Category: فنون الأدب

  • ههُنا، والآن..وهنا و الآن – لا يكترثُ التاريخُ بالأشجارِ – للشاعر الفلسطيني -/محمود درويش/ –   (اللوحة للفنان الفلسطيني المبدع “عماد الطيب) ..

    ههُنا، والآن..وهنا و الآن – لا يكترثُ التاريخُ بالأشجارِ – للشاعر الفلسطيني -/محمود درويش/ – (اللوحة للفنان الفلسطيني المبدع “عماد الطيب) ..

    ههنا، الآن ، وهنا و الآن- اللوحة للفلسطيني :عماد الطيب


    نادي حمص الثقافي الاجتماعي

    /ههنا، الآن ، وهنا و الآن/محمود درويش/

    ههنا
    ههنا ، بين شظايا الشيءِ
    و اللاشيء، نحيا
    في ضواحي الأبدية
    نلعبُ الشطرنجَ أحياناً، ولا
    نأبهُ بالأقدارِ خلفَ البابْ..
    ما زلنا هنا
    نبني من الأنقاضِ
    أبراجً حمامٍ قمرية..
    نعرفُ الماضي، و لا نمضي
    و لا نقضي ليالي الصيف بحثاً
    عن فروسيات أمسِ الذهبية..
    نحن من نحن، ولا نسأل
    من نحن، فلا زلنا هنا
    نرتقُ ثوبَ الأزلية..
    نحن أبناء الهواءِ الساخنِ-الباردِ
    والماء، و أبناءُ الثرى والنارِ والضوءِ
    وأرض النزواتِ البشرية..
    ولنا نصفُ حياةٍ
    ولنا نصفُ مماتٍ
    ومشاريعُ خلودٍ… و هوية..
    وطنيون ، كما الزيتون
    لكنا مللنا صورة النرجسِ
    في ماءِ الأغاني الوطنية..
    عاطفيون ، بلا قصدٍ
    غنائيون ، عن قصدٍ
    و لكنا نسينا كلمات ِالأغنياتِ العاطفية..
    ههنا ، في صحبةِ المعنى
    تمَّردنا على الشكلِ
    و غيرنا ختامَ المسرحية..
    نحن ، في الفصلِ الإضافي
    طبيعيون، عاديون
    لا نحتكرُ الله
    و لا دمعَ الضحية..
    نحن ما زلنا هنا،
    و لنا أحلامنا الكبرى،كأن
    نستدرجَ الذئبَ إلى العزفَ
    على الجيتارِ في حفلةِ رقصٍ سنوية..
    و لنا أحلامنا الصغرى، كأن
    نصحو من النوم معافين من الخيبة
    لم نحلم بأشياءٍ عصية..
    نحن أحياءٌ و باقون…. و للحلمِ بقيَّة..
    ههنا، في ما تبقى من كلامِ الله
    فوق الصخرِ
    نتلو كلماتَ الشكرِ في الليلِ وفي الفجرِ
    فقد يسمعنا الغيبُ، و يوحي
    لفتىً منا بسطرٍ من نشيدِ الأبدية..

    الآن…

    الآن، بين الأمسِ والغدِ ، تغسلُ امرأةٌ
    زجاج البيت. لا تنسى ولا تتذكر
    الآن السماءُ نظيفةٌ
    الآن يسألني صديقٌ: ما هي الآن السعادة؟
    ثم يمضي مسرعاً قبل الجوابْ
    الآن، بين الأمسِ والغدِ برزخٌ متموجٌ ومؤقتٌ
    يقف الزمان، كأنه يقفُ الهنيهةَ بين منزلتينْ
    الآن، البلادُ جميلةٌ وخفيفةٌ
    الآن ترتفع التلالُ لترضعَ الغيمَ الشفيفَ
    وتسمعَ الإلهام. و الغدُ يانصيبَ الحائرينْ
    الآن، يصقلُ أمسنا أيقونةً حجريةً قمريةً
    الآن، نحيا ماضيا ًو غداً معاً. و نسيرُ في
    جهتينِ قد تتبادلانِ تحيةً شعريةً
    الآن، للمعنى خدوشُ الحاضرِ المكسورِ كالجغرافيا
    الآن في قيلولةِ الزمنِ الصغيرِ تغيرُ الأبديةُ
    البيضاءُ أسماءَ المقدس. لا نبيَّ على
    الطريقِ الساحلي
    الآن يولد ُشاعرٌ فينا. و قد يختار أماً ما ليعرفَ نفسهُ
    الآن، بنيتُ حاضر ٌمن زهرةِ الرمانْ..
    الآن، المدى ملك السنونو وحدها
    الآن، أنت اثنان، أنت ثلاثة، عشرون،
    ألفٌ، كيف تعرفُ في زحامكَ من تكون؟
    الآن، كُنتْ..
    الآن، سوفَ تكون
    فاعرف مَنْ تكون… لكي تكون.

    ههنا… والآن..

    ههُنا، والآن… لا يكترثُ التاريخُ بالأشجارِ
    والموتى, على الأشجارِ أن تعلو, وأن
    لا تشبهَ الواحدةُ الأخرى سمواً وامتداداً.
    وعلى الموتى, هنا الآن, أن يستنسخوا
    أسماهم, أن يعرفوا كيف يموتون فرادى.
    وعلى الأحياءِ أن يحيوا جماعات,ٍ وأن لا
    يعرفوا كيف سيحيون بلا أسطورةٍ مكتوبةٍ
    تنقذهم من عثراتِ الواقعِ الرخوِ، وفقهِ الواقعية..
    وعليهم أن يقولوا:
    نحن ما زلنا هنا
    نرصد نجماً ثاقباً
    في كل حرفٍ من حروفِ الأبجدية..
    وعليهم أن يغنّوا:
    نحن ما زلنا هنا
    نحملُ عبءَ الأبدية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    (اللوحة للفنان الفلسطيني المبدع “عماد الطيب)

  • للفنان الايطالي غـويـدو رينـي  – 1625 م – قصة هذه اللوحة وقعت في بابل – قصة امرأة يهودية تُدعى سوزانا (أو شوشانا كما تنطق بالعبرية ) مع القـاضيـان – خلدون الخن‏ ‏بمشاركة مصطفى انطاكي ..

    للفنان الايطالي غـويـدو رينـي – 1625 م – قصة هذه اللوحة وقعت في بابل – قصة امرأة يهودية تُدعى سوزانا (أو شوشانا كما تنطق بالعبرية ) مع القـاضيـان – خلدون الخن‏ ‏بمشاركة مصطفى انطاكي ..


    خلدون الخن‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏مصطفى انطاكي‏.


