

كانت خشبة مسرح الحمراء الدمشقي على موعد مع الحفل الغنائي الراقص الذي أقامته فرقة “ميغري” بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على تأسيسها.
وقدمت الفرقة التابعة لجمعية الجيل الجديد للثقافة والفنون خلال الحفل عدة رقصات أرمنية فلكلورية مستوحاة من مقطوعات موسيقية وغنائية من التراث الأرميني منها رقصات “أرداشاد ويامان يار وسيس” وكان ختامها برقصة”/فير فيري” إضافة إلى رقصات عربية وأجنبية.
وبينت مدربة الرقصات في الفرقة أزاد سيفيريان في تصريح لـ سانا أن ميغري تسعى عبر نشاطها والحفلات التي تقيمها للحفاظ على التراث الأرميني وتطويره وإطلاع جمهور الفن في سورية على ما يشتمل عليه من تنوع وغنى.
بدورها قالت الكاتبة الدكتورة نورا أريسيان عضو مجلس الشعب في تصريح مماثل خلال حضورها الحفل أن “هذه الأمسيات الثقافية تعريف بالتراث والثقافة الأرمنية من الزي التراثي والموسيقا والغناء والتي تقدمها فرقة “ميغري” للجمهور السوري على مدى السنوات الماضية عبر لوحات تضم الرقصات الأرمنية الأصيلة ذات الحركات الانسيابية الرقيقة”.
ونوهت أريسيان بغنى المجتمع السوري بمكوناته المتنوعة مؤكدة ضرورة نشر هذا التراث الذي يعبر عن الهوية الحضارية في سورية وتآلفها.
يذكر أن فرقة ميغري تأسست عام 2002 من أربعين راقصاً وراقصة ليتخطى عددهم حاليا المئة موزعين على ثلاثة فرق ” صغار وناشئين و كبار “من عمر ست سنوات إلى الثلاثين عاماً وتقدم دوريا حفلات تؤدي خلالها رقصات فلكلورية شعبية ورقصات حديثة أرمنية وأخرى تعبيرية من ثقافات مختلفة منها العربية والإيطالية والإسبانية واليونانية وشاركت في العديد من المهرجانات في سورية وفي دول عربية وأجنبية.
محمد الخضر
دمشق-سانا
تقديرا لفنه الراقي وكونه مدرسة الطرب الشرقي الفنان القدير الأسطورة الحية صباح فخري احتفت وزارة السياحة بالتعاون مع شركة سيريتل بالمطرب العربي السوري الكبير وقدمت له درعا وشهادة شكر وذلك مساء أمس في فندق الشيراتون عرفانا بما قدمه من فن أصيل عبر مسيرة مضيئة بالإبداع والنجاح دخل خلالها موسوعة غينيس كعلامة فارقة في ساحة الغناء العربي.
وزير السياحة المهندس بشر يازجي في تصريح صحفي قال إن صباح فخري “أيقونة بالفن وكرم أجيال متعاقبة بما قدمه من أصالة وتراث تربت وكبرت على أغانيه فارتبط اسمه بذاكرتنا في الماضي والحاضر وسيظل في المستقبل”.
وأضاف “إن صباح فخري كان أحد أهم السفراء للفن السوري بالعالم من خلال القدود الحلبية” لافتا إلى أن حلب تشارك بشبكة المدن المبدعة من خلال الموسيقا وأهمها القدود.
وفي تصريح مماثل قال وزير الإعلام المهندس رامز ترجمان “الفنان السوري صباح فخري ارتبط بذاكرة السوريين فهو علم من اعلام الموسيقا الشرقية واستطاع ان يكون مدرسة خرجت كبار الفنانين وترك أثراً قوياً في الأجيال من سوريين وعرب فهو ملك القدود الحلبية واستطاع أن يطورها ويتربع على عرشها ومن هنا تأتي مسؤولية تكريم هذا الفنان الكبير وإن اسمه وصوته وفنه سيبقى خالداً في ذاكرة الجميع” مبيناً أن ذلك مسؤولية الجميع من جهات رسمية وأهلية وأفراد فصباح فخري الذي أحب حلب مدينته وانطلق منها أصبح جزءاً من موروثها وثقافتها كما هو الحال اسمه مرتبط أيضاً بسورية فقد استطاع خلال مسيرته الفنية أن يكرس العديد من الإنجازات والابداعات هذا الموروث الغنائي من الموشحات والقدود الحلبية.
وعن الاحتفاء بالقامات الإبداعية عبر التعاون بين جهات رسمية وخاصة أشار الوزير ترجمان إلى أن ذلك من شأنه أن يبعث برسالة للعالم بأن سورية قادرة على النهوض من جديد متكاتفة ومتعاضدة بين جميع أبنائها رغم كل الظروف الصعبة والحرب التي تشن عليها فخلال السنوات الماضية “عاش السوريون الفرح في قلب الحزن والأمل في قلب الألم والحياة في قلب الموت.. وهذه الاحتفالية تقام بفضل شهداء الجيش العربي السوري الأبرار الذين عاهدوا وصدقوا وارتقوا أبطالا كراماً”.
نائب رئيس مجلس الشعب المخرج نجدت أنزور رأى في هذه الاحتفالية تكريما لصباح فخري والقدود الحلبية التي انتشرت عبر الحدود إضافة إلى أنها “احتفاء بمدينة حلب الصامدة التي انتصرت على الإرهاب”.
