Category: منوعات

  • ميساء حسين‏ -.. صباح الزمن الجدبد الذي بدأنا نخطّه بأحرف من نور ونار.. – اللـّيل يصهــل والصـّهيل نـــــــــداءُ …. والفجر غطـّت مرجـَه الأنـــداءُ – عباس سليمان علي‏ ….

    ميساء حسين‏ -.. صباح الزمن الجدبد الذي بدأنا نخطّه بأحرف من نور ونار.. – اللـّيل يصهــل والصـّهيل نـــــــــداءُ …. والفجر غطـّت مرجـَه الأنـــداءُ – عباس سليمان علي‏ ….

    قام ‏عباس سليمان علي‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏ميساء حسين‏.
    اللـّيل يصهــل والصـّهيل نـــــــــداءُ …. والفجر غطـّت مرجـَه الأنـــداءُ
    ساءلتها : يا شمس من تلك التي …. فخراً أجابـت إنهـا “ميســـاءُ ”
    *************************** عبـَّاس سليمان علي **
    صباح الزمن الجدبد الذي بدأنا نخطّه بأحرف من نور ونار...صباح ليس ككل الصباحات هو فجر كل الليالي الماضية ..هو بسمة لكل العيون الباكية ..هو امل كل الحالمين بالأوطان...وبالانسان ..والباحثين عن العنوان ..هو التاريخ  يفتح ذراعيه لنا ياأخوتي فلا تحجموا ..وتقدّموا ...يهمس لنا قائلا :
انّ الزّمان زمانكم فاصنعوه كما حلم دوما  ان يكون ..وانقشوا على جدراه بطهر عيونكم حكاية نحكيها للأجيال ..مغزولة بالحب والعز والنور والكرامة ..حكاية تقول :
 كان ياما كان في كلّ الازمنة ..زهرة بجمالها تبدو حلم يزهو فوق جبل... ترقبها أعين ..منها من بارك وصلّى...ومنها من حسد وصمت .....وفئة غريبة من العيون لم تعرف الزّهر يوما وأغراها المنظر فاأرادت أكلها والتهامها ..!!!!!!!!!
غشّتهم رقّتها وشذا عطرها ..فتجرأوا وتقدّموا ...لكن.... شيء غريب ماحصل  ..فصدموا ..هرعوا ..ذعروا ..سعروا..نعم ياأخوتي فالزهرة تحوّلت الى أخرى ..اعجز عن وصفها ....!!!.
مشهد لزهرة غاضبة من الأساطير آتية ...زهرة رعدت...زهرة برقت...بانت لها اشواك وهي الرقيقة الناعمة ..أشواك ليست كالأشواك...فأشواكها ياأخوتي تصيب الروح لا  الجسد ..
وماأثار دهشتي هو عطرها الّذي ماتغيّر ..بقى كما كان.... أخّاذا رائعا يذكي النفوس الأصيلة المؤمنة الطّيبة .....فتطيّبت أرواح بالعبق ....وأخرى شهقت ..وهرعت مسرعة تحاول يائسة  احياء نفسها باستنشاق  اصنصات الذّل والعار والخيانة ...لكنّ فعل عطر زهرتنا    كان اسرع ......نعم ياأخوتي هوعطرالكرامة مافاح منها ..فكانت بفعله النهاية ....
ثمّ عادت زهرة البدايات وكلّ النهايات والحكايا ..كاأميرة في خيال حالم ...زادها ماكان....  سحرا وجمالا  وكبرياء وشموخ ...وزاد عطرها عبقا بالكرامة ...
    صباح الزمن الجدبد الذي بدأنا نخطّه بأحرف من نور ونار…صباح ليس ككل الصباحات هو فجر كل الليالي الماضية ..هو بسمة لكل العيون الباكية ..هو امل كل الحالمين بالأوطان…وبالانسان ..والباحثين عن العنوان ..هو التاريخ يفتح ذراعيه لنا ياأخوتي فلا تحجموا ..وتقدّموا …يهمس لنا قائلا :
    انّ الزّمان زمانكم فاصنعوه كما حلم دوما ان يكون ..وانقشوا على جدراه بطهر عيونكم حكاية نحكيها للأجيال ..مغزولة بالحب والعز والنور والكرامة ..حكاية تقول :
    كان ياما كان في كلّ الازمنة ..زهرة بجمالها تبدو حلم يزهو فوق جبل… ترقبها أعين ..منها من بارك وصلّى…ومنها من حسد وصمت …..وفئة غريبة من العيون لم تعرف الزّهر يوما وأغراها المنظر فاأرادت أكلها والتهامها ..!!!!!!!!!
    غشّتهم رقّتها وشذا عطرها ..فتجرأوا وتقدّموا …لكن…. شيء غريب ماحصل ..فصدموا ..هرعوا ..ذعروا ..سعروا..نعم ياأخوتي فالزهرة تحوّلت الى أخرى ..اعجز عن وصفها ….!!!.
    مشهد لزهرة غاضبة من الأساطير آتية …زهرة رعدت…زهرة برقت…بانت لها اشواك وهي الرقيقة الناعمة ..أشواك ليست كالأشواك…فأشواكها ياأخوتي تصيب الروح لا الجسد ..
    وماأثار دهشتي هو عطرها الّذي ماتغيّر ..بقى كما كان…. أخّاذا رائعا يذكي النفوس الأصيلة المؤمنة الطّيبة …..فتطيّبت أرواح بالعبق ….وأخرى شهقت ..وهرعت مسرعة تحاول يائسة احياء نفسها باستنشاق اصنصات الذّل والعار والخيانة …لكنّ فعل عطر زهرتنا كان اسرع ……نعم ياأخوتي هوعطرالكرامة مافاح منها ..فكانت بفعله النهاية ….
    ثمّ عادت زهرة البدايات وكلّ النهايات والحكايا ..كاأميرة في خيال حالم …زادها ماكان…. سحرا وجمالا وكبرياء وشموخ …وزاد عطرها عبقا بالكرامة …
  • تعرف الفائزات (( شيرين عبد الوهاب  3341 صوت – ديانا حداد بـ 1538 صوت – آصالة نصري بـ 1017 صوت – كأفضل فنانات عربيات لعام 2013 م )) ..بعد تصويت دام لمدة شهرين لهذه الفئة ..

    تعرف الفائزات (( شيرين عبد الوهاب 3341 صوت – ديانا حداد بـ 1538 صوت – آصالة نصري بـ 1017 صوت – كأفضل فنانات عربيات لعام 2013 م )) ..بعد تصويت دام لمدة شهرين لهذه الفئة ..

     

    ASRAR AWARDS | البرنسيسة ديانا حداد ,
    وشيرين , و آصالة أفضل فنانات عرب لعام 2013

    فازت كل من ديانا حداد, و شيرين عبد الوهاب, وآصالة نصري بجائزة أفضل فنانات عرب لعام 2013…

    بعد تصويت دام لمدة شهرين لهذه الفئة, النتائج تقاربت من حين الى آخر, لتنحسم المرتبة الثانية بجدارة ديانا حداد بـ 1538 صوت, والمرتبة الثالثة لاصالة نصري مع 1017 . هنيئا ديانا حداد و لشيرين, وآصالة جائزة أفضل فنانات عرب لعام 2013

     

    شيرين عبد الوهاب, ديانا حداد, آصالة نصري أفضل فنانات عرب لعام 2013
    فازت كل من شيرين عبد الوهاب, ديانا حداد, وآصالة نصري بجائزة أفضل قنانات عرب لعام 2013… بعد تصويت دام لمدة شهرين لهذه الفئة, النتائج تقاربت من حين الى آخر, لتنحسم المرتبة الاولى لشيرين عبد الوهاب بجدارة مع 3341 صوت, خليفتها ديانا حداد ب 1538 صوت, والمرتبة الثالثة لاصالة نصري مع 1017صوت هنيئا لشيرين, ديانا وآصالة جائزة أفضل فنانات عرب لعام 2013

     

    fanana 3arabiya

  • حوار مسماري/ قصة تفوق الخيال روعة بكل المقاييس / للكاتب : موفق مسعود / كاتب وقاص سوري – القصة من مجموعة الغريق السومري (2002) – (اللوحة المرفقة للفنان العراقي – العلمي جبر علوان – وهي لوحة من كتاب إيروتيكيا بالشراكة مع الشاعر العراقي سعدي يوسف)

    حوار مسماري/ قصة تفوق الخيال روعة بكل المقاييس / للكاتب : موفق مسعود / كاتب وقاص سوري – القصة من مجموعة الغريق السومري (2002) – (اللوحة المرفقة للفنان العراقي – العلمي جبر علوان – وهي لوحة من كتاب إيروتيكيا بالشراكة مع الشاعر العراقي سعدي يوسف)

    قصة تفوق الخيال روعة بكل المقاييس، للكاتب السوري المبدع موفق مسعود..

