إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


    العودة
    يا قدسُ جئتكِ فافتحي الأبوابا

    صفّي الشموعَ وزيّني الأعتابا

    رشّي الزهورَ على الدروبِ وزيّني

    كلَّ المحافلِ وانثري الأطيابا

    آتي على شُهُبِ الحجارةِ أهتدي

    حيث التزام الطفل صار شهابا

    إن كنتُ غِبتُ فلن أغيبَ وما مضى

    ما كان إلاَّ للرجوعِ حسابا

    أنأى وعيني للديارِ رهينة

    وفمي مشوق يلثم الأعتابا

    كالغصن يبقى نابتاً من جذعه

    مهما يُقصُّ نما عليه وآبا

    كلٌ وليدُ جذوعه وجذورِه

    ولكلِ ناءٍ عودةٌ ما لابا

    والنهرُ ينبعُ دافقاً من أرضِه

    مهما تَفرَّعَ ماؤه وانسابا

    يا عربُ آن العود هلاَّ نلتقي

    متعاونين نجمِّعُ الأنسابا

    متكاتفين موحدين وحسبنا

    للنصر توحيد العروبة بابا

    أوَننصر الأعداءَ في تفريقنا

    لمنى العدوِ نهيّىء الأسبابا

    نرجو السلام ونحن أشتاتٌ ولا

    نرضى التحالف أو نعي الأحبابا

    نبغي من الأعداء إنصافاً متى

    نَصَفَ العدوُ عدوَّه أو حابى

    يا عُربُ نحن الأذكياءَ فما لنا

    للأغبياءِ نوسِّعُ الأبوابا

    وبخدعةٍ منهمْ يُحاربُ بعضنا

    بعضاً؛ نغوصُ ونجْهل الأصحابا

    بالمكرِ راحوا يوهمون بأنهم

    أهل النهى لا يخطئون حسابا

    لا يا أخي ليسوا كما هم أوهَموا

    كَلاَّ ولا تلقاهُم الأنجابا

    كل القضية أنهم ساروا معاً

    خدعوا الأئمة واشتروا الأربابا

    لا يفقهونَ سوى مصالحهم ولا

    يبغون عما يسلبون مآبا

    قالوا السلام: وهل نصدِّق سيرةً

    نسجوا عليها مسرحاً وقِبابا

    يسعون في تضليلنا ما همّهمْ

    إلا عن استيطانهم نتغابى

    يتحدثونَ عن السلامِ تماطلاً

    أين السلام وكلُ دربٍ خابا

    أين السلام وكل يومٍ هجرةٌ

    أودوا بنا واستوردوا الأغرابا

    هل من سلامٍ والحقوقُ رهينةٌ

    لمسيطرٍ يستحكم الأبوابا

    قولوا السلامُ على السلامِ ولن نرى

    دونَ التوحدِ للسلام منابا
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #17
      رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

      لو نطق الحجر
      في الروض راحلٌ يستريحْ!‏
      توسَّدَ التُرابْ!‏
      يستعرض الماضي...‏
      ضميرهُ وجدانُه مستريحْ!‏
      وقلبه الرهيف مستريح!‏
      مستريحْ!...‏

      واهتَّزت الأجواءْ‏
      وثارت الأرجاءْ‏
      صدىً بعيدْ‏
      علا يشُّقُ الصمتَ عبر الريحْ‏
      يصيح يا جريحْ!‏
      يصيح يا شهيد!‏
      يا راقداً هناكَ في البعيدْ‏
      في الخدر في المحرابْ‏
      في المأمن الفسيحْ‏
      تعالَ لا تغبْ‏
      تعالَ لا تَنَمْ‏
      لن تستريحْ!...‏
      محكمة!...‏
      محكمة!...‏
      في القبر محكمة...‏
      أجبْ على السؤالْ!‏
      واحلفْ على القرآن واحكِ الحقْ‏
      إن كنتَ لا تجيب‏
      فأنتَ مذنبُ...‏
      إن كنتَ لا تجيب‏
      فأنت ناهبُ...‏
      وأنت آخذٌ وسالبٌ وآكلٌ وشاربُ!‏
      يا ليت لو تجيبْ!‏
      لو ينطق الجسدْ...‏
      لو ينطق التراب والحجر‏
      وكلها يا سيدي سواءْ‏
      لو نطق الترابُ... والسحابْ...‏
      لشوَّهوا الجوابْ‏
      واغلقوا الأبواب‏
      * * *‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #18
        رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

