Category: فنون الأدب

  • تعريف بالديوان السوري المفتوح (( هو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة  وغايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من أقذر أنواع التآمر والتخريب والتدمير وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي )) – المؤسس الشاعر : حسن ابراهيم سمعون

    تعريف بالديوان السوري المفتوح (( هو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة وغايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من أقذر أنواع التآمر والتخريب والتدمير وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي )) – المؤسس الشاعر : حسن ابراهيم سمعون


    الديوان السوري المفتوح/‎حسن ابراهيم سمعون

    تعريف

    هو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة , وغايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من أقذر أنواع التآمر والتخريب والتدمير وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي ,وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية والعالمية والثقافية والفكرية والحضارية ,والإشادة ببطولات جيشنا العربي السوري صاحب الفضل الأول بالمحافظة على الشعب , والدولة بعـَلمِها وسيادتها,وخطها المناضل والمقاوم ضد قوى الهيمنة والاستكبار والتخلف والرجعية,وتمسكها بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية عمومًا.

    وهو فكرة على غرارالديوان الألفي (ألف قصيدة لفلسطين ) العمل الذي أعتز به وأعمل به منذ سنوات مع نخبة من الأدباء العرب المتطوعين الذين بذلوا المئات من ساعات العمل لإنجاحه ونحن بصدد إصدار الجزء الأول منه .

    طرحت الفكرة على الأصدقاء مشافهة , ومهاتفة , وبصفحات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) ولاقت استحسان وتشجيع الجميع . وتطوع منهم كثيرون وقدموا إمكانياتهم , وأنا أنحني أمامهم جميعًا وبعد مشاورات وتراسل مع الجميع تم تشكيل لجان الهيئة المشرفة على الديوان من قامات أدبية عربية ووطنية أحترمها تقوم بالإشراف على كل ما يرد للديوان من قصائد , وتدقيقها وضبطها ومراجعتها قبل نشرها بالديوان

    وإن شاء الله سنصدره كأجزاء متسلسلة, وترصد ريوعه لأسر الشهداء والجرحى….

    توضيحات المشاركة بالديوان السوري المفتوح

    يحق لكل إنسان في العالم مهما كانت جنسيته , أو دينه , أو عرقه , أن يشارك بنتاجه الأدبي طالما يشاركنا عشقنا لسورية التاريخ والحضارة ويحرص على إنقاذ سورية من براثن الرجعية وقوى الظلام والتكفير والتقسيم ……ويقبل بسورية وطن نهائي أزلي لكل أبنائها بمللهم ونحلهم , وأعراقهم , ويقف وراء مشروع الدولة بالعلم الوطني وبألوانه الأحمر والأسود والأبيض , ونجمتيه الخضراوين …وجيشنا العربي السوري الذي هو من كل الشعب , ولكل الشعب ومستوفٍ للشروط الأدبية , ويحظى بموافقة اللجنة الأدبية الفنية المختصة .

    شروط الإشتراك :

    1- يحق للشاعر الاشتراك بقصيدتين كحد أعلى ( يستثنى من ذلك السادة أعضاء الهيئة فيحق لهم المشاركة حتى ثلاث قصائد ) ولا ضير إن كانت القصائد قديمة أم حديثة ,منشورة أم لا , وتقدم القصيدة مضبوطة بالشكل, و( مروّسة) بعبارة :تشير للمشاركة بالديوان السوري المفتوح , وباسم الشاعر الصريح وجنسيته , وإن أراد سيرة مختصرة جدا ًعنه بما لايتجاوز بضعة أسطر

    2 – اللغة العربية الفصحى , لغة الديوان .

    3-تقبل المشاركات , على النحو التالي :

    *الشعر العربي الفصيح, والموزون , بشكليه العمودي , والتفعيلي .وترفق المشاركة باسم البحر

    * الشعر العربي الفصيح غير الموزون قصيدة النثر, ويشار إليها بأنها نثرية

    *الشعر العربي غير الفصيح ) المحكي ) والموزون , ترفق المشاركة باسم البحر الذي نظمت عليه القصيدة ) ضروريا (

    * القصة القصيرة , والقصيرة جدًا ’’ بالإمكان المشاركة بثلاث قصص , غير المشاركة الشعرية ..

    4- سورية أكبر من الأشخاص , والأ ثنيات, والعرقيات , والطوائف , والاعتبارات الضيقة وبما أننا نكتب للتاريخ يجب أن تخلو القصائد من القدح , والذم , المباشرين . والتعرض للذات الإلهية أو الرسل , والديانات , والكتب المقدسة , والرموز الدينية .والشخصنة والاستغراق بالمدح , أو القدح ,,, فقضيتنا أسمى وأرفع من المهاترات المذهبية , أو السياسية , أو العنصرية , أو الفئوية .

    نحن نريد أن نجمَّع ولا نفرق فالساحة السورية , تستطيع أن تستقطب , وتتسع , لكل مقاوم , وحر , وشريف في هذا العالم , ضد العنصرية الصهيونية وقوى الاستكبار العالمي وقوى الرجعية والتخلف, والتكفير… ورموز الفساد والمحسوبيات .

    5- تدقق القصائد لغويا , وعروضيا ً , من قبل صاحبها , وترفض كل قصيدة فيها أكثر من خمسة أغلاط ( هنات ) لغوية, وعروضية ولا تثبت في الديوان .

    6- بالنسبة لطول القصائد , نرجو أن تكون ضمن المعقولية , والموضوعية , ولم نشأ أن نحدد طول القصائد , احتراما ً للسادة الشعراء , فنرجو مراعاة الأمر

    7- الاقتراحات , والتصويبات , والآراء , مقبولة دوما ً ومحط اهتمام , وتقدير , لدى الهيئة المشرفة على الديوان السوري المفتوح… ويشرفنا سماعها دومًا .

    8- ستنشر القصائد في الديوان وفق الأبـتـثـيـة لاسم الشاعر

    9- ستقوم لجنة الاختيارات والمترجمات باختيار مايناسب فكرة الديوان من الآداب العربية والعالمية

    إخوتي يجمعنا ميثاق شرف , ووفاء , لأجمل وطن في الكون الذي قيل فيه : على كل متمدن أن يقول لي وطنان ,,, وطني الذي أعيش به وسورية …

    نحن نقدم الكلمة , وفي البدء كانت الكلمة , وكل مانفعله , وسنفعله لايساوي قطرة دم سفحت ظلمًا وعدوانًا بسواطير الجهل والتخلف

    فهيا لنحافظ على سوريتنا ,, ونسوّرها بفكر وأدب ورجال وأبطال لتبقى وطنًا لكل سوري يحبها ويعشقها ,, ويرفض أي تدخل أجنبي فنحن مسلمون منذ 1400عام , ومسيحيون منذ 2000عام, وموسويون منذ 3000 عام , وعرب منذ 3500عام لكننا سوريون منذ 11000عام

    واحتسبوا أجركم عند الله , وقد نموت قبل أن ننجز ما بدأنا , فهيا لنبدأ رحلة الديوان السوري المفتوح

    أسماء السيدات والسادة أعضاء لجان الهيئة المشرفة على الديوان السوري المفتوح ,ولائحة الشرف ,الذين تطوعوا لخدمة هذا المشروع حبًا بسورية وكرامة لشهدائها , وسنديانها وهوائها .

    والترتيب حسب الأبتثية مع حفظ الألقاب والمقامات , وأنحني أمامهم جميعًا لسرعة التجاوب معي .

    لجنة الفصيح الموزون / عمودي وتقعيلة

    وتقوم بتدقيق ومراجعة المشاركات الشعرية , الموزونة الواردة للنشر , وإبداء الرأي فيها وهي مؤلفة من السادة الأدباء:

    السيد حسن بعيتي ( أمير الشعراء ) /سورية

    السيد سمير سنكري / سورية

    السيد صالح سلمان / سورية

    السيد د. عدي شتات / فلسطين /الجزائر

    السيد عواد الشقاقي / العراق

    السيد قيس حسين / سورية

    السيد محمد الصالح الجزائري / الجزائر

    السيد منتصر البلداوي / العراق

    السيد نسيم وسوف / سورية

    لجنة الفصيح غير الموزون / قصيدة النثر

    وتقوم بتدقيق ومراجعة المشاركات الشعرية ,غير الموزونة الواردة للنشر , وإبداء الرأي فيها وهي مؤلفة من السادة الأدباء:

    السيد أدونيس حسن / سورية

    السيد عبد الحافظ بخيت متولي / مصر

    السيدة ماجدة الحسن / سورية

    السيد مهتدي مصطفى غالب / سورية

    السيد نزيه ابراهيم صقر/ سورية

    لجنة العامي الموزون

    وتقوم بتدقيق ومراجعة المشاركات الشعرية باللغة المحكية , والموزونة الواردة للنشر , وإبداء الرأي فيها وهي مؤلفة من السادة الأدباء:

    السيد عباس سليمان علي / سورية

    السيد فؤاد حيدر/ سورية

    السيد نسيم وسوف / سورية

    لجنة القصة القصيرة , والقصيرة جدًا , وتقوم بتدقيق المشاركات الواردة للديوان تحت مسمى القصة وهي مؤلفة من السادة الأدباء:

    السيدة دعد قنوع / سورية

    السيد رشيد الميموني / المغرب

    السيد رياض طبرة / سورية

    السيد صابر القصاب / العراق

    السيد عدنان كنفاني / فلسطين / سورية

    السيد علي الراعي / سورية

    لجنة التحكيم وعملها تصويب وترجيح ما قد يحصل من تباين بوجهات النظر بنص ما, من حيث اللغة والنحو والعروض والإملاء وفنيات الشعر وخصائصه وهي مؤلفة من السادة الأدباء

    السيد عبد الحافظ بخيت متولي / مصر

    السيد عبد الكريم الناعم / سورية

    السيد غسان ونوس / سورية

    السيد مصطفى صمودي / سورية

    الدكتور نضال الصالح / سورية

    حسن إبراهيم سمعون / سورية

    لجنة المختارات والمترجمات , وعملها اختيار ما تراه مناسبًا لفكرة الديوان السوري المفتوح من الآداب العربية والعالمية , وترجمتها وهي مؤلفة من السادة الأدباء

    السيد عبد الرسول درويش / البحرين

    السيدة معينة عبود / سورية

    حسن إبراهيم سمعون/ سورية

    لجنة العلاقات العامة وهي عبارة عن سفراء للديوان , لكل الأوساط الأدبية والثقافية, والفنية ,ومهمتها شرح فكرة الديوان وهي مؤلفة من السادة الأدباء

    السيد حسن بعيتي ( أمير الشعراء ) /سورية

    السيد دريد زينو / سورية

    السيد راتب إبراهيم / سورية

    السيد عدنان كنفاني / فلسطين / سورية

    السيدة معينة عبود / سورية

    حسن إبراهيم سمعون / سورية

    لجنة الإعلام والمتابعة وعملها تغطية أعمال الديوان إعلاميًا ونشر فكرته , بالوسائل الإعلامية الممكنة وهي مؤلفة من السادة الأدباء والإعلاميين

    السيدة سلمى حلوم / سورية

    السيد علي الراعي / سورية

    السيد علاء جوني / سورية

    (((لائحة الشَّرف)))

    باسم الهيئة المشرفة على الديوان السوري المفتوح , وباسمي

    أتقدم بالشكر والعرفان لكل الشخصيات الاعتبارية من المنتديات التي استضافت الديوان , وأعلنت عنه , وللصحف التي ساهمت بالإعلان عن الديوان والمراكز الثقافية والأدبية .ولكل الشخصيات الأدبية والفكرية التي ساهمت , بإنجاح هذا العمل , وخدمته , والأسماء الواردة هنا من خارج أعضاء الهيئة المشرفة على الديوان السوري المفتوح .

