Category: فنون الأدب

  • بقلم الشاعر العراقي / فراس الفهداوي الدليمي / ..قصيدة بعنوان : لغة الحب جونارة سيا وتساؤلات عاشق …………

    بقلم الشاعر العراقي / فراس الفهداوي الدليمي / ..قصيدة بعنوان : لغة الحب جونارة سيا وتساؤلات عاشق …………

    لغة الحب جونارة سيا وتساؤلات عاشق …………بقلم الشاعر فراس الفهداوي الدليمي / العراق
    آآآآآآآآآآآه

    لماذا يداهمني اليأس كالعاصفة الخرساء فيسكنني
    الخوف حيث أمشي وينتابني جنون الأشواق ؟
    أسال من هذا السؤال
    ما أسمي ، أين عنواني .. أين وطني ..
    وفي أي مدنية أعيش ؟
    أهو خنجر يذهب بين عنقي وقلبي ..
    أم حسرة في تاريخي المجهول ؟
    آآآآآآآآآآآآآآه
    كأنني ذرات شذى انتشر في المواسم
    ولا من يلم عطري
    تولد حروف كلماتي وسط هدوء
    الليل وعلى أنامل العشاق ..
    فهل في عيني الغافيتين تلك الرغبة الباردة
    التي لا تحرق إلا الحشا ..
    ولا تخرج من الصدر إلا صرخة ثلج ناعمة
    تهبط رويداً رويداً ثم تذوب
    أأنا انحسار العشب من نبض القلب الموله
    بالسيدة البعيدة
    بأميرة الصباح والياسمين
    هل أحلم بالفردوس وراء هدوء المقابر
    هل أنام منهمراً كالرمل ، هل أصحو على خشب الاحتراق
    أية لافتة أرفع في ميدان العشق ووراء أي
    فارس نبيل أحمل رايتي ؟
    أمارس عذابي اليومي كأن على جمجمتي
    منقار نسر جائع يضرب في الذاكرة حتى يدميها ..
    فأي زمن مقبل يرفع عني هذا الثقل
    وأي ميدان أصيح فيه منادياً ومن يلبي النداء ؟
    أهي الفراشات تبكي فوقي وتسألني عن أسمي ؟
    أهو الورد يعجز غفلة عن السؤال ؟
    أهي نوارس البحر تنادي لتحفر لي قبراً في مكان
    ما تحت سماء تحت أي كوكب في أي أرض ؟
    أهي سنوات الرعب تمرح في الصدر وتغني
    معي أغنية الوداع ؟
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    يا ممالك الحب كيف أتفادى خناجر الحقد تضرب
    في الصدر والظهر ولا درع يردها عني
    هل أعلن للملأ قسوة الهجران
    وامرأة الصخر التي كلماتها حجارة ورسائلها قذف سهام
    تضرب مباشرة القلب ؟
    لماذا يتجاهلني الصبح ويجهلني فإذا أنا سجين الكهوف
    وسياط العمر التي لا تمتلك إلا النبض البطيء ؟
    هل تختلف الخناجر حول جسدي وروحي ..
    وهل يتكاثر علي الوشاة تكاثر الذباب حول الفريسة ؟..
    دائماً أزعم البراءة والسماح والحب الجميل
    فيبكي علي العمر وتحزن من أجلي الأشجار
    أية أجنحة تتدفق مع الموسيقى فلا تطرب لها ريح ..
    أية أحزان تتطاير شائهة على أعتاب السيدة
    الجميلة فلا تفتح لها الأبواب ؟
    أية شفاه تمتلئ بعطش الحزن ..
    فلا تغني لها سماء ولا ينتشي بها نهر
    ولا ينهض حطام المراكب الغرقى بكنوزها ؟..
    أهم العشاق يتسولون معي عطية العابر ..
    ولا عابر يمد يده بوردة أو بسنبلة أو بقطرة عطر ..
    غير العبوس والسخرية واللامبالاة ؟.
    هل يجيء وقت تعانقني يدها فلا أتلوى على حريق الرمل
    ولا أنهار في السراديب الغامضة تضرب بي
    سياط الجلادين ؟
    آآآآآآآآآآآآآه
    أنا الذي أروي وردة العشق بدموعي فهل تقترب مني
    أميرة الممالك تسأل عن جرحي وأشواقي ؟
    هل تجيء مع الضوء الأول لأنهض قبل رماد الغضب
    ولأتعهد لها أن أكون هنيهة الحب لا أهتف إلا باسمها
    ولا أخرج من صمتي إلا لها
    لا أكسب سنبلة القمح إلا من أجلها
    ولا تشرق شمس إلا لتقبل فمها
    ولا يجيء التفاح إلا ليلامس شفتيها
    لمن يبتسم الشعر في الذاكرة
    تباركه بالإنصات الجميل
    وتردده كالأغنية وتقول لبيت القصيد :
    آآآآآآآآآآآآه
    هل يمزق قلبي ملح الندم بعد
    هذه النداءات المتوالية ؟
    هاهي السيوف تتطاحن فوق جسد العاشق
    النبيل فمن ينقده من صليل السيوف
    إنها صخور تهطل كالمطر على أناملي المسمرة بحديد الليل
    فمن يوقف هذا النزف من تحت الأظافر
    سيد الأحزان قلبي
    يبكي بصمته الغريق
    فلا تجترحه معجزة ولا يبدده سراب
    من يسمع من وجيب الصدر الكلام المحال
    من يروي عمري بحصاد السنين
    فلا فائدة من كل كسب في الدنيا إذا لم يكن
    وجهها شمس الشروق وقمر الليل
    وندى الصبح لحظة تستيقظ الأفئدة
    والعيون ؟
    أسأل النهر والعشب على الضفاف من يجد لقلبي
    مرفأ سلام
    من يداعبني بالأمل الكاذب وأنا العارف
    بكل ما في الحياة قبضة ريح وباطل
    أيها الوجه الشاحب بأوراقك اليابسة
    أيتها الغابة المنسية وراء الجزر البعيدة
    أيتها القمم العالية التي لم يدنسها قدم مخلوق ..
    هل من مكان لي صغير بحجم الجسد
    هل من أوراق ندية خضراء تتساقط
    فوق جسدي لحظة الانتهاء كفناً ..
    أستر فيه جثتي وليس على فمي
    غير زهرة الحب الخالدة ..
    تبقى وحدها تموت وتحيا وتحيا
    وتموت كلما تعاقبت الفصول
  • بقلم الشاعر الفلسطيني / عمر دودين / قصيدة بعنوان : حبيبتي ….. هل سيأتي ذلك اليوم؟؟!! ……

