Category: فنون الأدب

  • قصيدة عُـذرًا أيُّها الشَّهيدُ : يا نـَسْرُ عُــــــــــذرًا لاحْـتِـبـاسِ مَحابـِري  ..- للشاعر السوري : حسن ابراهيم سمعون..

    قصيدة عُـذرًا أيُّها الشَّهيدُ : يا نـَسْرُ عُــــــــــذرًا لاحْـتِـبـاسِ مَحابـِري ..- للشاعر السوري : حسن ابراهيم سمعون..

    حسن ابراهيم سمعون

    عُـذرًا أيُّها الشَّهيدُ
    يا نـَسْرُ عُــــــــــذرًا لاحْـتِـبـاسِ مَحابـِري
    ونـَفادِ أوراقِ الجَـــــــــــــــوى بـِدَفاتـِـري
    مِـنْ أيــنَ أغـْـتـَرِفُ الكـَــــــــلامَ وحِـبـْرَهُ
    وعُـيـونـُهُ صُـلِـبـَتْ بـِقاعِ مَحـــــــاجـِري
    فـَالكـَرْمُ مَــــــــــذؤوبٌ وشُـــذَّاذُ الــلِـحىَ
    كـَسَروا الدِّنانَ بـِـسَـكـْرَةٍ مَـعَ غـَــــــــادرِ
    وَلِـكـُــلِّ أمٍّ بالشَّـــهـــادَةِ رَحْــــــــــــــمَـةٌ
    وَفـَسيلُ غَــــــارٍ في رِيـَاضِ مَـقـــــابـِري
    دَمْـــــعُ الثـَّـكالىَ والـيـَتامى كـَوثـَــــــــــرٌ
    قـَطـَرَاتـُهُ أذْكـَـتْ بُخـُـــــورَ مَجـامِـــــري
    فاسْـتـَحْضَرتْ روحَ الشَّــــــهـيدِ وقـَـولـَهُ:
    سوريَّـتي أمِّي وَقـُــــــــــــــدْسُ ذَخائـِـري
    أنـتِ الأمَـانـَةُ صُنـْـتـُها بـِشَـهـادَتــــــــــي
    صَـوْنَ الوَريثِ لِـكابـِـــــــرٍ عَـنْ كـَابـِــــرِ
    أنتِ الشـَّـــــــآمُ وَلـَو حَـظِـــيـْتُ بـِرَجْـعَـةٍ
    لـَبـَذَلـْـتـُها طـَــــــــوعًا بـِطِـيبِ الخـــاطِـرِ
    *****
    سُوريـَّـتي رَدَّتْ : بـُنـَيَّ مُــــــــــــــــبَارَكٌ
    زُفـّـُــوا الشَّهـيـدَ إلى تـُرابي الطـَّــــاهِـرِ
    فـَيـَلـِيـْقُ بـِي عـُـرسٌ, أنا أمُّ الـــــــدُّنى !
    والقـَمْـحُ والصَّلصَالُ فـَـيْضُ عَنابـِـري
    حَرْفيْ حَكايا الشَّمْسِ في ثـَغـْرِ المَــدى
    وَيُـشَـرِّفُ الـتـَّاريخَ جَــــدْلُ ضَـفائِـري
    إنـِّي نـَفـَـخـْتُ الــــرُّوحَ فـي أسْـــفـارِهِ
    فـَحَـــــــبا لِـيـَرْقىَ مَجْـدَهُ بـِمَنابـِـــــري
    اللهُ مِـــــــــــنْ طْـوريْ تـَجـَـلـَّتْ نـَارُهُ
    قـَبَـسًا وَمَهـْــدُ الفـَجْـرِ طـَـيُّ نـَواشِـــــــري
    في سِـنـْدِيانيْ جَــبْهـَةٌ لِلــــــــــريْحِ إنْ
    عَصَفَتْ وَسَـيْفُ الحَقِّ قـَبْضُ كَواسِري
    إِنِّي سَأبـْقى قـَلـْعَـة ً وَعَـــــــــــــصِيـَّة ً
    وَالفـَضْلُ بَعـــــدَ اللهِ سِرُ عَساكِـــــري
    فـَعَساكِـري للأرْجُـــــــــــوانِ سُـلالـَة ٌ
    نَسَغوا الشَّهادةَ مِــنْ صُدورِ حَـرائِري
    أنـْــــــــــــــثى أنا وَسَــــنابـِـلي وَلاَّدَة ٌ
    فـَارْقـُـــــــــدْ بُــنـَيَّ مُـكـَللاً بـِمآثـِــري
    حسن إبراهيم سمعون
  • الشاعرة / شهيناز براح  Schahinez Berra / – تتحفنا  بقصيدتها : حضورك الغائب ..صرتَ أرقا يُلوح داخلي…يا حبيب الشوق…