    /حوار مسماري/ موفق مسعود/
    عبر عقود طويلة خلت، ظل والدي متحفظاً إزاء علاقته بالباحث ومنقب الآثار الفرنسي من أصل سوري جورج سيمون حاتم، حتى إنني لم اعرف الاسم الكامل لهذا الصديق الغامض، إلا بعد وفاة والدي وانتقال أكوام الرسائل التي وصلته من فرنسا إلى حوزتي، كانت جميع الرسائل موقعة بالأحرف الأولى فقط، ج.س حاتم، والشيء الوحيد الذي استطعت أن أعرفه من والدي قبل وفاته هو أن السيد ج. س، كان من أوائل الذين قدموا إلى اللاذقية في الثلاثينيات من هذا القرن، وكان من الأوائل اللذين ساهموا في اكتشاف أبجدية أوغاريت العظيمة. كان والدي في ذلك الوقت، يعمل مع البعثة الأجنبية كخبير في جغرافية المنطقة، وتوطدت إثر ذلك علاقة صداقة طويلة الأمد مع السيد ج.س.
    بعد وفاة والدي بعثت مجموعة من الرسائل على العنوان المدون على ملفات الرسائل القديمة فلم أتلقَ جواباً يذكر، اتصلت بالسفارة الفرنسية بدمشق، ووعدني السفير خيراً، وجاء جواب السفارة بعد ثلاثة أشهر، وفحواه: إن الباحث جورج سيمون حاتم توفي في 3/3/1984، إثر نوبة قلبية عن عمرٍ يناهز السابعة والثمانين عاماً، أُصبت بخيبة أمل كبيرة، وكانت الصورة المعلقة في الصالون والتي رسمها ج.س بقلم الفحم وأهداها لوالدي قبل سفره، تهزأ من محاولتي الدؤوبة لفك طلاسمها، كانت الصورة لوجه رجل أربعيني، يغزو وجهه حزن عتيق أما ذقنه الكثيفة وشعره الأجعد فقد اكتسحهما الشيب، وتبدو في أسفل الصورة عبارة مكتوبة باللغة الفرنسية تقول
    (Voici L’homme que toute une ville a massacree).
    (هذا هو الرجل الذي ذبحته مدينة بأكملها).
    استفزني هذا التعليق سنين طويلة وما آثار حيرتي واستغرابي أيضاً، هو صمت والدي وتكتمه الشديد، مما جعلني الآن أباشر مشروعاً ممتعاً وشاقاً، حيث عكفت على دراسة الرسائل القديمة الذي احتفظ بها والدي على مدى خمسة وأربعين عاماً، استطعت حتى الآن فرز سبع رسائل طويلة لها علاقة بموضوع الصورة، بينما احتوت باقي الرسائل على جملة من الحوارات والتأملات الفلسفية الغامضة، عن الوجود والزمن، والحضارة والتاريخ، واستطعت أن أستنتج من جملة الرسائل القصة التالية: كان السيد ج.س. حاتم قد عثر بمرافقة والدي أثناء عمله مع البعثة عام 1929 على رُقُم فخاري نادر، واتفق مع والدي على إخفاء الرُقُم عن أعضاء البعثة حتى يستوضحا معاً فحوى العبارات المنقوشة على الرُقُم بطريقة مدهشة، حيث كانت الحروف تشعُّ بوميض ضوئي خافت متعدد الألوان، وكانت تفوح من الرُقُم الفخاري رائحة دم طازج، وعبر ليالٍ طويلة عكف الرجلان على فك الرموز والأحرف، وحين توصلا إلى فك آخر الرموز اختفى الرُقُم من أمامهما كما في قصص ألف ليلة وليلة، بعد هذه الحادثة اتفقا على نسيان ما حصل خوفاً من المسؤولية، لكن الذي حدث أن هذا الموضوع بقي عالقاً بينهما حتى وفاتهما…
    قرأت في رسالة مؤرخة بـ 12/3/1962. (أعتقد يا صديقي أننا خسرنا مرة وإلى الأبد إمكانية التحرر من الفهم التاريخي للحضارة والزمن، لذلك أشعر الآن بالعجز التام فيما يخص الأمل بالعثور على الرُقُم مرة أخرى، طالما أننا نبحث عنه لكي نعيده إلى حظيرة التاريخ.. لقد أصبح جلياً الآن أن التاريخ المكتوب هو مجموعة من المفاهيم والدلالات المنقوصة عن الزمن، وغالباً ما يضلل التاريخ المكتوب إمكانية التأمل في التاريخ عينه…، إن ذلك الرُقُم العجيب، لم يكن رُقُماً تاريخياً دونته السلطات آنذاك، بل هو شهادة مضادة لا يمكن أن توجد إلا في شروطها…
    إنني أشعر بالعار والخجل إذ إنني وبعد خسارتي للرُقُم لا أستطيع كشف الحقيقة الوحيدة التي ستعيد السكينة لروح الشاعر العظيم أوغاريوس بن رام…)
    في حوزتي الآن سبع رسائل مهمة، تحتوي الأولى على الترجمة الكاملة للرقم الفخاري، أما الرسائل الست الباقية، فتحتوي على شرح مفصل للأحلام التي راودت السيد ج.س. على مدى سنوات طويلة والتي تخص الموضوع عينه، وسوف أعرضها بشكل مختصر ومنظم، مع إدراكي للتعسف الكامن في تحويل أحلام ذلك الرجل إلى قصة.

    1 – الرسالة الأولى “ترجمة الرقم”:
    هذا هو أوغاريوس بن رام (….) عاد إلى أوغاريت بعد أربعة عشر خريفاً… عاد متنكراً وفي عينيه اختبأت حقول أوغاريت الحبيبة (…)
    في روحه سكنت تلك المرأة التي لها رائحة زهر البرتقال.
    (….) أيُّ عشقٍ أعادك يا أوغاريوس إلى المدينة التي ذبحتك.
    أوغاريوس، أيها الطفل المشاغب (….)
    لقد قتلوا صديقك أورفا الأشقر، وهو ذاهب في حمأة رقصة مجنونة.
    تركوه يسبح في دمه (….) أي عاهرةٍ جميلة أنتِ يا أوغاريت
    أي مجهول يسكن في شرايينك الحجرية، ويستدعي عشاقك من أقاصي الدنيا، ليذبحوا على شاطئك المقدس.