    سـوزانـا والقـاضيـان
    للفنان الايطالي غـويـدو رينـي
    1625
    قصة هذه اللوحة وقعت في بابل، وملخصها أن امرأة يهودية تُدعى سوزانا (أو شوشانا كما تنطق بالعبرية) كانت متزوجة من رجل على دينها يقال له يواكين. وكانت هذه المرأة تتمتع بجمال مبهر. كما كانت على درجة من الأخلاق والعفاف بفضل تنشئة والديها المتدينين لها.
    وقد حدث في ذلك الوقت أن عُيّن للمدينة قاضيان مسنّان جديدان. وكان هذان الرجلان يمران في مشوارهما اليومي إلى المحكمة بالقرب من بيت سوزانا. وقد لمحاها مرارا وهي تخرج من منزلها إلى الحديقة الملحقة به.
    وشيئا فشيئا أصبح القاضيان مفتونين بجمال المرأة. وسرعان ما تطور هذا الشعور إلى نوع من الرغبة في الانفراد بها والتمتع بجمالها.
    وذات يوم وبينما كانا مارّين من ذلك المكان، نظرا من ثقب باب الحديقة خلسة ورأيا سوزانا وهي تستعد للاستحمام. فدخلا دون أن تلحظهما وكمنا وراء إحدى الأشجار. وعندما باشرت خلع ملابسها خرجا من مخبئهما واقتربا منها في اشتهاء. ثم اخبراها أن الأبواب مغلقة وان لا احد يراهم وهدداها بأنها إن لم تقدم لهما نفسها طواعية فإنهما سيشهدان ضدها في المحكمة ويدّعيان أنهما رأياها تمارس الزنا مع شاب في الحديقة. لكن المرأة رفضت كلام العجوزين الداعرين وزجرتهما بعنف فغادرا المكان وقد أعدا في نفسهما خطّة.
    في اليوم التالي، عُقدت المحكمة برئاسة القاضيين وأمرا بإحضار سوزانا ووجها لها تهمة الخلوة مع شاب وارتكاب جريمة الزنا، زاعمين أنهما رأيا الشاب وهو يهرب. وقد صدق الناس مزاعم الرجلين على أساس أنهما قاضيان متدينان ويريدان حماية الفضيلة. ثم صدر الحكم على سوزانا بالموت. وقد بكت المرأة بصوت عال مؤكدة براءتها ودعت الرب بأن يكشف الحقيقة وأن يدافع عنها.
    ثم أرسل الله فتى إلى المحكمة وبدأ يصرخ قائلا: أنا بريء من دم هذه المرأة. ويجب استجواب الرجلين قبل الإقدام على قتل امرأة بريئة”.
    ولم يكن ذلك الشاب سوى دانيال، الشخصية التي تظهر كثيرا في النصوص القديمة والذي يقترن اسمه بجملة من المعجزات والكرامات من بينها القصة المشهورة التي تحكي عن نجاته من الموت افتراسا في عرين الأسود.
    وقد أمر دانيال بأن يُفصل الرجلان عن بعضهما وأن يُسأل كلّ منهما عن تفاصيل ما رأياه. فاختلف وصفهما للشجرة التي ادعيا أن المرأة التقت بالعاشق المزعوم تحتها. هذا الاختلاف في الوصف اثبت أنهما كانا يكذبان، فتأكدت براءة المرأة ونجت من الموت رجما، بينا حُكم على الرجلين بالموت

  • قصة / الرجل المائي / – للأديبة : فاديا عيسى قراجه / – (اللوحة للفنان العراقي- العالمي جبر علوان) – نادي حمص الثقافي الاجتماعي ..

    قصة / الرجل المائي / – للأديبة : فاديا عيسى قراجه / – (اللوحة للفنان العراقي- العالمي جبر علوان) – نادي حمص الثقافي الاجتماعي ..

    /الرجل المائي/ فاديا عيسى قراجه/
    قبل أن أتعرف على ذلك الرجل ,كنت أظن بأنني امرأة تجيد لعبة الأنثى , وأن حضوري وحده كفيل على إذهال من حولي و نشر السحر والعبق في الأرجاء كلها، وكنت على يقين بأنني سأدير رأس هذا القادم من مسافات المستحيل ,وسأكون له الهوس والجنون, وكما هو فعل اليقين المخادع, كان غروري ..
    ففي تلك السهرة التي جمعتني به أيقنت كم كنت ساذجة ..فقد لفني بعباءة من الغموض البهي .. قال كلمات ضبابية ,وانصرف ليراقص صديقتي على مرأى ومسمع مني ..
    عادا يتضاحكان وأنا المقيدة إلى شجرة سحره, بطاعة ما كانت من صفاتي يوماً ..
    حاولت شحذ أنوثتي الطاغية , وقررت أن ألعب معه تلك اللعبة الشيقة .. تركت عدم مبالاتي لتمارس جنونها عليه .. ابتعدت عن مرمى نظراته الساحرة , وراقصت أصدقائي , وعندما اقترب مني قال : كنت مذهلة وأنت تتكسرين على أذرع معجبيك .. لا تحلمي يوماً أن تضمك ذراعاي .
    حدقت في عينيه الآسرتين ..يا إلهي من هذا الرجل الذي ألهب غروري بغموض يزيده اشراقاً ؟ ولغموض الرجل فتنة لها طعم آخر ..
    كانت الساعات تقترب من عقارب الرحيل حينما اقترب مني وقال: سنلتقي غداً وسأقرأ كفك .
    بكلمات مختصرة سرق قراراتي وأدخلني في فصول لاهبة من الدهشة والإنسحاق. كيف لم أسأله متى ,وأين سنلتقي؟ كيف تجرأ على خلخلة ثبوتيات حياتي ؟
    وصلت إلى غرفتي بعواطف منهكة, مسروقة الأمان , انتزعت أقنعتي, فبدى وجهي متعباً , ليست رتوش الزينة هي من أتعبته , لقد دعاني ذاك الرجل لركوب عربة جنونه بعد أن انتزع أحزمة الأمان, وفعل فعله في ضوضاء ألواني ..
    رن هاتفي , قفزت عن سريري , بعثرت في حقيبتي الخضراء , كان رقماً غريباً يتربع على شاشة هاتفي مثل راهب بوذي لن تعنيه مراقبة الفضوليين , تسلل صوتٌ كبحةِ ناي , قال : غداً في مطعم [جوليا دومنا] الساعة التاسعة مساءً .
    إنه هو…. تدحرج صوته كحبة مطر, كيف تغرينا الأسلاك الهاتفية بغواياتها, وألقها ؟ تصفحت رقمه , كم يحمل من الأرقام التي أحبها , فالسبعة مكررة , وهي تدل على انتصاره عليّ , والخمسة هي لدرء العيون الحاسدة , والأربعة هي عناصر الحياة مجتمعة من ماء ونار وتراب, وهواء , وغداً يوم مبارك كما أخبرتني العرافة ,إضافة لكل ذلك أنا أتحرق شوقاً كي أعرف ماذا يريد هذا الفارس, وبأية لغة سيقرأ كفي؟!
    صففت شعري , لونت وجهي بألوان فائضة عن الحاجة .. كم كانت خزانتي شحيحة, استعرضت فساتيني , لم أوفق إلى أي منها ..
    ماذا يفضل أميري من ألوان ؟ إن لبست الأسود قد يظنني سوداوية , وإن لبست الناري قد يظنني شهوانية, وإن لبست الأخضر قد يظنني طفلة بجديلة وشريطة , وأن لبست الأصفر قد يظنني امرأة ألتهب غيرة ..
    جلست منهكة وقد لمعت فكرة مجنونة في رأسي .. طلبت رقمه , فتسربت بُحّة الناي , قلت له: ماذا سأرتدي اليوم أكاد أجن؟
    جلجلت ضحكته مثل شلال يشق الصخور ..
    قال: الأمرفي غاية البساطة , البسيني يا طفلتي .
    تكومتُ أمام عبارته وانا مذهولة ..يا الله أنا أعشق هذا الغموض المثير !!
    قال كلاماً لم أسمع منه سوى صداه , وأنهى المكالمة كعادته بتغريدة ٍ تشبه مناجاة بلبل وحيد ..
    هبت روحي إليه .. كم كان ساحراً .. ضاعت يدي في تجاويف يديه , طبع قبلة دافئة على باطن كفي , وقال :
    – هل تعرفين أن بعض الشعوب يتسابق الرجل والمرأة كي يفوز أحدهما بتقبيل باطن كف الآخر كي يملكه , بهذه القبلة سأمتلكك , إياك أن تبعدي كفك الحرير , انظري إلى تقاطع خطوط يدك , أنت تشقين طريقك وتعرفين ما الذي تريدينه , ومن بياض يديك يخرج فارس يرمي عمره فوق طرقاتك, ويحكي لك عن أسفاره الخلبية , وأحلامه اللازوردية , بينما أنت تختالين أمامه بكل صلف وغرور, أنت امرأة نارية ورجلك مائي أحدكما يطفئ ,والآخر يشعل .
    ما أجمل حكايات هذا الرجل .. من أين له بتلك الفتنة والغواية ؟ تكاثرت الأسئلة وطفت على حدود السراب واليقين بينما حديثه لم يتوقف … كنت كتلميذة تستمع إلى درس غاية في الأهمية , أشعل لفافة تبغ , امتصها بإغواء , ارتجفت أصابعي وأنا أشعل لفافتي حيث أحرقت ناري المجوسية المقدسة يداه , قرأت الحيرة في عينيه.. هل يدور حول ناري , أم يقع في أتونها ؟
    تسارعت نبضات الوقت , حدق في ساعته , قام …فتمدد نظري فوق قامته الفارهة , حدجني بنظرة لها رائحة الفاكهة , ساعدني في ارتداء حيرتي وقمنا نزرع الشوارع بخطواتنا الثملة..
    ودّعني وأنا لا أزال مبعثرة بين والشك واليقين مثل مذنب يريد التوبة ولا يريدها.. بقيت زمنا طويلاً معلقة على خطوط يدي أسألها : هل يعود عراف الوقت كي يقول لي: هل أرتديه جلداً ولحماً ودماً, أم عطراً وسحراً وفتنة وغموض؟!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (اللوحة للفنان العراقي- العالمي جبر علوان)

