إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بـدل الـوقـت الضائـع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: بـدل الـوقـت الضائـع

    رقصةٌ قد تكون الأخيرة
    آسف يا بلادي‏
    لستُ أملكُ غير الأسفْ‏
    إنها رقصةٌ..‏
    قد تكونُ الأخيرةَ‏
    هل تسمحين بهذا الشَّرفْ ؟‏
    ***‏

    آسفٌ يا بلادي‏
    ربما كانَ لا يُتقنُ الرَّقصَ‏
    تحت المظلاتِ‏
    من كان يرقصُ تحت السَّعفْ‏
    غير أنَّ المرانَ يعلّمُنا..‏
    وستعتادُ أقدامُنا الخطوَ‏
    فوقَ النُتف‏
    ***‏
    آسفٌ يا بلادي..‏
    إذا كان شيءَ من الطَّبعِ‏
    يهتف بي :‏
    لا تخفْ‏
    ولماذا ؟‏
    ألم ينته الأمرُ..‏
    أمْ أنها فلذةٌ‏
    من شجونِ السَّلفْ‏
    ***‏

    ثمَّ ماذا..إذن يا بلادي..‏
    إنّهمْ يعزفون على نغمةٍ‏
    وأغنّي على نغمةٍ‏
    فمن الحقُّ ،‏
    هم ؟‏
    أمْ أنا ؟‏
    أيّ وادٍ يكونُ الصّوابْ‏
    وأيُّ كتابْ‏
    أيّ حبر أصدّقُ‏
    حبرَ دميَ ؟‏
    أم أصدقُ حبرْ السَّرابْ ؟‏
    ***‏

    آسفٌ..يا بلادي‏
    إنّها رقصة الرَّوحِ‏
    قبل التَّلفْ‏
    انظري كيف نستقبلُ الفاتحينْ‏
    واحداً، واحداً..نتساقطُ..‏
    ثمَّ غداً..بالمئينْ‏
    ثمَّ ندخلُها جملةَ‏
    ( بسلامٍ )‏
    كما نتوهَّمُ..‏
    أم نحنُ أكثر من "طيبين"‏
    لنصدّقَ..‏
    أنّا سنصبح في ذلّنا (آمنينْ ) ؟‏
    ويلَ أمَ السنين‏
    كيف ما بين غمضةِ عينٍ‏
    وبينَ إنتباهتها‏
    تتبدَّلُ تلك الدّيارْ؛‏
    هل وقفتَ على داثرٍ‏
    أم بكيتَ على دارسٍ‏
    أم قطعت العرارْ ؟‏
    ويلَ أمّ السنين‏
    كيفَ لم يبق في ربعنا من أحدْ‏
    كيف ما كان جمجمة صارَ ساقاً !‏
    وما كانَ جمراً همدْ !‏
    ويلَ أمّ السنين‏
    عامرٌ لم تعد عامراً‏
    ومَعَدُّ التي طالما ركبتْ..‏
    نزلت !‏
    ونزارْ..‏
    هيأت نفسها لتبيع البهار‏
    ولمن ؟‏
    للذين استباحوا البلدْ !‏
    ***‏
    النّهارُ..‏
    بماذا ستنبئنا أيُّهذا النهارْ‏
    حنطةٌ ؟‏
    أم شعيرْ ؟‏
    وأرائكُ متكئون عليها‏
    ستكونُ لنا‏
    أم حصير‏
    ليتَ أنكَ تخبرني‏
    هل ستُرفع لي رايةٌ في السماءْ ؟‏
    أو تنوِّرني‏
    هل يكونُ أمامي نزالٌ جديدْ‏
    أم زمانُ الهّزالِ انتهى‏
    كي يجيء زمانُ العبيدْ !‏
    أمْ كما كانَ سوف يكونْ‏
    وسيعلو المنار حشدٌ من الشعراء‏
    يطبخونَ الهواءْ‏
    ويخيطون للسامعينَ الهباءْ ! ؟‏
    النهارُ..‏
    غدٌ مثل أمس ،‏
    ويومٌ كغدْ‏
    والذي كانَ مختبئاً..‏
    سوفَ يظهرُ بعدْ..‏
    ***‏
    النّهارُ..‏
    بماذا ستنبئنا أبُّهذا العثار..‏
    لا تقل : أنتَ لو شئت..‏
    شئتُ..‏
    ولكنًّهم لم يشاؤوا‏
    لا تقل :‏
    إن ( أردت الحياةَ. .‏
    استجابَ القدر)‏
    إنني قد أردتُ..‏
    ولكنَّهُ قدرٌ حاذِقٌ‏
    يستجيبُ على "كيفِهِ"‏
    ويجيبُ على "كيفِهِ"‏
    وعلى كيفِهِ..‏
    لا يجيبْ‏
    ويقولون :‏
    إنّ التفاصيل واضحةٌ‏
    والحقائقُ واضحةٌ !‏
    والحقائقُ ( بيني وبينك )‏
    لما تزلْ بعدُ‏
    خلفَ الكواليس..‏
    في المصبغةْ‏
    لغةٌ ليس تفهمها الأدمغةْ !‏
    ***‏
    آسفٌ يا بلادي..‏
    هل أقولُ : النهارُ كثيرٌ علينا ؟‏
    الدُّمى يستوي عندها الليلُ والصُّبحُ‏
    والحُسنُ والقبحُ..‏
    إنَّ الدُّمى لا تقومُ لأمرِ‏
    وإنَّ الدُّمى لا تُخيَّرُ‏
    ما بين صدرٍ وقبرِ..‏
    النّهارُ كثيرٌ علينا‏
    والغناءُ كثيرٌ علينا‏
    وكثيرٌ علينا الكلامْ‏
    نحنُ أبناءَ هذا الرُّكامْ..‏
    ***‏
    آسفٌ يا بلادي‏
    لم تكن رقصةً للتَّرفْ‏
    إنّها رقصةٌ من بقايا الشغفْ‏
    رقصةٌ في الميادينِ..‏
    لا في الغرَفْ‏
    إنّها رقصةٌ..‏
    قد تكونُ الأخيرةَ‏
    لكنِّها..‏
    رقصةٌ للدَّمِ المُختطفْ‏

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #17
      رد: بـدل الـوقـت الضائـع

      أفُق الكلمات
      لم يبقَ للكلماتِ فيءٌ..‏
      أو لهيبٌ‏
      في يديهْ‏
      لم يبقَ للكلماتِ‏
      من نجمٍ‏
      ليأخُذهُ إليها..‏
      أو ليأخذها إليهْ‏
      لم يبق للكلماتِ طعمٌ..‏
      كي يقول :‏
      هي الشَّجرْ‏
      لم يبقَ للكلماتِ لونٌ..‏
      كي يقول :‏
      هي النَّهارْ‏

      لم يبقّ للكلماتِ وردٌ.‏
      كي يقولَ :‏
      هي المطرْ..‏
      لم يبقَ للكلماتِ من عصفٍ‏
      لكي يغضبْ‏
      لم يبقَ للكلماتِ من كتفٍ‏
      ليُسنِدَ ساعداً متعبْ‏
      لم يبقَ للكلماتِ‏
      من جسدٍ‏
      ليجعلهُ ينامُ على يمينهِ‏
      أو..‏
      ليضفرهُ ربيعاً‏
      في جبينهْ..‏
      مصفرَّةً..‏
      تتساقطُ الكلماتُ..‏
      يحملُها الغُبارُ..‏
      إلى الغُبارْ..‏
      والأفقُ..يدخلُ في الدُّوار !‏
      ***‏
      هل كانتِ الكلماتُ خلفي‏
      حين كنتُ أظنُّها..‏
      تعدو..‏
      أمامي ؟‏
      نهرٌ من الكلماتْ..‏
      يطفو فوقهُ جسدي..‏
      وأظمأُ !‏
      زرقةٌ..‏
      وأضيعُ في ظُلُماتها !‏
      شجرٌ..‏
      ويرهقُني الهجيرْ !‏
      هل كانتِ الكلماتُ تقترحُ الوقوفَ‏
      وكنتُ أقترحُ المسير ؟‏
      هل كان للكلماتِ شكلٌ‏
      لم أكنْ لأحسَّهُ ؟‏
      هل كان للكلماتِ وجهُ‏
      لستُ أعرفُهُ،‏
      وطعمٌ..‏
      لم أذقْهُ‏
      ونكهةٌ‏
      ما زلتُ أجهل كنهها ؟‏
      أطلقتُ أسئلتي..‏
      وما رقصتْ نجومٌ في الظلامِ‏
      أطلقتُ أسئلتي‏
      ولا قمراً..‏
      تسلَّق شرفتي‏
      والصّبحُ خبَّأ وجههُ‏
      والعتمُ..‏
      أقبل خطوةً نحويْ‏
      وأغمضتِ الورودُ عيونها !‏
      أيكونُ من أفُقٍ أماميْ..‏
      لأعيد للكلماتِ..‏
      شيئاً من بنفسجها..‏
      لأعرفها..‏
      وتعرفني..‏
      لنُمطرَ كالغمامِ ؟..‏
      لأعيدَ للكلماتِ..‏
      شيئاً من بسالتِها ؟‏
      لتنهضَ..‏
      أو لأنهضَ‏
      من رُكامي ؟‏
      ***‏
      تتأخَّرُ الكلماتُ عنّي..‏
      أو..‏
      أظلُّ وراءها..‏
      وتهمُّ بي..‏
      فأحيدُ عنها‏
      أو..أهمُّ بها..‏
      فأخطئُها..‏
      كلانا..‏
      إذْ يجدُّ الجدُّ..‏
      يخلعُ صاحبهْ‏
      هل كانَ سيفاً، أيُّ سيفٍ،‏
      حين يخلعُ حدَّهُ ؟‏
      وردٌ يقولُ :‏
      أنا مجردُ زينةٍ !‏
      شفةٌ تقولُ :‏
      أنا مجردُ فتنةٍ !‏
      قمرٌ يقولُ :‏
      أنا مجردُ دميةٍ !‏
      والبحرُ ينكر مدَّهُ !‏
      هل كانَ وقتٌ..‏
      يستقيل النجم فيه من البريقْ ؟‏
      والنارُ تسأل :‏
      ما الحريقْ ؟‏
      ***‏
      متنصِّلاً من أجمل الكلمات"‏
      أو منْ..‏
      " أعذب الكلماتِ"‏
      أطوي دفتري..‏
      وأقولُ :‏
      إن الشمسَ كانت صورةً‏
      والَّدربَ..‏
      كانَ وسادةً،‏
      وأقولُ :‏
      تختصرُ الرّياحُ هبوبَها..‏
      والجزرُ..‏
      طائري الطليقْ !‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق

      يعمل...
      X