    الشاعرة / شهيناز براح Schahinez Berra / – تتحفنا بقصيدتها : حضورك الغائب ..صرتَ أرقا يُلوح داخلي…يا حبيب الشوق…

     

    الشاعرة شهيناز براح


    حضورك الغائب …كتبت الشاعرة : شهيناز براح
    شعر : شهيناز براح
    صرتَ أرقا يُلوح داخلي…
    يا حبيب الشوق
    صرتَ ليالي الوحدة بداخلي…
    صرتَ الألم الصـــــــــارخ…
    بسكونك داخلي…
    لم تُغير عودتُك مني شيء…
    صالحتُ الكلمات…
    و أمضيتُ عقدي من جديد…
    لأخذ تأشيرة الأرق الدائم…
    و السرير البارد…
    تقلباتي وحيدةً عليه…
    و إنصهاري في خيالِ حضنك كالحديد….
    أ يكونُ عدلٌ أن تعود برحيلك؟…..
    كيف لي أن أقنع بوجودك الغائبْ….
    و لقياك الهاربْ…
    و شوقي الذي لفرط حنينه…..
    كسر سقف الخيال…
    و ألغى كلَّ التجاربْ….
    كل هذا فقط….
    لتقديس وجودك الغائب الهاربْ……

  • صور من أمسية الشاعر المبدع  / عواد ناصر / وتجربته الشعرية في المقهى الثقافي العراقي في لندن .. يوم الأحد الذي صادف 28 سبتمبر 2014 م..

    صور من أمسية الشاعر المبدع / عواد ناصر / وتجربته الشعرية في المقهى الثقافي العراقي في لندن .. يوم الأحد الذي صادف 28 سبتمبر 2014 م..

    من صور أمسية الشاعر عواد ناصر في المقهى الثقافي العراقي لهذا اليوم الأحد المصادف 28 سبتمبر 2014

     المقهى الثقافي العراقي في لندن إحتفى يوم الأحد هذا المصادف 28 سبتمبر بالشاعر المبدع عواد ناصر، بدأها بمداخلة مهمة من الشاعر الرائع فاضل السلطاني، حيث أستمع جمهور المقهى من خلالها الى شرح معمق وتحليل جاد ونقدي لنتاج الشاعر وشنف آذانه بقصائد مختلفة وإلقاء مؤثر من الصديق عواد، تناول فيها مجمل قضايانا وحركت مشاعرنا الخاصة والعامة بلغة بسيطة وعميقة ومؤثرة. كانت أمسية المقهى هذه من الأماسي التي لاتنسى، حيث ساهم العديد من الحضور في توسيع دائرة الفهم والتعريف بمنجز عواد ناصر وخصوصيته وتنوع تجربته، رغم الخيط الجامع لها منذ القصيدة الأولى له كما عبر عن ذلك الشاعر فاضل السلطاني في مداخلته القيمة وبقية المداخلات.
    أمسية المقهى الثقافي العراقي في لندن هذا الأحد 28 سبتمبر، حول الشاعر المبدع عواد ناصر وتجربته الشعرية.