من جانبها أشارت المديرة التنفيذية لشركة سيريتل ماجدة صقر إلى أن الاحتفاء بصباح فخري هو تكريم لحلب وسورية المنتصرة مبينة انه بعد كل ما تعرضنا له اننا بحاجة لنعيش حياتنا بكل ما فيها والسوريون قادرون يداً بيد أن يصنعوا الانجازات كاشفة عن التحضير لتنظيم حفلة في حلب.
بالعراضة الشامية استقبل قيثارة حلب وسط حضور رسمي وشخصيات فنية وثقافية وإعلامية وبكلمات مقتضبة اختصرت حبه وانتماءه لبلده رافضا حمل أي جنسية أخرى قال قامة الغناء العربي “سورية بلدي.. لو بحثتم في ذرات جسدي لوجدتم سورية ومازالت اينما ذهبت حيث عرضت علي جنسيات عدة رفضتها جميعها”.
حضر الاحتفالية العديد من المبدعين في مجال الغناء والموسيقا والتمثيل زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين اعرب عن شكره لمنظمي الاحتفالية “بصناجة الغناء العربي صباح فخري فهي بالوقت ذاته احتفاء بالدراما والموسيقا والفن والفنانين السوريين” متوجها بالكلام للمطرب الكبير “ستبقى قدوتنا ومثلنا بما قدمت من فن سوري راق بالسير على خطاك بما كل هو أصيل بالغناء والدراما”.
ورأى رمضان انه من الطبيعي ان تكرس هذه القامة الفنية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في عمل درامي تجسد حياتها وهو ما تقوم به وزارة الإعلام من خلال انتاج فيلم خاص يحكي حياته ومسيرته الفنية.
ابنه المطرب أنس فخري قال عن الاحتفالية “إنها تعبير عن محبة السوريين لتراث صباح فخري باعتباره قيمة فنية كبيرة” مشيرا إلى أنه يجري العمل حاليا على” مشروع يحفظ فنه بطريقة تقارب ما قدمه من طرب أصيل”.
الممثل محمد خير الجراح رأى انه من الصعب الاحاطة بالصفات التي انتزعها الفنان صباح فخري عن جدارة عبر تاريخه الفني “فهو ايقونة من ايقونات الموسيقا العربية وقلعة وقامة كبيرة تعبر عن سورية متجاوزا حدود المكان والجغرافيا الى العالم العربي والعالم ” مشيرا إلى أن صباح فخري تمكن من صياغة الفلكلور الحلبي من قدود وموشحات وموسيقا عربية بهوية ذات طابع عربي سوري اصيل وقدمها للعالم معبرا عن شكره لسيريتل لتسليطها الضوء على القامات الفنية المبدعة التي من الضروري ان نحيطها بالاهتمام بصورة دائمة.
الموسيقار سمير كويفاتي اعرب عن تقديره لوزارة السياحة وشركة سيريتل المواكبة للمبدعين والاهتمام بهم معترفا بأنه ” خلال سنوات الأزمة والحرب على سورية شعرنا بالتقصير تجاه نشر ارشيف المطرب صباح فخري الذي نسمع بهذه الاحتفالية جزءا منه في حين في الماضي كان لدينا طقس في حلب حفلة شهريا نستمع فيها لأغانيه”.
بدورها المطربة ميادة بسيليس قالت إنه” قامة كبيرة ومدرسة في ساحة الفن تربينا على أغانيه” ناصحة الذين يغنون لصباح فخري من المواهب الشابة ان يكونوا على مستوى هذا النوع من الطرب والالمام بتراثه وفنه والاحاطة به بشكل عميق.
الممثلة سلمى المصري قالت عن المطرب فخري ” إنه يسكن في داخلنا.. متغلل في دمنا.. هو عملاق في الطرب نرى فيه حلب وسورية . . كبرنا على أغانيه القدود الحلبية” مشيرة إلى ان الاحتفاء به هو احتفاء بكل الفنانين وان كانت تفضل ان يكون هذا التكريم في وقت أبكر في ذروة عطائه.
بدوره الموسيقي هادي بقدونس أعرب عن شكره لوزارة السياحة وشركة سيريتل لهذه الاحتفالية “بالهرم صباح فخري قاسيون سورية والعالم العربي” وشكر بهذه المناسبة “تاريخه العريق الذي ابدع فيه وقدم التراث الفني السوري وهو القامة الكبيرة التي اعطت من أحاسيسها ومشاعرها لتسعد الاخرين” وأضاف “رافقت مطربنا كثيرا وكان مكرما في قلوب الناس اينما حل في رحلاته وسفره من مدرج الطائرة حتى صعوده على المسرح.. والعلم السوري كان يرفرف في كل بقاع العالم من خلال صباح فخري”.
من جهته علاء سلمور رئيس قسم الاعلام في سيريتل أشار إلى أن هذه الاحتفالية تقدير للفن الراقي ” والسنوات التي كبرنا فيها على صوت ومدرسة الطرب الاصيل لصباح فخري فهو احد قامات الطرب الشرقي” لذلك كان هذا التعاون والشراكة مع وزارة السياحة لاقامة الاحتفالية التقديرية بحضور لفيف من الفنانين وهو ما تركز عليه سيريتل من اعطاء القامات الحية حقها وان تبقى رسالتها بالفن الأصيل مستمرة.
وخلال الحفل أدى مطربون تتلمذوا على يد الفنان القدير وهم يزن رشيد وبلال شجي ومصطفى هلال وانس فخري مجموعة من اغانيه الشهيرة التي سكنت وجدان الناس واشعلتهم طربا بتذوق فن جميل عذب بصوت يرفع للسماء عنانه مثل قل للمليحة بالخمار الاسود وصليني وعلى العقيق اجتمعنا والنبي يما اعذريني وصيد العصاري ياسمك ويامال الشام الى جانب رقصة المولوية ادتها فرقة حلبية.