    ونتشرف بذكرها بكل تقدير واحترام حسب الأبتثية .

    ومن الشخصيات الاعتبارية نذكر باحترام

    إذاعة سوريانا R5FM والعاملين فيها

    إذاعة أمواج سوريانا R4 والعاملين فيها

    صحيفة تشرين السورية

    صحيفة الثورة السورية

    صحيفة العروبة السورية

    صحيفة الوحدة السورية

    الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا )

    المركز الثقافي العربي في جبلة

    منتديات براري الليلك ( المُضيف المركزي للديوان )

    منتديات صوت العقل

    صحيفة المثقف

    مجلة القلم

    منتديات المفتاح ( إضافة فرعية )

    مركز النور

    ومن الشخصيات الأدبية والفنية والإعلامية والذين تطوعوا حبًا بسورية للمساعدة بأعمال الديوان ,وهم من خارج الهيئة المشرفة على الديوان ونذكر ببالغ التقدير والاحترام أسماءهم حسب الأبتثية

    الأستاذ أبو الوفاء أحمد /سورية/ مدقق

    الاستاذة أمل مضهج / سورية /إعلام

    الفنان سليمان أحمد / سورية / متطوع للأعمال الفنية

    الأستاذ سمير المحمود / إعلام وعلاقات عامة

    الأستاذ علي نفنوف / سورية/ إعلام وعلاقات عامة

    الاستاذة غرام يونس / سورية/ إعلام

    الأستاذ غسان إخلاصي /سورية / الإمارات / مدقق

    الأستاذة لينا جنيدي /سورية/ إعلام وعلاقات عامة

    الاستاذة مها الأطرش / سورية/ إعلام وعلاقات عامة

    الأستاذ محمد عزوز / سورية/ مدقق

    الدكتور محمد عطا بطل/ سورية /علاقات عامة

    الأستاذة ندى حرفوش / سورية/ إعلام

    والقائمة مفتوحة ونرحب بكل جهد

    المؤسس والمشرف العام حسن إبراهيم سمعون

     

    ملحق رقم (2)

    عن الفكرة , ودوافعها فلعل أعظم الأفكار , وأروعها تولد من رحم الأزمات والمحن , وأنا كأي سوري يرى وطنه نزيفًا , وجريحًا تشن عليه أقذر, وأشرس الهجمات من قوى تكفيرية , وظلامية , ورجعية مدعومة من قوى الاستكبار العالمي .. فكان من الطبيعي جدًا أن أفكر بالتالي كيف أستطيع أن أقاوم , وأدافع , عن بلدي, فالجندي يقدم دمه , والفلاح يزرع أرضه , والعامل يبني فماذا نفعل نحن كشعراء وماذا نستطيع أن نقدم , فكانت الفكرة …

    قالوا قديما الشعر ديوان العرب , وبالحقيقة هو ديوان الأمم , وما يميزه عن بقية الآداب خاصية الحفظ , والموسيقى وهذا ماجعله متواترًا من جيل لآخر حتى قبل التدوين , فهوميروس حفظ بشعره بطولات هكتور ,وآخيل ,,وأطرب الإغريق منذ ألفي عام ومازال يطربنا وقِس على ذلك المهابهاراتا , والرامايانا , والشاهنامة وكثيرة هي الملاحم الشعرية التي حفظت تاريخ الشعوب والسبب الثاني فالشعراء صادقون , وإن كذبوا وبالغوا أحيانًا , فهم يبالغون لقول الحقيقة وإظهارها بشكل أجمل , بعكس بعض الساسة ,وبعض أدعياء الدين فهم يكذبون ليطمسوا الحقيقة , ويشوهوها

    و أنامن الذين يؤمنون بالالتزام , ورسالية الشعر, ولا أميل لمدرسة الباراناسيين أو الفن للفن وخاصة بالملمات والمحن فعند الأزمات يجب أن يستنفر الفن كله للدفاع عن الوطن والإنسان لأن الإنسان هو غاية أي فن ومن الخطأ أن يفكر بعض المثقفين بأن الفن من البنى الفوقية ,, فأنا أراه ضرورة كالخبز والماء والهواء فهو ينمي الحالة الوجدانية , والروحية ,والمجتمعية مثل ما يعيش الجسد على الخبز والماء..

    ونحن وبغض النظر عن القيمة الحدية للديوان كديوان يضاف إلى المكتبات العربية نسعى إلى القيمة المضافة لهذا العمل وهي حشد طاقات الأدباء والشعراء ليشكلوا رائزًا وحالة متميزة بالمشهد الثقافي السوري والعربي وظاهرة ثقافية في زمن كثر فيه التزوير والتضليل… فتخيلي مثلا نحن كهيئة مشرفة ومشاركين يتجاوز عددنا الآن المئتين من الأقلام العربية والسورية التي تجمعت تحت شعار عشق سورية وجيشها وشعبها وصمودها ,, هذا بحد ذاته إنجاز أعتز به في ظرف عصيب وصعب ,, فالكلمة مقاومة وما يميز هذا العمل أيضا هو استغلالنا للفضاء الألكتروني المفتوح والمفخخ بالشكل الإيجابي واستخدامه بطريقة بناءة وهادفة لموضوع نبيل جدًا كالحالة السورية الراهنة وأنت تعرفين كم يستهلك شبابنا اليوم على الواتس آب , وصفحات التواصل من وقت وجهد ومال لاطائل منه

    والديوان السوري المفتوح هو عمل جمعي مخطط له عن سابق تفكيروإعداد ويعمل به فريق متناغم ليخلق الديوان ويشكله ويخترعه

    في ظرف عصيب وصعب ,, فالكلمة مقاومة وما يميز هذا العمل هو استخدام الفضاء الألكتروني بالشكل الإيجابي واستغلاله بشكل بناء وهادف لموضوع نبيل جدًا كالحالة السورية الراهنة

    ملحق رقم (3)

    رابط الديوان السوري المفتوح على الفيس بوك

    https://www.facebook.com/PoetryforSyria

    رابط الديوان السوري المفتوح في براري الليلك

    http://www.albararry.net/forumdisplay.php?56-%C7%E1%CF%ED%E6%C7%E4-%C7%E1%D3%E6%D1%ED-%C7%E1%E3%DD%CA%E6%CD

    رابط الحوار بجريدة تشرين

    http://tishreen.news.sy/tishreen/public/print/309324

    رابط الديوان على ساانا

    http://www.sana.sy/ara/358/2014/02/25/530116.htm

    رابط الحوار بجريدة الثورة

    http://thawra.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=93267410420131216190807

    رابط الحوار بجريدة الوحدة

    http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=36221609420131202091538

    على جريدة العروبة

    http://ouruba.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=66169156820140127102502

     

  • قصيدة: شـُوَّقـِتـْني وْ فلـَّيـْتْ ..وَلـَّعـِتـْني ..لـَهـَّبتني ..وتـْركتـْني بـْلا زَيـْتْ.. شعر باللهجة المحكية للشاعر السوري عبـّاس سليمان علي ..

    قصيدة: شـُوَّقـِتـْني وْ فلـَّيـْتْ ..وَلـَّعـِتـْني ..لـَهـَّبتني ..وتـْركتـْني بـْلا زَيـْتْ.. شعر باللهجة المحكية للشاعر السوري عبـّاس سليمان علي ..

    555004_439580906150754_251179991_n
    شـُوَّقـِتـْني وْ فلـَّيـْتْ

    شعر باللهجة المحكية لـ عبـّاس سليمان علي
    *^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*
    شـُوَّقـِتـْني وْ فلـَّيـْتْ
    وَلـَّعـِتـْني ..
    لـَهـَّبتني ..
    وتـْركتـْني بـْلا زَيـْتْ
    خلـَّيـْتـْني
    فـْراشـِةْ سراجُ وْحايـْرَهْ
    لا عـْرفتْ حالي طايرهْ
    وْ لا عـْرفـْتني هـَدَّيـْتْ
    عمْ دُوْرْ ….!!
    لا والله …
    حـَسـَّيـْتْ دارِ الـْبـَيـْتْ
    • ورْمـَيـْتني رْهـْينـِةْ ضـَّجرْ
    أرضي يـَباسِ بـْلا مطرْ
    قلبـَكْ معي ..!!
    كذ َّابْ ..
    قلبكْ من حجرْ
    كذ َّابْ قلبـَكْ مو معي
    وْ لـَكْ لـَيـْشْ فيـَّقـْتِ الـْوعي
    وْ لـَكْ لـَيـْشْ قلـْتـِلـِّيُ وْ لـَعي
    تـِحكي شعرْ …
    وتـْقولْ ياعمري اسمعي
    متلِ الـْخـَويـْتـِهْ بـْصـَدِّقـَكْ شو حـْكـَيـْتْ
    • قـَدَّيـْشـْني تـْمنـَّيـْتْ
    قـَدَّيـْشـْني ….
    تـْحسـَّرْتْ عـَالـْعمرِ نـْهـَدَرْ
    وقـْتِ الـْ حـَييتِ عـْواطـْفي
    وْ تـِرْجـَمـْتـْلي مـْعاني الصـُّوَرْ
    قلبي بـَريءُ وْ ما كان ..
    في عندي خـَبـَرْ
    قبلكْ إنتْ ..
    ما كنتْ من متـْلِ البـَشـَرْ
    عنـْدَكْ إنتْ
    إنتِ الـْ قـِلـِتْ ..
    إنتي مـَلاكُ وْ مو بـَشـَرْ
    وعـَّيـْتـْني عـَ مـْشاعـِري
    فـَيـَّقـْتـْلي ءْحاسيسْ تـُشـْغـُلْ خاطـِري
    خلـَّيـْتـْني حسِّ الـْقلبْ بعدو طري
    عرَّفـْتـْني إنـُّوْ الـْقـَلـَقْ ما هوْ سـَهـَرْ
    إنـُّو سـَئـِمْ .. إنـُّو ضـَجـَرْ
    يا هـَ الـْحـُلوْ .. والله إنتْ
    ذكـَّرْتني إنـِّي بـِنـِتْ
    منْ يومْ بـِالـْقلبِ سـْكـَنـِتْ
    منْ يومْ روحي عـِيـَّشـِتْ
    حسِّ الطـُّفولـِهْ دَغـْدّغـِتْ
    عنـْدَكْ يا هـَ الـْغالي ذ ْكـَرتْ
    قبلـَكْ طـُفولـِهْ ما عـِشـِتْ
    ولا عـِشـْتْ إيـّامِ الصـَّبا والـْوَلـْدَنـِهْ
    قبـْلـَكْ إنتْ ..
    ما عـْرفـْتْْ شو فيها الدِّني
    ولا حـِسْ إحساسِ الـْبـِنـِتْ
    عنـْدّكْ إنـِتْ
    عشـْتِ الـطـُّفولـِهْ والـصـِّبا
    قبلـَكْ إنتْ
    ما كنتْ أعرفْ هـَ الدِّني
    وْ لا عـْرفـْتْ دربا وْ مـَرْكـَبا
    بعدِ اللّي عـَزنودَكْ أنا تـْربـَّيـْتْ
    بعدِ اللّي عـَزنودَكْ أنا تـْرَبـَّيـْتْ
    شـِفـْتِ الدِّني ..
    مو متـِلْ ما قبـْلِ عـْرفـِتْ
    أكـَّدْتـْلي إنـِّي بـِنـِتْ
    عـَلـَّمـْتـْني عيشِ الـْبـِنـِتْ
    نسـَّيـْتني كلشي سـْمعـِتْ
    مدْري بـْقـُرْبـَكْ شو شـْعـَرِتْ
    حـِسـَّيـْتـْني غيرِ الـْ كـِنـِتْ
    مـْشاعـِرْ قبـِلـْها ما شـْعـَرِتْ
    إحـِساسْ بـْجـْمارو وْلـَعـِتْ
    أحلامْ قبلا ما حـْلـِمـِتْ
    عنـْدَكْ إنتْ .. والله صـِرِتْ
    إغـْفا على اللـَّوَّاتْ تـُنـْعـُشلي الـْوقتْ
    إصحا على شـْموسِ وْ رَجا الـْ يارَيـْتْ
    • وقتِ الـْ إنتْ بـِتـْضـِمـْني
    متـْلِ السـُّخونـِهْ يا حـُلو بـِتـْحـِمـْني
    متـْلِ الطـِّفـِلْ ..
    يمـْكنْ متلْ إحساسِ بـِيـْحـُسـُّو الطـِّفـِلْ
    وقـْتِ الـْ إنتْ بـِتـْضـِمـْني
    وأوقاتْ أكترْ من طـِفـِلْ
    إحساسْ ما عـِشـْتو قبـِلْ
    إحـْساسْ ….
    ….متلِ اللّي الـْ جـِنانْ تـْلـِمـْني
    وقتا أنا كلِّ الدِّني ما تـْهـِمـْني
    وْ هـَلـَّقْ كنـِتْ بـِتـْضـِمـْني
    وْ دغـْري إنتْ فـِز َّيـْتْ
    متلِ الـْ أنا حـِسـَّيـْتْ
    حاولْ تا تـَعـْرفْ شو أنا حـِسـَّيـْتْ
    • فـْتيـْلِ السـِّراجِ بـْيـِشـْعـَلِ بـْلا زَيـْتْ..!!
    وقتِ الـْ تـَرَكـْتِ الـْقلبْ جـَمـْرهْ والـْعـَهْ
    وتـْركـْتـْني بـِ لـْهيـْبْ ناري واقـْعـَهْ
    قدَّيـْشْ وقتا يا حـُلو نـْ غـِمـَّيـْتْ
    يا ريـْتْ ريـْتـَكْ يا حـُلو يا~رَيـْتْ
    يا~رَيـْتْ
    يا ريـْتْ ما ضـَمـَّيـْتْ
    يا ريـْتْ ما شـَدَّيـْتْ
    وْ منْ بعدْها عنـِّيْ إنتْ
    منْ بعدْ ما بـْحالي فـْرحـِتْ
    فلـَّتـْني وْ فز َّيـْتْ
    وتْركـِتـْني وقـْتِ الـْ رحـِتْ
    ما ني أنا متلْ الـْ قبلْ
    تا إلـْتـِهي بـْ أيـَّا شـِغـِلْ
    وشو عادْ يـِلـْهيني شـِغـِلْ ..!!
    ما عادْ فيـّي طيـْقْ جـَوِّ الـْبـَيـْتْ
    حسـَّيـْتـْها كلِّ الـْمـَطارحْ فاضـْيـِهْ
    حسـَّيـْتْ بـِ رهبـِةْ فراغِ الـْ قاسـْيـِهْ
    متلِ اللّي وَحـْدي بـْ هـَالدِّني
    وْ عمري أنا مـِيـِّةْ سـِنـِهْ
    وْ منْ وَحـِدْتي جـِنـَّيـْتْ
    ضـَمـَّيـْتني وَلـَّعـْتني
    ورْمـَيـْتني وْ وَجـَّعـْتني
    وقتِ الـْ إنتْ فـَلـَّيـْتْ
    * حــ 27ـ2010ـزيران = جميع الحقوق محفوظة لناظمها عبـّاس سليمان علي