    ‏/الرجل المائي/ فاديا عيسى قراجه/
قبل أن أتعرف على ذلك الرجل ,كنت أظن بأنني امرأة تجيد لعبة الأنثى , وأن حضوري وحده كفيل على إذهال من حولي و نشر السحر والعبق في الأرجاء كلها، وكنت على يقين بأنني سأدير رأس هذا القادم من مسافات المستحيل ,وسأكون له الهوس والجنون, وكما هو فعل اليقين المخادع, كان غروري ..
ففي تلك السهرة التي جمعتني به أيقنت كم كنت ساذجة ..فقد لفني بعباءة من الغموض البهي .. قال كلمات ضبابية ,وانصرف ليراقص صديقتي على مرأى ومسمع مني ..
عادا يتضاحكان وأنا المقيدة إلى شجرة سحره, بطاعة ما كانت من صفاتي يوماً ..
حاولت شحذ أنوثتي الطاغية , وقررت أن ألعب معه تلك اللعبة الشيقة .. تركت عدم مبالاتي لتمارس جنونها عليه .. ابتعدت عن مرمى نظراته الساحرة , وراقصت أصدقائي , وعندما اقترب مني قال : كنت مذهلة وأنت تتكسرين على أذرع معجبيك .. لا تحلمي يوماً أن تضمك ذراعاي .
حدقت في عينيه الآسرتين ..يا إلهي من هذا الرجل الذي ألهب غروري بغموض يزيده اشراقاً ؟ ولغموض الرجل فتنة لها طعم آخر ..
كانت الساعات تقترب من عقارب الرحيل حينما اقترب مني وقال: سنلتقي غداً وسأقرأ كفك .
بكلمات مختصرة سرق قراراتي وأدخلني في فصول لاهبة من الدهشة والإنسحاق. كيف لم أسأله متى ,وأين سنلتقي؟ كيف تجرأ على خلخلة ثبوتيات حياتي ؟
وصلت إلى غرفتي بعواطف منهكة, مسروقة الأمان , انتزعت أقنعتي, فبدى وجهي متعباً , ليست رتوش الزينة هي من أتعبته , لقد دعاني ذاك الرجل لركوب عربة جنونه بعد أن انتزع أحزمة الأمان, وفعل فعله في ضوضاء ألواني ..
رن هاتفي , قفزت عن سريري , بعثرت في حقيبتي الخضراء , كان رقماً غريباً يتربع على شاشة هاتفي مثل راهب بوذي لن تعنيه مراقبة الفضوليين , تسلل صوتٌ كبحةِ ناي , قال : غداً في مطعم [جوليا دومنا] الساعة التاسعة مساءً .
إنه هو.... تدحرج صوته كحبة مطر, كيف تغرينا الأسلاك الهاتفية بغواياتها, وألقها ؟ تصفحت رقمه , كم يحمل من الأرقام التي أحبها , فالسبعة مكررة , وهي تدل على انتصاره عليّ , والخمسة هي لدرء العيون الحاسدة , والأربعة هي عناصر الحياة مجتمعة من ماء ونار وتراب, وهواء , وغداً يوم مبارك كما أخبرتني العرافة ,إضافة لكل ذلك أنا أتحرق شوقاً كي أعرف ماذا يريد هذا الفارس, وبأية لغة سيقرأ كفي؟!
صففت شعري , لونت وجهي بألوان فائضة عن الحاجة .. كم كانت خزانتي شحيحة, استعرضت فساتيني , لم أوفق إلى أي منها ..
ماذا يفضل أميري من ألوان ؟ إن لبست الأسود قد يظنني سوداوية , وإن لبست الناري قد يظنني شهوانية, وإن لبست الأخضر قد يظنني طفلة بجديلة وشريطة , وأن لبست الأصفر قد يظنني امرأة ألتهب غيرة ..
جلست منهكة وقد لمعت فكرة مجنونة في رأسي .. طلبت رقمه , فتسربت بُحّة الناي , قلت له: ماذا سأرتدي اليوم أكاد أجن؟
جلجلت ضحكته مثل شلال يشق الصخور ..
قال: الأمرفي غاية البساطة , البسيني يا طفلتي .
تكومتُ أمام عبارته وانا مذهولة ..يا الله أنا أعشق هذا الغموض المثير !!
قال كلاماً لم أسمع منه سوى صداه , وأنهى المكالمة كعادته بتغريدة ٍ تشبه مناجاة بلبل وحيد ..
هبت روحي إليه .. كم كان ساحراً .. ضاعت يدي في تجاويف يديه , طبع قبلة دافئة على باطن كفي , وقال :
- هل تعرفين أن بعض الشعوب يتسابق الرجل والمرأة كي يفوز أحدهما بتقبيل باطن كف الآخر كي يملكه , بهذه القبلة سأمتلكك , إياك أن تبعدي كفك الحرير , انظري إلى تقاطع خطوط يدك , أنت تشقين طريقك وتعرفين ما الذي تريدينه , ومن بياض يديك يخرج فارس يرمي عمره فوق طرقاتك, ويحكي لك عن أسفاره الخلبية , وأحلامه اللازوردية , بينما أنت تختالين أمامه بكل صلف وغرور, أنت امرأة نارية ورجلك مائي أحدكما يطفئ ,والآخر يشعل .
ما أجمل حكايات هذا الرجل .. من أين له بتلك الفتنة والغواية ؟ تكاثرت الأسئلة وطفت على حدود السراب واليقين بينما حديثه لم يتوقف ... كنت كتلميذة تستمع إلى درس غاية في الأهمية , أشعل لفافة تبغ , امتصها بإغواء , ارتجفت أصابعي وأنا أشعل لفافتي حيث أحرقت ناري المجوسية المقدسة يداه , قرأت الحيرة في عينيه.. هل يدور حول ناري , أم يقع في أتونها ؟
تسارعت نبضات الوقت , حدق في ساعته , قام ...فتمدد نظري فوق قامته الفارهة , حدجني بنظرة لها رائحة الفاكهة , ساعدني في ارتداء حيرتي وقمنا نزرع الشوارع بخطواتنا الثملة..
ودّعني وأنا لا أزال مبعثرة بين والشك واليقين مثل مذنب يريد التوبة ولا يريدها.. بقيت زمنا طويلاً معلقة على خطوط يدي أسألها : هل يعود عراف الوقت كي يقول لي: هل أرتديه جلداً ولحماً ودماً, أم عطراً وسحراً وفتنة وغموض؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(اللوحة للفنان العراقي- العالمي جبر علوان)‏
     