والمطرب صباح فخري ابن مدينة حلب العريقة تولد 1933 بعد تخرجه من معهد دمشق للموسيقا الشرقية أخذ على عاتقه إعادة إحياء التراث الموسيقي الشرقي حقق أكبر رقم قياسي بعد غنائه على المسرح مدة تتجاوز عشر ساعات متواصلة دون توقف في مدينة كاراكاس الفنزولية عام 1968/.
حظي بمحبة ملايين الناس بعد ان جاب مختلف دول العالم سفيرا للموسيقا العربية القديمة وبالمثل نال التكريم اينما حل وقلده السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة في 12 شباط 2007 في دمشق وذلك
تقديراً لفنه وجهده في الحفاظ على الفن العربي الأصيل ولرفعه راية استمرارية التراث الفني العربي الأصيل.
شهيدي عجيب
لقبه فنان العرب، مسيرته الفنية وتاريخه الأصيل في الطرب، يدلان على موقعه وأهميته في الفن العربي.
محمد عبده، المطرب السعودي القدير، يحتفل يوم 12 حزيران /يونيو بذكرى ميلاده الـ67 حاملًا معه نجاحات وتكريمات قديرة، على مستوى الوطن العربي.
ولد محمد عبده في محافظة الدرب في جازان، جنوب المملكة العربية السعودية. ويُعتبر من أشهر الفنانين العرب على مستوى الوطن العربي، الذين عاصروا الجيل القديم والحديث. يحظى فنان العرب باحترام كبير في الساحة الفنية، وشارك كثيرًا بالغناء في المسارح العربية الكبرى، في دول الخليج العربي، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا.
ذاق مرارة اليتم صغيرًا، حيث مات والده وهو ما زال طفلًا في السادسة من عمره، وعاش رحلة من الفقر والعوز، حتى أنه عاش فترة في “رباط خيري” هو وشقيقه، بمنحة من الملك فيصل بن عبد العزيز.
واستطاع محمد عبده دخول المعهد الصناعي، والتخصص في صناعة السفن، في محاولة لتحقيق حلمه القديم بأن يصبح بحارًا مثل والده، ولكنه أيضًا كان مولعًا بالفن والغناء، الذي أخذه إلى بحر النغم، والذي أخلص له ومنحه اهتمامًا حقيقيًّا.
لمناسبة ذكرى ميلاده نعرض صورًا من حياة المطرب السعودي محمد عبده.
بين عباس جميل وزهور حسين
صوت زهور حسين، حفر على خارطة الغناء العراقي، اثرا عميقا، كان له ان يتواصل شجنا والوانا في الاداء، لولا حادث السيارة الذي اودى بصاحبته الى مهاوي الصمت القاتل، وهي في الاربعين، وتحديدا في يوم 24/12/1964 قرب الحلة (بابل) وهي في طريقها الى زيارة زوجها السجين، كأنها في تلك النهاية تصل الى لحظة تراجيدية لطالما كانت اغنياتها منذورة لحزنها المديد.
زهور حسين، أو زهرة عبد الحسين،المولودة في الكاظمية ببغداد العام 1924 والتي لم يتهيأ لها دراسة الموسيقى او بعض الطرائق الغنائية، انما الموهبة التي صقلتها بالمران والمعرفة المكتسبة من تجربتي الغناء والحياة معا، كانت بدأت مشوارها في اجواء الغناء الشعبي على هامش المناسبات الاجتماعية النسوية، بينما كانت لحظة الحقيقة” الفنية” بالنسبة لها، هي الممثلة بميول زوج والدتها، المحب للموسيقى والمقتني لاسطوانات قرّاء المقام العراقي:
نجم الشيخلي، رشيد القندرجي، و حسن خيوكة، و اهل الطرب العربي: فريد الاطرش، اسمهان و ام كلثوم. وهو من انتبه لاحقا لحلاوة صوتها، فشجّعها على الغناء، حتى وجدت طريقها لإذاعة بغداد، بعد ان استمع اليها الاخوان المؤسسان: صالح وداود الكويتي فانبهرا بصوتها وبحّته المميزة، وبإحساسها في أدائها لأغانيها، وعرضا عليها العمل في”ملهى الفارابي”يوم كانت”الملاهي”مسارا ثقافيا ليس بالضرورة قرينا بالرذائل. وفي عام 1944 ساعدها صالح الكويتي في أداء أولى حفلاتها الغنائية من دار الاذاعة العراقية، حين كانت حفلات للكثير من المطربات والمطربين تذاع على الهواء مباشرة ولساعة يوميا.
ويعود للحديث عن”صاحبة الصوت الذي يختزن أحزان المراثي الحسينية ونبرة الشجن العراقية”، الملحن الذي ارتبط اسمه بها، الراحل عباس جميل فيقول” : تعرفت إلى زهور حسين سنة 1942 في دار الإذاعة حيث قدّمت”مقام الدشت”وأغنية عراقية قديمة. ومنذ ذلك التاريخ بدأ الملحنون في البحث عن ألحان يقدمونها لصوت زهور حسين القوي الذي يتمتع بأبعاد غنائية كبيرة. فقد استطاعت أن تشق طريقها بنجاح كمطربة على الصعيد الشعبي، وعلى المستوى الغنائي في الوطن العربي. وفي سنة 1948 كان لي لقاء آخر معها حيث لحنت لها أغنية”أخاف أحچي وعليّ الناس يگلون“.