  • فوز الكاتب العراقي أحمد السعداوي بالجائزة عن روايته ” فرانكشتاين في بغداد”. .أعلنته لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية في نسختها العربية الـ”بوكر 2014″، في دورتها السابعة – تحميل الرواية كاملة ..

    فوز الكاتب العراقي أحمد السعداوي بالجائزة عن روايته ” فرانكشتاين في بغداد”. .أعلنته لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية في نسختها العربية الـ”بوكر 2014″، في دورتها السابعة – تحميل الرواية كاملة ..

    مرفق وصلة بالرواية ….

    أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية في نسختها العربية الـ”بوكر 2014″، في دورتها السابعة، عن فوز الكاتب العراقي أحمد السعداوي بالجائزة، عن روايته ” فرانكشتاين في بغداد”.
    وكانت الجائزة قد أعلنت عن ست روايات، كقائمة قصيرة مرشحة وهذه الروايات هي “فرنكشتاين في بغداد” للكاتب العراقي أحمد سعداوي، و”طشارى” للكاتبة العراقية إنعام كجه جي، و”الفيل الأزرق” للمصري أحمد مراد، و”طائر أزرق نادر يحلق معي” للكاتب المغربي يوسف فاضل، و “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” للكاتب السوري خالد خليفة، و”تغريبة العبدى” للروائي المغربي عبد الرحمن لحبيبى.

    وصدرت رواية “فرانكشتاين في بغداد” للكاتب العراقي عن منشورات (دار الجمل)، تقع الرواية في 353 صفحة من القطع الكبير، ومقسمة على 19 فصلاً، لم يضع لها مقدمة بقدر ما كتب مدخلاً إليها، ولم يكتب اهداء، فهو يقول: «لا أحب وضع مقدمات للروايات بقلم كاتب غير مؤلف الرواية. هناك مدخل في الرواية و19 فصلاً، ولكن المدخل هو جزء بنيوي من الرواية».

    و«فرانكشتاين في بغداد»، هي الثالثة لأحمد سعداوي بعد روايتيه، الأولى «البلد الجميل» الصادرة عن دار المدى وحازت الجائزة الأولى في مسابقة الرواية العربية في دبي 2005، وروايته الثانية «إنه يحلم أو يلعب أو يموت» التي حازت جائزة هاي فاستفال البريطانية 2010…

    الرواية كاملة على الوصلة التالية http://www.4shared.com/office/rMibGE1Gce/___-__.html

  • قصيدة “زهرةُ الشّرق”و بتسألي يا حلوتي مالي شو بخبرك – بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان

    قصيدة “زهرةُ الشّرق”و بتسألي يا حلوتي مالي شو بخبرك – بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان

    د. الشاعر شحود زيدان

    د. الشاعر شحود زيدان
    “زهرةُ الشّرق”
    و بتسألي يا حلوتي مالي شو بخبرك عن أحوالي
    بلادي بلاد الأصالِة غدروا فيها الحُثالِة
    اللعبة صارت مكشوفة و بعد فيه أندالِ
    واحد عم ينافق ع الشاشة و التاني بعينه غباشة
    عاملّي حاله مُعارض و أبداً ما رح يفاوض
    حط إيده بإيد المُحتل و قلّه منّك لا يُمَل
    آخر همّه الإرهاب و ما بيحسب للناس حساب
    كل همّه مدح و ألقاب و غواني و مال و شراب
    أصحابه أبو جهل و أبو لهب و مسيلمة الكذاب
    شو بدّي خبرِك عن هالناس لا ضمير و لا إحساس
    باعوا بلادن لحساب الغير و عملوا حالن شرطي سير
    مرّة أصدقاء سوريّة و مرّة طُلاّب الحُريّة
    دمّروا نص البلاد من القتل ما سلمت العِباد
    كله باسم الحريّة مع حبيبتهن تركيّة
    من بلاد الاستعباد صاروا ينادوا ع الجهاد
    سلاح و مال و عِتاد موّلوهن هالأوغاد
    تعاونوا مع غرب ملعون و امريكي ابن صهيون
    ما شافوا بطش الحاكم ببلدهن ظالم غاشم
    بعمرهن ما عرفوا حضارة بدهن يعملوا إمارة
    الله يخلّصنا منهن و ترجع بلاد الطهارة
    سوريتنا زهرة للشرق أخلاق و علم و عمارة.
    31/03/2014
    بقلم الدكتور شحود إيليا زيدان

  • مجموعة شعريّة جديدة صدرت بعنوان (( ديمُقْشعريّة )) للشّاعرة السّوريّة الموهوبة قمر صبري الجاسم ..

    مجموعة شعريّة جديدة صدرت بعنوان (( ديمُقْشعريّة )) للشّاعرة السّوريّة الموهوبة قمر صبري الجاسم ..

     

    نزيه بدور‏ و‏‎Qamar Sabri Aljassem‎‏ ‏صورة‏ ‏‎Mohamed Salah Ben Amor‎‏.


    صدرت حديثا بعَمّان عن دار فضاءات مجموعة شعريّة جديدة بعنوان” “ديمُقْشعريّة” للشّاعرة السّوريّة الموهوبة قمر صبري الجاسم ، أحد أعضاء منتخبنا الشّعريّ . فتهانينا الحارّة لقمر التي تستحقّ كلّ عناية واعتبار من لدن النّاشرين والنّقّاد.
    Vient de paraître à Amman ( Jordanie) chez « Espaces” un nouveau recueil de poèmes intitulé « Démocrapoétique »de la talentueuse poétesse syrienne Qamar Sabri Aljasem, membre de notre groupe. Nos félicitations à Qamar qui mérite tous les égards de la part des éditeurs et des critiques !

  • نصوص مختارة من / شجرة الرماد /..منذ قُلتَ لي..أنتِ الكون ..صرتُ شجرة تُزهرُ في كلّ الفصول … – للأديبة والتشكيلية اللبنانية /  سناء عمّار /..

    نصوص مختارة من / شجرة الرماد /..منذ قُلتَ لي..أنتِ الكون ..صرتُ شجرة تُزهرُ في كلّ الفصول … – للأديبة والتشكيلية اللبنانية / سناء عمّار /..

    شجرة الرماد نصوص لــسناء عمّار/ (أديبة وتشكيلية لبنانية تقيم في ألمانيا)

    شبكة الميّاسة التشكيلية الثقافية/ خاص/ ألمانيا

    1
    منذ قُلتَ لي
    أنتِ الكون ….
    صرتُ شجرة
    تُزهرُ
    في كلّ الفصول ….

    2
    حضنتُ أشواقي إليكَ
    كأنها طفلي منك
    ما سرّ إرتحالي لعَينيك !
    هل الحبّ فعل حماقة
    أم انّه كلّ جنوني ….؟

    3
    في الغياب
    أنا بين وطن ومنفى
    موت وموت
    لا صوت للوجع
    حين يتسع الشوق
    ويشهق الحنين
    وينفرط الغيم
    في مواسم اللهفة
    انتظِركَ ….فهلّا أتيت ! من أعمال التشكيلية العالمية سناء عمّار

    4
    اعبث كما شئت بأروِقَة ظنوني
    قطّع أوصال شجوني
    ألم يُخبركَ حَدسُكَ
    أيها اللاهي عن جنوني
    بأني أسطورة هذا الزمان
    وبأنكَ لن تَدخُلَ التاريخ
    دوني …..؟
    5
    لماذا ؟
    كلما أوشكت
    أن أمسِكَ بأحلامي
    تَحَوّلتْ إلى
    شجرة من رَماد ….

  • يقولُ محمود درويش انتظرها ..وتقول ‏الشاعرة هيام منور‏.. له ..لا .. لاتنتظرني ياحبيبي حين لايأتي المساء ..

    يقولُ محمود درويش انتظرها ..وتقول ‏الشاعرة هيام منور‏.. له ..لا .. لاتنتظرني ياحبيبي حين لايأتي المساء ..