     

  • الشاعر العربي الكبير / عبد الكريم الناعم / بقصيدته المتجددة : إنتظار المياه .. – من مجموعة” نقوش على العمود” الصادرة عن وزارة الثقافة عام  2010 م..

    الشاعر العربي الكبير / عبد الكريم الناعم / بقصيدته المتجددة : إنتظار المياه .. – من مجموعة” نقوش على العمود” الصادرة عن وزارة الثقافة عام 2010 م..

    الشاعر السوري الكبير / عبد الكريم الناعم

    إنتظار المياه

    بعضُ انْتِظارِ المواني قد يطولُ وقد
    تُعيدُ للماء أُنْسَ المَوْجةِ السُّفُنُ

    وّرُبّ أُنْسٍ على الأوتارِ مُلْتَبِسٍ
    أشاعَ فيه السّنا في لَبْسِهِ الشّجَنُ

    وَرُبَّ ( رُبَّ ) اليقينُ المَحْضُ فِطْرتُها
    وَفَيْضُ زَخّارها ماأَثْمَرَ الزّمنُ

    وَرُبَّ كأْسٍ على حافاتها حَزَنٌ
    شّرِبْتُها بُكْرَةً كي يُدْفَعَ الحَزَنُ

    وصاحبُ الحانِ يُلْقي ظِلَّ فِتْنَتِهِ
    حتّى كَأَنَّ النّوايا كُلُّها فِتَنُ

    أبو ظبي 26/10/2001
    من مجموعة” نقوش على العمود” الصادرة عن وزارة الثقافة
    ودار البعث عام 2010

  • الشاعر / عبد الكريم الناعم / من سورية مع قصيدته : تحيّةٌ لم تَصِل .-اقترب موعد مهرجان الشعر السابع عشر لرابطة الخريجين والجامعيين بحمص -من مجموعة ” نقوش على العمود”  ..

    الشاعر / عبد الكريم الناعم / من سورية مع قصيدته : تحيّةٌ لم تَصِل .-اقترب موعد مهرجان الشعر السابع عشر لرابطة الخريجين والجامعيين بحمص -من مجموعة ” نقوش على العمود” ..

    عبد الكريم الناعم

    تحيّةٌ لم تَصِلاقترب موعد مهرجان الشعر السابع عشر
    لرابطة الخريجين والجامعيين بحمص
    وأدرج اسمي في عداد الشعراء المشاركين
    وأصابتني نوبة قلبية حادّة بتاريخ 17/5/1995
    وكان قرار الطبيب عدم
    المشاركة ، فكتبت هذه الأبيات تحية للمهرجا ن،
    ثم سمح لي الطبيب بالمشاركة ، فلم ألق القصيدة،
    وتأخّر ألقاؤها لموعد آخر .
    سلاماً لِأَحْلى الأمنيات حُرِمْتُها
    ويارُبَّ ظمآنٍ وفي فَمِهِ نَهْرُ
    سلاماً لِأ ِفياءِ المساءِ يَلُفُّها
    إذا دَلَفَتْ في الدّار مِن غامِضٍ سِحْرُ
    سلاماً ، تَنادى المُحْتَفونَ فَأَشْرَقَتْ
    قلوبٌ ، وباسمِ اللهِ ، مِن وارِفٍ نَضْرُ
    سلاماً .. وتأتي الفاتناتُ على نَدىً
    فَيَضْحَكُ في الأرْدانِ من طيبِهِ العِطْرُ
    وتأتي ( عنودٌ ) من غياباتِ بُعْدِها
    لعلّي ، وقد عُوفيتُ ، يندى لها الشّعْرُ
    سلاماً ( عنودَ ) الشّعرِ إنّي أَخُصُّها
    جَهاراً ، وبعضُ الجَهْرِ ، في بَوْحِهِ سِرُّ

    ويأتي صِحابٌ يوقِدونَ قلوبَهم
    على أُفُقِ الأيامِ ، إنْ أَعْوَزَ الفَجْرُ
    فياأصدقاءَ العمْرِ إمّا جَلَسْتُمو
    ودارتْ على الأكوابِ من أُفْقِها الخمْرُ
    ضَعوا لي معَ الأقداحِ كأساً مُرَنَّقاً
    فقد يُؤْنِسُ الغيّابَ أنْ يَحْضَرَ السُّكْرُ
    سلاماً ، بعيداً عن أسى لاأريدُهُ
    وأُنْساً كما يندى بِتَهْطالِهِ القَطْرُ
    وَوَعْداً لِآ مالِ اللّقاءِ ذَخَرْتُهُ
    إذا كانَ لِلأَعْمارِ من تَوْقِها عُمْرُ
    حمص في 28/6/1995
    من مجموعة ” نقوش على العمود” الصادرة وزارة الثقافة ودار البعث
    عام 2010م

  • الشاعر السوري الكبير / عبد الكريم الناعم / بقصيدته الجديدة :  نَدْهَة …لاجدوى مِن إغلاقِ التّلفازْ ..فالصّورةُ ناشِبةٌ ..

    الشاعر السوري الكبير / عبد الكريم الناعم / بقصيدته الجديدة : نَدْهَة …لاجدوى مِن إغلاقِ التّلفازْ ..فالصّورةُ ناشِبةٌ ..

    نَدْهَة

    لاجدوى مِن إغلاقِ التّلفازْ
    فالصّورةُ ناشِبةٌ
    لابُهْمَةَ فيها
    ولا ألغازْ
    لاظُنّةَ فيها
    ولا تَخْمينْ
    أنتَ الرّقْبَةُ لاالسّكّينْ
    فاحْمِلْ فأْسَكْ
    واشْدُدْ بأسَكْ
    وكُنِ ْ التّابعَ والمًتبوعْ
    أوْ أنت غداً
    رأسٌ مَقْطوعْ
    حمص في 4/9/2014
    عبد الكريم الناعم
  • الشاعرة الشعبية صفية قنص – ..للذين لا زالوا تائهين في غياهب أفكارهم و أذقة عنترياتهم ..كتبت قصيدة : فوضى كبيرة وفقرما بيرحم حدا – الصحفي : بديع سليمان ..

    الشاعرة الشعبية صفية قنص – ..للذين لا زالوا تائهين في غياهب أفكارهم و أذقة عنترياتهم ..كتبت قصيدة : فوضى كبيرة وفقرما بيرحم حدا – الصحفي : بديع سليمان ..



    بديع سليمان

    قصيدة جديدة لوالدتي الشاعرة الشعبية صفية قنص ..للذين لا زالوا تائهين في غياهب أفكارهم و أذقة عنترياتهم أو عصبياتهم و جهلهم و تسببوا بدمار سورية قبل أن يدمرها أعداؤها ..
    فوضى كبيرة وفقرما بيرحم حدا
    ضاقت الأحوال بعد ما كنا بفضا
    شوهالحياة القاسية الكلا شغب
    والناس بالموت القبيح مهددا
    لا غاز لا مازوت لا عود الحطب
    و البعض بالسل ابتلى أو بالجرب
    والناس كلها عايشة بحالة غضب
    حالة كآبة و حزن صارت سائدة
    الظلم ساد و الحق اندثر
    وكتار مشيو عا طريق المنحدر
    هدم البيوت و تقطيع البشر
    فعل إبليس في ثوب الردى
    الناس توحشت و ارتدت ثوب العيوب
    واحد كثير المكر والثاني كذوب
    صبرا على البلوات يا أيوب
    حتى النفوس اتطيب بنور الهدى
    يا رب يا رحمان تأتي بالفرج
    صارت أحوال الناس في هرج و مرج
    واحد مقطعا طرافو بحالة حرج
    وواحد عمى العينين ما حولو حدا
    واحد مخطوف من العذاب يصيح
    وواحد موقوف مانو مستريح
    لا محمد بيرضى لا موسى و المسيح
    الشريعة واحدة والأراء معددة
    حاجي بأى تتعذبو يا سوريين
    كيف المحبة العامرة طول السنين
    صارت رماد و تشبه عظام الدفين
    و كيف الشرائع بالبشر صارت سدى
    بارود و قنابل سيوف و سكاكين
    ألاف الضحايا و تيتمو ملايين
    والناس في كل البلاد مشردين
    يحكوا حكايا الآخرة وطول المدى
    أسألك يا رحمان يا رب العلا
    ترفع خطايا الناس وتزيح البلا
    وليلنا الحالك يزول وينجلى
    وبعد المرارة تعود أيام الرضا
    أسألك يا رحمان يا رب البشر
    تشفع لنا بلأخرة ويوم الحشر
    وتجمع شمل الناس ويصفا هالكدر
    عا رأي موحد والأماني نجددا
    يا رب يا قدير يا عالي بسماك
    بجاه الرسل و كل نبي و ملاك
    تشملنا بعفوك و تاخدنا برضاك
    يا خير من حكم و خير من قضا
  • يالها من كلمات تدمي القلوب ..يارب .. هل كفرت بنا أوطاننا .. أم نحن أهل الكفر بالأوطان..- الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم…- Adeeb Alani

    رحل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم
    وصدى شعره يصدح في اذانناوالعرس عرسي كيف أصبح مأتما

    واستبدل الحناء دمعي القاني
    ومدينتي الزرقاء حلت شعرها

    والسلط والرمثا بحزن معان

    يارب .. هل كفرت بنا أوطاننا

    أم نحن أهل الكفر بالأوطان.

    يالها من كلمات تدمي القلوب
    الى رحمة الله العزيز الغفور الرحيم

     

  • الأديب خضر عكاري – مع قراءة في ديوان الشاعرة السورية “سهام سليمان” “أسود قان” – Nezar Baddour‎‏ – ‏محمد عزوز‏…

    الأديب خضر عكاري – مع قراءة في ديوان الشاعرة السورية “سهام سليمان” “أسود قان” – Nezar Baddour‎‏ – ‏محمد عزوز‏…