وفيها حوّلت الخط الغنائي الذي كانت تسير عليه زهور حسين، من الميزان الثقيل إلى السريع، لذلك وجدت لها شخصية متميزة لم ينافسها فيه سوى لميعة توفيق ووحيدة خليل، لأن الفنانتين كانتا تقدمان اللون الغنائي الريفي وهو الأقرب إلى لون زهور حسين. فتمكنت من أن أخلق نوعًا من المنافسة بين المطربات، وذلك عن طريق توزيع ألحاني على أكثر من صوت. وصوت زهور حسين تتخلله بحة محببة للقلوب، كانت تضيف إلى أذن المستمع الحنان والتعاطف. ومن أشهر الأغاني التي لحنتها لها”آني اللي أريد أحجي”،”غريبة من بعد عينج يا يمه”،”يم عيون حراقة”،”جيت لهل الهوى”،”هله وكل الهلة”وعشرات غيرها”.
ويضيف الراحل جميل”أذكر أنها قبل وفاتها بساعات زارتني في المدرسة التي كنت أعمل فيها حتى أكون معها لزيارة زوجها في سجن المثنى، ولكن الظروف حالت دون ذهابي معها فسافرت هي وأختها وشقيق زوجها، وعلى طريق الحلة انقلبت السيارة فتوفيت أختها ونقلت هي إلى المستشفى، وبقيت غائبة عن الوعي قرابة عشرة أيام فارقت الحياة بعدها سنة 1964″.
المصدر: المدى
الكاتب:علي عبد الامير
بيروت-سانا
فاز المشترك السوري حازم الشريف بلقب برنامج (ارب أيدول) أشهر برامج مسابقات الغناء العربى فى نسخته الثالثة بعد حصوله على النسبة الأكبر من عدد أصوات الجمهور في الحلقة النهائية من البرنامج اليوم.
وجاء فوز حازم ابن مدينة حلب بعد تفوقه على منافسيه السعودي ماجد المدني والفلسطيني هيثم خلايلي بحضور نخبة من نجوم الدراما السورية ولجنة تحكيم البرنامج التي تضم المطربين وائل كفوري ونانسى عجرم وأحلام والملحن والموزع الموسيقى حسن الشافعي وعدد كبير من الجمهور الذي شارك حازم فرحته بفوزه بلقب (ارب ايدول).
وغنى الشريف عقب إعلان فوزه باللقب أغنية بكتب اسمك يا بلادي والتي عبر فيها كما وعد قبيل الحلقة الأخيرة بأنه سيهدي اللقب في حال فوزه “إلى عائلته وإلى كل سوري ينتظر فرحة” وبلغ فيها ذروة التأثر وانفعال الجمهور معه عندما غنى “ترجع أيامك سورية .. وبكتب اسمك سورية”.
وبصوت يملؤه الحماس قال حامل لقب (أرب ايدول): “أشكر كل مواطن سوري وعربي دعمني وصوت لي خلال البرنامج وأشكر الشعب السوري”.
وشدا ابن حلب الشهباء في أول حضور له بالحلقة الأخيرة بأغنية “عنابي” للمطرب الراحل كارم محمود محققا فيها معادلة الأداء الطربي والمعاصرة في الغناء ليجذب هتاف وتصفيق الجمهور باسم سورية وليثبت أنه على مدى أربعة اشهر من عمر البرنامج الصوت الذي يستحق اللقب عن جدارة مختتما مشاركته في (أرب أيدول) بلوحتين غنائيتين قدمهما مع المتنافسين الثلاثة عشر الذين شاركوا في التصفيات النهائية حملت الأولى اسم (شبح الأوبرا) والثانية (أبناء الشمس).
يذكر أن هذه المرة الأولى التي يحقق فيها مشارك سوري لقب البرنامج الأشهر عربيا منذ انطلاقته تحت اسم (سوبر ستار) عام 2003 قبل ان يتحول اسمه إلى (ارب ايدول) عام 2012 حيث استطاع المشاركون السوريون بلوغ الحلقة النهائية ثلاث مرات دون أن يلامسوا اللقب.
ومن بين الأسماء السورية التي شاركت في البرنامج على مدى أحد عشر عاما وحققت حضورا لدى الجمهور في أنحاء الوطن العربي ونالت إعجاب لجان التحكيم (رويدا عطية وشادي أسود ونانسي زعبلاوي وهادي أسود ومهند مشلح وحسام مدنية ووعد البحري وشهد برمدا ويوسف باره وناديا المنفوخ وفرح يوسف وعبد الكريم حمدان وسهر بو شروف).
وتميز حازم خلال مراحل المسابقة بصوته القوى المميز وقدرته على أداء مختلف أنواع الغناء ما حقق له شعبية كبيرة لدى متابعي البرنامج كما كان المشترك الوحيد الذي تأهل إلى الحلقة النهائية دون أن يختبر الوقوف في منطقة الخطر.
يذكر أن (ارب ايدول) برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية في الوطن العربي تبثه قناة (ام بي سي) من استديوهاتها في العاصمة اللبنانية بيروت.
أسمهان
أمال الأطرش (1917- 1944م)
مطربة سورية من جبل العرب، اسمها أمل الأطرش ووالدها هو الأمير فهد الأطرش، ووالدتها علياء المنذر، وهي شقيقة المطرب فريد الأطرش.