  • قصيدة “سوريّة دوم قويّة” – بقلم الشاعرالدكتور شحود إيليا زيدان ..

    قصيدة “سوريّة دوم قويّة” – بقلم الشاعرالدكتور شحود إيليا زيدان ..

    قصيدة “سوريّة دوم قويّة” – بقلم الشاعرالدكتور شحود إيليا زيدان ..

    أُهدي هذِهِ القصيدةَ إلى معشوقِنا الأولِ و الأخير الصامدِ بوجِهِ كُلِّ الرياحِ العاتية :سوريا كنتِ من زمان لهفة و حُبّ كل إنسان
    بلد الميامين و فخر و عزّة كل بطل هُمَام

    يا مهد الحضارة و الأنبياء و نفحة الإيمان
    شعبك أصيل أبّاً عن جَدّ و من سُلالة الكرام

    ترابك مقدس ببركة المسيح و النبي العدنان
    يا روعة الكنائس بكهنتها و المساجد بالإمام

    منذ الأزل و الإنجيل فيكِ معانق القرآن
    ما حدا بِميّز المسيحي عن أخوه بدين الإسلام

    قمة التسامح العرقي و القومي أو بالأديان
    و مثال عن المحبّة و التعايش الرائع و الوئام

    بأرضِك التقى فخر العرب عدنان مع غسان
    و عاشوا رافعين الراس و التاريخ إلهن إلهام

    و مرّ الزمان و السنين و أحفادهن دوم إخوان
    لكن دول الجوار غاروا و خرج منهن النمّام

    تآمروا علينا و حطموا بالحقد المسعور اللهبان
    كل شي جميل ببلدنا بلد الخير و السلام

    لهالدرجة رخصنا عليهن هالأوغاد و الحيتان
    و لا يعربي شهم بِقُول الدم السوري حرام

    لكن هيهات منكن و من عيونكن يا خوتان
    رح تنداسوا قريباً بقدم كل سوري حُرّ مقدام

    الرجال صاروا قلال و عند المحك المعدن ببان
    منهن متل الدهب العتيق ما بيتغير مع الأيام

    و منهن معدنه تنك من الصدأ داخله هريان
    صيحة صغيرة و بيهرب متل الكلب الشمام

    بس رح ترجع سوريا غصب عنكن يا عُربان
    يلّي دوم عن المعتدي و المحتل عيونكن بتنام

    إذا يوم صاح فيكن طارش بتصيروا حملان
    بس على أختكن الشام دياب مفترسة يا لِئام

    شو ذنبه هالشعب السوري يموت من الخُذلان
    ولاَّ نشف دم العروبة و للأُخوّة مات الاحترام

    بني صهيون بِصُول و بِجُول فيكن يا صيصان
    أما بتدمير سوريا مبسوطين و كلّه عنكن تمام

    قرّبت النهاية الوخيمة لكل خاين و عميل جبان
    و المجد و القيامة للمارد السوري الّي ما بينضام.
    22/05/2013

    بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان

  • الكاتب اللبناني أحمد علي الزين يُودع رسالة الحب والحرب في ‘بريد الغروب’..رسائل يوجّهها الكاتب إلى تاريخ لبنان وحاضره، جاعلا منها جسرا يخفّف من عمق الهوّة بين الواقع وما يجب أن يكون فيه..

    الكاتب اللبناني أحمد علي الزين يُودع رسالة الحب والحرب في ‘بريد الغروب’..رسائل يوجّهها الكاتب إلى تاريخ لبنان وحاضره، جاعلا منها جسرا يخفّف من عمق الهوّة بين الواقع وما يجب أن يكون فيه..


    أحمد علي الزين يُودع رسالة الحب والحرب في ‘بريد الغروب’

    ‘بريد الغروب’ رسائل يوجّهها الكاتب إلى تاريخ لبنان وحاضره، جاعلا منها جسرا يخفّف من عمق الهوّة بين الواقع وما يجب أن يكون فيه.