    بقلم الشاعر الفلسطيني / عمر دودين / قصيدة بعنوان : حبيبتي ….. هل سيأتي ذلك اليوم؟؟!! ……

    حبيبتي ………….. بقلم الشاعر عمر دودين / فلسطين

    هل سيأتي ذلك اليوم؟؟!!
    تتعانق فيه العيون…
    وتشخص للسماء!!!
    ؛؛؛
    هل ستنكرين اسمي؟؟!!
    تتوه به الشفتان…
    يرهقهما الإعياء!!!
    ؛؛؛
    حبيبتي؛؛؛
    لعله موجود بين الضلوع …
    ترويه الدموع…
    مضيئة كالشموع!!!
    ؛؛؛
    لم يخطر ببالي يوماً ما…
    تتنكرين فيه لروحك…
    هل ستدعينها تخرج بسهولةٍ؛؛؛
    كماء نبعٍ…
    كنسيم بحرٍ…
    كبسمة طفلٍ!!!
    ؛؛؛
    حبيبتي؛؛؛
    بتُّ مدركاً أنكِ تنتظرين القمر!!!
    تراقبينه هلالاً…
    وتفرحين به بدراً…
    وتدمعين لحظة الغياب!!!
    ؛؛؛
    حبيبتي؛؛؛
    في ميلاد الأيام…
    في توالي الشهور…
    في تجدد السنين…
    أرى حباً يولد من جديد!!!
    ؛؛؛
    حبيبتي؛؛؛
    حبّكِ ينمو ويزيد…
    وعمري يمضي….
    وأُبْلِيْ كلَّ جديد!!!
    ؛؛؛
    هل ستترك الأيامُ لنا شيئاً؟؟!!
    ربما ستتركنا وحدنا…
    نبحث عن بعضنا!!!
    فالشوارع واسعة…
    والمدينة تعجّ بالزائرين!!!
    ؛؛؛
    يوماً ما؛؛؛
    سيجد طفلٌ قصةً…
    وسيرويها لصغاره بعد عمرٍ طويل…
    قصةٌ لم تبدأ بعد!!!
    ؛؛؛

  • الشاعر السوري (( عبدالله سليط )) بقصيدته :  نوم اهل الكهف … رح استريح  وسد باب  الريح وانسى الغمز ..