    2 – ملخص الرسائل الست “بتصرف”
    “أترجل عن مركبي على شاطئ إحدى الضواحي البعيدة عن مركز المدينة، وقد لفحتني رائحة زهر الليمون العطرة، الرائحة التي عذبتني أيام طويلة في غربتي، حيث كان من المستحيل أن أبدو على حقيقتي في البلاد البعيدة، إلا حين يلتقط أنفي تلك الرائحة، كنت أعدو كالطفل وراء امرأة غريبة وضعت عطر الليمون على عنقها، وحين أنتبه إلى نفسي وأقاوم رغبتي الفظيعة، هارباً إلى البراري، كنت أبحث عن مكان قصي عن البشر لأصرخ بملء حنجرتي.
    _ أوغاريت… عاهرتي الجميلة… كيف خسرتك…!؟
    ها أنا أعود أخيراً لأرتمي بين أحضان مدينتي، أتجول بحذر في شوارعها، وأنا مطمئن لحسن تنكري، حيث صبغت شعري وذقني بالحناء، إضافة إلى تغيّر ملامحي بعد طول غيابي…، أنظر في وجوه المارة في السوق، وألاحظ هدوء الحياة وتطور العمران، ها قد تحسنت الشوارع وتم رصفها بالحجارة، وبنيت بعض المرافق العامة بصورة جيدة، حيث انتصب بناء ضخم وسط السوق، كتب عليه باللغة المسمارية، دار المدينة، بينما تجدد قصر الحاكم، وبنيت بعض المرافق الخاصة بالحاشية، وتم توسيع ساحة المدينة وتنظيم السوق بشكل ملفت، أما ما أثار انتباهي وبعث في نفسي الخوف والقلق، هو ذلك البناء الذي ارتفع على تلة صغيرة وكتب عليه، دار اللغة، تواريت مسرعاً، خوفاً من أن يراني أحد العلماء اللغويين، الذين أعتقد بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، وأن منهجهم أمر شائع الآن، ولا بد أنهم بدؤوا منذ زمن في تدريب المريدين، على استخدام الأحرف بدل الرسوم، لتبادل الآراء والأخبار والأفكار…، وتأكدت من ذلك حين رصدت لائحة صغيرة كتب عليها، دائرة الرسائل المكتوبة.
    لقد تجاوزت الأربعين خريفاً، بهذا يكون قد مضى على رحيلي عن هذه المدينة أكثر من أربعة عشر خريفاً.. تجولت خلالها في أصقاع كثيرة خلف حدود البحر، وأمضيت حتى وصولي ثماني دورات قمرية، تائهاً من أرضٍ إلى أخرى وأنا أبحث عن أرضي، دليلي الوحيد هو حدسي، وذكريات شبابي وظلال أفكاري التي أودت بي إلى جحيم الغربة…
    كنتُ متعباً وجائعاً، فدخلت إلى محلٍ للطعام، جلست على طاولة خشبية في الركن، ثمة نساء يتنقلن بين الزبائن لخدمتهم، تقدمت إحداهن مني، فأخبرتها أنني لا أملك ثمن الطعام بعملة هذه البلاد لأنني تاجرٌ غريب، عرضت عليها حجراً كريماً… أخذته وذهبت إلى صاحب المحل، الذي بدا مسروراً بعد أن تفحص الحجر بعناية، كنت أشرب النبيذ بعد الطعام حين رأيتها…. كانت تجلس في ركن قصي وحيدة، خمنت أنها لا تخدم هنا، بل ربما كانت ابنة صاحب المحل…، رمت إليّ بنظرة ثاقبة جعلتني أرتبك، وأعود إلى ذلك الزمن البعيد… دهشةً عتيقة… قطفتها برفقة صبية تشبهها في أيام شبابي الأولى، ولا أعرف كيف عبق فضاء المحل بتلك الرائحة العزيزة لأزهار الليمون…
    ثبت إلى رشدي، وقررت ألا أتورط بحماقة يمكن أن تودي بي إلى التهلكة، نهضت مسرعاً أهم بالخروج… لكنها سبقتني وخرجت أمامي بهدوء…
    كانت أوغاريت ترقد بسلام على ضفة البحر، وقد أضاءتها مشاعل الطرقات، وذلك الحضور الحذر للاستقرار الذي يحرسه جنود يجوبون الشوارع ليلاً وهم يتبادلون التحيات مع العابرين وأصحاب المحلات، كنت أتصنع انحناءة بسيطة لظهري كي أُبعد عني الشبهات وأوحي لكل من يراني بأني كهل مسكين، وجدت نفسي أسيرُ خلفها دون وعي، قادتني من أنفي تلك الرائحة التي يتركها جسدها في الفراغ الذي تعبره… أظنها انتبهت إلى حضوري فمشت بتريث وهدوء، كُنّا نبتعد عن السوق ونحن نمشي جنباً إلى جنب باتجاه البحر وكان القمر يطلع بكامل حلته ويغمر الفضاء بنور كأنهُ شحوب المعدن…
    دلفنا إلى شارع ترابي بين حقول الليمون، ينتهي إلى رمال الشاطئ نظرتُ إليها بحافة عيني…، كان قلبي يتخبط في ضوضائه وروحي تحاول أن تُزهق نفسها تحت قدميها… فجأة، أحسستُ وكأنني سمعت صوتها:
    ـ من أنت أيها الغريب…!؟
    تيقنت بعد قليل أنها لم تتكلم قط، وقدرتُ كخبير في شؤون اللغة، أن للروح لغتها أيضاً، ولا بد أن روحها هي من حدثتني، فقررت أن أدخل في اللعبة، هجستُ في سريّ:
    ـ أشمُّ فيكِ روائح أزهار البرتقال… روائح البحر، ذلك اليقين الكبير، روائح شبابي الغابر… لغتي المقتولة.
    – لقد رميتني في براثن ظلك أيها الغريب، ياذا الخرافة المدهشة ودخلنا معاً في متاهات المعنى، تلك المتاهات التي دفعت ثمنها من عمري، مالا أستطيع اليوم أن أحتملهُ…، هجستُ مجدداً.
    ـ لستُ غريباً… أنا أوغاريوس بن رام… مواليد هذه المدينة، صفعتني أُمي لحظة ولادتي، لأن لي عينين لا تشبهان يقينها، وحين بلغتُ الخريف الخامس طردني أبي لأنني أحرجته في سؤال عن ظلالهِ الغارقة في شحوب أسود، ترعرعت في ضواحي المدينة أعمل سقاءً… حتى بلغت الخريف العشرين، كنتُ أعزل من كل شيء عدا قلبي وأسئلتي التي نبتت على زغب وجهي وشفتي، وكان أن انضممتُ إلى جماعة من المريدين حول معلمي الأكبر، حوريس السومري، الذي أصبح فيما بعد عدوي الأول، كان حوريس متأملاً فذاً في الكلام، كان يحاورنا مطولاً، ثم ما لبث أن ضاق بأسئلتي وطردني من الجوقة، خاصة بعد أن أطلقت على صديقي أورفاليو لقب “أورفا الأشقر”، كان أورفاليو أسود البشرة والشعر، لكنني أطلقت عليه هذا اللقب لحدّة الضوء الذي ينبعث من حضوره حين يتحدث أو يرقص، استنكر الجميع لعبتي في اللغة إلا أورفاليو الذي دفع ثمناً باهظاً فيما بعد
    ـ تقصد أنك كنت من علماء الكلام الأوائل.
    ـ ليس هذا بالتحديد، فلقد اعتبرتُ خائناً.
    ـ ياللعجب… ألأنك كنت تلعب بالكلام…!!؟
    ـ لم أكن قد عُددتُ خائناً بعد، فقد استدعوني إلى مجمع العلماء الذي أقاموه في القصر…، تناقشنا طويلاً في رسوم الأحرف والكلمات، كنتُ قد وافقتهم على الكثير من الاصطلاحات اللغوية، حتى وصلنا إلى رسم كلمة تدلُّ على حالة الحب والجماع بين الذكر والأنثى، كان العلماء قد اتفقوا على أن يكون الرسم عبارة عن مسمارين، أحدهم يكبر الآخر بقليل وثمة مسمار ثالث يخترق المسمارين من الوسط…
    اعترضت على هذا الاصطلاح، حيث الرجل والمرأة، جسدان مستقلان عن بعضهما وليس اجتماعها سوى حالة تحقق روحي وجسدي، يمكن التعبير عنها برسم خط منحنٍ يتوج حضورهما ويعبر عن فضاء تحققهما معاً…
    ثارت ثائرة العلماء عليّ… فهدّأ المعلم حوريس نفوس العلماء، وقرر أن يحاورني ويدحض حجتي قال حوريس:
    – اسمع يا أوغاريوس… للنطق وقعٌ في الروح… وللروح عبر وجيب القلب وقعٌ في العقل… وبين العقل والقلب خيطٌ واضح لا يحتمل اللعب والاجتهاد… إنه خيط الكلام المباشر الذي يعبر بشكل مباشر عن وضع ما نحياه… أجبتُ بهدوء موارب.
    ـ أجل أيها السادة.. ولكن ثمة خلل في جملة ما تنطقون.
    قال أحدهم: عجيب هذا… حدد لنا ما تعني!!
    قلت:
    ـ كلمة ريح= اسم
    ـ كلمة رقص= فعل
    قال حوريس محتداً: حسناً وأين حداثتك في هذا
    تريثت قليلاً وأنا أراقب ردود أفعالهم… ثم قلتُ.
    ـ للريح والرقص معنىً واحد في قلق الجسد…
    قال حوريس:
    ـ يدنس المعنى الكلام حين يبرأ من قداسة الدلالة المحددة… فالريح ريح والرقص.. رقص.. والجسد جسد…
    قلتُ:
    ـ بين المقدس والمدنس ريبةُ الحدث التي تستأصل شأفة اليقين من الضدين، فيغدوان بلا أثر.
    أشرقت عينا أورفا الأشقر وصفق لي بحماس غريب، فطردنا معاً من المجمع، وسمعنا بعد أيام بأول مرسوم مكتوب يصدر عن القصر: لقد اتهمتُ أنا وأورفا الأشقر بالخيانة العظمى وهدر دمنا علناً…، ولم أفهم حتى الآن سبباً مباشراً لذلك.
    انتابت أورفا الأشقر نوبة رقص جنونية ثم سقط صريعاً بسهم أحد الحراس وهو يرقص في دمه،بينما تمكنت أنا من الفرار عبر البحر.
    ـ يا للفظاعة…!؟
    كُنّا لا نزال نسير صوب الشاطئ… ومازال الصمت مغروساً بيننا كالخنجر، أردت أن أهرب من ذكرياتي تلك إلى جسدها فهجستُ
    ـ يا لروعتك أيتها الصبية… يالأنفاسك التي أحسُّ بها تجوب أصقاع جسدي كالأرواح الهاربة.
    ـ مهلاً لا أحتمل هذا
    ـ إنكِ تعودين بي إلى خريفي الواحد والعشرين، حين نضجت أسئلة جسدي على خصر صبيةٍ لها رائحتك ذاتها.
    ـ ياه… وهل كنت سعيداً
    ـ الأجدر بك أن تقولي… هل فكرت في كونك كنت سعيداً، لأن للسؤال ضفةٌ أخرى غير التفكر، ضفةٌ نرسو بها بأمان.. كالسلام والاكتفاء دون حاجةٍ إلى التفكر… إنها ضفة الغرابة المتأتية من روعة الحدث…
    ـ ها هي أقدامنا تلامس رمل الشاطئ… وها نحن نقف صامتين ووجهانا باتجاه البحر، تحركنا معاً لنقف قبالة بعضنا بعضاً، كانت تنظر إلى الأسفل وحين رفعت رأسها، سمعتُ أنفاسها ونظرتُ في عينيها، حتى غرقتُ في سوادهما، وأرعبني أنني لم أرَ فيهما ما يوحي بكل حديثنا الروحي السابق، رأيت فيهما رغبة عتيقة مشتعلة، وتيقنت من إحساسي في أنني كنتُ طوال الطريق أحاور نفسي:
    حين تحركت شفتاها عن الجملة الوحيدة التي سمعتها بأذني
    ـ أشتهيك أيها الغريب
    ألقيت بذاكرتي على رمال الشاطئ وخطفتها إلى جسدي، كنتُ أتشمم في عريها روائح أوغاريت الحبيبة، وحين انخرطنا معاً في أنشودة جهنمية.. أحسستُ بالمسمار الثالث يخترق جسدينا معاً، كان ثمة جلبة في المكان من حولنا… وحده الزبد الأبيض… قطف توهج أصابع أقدامنا العارية وغاب في مياه البحر.. مرةً وإلى الأبد…
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    القصة من مجموعة الغريق السومري (2002)
    / موفق مسعود كاتب وقاص سوري /
    (اللوحة المرفقة للفنان العراقي- العلمي جبر علوان- وهي لوحة من كتاب إيروتيكيا بالشراكة مع الشاعر العراقي سعدي يوسف)

    — ‏مع ‏‏‎Issa Droubi‎‏ و ‏‎Ninar Alkhateeb‎‏ و ‏‎Salam Dona‎‏

  • تعرف على قصة الزميلة Fadia Restom مع الفيس بوك… والكتابة الصحفية.. ومعاناتها مع الآخرين..

    تعرف على قصة الزميلة Fadia Restom مع الفيس بوك… والكتابة الصحفية.. ومعاناتها مع الآخرين..

    قصة الزميلة Fadia Restom مع الفيس بوك… والكتابة الصحفية..

    Fadia Restom

    تكملة قصتي مع الفيس بوك…هيدي صورة رسمتها في فترة الثامن الإعدادي. في مدرسة بحلب و التي تقع الان تحت الاحتلال الوهابي..الرسمة تجسّد صديقاتي و انا و نحن نرتوي من ماء الحياة ..
    خمس صديقات كنّا نعشق اللغة العربية و نكتب قصص و أشعار لبعضنا و نتشارك بها.. عشقنا الذي جمعنا وقتها على هذا الحب هو معلمة العربي التي كان إسمها حياة ..
    حياة كانت معجبة جداً في كتاباتي و قصصي و تشجعني على كتابة خيالي الواسع كما كانت تصفه..
    تذّكرت اليوم معلّمتي التي كانت تستخرج مني أفكاري الحديثة و الجديدة و تريدني ان ارفعها امام الجميع، عندما استمعت الى بعض الأصدقاء بالحديث عن معلميّنا المتعجرفين في سوريا..
    كانو يعانون من أساتذتهم الذين يقمعون تطور أفكارهم و يتسلبطون عليهم و يحبطون كل محاولاتهم للتجديد..
    لا فرق بين أساتذة في كلّية الطب ، او الهندسة او الفنون ، او الحقوق او التجارة او الآداب ..
    نتيجتي ان كل أستاذ يقمع فكر متطور و محاولات تغيير و تجديد هو أستاذ ناقص عقل و عنده عقد نفسية اسمها قلّة ثقة و خوف ان يقل مقداره امام الجديد فيسخر من كل فكر جديد .
    على فكرة! هذه الطريقة الغبية ليست حكر على أساتذة سوريا!
    و هكذا مرّت السنين و في فترة الثانوية و لاني دخلت الفرع العلمي و لاني اعشق الرياضيات و الفيزيا و الكيمياء لم أعد اكتب قصص ..
    ثم اغتربت و فات العمر بغفلة…
    و هيك رجعلي الفيس البوك ليخبرني انو فيني ارجع اكتب..
    الا انه هؤلاء الأساتذة المعقّدين و الناقصين مازالوا عاملين حالهم معلمين و رقابه حتى ع الفيس بوك.. و ما بيعجبهم ان يكتب من هو ليس بكاتب او شاعر كتابات يستحلي قرائتها الناس.. و يبدؤون بالنقد و التحطيم ..
    و كالعادة يمر دائماً ناس في حياتي يشجعوني على مواكبة منشوراتي رغم اني لست بكاتبه ..