        الأرض الحياة

        أنا في دمشقَ أحومُ في الجولانِ

        يا للخيال ومن هداه مكاني

        ما شدَّني حولَ الجنوبِ كأنني

        طِفلٌ دَعَتْهُ الأمُ للأحضانِ

        وكأنني الطيرُ المهاجرُ راجعاً

        للعش يلثمُ حُرمةَ الأوطانِ

        أو عاشقٌ يهفو لعاشقةٍ به

        وجدُ الحنينِ وثورةُ الأشجان

        أو غصنُ جذعٍ قد نأى عن جذعه

        والجذعُ وصلُ الروح للأغصان

        من أرضهِ يُروى ويَروي ساكباً

        روحاً بروحٍ والهوى روحان

        كنهُ الحياةِ الأرضُ يا جذعاً أتى

        منها إليها ساقياً ومداني

        كيف النوى عنها ونحن فروعُها

        والفرع يَذبلُ إن نأى بثوانِ

        كيف النوى عن أصلِنا وتراثِنا

        عن منبتِ الآباءِ والولدان

        إن كان حقاً للغزاةِ مشاعرٌ

        كيف استساغوا هجرةَ السُكَّان؟

        يستبدلون جذورَهم وجذوعَهم

        ويُغيرون معالمَ العمران

        هَلاَّ أحسّوا بالنوى عن أصلهم

        ورأوا المشَرَّدَ كيف منه يعاني؟

        لا همَّ عندهُمُ سِوى استيطانِهم

        يتجاهلون قداسةَ الأوطان

        قَتَلوا وزجّوا في السجون وشَّردوا

        وتوعدوا، حُجَجٌ بلا بُرهان

        حتى إذا ما جاء يوم الملتقى

        وانزاحَ سِتْرُ الزيفِ والطغيان

        نرتادُ موتمر السلامِ وحسبنا

        أن يلتقي الإنسانُ بالإنسان

        طارتْ حمائمنا تلبي علَّنا

        نلقى الجديدَ وجيِّد العرفان

        قُلْ يا حمامُ فما لديكَ وما عسى

        في جعبةِ الأنباءِ من تبيان

        إن كان سلماً فهو كل المرتجى

        أو كان حرباً فاحترزْ يا جاني

        وإذا الوغى لابدَّ منه فالوغى

        كَرٌ وفَرٌ ديدنُ الأزمان

        وكذا الحياةُ تقلُّبٌ وتغّيرٌ

        فجرٌ وليلٌ سيرةُ الدوران

        والشمسُ تشرقُ ثم تَغربُ والدُّنا

        بتداولٍ والدهرُ بالجَريان

        لكنَّ شمسُك يا شآمُ إلى المدى

        أبداً منارُ المجدِ والعمران

        تيهي دمشق فأنت نبراس الدّنا

        فيك العلا والعلم يلتقيان

        هبي نزحْ عن أرضنا أعداءَها

        وليفهموا ما جوهر الأوطان

        شاؤوا القتالَ ألا فأين الملتقى

        والمشتهى للثائرِ الظمآن

        نحن الحماة الصيد ثوَّارُ الحمى

        شُمُّ الأنوفِ أئمةُ الشجعان

        نحن البواسلُ نحن أشبالُ الوغى

        أُسدُ العرينِ فوارسُ الميدان
        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #19
          رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

          سبع ونملة
          في المنحنى‏
          على الطريقِ نملةٌ صغيرةْ‏
          هزيلةٌ‏
          ضعيفةُ البصيرةْ‏
          عَبْرَ الخُطى تَحطَّمتْ‏
          مشى عليها السبعُ فالتَوَتْ‏
          واسترسلتْ‏
          للضعفِ للشللْ‏
          واليأسِ والخلل‏
          مشى عليها سائراً لا يلتفتْ‏
          لا يلتوي ولا يسلْ‏
          فما هي المثيلة النظيرةْ‏
          بلفتةٍ أو نظرةٍ جديرةْ‏
          ولا هي الناطقة الجهيرةْ‏
          لتشكوَ الجرحَ الذي منه ارتمتْ‏
          وفي خفاياه انثنتْ‏
          واستسلمت‏
          للغور للثِقَلْ‏
          وما بمنجاها أمل‏
          تغفو على غمر الجِراحْ‏
          فليس من بابٍ متاح‏
          أو درب أمنٍ مستباح‏
          عنها توارى وانشغلْ‏
          يا حكم قتّال أفلْ‏
          لا يحتفي بمن قتلْ‏
          وما رأى حُطامَها لأنها صغيرهْ‏
          ولا رأىلا دماءَها السريرهْ‏
          ولا درى بأنها كسيرهْ‏
          وما بمرماها فعلْ‏
          ينأى فيا ظلم العَجلْ‏
          ويا لأحكام الجللْ‏

          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #20
            رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

            الأقدار
            أَوقَدوا الأحطاب: ناراً ورمادا

            لا يراعون الذي أضحى جمادا!..