    العرب
    أحمد علي الزين: فكرة البطولة حولتنا إلى شعوب خاسرة

    بيروت- احتضنت دار المصور بساحة الوردية في بيروت مساء أمس حفل توقيع رواية الكاتب والإعلامي اللبناني أحمد علي الزين الموسومة بـ”بريد الغروب” والصادرة مؤخرا عن دار الساقي، وذلك بحضور شخصيات أدبية وإعلامية من العرب واللبنانيين.أحمد علي الزين كاتب وإعلامي من مواليد مارس 1955 في بلدة عكار الواقعة في جبال لبنان الشمالي المطلة على حمص في سوريا. عمل في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة منذ أواخر السبعينات. يعدّ ويقدّم البرنامج الثقافي “روافد” على قناة “العربية”. صدرت له في الرواية إلى جانب ثلاثيته روايات “الطيون” و”خربة النواح” و”معبر الندم”، إضافة إلى نصّ مسرحي بعنوان “رؤيا”.
    جداريات سردية
    هذه الرواية هي ثالث ثلاثية كتبها أحمد علي الزين، وتتكوّن من “حافة النسيان” و”صحبة الطير” و”بريد الغروب”، وفيها يضع أحمد علي الزين شخصيتي “عبد الجليل الغزال” الخارج من السجن الصحراوي، وحبيبته “هدى” الخارجة من سجن الظلمة، في مواجهة مع ذاكرتيهما وواقعيهما، وسيّج حركاتهما بجغرافية بيروت، بل بفضاء حيّ يقع في “وادي أبو جميل”، ووتّر علائقهما بساكنات المدينة من الساسة والعامّة، وحرّضهما على فعل التجاوز: تجاوز القيم الاجتماعية والأخلاقية المهترئة، والتأسيس لقيم جديدة تنهض على دعائم الحب والتسامح.

    يضع الكاتب في ثلاثيته الروائية شخصيتي (عبدالجليل الغزال) و(هدى) في مواجهة مع ذاكرتيهما وواقعيهما

    وهو أمر حفز شخصيات الرواية لكشف المسكوت عنه من عالم لبنان زمن الحرب، وهتك قداسة الصمت الذي عقل ألسنة الناس، فلم تعد تقوى على قول ما يجب أن يقال من حقائق الذات والجماعة والوطن.
    وصفحة بعد صفحة تتشابك علائق الشخصيات، ومعها تغيم الحدود بين فضاءات السرد، فيقف القارئ على رغبة المكان في محو الزمن بجميع سجلات أحداثه المكتنزة بالخوف والخراب، ورغبة الزمان في تعرية تفاصيل المكان وجرح تاريخه لتجري منه حقائقه، وعلى حبل هذه الرغائب، يتحرّك عبدالجليل الغزال وهدى، ويرسمان معا جداريات سرديّة ميّالة إلى الغرائبية في طبيعة أحداثها، وفي فجئية تحوّلاتها.
    فإذا الرواية رسائل يوجّهها أحمد علي الزين إلى تاريخ لبنان، وأخرى يوجّهها إلى حاضر بيروت، جاعلا من بريده جسرا يخفّف من عمق الهوّة بين الواقع وما يجب أن يكون فيه، وبين ما يظهر منه وما يتخفّى طيّه، وبين سلطة الحب وسلطة العار.
    خزين الأسرار
    رواية “بريد الغروب” مسكونة بهاجس فكّ العزلة عن المكان، وتمكينه من سرد حكايته عبر سبيل حكايا شخوصه، وهو ما جعل سيرة “هدى” خلاصة لسيرة بيروت، بل لسيرة لبنان الطوائف، وجعل سيرة “عبدالجليل الغزال” تنبئ بسيرة الواقع الساعي إلى التحرّر من سجون السياسة والتناحر على السلطة.
    وفي خلال ذلك، لا يُخفي أحمد علي الزين تأكيد ما ينخر الجسد البيروتي من ثنائيات متوتّرة صورتها الحبّ والكراهية، والسكن والتيه، والعتمة والضوء، وهي ثنائيات نلفيها حاكمة لمصائر الحكي، ومتحكّمة في رقاب أبطاله، بل وكاشفة عن حجم الخراب الذي ينخر جسد الوطن ويدمي قلوب مواطنيه.
    “هدى” وبيروت، روحان تتقاسمان في “بريد الغروب” ألم الاغتصاب والفجيعة من الأقربين، ولكنهما يتحرّران في السرد من عقدة الخوف، فتروي “هدى”، الشابة التي أحبّت أستاذها الشاعر، وتصاب بالعمى بسبب ضربة من والدها بعد اكتشافه فقدانها لعذريتها، وقائع ما عاشته وسمعته في عتمتها، وما شاهدته حين عاد الضوء إلى عينيها بعد ليلة من العشق جمعتها مع عبدالجليل الغزال قبل أن يلفه التيه من جديد ويدخل السجن.

    رواية تكشف عن الخراب الذي ينخر جسد لبنان

    وعبر حكاية البطلة هدى، تكشف بيروت عن خزين أسرارها التي أهملها رواة التاريخ، أو سكتوا عنها. فيمنح الكاتب بطلته “هدى” مهمة رواية سيرتها وسيرة مدينتها ووطنها، وتحويل قصتها إلى كتاب ورقيّ وإن كان يحمل اسما مستعارا، وهو كتاب تدوّنه هدى في الضوء مسجّلة فيه ما كانت عاشته في عتمة العمى.
    وعلى حبل حكاية “هدى”، تتنامى دراما السرد وعجائبيته، وعبرها أيضا، تتخفّف بيروت من ثقل ماضي حربها الأهلية، فيكون نصّ “بريد الغروب”، على حدّ وصف الروائي الليبي إبراهيم الكوني، “نصا مشفوعا بالدراما، كما يليق بأي عمل روائي أصيل، تسطع في سمائه شمس الاغتراب: اغتراب وجودي ذو أبعاد غيبية يحيل التجربة الدنيوية ضربا من قدر مطبوع بروح الميتافيزيقا، يحيله السرد الشعري أنشودة غنائية”.
    لا نهوى الحزن
    يتّفق الدارسون على أنّ أعمال أحمد علي الزين الروائية، على انضباطها السردي، تحلّق في فضاءات شعرية، وتفصح عن مكنونات الحزن والألم وكذا اندفاعات الفرح في الكائن، وهي وثيقة الصلة بمخيلته، وبالحكايات الأولى وبالجغرافيا التي جاء منها في شمال لبنان.
    وهو أمر يؤكده الكاتب بقوله: “يستحيل أن يكون أحد منا يهوى الحزن إلا إذا كان مريضا، عندما نكتب عن الحزن بكل تأكيد نحن ننشد الفرح، وعندما نكتب عن المأساة ننشد الحياة التي تخلو من الآلام، لكن عندما نكون في عالم مُحاصر بأنواع من الجلد اليومي وشعوبنا شبه سجينة لأفكارها وللخرافة، يخرج شخص كعبدالجليل الغزال في ثلاثيتي الروائية ليعبر عن رفضه ومعارضته فيؤول مصيره إلى السجن”.

  • قصيدة أمي – إلى سورية أُمنا الكبرى – للشاعر / علي محمود دغمه /  – همس الأحاسيس – عباس سليمان علي‏

    قصيدة أمي – إلى سورية أُمنا الكبرى – للشاعر / علي محمود دغمه / – همس الأحاسيس – عباس سليمان علي‏

    تمت الإشارة إلى ‏عباس سليمان علي‏ في ‏صورة‏ ‏‎Zolfaqar Daghmah‎‏.