    و من خلال الفيس بوك تعرّفت على صفحة صوت العقل.. و كنت أتابعها و مرّة خطر لي ان أرسل لهم منشور كتبته في لحظة فاض بها الإحساس لاقدر ان احتمله مخبّأً..
    لم أكن أتوقع ابداً ان ينشروا لي منشور لاني اعرف اني أقع بسهولة في الأخطاء اللغوية و كنت اعلم انهم يرفضون الكثير من منشورات للآخرين .. و لكن نجحت.. اعجبهم اجل اعجبهم و صار عندي عدد لابأس به من المنشورات عندهم..
    و أخص في ذلك تشجيعهم الخاص لي لاكتب المزيد من الكتابات الأدبية. ..
    ياسر بركات صديق على الفيسبوك و فريد ظفّور مصور و كاتب متذوق للأدب و العلم كانا أيضاً مِن مَن رأوا عندي قدرات رأتها من قبلهما معلمتي “حياة” و شجّعاني على الكتابه اكثر..

    اتعجّب الان من هؤلاء الذين يعانون من مشاكل نفسية مع نفسهم الم يحين الوقت لان يراجعوا أنفسهم بعد تواصل الناس عبر الفيس بوك و ربما عليهم ان يفهموا ان هناك الكثير من الأساتذة في هذا الفضاء من لهم قدرات افضل منهم بالكثير و قد حان الوقت ان يتقاعدوا او يتعلّموا من جديد.




    Fareed Zaffour
    تتمايلين مع الورود ..ترقصين مع الفراشات ..تغازلين الضوء وتكتبين سمونية بكنشرتو الصورة والكي بورد..هنيئاً لك صديقتنا ..على مواهبك المدفونة والتي تحتاج الى لمسات حنان لأنك نبع للعطاء والحنان ..وأظن بأن كل واحد فينا لديه موهبة أو إمكانية ما نتظر الفيض والعبقر وأحياناً الجنون والجرأة ..ما أود قوله للجميع ..داخل كل منا موهبة وإبداع يحتاج الى جرأة ..ومشوار الألف ميل خطوة..وإلا ستبقى كتاباتنا وخواطرنا ولوحاتنا وصورنا حبيسة أدراج المكاتب وحديثاً حبيسة الكمبيوتر والموباليل وغيرها من وسائل التخزين العصرية..أقول لكم أصدقائي لنتعاون ونتبادل المعرفة ونتحاور ونشجع بعضنا البعض ..لنبني الغد الأفضل والمستقبل الأجمل ..وسورية بكرا أحلى بأبنائها البررة والمخلصين والمحبين ..دمت صديقتنا فاديا متألقة ومبدعة ..ولعمري بأن حدسي لايخيب فقد كنت ممن يكتبون مواضيع الإنشاء بالمدرسة والخواطر على الأوتوغرافات وغيرها ..بشكل مميز عن أقرانك ..ولكنها الحياة ..سرقتنا جميعاً وهاهي تعيدنا الى جادة الصواب فالى مزيد من الإبداع والعمل الجاد المخلص ..
  • تعرف على الفتى الحصان /  روبرت هدلستون 1895 –  1970  / يمشي على أربع ..كان مثالا على العمل الجاد والأخلاق العالية ..

    تعرف على الفتى الحصان / روبرت هدلستون 1895 – 1970 / يمشي على أربع ..كان مثالا على العمل الجاد والأخلاق العالية ..

    روبرت هدلستون الفتى الحصان

    روبرت المسكين كم أنهكه المشي على أربع، الفتى النشيط ذو الأخلاق العالية ولد في ولاية ميسوري عام 1895 بين ينابيع اكسيلسور. معظم طفولته عمل في مزرعة عائلته، لم يمنعه شكله الغريب من العمل، لم يستطع يوما المشي على اثنتين لكنه كان يستطيع قيادة شاحنة نقل الأخشاب لمسافة 15 ميل يوميا. كان يضع على يديه قطع جلدية لحمايتها عند المشي، حيث كان هذا الشاب يمشي على أربع كالحيوانات، وأصبحت لديه قوة مذهلة وخاصة في منطقة الكتف. عمل ميكانيكيا ومن ثم حدادا، وفي الحرب العالمية الثانية عمل نجارا جيدا، ومن ثم ارتحل إلى السيرك، وعمل هناك في سيرك ميكس توم، وجال في كل مناطق أميركا الشمالية، وبعد 36 عاما تقاعد عن العمل وعاد يعمل ميكانيكيا، وكانت هوايته تربية الأرانب. كل من عاصره أحبه لطيبة قلبه وجده في عمله وذكائه الحاد، ولم تثنيه الإعاقة، ولم يرى نفسه مختلفا عن البشر العاديين .

    توفي في عام 1970 عن عمر يناهز 75 عاما .. كان مثالا على العمل الجاد والأخلاق العالية

    روبرت هدلستون الفتى الحصان

روبرت المسكين كم أنهكه المشي على أربع، الفتى النشيط ذو الأخلاق العالية ولد في ولاية ميسوري عام 1895 بين ينابيع اكسيلسور. معظم طفولته عمل في مزرعة عائلته، لم يمنعه شكله الغريب من العمل، لم يستطع يوما المشي على اثنتين لكنه كان يستطيع قيادة شاحنة نقل الأخشاب لمسافة 15 ميل يوميا. كان يضع على يديه قطع جلدية لحمايتها عند المشي، حيث كان هذا الشاب يمشي على أربع كالحيوانات، وأصبحت لديه قوة مذهلة وخاصة في منطقة الكتف. عمل ميكانيكيا ومن ثم حدادا، وفي الحرب العالمية الثانية عمل نجارا جيدا، ومن ثم ارتحل إلى السيرك، وعمل هناك في سيرك ميكس توم، وجال في كل مناطق أميركا الشمالية، وبعد 36 عاما تقاعد عن العمل وعاد يعمل ميكانيكيا، وكانت هوايته تربية الأرانب. كل من عاصره أحبه لطيبة قلبه وجده في عمله وذكائه الحاد، ولم تثنيه الإعاقة، ولم يرى نفسه مختلفا عن البشر العاديين .

توفي في عام 1970 عن عمر يناهز 75 عاما .. كان مثالا على العمل الجاد والأخلاق العالية
  • غموريا يا غموريا ,,, يا امي يا سوريا ..عشقان بدي سوريا .. – الوئام الوطني محمد الأحمد ..

    غموريا يا غموريا ,,, يا امي يا سوريا ..عشقان بدي سوريا .. – الوئام الوطني محمد الأحمد ..

    غموريا يا غموريا
    يا امي يا سوريالو قصتك يكتبوها على ضو الشمس
    بيعرفو عروس العرس
    و بيعرفو غنية البيحبا العريس
    اول مطالع ادم المتحير يحزن على حالو
    ولا يرقص للعروس المدت بساط البر كرمالو
    اول بساط الارض بردى و الفرات
    وشط اللادقية مطرح ما الكره حط راسو و مات

    و غموريا انا بدي غموريا

    اغمر عروسي ادم انا يا سوريا

    سوريا العرس الشمس ارض الأولي مطرح التنزيل
    ناسك من اول عمرهن عم يكتبو اناجيل
    بيقولو هونيك تجوزت عشتار بالسر لون أحمر
    و صار للحب مملكة و متوجة بسلطان
    و حد السما جيران
    يا مين ياخدني أنا بلمحة بصر عشقان
    عشقان حط عشر صابيعي بالتراب
    ازرعهن ورد و كتاب
    و ما يهمني لو كل بلاد الدني تدق ع هاك الباب
    أنا بدي غموريا

    و ع غموريا ع غموريا
    عشقان بدي سوريا

  • تعرف على أفضل جوائز الأوسكار Oscar Award for1991  – أفضل فيلم سينمائي  ..أفضل ممثل وممثلة في دور رئيسي .. أفضل مخرج ..  أفضل سيناريو .. أفضل مونتاج ..

    تعرف على أفضل جوائز الأوسكار Oscar Award for1991 – أفضل فيلم سينمائي ..أفضل ممثل وممثلة في دور رئيسي .. أفضل مخرج .. أفضل سيناريو .. أفضل مونتاج ..