ولدت أسمهان على متن باخرة في البحر المتوسط كانت قادمة من تركية إلى لبنان وقد أراد أبوها أن يسميها «بحرية» تيمناً بهذه الحادثة، إلا أن والدتها فضلت اسم «أمل». أما لقبها أسمهان فقدد اختاره لها الملحن داود حسني تيمناً بمغنية عربية قديمة، لما رأى فيها من أمل جديد في الغناء العربي.
نزحت علياء المنذر بأبنائها الثلاثة: فؤاد وفريد وأمل، من لبنان عام 1923 إلى القاهرة بعد أن التحق زوجها الأمير فهد بالثورة السورية. وتقول السيدة علياء في مذكراتها إنها خشيت على أولادها منن أن يقعوا رهائن في يد الفرنسيين ففرت بهم إلى مصر. ولم تكن علياء تملك ما يكفي للعيش فاضطرت إلى صنع البراقع وبيعها لتعيل أولادها. وكانت ذواقة للفن تجيد الغناء والعزف على العود فغدا بيتها في القاهرة مقصداً للفنانين وهواة الطرب. وقد أخذت أسمهان عن أمها ولعها هذا. وفي أحد الأيام زار الأسرة في دارها المطرب والملحن داود حسني، ومكث يستمع إلى أسطوانة سجل عليها صوت أم كلثوم في إحدى أغانيها، وما إن انتهت الأغنية حتى صدح صوت جميل من حجرة مجاورة يردد الأغنية نفسها بعذوبة وإتقان، وكانت أمل الأطرش الصغيرة ابنة الاثنتي عشرة سنة هي صاحبة ذلك الصوت، وقد أعجب به داود حسني وراح يقنع الوالدة بالسماح لابنتها بامتهان الغناء، وتعاقد باسمها مع شركة تسجيل أسطوانات، وكان يكافئها عن كل مقطع تؤديه بقرش واحد.
سجلت أسمهان في بداية حياتها الفنية خمس أغنيات لحنها طائفة ممن درّسوها مع أخيها فريد أصول العزف والغناء كداود حسني ومحمد القصبجي وفريد غصن وزكريا أحمد ومدحت عاصم. وتابعع القصبجي تدريبها حتى استقام لها اللحن والأداء. وراحت تشارك أخاها فريداً الغناء منذ العام 1930 فلمع اسمها واتسعت شهرتها حتى احتلت مكانها بين عمالقة الغناء العربي، وترافق نجاحها مع تواتر المآسي التي ألمت بها حتى إنها حاولت الانتحار غير مرة.
وكان لشهرة أسرتها من آل الأطرش ومكانتها في السياسة والزعامة الشعبية أثر كبير في مجرى حياتها. وقد حاول أخوها فؤاد أن يبعدها عن الوسط الفني حرصاً على سمعتها وسمعة أسرتها.. ومع أنها أخفت اسمها الحقيقي وانتسبت إلى آل «كوسة» فقد كشف سرها، وشاءت الظروف أن يتزوجها ابن عمها الأمير حسن الأطرش عام 1933 وأن يعود بها إلى مدينة السويداء في جبل العرب لتقيم هناك، ولكن هذا الزواج لم يدم سوى أربعة أعوام رزقت في أثنائها بابنتها الوحيدة «كاميلية» وعادت في عام 1937 إلى بيت والدتها في القاهرة، وتزوجت بعد ذلك ثلاث مرات أخفقت فيها جميعها.
وكانت أسمهان تطمح إلى الحرية والانطلاق في عالم الفن، وتميل إلى حياة البذخ، وكانت لها علاقات حميمة ببعض الأوساط السياسية والقصر الملكي في مصر، وقد أشيع عنها أنها تورطت فيي قضايا سياسية في مصر وفلسطين وسورية، وكان موتها مأساوياً إذ غرقت في ترعة من ترع النيل في حادث سيارة غامض.
لم يتجاوز عمر أسمهان الفني، بعد أن تبوأت مكانتها، سبع سنوات، إلا أنها أحدثت عاصفة مدوية في الغناء العربي، ونافست مطربات عصرها، وعلى رأسهن أم كلثوم. وقد تميزت أسمهان بدقةة التعبير وجودة الأداء، ويوصف صوتها بالحنان والدفء وفيه نبرة خاصة وأنوثة واضحة، ومداه في طبقات الصوت ديوانان [ر.الموسيقى] وأكثر، وهو من طبقة نصف الصادح mezzosoprano وقد يجتازها إلى الأعلى. ففي أغنية «يا طيور» دليل واضح على جمال صوتها وإبداعها في الغناء وقدرتها على التعبير في طبقات صوتية عليا من دون نبرات صراخ، ويعد هذا اللحن تطويراً للموسيقى والغناء العربيين وهو من ألحان القصبجي. وفي أغنية «ليالي الأنس» تنتقل أسمهان من انفعال إلى آخر انتقالاً سريعاً يماشي المعنى واللحن. وفي أغنية «يا حبيبي تعال الحقني» تغني أربعة مقاطع لحنية متكررة في عبارات لفظية مختلفة وتعبر عن إحساسات مختلفة في كل مرة تتفق والمعنى المقصود، وهي في أنشودتها الدينية «عليك صلاة الله وسلامه» تضفي بصوتها مسحة خشوع وتصوف على كلمات الأغنية. أما أغنيتها «أيها النائم» التي لحنها رياض السنباطي فتبرز إحساساتها الصادقة ومشاعرها الحية، وقد غنت أسمهان لكبار الموسيقيين العرب الذين عاصروها. واضطلعت بالتمثيل السينمائي مع الغناء في فيلمين سينمائيين هما «انتصار الشباب» مع أخيها فريد الأطرش الذي وضع ألحان أغانيها فيه، و«غرام وانتقام» بالاشتراك مع يوسف وهبي. كذلك غنت أسمهان بعض أغاني فيلم «يوم سعيد» بصوتها، وهو من تمثيل محمد عبد الوهاب وتلحينه، من دون أن تظهر في ذلك الفيلم. ومن أشهر أغاني أسمهان في حياتها القصيرة هذه: «ليت للبراق عيناً» (1938) و«اسقنيها بأبي أنت وأمي» (1940)، و«يا طيور» (1940)، و«إيمتى حتعرف» (1944)، وهي كلها من ألحان القصبجي، وأغنية «أيها النائم» ونشيد الأسرة العلوية من فيلم «غرام وانتقام» (1944)، وأغنية «الدنيا في إيدي» وكلها من ألحان رياض السنباطي، ومن أغانيها الأخرى «ياحبيبي تعال الحقني» و«دخلت مرة ف جنينة» وهما من ألحان مدحت عاصم، و«محلاها عيشة الفلاح»، وأوبريت «مجنون ليلى» من فيلم «يوم سعيد» (1939) من ألحان محمد عبد الوهاب. أما الأغاني التي لحنها لها فريد الأطرش فهي «نويت أداري آلامي» (1937)، و«عليك صلاة الله وسلامه»، و«رجعت لك يا حبيبي» (1941)، وأوبريت «انتصار الشباب» (1941)، و«ليالي الأنس في فيينة»، و«أنا أهوى».