            يا لجذعٍ فارقته الروح أمسى

            للفروعِ الخضر قوتاً، وقتادا

            ملَّت الدنيا أحبّاءً قُدامى

            تنثني للنشءِ: بيداً، ووهادا

            ضاقتِ الدوَّامةً المعطاءُ ذَرعاً

            لا تفي الناسَ اتساعاً وامتدادا

            فهي تُعطي وهي تطوي: كل شيء

            في المدارِ: انتزعته ليعادا

            لو تجلى مثلما الشمس تجلت

            لرأيناه كنور الشمس عادا

            غيرَ أن السِر مجهولٌ وحسبي

            ما أرى جهراً معيداً مستعادا

            وكفاني رهبةً ممّا أُلاقي

            تَعجزُ الألبابُ أن تلقى ازديادا

            إيه أغصان المروجِ الخضرِ شُبّي

            من دمِ الجذعِ الذي بالروحِ جادا

            وانهلي من وِردهِ الدامي وعُبّي

            واستزيدي طالما أعطى وزادا

            من ندى الأطلال صوغي الحسن واجني

            لا تَراعي هكذا الدهر أرادا

            هكذا الأقدارُ شاءت فاستجيبي

            واعبري الدرب الذي للسّر قادا

            لا يعيشُ الغصنُ إن لم يفنَ غصن

            زادَه الساقي شَراباً فأبادا

            من ثراهُ وسواقيهِ تغذّى

            مثله أضحى حُطاماً، ورمادا

            كم شفى الكأسُ وكم أحيا ولكنْ

            ما تجاوزنا المدى حتى تمادى

            إن شربنا أو عطشنا ليت شعري

            كيف أدري الخيرَ أو أُهدى الرشادا

            كل ما في الأمر أني حارَ أمري

            أيّ سرٍ بالثرى أجرى وقادا

            دورةُ الدوامةِ السكرى تواري

            في خلاياها حراكاً وجمادا

            في حنايا الأرض نغفو يا لأمٍّ

            وبنينٍ تهتدي ماءً وزادا

            أمُّنا الكبرى وكلٌ في جناحٍ

            لملمَ الجَنْحَ ائتلافاً، واتحادا

            عاشقُ الأوهامِ مفتونٌ بحلمٍ

            ما اهتدى فيه ولا منه استفادا

            ذكرياتٌ نحن في دنيا التفاني

            وشريطٌ: ينطوي كيما يُعادا
            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #21
              رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

              صوت الكنار
              غرِّدْ للفجر كناري...‏
              فالموعِدُ أَشرَقْ‏
              تغريدك أُنسي ومناري‏
              ومراميْ المغلقْ‏
              ومنايَ وموحي أشعاري‏
              والعون الأوثقْ‏
              والسحرُ الأخَّاذُ المطلقْ...‏
              غرِّدْ تغريدُك قيثاري‏
              وهوايَ ونبضةُ أوتاري‏
              ومحطةُ أفكاري‏
              ومنى الأرواح، منى الألباب، منى الآذانْ‏
              وصدى الأشجانْ‏
              وندى الأجفان‏
              أحيْيتَ الروحَ وقد ماتتْ‏
              غامت أزمانْ‏
              وأعدتَ بريقاً غابَ زماناً غابَ زمانْ‏
              وأثرتَ طليقاً أنْستهُ الأيامُ هواهْ‏
              أنْستهُ مناهْ‏
              أنسَتْهُ النغمةَ والألحانْ‏
              وحروفَ الغنوةِ والأوزان‏
              أنسَتْهُ صدى الذِكرى...‏
              أنسته صدى النسيان!‏
              أيقظتَ بشدوِكَ إنشادي‏
              يا عذب اللهجة يا شادي‏
              بسمائِكَ غابتْ أجنحتي‏
              وانسابَ بدنياكَ فؤادي‏
              وببحرك غارتْ أشرعتي‏
              وتلاشى طبعي وعنادي‏
              بالغوصِ أعوم وأغرقْ‏
              واللج عنانْ‏
              والموجُ أشدُّ وأعمقْ‏
              والريحُ سنانْ‏
              والعونُ مُدانْ!‏
              والمركِبُ تاهَ عن الشطآنْ‏
              والشاطيء رمزي وشِعاري‏
              وببحركَ قد حار كناري‏
              فلمنْ تغريدُكَ يا كروانْ؟‏
              لطيورِ الدوحةِ؟ للخلاّنْ؟‏
              للظبي الغادي؟‏
              للغاب الهادي؟‏
              للوادي؟‏
              للطير الصادي؟‏
              لسما الحرية والطيران؟‏
              أم أنت تغرّد للإنسان؟!‏
              ولأيٍ كان؟‏
              أم لي وحدي؟‏
              ترعى وجْدي‏
              وتفي بالعهدِ وبالودِّ‏
              وتُحِسُّ بآلامي‏
              وبأحلامي‏
              لا أدركُ لا أعلمْ‏
              لا أدري لا أعرف من ألهَم‏
              ولأيٍّ تترنمْ؟‏
              أَتُرنمُ للإنسانِ وأنتَ الأسمى والأكرم‏
              والأفضلُ يا كروانْ؟؟!!‏