    Oscar Award for1991 جوائز الأوسكار1991

    أفضل فيلم سينمائي
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: جيم ويلسون، كيفن كوستنر
    المرشحون
    – الاستيقاظ  (Awakenings): والتر إف. باركس ، لورانس لاسكر
    – شبح ( (Ghost: ليزا اينشتاين
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: فرانسيس فورد كوبولا
    – غودفيلاز( (Goodfellas: ايروين وينكلر
    أفضل ممثل في دور رئيسي
    الفائز
    – انقلاب الحظ ( (Reversal of Fortune: جيريمي ارونس
    المرشحون
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: كيفن كوستنر
    – الاستيقاظ/الصحوة (( Awakenings: روبرت دي نيرو
    – ( (Cyrano de Bergerac: جيرار دوبارديو
    – الملعب ( (The Field: ريتشارد هاريس
    أفضل ممثلة في دور رئيسي
    الفائز
    – البؤس ( (Misery: كاثي بيتس
    المرشحون
    –  ((The Grifters: أنجليكا هيوستن
    – امرأة جميلة  (Pretty Woman): جوليا روبرتس
    – بطاقات بريدية من الحاشية (Postcards from the Edge) : ميريل ستريب
    – السيد والسيدة بريدج ( (Mr. & Mrs. Bridge: جوان وودوارد
    أفضل ممثل في دور مساعد
    الفائز
    – غودفيلاز( (Goodfellas: جو بيسي
    المرشحون
    – رفيق العمر ( (Longtime Companion: بروس دافيسون
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: أندي غارسيا
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: غراهام غرين
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy:الباتشينو
    أفضل ممثلة في دور مساعد
    الفائز
    – الشبح ( (Ghost: ووبي غولدبرغ
    المرشحون
    – (  (The Grifters: أنيت بينينغ
    – غودفيلاز( (Goodfellas: لورين براكو
    – في قلب الحياة البرية ( (Wild at Heart: ديان لاد
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: ماري ماكدونيل
    أفضل مخرج
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: كيفن كوستنر
    المرشحون
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: فرانسيس فورد كوبولا
    – ((The Grifters : ستيفن فريرز
    – انقلاب الحظ ( (Reversal of Fortune: البربيت شرودر
    – غودفيلاز( (Goodfellas: مارتن سكورسيزي
    أفضل سيناريو، نص أصلي
    الفائز
    – الشبح ( (Ghost: بروس جويل روبين
    المرشحون
    – أليس ( (Alice: وودي آلن
    – أفالون ( (Avalon: باري ليفنسون
    – البطاقة الخضراء ( (Green Card: بيتر وير
    – العاصمة ( (Metropolitan: ويت ستيلمان
    أفضل سيناريو، عن نص مقتبس
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: مايكل بليك
    المرشحون
    – الاستيقاظ / الصحوة ( (Awakenings: ستيفن زايليان
    – غودفيلاز( (Goodfellas: نيكولاس بلجي، مارتن سكورسيزي
    – ( (The Grifters: دونالد اي. ويستليك
    – انقلاب الحظ ( (Reversal of Fortune: نيكولاس كازان
    أفضل تصوير سينمائي
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب (( Dances with Wolves: دين زملر
    المرشحون
    – أفالون ( (Avalon: ألين دافيو
    – ديك تريسي  (Dick Tracy): فيتوريو ستورارو
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: غوردون ويليس
    – هنري وجون  (Henry & June): فيليب روسيلو
    أفضل إخراج فني ، مصمم ديكور
    الفائز
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy: ريتشارد سيلبرت ، ريك سيمبسون
    المرشحون
    – سيرانو دي برجراك (Cyrano de Bergerac  (: إزيو فريغريو ، جاك روكسل
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: جيفري بيكروفت، ليزا دين
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: دين تافولاريس ، غاري فتيز
    – هاملت ( (Hamlet: دانتي فيريتي، فرانشيسكا لو شيافو
    أفضل تصميم ملابس
    الفائز
    – سيرانو دي برجراك ((Cyrano de Bergerac: فرانكا سكويركيابينو
    المرشحون
    – أفالون ( (Avalon: غلوريا جريشام
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: إلسا زامبارلي
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy: ميلينا كانونرو
    – هاملت ( (Hamlet: ماوريتسيو ميلنوتي
    أفضل صوت
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: راسيل وليامز الثاني، جيفري بيركنز، بيل دبليو. بنتون، غريغوري اتش. واتكينز
    المرشحون
    – أيام الرعد ( (Days of Thunder: تشارلز إم . Wilborn، دونالد أو. ميتشل، ريك كلاين، كيفن أوكونيل
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy: توماس كوزي، كريس جنكينز، ديفيد إي. كامبل، دوغ هيمفيل
    – مطاردة  أكتوبر الأحمر ( (The Hunt for Red October: ريتشارد برايس غودمان، ريتشارد أوفرتون، كيفين إف. كليري ، دون جه. بازمان
    – تذكر كامل ( (Total Recall: نيلسون ستول، مايكل جه. كوهوت، كارلوس ديلاريوس ، ارون روتشين
    أفضل مونتاج فيلم
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: نيل ترافيس
    المرشحون
    – الشبح ( (Ghost: والتر مورخ
    – العراب: الجزء الثالث ( (The Godfather: Part III: باري مالكين، ليزا فروشتمان ، والتر مورخ
    – غودفيلاز( (Goodfellas: ثيلما شونميكر
    – مطاردة أكتوبر الأحمر( (The Hunt for Red October: دنيس فيركلر ، جون رايت
    أفضل مونتاج صوتي
    الفائز
    – مطاردة أكتوبر الأحمر( (The Hunt for Red October: سيسيليا هول ، جورج اترز الثاني
    المرشحون
    – الأنابيب المسطحة (Flatliners): تشارلزإل. كامبل، ريتشارد سي.فرانكلين
    – تذكر كامل ( (Total Recall: ستيفن هنتر فليك
    أفضل ماكياج
    الفائز
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy: جون كاغليون الابن، دوغ دريكسلر
    المرشحون
    –  (Cyrano de Bergerac): ميشيل بيرك، وجان بيير ايشن
    – إدوارد صاحب يد المقصات  (Edward Scissorhands): في نيل، ستان وينستون
    أفضل أغنية لفيلم سينمائي، الأغنية الأصلية
    الفائز
    – ديك تريسي ( (Dick Tracy: ستيفن سونديم
    لأغنية عاجلا أو آجلا أحصل  على رجلي “Sooner or Later I Always Get My Man”.
    المرشحون
    – بنادق الشاب الثاني ( (Young Guns II: جون بون جوفي لأغنية توهج المجد ” ” Blaze of Glory .
    – بطاقات بريدية من الحاشية  (Postcards from the Edge): شيل سيلفرشتاين
    لأغنية ارتعش ”  “I’m Checkin’ Out
    – العراب: الجزء الثالث  (The Godfather: Part III): كارمين كوبولا (موسيقى)، جون بيتيس (كلمات)
    لأغنية عدني أن تتذكر” “Promise Me You’ll Remember .
    – وحيد في المنزل  (Home Alone): جون ويليامز (موسيقى)، ليزلي بريكوس (كلمات)
    لأغنية في ذاكرتي” “Somewhere in My Memory.
    أفضل أغنية لفيلم سينمائي ، نقاط أصلية
    الفائز
    – الرقص مع الذئاب ( (Dances with Wolves: جون باري
    المرشحون
    –  أفالون ( (Avalon: راندي نيومان
    – الشبح ( (Ghost: موريس جار
    – هافانا  (Havana): ديف غروسين
    – وحيد في المنزل ( (Home Alone: جون وليامز
    أفضل فيلم قصير، رسوم متحركة
    الفائز
    – راحة المخلوقات   (Creature Comforts): نيك بارك
    المرشحون
    – يوم حافل مع والاس وغروميت ( (A Grand Day Out with Wallace and Gromit: نيك بارك
    – الجنادب ((Grasshoppers: برونو بوزتو
    أفضل فيلم قصير، حدث مباشر
    الفائز
    – موعد الغداء ( (The Lunch Date: آدم ديفيدسون
    المرشحون
    – هتاف برونكس ( (Bronx Cheers: ريمون دي فليتا ، ماثيو غروس
    – عزيزي روزي ( (Dear Rosie: بيتر كاتانيو، بارنابي تومسون
    –  :(Senzeni Na?) برنار جوفا ، أنتوني إي. نيكولاس
    – (12:01 PM)  الساعة الثانية عشر ودقيقة : هيلاري آن ريبس ، جوناثان هيب
    أفضل فيلم وثائقي، مواضيع قصيرة
    الفائز
    – أيام من الانتظار( (Days of Waiting: ستيفن أوكازاكي
    المرشحون
    – الحريق غدا  (Burning Down Tomorrow): كيت توماس
    – الشمبانزي: يشبهنا ( (Chimps: So Like Us: كارين غودمان، كيرك سايمون
    – رحلة في الحياة:عالم من لم يولدوا ( (Journey Into Life: The World of the Unborn: ديريك برومهول
    – روز كينيدي: حياة لنتذكر( (Rose Kennedy: A Life to Remember: فريدا لي موك، تيري ساندرز
    أفضل فيلم وثائقي، ميزات
    الفائز
    – الحلم الأمريكي ( (American Dream: باربرا كويل ، آرثر كوهن
    المرشحون
    – بيركلي في الستينات ( (Berkeley in the Sixties: مارك كيتشل
    – قنابل البناء (( Building Bombs: مارك موري، سوزان روبنسون
    – نشطاء إلى الأبد ( (Forever Activists: قصص من قدامى المحاربين من لواء ابراهام لنكولن :
    جوديث  مونتيل
    – والدو سولت: رحلة كاتب سيناريو ((Waldo Salt: A Screenwriter’s Journey: روبرت هيلمان، يوجين اكس .
    أفضل فيلم أجنبي
    الفائز
    – (Reise der Hoffnung) / سويسرا.
    المرشحون
    – ( (Cyrano de Bergerac/ فرنسا.
    – (schreckliche Mädchen) / ألمانيا.
    – ( / (Porte aperteإيطاليا.
    – (  (Ju Dou/ الصين.
    جائزة الإنجاز الخاص
    الفائز
    – تذكر كامل ( (Total Recall: اريك برفغ ، روب بوتين ، تيم ماكغفرن، أليكس فنك
    الجائزة الفخرية
    الفائزون
    – صوفيا لورين
    – ميرنا لوي
    وسام الثناء
    الفائز : رودريك  تي. ريان ، جيفري ويليامسون
    جائزة ارفينغ جي ثالبيرغ التذكارية
    الفائزون
    – ريتشارد دي. زانوك
    – ديفيد براون
    جائزة الأوسكار للاستحقاق
    الفائز
    – (إيستمان كوداك)
    جائزة العلمية والهندسية
    الفائزون
    – بروس ويلتون ، كارلوس ايكنكوف
    – قسم الهندسة من ارنولد وريختر
    – فوجي فوتو فيلم المحدودة
    الجائزة التقنية
    الفائزون
    – وليام إل. بلورز ، توماس إف.دنوف
    – ايان نيل، تاكو مياغيشيما
    – مانفريد جي. نيكلسون
    – جون دبليو. لانج ، والتر هراستنيك ، تشارلز جه. واطسون
    – كريستوفر جيلمان ، هارفي هوبير الابن
    – جيم غريفز
    –  بينغت أو. اورهول ،كينيث لوند ، بيورن سيلين ، كجيل هوغبرغ
    – ريتشارد مولا ، بيت رومانو
    –  ديدو ويرت
    –  فريد كولب الابن ، بول برو
    –  بيتر بالدوين، بول كيانكوي
    جائزة غوردون إي. سوير
    الفائز:ستيفان كودلسكي