الموسوعة العربية
صميم الشريف
الخميس 08/يونيو/2017 م
يستضيف اليوم الخميس، متحف فن الزجاج والنحت والعجائن المصرية، في الليلة الرمضانية الثانية، الفنان أحمد صالح وفرقته الموسيقية، بالإضافة إلى فقرة التنورة، وذلك بمقر المتحف.
يأتي الحفل ضمن الليالي الرمضانية المتنوعة ينظمها المتحف على مدار شهر رمضان الكريم واستمرارًا لتقديم خدمة ثقافية وفنية راقية لجميع زوار المتحف.
ويتخلل شهر رمضان أنشطة ثقافية متنوعة من الورش الفنية والفعاليات الثقافية بالمتحف ومنها: ورش لذوي القدرات الخاصة، ورعاية مواهب أطفال المناطق المحيطة بالمتحف، بالإضافة لاستضافة المتحف العديد من الفنانين التشكيليين وتقديم خدمات فنية وثقافية لهم.
شيعت دمشق في موكب مهيب ظهر اليوم جثمان الموسيقار الكبير الراحل سهيل عرفة من مشفى الطلياني إلى جامع لالا باشا حيث صلي على جثمانه عقب صلاة الجمعة ليوارى الثرى في مثواه الأخير بمقبرة الدحداح.
والموسيقار عرفة الذي يعد من صناع الأغنية السورية المعاصرة وأحد أهم الملحنين العرب وافته المنية مساء أمس أثر صراع مع مرض عضال عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما.
وخلال مراسم تشييع الراحل قال الفنان زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين في تصريح لسانا.. “رحيل سهيل عرفة خسارة كبيرة لأنه كان أيقونة في النغم العربي وكان معجونا بحب الوطن والانتماء للإنسان والأرض وظل الوطن هو الحاضر الأكبر في حصاده الفني لأنه ابن حارات دمشق القديمة وربيب هذه الحضارة العريقة”.
وأضاف نقيب الفنانين.. “أعرب الراحل مرارا خلال زياراتي له في مرضه الأخير عن خوفه على الأغنية السورية وخشيته من انقراضها وكان يدعو دائما إلى أن تستعيد مكانتها” كاشفا عن أن النقابة تعتزم نزولا عند رغبة الراحل تنظيم مهرجان “الذاكرة الوطنية” في شهر تموز أو آب القادمين لإعادة إحياء الإبداع الغنائي السوري الذي نشأت عليه الأجيال من باب دور النقابة كمؤسسة حاضنة وجامعة للفن في سورية ولتكريم رواده.
الفنان والموسيقي هادي بقدونس نائب نقيب الفنانين قال في تصريح مماثل..”يحز في قلبي أن أتحدث في جنازة رجل هو أخ ومحب وصديق تربينا وتعلمنا على يديه وكان من كبار الملحنين والموسيقيين في سورية والوطن العربي ورحيله خسارة للموسيقا العربية بغياب هذا الهرم الفني الكبير الذي أعطى ألحانا لكبار المطربين محليا وعربيا ولا سيما في الأغاني الوطنية التي نشأت عليها أجيال من السوريين”.
وقال فيصل عبد المجيد رئيس فرع نقابة الفنانين في دمشق في تصريح مماثل..”الموسيقار عرفة من العمالقة الأوائل في سورية في فنه وأخلاقه وهو من رواد الحركة الفنية السورية وفصل كامل في تاريخها وما حصوله على وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة إلا دليل على فرادة” داعيا إلى تعزيز حضور ومشاركة الفنانين في واجبهم تجاه بعضهم في الأفراح والأحزان.
عضو مجلس الشعب الفنان عارف الطويل قال عن الراحل.. “برحيله خسر الفن العربي موسيقيا كبيرا وفنانا عملاقا وفقد السوريون إنسانا وطنيا ولكنه سيظل حاضرا بيننا بأعماله وذكراه الخالدة وبوسام الاستحقاق الذي توج مسيرته الطويلة لنؤءكد للعالم أن سورية تكرم فنانيها وعظماءها الذين تركوا أثرا خالدا”.