              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق


              • #22
                رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                في القرية
                خَلَتِ القريةُ إلاَّ‏
                من رُعاةِ البُهْمِ والأطيارِ والظبي الشرودْ‏
                ونأى الفلاَّحُ يُجني‏
                ثَمَرَ الأغصانِ في أقصى بساتين الحدودْ‏
                وتوارتْ حاملاتُ الجُرِ نهلى‏
                يتمايلنَ على دربِ الورودْ‏
                وأنا في وحدتي ذاهلةٌ‏
                أصغي لما توحيه همسات الوجودْ‏
                بين ريحان وعودْ‏
                ومروج وورودْ‏
                رعشةٌ تنعشُ روحي‏
                وإذا الشعر بأعطافي وإحساسي يجودْ‏
                فَتَرنَّمْ يا يراعي‏
                واسترقْ من خاطري لحناً يغنيه الخلودْ‏
                كُنْ صريحاً يا يراعي‏
                وانطلقْ واملِ وحدث‏
                لا تكنْ رهنَ القيودْ‏
                واحكِ عن شجوي‏
                وحدث عن حناني‏
                وابعث الأصداءَ تجتاز السدودْ‏
                واروِ أشواقي وخَلِّدْ‏
                قِصَّةَ الظمآنِ في وادي السواقي والورودْ‏
                عَلِّمِ الزهرَ شذاها‏
                والعصافيرَ غناها‏
                وقِواها للأسودْ‏
                قِصَّةُ الصبِّ الودودْ‏
                قِصَّة النائي الشرود‏

                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                تعليق


                • #23
                  رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


                  الإقلاع
                  حَلِّقْ جنَاحي: بأوجِ النورِ نَتَّقِدُ
                  فالأوجُ حِلٌ لمن يسعى ويجتهدُ

                  فما دروبُ العُلى عني بغائبةٍ
                  ولا تني ثورتي ما عزَّت الصُعُدُ

                  ما لاطمت خفقاتُ الدهر أو عبثتْ
                  تعلو وتهبط فالإقلاع لي رَصَدُ

                  وما جموحي لدى الإعصار مضطربٌ
                  ولا صروحي من الأخطار ترتعدُ

                  إن جُنَّ ليلي فلي من دجوه قبسٌ
                  شُعاعُ فجرٍ على مجراهُ أعتمدُ

                  أعانق الريحَ ما هبَّتْ وما عصفت
                  وأركبُ الغيمَ والأمواجَ أتَّسِدُ

                  لا أرهبُ الحربَ ما أعطتْ وما أخذتْ
                  والكَرُّ والفَرُّ لي عُرفٌ ومعتَقَدُ

                  ولا أَخافُ العِدى مادمتُ ماضية‏
                  على خُطى الحقِّ أَستهدي وأستندُ

                  بالعمرِ أَفدي الحِمى لا أتقّي خطراً
                  والعمرُ ما نتقّي أونفتدي أمدُ

                  لا الظلمَ أَخشى ولا أخشى الظلامَ وبي
                  نورُ التفاؤلِ والتكييف يتقدُ

                  حسبي ارى الشوكَ زهراً والحصى دُرَراً
                  والتُربَ تِبراً وحسبي عَلقمي شُهدُ

                  كما أشاءُ ليَ الدنيا أُلوّنها
                  كلوحةٍ لونّتها ما تشاءُ يَدُ

                  للمستحيل خُطىً ذَلَّتْ لمقتحمٍ
                  وكل مجتهدٍ ما يرتجي يجدُ

                  عقيدتي ويقيني أَننا أُسُدٌ
                  إذا اردنا وإنا إن نُرِدْ نَقَدُ

                  الدهرُ كالبحرِ معطاءٌ فإن وهنتْ
                  فيه النفوسُ فغدَّارٌ ومضطهِدُ

                  فمنْ لِيمِّي ولي في قاعهِ دُرَرٌ
                  بالعُمقِ حولَ شِباكِ الغوصِ تحتشدُ

                  ومَنْ لدربٍ سقاهُ الكَدُّ من عرقي
                  فاخضلَّ يَخفقُ فيه الغارُ والغردُ

                  ومن لقلبٍ بطولِ الخفقِ علَّمني
                  أنَّ الحياةَ ثوانٍ والعطا أبدُ

                  والروحُ في الناسِ دقَّاتٌ مثابرةٌ
                  فإن هُمُ هَمَدتْ دقَّاتُهم همدوا

                  وما الحياةُ سِوى نبضٌ يقول لنا
                  هيّا اعملوا واغنموا الأوقاتَ واجتهدوا

                  ولتجعلوا الأرض بستاناً يفوحُ شذىً
                  وتبعثوا الماء في بيدائها يَرِدُ

                  لبّيكَ يا هاتفاً إنا هنا نُزُلٌ
                  دُعاةُ جِدٍ أتينا للجَنى نَفِدُ

                  على رَحى كوكبٍ والسّعيُ موردُه
                  لو ندركُ الوِرْدَ كم كنزٍ به نَجِدُ