  • المستشار حماد الحسن يكتب (( جدارية الموت )) من (( 15 – 16 -17 -18 – 19 – 20 )) …

    المستشار حماد الحسن يكتب (( جدارية الموت )) من (( 15 – 16 -17 -18 – 19 – 20 )) …

    _جدارية الموْت_15

    وضعوا النّعْشَ أَخيراً على الأرض، واستقرّ بي المقامُ، وأحضر الهواءُ لي بقايا الغبار الذي أثارته أقدامُ المشيّعين، المبخرةُ وُضِعتْ جانب رأسي، دارتْ سحبُ البخورِ المتوهّجِ حولَ جثمانيَ الملْقى على أُمّنا الأَرض، التحَفْتُ بغطاءٍ كثيفٍ ولزجٍ من رائحة البخور، رائحةُ البخور هي ثعلب العطور بأَسْرها، يمارسُ رقصتهُ البهلوانيةَ حولي يودّعني كما يليقُ بالملوك، يأْخذني بعيداً عن الحضور، يروي لي حكايا المعابد القديمة، ويهمسُ لي بأَسرارِ المؤمنين المختبئين في الكهوف بعيداً عن أعْينُ الفضوليين ورجال البلاط الملكي، يهتكُ سرّ الكهنة الذين يتآمرون على فرعون، ويَسْعى بي بين مطعمِ الطّير ومجاوز الرّيح، ما أجملهما إلهين قبل أن يغادرا الصّفا ومَرْوَة، نشوَةُ البخورِ تثيرُ حفيظةَ النساءِ الأَكْبر سناً والأكْثر خبرةً، فيهدرُ شلالُ عويلهنَّ من السماء هابطاً بقسوةٍ تتحطّمُ أَمواجهُ على جثماني، بكاء الصّبايا ترتفعُ وتيرته الخجولة شيئاً فشيئاً، المشهدُ الصوتيّ كأَنه أوبرا، يالله كم أَنا سعيدٌ بالموت، أَحدهم شعرَ بسعادتي فنهقَ كالحمارِ:
    _ لم يكن هناك حاجةٌ لخروج النساء الى المقبرة.
    ويحكَ من قال لك أني أحتاج في هذه اللحظات للواعظينَ أمثالك، من شدّة غضبي تململتُ في الكفن، ظنوا أن الأرضَ غير مستويةٍ، فتمّ نقلي قليلاً بحثاً عن أَرضٍ مستويةٍ، وتابعوا ماورثوه من اجراءات مقيته، وعادَ لي صهيلُ البخور ممتزجاً بأغاني النادباتِ فهدأت روحي فوقَ الجميع تتأَمّلُ اللوحة، وَردتْني إشارةٌ على صفحتي أَنّ راما جاموخة شاركتني بصورة، بأصابع تختلط باللهفة قمت بتحديث صفحتي ورحت أَنتظر الشّابكة، فسطعت صورةٌ لشجرة تتلون بالأَحمر البرتقالي في أَوّلَ الخريف، فتنهدتُ في موتي وكتبت لها:
    _ شكراً صديقتي، يبدو أَنه أَوان الخريف …
    فأجابتني:
    _ من قال لك هذا؟! إنّهُ المهرجان …
    هلْ تفهّمتْ أَنّ موتي كان مهرجاناً؟!!
    كان البخور لا يزالُ يرقص، يغتصبُ جثّتي التي تخشّبت أحْياناً ويتمنّع كالعذراى اذا هبّ النسيم، سلامٌ داخلي سيطر على موتي بشكلٍ مطلق، وأيقنت أنه لا مجال للعودة ، وعقدت العزم على دخول قبري دون أدنى احتجاج، لن أقوم بأي شيء يزعجكم بعد الآن لكن انزلوني بروية وهدوء، حذاري القبر ضيق جداً لماذا لم تكلفوا أنفسكم مغبة توسيعه قليلاً؟ أم انكم تتركون في الارض فسحة لموتكم، في هذه اللحظة أذكر أني حضرت من رحم أنثى، وهذا انا راحل الى رحم أنثى، وقبري رغم ضيقه أشعر أنه مهبل ترابي رطب ولذيذ، يأخذني بحنو وامتنان، ويرحل بي الى الموت.

    جدارية الموْت_16

    كأنّكَ أخي تشدّني الى صدركِ بقسوةٍ، أوَ تظنُّ أَنك قادرٌ على إعادتي، أوَ تستطيعُ بنحيبكَ أن تجعلني أتراجعُ عن موتي، مدّدني على جانبي الأيمن ، لا تخشى عليّ أن القبر ضيقٌ، فهذه مسألةٌ لم تعدْ تعنيني، جسدي صخرةٌ مجهولة الأَبعاد، لماذا ترتعشُ أصابعكَ وأنت تملأُ فمي وعيني بالتراب؟!!! اعذرني لم أسمعكَ وأنت تنحني وتهمسُ في أُذني بعض الكلمات، أشكركَ لأنك تقف حافياً في سريري، كأني أسمع صرير مزاليجَ صدئة تُفتحُ على العدم، تمتزجُ رائحةُ التراب الذكرية مع صهيل البخور الأنثوي، فأشعر بلحظة نشوةٍ غادرة تطعن روحي، وتسقطُ قطعة من سماءٍ ليست بعيدة بين عيني، قطعةٌ ساخنةٌ كأنها معدنٌ مصهور، وتدور بي بلا وجود، وتحملني الى الهباء، قبري يفقدُ تمايزهُ عمّا حوله ، كأن الأرض كلها أَضحت سرير الأبدية، يتلعثمُ رجلٌ ببعض الأحاجي المبهمةِ، لا يسمعه أحد، يهيلون التراب كلما ازدرد لعابه مرتعباً من حقيقة الموت، يروي كل ما حفظه عن أسلافه من ابتكارات تليق بهذه اللحظات، الضوء تحولَ الى همسة وسط عاصفة، همسة ذائبة كقطرة من الشّمعِ المنصهر، مرآة الأبد تلمعُ في عينيّ تذهلني ، فأسقط وتتناثرُ روحي وتذوب أثناء سقوط تشوبهُ شبهة التّحليق، ويلتصق الصمت الدّبق المدوّي بحوافِّ الصورة، أَبي العجوزُ يقفُ كأَنّه يسقطُ بي ، ويمدُ يده المتجعّدة للمعزّين، في أَولِ المملكةِ أدوّنُ الغيابَ كأَيقونةٍ، في الموتِ لا مجال لإعادةِ النّظر، الموتُ حلٌ لمسائلَ مبهمةٍ، وفرصةٌ لإعادةِ التّوازن في العبثِ الذي أقْلَقهُ وجودنا، عبثٌ مزقهُ حضوركِ المباغتُ، أعدُّ أصوات الإنفجارات وأحاول التّمييز بين صوت قذيفةِ الهاون ، وبين صوتِ قذيفةِ الآر بي جي، وأداعبك بصوتٍ أصفرَ:
    _ نلْتقي بعدَ القذيفةِ الثّلاثين ، إذا قدّرَ لنا أَنْ نكونَ من النّاجين…
    _ لا أحبّ دعاباتك الصفراء، أين أَنت أسمعُ لهاثك كأَنّه صفيرُ رصاصةٍ ؟!!
    _ ليس الآن ، أنا في المشْفى، وسطَ حقيقةٍ لا أتمكن من فهمِ مفرداتها، لا أعرف عدد الجرحى، ولم أعدْ أعرفُ من أنا…
    _ هلْ أنْتَ بخير…؟
    _ لم أَعد على يقين ….
    وحدهُ الموتُ بقيَ خارجَ دائرة رغباتنا ومطالبنا، حالةٌ بهيميّةٌ، لمْ تخضعْ لأيّ قمعٍ اجتماعيٍ، ولم يتناولها تطوّرنا عبرَ الدهْرِ، فبقيَ الموتى متشابهونَ من قديمِ الأزلِ، يخلعونَ عباءةَ الحياةِ ويندسّون في حضنِ الموتِ بكاملِ عريهم، الموتى شعراءُ الخسران، إباحيّونَ حتى النخاع، متمرّدون لا يخضعونَ إلا لقانون الغياب، يفتقدونَ الدّروبَ ولهفةَ العبورِ، وتزْربُ من محاجرِ عيونهم شهْوةَ الوصول، الموتى حرّاسُ اليأْسِ، وبطاقةُ عودةٍ إلى جذرِ الدُّوار، ونواةُ الخلْقِ، أَنا الميّتُ قبلَ أَن أَتعلّم النطق بلغةٍ صنعتها من ريشِ غراب، ووزعتُ الأنثى على عباراتها بحرقةِ عاشقٍ، كما توزّعُ إشارات التّرقيم على أَقانيم جسدكِ المشتعلِ رغبةً وتوْق… والموشّى بحروب الردّة….!!!