الموسيقار أمين الخياط الذي صاحب الراحل منذ انطلاقتهما المشتركة قال..”الراحل رفيق عمر منذ أن بدأنا معا في خمسينيات القرن الماضي وكان همه الأول والأخير الأغنية السورية التي ناضل للحفاظ على هويتها ونشرها وتطويرها لدرجة أنه لدى اشتغاله على أي لحن كان يعمل على ابتكار جمل لحنية سورية تبتعد عن تقليد مثيلاتها المصرية المهيمنة على الساحة وقتها وكان يحرص على تسجيل أعماله بكل دقة عبر فرقة الفجر التي كنت أقودها وهو فنان عظيم وأخلاقه عالية ودود مع أصحابه وزملائه ووطني في سلوكه وعمله”.
الفنان سليم صبري قال عن صداقته الطويلة بالموسيقار الراحل.. “سهيل عرفة هو الصديق العزيز والقديم صاحب القلب الكبير واليد الممدودة والمفتوحة لكل الناس وكان يسعى لمساعدة الجميع حتى عبر فنه”.
المطرب عصمت رشيد الذي لحن له الراحل أربعا من أغانيه قال.. “خسارتنا كبيرة برحيل الموسيقار عرفة فهو بمثابة الأب والمعلم وهو فنان عظيم أعطى بلده عصارته من المودة والمحبة والابداع”.
المطرب دريد عواضة قال بدوره.. “سهيل عرفة فنان لا يتكرر ورحيله خسارة للفن السوري وعطاؤه لم يقف على حدود الوطن بل تعداه للدول العربية حيث استفاد فنانون كبار من إبداعه وكنت أتردد دائما عليه لأتعلم منه ومن إبداعه المتدفق فضلا عن كونه طيب القلب وصاحب أخلاق عالية”.
الأب فراس حكوم الذي جاء من لبنان ممثلا لعائلة الفنانة الراحلة صباح للمشاركة في العزاء قال.. “ربطت علاقة من الصداقة والود الكبيرة بين الراحل وعدد من الفنانين اللبنانيين الراحلين أمثال وديع الصافي والشحرورة صباح وفيلمون وهبي الذين قدموا عطاء فنيا يتجاوز الأوطان والحدود” منوها بوطنية الراحل وزهده بمتع الحياة ومحبته لكل الفنانين الذين تعاملوا معه وتشجيعه للموهوبين وبكونه من جيل الموسيقيين العرب الرواد ويقف في ذات القمة مع محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وغيرهم من كبار الملحنين.
يشار إلى أن الراحل سهيل عرفة من مواليد حي الشاغور بدمشق عام 1935 هو عضو في جمعية الملحنين والمؤءلفين الدوليين في باريس وله في رصيده حوالي 1500 لحن تعلم الفن والموسيقا بمفرده واعتمد ملحنا في إذاعتي دمشق وبيروت وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من العمر ثم لحن لكبار المطربين السوريين والعرب آنذاك أمثال فهد بلان وصباح ونجاح سلام وصباح فخري ومحمد عبد المطلب وشادية وشريفة فاضل ومصطفى نصري ووديع الصافي ونصري شمس الدين ومروان محفوظ ودلال الشمالي وعازار حبيب فضلا عن تجربته مع الراحل فنان الشعب رفيق سبيعي الذي قدم له عددا من الأغاني الناقدة.
كما ساهم الموسيقار عرفة بإطلاق عدد من المطربين السوريين والعرب أمثال سميرة سعيد وسمير يزبك وعصمت رشيد ومروان حسام الدين كما تألق في مجال الأغنية الوطنية ولا سيما عبر علاقته الفنية مع الشاعر الغنائي الراحل عيسى أيوب حيث قدما معا أغاني جميلة مثل “يا مهندس” و”شادي” و”من يوم ولدنا يا بلدنا” و”يا نهر الشام” و”يعطيك العافية يا بو العوافي” و”ودي المراكب عالمينا”.
وعبر مسيرته الطويلة حاز الراحل العديد من الجوائز وشهادات التكريم أهمها عندما منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007.
ومن الجوائز التي حازها عرفة الجائزة الذهبية في مهرجان النقود الذهبية في روما بإيطاليا عام 1998 عن أغنية يا أطفال العالم والجائزة الذهبية للأغنية في المسابقة الثانية للأغنية الإذاعية لاتحاد إذاعات الدول العربية في الخرطوم بالسودان عام 2001 والجائزة الفضية عن أغنية لوكنت شتاء في مهرجان القاهرة عام 1999 وجائزة أفضل لحن من مهرجان قرطاج للأغنية العربية عام 1994 فضلا عن تكريمه من قبل جامعة الدول العربية ضمن مهرجان الرواد في القاهرة عام 1999 والمجمع الموسيقي العربي في دمشق عام 2000 وتكريمه لعدة مرات من مهرجان الأغنية السورية ونقابة الفنانين ووزارة الإعلام.
دمشق-سانا-الفرات
الموشحات الحلبية… كنز ينتظر بريقه
الأحد 29 أيلول 2013
ما إن يذكر اسم حلب حتى يرادفه الطرب، فتتصدر الموشحات قائمة الذهب العتيق الذي عرفت به هذه المدينة العريقة، ولكن ما الحال التي آل إليه ذهبنا الحلبي اليوم؟ هل انتهى زمن تأليف الموشحات؟ هل اكتفينا بما ورثناه عن الأقدمين؟ وهل باتت لزمان غير زماننا؟ أم أن هنالك من يقوم بتأليفها إلى الآن؟؟ وإن وجد. فأين هي؟
مدونة وطن eSyria حملت تلك الأسئلة إلى أهل الاختصاص من مدينة الطرب السوري الأصيل، أولهم كان الفنان “عماد ملقي” عازف قانون الذي قال: «يمكننا القول أن زمن تأليف الموشحات انتهى منذ ما يقرب العقدين من الزمن، ولكن هناك محاولات خجولة جداً بتأليفها لكنها لا ترى النور».