    محمد عزوز‏ و‏سهام سليمان
    من الصحافة
    (1455)
    قراءة في ديوان الشاعرة “سهام سليمان” “أسود قان”
    ديوانها “أسود قان” يحاول أن يتجاوز السّائد والمألوف في شعرنا الحديث أحياناً، وكيف يكون ذلك من شاعرة أنثى، حيث تتعانق وتتلاقى حول مفهومها الذي يتجلى في الهموم الذّاتية، وتندغم في كونيّة المعاناة ويتراءى لها طرح السُّؤال المعرفي في أتون وحمّى التجربة الشّعريّة، ما بين شاعرٍ وشاعرةٍ، حينئذٍ تترامى الفضاءات وتتماهى في / ثنائيّة / “النُّفور والتّلاقي”
    تجربة تكاد أن تكون أبعد من “الواقعيّة المعيوشة ” والكلام المزدحم بشفافيّة التّكثيف، في بنية القصيدة، والدّلالات الماسكة زمام المصالحة، والمصادفة اليوميّة.
    تشتغل شاعرتنا سهام سليمان نصوصها الشّعريّة، وتنحو بها على طريقة شعر “الهايكو” اليابانيّة، “قصيدة الومضة” من حيث الدّهشة والاختزال، واللامألوف في إتيان الجملة الشّعريّة، شاعرةٌ مجتهدةٌ، ومواظبةٌ في قراءات شعر “الحداثة / الحداثويّة وما بعدها” وومضاتها ذات حرارةٍ تتألّق برسم ونحت تجربتها، لها لون متمايز عن قصائد لشاعرات أخريات ذات إيحاءات ودلالات، وتلمّ بإتقانٍ من كلِّ بُستانٍ ما تشتهيه رغم أنّها تتعمّد عن قصدٍ أو غير قصدٍ الإطالة، وتتباين السّرديّة الضّجرة، وهي متمكنّة في الوصول إلى الدّهشة وعنصر المفاجأة وهذا ما نراه وقرأناه في ديوانها “أسود قان” تتعمَّد شاعرتنا لغة المشاكسة، فبدل -وهذا المألوف والسَّائد- أن تقول: أحمرُ قانٍ، شاكَسَتْنا وقالت وبكلِّ إصرارٍ وثقةٍ يجب أن أضع عنواناً لمجموعتي هذه تحت اسم “أسود قانٍ” وهذا ما يشدُّ القارئ إلى قراءة هذا المنجز الشِّعري لشاعرتنا.
    “لا تصُدّقوا ادّعائي/افتحوا وسادتي الوثيرة/سترون فيها ريش الحمام/انبشوا فراشي/ستجدون أسمال الأحبَّة/احرقوني/ستشمّون رائحة لدائن” ص122
    تجربة شاعرتنا تجربةٌ ساخنةٌ “طازجةٌ” وليس هي في بدايةِ تفتُّحها الشعريِّ، هناك ورودٌ في مساكب القلب، والُّلغة الحاضنة مداها المتخيَّل، وبعض انفراجاتٍ في صمودِ انفعالاتها، ودائماً تكون سيّدة المواقف وهاهي تتكِّىء بارتياح المحارب العائد بزورق حنينه، إلى المرأة الّتي أحبها وأحبَّته، هاهو: عوليس/ أوليس يعود إلى “بينلوبتهِ” الّتي صَبرت كما يقولون صبر أيّوب، وهي بانتظاره، وهي العارفة بلخّات قلبها أنَّ حبيبها قادم، وعائدٌ لها وإليها مُنتصراً على كلّ الّذين تقدَّموا إليها من الفرسان والأمراء، طالبين يَدَها لكن كان الرّفض والعناد والشّعور الدّاخلي بأنَّها ستلتقي بهِ، ولو لِرَّفة عينْ “الأسطورة”:
    “أشْبه بنلوب/ أُحيك سترةً لك في النّهار/ وأنْسلُ خيوطها في الّليل/ لا لكي انتظرك
    ولكن لِأتلمّظ الوقت” ص118
    وكما ترويه الأسطورة عن “بينلوبي” كانت ما تحيكه في النّهار، تنْسله في الّليل، وهي تحيكُ لِزوجها وحبيبها “عوليس” كنزةً صوفيّةً، ووعدت طالبي يدها للزواج واشترطت عليهم حين تنتهي من حياكة هذه الكنزة، وعلى هذا المنوال بقيت ردْحاً من الزّمان تحيك وتنسل حتى عاد أخيراً من رحلة الغياب، وعادا من جديدٍ إلى الحب وممارسة الحياة!
    والشّاعرة سليمان تجيدُ وتتقن لغة الحالات اليوميّة، ترصد بمنظار حدسها ماذا يخبِّئ لها القدر من مصادفاتٍ مُضيفةً إلى تجربتها حالة من اليقظة والحلم، بسرديّة لطيفة:
    “هناك شارع بين مقبرتين/ وربما هي مقبرةٌ واحدة/ شقّها العاقلون/ لكي يفصلوا النّساء عن الرّجال” ص111
    حتى في الموت هناك لا مساواة، ولا مقاربات حتى بين الرّجل/ المرأة، وكأنَّها الحالات القبليّة، والهاجس العشائري، تعود من جديد لتزيد الطّين بلَّةً بأن مازال الفرق شاسعاً ما بين الذكر/ الأنثى فمتى تنتهي هذه “المظالم” وتتقلص هذه المعاناة ونحن نعيش حضارة العولمة، وكبْسِ الأزرار؟!
    “إِن أصابتكَ النّجوم/ بعدوى الثّآليل/ فلا تتذكر من أرَّقكْ ” ص117
    شاعرةٌ شاطرةٌ، وتعرفُ ما تقوله، وتشعرُ بما تعنيه، تسوق القصيدة أمامها كخروف طيِّعٍ، يرغبُ أن ينامَ ويغفو ويحلم بين يديها، وهي تداعب بأصابعها قرنيه الصّغيرين، منتفضاً خوفاً، مبدياً عصيانه، نفوره منها ويروح إلى أسرته “قطيعه” فهاهي أُمُّهُ مُقْبلةٌ عليهِ تمسح وجهه، وتعطيه حَلْمة ضَرعِها ليرضع حتى الشَّبع، بعدها يروح “يُنَطْنِطُ” ثائغاً يُداعب خِرافَ جيلهِ، وأبناءَ عشيرته؟!
    ” أنا نعجةٌ ترعى الكلأْ/ أخافُ من الذّئب/ ومن الرّاعي/ في آنٍ معاً” ص54
    “الحب لا ينبتُ في الأرض القاحلة/ وإن أعشب عرضاً/ فلن تكون له جذور” ص80
    وهاهي الشّاعرة بِنصوصها المزحومةِ بالتَّكثيف، والهتافات من الصُّور الدَّاهشة، حيث لا تبْخلْ على القارئ باستراحاتٍ مُكيَّفةٍ بالوجدانيّات، والذّوبانِ المُستحب بين الذّاتي والخارجي مع هبوب ريح تامُّليَّةٍ “شرقيَّةٍ” قارصةٍ في صباحات نيسان، تجربتها ناضجة وإن بّدَرتْ بعض الرّموز فقد تكون “خجولةٌ” في فضاءات مكنوناتها الشِّعريَّة:
    “أنا يا صاحبي/ سأموتُ عنك وعني/ وأمشي في الجنازة/ مرتين” ص96
    * الكتاب: أسود قان
    * المؤلف: سهام سليمان
    * دار الينابيع ـ سورية 2010
    خضر عكاري
    ( جريدة البعث 28 تموز 2014)
  • الشاعر الفلسطيني / محمود درويش / مع قصيدته : اخرجوا من أرضنا .. من برنا .. من بحرنا .. من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا..- عامر رشيد مبيض مؤرخ‏ – ‏‎George Ashy‎‏ ..

