حجرٍ تثورْ؟‏
                            صلداً يظلُّ وأنتَ في أعتابه فيضٌ يغورْ!‏
                            طال العناق وما استطعت تهزّه عبر الدهورْ‏
                            ومتى استجابت للقطا ترنو وتبتسم النسورْ؟!‏
                            ...‏
                            يا ساحرَ الألبابِ والعُشَّاقُ حولك تُنثرُ‏
                            والفاتناتُ غفتْ بشطِّك تستحمُّ وتُنشرُ‏
                            والأنجم انعكست تضمك في الدجى وتسعَّرُ‏
                            أَتُراك تشعر بالأحبةِ مثلما هي تشعر؟‏
                            لك مثلها روحٌ وأفئدة وعينٌ تبصر؟‏
                            ...‏
                            يا غبطةَ السبَّاح والموجُ الوسادةُ والغِطاءْ‏
                            وسعادة السُيَّاح بالشط الرحيب بدرب ماءْ‏
                            وأمانيَ الصيَّاد والغوَّاص في نبع العطاءْ‏
                            في صيد أصدافٍ، ودرٍ، وكساءٍ، وغذاءْ‏
                            جلَّ الذي أعطى العباد لكلِ حيٍّ ما يشاء!‏
                            ...‏

                            إذا الشعب يوما أراد الحياة
                            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                              الغواص
                              قلتَ شهراً؟؟!!‏
                              قُلْ دقائقَ، قل ثواني!‏
                              هَلْ يطولُ العمرُ شهراً يا شراعاً‏
                              هل يعيشُ المرءُ أكثر من ثوان‏
                              لك في الشطآن يا طوَّافُ مرسىً‏
                              ولنا لجٌ عميقٌ في خفاياه نعاني‏
                              أي غوصٍ بأمان‏
                              وغريقٍ بعنان‏
                              يا لبحَّار على غور يداني‏
                              حوله الأسماك تهفو‏
                              كلها تبغي التداني‏
                              جلُّها حلوٌ ملوَّنٌ‏
                              ومزيّنْ‏
                              إنما الروح تعشَّى عن جمالٍ ليس يقرنْ‏
                              وانسجام الروح سرٌ جاذبيٌ به نفتنْ‏
                              أي إحساس يكوَّن؟‏
                              بحنايانا يُخزَّنْ؟‏

                              كل ما الغواصُ يرجوهُ التلاقي بشراعهْ‏
                              حسبه غوصٌ وغورٌ ومسافاتُ ضياعهْ‏
                              تَعِبَ المجذافُ وانشلّتْ ذِراعهْ‏
                              يتهاوى في صراعهْ‏
                              أين شطُ الأمنِ يا أمسي وأين الدرب للمنجى؟‏
                              لرحابٍ ما به لجٌ ولا موجٌ ولا حتى شراعْ‏
                              حيث نحيا غير محيا‏
                              لا نعاني من فتونٍ أو محيّا‏

                              نتناءى‏
                              عبر أجواء الهدايه‏
                              ننتهي حيث البداية!..‏

                              إذا الشعب يوما أراد الحياة
                              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X