    الشاعرة هيام منور

    / يقولُ درويش انتظرها …….
    وأقول له ….لا …../
    لاتنتظرني ……

    لاتنتظرني ياحبيبي حين لايأتي المساء ….
    وارفع الكأس’ وحيدا”حين لايجدي النداء
    وانتظرني …
    حيث لاينتـــــظرُ الــــــوردُ الشـــــــــتاء !
    فالمـــــدنُ البعيدةُ ماعادت تغـــــريني
    وملح الأرض يشــــــــــــتاقُ البــــــكاء !
    لا ….لا تنتظرني ….!
    أو انتظرني نجمة” تأتي ….ولاتأتي …
    أو غابة” زرقاء …
    أو غيمة غاردينيا ….
    أو شهوة” من كســـــــتناء ….!
    بصبر القطارات على وصول الغرباء ….!
    انتظرني …
    بصبر الخيام على ذوبان الثلوج
    انتظرني ….
    بصمت البحيرات عند رقص البجع
    انتظرني ….
    بصبري على خطايـــاك’ …
    انتظرني ….!!!
    مترفٌ أنت ياحبيبي بالبلاد والجزر البعيدة
    وأنا سوسنةٌ بلا وطن …
    لا أرض لي ولا كفن
    فلا تنتظرني ….
    لأنني أدمنتُ غيابـــــــــــك ….
    فالضوءُ يمحوهُ الضبـــــــاب
    والحبُّ يقتلهُ الغيـــــــــــاب
    فلا ……..تنتظرني ….!!!!
    أو انتظرني مهرة” تعدو اليــــــــــــك’ ….
    ياعشب السماء ….
    وأعدّ لي نهرا” عالي’ الأشجار من خمر وماء
    وأعدّ لي مااستطعت’ من خيل ٍ ومن ليـــلٍ
    ولا تنتظرني ….
    لانني ماعـــــدتُ أحتملُ البــــقاء …..!
    فمن’ الأساطير أنا طروادة
    ومن الشـــــــعر أنا ولادة
    ومن الحبّ
    أنا ….أنا ….كلُّ النســـــاء
    / هيــــام منـــــــوّر /



  • صلاح عبد الصبور ( 1931 – 1981 ) ( محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى ) ..أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي.. بذكرى رحيله الــ 33

    صلاح عبد الصبور ( 1931 – 1981 ) ( محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى ) ..أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي.. بذكرى رحيله الــ 33

    محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى ..أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي

    صلاح عبد الصبور .. رائد الشعر الحر

    صلاح عبد الصبور
    أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، وواحد من رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، وهو واحد من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، وفي التنظير للشعر الحر، لم يكن مجرد شاعر لامع فحسب ، لكنه جاء متفرداً بعمق قل نظيره في فكره التأملي، ورهافته المستمعة لنبض ذاته، واستطاع ان يحفر في الفكر والوجدان العربيين علامة بارزة، من خلال قصائد خلدها قبل أن تخلده.


    ولد محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى في الثالث من مايو عام 1931م بمدينة الزقازيق شمال مصر، التحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب “جامعة القاهرة” في عام 1947م وفيها تتلمذ علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة “الأمناء” التي كوّنها, ثم إلى “الجمعية الأدبية” التي ورثت مهام الجماعة الأولى، وكان للجماعتين تأثيرا كبيرا على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر .

    وفي عام 1951م تخرج صلاح عبد الصبور وعين بعد تخرجه مدرسا في المعاهد الثانوية ولكنه كان يقوم بعمله على مضض حيث كان يرغب في ممارسة هواياته الأدبية، حيث ودع صلاح عبد الصبور الشعر التقليدي ليبدأ السير في طريق جديد تماماً تحمل فيه القصيدة بصمته الخاصة، زرع الألغام في غابة الشعر التقليدي الذي كان قد وقع في أسر التكرار والصنعة فعل ذلك للبناء وليس للهدم ، فأصبح فارسا في مضمار الشعر الحديث.

    وبدأ عبد الصبور في نشر أشعاره بالصحف وزادت شهرته بعد نشره قصيدته “شنق زهران” خاصة بعد صدور ديوانه الأول “الناس في بلادي” حيث جعله هذا الديوان بين رواد الشعر الحر مع نازك الملائكة، و بدر شاكر السياب، وسرعان ما وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعري الجديد في المسرح فأعاد الروح وبقوة الي المسرح الشعري الذي خبا وهجه في العالم العربي منذ وفاة أحمد شوقي عام 1932م.

    تميز المشروع المسرحي لعبد الصبور بنبرة سياسية ناقدة لكنها لم تسقط في الإنحيازات والانتماءات الحزبية، كما كان له إسهامات في التنظير للشعر خاصة في عمله النثري “حياتي في الشعر”، وكانت أهم السمات في أثره الأدبي استلهامه للتراث العربي وتأثره البارز بالأدب الإنجليزي.

    وفي شهر أغسطس من عام 1981م رحل الشاعر صلاح عبد الصبور نتيجة تعرضه لأزمة قلبية بعد مناقشات حادة وساخنة بينه وبين أحد الفنانين التشكيليين الذي كان حاضرا ضمن مجموعة من المثقفين والكتاب في منزل صلاح عبد الصبور.

    ومن اهم الاعمال التي ابدعها الشاعر الكبير “الناس في بلادي” عام 1957م وهو أول مجموعات عبد الصبور الشعرية، وأول ديوان للشعر الحديث والذي هزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت، ولفت أنظارَ القراء والنقاد فيه فرادةُ الصور واستخدام المفردات اليومية الشائعة، وثنائية السخرية والمأساة ، وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح .

    وفي عام 1961م ابدع “أقول لكم” ، و”أحلام الفارس القديم” عام 1964م ثم ” تاملات في زمن جريح” عام 1970م، و “شجر الليل 1973م ، و”الإبحار في الذاكرة” عام 1977م، وفي مجال المسرح ابدع عبدالصبور “لأميرة تنتظر” عام 1966م، و”مأساة الحلاج” عام 1964م ، و”بعد أن” عام 1975م ، و”مسافر ليل” عام 1968م ، و”ليلى والمجنون” عام 1971م كما كتب اعمال “النثرية على مشارف الخمسين”، و”تبقي الكلمة”، و”حياتي مع الشعر”، و”أصوات العصر” ، و”ماذا يبقى منهم للتاريخ” ، و”رحلة الضمير المصري”، و”حتى نقهر الموت” ، و”قراءة جديدة لشعرنا القديم” ، و” رحلة على الورق”.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ذكرى رحيل صلاح عبدالصبور .. رائد الشعر الحر

    28 عاما مضت علي رحيل الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور أحد رموز الحداثة والتجديد في العربية ورائد حركة الشعر الحر العربي إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد حياة حافلة بالابداع قدم خلالها للمكتبة العربية إرثا متنوعا بين الشعر الحر والتأليف المسرحي والنثر.
    ويعد عبد الصبور المولود في عام 1931 أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، تأثر كثيرا بالفكر الغربي وظهر ذلك جليا في أفكاره وأشعاره، ونهل من اكثر من معين شعر بلور أكثر إبداعاته ما بين شعر الصعاليك وشعر الحكمة العربي, حتي أفكار أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي, اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات.
    تأثر عبد الصبور بمنجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني عند بودلير وريلكه والشعر الفلسفي الإنجليزي عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت بصفة خاصة، واستفاد من تجاربه ورحلتها ليضيف الي رصيد خبراته الحياتيه كنوز الفلسفة الهندية خلال إقامته بالهند مستشارا ثقافياً للسفارة المصرية.
    ولد الشاعر المصري الكبير في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة, والتي تتلمذ خلالها على يد المفكر الشيخ أمين الخولي الذي منحه ثقة كبيرة وضمه الي جماعة “الأمناء”, ثم إلى “الجمعية الأدبية” التي ورثت مهام الجماعة الأولى وكان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
    أصدر عبد الصبور ديوانه الأول “الناس في بلادي” عام 1957، والذي يعد أول ديوان للشعر الحديث أو الشعر الحر أو شعر التفعيلة، ليهز الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت ويجذب أنظارَ القراء والنقاد لاستخدامه المفردات اليومية الشائعة, وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح.
    أثرى الشاعر الراحل المكتبة العربية بالعديد من الأعمال، فصدر له دواوين “أقول لكم” 1961, “أحلام الفارس القديم” 1964, “تأملات في زمن جريح” 1970, “شجر الليل” 1973, و”الإبحار في الذاكرة” 1977، والعديد من المسرحيات الشعرية “ليلى والمجنون” 1971, “مأساة الحلاج” 1964, “مسافر ليل” 1968, “الأميرة تنتظر” 1969, و”بعد أن يموت الملك” 1975، ونشرت له كتابات نثرية منها “حياتي في الشعر”, “أصوات العصر”, “رحلة الضمير المصري”, و”على مشارف الخمسين”.
    ونقرأ له قصيدة “رؤيا”
    في كل مساء،
    حين تدق الساعة نصف الليل،
    وتذوي الأصوات
    أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
    و أنادم ظلي فوق الحائط
    أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
    أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
    تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
    أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
    يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
    أجدل حبلا من زهوي وضياعي
    لأعلقه في سقف الليل الأزرق
    أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
    أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
    * * *
    ومن قصيدته “الرحيل”
    الرحيل
    ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض
    و أن أنفاسيَ شوك
    و أن كل خطوة في وسطها مغامرة
    و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا
    في زحمة المدينة المنهمرة
    أموت لا يعرفني أحد
    أموت لا يبكي أحد

  • قصيدة ” سماء نيسان ..نيسان يأتي ميزانه ميزان رب عادل فرق..  ” للشاعر العربي الفلسطيني : مهند الشريف

    قصيدة ” سماء نيسان ..نيسان يأتي ميزانه ميزان رب عادل فرق.. ” للشاعر العربي الفلسطيني : مهند الشريف

    سماء نيسان “
    الشاعر العربي الفلسطيني

    مهند الشريف
    100_8184 [1600x1200]
    نيسان يأتي
    و السماء قريبة
    ميزانه ميزان رب عادل فرق
    ما بين مضطهد و مضطهد
    أعطى لهابيل القتيل حقوقه
    و عيونه قدس وقد رمقا
    متأملا في عودة
    لربيعها
    قد أنشد الفلاح في تشرين و انعتقا
    بعث و كم نحتاجه
    اليوم للموتى
    و لأمة باعت قضيتها
    سوق النخاسة خانت القتلى
    بعث و كم نحتاجه
    كي تنزل الشمس النبيلة للشهيد
    و تقبل الشفتين
    في صمت المريد
    و تسجل الشعر المجيد
    و على دفاتر قاسيون
    تعود ساجدة
    لجيش صامد
    يأبى السجود
    رجل يقاتل اربعين مقاتلا
    في الأربعين
    من عمره
    رجل و روحه لا تمل من اليقين
    قد قال لا ضيرا اذا صاروا ثمانين
    رجل و اسراء و معراج
    و وحي في فلسطين
    رجل و سوري
    و يعرف ما الذي جاءت به الأسرار
    أسرار الرجولة و الثقافة و البطولة و الشهامة و الكرامة و العروبة و البسالة و المروءة و الحنين
    رجل من الفينيق
    عاد ليزهر ياسمين
    و الله يا عماه لا أعطيهم وطنا ينام على الجبين
    حتى ولو وضعوا الشموس على يساري
    أقمارهم و لو صارت على هذا اليمين
    أحزابهم ستمل لا شك يراودني
    و نيسان على كتفي
    يرافق نجمتين
    الجيش و الشعب العظيم فقط
    وراؤهم
    جنود الحق ساروا
    والله قد صدق الاله بوعده
    هذا الأمين
    فلتمض يا رجلا نحبك
    حب قمح للبلاد
    حبا سيزهر واحة في جنة الفرد الصمد
    مطرا على وطن يقدس ثورة الأجداد
    شمسا على وطن أحد
    نيسان يأتي
    و السماء قريبة
    و يوسف صار نجما للبلد
    رجل و نهر … سيف ذي الفقار بكفه ..
    و صبية العشرين تنشد للولد
    أولادنا رفعو العلم
    سور لسوريا فهذا الشبل من ذاك الأسد
    عاد الشهيد
    و عاد ابناء القسم
    عادوا و من وجع الحقيقة في القلم
    عادوا ومن أزهار نيسان سما
    و يطوقون سماءهم
    وطنا
    و يعرف ما الألم
    عادوا أحبة قاسيون
    الى القمم
    عادوا من التاريخ
    في رجل كريم
    مثل أحمد و الحرم
    مثل عيسى و الألم
    مثل موسى و الهرم
    مثل لقمان الحكيم على الحكم
    مثل ابراهيم حطم ذا الصنم
    مثل تموز لعشتار
    مثل رب من عدم
    سنقولها حبا اذن
    ألف نعم
    نيسان يأتي
    و السماء قريبة
    لا تغلقي باب انتظاري
    انهم عادوا أجنة غيمة سكرى
    ستمطر في نهاري
    قد عاد سيف الدولة الحمدان
    يعطي أحمدا قاموس ادراك
    و في حلب
    ليفتح باب أندلس
    فيدخل ناسك أو عالم أو فاتح
    في قصره
    فانشد له
    قل ما تشاء فانها
    تلك القيامة و النشيد
    تلك الأغاني و الشهيد
    تلك السنابل سبع خضر من رماد
    قد عاد للمولى الحصاد
    فابدأ ايا نيسان فجرا قادما بغد البلاد

    الشاعر العربي الفلسطيني

    مهند الشريف

  • الفيلسوف أبو العلاء المعري له مصنفات وكتب ناهزت السبعين ما بين منثور ومنظوم ضاع أكثرها ولم يصل إلينا منها إلا النزر اليسير..  ومن أشهر مؤلفاته النثرية «رسالة الغفران» التي أملاها رداً على رسالة الأديب الحلبي علي بن منصور بن القارح ..