    تمت الإشارة إلى ‏عباس سليمان علي‏ في ‏صورة‏ ‏‎Zolfaqar Daghmah‎‏.
    ·
    ‏القصيدة إهداء لكِ سوريا امنا الكبرى ، لك يا ام الشهيد ، لكل ام انجبت شبلاً ، لك امي…
    همس الأحاسيس
    علي محمود دغمه
    -2-
    امي
    امي نغمه
    نغمه بقلبي … مسلطن فيها
    سَكنِت قلبي بأوَّل دربي
    امي حكاية … حكاية بروحي
    منها بتشفا كل جروحي
    ولمّا كنت مجاور قلبا
    زرعتني شجرة صغيرة
    وتعبِت فيها
    بدمع عيونا … تـَ ما تدبل
    دوماً تسقيها
    وشو كانت سودة
    سنين العمر
    العاشت فيها
    بَس الآه بجُوا صدرا
    بعز تخبيها
    قالت امي بإذن الباري:
    رغم عذابي بضل أتأمل
    والشمس بشوفا عَ روابيها
    وضلّت تتعب
    حتى فيّا غطّا الديري
    وللدنيا ثمارا صارت تعطيها
    وبعد عذابا…
    جبال الدنيا صارت سهل
    الشوك بدربا أصبح فل
    امي “سيف بغمدو قاطع”
    امي بجوّي البدر الطّالع
    امي بسمه بتجلي همّي
    امي بقلبا بتحبس غمّي
    وبعد الرّب بأمي بسمّي
    امي نغمه … مسلطن فيها
    امي محبّه بـ حبّا بكبر
    امي شمعة ضوّت دربي
    كتبتا بلهفة … بصفحة قلبي
    والله يقدّرنا…
    حتى نكافيها.‏
    القصيدة إهداء لكِ سوريا امنا الكبرى ، لك يا ام الشهيد ، لكل ام انجبت شبلاً ، لك امي…
    همس الأحاسيس
    علي محمود دغمه
    -2-
    امي
    امي نغمه
    نغمه بقلبي … مسلطن فيها
    سَكنِت قلبي بأوَّل دربي
    امي حكاية … حكاية بروحي
    منها بتشفا كل جروحي
    ولمّا كنت مجاور قلبا
    زرعتني شجرة صغيرة
    وتعبِت فيها
    بدمع عيونا … تـَ ما تدبل
    دوماً تسقيها
    وشو كانت سودة
    سنين العمر
    العاشت فيها
    بَس الآه بجُوا صدرا
    بعز تخبيها
    قالت امي بإذن الباري:
    رغم عذابي بضل أتأمل
    والشمس بشوفا عَ روابيها
    وضلّت تتعب
    حتى فيّا غطّا الديري
    وللدنيا ثمارا صارت تعطيها
    وبعد عذابا…
    جبال الدنيا صارت سهل
    الشوك بدربا أصبح فل
    امي “سيف بغمدو قاطع”
    امي بجوّي البدر الطّالع
    امي بسمه بتجلي همّي
    امي بقلبا بتحبس غمّي
    وبعد الرّب بأمي بسمّي
    امي نغمه … مسلطن فيها
    امي محبّه بـ حبّا بكبر
    امي شمعة ضوّت دربي
    كتبتا بلهفة … بصفحة قلبي
    والله يقدّرنا…
    حتى نكافيها.

    ـــــــــــــــــــــــــــــ

     

     

  • من نظم الشاعر الدكتور شحود إيليا زيدان ..قصيدة: “يا حيف يا عرب” .. ما صدقنا نسينا غدر الماضي و الّي غدروا فينا ..

    من نظم الشاعر الدكتور شحود إيليا زيدان ..قصيدة: “يا حيف يا عرب” .. ما صدقنا نسينا غدر الماضي و الّي غدروا فينا ..


    د. الشاعر شحود زيدان

    من أحب القصائد على قلبي :

    “يا حيف يا عرب”

    ما صدقنا نسينا غدر الماضي و الّي غدروا فينا

    ماتت الصداقة و الأخوّة و ع نار الخيانة وعينا

    كان الصديق وقت الضيق و كان ياما كان

    الجار يحب و يساعد جاره و كأنهن إخوان

    كلمة الحق تخرج من التم بدون لف و دوران

    الكَرَم و الشهامة زينة الإنسان و اللسان ميزان

    الطيب و النخوة يسكنوا بيوت أهالي و جيران

    صارت الفضيلة رذيلة و الله يرحم أيام زمان

    رحل البلبل و الكنار و ضل البوم و الغربان

    كل شي تحوّل و المال سوّى الناس عميان

    صار الضمير ينشرى و ينباع بأرخص الأثمان

    سألنا وين الوفا رد الصدا ما في حدا سمعان

    الناس صاروا دياب و الشاطر بياكل الجوعان

    ضاعت الذمة و عمّت النقمة و زاد الحرمان

    اليوم ماتت العروبة و انباعت بفلس الأوطان

    انهار البشر و الحجر و تهجر من بقي عريان

    ساد الدمار و الخراب و سوريا صارت دُخان

    ارحموا بقى هالدراويش العايشة ورا الحيطان

    قولوا في شي اسمه وطن اصحوا يا عُربان

    هَدِه سوريا الكرامة و الإباء مو إسرائيل يا خوتان.
    15/11/2013

    بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان

  • أكـــــرم بمــن يســــــــمو له التّكـــــــريمُ******** من حقـــِّــــه الإجــــــــــلالُ والتّعظيــــــــــمُ .. ‏تكريم التّكريم بالمركز الثّقافيّ العربيّ في صافيتا – آذار 2007  == للشاعر : عباس سليمان علي ===

    أكـــــرم بمــن يســــــــمو له التّكـــــــريمُ******** من حقـــِّــــه الإجــــــــــلالُ والتّعظيــــــــــمُ .. ‏تكريم التّكريم بالمركز الثّقافيّ العربيّ في صافيتا – آذار 2007 == للشاعر : عباس سليمان علي ===

    تكريم التّكريم

    من على منبر المركز الثّقافيّ العربيّ في صافيتا وقد تمّ تكريم المربّين والمعلّمين
    **^^**^^**^^**^^**^^**^^**^^**^^**^^**^^**
    أكـــــرم بمــن يســــــــمو له التّكـــــــريمُ
    *********** من حقـــِّــــه الإجــــــــــلالُ والتّعظيــــــــــمُ

    تهفـــــو له الأجـــــــــيالُ طالبة العـــــلا
    *********** من جَــــــــدِّه ، فــــوق العــــلاء تُقيـــــــــــمُ

    أعــــطى ، فكـــــان العمــــر بعض عطائه
    *********** بالنّفس يســــــــــهل عنده التّقــــــــــــــــديمُ

    من ذا كمثلــــه في الســَّــــــخاء مُميَّز ..!!
    *********** يُمحــــى بنــور بهـــــــــائه التّعتيـــــــــــــمُ

    للعلـــــــم والإنســــــــــان والقيــم انتمــى
    *********** بّرٌّ ، وفيـــه يقــــــــــــوَّم التّقييــــــــــــــــمُ