    _جدارية الموْت_17

    الموت صقيعٌ فولاذيٌ ، يتصلبُ وسطَ بؤرةٍ ملساءَ كعينِ أفعى ، باردٌ كنصلِ سكينٍ حادّة ، لمْ يردْ في مدوّنتهِ ايُّ ذكرٍ للنار ، أو حتّى كيفيةُ اختلاقها ، أو توهّمها ، بذرة ُ النار احتكاك ، والأرواحُ هيولى تختلطُ بها مفرداتُ الغربةِ مع الوجعِ ، تغيب ُ الأنثى فتسقطُ ضمائرنا الحاضرة.
    لأَنّ دربَ الوجع مبهمٌ يفتح الموتى خرائطَ الصّمت ، ويسّاقطون كحباتِ مطرٍ في عاصفة ، افتقدُ في الموتِ بعضَ المودّة ، وشيئاً من الخصوصية ، ويربكني هذا العري الكامل للفتنة ،فأهمسُ بين يديكِ :
    ارفعي سقفَ السّماءِ قليلاً
    إنّي أختنق…
    دعِ نجمتي تعبرُ أكثر عمقاً…

    الموتُ حادثٌ عرضيٌ بالنسبة للأَحْياء، نسقطُ في بئرهِ على حين غرّة ، ونغيب في عتمتهِ المخمليّةِ المقيتةِ ، وسْطَ ذهولٍ لا يمكن فكَّ طلاسمهِ ، كأنَّ الريح عيناك تدمدمُ في شجرةِ الصّفصاف ، تنظرين في عمْقِ عينيَّ متنهدةً :
    حلّق بنجمتكِ
    أكثرْ
    واعبرْني
    فأنا لا تكتملُ سمائي
    الا بهذا العبور العميق…
    البكاءُ خلاصةُ الحياة ونشْوتها، الفعلُ الوحيدُ الذي يتوق اليه الموتى ، ولا تستطيعُ ارتكابهُ عيونٌ من تراب ، إذا لم تتمكن من البكاء لابدّ أنْ تبحثَ عن اسمكَ في سجلّ الواردِ للعدم .

    _جدارية الموْت_18

    بصمتٍ…..، طلبتْ مني أن يكون رحيلي صامتاً، لم ترغبْ أن يكونَ لموتي صوتُ العاصفة، أردْتُ أن أشْرحَ لها أنّ الصمتَ قاسٍ، لكنّ الوقتَ كان قصيراً جداً.
    الموتُ ارْتجالُ الأَرْواحِ لأَشكالِ العَدَمْ، ومحاولة أخيرة لإكمالِ العباراتِ الناقصةِ بيننا، الموتُ بئرٌ جافة في صحراءِ النّدم، يهزّني بشدّةٍ، وبعضٌ من تأَوّهات أنثى تعرّتْ من خفرِها وهمستْ:
    – خذني اليكْ ، تكتمل أنوثتي إذا حضرتني راغباً.
    يهزُّني الموتُ بشدّةٍ، فيأخذني الوهمُ أَنّي أرتعشُ من اللذة، وأُباشرُ طقوسَ رحيلٍ صامتٍ نحو الهباءْ.
    في الموتِ أشعرُ بالحنين لعشراتِ الوحوشِ التي كانت تتجولُ تحتَ جلدي، يحضُرُني للتو ثعلبٌ جائعٌ يعْوي على تخومِ أنثى تلوّنها الشهوةُ بأَلْوان البرتقال، يحلّقُ نسرٌ في بؤبؤِ عينيَّ لينقضَّ على مفاتنها، وعندَ عانتِها الرّطبةُ بالسكّرِ اللزجِ تموء قطّةٌ وتُخْفي مخالبها في أَعماقِ روحي، فتستكينُ الأنثى وتُشْرِعُ بابَ اللهفةِ، تغمضُ عينيها كفريسةٍ عاجزةٍ سلّمتْ عنقها لذئبٍ لن يرْحمَ ضعفها، يَلْعقُ نشوتها التي سالت على شفتيّ، وباحَتْ بعطرِ ترقصُ نارُ الشّبقِ في أَزقّته الضّيقة، فقدتُ رباطة جأْشي وهمستُ :
    – ارفعي سقف السماءِ أكثرْ
    ورحتُ أَتأمّلُها وهي تسقطُ في الدّوارِ اللذيذ، أُحاولُ أن أحفظَ في أعماقي صورةُ جفنها وهوَ يرِتعشُ، تنتابني القشعريرةُ فأَتَوهّمُ بأني لا زلتُ على قيدِ الحياة.
    بواسطة ‏حماد الحسن‏
    _جدارية الموْت_19

    الموت صخبٌ ، يتلونُ كعين ثعلبٍ مذعورٍ ، يدورُ بي ويرتفعُ كأنهُ مسلةٌ مصريةٌ مصقولةٌ، تهوي وتسقطُ في المدى، ترْتطمُ بجدرانِ الوجعِ النّحاسية ، ويذهبُ بي الى نجومِ الشّمال ، بناتُ نعشٍ يرقصنَ باكياتٍ حولَ اللحدِ ، تعودُ اليَّ صورةُ أمي تقلّبُ فنجانَ القهوةِ بيدها وتجهدُ في فكِّ رموزه ، تنظرُ في عينيَّ بزيتونها وتؤكدُ لي أنهُ عند أوّلِ مفترقٍ تنتظرني أنثى بلونِ الياسمين ، كم كنتِ يا أمّاه تعشقين الياسمين ؟!!!
    ها أنذا أغيب في الأبيض، لم أعدْ بحاجةٍ لقراءةِ الفنجان، فالدروبُ هنا لا مفارقَ لها، دمعكِ يرسم طقوسَ حزنٍ بلونِ القهوة، ونشيجكِ لا يزال يبحثُ عن صندوقٍ مقفلٍ ألقيتِ به في النّهرِ خوفاً من فرعون، ولا يزال صدى صوتك يردّدُ في الغيب:
    حمداً لله بنيّ أنّكَ قتلتَ بالرصاص وأحضروك لي كاملاً …
    الحزنُ أهم اختراعات الأحياء ، يقطرُ من مسام جلودهم طالما هي تنعمُ بالرطوبةِ ، ولا تعرفهُ جلودٌ أضحت غباراً يصوغ مفردات الريح ، أُمّاهُ أَشْكو اليكِ توْقي أَنْ أَتوسّدَ فحْذَكِ وأَنام ، متعبٌ من نوميَ الدّبقِ في سريرٍ من تراب، أعتذرُ لأنّي خذلْتكِ ، في مدوّنةِ الموتِ أفقدُ كلَّ طموحٍ، الموتى جبناءُ يا أمّي، حتى قبري رغمَ ضيقهِ لا أفكّرُ باستبدالهِ ، هلْ تذكرينَ يا أمي كم كنتُ احبُّ الشرفات؟!!!الموتى جبناءُ لا يثقونَ بالزمن ، ولا يذهلهم الا صوت الريح تعصفُ بقاعات قبورهم ، الموتى لا يثقون بانثى ليس لها شرفات….

    جدارية الموْت_20

    مثلُ بقيّةِ البشرِ في هذهِ البقْعةِ منَ الأَرضِ، كلَّ صباحٍ تموتُ في روحِهِ شتْلَةُ ورْدٍ، والعمرُ يُبشِّرُ بالتَّصَحّرِ، كأَنّهُ يَرْتَبطُ بمناخِ المنطقةِ، ينظرُ في المسافاتِ الصّفراءِ المُمْتَدّةِ ويَسْتغربُ كيفَ وردَ في التّاريخ أَنّ المسافرَ من دمشق الى بغداد كانَ يَظلّهُ الشجرُ طوالَ الرحْلةِ.
    روحهُ باديةٌ ولا يتذكرُ وجوداً لأَيّ ماءٍ، خوفَهُ منَ المستقبلِ دفعهُ لتقديمِ استقالتهِ ، وَجفّفَ حقولَ أَحلامهِ واحداً تِلْوَ الآخرِ، لمْ يعدْ هناكَ أيُّ فرقٍ بينهُ وبينَ أبوابِ الحديدِ المتينةِ في منزلهِ، منزلهُ الذي أَضْحى بعدَ كلِّ هذهِ التحصينات سَجْنٌ بلا نافذةٍ يَعبرُ منها صوتُ حسون، وانتَشرتْ في زوايا المنزلِ رائحةُ رطوبةٍ جعلتْ منهُ أشبهُ بقبرٍ حُفِرَ بِرَويّةٍ عميقاً في واقعٍ صخريّ الملامح، وباعتبارهِ بلا أحلام يمتلكُ وقتَ فراغٍ هائلٍ، فبدأ بتوزيعِ غرفِ قبرهِ حسبَ الحجمِ، وأَضْيقُ هذهِ الغرفُ جعلها لنومهِ، كونَ النّائم يشبهُ الميتَ، خمسون عاماً كان يتدرّبُ فيها على الموتِ فأَتْقنهُ، ولمْ يعدْ هناكَ أيُّ فرقٍ بينهُ وبينَ الموتى، حتى أَصابعهُ بدأتْ تتساقطُ بسببِ الجفافِ من الشّهوات.
    تتحركُ عيناهُ بقلقٍ في أرجاءِ الأُنثى ويتنهدُ بحسرةٍ، يدخلُ صباحاً قاعةِ عِطْرَها بصمتٍ جليلٍ، يَرْتجفُ بينَ فَخِذيها بقسوةٍ، فتغمضُ عيناها لتستمعَ لهديرِ البحرِ في أَعماقهِ، تضيعُ من بينِ يديهِ خطوطُ الضّوْءِ، كأنهُ أَعمى في لجّةِ الفِتْنةِ .
    أُبادِرُها والسيفُ تطابقَ معَ غِمْدِهِ حدَّ التّرَفْ:
    -افتحي عينيكِ لاتغمضي، أريدُ أَنْ أَتَجوّلَ في حقولِ الشّمْسِ…
    تعضُّ شَفتها السّفلى وَترْضخُ لِرغباتي كلّها، وتؤكدُ لي :
    -كأَنكَ الآن شخصٌ آخرٌ، مزدحمٌ بالحياةِ، وَشفتيكَ كنزُ الشّهوةِ…لاترحلْ … مابكَ ؟!!!
    -لاشيءْ هيَ ناري تراوُدُني كأَفْعى تتراجعُ أمامَ عصاةِ وجعي ، وتحاوُلُ أنْ تَهربَ من بين أَصابعي ، لتنحشرَ في شقٍ صخريٍ، كما تراجعت أمام عصاة خالد بن سنان…
    تشدُّهُ الأُنثى بلهفةٍ وخوفٍ ونشيجٌ مكتومٌ يصدرُ عنها:
    – عميقاً أكثرْ … بعنفٍ…بعنفْ…
    يغيبُ الاثنان عن واقعٍ ينزُّ قيْحاً ، لمْ يكنْ في هذا اليباب منْ حقيقةٍ يمكنُ احْتمالَها سوى هذا الالْتحام ، وبعضٌ منْ تنهداتٍ بلتمعُ في شروخِها صراخُ شهوةٍ مكتومْ، كانتْ تَتَمدّدُ كحقولِ القمحِ تحتَ ثِقَلِهِ الخجولِ، وراحَ يرْتادَها كما تفعلُ الرّيحُ ، وعلى طولِ المسافةِ بينَ دمشقَ وبغدادَ كان يعبرُ دربَ رحلتهِ تحتَ ظلالِ الأَشجارِ الرّطبةِِ، والشمسُ تلمعُ في عينيهِ كالدّنانيرِ الذهبيةِ، وجدولُ شهوةٍ لزجٍ وأَبْيضَ يتدفقُ في شقِّها يعيدُ لتربتِها حكاياتَ تاريخٍ مسرفٍ في الشغفِ والنّزقِ..