    الفيلسوف أبو العلاء المعري له مصنفات وكتب ناهزت السبعين ما بين منثور ومنظوم ضاع أكثرها ولم يصل إلينا منها إلا النزر اليسير.. ومن أشهر مؤلفاته النثرية «رسالة الغفران» التي أملاها رداً على رسالة الأديب الحلبي علي بن منصور بن القارح ..

    مؤلفاته

    ألف أبو العلاء مصنفات جملة من الكتب  ناهزت السبعين ما بين منثور ومنظوم ضاع أكثرها ولم يصل إلينا منها إلا النزر اليسير. يقول القفطي والذهبي إن أكثر كتبه باد ولم يخرج من المعرة، وحرقها الصليبيون فيما حرقوا من المعرة، وأحصيا له من الكتب خمسة وخمسين كتاباً في أربعة آلاف كراسة، تشمل الشعر والنثر فقد ذكر له كتاب اسمه استغفر واستغفري فيه عشرة آلاف بيت ضاع مع ما ضاع. ويذكر الرحالة الفارسي ناصر خسرو أن أبا العلاء نظم مائة ألف بيت من الشعر وذلك سنة 438هـ قبل موته بإحدى عشرة سنة. كما عدَّ ياقوت من مصنفاته اثنين وسبعين مصنفاً. وبقي من شعره ثلاثة دواوين: سقط الزند، والدرعيات، وهو ديوان صغير طبع ملحقاً بالسقط، واللزوميات.

     

    ومن أشهر مؤلفاته النثرية «رسالة الغفران» التي أملاها رداً على رسالة الأديب الحلبي علي بن منصور بن القارح، وكانت أكثر كتبه يؤلفها رداً على طلب طالب وكان بعض الأمراء يسألونه أن يصنف لهم. ومن ذلك:
    كتاب «تضمين الرأي»، وهو عظات وعبر وحث على تقوى الله يُختم كل فصل منها بآية؛ و«تاج الحرة»، وهو خاص بوعظ النساء ومقداره أربعمائة كراسة، كما يقول ابن العديم؛ «سجع الحمائم»، في العظة والحث على الزهد أيضاً؛ «اللامع العزيزي»، في تفسير شعر المتنبي؛ «جامع الأوزان في العروض والقوافي»؛ «الصاهل والشاحج» و«لسان الصاهل» و«الشاحج والقائف»، وهذه الثلاثة ألفها للأمير عزيز الدولة شجاع بن فاتك والي حلب من قبل المصريين؛ «الفصول والغايات»؛ «شرف السيف»؛ «معجز أحمد» في شرح شعر المتنبي؛ «ذكرى حبيب في شعر أبي تمام »؛ «عبث الوليد» في شرح شعر البحتري؛ «رسالة الملائكة»، وغيرها كثير. لكن آخر ما أملى من الكتب كتابا المختصر الفتحي وعون الجُمل، ألفهما لابن كاتبه الشيخ أبي الحسن علي بن عبدالله بن أبي هاشم.

    وكان المعري شديد الاهتمام بكتبه وعلمه وأدبه يجمعها ويفسرها ويدافع عنها. شرح ديوانه سقط الزند بكتاب ضوء السقط، كما شرح اللزوميات بكتابين ودافع عنها بثالث. وشرح الفصول والغايات بكتابين، وشرح الرسائل بكتاب سماه خادم الرسائل. وهذا الجهد -فضلاً عن عنايته بها- يدل على غزارة علمه وثقته بنفسه، كما يدل على خوفه من التأويل والكذب عليه. وتدل أسماء كتبه على ذوق رفيع.

     

    نثر المعري

    بقي من نثره رسالة الغفران ورسالة الملائكة، وهي صغيرة، وأجزاء من الفصول والغايات وطائفة من الرسائل كان يوجهها إلى أصدقائه. ويمتاز نثره بالغريب وكثرة الغموض واللجوء إلى السجع مثل أهل عصره. وقد طرق في نثره موضوعات مختلفة مثل المدح والعزاء والوصف.

     

     

    رسالة الغفران

     


    رسالة الغفران

    تغنى المعري بمخيلته الابداعية في «رسالة الغفران» التي أوحت للكاتب الإيطالي دانته رائعته «الكوميديا الالهية» وسبق غوته و«شيطانه»، كما سبق ميلتون الشاعر الانجليزي الأعمى في ملحمته «الفردوس المفقود»، وسبق الكاتب الانجليزي الشهير فنسون أديسون في قصته «الحياة الأزلية» التي يصف فيها الآخرة بشيء من السخرية والنقد والتندر. وثمة مراجع كثيرة عالمية تشير إلى أن أفكار كل هذه الأعمال قد اقتبست عن «رسالة الغفران» التي عُرفت مبكراً في أوروبا، ووصلت إلى الأندلس، وترجمها الطبيب اليهودي ابراهيم الحكيم إلى القشتالية في عام 1264م قبل مولد دانتي بعام واحد، ومنها تمت ترجمتها إلى اللاتينية والفرنسية القديمة، وإلى لغات أوروبية أخرى، وجرى تداولها في أوروبا.

     

    في هذا الشأن، بيّن المستشرق الاسباني الشهير ميجيلأسين بلاثيوس أن «رسالة الغفران للمعري قد كوَّنت أسس الكوميديا الإلهية لدانتي»، واعتمد في قوله هذا على دراسة قام بها استغرقت ربع قرن، عرضها في كتاب له على امتداد 405 صفحات من القطع الكبير، نشره بمناسبة تعيينه عضواً في الأكاديمية الملكية الإسبانية في عام 1919، عنوانه «الأخرويات الإسلامية في الكوميديا الإلهية» أجرى فيه مقارنة مركَّزة بين نصوص الكتابين «رسالة الغفران والكوميديا الإلهية» حدد على أساسها دلائل التشابه بينهما، كما بين أيضاً دلائل كثيرة تؤكد على تأثر دانتي بأبي العلاء، وأنه قلد رسالته وأخذ عنها، وقد أثار هذا الكتاب ثورة كبرى -على حد تعبير عبد الرحمن بدوي- في مختلف الأوساط العلمية في العالم كله.

    والمستشرقون بوجه عام يشتركون في تقدير المعري ومدحه، يضعونه في مقام عالٍ بين شعراء العربية، من حيث أسلوبه ونظرته إلى الحياة والوجود، ويعدونه شاعراً للإنسانية جمعاء سبق زمانه ومكانه بعلمه وتفكيره وآرائه العقلانية.

    في «رسالة الغفران» يزور المعري الجنة والنار ويسأل الشعراء الذين دخلوا الجنة وهم من الملحدين ثم يزور النار وشعراءها سائلاً عن سبب عدم الغفران لهم، وجاءت هذه الرسالة في سياق رد أبي العلاء على رسالة ابن القارح أي علي بن منصور الأديب الحلبي الشيخ الذي خدم آل المغربي بمصر فينتقد آراءه وبدع زمانه ويناقشها ثم يرفضها، ثم يأتي ليذكر أدباء ونقاد ليناقشهم مع سخرية واستهزاء بأدب وفطنة. كما تظهر في «رسالة الغفران» مقدرة المعري اللغوية ومقدرته على السخرية والنقد.

    لقد بنيت رسالة الغفران برؤية دينية وحملت مشكلات العلماء والشعراء والمغنين والمغنيات والآراء والفرق، إنها رسالة الفن والعلم والخيال والواقع والثنائيات، بناها أبو العلاء لتكون قبراً لابن القارح وأمثاله من الانتهازيين والمتسلقين، وهم نماذج بشرية تتراءى صورها في كل زمان ومكان على اختلاف الأحوال.

     

    الفصول والغايات

    صورة أخرى للزوميات، فقد أورد فيه كثيراً من الآراء التي أوردها هناك، وألفه المعري تقرباً إلى الله وتمجيداً وتسبيحاً له قال: «علم ربنا ما علم.. أني ألفت الكلم، آمل رضاه المسلم وأتقي سخطه المؤلم»، وقد التزم أن يختم كل فصل بكلمة يلتزم آخرها في جملة من الفصول، ثم رتب هذه الكلمات على حروف المعجم كلها فيلتزم الهمزة في بعض الغايات ثم الباء إلى آخر الحروف. وتكون الغاية ساكنة قبلها ألف، وأحياناً يلتزم حرفاً قبل الألف، ويلتزم السجع أحياناً ويضيف إليه قيداً آخر بحيث يلتزم حرفين أو أكثر على نحو ما فعل في اللزوميات، وقد يضيف إلى السجع التزاماً آخر فيجري السجع على حروف المعجم. وتطول الفصول وتقصر بلا ضابط معين، وتكون مستقلة أحياناً ومرتبطة ببعضها أحياناً أخرى.

     

    وكان الشائع المشهور أنه ألف هذه الفصول متأثراً ببلاغة القرآن الذي هو المثل الأعلى للبلاغة والبيان، وما وجد أديب وشاعر إلا فتن بأسلوب القرآن.

     

    شعر المعري

     

    مكانته الشعرية ورأي النقاد فيه

    كان القدماء، إلا أقلهم، يعترفون بشاعرية المعري، ويعرفون تقدمه، وينشد الناس أشعاره ويتظرف بها الظرفاء. أما المحدثون فمنهم من جعل المعري فيلسوفاً وجرده من الشعر، وعده آخرون شاعراً مجرداً من الفلسفة، وجمع له فريق ثالث بين الحسنيين.

     

    فبينما يرى بعضهم فيه شاعراً فيلسوفاً حقاً لم يعهد المسلمون في قديمهم وحديثهم فيلسوفاً مثله؛ يرى آخرون أن ليس له مذهب فلسفي، بل له اتجاهات تخل بالمنهج الفلسفي إخلالاً واضحاً، فهو رجل وجدان، دقيق الحس، عميق الإدراك، صادق التعبير، جريء التعرض للمعاني والخواطر. بينما جعله فريق ثالث مع سقراط والقديس أوغسطين والغزالي وتوما الأكويني وشوبنهاور في طبقة واحدة، فضلاً عن من عده فيلسوفاً له نظرياته في الفلسفة أو مجدداً لأصول الفلسفة أو هو الفيلسوف الأكبر.

    لكن أكثر النقاد يرونه شاعراً إنسانياً متأملاً في المحل الأرفع بين شعراء العربية، له مقام فريد لا من حيث أسلوبه وفنه فحسب، ولكن من حيث روحه ونظرته إلى الحياة والأحياء من حوله.

    كما أدلى المستشرقون بدلوهم في هذا الشأن، فعدوه شاعراً عالمياً سبق زمانه بآرائه العقلية والأخلاقية والسياسية والدينية.

     

    دواوينه

    بقي من شعر المعري ثلاثة دواوين: «سقط الزند» و«الدرعيات» و«اللزوميات».

     

     

    سقط الزند

     


    كتاب سقط الزند

    ديوان شعري يضم أكثر من ثلاثة آلاف بيت، نظمه أبو العلاء في صباه وشبابه وشيئاً من شعر الكهولة، وسماه كذلك لأن السقط أول نار تخرج من الزند فشبه شعره الأول به، وقد رتبه أبو العلاء ووضع له مقدمة. ويظهر في شعر صباه المبالغة والتكلف والمحاكاة. وكلما تقدم به العمر اكتسب شعره صفات تجعله متفرداً. فتبدو فيه ظاهرة استعمال الاصطلاحات والإشارات العلمية، كما في قصيدة توديع بغداد.

     

    أما الشعر الذي نظمه في كهولته ففيه نضج في الفكر وإتقان للمعاني وبعد عن الضرورات والمبالغات. ويلجأ فيه للقوافي الصعبة ويطيل فيها مثل الطائية التي بعث بها إلى خازن دار العلم ببغداد. وفي هذا الديوان تأثر واضح بالمتنبي، وكان به مغرماً ولأشعاره دارساً، وبينهما صفات مشتركة أهمها التفوق والنبوغ والشعور بالامتياز والطموح والشعور بفساد الحياة والأحياء في عصريهما. ويأتي تباينهما من اختلاف طباع كليهما وظروفه. فبينما آثر المتنبي الحرب والثورة وسيلة للإصلاح آثر المعري النقد السلبي والاعتزال وتصوير القبائح والسخرية منها، وهذا الذي جعل له التفرد والأصالة.

    ويحوي ديوانه أغراضاً مختلفة كثيرة من أهمها:

    المدح

    لم يمدح أبو العلاء أميراً طلباً لنواله، وقد سطر في مقدمة هذا الديوان: «ولم أطرق مسامع الرؤساء بالنشيد، ولا مدحت طلباً للثواب، وإنما كان بغرض الرياضة وامتحان القريحة» وسلوك الطريق التي سلكها الشعراء قبله، وإن كان له مدائح نظمها في أناس من أصحابه، أو أجاب بها نفراً من الشعراء أرسلوا إليه قصائد. ولهذا السبب جاء مدحه مختلفاً عن مدائح من سبقوه. فليس هو محتاجاً لأن يتزلف الممدوح أو يسبغ عليه صفات مبالغة. ومن هذا النوع النونية التي بعث بها إلى الشريف أبي إبراهيم العلوي، وكان قد بعث إليه بقصيدة:
    غير مستحسن وصال الغواني..|..بعد سبعين حجة وثماني
    يقول أبو العلاء:
    عللاني فإن بيض الأماني..|..فنيت، والظلام ليس بفان

     

    الفخر

    جعلت نفسية أبي العلاء الزاهدة وحياته المنعزلة التي عاشها للفخر حظاً ضئيلاً في صناعته الشعرية، فلم تظهر فيه الأنا المتضخمة، ولم يبتل بالحساد لأنه ترك للناس ما يمكن أن يزاحموه عليه من حطام الدنيا، ووجدنا له قليلاً من الفخر في صباه يعبر عن عنفوان هذه المرحلة من العمر وجنوحها. ومن أشهر ما قاله في الفخر قصيدته:
    ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل..|..عفاف وإقدام وحزم ونائل
    وفيها البيت المشهور:
    وإني وإن كنت الأخير زمانه..|..لآت بما لم تستطعه الأوائل
    وهذه القصيدة علامة من علامات المتنبي حتى يكاد القارئ يظن أنها ضلت طريقها من ديوان أبي الطيب إلى سقط الزند. ثم إن المعري ترك الفخر في آخر عمره.

     

    الوصف

    يحاول المعري وصف الأشياء المحسوسة، ويزين لفظه حتى يعوض ما يحس به من نقص تجاه وصف المبصرين، ولعله كان يعمد إلى الوصف الحسي ليثبت أنه لا يقل قدرة عن المبصرين في الوصف. ومن جميل شعره في الوصف قوله:
    رب ليل كأنه الصبح في الحسن..|..وإن كان أسود الطيلسان
    ليلتي هذه عروس من الزنج..|..عليها قلائد من جمان
    هرب النوم من جفوني فيها..|..هرب الأمن عن فؤاد الجبان
    وكأن الهلال يهوى الثريا..|..فهما للوداع معتنقان
    وسهيل كوجنة الحب في اللون..|..وقلب المحب في الخفقان

     

    الغزل

    في ديوانه مقطوعات غزلية رقيقة، ولم ينقل المؤرخون عنه أنه أحب فتاة بعينها في صباه، ويراه بعضهم ضريراً زاهداً محزوناً لا سبيل للحب إلى قلبه، ويرتفع شعره القليل في الغزل عن أن يكون رياضة كما قال في المديح أو محاولة لإكمال الديوان بالموضوعات التي استنها الأوائل ففي بعضه لوعة حقيقية، وغناء واله مشوق:
    يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر..|..لعل بالجزع أعواناً على السهر
    وإن بخلت عن الأحياء كلهم..|..فاسق المواطر حياً من بني مطر
    ويا أسيرة حجليها أرى سفهاً..|..حمل الحلي لمن أعيا عن النظر
    ما سرت إلا وطيف منك يتبعني..|..سرى أمامي وتأويباً على أثري

     

    الرثاء

    رثى أبو العلاء أباه وأمه وطائفة من الناس، وفي ديوانه سبع مراث، وفي أغلبها حزن وتفجع لأنها أحزان شخصية وليست تعزية. وأجود ماله في الرثاء الدالية التي أبَّن بها أبا حمزة الفقيه الحنفي، يقول عنها طه حسين: «نعتقد أن العرب لم ينظموا في جاهليتهم وإسلامهم ولا في بداوتهم وحضارتهم قصيدة تبلغ مبلغ هذه القصيدة في حسن الرثاء» ومنها:
    غير مجد في ملتي واعتقادي..|..نوح باك ولا ترنم شاد
    وشبيه صوت النعي إذا قيس..|..بصوت البشير في كل ناد
    أبكت تلكم الحمامة أم غنت..|..على فرع غصنها المياد
    إن حزناً في ساعة الموت..|..أضعاف سرور في ساعة الميلاد
    خفف الوطء ما أظن أديم..|..الأرض إلا من هذه الأجساد
    رب لحد قد صار لحدا..|..مرارا ضاحك من تزاحم الأضداد
    ودفين على بقايا دفين..|..في طويل الأزمان والآباد
    تعب كلها الحياة فما..|..أعجب إلا من راغب في ازدياد
    سر إن اسطعت في الهواء..|..رويدا لا اختيالا على رفات العباد
    قبيح بنا وإن قدم العهد..|..هوان الآباء والأجداد

     

    الهجاء

    لم ينظم المعري في هذا الغرض من أغراض الشعر بمعناه التقليدي المعروف، بمعنى أن يتجه الشاعر إلى شخص، فيثلبه ويذمه. فليس للمعري عدو ليفعل به هذا. ولكنه تتبع عيوب البشر عامة ونقائصهم فأظهرها في لهجة قاسية متجنباً الفحش والإقذاع، وليس غرضه الإساءة والتشهير، بل الرحمة والإصلاح. ولا نجد هذا الموضوع في سقط الزند بل في اللزوميات، ويعده النقاد ضرباً من ضروب السخرية، وإن كان القدماء عدوه هجاء. وقد انتقد المعري ظواهر متعددة في مجتمعه، منها الادّعاء باسم الدين والرياء، وخص بنقده الواعظ المنافق:
    يحرم فيكم الصهباء صرفاً..|..ويشربها على عمد مساء
    إذا فعل الفتى ما عنه ينهى..|..فمن جهتين لا جهة أساء

     

    الدرعيات

    قصائد وصف بها الدرع، طبعت ملحقة بسقط الزند. والغريب أن المعري يصف فيها شيئاً من عدة الحرب وهي الدروع مع أنه لم يخض غمار معركة ولا استعد لها. وقد افتن في وصفها، فمرة يصفها على لسان رجل أسَنَّ فترك لبسها، أو على لسان رجل رهنها، وجعل وصفها مرة محاورة بين درع وسيف، ووصفها على لسان رجل يبيع درعاً أو رجل خانه آخر في درع أو على لسان امرأة توصي ابنها بلبس الدرع والانشغال بها عن الزواج. والدرعيات موضوع جديد في الشعر العربي يدل على براعة وأصالة. ويجعلها النقاد مقابلة للطرديات «شعر الصيد» عند الشعراء الآخرين، كما يراها آخرون محاولة من المعري لتحقيق قوله:
    وإني وإن كنت الأخير زمانه..|..لآت بما لم تستطعه الأوائل

     

    ومن أشهر هذه الدرعيات:
    عليك السابغات فإنهنه..|..يدافعن الصوارم والأسنه
    ومن شهد الوغى وعليه درع..|..تلقاها بنفس مطمئنه

    اللزوميات

     


    لزوميات المعري

    كتابه «اللزوميات»، أو «لزوم مالا يلزم» أو «اللزوم» ديوان شعر كبير مرتب على حروف الهجاء، وسمي كذلك لأن صاحبه التزم قبل الرَّوِيِّ حرفاً إذا غير لم يكن مخلاً بالنظم، وقد نظمه الشاعر بعد عودته من بغداد وقد اكتملت شخصيته ثقافياً وشعرياً وفلسفياً. وإذا تأملنا لزوميات أبي العلاء لوجدنا فيها مشابهة من سجونه التي اختارها. فإن القافية والتزام رويها سجن للشاعر فلم يرض المعري حتى يجعل لنفسه سجناً آخر هو الحرف الذي التزمه، فكتاب «اللزوميات» يمثل حياة عقل أبي العلاء، ووجدانه وخلقه تمثيلاً صادقاً، وآراءه التي كان يلقي بها إلى طلاب العلم.

     

    ينفرد كتاب اللزوميات بمكانة خاصة في مجال الشعر العربي كديوان فلسفي وحيد في اللغة العربية، ويؤكد طه حسين في هذا الجانب على «أن اللزوميات فن جديد في الشعر العربي» وأن أبا العلاء «أحدث فناً في الشعر لم يعرفه الناس من قبل، وهو الشعر الفلسفي».

    تجدر الإشارة إلى أن المعري لم يكن أول من ابتكر هذا الفن، فلغيره مقطوعات قليلة فيها هذا الالتزام، ولكن الجديد في صنع المعري أنه نظم ديواناً كاملاً على هذا النمط حاوياً جميع حروف المعجم فجاء عملاً يحمل بصماته مقترناً باسمه، وظل ديوانه هذا نسيج وحده، ولم يستطع شاعر أن يحذو حذوه إلا في المقطوعات المحدودة. وقد قدم له المعري قائلاً: «وقد تكلفت في هذا التأليف ثلاث كلف: الأولى أن ينتظم حروف المعجم عن آخرها، والثانية أن يجيء رويه بالحركات الثلاث وبالسكون، والثالثة أنه لُزم مع كل روي فيه شيء لا يلزم». وفوق هذا لم يضعه قصداً للبراعة اللفظية والمقدرة اللغوية فحسب، وإنما قصد به إلى معان فلسفية، كذلك جاء من أحد عشر ألف بيت في مائة وثلاثة عشر فصلاً. وقد جاء الديوان مثقلاً بالغريب واستعمال المصطلحات، وجاءت القيود المتراكمة هذه على حساب الوحدة المعنوية في المقطوعات أحياناً إذ يركز فيها على وحدة القوافي.