    مــــا أنقص العلــــمَ الأثيــــــرَ معلِّـــــــــمٌ
    *********** بل مّــــــــــــــدَّه ، ومـــــــــدادُه التّعليــــمُ

    يُعطـــــــي اللّســـــــــــان بلاغــةً وعذوبـة
    *********** ميزانـــه التّجــــــــــــــويـــد والتّرقيـــــــــمُ

    بالبذل ، يربــــو المـــــــال والعلـــــم النّقي
    *********** من شـــــحَّ كفــُّـــــه ، كــــــافرٌ ولئيـــــــــمُ

    كالأنبيــــاء هُـــداه نــــــورٌ للنُّهـــــــــــى
    *********** كالأتقيـــــــــاء يفـــــــــــــرُّ منه رجيـــــــمُ

    كالبـدر نـارَ العقـــــــــل إذ منه الحِجـــــا
    *********** ليطيــب من جهـــــــــل القتــــام غشـــــــيمُ

    نَبَذ البّــــذاءة والدَّنـــاءة والبغــــــــــــــــا
    *********** أعــــــداءُه ، وغــــدٌ ، شــــحيحُ ، لئيــــــمُ

    ربّى النّفـــــــــوس على المحبّــــة والإخــا
    *********** أبنــــــاءُه ، حــــرٌّ ، زكــــيُّ ، قويــــــــــمُ

    يبني ، فيــرفــــع للســــــَّــــــنا بنيـــانه
    *********** منــــه البنــــــــاء ، مقــــــــوَّم وســـــــلـيمُ

    تُبنى بفيض علومـــــــــه أجيــــــــــالنـــا
    *********** فاخضــــــــــرَّ من بعـــــد اليباس هشـــــــيمُ

    من كـــــان في الإنســــــــــــان بعض بناءِه
    *********** مـــا غيــَّب البـــــدر المنيــــــــر ســــــــديمُ

    تتــــوحــــــَّد الآمــــال حــــول يراعــــــه
    *********** من فضــــــــله ، يتعــــــــــذَّر التّقســــــــيمُ

    بوركـــــــــــت يا من أبرقــــــــــــت آلاءُه
    *********** في ظـــــلِّ نورك ، لا يســـــــــــود قتيـــــــمُ

    فيك الأماني وطَّـــــــــدت أركـــــانهـــــــا
    *********** فتمـــــــــدُّ عمــــــداناً لهــــــــــا وتقيــــــمُ

    علَّمتنــــــــا أنَّ البلاد بأهلـهــــــــــــــــــا
    *********** أنّ الجهــــــــــــول ، مخـــــرِّبٌ وعقيــــــمُ

    علَّمتنــــــــا أنَّ المحبَّـــــــــة منعــــــــــةٌ
    *********** لـــــو كُرِّســـــــــت ، خَفَرَ البلاد ســـــــنيـمُ

    وضَّـــــــحت في الغّســـَــــــق البهيم دروبنا
    *********** حتى تبدَّد بالهـــــــــدى التّغســــــــــــــــيمُ

    فالجهــــــــــــــل داء كــــــان فيك دواءُه
    *********** من دونك العقـــــــــل الصــــــحيح ســــــقيمُ

    يا مــــــورد الأجيـــــال : عشـــــت معزَّزا
    *********** من نبعــــــك الصـــــّـــافي صفا التســـــــــنيمُ

    يا راعـــــــي الآمــــال دمــــت مكـــــــرَّماً
    *********** مـــا دام علـــــم واحتــــــواه رقيـــــــــــــــمُ

    مــــا دمــــــــت تبذل للحيـــاة نفائســــــاً
    *********** مــــا دمــــــت تبني ، يُقهـــــــر التّهـــــديمُ

    لا خــــــوف إن كـــــان المعلــــــم مرشـــداً
    *********** إذ أنّه في النّائبـــــــــــات رئيـــــــــــــــمُ

    أكمل رســــــــالتك النفيســــــــة للـــــورى
    *********** وابــــذل فإنّــــــك بالنّفيس كــريــــــــــــمُ

    نهــــــدي إلى كـــــل البناة محبّـــــــــــــةً
    *********** عنوانهــــــــــا التّبجيـــــــــل والتّفخيـــــــــمُ

    حّيّيــــت يا باني النّفــــــوس معلِّمــــــــــا
    *********** في يــــــوم عيــــــدك ، يَكـــــرمُ التّكـــــريـمُ
    آذار 2007 == عباس سليمان علي ===

  • الأديب عبد المعين سعيد الملوحي (( 1917  -2007 )) أمير شعراء الرثاء السوري من حمص العدية  ..كتب وأصدر 110 مجلدا ..و المقالات 1500 مقالة في 144 مجلة وجريدة  ..

    الأديب عبد المعين سعيد الملوحي (( 1917 -2007 )) أمير شعراء الرثاء السوري من حمص العدية ..كتب وأصدر 110 مجلدا ..و المقالات 1500 مقالة في 144 مجلة وجريدة ..

    لمحة عن الكاتب عبد المعين الملوحي

     

    1.    الاسم: عبد المعين الملوحي
    2.    الوالد: الشيخ سعيد الملوحي. امام الجامع النوري الكبير في حمص
    3.    مكان الولادة: حمص. سوريا
    4.    تاريخ الولادة 1335هـ / 1917م.
    5.    الدراسة:
    – الشهادة الابتدائية عام 1929- حمص
    – الشهادة الثانوية الاولى (الفرع الادبي) عام 1937- دمشق.
    – الشهادة الثانوية الثانية (فرع الفلسفة) عام 1938- دمشق.
    – دار المعلمين الابتدائية عام 1941- دمشق.
    – دار المعلمين العليا عام 1943- دمشق.
    – إجازة في الادب العربي عام 1945 القاهرة.
    6-الاعمال التي قام بها:
    1)     معلم ابتدائي 1938- 1942 وزارة التربية.
    2)     مدرس لغة عربية 1945-1958 وزارة التربية.
    3)     مفتش لغة عربية 1958-1961 وزارة التربية.
    4)     مدير المركز الثقافي العربي في حمص 1961 – 1963 وزارة الثقافة.
    5)     مدير المركز الثقافي العربي دمشق 1963 – 1965 وزارة الثقافة.
    6)     مدير التراث العربي 1965 – 1976 وزارة الثقافة.
    7)     مدير المراكز الثقافة العربية والمكتبات 1967 – 1970 وزارة الثقافة.
    8)     مستشار ثقافي في القصر الجمهوري 1970 – 1976 القصر الجمهوري.
    9)     متقاعد – اول عام 1977
    10) سافر الى الصين وعمل مدرسا للغة العربية في جامعة بكين.
    7-الاوسمة والالقاب التي حصل عليها:
                                      ‌أ-          عضو اتحاد الكتاب العربي
                                     ‌ب-        عضو مجمع اللغة العربية في دمشق
                                     ‌ج-         استاذ شرف في جامعة يكين.
                                      ‌د-         وسام الثقافة من بولوني.
                                      ‌ه-         وسام الصداقة من فييتنام.
     