    الشاعر السوري (( عبدالله سليط )) بقصيدته : نوم اهل الكهف … رح استريح وسد باب الريح وانسى الغمز ..

    نوم اهل الكهف
    ………………..
    رح استريح
    وسد باب
    الريح
    وانسى الغمز
    باللوم والتصريح
    واكتب ع بابي
    التايب الندمان
    وسكّر شبابيكو
    بخشب وصفيح
    ورح نام متل
    الراجع وتعبان
    نوم اهل الكهف
    مارح زيح
    ومافيق الا وصوت
    سوبرمان
    يجلجل زوايا البيت
    لما يصيح
    وما احلم ولا اترك
    النسيان
    يترك غفى الاحلام
    للتشبيح
    بلكي اذا بيستيقظ
    الوجدان
    بليل العتم
    يفهم خوابي الروح
    ويكتب ع قبري
    ل مات كان مليح

    صورة ‏الشاعر عبدالله سليط‏.
  • الشاعر حسن إبراهيم سمعون والشاعرة عبير ديب في حوارية : بتحبني .. بحبك أنا ..  ريحة مطر يرتاح ع صدر الدني ..مع صور و فيديو يتضمن الجولة الأولى من الحوارية الغزلية.. وطن وعشق

    الشاعر حسن إبراهيم سمعون والشاعرة عبير ديب في حوارية : بتحبني .. بحبك أنا .. ريحة مطر يرتاح ع صدر الدني ..مع صور و فيديو يتضمن الجولة الأولى من الحوارية الغزلية.. وطن وعشق

    من قبل ‏حسن ابراهيم سمعون‏ على ‏تعليق‏ على منشور من ‏8 سبتمبر‏.

    فيديو يتضمن الجولة الأولى من الحوارية الغزلية.. وطن وعشق بيني وبين الشاعرة القديرة الأخت العزيزة عبير الديب مع المحبة والتقدير للجميع ….مع التنويه بأن التسجيل تم عقيب القصف المجنون على المنطقة بقذائف هاون حاقدة …والتسجيل مرفق مع النص مكتوبا .. للجمبع محبتي وتقديري
    (قالت الشاعرة عبير الديب بالمحكي)
    بتحبني ؟؟
    بحبك أنا ..
    ريحة مطر يرتاح ع صدر الدني
    ريحة كلام الولدني
    ريحة ملح بدموعنا
    يحفظ عجين الحب تَ يخمِّر ورد ع دروبنا
    و نكبر مَ نسأل من عمرنا الجاي باقي كم سني
    بتحبني ..؟
    قد الدني بحبك انا .. قد الشعر .. قد الخمر
    قد المسيح الي انتصر
    عالموت بالموت
    و حضر بيناتنا
    وقد الصور من يوم أدم حب حوا الماجِني
    بتحبني ..؟
    بحبك أنا .. أبعد من حدود الطهارة و الكفر
    أبعد من التنين عن روح الخضر
    أبعد من جنون الموسيقا والغني
    بتحبني ؟؟
    بعرف أنا .. و بحب أسمع كل يوم حروفها
    مركب أمان يسافر بحلمي و عروس يردني
    بتحبني ؟؟

    (فرددت مُعَـلـِّقـًا ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري
    بحبك أنا قد الخمر
    إنتِ عناقيد الهوى بليلة قدرْ
    إنت الشهر
    إنت البدر
    إنت الصلا
    إنت الحلا
    إنت الصَّليب الـ بحملو بعيد الفطر
    إنت الوطن يل بعشقو
    والقرص عنِّي والوَتر
    لولا العهرْ كان الحَجر
    متل الحرير بيغزلو ضو القمر
    حرف المحبي ضاع بدروب الأسى
    ياهل ترى منعود شي لحظة بشر؟
    (فردت مُعلـِّقة , ولها الشكر:)
    بحبك أنا
    ألبي طفل بيحضن حبك يرتمي
    وحبك سما
    عم اكتبا ..
    عم أرسما ..
    غيوما عطر ..
    لما عليي بينهمر
    ما بعود ساع من الفرح
    شو بحس .. و بيطلع معي كل الشعر
    و بأخرو التوقيع خمري ومختصر
    بوسي على شفاف الكلام مدوني
    بتحبني ..!؟!
    (فرددت عليها:)
    لا تسألي بتحبِّـني
    قـَـلبكْ طفل ؟
    قلبي مَهدْ , بيساعْ أطفال الـدّني
    يتوشوشو تحت السّما الـْ .. عَـمْ تـرسمي
    في لوحـتـكْ رَقصتْ حكايا منمنمي
    وقـَّعْـتْ خـَلـفِـكْ والخـتمْ كاسة عَـرق
    عَـرِّيشتا بخـبـز الحياة مـقـَربَـني
    (فردت عليّ مشكورة)
    بيساع أطفال الدني ؟؟ !
    قلبي طفل
    بِ غار من فكرة
    إذا مرت بمهدو ..
    و بالوما بِ لوِّن حدود السما
    بأسود .. غضب بِ عتِّما
    قلبي طفل .. بدو مهد
    قد الدني ..! و ما يساع غيرو
    هيك قلو الناصري .. بديرو
    و ع قربانو حلف
    تفاحتو وحدي وبأيَّ شرع
    مش رح تنتني
    (فرددت عليها )
    لازمْ تِــــغاريْ بالهـوى يامْــزَيـَـــني
    هادا الطـّـبيعي غِـيرتـِكْ المْشـَرعَـني
    غاري على التفاح من صَلـْب الهوى
    تفاحـــــــتكْ مـتـل العَـلمْ مابْـتـنـْـتـني
    لا تـقـبلي إلا وحــيدي قـــــــــــيامتا
    سرّ اليَـسوع مـطـَوَّبا خــبز الـــدّني
    شِـقي الكـَفـَن خـَلـِّي الشرع مايْـتـَلـّـتا
    متـــــلْ السَّبايا بالحَـديـد مكـَـربـَـني
    لاتغـضَبي من شاعركْ لاتــلــــوّني
    وجه السّما إلا بحروف مــــدَوزني
    لا تـزعلي قـَــلبي وطن في ساحِـتـو
    كسروا مَـراجـيح العشقْ والدَّلـْعَــني
    سرْقوا العَتابا وأوفِ مَشعل والغِـني
    رحْ ضلّ اكتبْ والحـبر من دمْعِـتـو
    صَلـّي مَعي أحلى صَلا بالـمَـيْجَـني
    حسن إبراهيم سمعون

    DSCF6373 (Copy) - Copy

    الشاعر حسن إبراهيم سمعون والشاعرة عبير ديب في حوارية بتحبني

     

     DSCF6158 (Copy) - Copy DSCF6311 (Copy) - Copy
    DSCF6372 (Copy) - Copy DSCF6374 (Copy) - Copy

  • الشاعر المصري المبدع (( محمد محجوب ))..يتحفنا بقصيدة جديدة بعنوان : (( في ظﻻل الشمس ))…المح خيالك يمشي معي…. الحظ خطواتك تعاندني…. تسرعين…الخطا…. تحتوين…الوقت….. اتمتم في نفسي….. هل… تسبقني….؟

    الشاعر المصري المبدع (( محمد محجوب ))..يتحفنا بقصيدة جديدة بعنوان : (( في ظﻻل الشمس ))…المح خيالك يمشي معي…. الحظ خطواتك تعاندني…. تسرعين…الخطا…. تحتوين…الوقت….. اتمتم في نفسي….. هل… تسبقني….؟

     

    فى ظﻻل الشمس… للشاعر محمد محجوب…
    المح خيالك يمشى معى….
    الحظ خطواتك تعاندنى….
    تسرعين…الخطا….
    تحتوين…الوقت…..
    اتمتم فى نفسى…..
    هل… تسبقنى….؟
    اجيب.. على سؤالى …..
    فى……. حيرة…..
    هل هى …خائفة….؟
    مما تخافين…يا حبيبتى…
    هل …تخافين…منى…..
    ام…… عليا………
    ارى عينها….تحدقان…
    يمنا….ويسرا…..
    ثم..ارى..عينها….
    تحتوينى….بلهفه….
    اقترب منها…….
    شوقا..اليها…..
    ثم …ابعد…عنها….
    خوفا….عليها…..
    انجيها….من بعيد….
    كنشوى …طفل…
    فى…يوم…عيد…..
    اسأل عنها …كانت مريضة….
    اطمئن…انها ..اصبحت..بخير…
    اقتل الوقت…بسيف الحنين…
    الملم فرحتى……
    الفها…..بخوفى……
    ارتبك للحظات……..
    افكر …فى…مصيرى….
    ابتعد………………
    مما يخبئه…الزمن…..
    لحبى….اﻷبدى…….
    ينتهى اللقاء….بالفراق….
    المح ظﻻل الشمس…..
    وهى فى أفق بعيد….
    تهرب خوفا من…ظلمات….
    الليل…البهيم…..
    الشاعر المصرى:
    محمد محجوب

  • الشاعر (( لبيد بن ربيعة : 560 ؟ ــ 660 م ؟)) هو : لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب ..-  المهندس :  جورج فارس رباحية ..