    ويرى بعض النقاد أن المقطوعة أو القصيدة في اللزوميات تطول وتقصُر تبعاً لصعوبة القافية وسهولتها، فقد تساعده القافية السهلة فيمتد نفسه الشعري، فيكثر من الأبيات وإن استوفى المعنى المراد، وقد ينقطع نفسه عند البيتين والأبيات القليلة، وإن كان في المعنى متسع لأن القافية تضطره إلى ذلك. ومثال واحد من الديوان يكفي للرد على هذا القول وهو اللزومية:
    نوائب، إن جلت، تجلت سريعة..|..وإما توالت في الزمان تولت
    وهي خمسة أبيات، وكان يمكن أن تطول جداً، إذ قافيتها سهلة. ومن أمثلة إثقال الأبيات بالعلوم والمصطلحات قوله:
    مالي غدوت كقاف رؤبة قيدت..|..في الدهر لم يطلق لها إجراؤها
    أعللت علة قال وهي قديمة..|..أعيا الأطبة كلهم إبراؤها
    ويقول:
    فصحيحة الأوزان زادتها القوى..|..حرفا فبان لسامع نكراؤها
    ويقول:
    ووجدت دنيانا تشابه طامثا..|..لا تستقيم لناكح أقراؤها

    أثر علمه وثقافته في شعره

    يعد عصر المعري عصراً ذهبياً في نضج العلوم وانتشارها على اختلاف مشاربها، فالعلوم الشرعية وعلوم القرآن من تفسير وقراءات وإعجاز، وعلوم الأدب والنقد ثم الفلسفات المنقولة كانت قد استوت على سوقها، وكان للمعري مشاركات جادة فيها، وهو مع هذا يتواضع ويضع من شخصه وعلمه:
    ماذا تريدون لا مال تيسر لي..|..فيستماح ولا علم فيقتبس
    أتسألون جهولاً أن يفيدكم..|..وتحلبون سفياً ضرعها يبس

     

     


    أبو العلاء المعري

    علم اللغة

    كان علمه باللغة والنحو والأدب هو الغاية القصوى حتى قيل إن المعري بالمشرق وابن سيده بالمغرب ليس لهما في زمانهما ثالث في اللغة. وذكر التبريزي أنه لا يعرف كلمة نطقت بها العرب ولم يعرفها أبو العلاء. وكان المعري حريصاً على إظهار علمه باللغة يرصع شعره ونثره بالغريب النادر، ويدل على باهر علمه باللغة وحذقه لها تحويله لقافيتي بيتي النمر بن تولب وقد عرض لهما في رسالة الغفران:
    ألم بصحبتي وهم هجوع..|..خيال طارق من أم حصن
    لها ما تشتهي عسلاً مصفى..|..متى شاءت وحُوَّارَى بسمن

     

    ويستطرد إلى حكاية وقعت بين خلف الأحمر وأصحابه، فإنه سألهم لو أنه وضع أم حفص موضع أم حصن ماكنتم تقولون في البيت الثاني؟ فسكتوا، فقال خلف: وحُوَّارى بلمص واللمص الفالوذ. فذكر خلفٌ تغييراً واحداً وعجز أصحابه عنه. فيأتي أبو العلاء ويظهر مقدرته اللغوية. ويفرع على هذه الحكاية مغيراً حرف الروي على كل حروف المعجم ويشرح الألفاظ الغريبة التي جاء بها. وكان مع الشرح يشير إلى الخلافات اللغوية، ويورد الشواهد ويفرق بين الاستعمال الحقيقي والمجازي. ومن وسائله في الإفصاح عن التمكن اللغوي إتيانه باللفظ ثم يفسره أو ينفي عن سامعه ما قد يتبادر إلى ذهنه من معناه مثبتاً معنى آخر:
    نوديتُ ألويتَ فانزلْ لا يرادُ أتى..|..لوى الرملِ بل للنيتِ إلواءُ

    ويكثر عنده لذلك الجناس والتورية والطباق والاستعارة، ولها صلة قوية بالتفنن اللغوي. ومن أمثلة ذلك في التشبيه:
    سبحان من برأ النجوم كأنها..|..درٌّ طفا من فوق بحر مائج
    وفي الاستعارة:
    ركبنا على الأعمار والدهر لجة..|..فما صبرت للموج تلك السفائن
    وفي الكناية:
    ولو وطئت في سيرها جفن نائم..|..بأخفافها لم ينتبه من منامه
    وفي الجناس:
    وفوائد الأسفار في الدنيا..|..تفوق فوائد الأسفار
    والأسفار الأولى جمع سَفَر وهو الرحيل، أما الأسفار الثانية فجمع سِفْر وهو الكتاب.
    وفي التورية:
    وحرف كنون تحت راء ولم يكن..|..بدال يؤم الرسم غيره النقط
    وفي الطباق:
    غير مجد في ملتي واعتقادي..|..نوح باك ولا ترنم شاد

    ومن أبرع ما وجد عنده، استغلاله المعارف النحوية واللغوية للتعبير عن الآراء الفلسفية والملاحظات المتفكرة في الحياة والأحياء:
    والمرء كان، ومثل كان وجدته..|..حَالَيْه في الإلغاء والإعمال
    والباء مثل الباء..|..يخفض للدناءة أو يجر
    يقصد بالباء الأولى الجماع. كما يستخدم أيضاً مصطلحات البلاغة:
    تجانست البرايا في معان..|..ولم يجلب مودتها الجناس

     

    العروض والقافية

    للمعري معرفة بالعروض نادرة، وقد ألف كتاباً فصل فيه ضروب الشعر وقوافيه ومثل لها من نظمه. ويدل على اهتمامه بذلك نثره المعلومات العروضية في كل تآليفه. ونجد في شعره لفتات عروضية مثل:
    وإن الطويل نجيب القريض..|..أخوه المديد ولم ينجب
    أو:
    وقد يخطئ الرأي امرؤ وهو حازم..|..كما اختل في وزن القريض عبيد
    أو:
    وأكرمني على عيبي رجال..|..كما رُوي القريض على الزحاف

     

     

    التاريخ والقصص

    ولعل المعري هو أول من اهتم بالأساطير وفلسفها لتدل على ما يريد الإفصاح عنه من آراء. وقد أشار إلى معارفه التاريخية بقوله:
    ما مر في هذه الدنيا بنو زمن..|..إلا وعندي من أخبارهم طرف
    وقد اهتم بالقصص الديني وغير الديني كقوله:
    مثلما فاتت الصلاة سليمان..|..فأنحى على رقاب الجياد
    أو قوله:
    ومن لصخر بن عمرو أن قصته..|..صخر وخنساءه في السرب خنساء
    وهو معنى عميق يجعل فيه صخر بن عمرو في قصة الخنساء المشهورة رمزاً للجسد ابن الدهر، والخنساء رمزاً للنفس شقيقة الجسد ترتاع لفراقه وتتحسر عليه.


    تمثال أبو العلاء المعري في معرة النعمان

     

    فلسفة المعري

    تأثر المعري بمختلف الفلسفات التي سادت في عصره وأضاف إليها تجربته الشخصية وآراءه التي استقاها واختارها لنفسه. وأكثر آرائه الفلسفية حوتها اللزوميات. وكان يرى قدم المادة الكونية والزمان، وهذا أثر من أثار أرسطو، كما كان يرى خلودها وبقاءها:
    نرد إلى الأصول وكل حي..|..له في الأربع القُدُم انتساب
    ولكنه لا يثبت على هذا الرأي فيعبر في مواضع أخرى عن فناء المادة الكونية وحدوثها:
    وليس اعتقادي خلود النجوم..|..ولا مذهبي قدم العالم

     

    كما يؤمن بتناهي الأبعاد وهذا متصل بقدم العالم:
    ولو طار جبريل بقية عمره..|..من الدهر ما استطاع الخروج من الدهر

    رأيه في الأديان

    آمن المعري بالله إيماناً فطرياً وعقلياً يجعله لا يرتاب في وجود الخالق:
    أثبت لي خالقاً حكيماً..|..ولست من معشر نُفَاة
    بل إن صلته بربه قوية وأعز عنده من الدر والياقوت:
    وشاهدٌ خالقي أن الصلاة له..|..أجل عنديَ من دري وياقوتي

     

    والإيمان العقلي من آثار المعتزلة، ولما كان العقل المجرد قاصراً عن النفاذ إلى جوهر الدين وليس كل شيء يدرك به، جاء اضطرابه في مسألة النبوات، والبعث بعد الموت الذي يبدو ـ من اللزوميات ـ إنكاره له أو اضطرابه فيه:
    إن الشرائع ألقت بيننا إحناً..|..وأورثتنا أفانين العداوات

     

    رأيه في الجبر والاختيار

    يبدو المعري مؤمناً بالجبر إيماناً قوياً غالباً عليه:
    ما باختياري ميلادي ولا هرمي..|..ولا حياتي فهل لي بعد تخيير
    وفي مواضع أخرى يثبت عكس هذا:
    تعالى الذي صاغ النجوم بقدرة..|..عن القول أضحى فاعل السوء مجبراً

     

    ويبدو أنه انتهى إلى ألا جبر مطلق ولا اختيار مطلق، بل المرء متأرجح بينهما، فالعبد هو الذي يسعى ويطلب الأسباب باختياره ليصل إلى ما قدر الله مثل الذي يأخذ النار بيده فتحترق. فله حرية الأخذ أو الترك ويستلزم الأخذ جبرية الاحتراق:
    إذا قضى الله أمراً جاء مبتدراً..|..وكل ما أنت لاقيه بتسبيب

    رأيه في الدنيا

    أكثر آراء المعري صراحة هي تلك التي قالها في الدنيا، وكان يكنيها أم دفر وهو من أكثر من ذمها وكرهها، وبسبب ذلك كره الوجود وآثر العدم. وتمنى لو أنه لم يولد بل ويتمنى الموت لكل وليد لأنه سيقاسي الشرور:
    فليت وليداً مات ساعة وضعه..|..ولم يرتضع من أمه النفساء
    ومن ثم كره الزواج ولم يتزوج. أما عن آرائه الاجتماعية، فهو كان يبغض انقسام الناس إلى أغنياء وفقراء، ولذلك حث على أداء الزكاة وحمدها:
    وقد رفق الذي أوصى أناساً..|..بعشر في الزكاة ونصف عشر
    ونادى بالمساواة:
    لا يفخرن الهاشمي..|..على امرئ من آل بربر

     

    فلسفة الزهد

    وكان فيها متأثراً بأبيقور حين يقرر أن زهده كان زهد اضطرار لا زهد اختيار:
    وقال الفارسون حليف زهد..|..وأخطأت الظنون بما فرسنه
    ولم أعرض عن اللذات إلا..|..لأن خيارها عني خَنَسْنَهّْ
    فهو زاهد لأنه عجز عن تحقيق آماله، وقد راض هذه الآمال فامتنعت عليه فطلقها وهو ساخط لأنه عجز، وقد كان صريحاً في التعبير عن حبه الغريزي للذائذ، ولكن عقله كان يقف بالمرصاد للغرائز ويبين مساوئها حتى استطاع التحكم فيها نهائياً ولكن بعد جهاد طويل:
    نهاني عقلي عن أمور كثيرة..|..وطبعي إليها بالغريزة جاذبي
    ومما أدامَ الرُّزءَ تكذيبُ صادقٍ، ..|..على خُبرةٍ منّا، وتصديق كاذبِ

     

    لقد شهد جميع شعراء عصر المعري بفطنته وحكمته وعلمه، وعندما توفي ودفن في مدينته معرة النعمان اجتمع حشد كبير من الشعراء والأدباء لتكريمه. ولقد ألف العديد من معاصريه، ومن بعدهم كتباً ودراسات حول آراء المعرّي وفلسفته، مثل: «أوج النحري عن حيثية أبي العلاء المعري»، ليوسف البديعي، و«مع أبي العلاء المعري»، لطه حسين، و«رجعة أبي العلاء» لعباس محمود العقاد، وغيرهم كثير. كما ترجم كثير من شعر المعري إلى غير العربية. وقال ابن خلكان: «ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته».
    وكلما أبحر القارئ أكثر في سيرة «فيلسوف الشعراء»، سيصل إلى نتيجة تؤكّد أنه قال شعراً منذ آلاف السنين، صار يصلح لهذا الزمن الرديء.