    8- نشاطه الادبي:
    1)     كتب وأصدر 110 مجلدا موزعة على الانواع الاتية:
              ‌أ-          تحقيق التراث العربي 17 مجلدا.
             ‌ب-        التأليف                   23 مجلدا
             ‌ج-         دواوين الشعر           5 دواوين.
              ‌د-         أدب ذاتي                10 مجلدات.
              ‌ه-         جمع وإشراف          10 مجلدات.
             ‌و-         ترجمات                  37 مجلدا.
    2)     المخطوطات:100 مخطوطة  
     المقالات 1500 مقالة في 144 مجلة وجريدة. ماعدا المحاضرات والندوات والمقابلات والخطب.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    وزارة الثقافة السورية تنعى الملوحي بعد رحلة مليئة بالعطاء والإبداع

    رحيل أمير شعراء الرثاء السوري عبد المعي

    الملوحي بعد صراع مع المرض


    عبد المعين الملوحي

    دمشق – مكتب «الرياض» – محمد احمد طيارة:

        بعد رحلة استمرت مايقارب تسعين عاماً كانت مليئة بالعطاء والابداع والحب المفعم بالشقاء والأمل، وبعد معاناة مع المرض رحل أمس الأول المفكر والأديب الموسوعي السوري الكبير عبد المعين الملوحي بعد ان اثرى المشهد الثقافي العربي، فقد كتب وجمع وحقق ما ينوف على المئة وعشرين كتاباً في ميادين الأدب والفكر والسياسة والشعر والتاريخ والترجمة ومختلف صنوف الثقافة، ومن أبرز مؤلفاته وترجماته وتحقيقاته الأدبية: ذكريات حياتي لمكسيم غوركي، داغستان بلدي لرسول حمزاتوف، ديوان ديك الجن الحمصي، ديوان عروة بن الورد، الحماسة الشجرية لابن الشجري، الفكر العلمي عند ياقوت الحموي، الأدب في خدمة المجتمع، ومن دواوينه ديوان بعنوان عبد المعين الملوحي يرثي نفسه.

    الملوحي المولود في مدينة حمص عام 1917 وبعد تخرجه من جامعة القاهرة عام 1945 تدرج في عدة مناصب وعمل مدرسا في الجامعات الغربية ومستشارا ثقافيا في القصر الجمهوري، حمل الملوحي في رحلته الكثير من القضايا وكانت محطاته مليئة بالأشواك الناعمة والإيمان بالقدر، في اخر لقاء لي معه كان الشيخ الوقور ممتلئا بالحب والدفء مؤمنا بالله وقدره وبرغم قسوة الحياة ومرارتها كان يقول لي يا بني «الحياة جميلة» ويضيف اني لا ازال احتفظ في اعماقي بجذوة من التفاؤل تحت اكوام الرماد، وانا لذلك ارى في المستقبل اشراقات سوف تغمر وطني الحبيب وتعوض عنه ما خاض من ظلمات … نعم ان مستقبل امتي العربية سيكون مستقبلا غضا كأعشاب الربيع، فواحا كأزهار الرياض. قبل رحيله سألته ماذا سيفعل بكل هذه المخطوطات فقال لي احاول نفض الغبار عنها، رحل الملوحي كما يرحل الكبار تاركا وراءه ارثاً كبيراً للأجيال القادمة، رحل جسدا لكن مآثره وفكره وابداعاته ستبقى منارة يهتدي بها الجميع.

    هذا وقد نعت وزارة الثقافة الأديب الكبير الموسوعي والمترجم عبد المعين الملوحي الذي رحل عن عمر قارب التسعين عاماً.

  • للشاعر الدكتور شحود إيليا زيدان …قصيدة : “وطنُ الغانمين” ..يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا ..

    للشاعر الدكتور شحود إيليا زيدان …قصيدة : “وطنُ الغانمين” ..يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا ..

     د. الشاعر شحود زيدان

    أُهديكُم هذه القصيدة الجديدة يا أصدقائي الغوالي :

    يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا

    هذا البيتُ مأخوذٌ من قصيدةٍ للشاعرِ الكبيرِ الراحل نزار قباني في رثاءِ حالةِ العرب المُزريةِ و لكن هذا ينطبقُ على أغلبِ العرب إلاّ على سوريا الصامدةِ بوجِهِ كُلِّ عدوانٍ و تآمر :

    “وطنُ الغانمين”

    وطني و زينة البلدان سورية بلد الكبرياء و الشموخ الأبيّة نبض القلب و أحلى أغنية بلحن الحنين

    بغيابك مَلَّت العين الدمعة على اسمِك ضوّينا مية شمعة و بمصيبتِك زاد الفؤاد لوعة و صار حزين

    جمالِك بأهلِك و تراثِك و الطبيعة أعطاهن ربّنا صورة بديعة بطيب و نفس وديعة و إيمان و يقين

    أرض الكرم و الجود و العروبة في كل الدنيا معروفة و محبوبة بلهفة ناسها العذوبة و شِيَم الغانمين

    مضافات الشهامة و الأدب عامرة من جبل العرب الأشاوس إلى حلب و مزيّنة بالفُلّ و الياسمين

    خير موائدها بيشبع الجوعان برغم الفقر و الحاجة و الحرمان الله بِيَسِّر ع الإنسان إكرام الطيبين

    فيكِ الغوالي السويدا و كفربو فخر الناس الّي حَبّوا ضحوا بدمهن للوطن و تعبوا و حيّا الله بالحلوين

    رجالك سوريا فوارس و أسُود ما بِخافوا طخ الفشك و البارود و عند الجد منلوي زنود كل المعتدين

    لا تقولوا الأعداء كتار عندنا شعب عنيد و جيش قهار و الله وحده القادر الجبار و مع المحقين

    ما في رحمة مع العميل و كل خائن صاغر ذليل منفديها بالروح و عليها قليل سوريا بلد الميامين

    رح نطهر بلدنا من الجرذان لوثوها بالأوبئة و الإنتان بإرهابهن و حقدهن اللهبان أولاد الملاعين

    بوجه كل ندل و لئيم حاقد أبطال مغاوير و جيش واحد بقوة الإيمان و الحق الصامد مندحر الباغين

    كرامتنا من كرامة الأوطان راسنا مرفوع بعزّ و عنفوان و النصر قريب يا إخوان من بعد عذاب سنين

    لا يا ابن القباني نزار سيوفنا بواتر بتقدح نار سيوفهن من خشب مسوس منهار خسؤوا ليوم الدين

    لسّى بالشام شباب ذكرتاوية سباع بتاكل راس الحيّة ما بتخاف من المَنِيّة فعلاً إنهن أحفاد المرسلين

    راجعة سورية قُرّة العين على قوتها ما بيختلفوا اتنين بلد المسيح و محمد و حسين و فيهن مرفوعة الجبين
    15/11/2013

    بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان