إلى نقد أدبي منهجي
يُعتبر النقد الأدبي من العلوم الإنسانية التي تشتغل على تقييم الفكر،وتحليل آثاره الإبداعية من أجل الكشف عن أوجه الجمال والقبح فيها كما يسهم في تفكيك النص إلى عناصره الأولية،ومعرفة وتحديد أبعاد المعايشة الزمانية والمكانية ،وتحديد طبيعة المعاناة التي صاحبت الأثر حتى انتقل إلى الورق نصاً إبداعياً متكاملاً ،وهذا ما يجعل النقد عنصراً أساسياً في عملية الإبداع لأنه رديفه يعكس ماهيته بمختلف أبعاده وعناصره ومؤثراته الداخلية والخارجية ،وهذا ما يجعل الإبداع والنقد حقيقة من حقائق مفرزات الفكر الإنساني ،حيث لا يمكن لأحدهما أن ينفصل عن الآخر ،كما لا يحق لأحدهما التضحية بالأثر وقيمته على حساب الواحد دون الآخر 0 ومن هنا انصب الاهتمام بالنقد كمادة علمية ،وعمل الباحثون على رفدها بالنظريات والمصطلحات الملائمة لمفرزات العصر الحديث من الأجناس الأدبية التي اتجهت اتجاهات مختلفة في دروب الإبداع ،فأفرزت أنماطاً قديمة لم تتجاوز القالب النمطي القائم على حسابات المعنى والمبنى ثم تفرعت المدارس النقدية ،لتفرض على الناقد أن يبحث بشكل دائم عن نظريات نقدية جديدة تكون ملائمة لما يفرزه العقل المبدع من أجناس أدبية متطورة سواء على مستوى الشكل أم على مستوى المضمون ،ومن هذا المنطلق بالذات كان من البديهي أن تختلف الرؤية النقدية لأي نص تراثي سلفي عن الرؤية لأي نص إبداعي حداثي ،على ألا يعني هذا تجاهل النظريات النقدية القديمة التي تشكل الأساس الأول في بناء عمليات النقد وتطورها عبر الأجيال ،وإن اختلفت الذائقة النقدية في الحكم من جيل إلى جيل ،أو من عصر إلى آخر ،لذلك كان لابد من العمل على تطوير هذه النظريات حتى تواكب منجزات العصر الإبداعية ،المحكوم عليها بآلية التقانة الحضارية المتحركة ،لاسيما أنها كانت خلاصة تجارب إبداعية معينة ،حملت مشروعها النقدي من خلال جملة حالات وإحالات ارتبطت بعوامل
تعليق