                  للأوجِ أجنحتي لي بالصعودِ هَوىً
                  وذا ذِراعيَ مِجذافٌ ومستَنَدُ

                  أمضي حَمامةَ تغريد وسُنبلةً
                  وشمعةً للعطا والخير تتّقدُ

                  وجدولاً في الصخورِ الصُلبِ منهمراً
                  ودوحة ظِلها أَمنٌ ومعتمدُ

                  يعينني الجِدُّ والوجدانُ يدفعني
                  فيستقيم جَناحي صاعداً يَقِدُ

                  روحانِ في ملتقى الأيام يا زمني
                  روحي وروح العَطا والملتقى أَبدُ
                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  تعليق


                  • #24
                    رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                    يا أهل الأرض
                    تتشابك في رأسي الأفكارْ‏
                    وتغوص بأعماقي‏
                    وتخوض بي الأوزار‏
                    وتعكِّرُ آفاقي‏
                    تستأسرني‏
                    فتؤّرقني‏
                    وتعذّبني‏
                    وأذوبُ رنين أذوب أنين‏
                    أبكي فقدانَ القيَمِ المُثلى‏
                    وغيابَ ضمائِرنا وضياع الدين‏
                    أتألم للناس المظلومين‏
                    للثكلى ليتامى الحرب الملتهفين‏
                    ويل الظلاَّمِ، السفاحين!‏
                    ماذا في الأرضْ؟!‏
                    ماذا في البوسنا في الهرسك يا أهل الأرض؟!‏
                    من يغزي العرض؟‏
                    من يفتك بالإنسان؟‏
                    من يفترس الإنسان؟‏
                    من يا إنسان؟؟!‏
                    يا مسؤولين!‏
                    يا دوليين!‏
                    أيموت الحقُ؟ يموت العدلُ؟ يموت الدينْ؟‏
                    وتُصاد الصيد بشرك الصرب الجزَّارين؟‏
                    ويموت الإنسان ذبيحاً يا أهل الدين؟‏
                    فعلامَ يُحارَب وإلامَ؟‏
                    يُنأى ويشَّرد حتّامَ؟‏
                    عزلاً يبقى ويظلُّ يُعان؟!‏
                    وبسوقِ النخسِ يُصان؟‏
                    بمزاد الرحمة والإحسان؟!‏
                    الرفق هنالك للحيوان!..‏
                    والذبح هنالك للإنسان!‏
                    الدين هناك مدان‏
                    والحق مدان‏
                    والنبل مدان‏
                    الفسق لديهم مدنية...‏
                    والكره الروح العصرية...‏
                    والحقد الإنسانية...‏
                    ولكل حرامٍ شرعية‏
                    يبغون الرفعة والعمران‏
                    بدم الإنسان!‏
                    بدماءٍ عذراءَ زكيَّة‏
                    تعمي الأبصارَ العُرقية‏
                    يخشون قِوى الأديان!‏
                    ثوروا يا قوم على الطغيان‏
                    ننهِ الأضغان‏
                    نمحُ الأحقاد نقِ الإنسان‏
                    في كل مكان‏
                    ونعش بسلام وأمان‏
                    يا أهل الأرض‏

                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    تعليق


                    • #25
                      رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


                      مرج الزهور
                      كيف أغفو وإخوتي في العراءِ
                      دونَ0 مأوى ودون زادٍ وماءِ

                      لا ديارٌ تؤويهُمُ لا فراشٌ
                      أي رِقْدٍ على الثرى في الشتاءِ

                      أي دفءٍ على الثلوجِ وأمنٍ
                      يا لحال الأعزال في البيداءِ

                      في البراري مشرَّدينَ كسربٍ
                      من ظِباءٍ أو من ليوثٍ ظِماءِ

                      فاجَؤوهم في بيتهم أي جرمٍ
                      أي ذنبٍ تُراه أي افتراءِ

                      هاجموهم وهم نيامٌ فويلٌ
                      لطغاةٍ جنوا على الأبرياءِ

                      أَبعدوهم عن حضنِ أمٍّ وإبنٍ
                      عن حنانِ الزوجات والآباءِ
                      كُنْ إلهي للمبعدينَ مغيثاً
                      كن معيناً للأهل للأقرباءِ
                      ***
                      أمِئاتٌ؟! بل سوف تتلو ألوفٌ!
                      جمعُ أهلٍ! وخِطةُ الخبثاءِ!

                      يا لغدرِ الإنسان إن راح يسعى
                      لاحتلالٍ وخلسةٍ واعتداءِ

                      للسلاح القِوى؟ وهل من سلاحٍ
                      لشعورٍ، وأُلفةٍ، وولاءِ؟!

                      أَيدانُ الحبيبُ في حبِ أهلٍ
                      وديارٍ وموطنٍ وانتماءِ؟

                      ويُناءى لأخذِ حقٍّ وملكٍ
                      أيُّ مُلكٍ؟؟ والملكُ للنُزلاءِ؟!
                      ***
                      أَبعدوهم يخشون قوةَ أُسْدٍ
                      تلكَ يا صاحِ عادة الجبناءِ

                      فاربضوا أيها الليوث! أعدّوا
                      للذئاب المصيدةَ النكراءِ
                      لا تخافوا العِواءَ فالصوتُ فخٌ
                      كم تُصادُ الذِئابُ وقتَ العِواءِ

                      رُبَّ شرٍ مسبِّبٍ لمنانا
                      ومرارٍ مطبِّبٍ كالدواءِ

                      وتناءٍ مقربٍ للقانا
                      وبلاءٍ محاربٍ للبلاءِ

                      ومصابٍ مولِّدٍ لارتقانا
                      وظلامٍ ينير للعقلاءِ
                      ***
                      نصرة العرب وحدةٌ وإخاءٌ
                      فهلموا يا إخوتي للإخاءِ

                      قد كفانا تمزُّقاً وانفكاكاً
                      وجسوراً تُمدُّ للأعداءِ

                      أَوَ نحيا وبعضنا ليس مِنّا؟
                      كيف يحيا ممزق الأعضاءِ؟

                      فجناحٌ هنا على الجرح يغفو
                      وجناح هناك رهن التنائي
                      ***
                      وطِّدوا العزمَ والإرادةَ وامضوا
                      نسلكِ الدربَ للعلى والعلاءِ

                      نعلن الحق حاملين لواءً
                      في سماءٍ تجوز كل سماءِ

                      ننقذ الدين والعروبة ممن
                      مبتغاهم إبادة الأقوياءِ

                      حدّقوا في البعيد يا صَحبُ نكشفْ
                      ما وراءَ المذابح النكراءِ

                      للجهاد المكين ضُمّوا الأيادي
                      واستعدّوا قد حانَ وقتُ اللقاءِ
                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      تعليق


                      • #26
                        رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                        رثاء
                        بروض الزهورِ...‏
                        بحوض العطور‏
                        توقَّفْ فؤادي نزور السدود‏
                        نحيّي اللُّحودْ!..‏
                        نودِّع شهاباً منيراً ذوى‏
                        وصرحاً مكيناً متيناً هوى‏
                        تمهَّلْ نحاوِرْ حجاب الرؤى‏
                        وصُلبَ القِناعِ وصابَ النوى‏
                        وصوتاً روى‏
                        حكايا المنايا‏
                        حكايا الجوى‏
                        يطيلُ الحكايا عن المرقدِ‏
                        عن الموردِ‏
                        من المولدِ إلى الموعدِ‏
                        عن الراحل الخالد الأمجدِ‏
                        يُطيلُ الحكايا لكل البرايا‏
                        بشجو الطيور‏
                        وشجب البحورْ‏
                        ودمع الغمام بعتم السحورْ‏
                        فيا للرنينْ‏
                        ويا للحنين وطول الأنينْ‏
                        ويا للنواحِ وعمق الجراح‏
                        ويا للهلاك‏
                        لغيب الملاك‏
                        ملاكٌ يضيق عليه اتساعُ الفضاءْ‏
                        يرومُ العلاءْ‏
                        فلبّى السماء‏
                        فيا رب رفقاً بجمعٍ تلَّوعْ‏
                        بقلب تصدَّعْ‏
                        لغيب المَعين المُعينْ‏
                        لفقد الذراع اليمين؟‏
                        فمن للسنين لقلبٍ حزين؟‏
                        ومن للغدِ؟‏
                        لأهلٍ عَطاشى على المورد؟!!‏
                        لقلبٍ رؤومٍ عطوفٍ صدي؟!!..‏

                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        تعليق


                        • #27
                          رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر


                          جوهر الصلاة
                          جاءَ يَشكو ألماً في رأسهِ
                          قلت هيَّا صلّ إن رُمتَ الشِفاءْ

                          حَرِّكِ الأعضاءَ واسجدْ واستقم
                          وليسِرْ في الرأسِ تيَّارُ الدِماءْ

                          وتَروَّضْ واتّبعْ نهجَ القوى
                          وامضِ فالترويضُ سِرُّ الأقوياءْ

                          قوةٌ للجِسمِ والذِهنِ وما
                          وَصْفَةُ اللهِ سوى خير الدَواءْ

                          ***
                          جاءَ يشكو سِقَماً في جِسمهِ
                          قُلْتُ هيَّا صلِ إن رمتَ الوقاءْ

                          قُمْ لماءٍ سَلسبيلٍ مُنعشٍ
                          واغسلِ الأطرافَ واستعصِ الوَباءْ

                          وتَجدَّدْ وتَنشَّطْ واكتسبْ
                          من كنوزِ الله وانعمْ بالولاءْ

                          حاربِ الفوضى وصِغْ منها الهُدى
                          واكسبِ النعمى ونَلْ أسمى العطاء
                          ***
                          جاءَ يشكو سأماً في وقته
                          قُلتُ هيَّا صَلّ إن رمتَ الهناءْ

                          جدِّدِ الأوقات خمساً واستعذ
                          بالله واطرح ما أصابك من عَناءْ

                          واتصلْ باللهِ واسجدْ واقتربْ
                          وأزلْ عن نور عينيكَ الغشاءْ