     

    قائمة مؤلفاته

    رسالة الغفران
    ديوان اللزوميات
    ديوان سقط الزند
    رسالة الصاهل والشاحج
    رسالة الملائكة
    رسالة الهناء
    رسالة الفصول والغايات
    فقرات وفترات
    الأيك والغصون في الأدب يربو على مائة جزء.
    تاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، وهو أربع مائة كراس.
    عبث الوليد، شرح به ونقد ديوان البحتري.
    معجزة أحمد «يعني أحمد بن الحسين المتنبي»
    شرح اللزوميات
    شرح ديوان الحماسة
    ضوء السقط، ويعرف بالدرعيات
    رسالة الصاهل والشاحج

     

     

    قصائده

    إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ


    تمثال أبو العلاء المعري

    من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
    ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
    أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه
    إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
    إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
    إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها
    لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ
    إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
    اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ
    إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
    لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به
    لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم
    الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ
    قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ
    رَغِبْنا في الحياةِ لفرط جهلٍ
    عيوبي، إنْ سألتَ بها، كثيرٌ
    لذَاتُنا إبِلُ الزّمانِ، ينالها
    عَلِمَ الإمامُ، ولا أقولُ بِظنّه
    سمّى ابنَهُ أسداً، وليس بآمنٍ
    إن عذُبَ المينُ بأفواهِكم
    يحسُنُ مرأى لبني آدمٍ
    هذا طريقٌ، للهدى، لاحبُ
    إصفحْ، وجاهر، بالمرادِ
    دنا رجُلٌ إلى عِرسٍ لأمرٍ
    ألا عَدّي بكاءً، أو نحيباً
    تريبُ، وسوف يفترقُ التريبُ
    إذا هَبّتْ جَنوبٌ، أو شَمالٌ
    لسانُكَ عقربٌ، فإذا أصابَتْ
    أخلاقُ سكانِ دنيانا معذَّبةٌ
    إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
    إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ
    يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ
    أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها
    القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ
    الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت
    ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها
    تقواكَ زادٌ
    انفردَ اللَّهُ بسلطانه
    قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ
    أقيمي، لا أعد الحج فرضاً:أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً
    إذا قيل لك: اخشَ اللَّه
    سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ
    حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا

     

     

    قالوا عن المعري

    قال ياقوت الحموي فيه: «كان غزيرَ الفضلِ، شائعَ الذكرِ، وافر العلمِ، غاية الفهمِ، عالماً باللغةِ، حاذقاً بالنحوِ، جَيّدَ الشعرِ، جزلَ الكلامِ. شُهرتُهُ تُغني عن صفته، وفضله ينطقُ بسجيته».
    فأبو العلاء، عند ياقوت، ذو فضل في مواقفه وعطائه، وصاحب صيت وشهرة بالعلم لغة ونحواً وفلسفة، وذو مهارة بالشعر، وجزالة في الكلام نثراً وشعراً، وفي شهرته آية ناطقة بصحة وصفه، وطيب سجيته التي جُبِلَ عليها.

     

    كتب عنه أحمد عبد المعطي حجازي: «المعرّي بالنسبة لي شاعر قبل أي صفة أخرى، لكنه شاعر فريد لم يتكرر في الشعر العربي، فليس شعره من نسيج الذاكرة الجامعة الحافظة وتلفيقاتها، وإنما هو خيال شجاع محلق مغامر يمزق الصمت، ويطرق الأبواب، ويطرح الأسئلة الرهيبة، أسئلة الشاعر الملهوف المثقف المعذب بالتجربة الباحث عن الجواب. الشاعر كما تمثل في المعرّي كان عند الكثيرين طارئاً غريباً على الشعر العربي، أو كان مفكراً يستخدم الشعر، أكثر من كونه شاعراً يعيش الشعر بكل كيانه وجوارحه، أو لا يعيش إلا الشعر، فليس له شغل، ولا لغة، ولا متعة، ولا نسب، ولا قضية، ولا التزام إلا الشعر».

    يقول المستشرق الانجليزي نيكولسون: «الفيلسوف عندي هو الرجل الذي يبحث عن الحق ما استطاع، فإذا استكشفه أو استكشف ما يعتقد أنه الحق، لائم بين علمه وعمله ورتب حياته اليومية على ما يهديه إليه عقله من حقائق الأشياء وأصول الأخلاق، وفهمت من الفلسفة ما كان يفهمه منها قدماء اليونان والعرب أيضاً ورتبتها على نحو ما كانوا يرتبونها، فقسمتها إلى فلسفة طبيعية، وفلسفة رياضية، وفلسفة الاهية، وفلسفة عملية، ثم رأيت إن أبا العلاء قد كان فيلسوفاً بهذا المعنى الذي كان به فلاسفة اليونان والعرب فلاسفة».

    ويقول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: «لم يكن أبو العلاء أفلاطونياً، من أصحاب ارصطاليس، أو أنه كان من أصحاب الرواق، أو أنه كان من أصحاب ابيقور ولكنك تستطيع أن تقول أنه كان من هؤلاء جميعاً، يأخذ من كل فريق منهم ما يرضيه وما يلائمه في اللحظة التي يفكر بها. لم يكن أبو العلاء فيلسوفاً مقلداً أو مقصوراً على مذهب من المذاهب أو فرقة من الفرق وإنما كان متخيراً يأخذ من الجميع ويمزج ويستخلص فلسفته المتناقضة التي تمتلئ بها اللزوميات وفي كتبه المختلفة».

    كما يكتب طه حسين في موضع آخر متناولاً الجانب الديني بقوله: «أبو العلاء صادق فيما يقول فهو إنما ألف الكلم يبتغي بها رضا الله ويتقي سخطه، كُتبه نوع من أنواع التقرب إلى الله، ولون من ألوان العبادة له والإمعان في تسبيحه والثناء عليه، ولكن أبا العلاء يعبد الله ويتقرب إليه كما يريد هو ويختار، لا كما يريد الناس ويختارون».

    كتب الأستاذ فخري أبو السعود يقول: «ليس أبو العلاء أحد فحول شعراء العربية فقط، يحل منهم في الطبقة الأولى إلى جانب المتنبي وأبي تمام وابن الرومي، وليس هو أحد أساطين كتابها، يباري ابن المقفع والجاحظ وبديع الزمان، بل هو بين أدباء العربية شخصية فريدة فذة، يتشابه الآخرون في أشياء كثيرة حتى كأنهم أبناء عصر واحد، ويختلف عنهم جميعاً في أشياء كثيرة كأنه ابن عصر وحده، أو كأنه يمت إلى أدب وتراث ثقافي غير تراثهم وهذا التميز أهم سمات أبي العلاء».

    روى الثعالبي عن أبي الحسن المصيصي الشاعر قوله: «لقيت بمعرة النعمان عجباً من العجب، رأيت أعمى شاعراً ظريفاً يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كل فن من الجد والهزل يكنى أبا العلاء، وسمعته يقول: أنا أحمد الله على العمى، كما يحمده غيري على البصر، فقد صنع لي وأحسن بي إذ كفاني رؤية الثقلاء البغضاء».
    كما وصفه الشاعر أدونيس بالقول: «كان برجاً يرتفع وحيداً عالياً في حضارة البشر، وفي الجهات كلها يُرى ويتلألأ».

     

    تحطيم تمثاله

     


    قطع رأس تمثال أبو العلاء المعري في معرة النعمان

    في الوقت الذي تعطي فيه الدول الغربية أبا العلاء المعري مكانةً عاليةً بين أعلام العالم الكبار في الأدب والفكر والشعر، إلا أنه يلاقي الكثير من الجحود من أبناء أمته وأهله مع خفوت المد النهضوي العربي، والمحزن أن يد الغدر الجبانة قطعت مؤخراً رأس تمثاله الكائن في مسقط رأسه بتاريخ 11 شباط 2013 بحجة أنه كان كافراً زنديقاً وأن تمثاله من الأصنام، كما جرى إسقاطه من قاعدته، الذي تم نصبه تكريماً للمعري العام 1944 في مسقط رأسه في معرة النعمان، بمناسبة مرور ألف سنة على وفاته، وهو من أعمال النحات السوري فتحي محمد قباوة. لكن القضية أكثر مِن قطع رأس تمثال لأن السَّياف ما كان يقصد التِّمثال، فلو قصد ذلك لهدمه كاملاً، لكنه كان يقصد صاحبه، في عمل إجرامي يحمل في ثناياه اغتيالاً لعقول الفكر العربي التنويري.

     

     

    كلمة أخيرة

    لقد ترك أبو العلاء المعري حواراً وجدلاً، شغل به الأجيال والعصور، ولعله كان الأكثر حضوراً بين مجايليه في التراجم والرُّدود، فقد عاش عصره كواحد من العقول الرحبة يمزج الفلسفة بالشعر والشعر بالفلسفة بخيط من توقذ الذهن وقوة الذاكرة، ومواهب نظرية فريدة تأتت له، وعلوم واسعة حصلها بجده وبحثه، وعماه الذي كان بصيرة هزمت الباصرة، فكان بصيراً بين عميان تمايز عنهم بحكمة وفلسفة ونقد خرق الحجب وتجاوز المحرم وأباح الممنوع، فوصل إلى معدن المعرفة وأساسها العقل وهو يقول «لا إمام سوى العقل»، موصياً أن يُكتب على قبره «هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد» لتكون وصيته خالدة للأجيال مثيرة جدلاً مستمرا ًكما أثاره في حياته.

     

    المراجع

    – أبو العلاء المعري: عبد الكريم محمد حسين، الموسوعة العربية، المجلد الثالث عشر
    – أبو العلاء المعري: المكتبة الشاملة: http://shamela.ws/index.php/author/84
    – تجديد ذكرى أبي العلاء: طه حسين، القاهرة، دار المعارف، ط 6، 1963
    – أبو العلاء المعري: موقع المعرفة:
    http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%8A
    – رهين المحبسين كتب كثيراً ولم يبقَ سوى القليل: جريدة الشرق الأوسط، تاريخ النشر 19 حزيران 2006: http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=373799&issueno=10095
    – أبو العلاء المعري وبغداد بين الدين والفلسفة: نبيل الحيدري، موقع إيلاف، الخميس 21 تشرين الثاني 2013
    – أبو العلاء المعري حياته وشعره: كمال عيزوق، المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت 1986.
    – أبو العلاء المعرّي اعتزاله وعلاقته بالنجم سهيل: عادل نايف البعيني، جريدة «النور» السورية؛ العدد 613، تاريخ 5 شباط 2014
    – شعرية الفلسفة في أشعار أبي العلاء المعري: ليلى الدردوري: http://www.alnoor.se/article.asp?id=193522#sthash.WbDQov1R.dpbs
    – المعرّي، الفلسفة رهان أخلاقي على الحق: بطرس الحلاق: http://www.alawan.org/المعرّي-الفلسفة.html
    – المعري ــ الخيام ــ طاغور… توافق وتعارض: عادل نايف البعيني، جريدة «النور» السورية؛ العدد 617، تاريخ 5 آذار 2014.

     

     

    إعداد: علاء أوسي

    اكتشف سورية