وبحسب ما يؤكده الباحث والمخرج “جميل ولاية” فإن
![]() |
الموشح الأندلسي انتقل إلى مصر وسورية كنص شعري فقط، فولدت له صيغة لحنية جديدة في حلب، وفي هذا السياق يقول الباحث والموسيقي الحلبي المعروف “عبد الحليم حريري”: «الموشح أصله أندلسي وشهرته حلبي وهو يختلف تماماً عن الأندلسي الأولي البسيط، وبناء على ما سبق يتبين لنا بأنه قالب لحني متغير وأسباب عدم التلحين بذلك القالب متعددة، منها تغيير أسس السماع الموسيقي عند الناس؛ كاعتماد الدرامز وإيقاعاته أساساً للألحان الحديثة. وعدم وجود شعراء لتطوير مضمون الموشح، لأن الحديث منه إذا لم يعتمد على أفكار ومفردات عصرية شعرياً وعلى أساليب تنفيذ جديدة متطورة منافسة لحنياً، فإنه لن يكتب له النجاح، وهذا يحتاج إلى دعم مادي لتشكيل فرقة عصرية بآلات موسيقية حديثة للتنفيذ، وإلا يمكن التلحين على نفس المنوال السابق دون أن نضيف أي جديد».
قبل أن نفكر بضخ دماء توشيحية جديدة تناسب العصر، تستوقفنا أصوات تعيدنا إلى المنجز القديم الذي اشتهر بعضه وشاع، ولكن الكثير منه كان مصيره النسيان والضياع، هنا يقول الفنان الموسيقي “ابراهيم مسلماني” وهو رئيس فرقة نوا الموسيقية: «من وجهة نظري قبل
![]() |
الفنان عماد ملقي |
الالتفات إلى من يلحن الآن أو كان يلحن منذ عهد قريب دعونا نعود للوراء فيوجد ما يفوق عن الـ 60 بالمئة من موشحاتنا مفقود وغير منشور وغير موثق من ألحان هي عذبة وجميلة ويمكن أن نقدمها للأجيال الجديدة التي أنتمي لها».
وهذا ما يؤيده الأستاذ “عبد الحليم حريري” أي ضرورة جمع الموروث الموسيقي الغنائي ولكن كمرجع تاريخي فقط، أما إعادة تقديمه فيظن أن أغلبها أصبح غير صالح للسماع في الزمن الحالي، إلا ما ندر ويقول: «صحة تلك الألحان ليست موضع جدل ولكن مفهوم الحلاوة والاستمتاع اللحني قد اختلف الآن، نحن بحاجة حالياً لألحان جديدة طربية تخرج عن النمط التقليدي، ولا يهم إن كانت بأي قالب لحني، المهم الاستفادة من كم المقامات والأوزان الإيقاعية بشكل جميل. أي يجب أن يكون نتاج هذا الجيل اللحني تراثاً للأجيال القادمة».
ويرى “حريري” أن أي خطوة في هذا الاتجاه تقع على عاتق وزارة الثقافة التي – برأيه – تولي اهتمامها بالفرق الراقصة والفرقة السيمفونية أكثر من أي نشاط موسيقي آخر لأنها تحقق إبهاراً إعلامياً، فبقيت محاولات إحياء
![]() |
الفنان عبد الحليم حريري |
الموشحات فردية ومحدودة، ومنها تجربته مع الأستاذين “محمد قدري دلال” و”غسان عموري” ولسنوات متعددة في سبيل نشر الموشحات غير المعروفة للجمهور في جولات محلية وعربية وعالمية.
ويؤكد “ابراهيم مسلماني” مسؤولية الدولة في ذلك من خلال تجربة لدولة مجاورة وهي تركيا، يقول: «أملك في مجلد واحد من مجلدات أرشيفي من النوتة التركية 48 ألف نوتة تضم فقط الموسيقا الكلاسيكية العثمانية التركية، وهذا كله بفضل اهتمام السلطات هناك بالتوثيق وللمعلومة، في تسعينيات القرن الماضي كانت هنالك المبادرة الأكبر بدعوة أهم الموسيقيين للعمل مع وزارة الثقافة لتدوين وتسجيل جميع ألحان التراث التركي ونشره وخصصوا إمكانات كبيرة في سبيل ذلك، كما أطلقوا أكثر من 17 موقعاً الكترونياً على الانترنت متخصصاً في نشر النوتات والتسجيلات على المقامات النادرة، ويمكن لأي باحث على الانترنت أن يحصل على ما يشاء منها».
أما العازف “عماد ملقي” فوجه المسؤولية باتجاه وسائل الإعلام التي كرست نفسها لكل فن تجاري واستهلاكي، تاركة التراث بشكل عام، والموشح بشكل خاص لمصير غير مبشر.
هذا القالب الغنائي العريق والوحيد من القوالب والألحان الذي يؤكد نظرياتنا الموسيقية
![]() |
الفنان ابراهيم مسلماني |
السورية هل نتركه ينقرض دون أن نحرك ساكناً تجاهه؟!