     
    الحالة‏ ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏ – ‏‎George Ashy‎‏.

    اخرجوا من أرضنا .. من برنا .. من بحرنا .. من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
    الشاعر العربي العملاق محمود درويش – فلسطين العربية وعاصمتها القدس

    أيها المارون بين الكلمات العابرة
    احملوا أسماءكم وانصرفوا
    واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا
    وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
    وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
    انكم لن تعرفوا
    كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
    أيها المارون بين الكلمات العابرة
    منكم السيف – ومنا دمنا
    منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
    منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
    منكم قنبلة الغاز – ومنا المطر
    وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
    فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
    وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا
    وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
    وعلينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء
    أيها المارون بين الكلمات العابرة
    كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
    لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
    خلنا في أرضنا ما نعمل
    ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
    ولنا ما ليس يرضيكم هنا
    حجر.. أو خجل
    فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف
    وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم
    على صحن خزف
    لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
    أيها المارون بين الكلمات العابرة
    كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
    وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
    أو إلى توقيت موسيقى مسدس
    فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
    ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا
    وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة
    أيها المارون بين الكلمات العابرة
    آن أن تنصرفوا
    وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
    آن أن تنصرفوا
    ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
    فنا في أرضنا ما نعمل
    ولنا الماضي هنا
    ولنا صوت الحياة الأول
    ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
    ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
    فاخرجوا من أرضنا
    من برنا .. من بحرنا
    من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
    من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
    أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!
    (‏5‏ صور)