                          ولتناجي الروحُ من أَعطى القِوى
                          كيف يَشقى من سَمَا نورَ السماءْ
                          ***
                          جاءَ يَشكو قِلةً في رِزقهِ
                          قُلتُ هيَّا صلِ إن رمتَ الثَراءْ

                          ليسَ للإنسان إلا ما سعى
                          قُمْ فَصَلِّ الصبحَ مفتاح السخاءْ

                          واهجرِ النومَ ضُحىً واخزِ الهَوى
                          واسعَ للرزق الحلال بما تشاءْ
                          فصلاةُ الصبحِ خيرُ منشطٍ
                          دونها نبقى كسالى جبناءْ
                          ***
                          جاءَ يَشكو الهجرَ من اصحابهِ
                          قُلتُ هيَّا صَلِ إن رمتَ الوفاءْ

                          فالصلاة النور والنعمى بها
                          يتجلَّى الأمنُ بينَ الأصدقاءْ

                          كمْ نأتْ بالمرءِ عن زلاّتهِ
                          لا تسلني إنما الدين ارتقاءْ

                          والصلاةُ القمةُ العُليا فقمْ
                          لنصلي لا تقلْ لي لا أَشاءْ
                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          تعليق


                          • #28
                            رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                            حين تطوى الأرض
                            يا إلهي‏
                            يا إله الكون خذني بيديكا‏
                            إنني يا رب في دربي إليكا‏
                            أحملُ الجُرمَ وخوفي من حِسابي‏
                            من عِقابي‏
                            من سِجلاّتِ كتابي‏
                            وسؤالي وجوابي‏
                            أنا للّقيا أتوقْ‏
                            في الهوى قلبي مشوقْ‏
                            غير أني أختشي ذنبي لديكا‏
                            ولواني يا إلهي قد توكلتُ عليكا..‏
                            إيه يا ربي أجرني‏
                            عند حشرِ الساعة الكُبرى أعِنّي‏
                            عندما نأتي أسارى‏
                            صاغرينْ‏

                            من تلاقينا سكارى‏
                            ذاهلينْ‏
                            وبما يجري حيارى‏
                            واجفينْ‏
                            ننحني رهباً ورعباً وارتعاشاً‏
                            تحت حَرِّ الشَمسِ من نارٍ عطاشى‏
                            خائرينْ‏
                            بين آهٍ وأنين‏
                            وانهيارٍ ورنين‏
                            يا لهولِ الوقفةِ العُظمى وهول المذنبين..‏
                            ها هو اليوم اليقينْ!..‏
                            ها هو الميزانُ إنصافٌ وعدلٌ‏
                            لا خللْ‏
                            ناشراً عُمْرَ الأزلْ‏
                            وحياةً لم تَزلْ‏
                            يومَ نأتي أجمعين‏
                            عند قاضي العالمين‏
                            مالكِ الحقِ المكينْ‏
                            حين تطوى الأرض طيّا‏
                            لم نعدْ نملكُ منها اليومَ شيّا‏
                            يا تُراباً وسحابا‏
                            صارَ قاعاً وسرابا‏
                            بغمارِ الكونِ ذابا...‏
                            كان ميراثاً وزالْ!‏
                            أيُ إرثٍ؟ أيُ مالْ؟؟‏
                            أي تاجٍ وجمالْ‏
                            كلّه عنّا انفصلْ‏
                            غاب يذوي وارتحل‏
                            غابت الأطماع والأهواء‏
                            وأحاديثُ الرِياء‏
                            وانطوتْ دنيا الفناء‏
                            والثواني الدنيويه‏
                            نتعالى لسماءِ الأبديه‏
                            مستجيبينَ حداةْ‏
                            مستغيثين حفاةٌ وعراةْ‏
                            يا حياةً من مماتْ‏
                            وانتفاضاً من رُفاتْ‏
                            قد أتى الوعدُ المكين‏
                            موعِدُ البعثِ وفجرُ السرمدية‏
                            والحياةُ الأزليه‏
                            وأتينا داخرين‏
                            ملهفينْ‏
                            وعلى ما ضاعَ مِنَّا نادمين‏
                            من كنوزِ الحسناتْ‏
                            وتقاةٍ وصلاةٍ وزكاة‏
                            نتمنّى لو نعودْ‏
                            لنلبي ما أُمرنا، ونجودْ‏
                            أيُ عود؟؟!‏
                            أي ندبٍ ونِداءْ؟‏
                            ورجاءٍ وبكاءْ‏
                            بعدما خضنا الصوابا‏
                            وتجاوزنا الحجابا‏
                            نلجُ الحقَّ الأمين‏
                            فكتابٌ بالشمالْ‏
                            وكتابٌ باليمينْ‏
                            عن مصيرٍ أبديٍّ يستبين‏
                            يكشفُ اليومَ الثوابا‏
                            والعقابا‏
                            فوجوهٌ ناضره...‏
                            بالمنى مستبشرهْ...‏
                            ووجوهٌ باسره‏
                            وعليها غَبَره‏
                            ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا!..‏
                            يا شقاء الظالمينْ!..‏
                            وهناءَ الطائعين العابدينْ‏
                            ربَنَا اجعلنا عباداً صالحين!..‏
                            وأعنّا يا معينْ‏
                            حين نأتي خاضعين‏
                            خاشعين‏
                            يا إلهي!‏
                            قد أتيناك ضيوفاً‏
                            فاستضفنا يا كريم‏
                            كل ما نرجوه يا ربّي لِقاكا‏
                            ورضاكا‏
                            فعسانا أن نراكا!..‏
                            كلنا رهنٌ لديك‏
                            فارعَ يا ربي الرهينْ‏
                            وإذا بالضعف تهنا‏
                            أنت للمستضعفينْ‏
                            أنت رشد التائهينْ‏
                            يا مجيب السائلين‏
                            إهدِنا ربي السِراطَ المستقيمْ‏
                            ولنكن يا بَرُّ من أهل النعيم‏
                            يا عظيماً يا غفوراً يا رحيم...‏