    هامش: خالد بن سنان النبي الذي ضيّعهُ قومه ويحكى أن ناراً اندلعت من الأرض في حرة، فقرر ابن سنان أن يطفئها، فأخذ عصاه وتبعها يضربها، حتى زحمها في بئر أو شق في صخرة، ودخل معها…الخ من كتاب عبادة إيزيس وأوزوريس في مكة الجاهلية (زكريا أحمد)

  • تعرف على نشيد الجزائر الوطني .. ( قسمًا Kassaman ) قسمًا بالنازلات الماحقات – تأليف مفدي زكريا – تلحين محمد فوزي .. تاريخ الاعتماد 1963 م ..

    تعرف على نشيد الجزائر الوطني .. ( قسمًا Kassaman ) قسمًا بالنازلات الماحقات – تأليف مفدي زكريا – تلحين محمد فوزي .. تاريخ الاعتماد 1963 م ..

    صور مدينة وهران في الجزائر

    نشيد الجزائر الوطني

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
    النشيد الوطني الجزائري
    قسمًا
    العنوان بالعربية قسمًا
    العنوان بالإنجليزية Kassaman

    نشيد الجزائر الوطني
    البلد الجزائر
    تأليف مفدي زكريا (25 أفريل 1956 [1])
    تلحين محمد فوزي (1957)
    تاريخ الاعتماد 1963
    استمع للنشيد
    قسمًا بالنازلات الماحقات
    أثمّة مشاكل في الاستماع للصوت ؟
    طالع مساعدة:وسائط متعددة.
    تعديل
    قسماً هو النشيد الوطني الجزائري. بدأ استعماله عام 1963 أي بعد استقلال الجزائر من فرنسا. في أثناء الاستعمار رأى عبان رمضان أن من الضروري كتابة نشيد خاص للجزائر فتشاور مع مفدي زكريا، ووافق هذا الأخير على كتابة الكلمات فتمت يوم: 25 أفريل 1956.

    قصة النشيد الوطني[عدل]

    بداية 1956 طلب عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية.. وخلال يومين فقط جهز شاعر الثورة “قسماً بالنازلات الماحقات”؛ وهو من أقوى الأناشيد الوطنية في العالم، وانتقل شاعرنا، والذي مات منفياً بتونس؛ إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير. وفي العاصمة التونسية قام الموسيقار التونسي علي السرياتي بتلحينه، إلا أن لحن التريكي لم يكن في مستوى قوّة النشيد، وهو مادفع بمفدي زكريا؛ تنفيذاً لأمر عبان رمضان؛ بنقله معه إلى القاهرة لإعادة تلحينه من جديد، وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد “هدية للشعب الجزائري”. واقتنعت أخيراً جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.

    طالبت فرنسا بحذف مقطع يا فرنسا، لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا لأنها لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر وهو لا يزال مقطعا من النشيد الوطني الرسمي.

    1
    قسما بالنازلات الماحقات
    و الدماء الزاكيات الطاهرات
    و البنود اللامعات الخافقات
    في الجبال الشامخات الشاهقات
    نحن ثرنا فحياة أو ممات
    و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
    2
    نحن جند في سبيل الحق ثرنا
    و إلى استقلالنا بالحرب قمنا
    لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
    فاتخذنا رنة البارود وزنا
    و عزفنا نغمة الرشاش لحنا
    وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
    3
    يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
    و طويناه كما يطوى الكتاب
    يا فرنسا إن ذا يوم الحساب
    فاستعدي وخذي منا الجواب
    ان في ثورتنا فصل الخطاب
    و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
    4
    نحن من أبطالنا ندفع جندا
    و على أشلائنا نصنع مجدا
    و على أرواحنا نصعد خلدا
    وعلى هاماتنا نرفع بندا
    جبهة التحرير أعطيناك عهدا
    و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
    5
    صرخة الأوطان من ساح الفدا
    فاسمعوها واستجيبوا للندا
    و اكتبوها بدماء الشهدا
    وأقرؤوها لبني الجيل غدا
    قد مددنا لك يا مجد يدا
    و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

  • سلوى إسماعيل الديب – تحت شعار «دفء وحنان «أقامت جمعية كريم الخيرية معرضها السنوي الأول , للألبسة الصوفية اليدوية الذي نسجته دموع وأنامل أمهات وزوجات «أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» ..

    سلوى إسماعيل الديب – تحت شعار «دفء وحنان «أقامت جمعية كريم الخيرية معرضها السنوي الأول , للألبسة الصوفية اليدوية الذي نسجته دموع وأنامل أمهات وزوجات «أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» ..

    الثورة
    بدموعهن نسجن قطع فنية من الصوف.. زوجات أكرم من في الدنيا يسوقن إنتاجهن في معرض « كريم الخيرية»اقتصاد منزلي

    سلوى إسماعيل الديب
    تحت شعار «دفء وحنان «أقامت جمعية كريم الخيرية معرضها السنوي الأول , للألبسة الصوفية اليدوية الذي نسجته دموع وأنامل أمهات وزوجات «أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» يعود ريع هذا المعرض لعائلات وذوي الشهداء بهدف رعاية أطفال الشهداء والجرحى .

    كنت أنسج الصوف وقد تبلل بدموعي فكل قطبة كانت تتألم معي وتشهد على معاناتي, فبعد استشهاد زوجي ومغادرتي لمنزلي بدأت البحث عن فرصة عمل…….بهذه الكلمات بدأت حديثها السيدة ميس أحمد إبراهيم إحدى المشاركات في المعرض.

    وتتابع : كان للجمعية دور كبير في مساعدتنا حيث قدمت بداية لنا راتباً شهرياً ثم أمنت لي فرصة عمل حيث منحتني المادة الأولية من الصوف لكي أقوم بنسجه وتقوم بإعطائي الأجر وتقوم هي بتسويق المنتج .

    فأصبحت قادرة على تأمين احتياجات أطفالي من ملابس ودواء…..

    وأساهم ولو بشكل قليل في مصروف المنزل , وإنني أنصح كل امرأة بالعمل والاعتماد على ذاتها واستثمار وقتها بشيء مفيد ,وأتمنى أن يتطور هذا المشروع وأن تكون هناك مشاريع أخرى تعمل على مساعدة النساء أصحاب الحاجة وتأمين فرصة عمل لهنَّ بتعليمهن حرفة أو التدريب على أي عمل يسهل الطريق أمامهن لتأمين دخل ثابت.

    أما رانيا سليمان مشاركة أخرى فقالت :قرأت الإعلان فسارعت للمشاركة بهدف زيادة دخلي وتوفير مستلزمات منزلي المتزايدة ومتطلبات اولادي وجاءت الفرصة المنتظرة من خلال هذا المعرض فقامت الجمعية بتقديم الدعم لي عن طريق تقديم الصوف بهدف نسجه وتقوم الجمعية بتسويقه ,فزادت خبرتي ,بدأت العمل للجمعية ولغيرها من الناس الأمر الذي زاد من دخل ما وفرته هذه الحرفة لي ,وأنصح كل سيدة تملك القدرة على إمساك الصنارة أن تعمل على تأمين احتياجاتها واحتياجات أولادها ,فهذه الآلة كان لها الفضل الأكبر في مساعدتي لتجاوز محنتي…..

    وأحب أن أشكر جميع الموجودين بالجمعية لإحساسهم العالي بمعاناتنا ولمحاولاتهم الدائمة الأخذ بيدنا إلى برّ الآمان.

    والتقينا المسؤولة عن تنظيم المعرض وداع أسبر عضو مكتب التواصل والدعم الأسري لسيدات كريم فقالت:من خلال جولاتنا على زوجات الشهداء والأسر التي تعاني من فقر الحال أحسسنا بوجع الناس وألمهم ومعاناتهم فاندفعنا في هذا المشروع الواعد الذي نطمح من خلاله أن نصل لكل سيدة محتاجة وأن نفتتح لها محل صوف ….وأن نشتري آلات تريكو ونوسع عملنا ….ونحن من خلال هذا المشروع الصغير ساعدنا آحدى عشرة أسرة من خلال تأمين فرصة عمل لربة المنزل.

    وفداء سليمان مسؤولة أخرى في المعرض قالت :بسبب الظروف الراهنة ,وما يعانيه الناس وخصوصاً أسر الشهداء والطبقة الفقيرة التي أهملت قليلاً انطلقنا بمشروعنـــا

    وكان مشروع الصوف باكورة إنتاجنا وهو نقطة البداية ونطمح لتطوير عملنا وافتتاح مشغل كبير يستقطب أكبر عدد من النساء …..

    وأخيرا نتمنى أن تكثر هكذا بوادر ومعارض لتسويق مختلف المنتجات, وأن لا تقتصر على الصوف