                            إذا الشعب يوما أراد الحياة
                            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                            تعليق


                            • #29
                              رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                              أخشى الغرق
                              حيرى وطير الروض في ملعبي‏
                              ظمأى وماء النهر في جانبي‏
                              وأخشى الوقوع وأخشى الغرق‏
                              وغمر المياه وغدر الغسق‏
                              وأعكف نهلى على مرقدي‏
                              أراقب سكرى طلوع الغدِ‏
                              وتجري دموعي على مبسمي‏
                              لتخمد ناراً بقلبي الأبي‏
                              حيرى وطير الروض في ملعبي‏
                              ظمأى وماء النهر في جانبي‏
                              ...‏
                              أسير الهوينا على شاطئي‏
                              لعلي بعيداً أرى مركبي‏
                              وتجري المراكب عبر الرياح‏
                              وكم مركب ثائرٍ مرَّ بي‏
                              وتشخص عيني بأفق السماءْ‏
                              تحدق ولهى بدنيا الفضاءْ‏
                              ويظلم حولي إطار رهيب‏
                              فأغمض جفنيَ عن مأربي‏
                              حيرى وطير الروض في ملعبي‏
                              ظمأى وماء النهر في جانبي‏
                              ...‏
                              أجوز البحارَ وارقى الجبالا‏
                              وأطوي الدروبَ دروباً طوالا‏
                              وأعدو بفلك الدجى خائفة‏
                              وأمشي كأني به واقفة‏
                              أحدق حولي وخلفي البعيد‏
                              فلا من شعاع ولا من جديد‏
                              ويهمس حولي ملاك الظلام‏
                              دعي الفلك تجري ولا ترقبي‏
                              حيرى وطير الروض في ملعبي‏
                              ظمأى وماء النهر في جانبي‏
                              ...‏

                              إذا الشعب يوما أراد الحياة
                              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                              تعليق


                              • #30
                                رد: ترانيم لعيون - فاطمة حداد - شـــــــعر

                                بمناسبةعيد زواجنا الأربعين والأخير
                                زمانٌ كيف أسرعَ كيف ولىّ

                                ونصفُ القرن عبر الدهر هلاَّ

                                وبعد الأربعين العيشُ يحلو
                                وإن طال التعايش صار أحلى

                                كأن الوصل نبعٌ من حنانٍ
                                على مَرِّ السنين صفا وأبلى

                                مضيئاً والحياة تدور فينا
                                كأن العمر دولاب تولَّى

                                وكلٌ عاشَ صباً مع غريبٍ
                                ومن كل الأقارب صار أغلى

                                وعشنا مثل طيرين استقرا
                                بعش الحب والأمن استظلا

                                أحباءٌ على الإخلاص نحيا
                                وإن كان التباين قد تجلَّى

                                جدالٌ واختلافٌ بالأماني
                                ولكن في الهوى قيسٌ وليلى

                                فما سر التآلف والتداني
                                على كل التفاوت قد تولّى

                                أيا طير الحديقة كن شهيداً
                                على عشٍ به العمران دلاّ

                                يضيء العمر نوراً بالتفاني
                                ويزهو ناشراً نيلاً ونبلا

                                به تنمو الفراخ أيا رياضاً
                                معاذ الله في الأكوان أحلى

                                فما سر التزاوج والتبنّي
                                وحبِ النسلِ والعرسِ المحلّى

                                وما سحر المحبة والتداني
                                ولولا الحب كلٌ كان ملاّ

                                فسبحان القدير وقد حبانا
                                فؤاداً جاءَ ميثاقاً ووصلا

                                رجائي للجميع هوىً وحب
                                وعمرٌ بالتفاهم ليس يبلى

                                وشكري للحضور وقد أتيتم
                                لمنزلكم فيا أهلاً وسهلا!
                                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                                تعليق

                                يعمل...
                                X