    الشاعر (( لبيد بن ربيعة : 560 ؟ ــ 660 م ؟)) هو : لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب ..- المهندس : جورج فارس رباحية ..

    لبيد بن ربيعة
    560 ؟ ــ 660 م ؟
    المهندس جورج فارس رباحية

    هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب . وفي كتاب الأغاني : هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر . يُكَنّى بأبي عقيل . لُقِّبَ والده ( بربيعة المُقترين أو ربيع المُقترين) لكَرَمـــــــه وجوده وسخائه وسؤدده . قتلته بني أسد في الحرب التي دارت بينهم وبين قومه وعُرفَت هذه الحــــرب بيوم ( ذي علق) ، ولبيد إذ ذاك صغير السن ، يقل عمره عن تسع سنوات . وأم لبيـــد تامرة بنت زنباع من عبس إحدى بنات جذيمة بن رواحة ، تزوّجــها أوّلاً قيس بن جزء بن خـــالد بن جعفر فولدت له ( أربد ) ثم تزوّجها ربيعة فولدت له ( لبيداً ) . ويفتخر لبيد بقوله : ( نحن بنو أم البنين الأربعة ) وأم البنين هي ليلى بنت عمرو بن عامر فارس الضحياء تزوّجها مالك بن جعفر فولدت خمسة من الأبناء ــ لا أربعة كما قال لبـــيد ــ وأعمامــه هم : أبو براء عامر بن مـــــالك المُلَقّب بـ ( ملاعب الأسنة) والطفيل فارس قرزل وسلمى نزال المضيق ومعاوية معوّد الحكماء وربيعة وبعد مقتل والده كفله أعمامه فنشأ في نعيم من العيش . وفي زواجه لم يكن لديه ولد ذَكَرْ .
    عاش لبيد حتى سئم طول حياته ، ونسب له الرواة عدة أبيات في أيامه الطويلة :
    قال وهو ابن السبعين :
    كأني ، وقد جاوزت سبعين حجة *** خلعت بها عن منكبي ردائيا
    وآخر قاله وهو في السابعة والسبعين :
    باتت تشكّي إليّ الموتَ مُجهِشةً *** وقد حملتكِ سبعاً بعد سبعينا
    وثالث قاله وهو في العاشرة بعد المئة :
    أليس في مائةٍ قد عاشها رجلٌ *** وفي تكامل عشرٍ بعدها عُمُرُ !
    فحقاً كان من المعمّرين ، ويذكر الرواة أيضاً أنه مات في أوّل خلافة معاوية بن يزيد في سنة 40 هـ أو 41 أو 42 ، وهي تُقابل سنة 660 ــ 661 م .
    عاش لبيد عيش السادات ينجد الضعيف ويُقري الضيوف ، مُترفّعاً عن التكسّب بشعره . ينظم شعره في أغراض الفخر والوصف وما شابه . فورث الجود عن أبيه والجرأة عن عمّه ( ملاعب الأسنة ) . فنال مركزاً حسناً في قبيلته منذ صباه . فهو في السلم رجل لهو وعبث وكرم وجود ، وهو في الحرب شديد البأس والشجاعة ، وهو في تقدّمه في العمر رجل حكمة وموعظة .
    أما سنة دخول لبيد الإسلام فهي بالتقريب سنة 629 م ، ويُذكر أنه أسلم عندما دخــــل المدينة متلمّساً دواء لعمّه فسمع تلاوة القرآن فأعجبته ، وتفيد الروايات أنه عاش في الإسلام 31 ســنة على الأكثر . وأجمع بعض المؤرخين أنه هجر الشعر بعد إسلامه حتى أنه لم يقل إلاّ بيتا واحداً وهم يختلفون على هذا البيت فمنهم من يقول هو :
    الحمد لله إذ لم يأتني أجلي *** حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
    ومنهم من يقول بل هو :
    ما عاتب الحرّ الكريم كنفْسه *** والمرء يُصلحه الجليس الصالحُ وذكر أيضاً بعض المؤرخين أنه بعد إسلامه انتقل إلى الكوفة وأقام فيها على عادته من نظم الشعر والكرم ، إلى أن توفّي بعد أن شبع من الحياة حتى سئم منها فقال :
    وقد سئمت من الحياة وطولها *** وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ !
    فلبيد الشاعر المخضرم من أصحاب المعلّقات (1) وله ديوان معروف شــــرحه الكثيرون من علمـــــاء اللغة منهم السكّري والشيباني والأصمعي وابن السكّيت والطوسي . إن لشاعرنا قيمة كبيرة عند قدمـــــــاء الأدباء وقال أحدهم عنه : ( انه أفضلهم في الجاهلية والإسلام وأقلّهم لغْواً في شعره ) . فقيل أنه كان مارّاً بالكوفة في آخر حياته فســـتُئِلَ : ( مَن أشـــتتعر العرب ؟ فقال : ” الملك الضليل ! أي امــرؤ القيس ” فقيل ثم مَن ؟ فقال : الغــــــلام القتيل ّ أي طرفة بن العبد ” قيل ثم مَم ؟ قال : الشــيخ أبو عقيل ! أي لبيد ” .
    مقتطفـــــــات من شــعره :
    1 ـ أشهر ما في ديوانه معلّقته التي تدور حول ذكر الديار ، ووصف الناقة ، ووصـــــف لهوه وغزله وكرمه ولافتخار بنفْسه وبقومه . وتقع المعلّقة ف 88 بيتاً من البحر الكامل :
    عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
    فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا
    دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا
    رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا
    مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا
    فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
    وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا
    وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا
    أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا
    فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا
    عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا
    شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا
    مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا
    زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا
    حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا
    بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا
    مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
    بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا
    فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
    فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا
    وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا
    بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا
    فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا
    فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
    أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا
    يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا
    بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا
    حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا
    رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا
    وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا
    فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
    مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا
    فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا
    فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا مَسْجُـورَةً مُتَجَاوِرَاً قُلاَّمُهَا
    مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَا مِنْهُ مُصَرَّعُ غَابَـةٍ وَقِيَامُـهَا
    أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ خَذَلَتْ وَهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَا
    خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَرِمْ عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وَبُغَامُهَا
    لِمعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنَّ طَعَامُهَا
    صَادَفْنَ منهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَا إِنَّ الْمَنَايَا لاَ تَطِيشُ سِهَامُهَا
    بَاَتتْ وَأَسْبَلَ وَاكِفٌ من دِيـمَةٍ يُرْوِي الْخَمَائِلَ دَائِمَاً تَسْجَامُها
    يَعْلُو طَرِيقَةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِـرٌ فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُـومَ غَمَامُهَا
    تَجَتَافُ أَصْلاً قَالِصَاً مُتَنَبِّـذَاً بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هُيَامُـهَا
    وَتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيرَةً كَجُمَانَةِ الْبَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَا
    حَتَّى إِذَا انْحَسَرَ الظَّلامُ وَأَسْفَرَتْ بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلاَمُهَا
    عَلِهَتْ تَرَدَّدُ في نِهَاءِ صُعَائِدٍ سَبْعَاً تُؤَامَاً كَامِـلاً أَيَّامُهَا
    حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ خَالِقٌ لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وَفِطَامُـهَا
    فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سُقَامُهَا
    فَغَدَتْ كِلاَ الْفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ مَوْلَى الْمَخَافَةِ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا
    حَتَّى إِذَا يَئِسَ الرُّمَاةُ وَأَرْسَلُوا غُضْفَاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَا
    فَلَحِقْنَ وَاعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ كَالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّهَا وَتَمَامُـهَا
    لِتَذُودَهُنَّ وَأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَذُدْ أَنْ قَدْ أَحَمَّ مِنَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا
    فَتَقصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ بِدَمٍ وَغُودِرَ في الْمَكَرِّ سُخَامُهَا
    فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
    أَقْضِي اللُّبَانَةَ لا أُفَـرِّطُ رِيبَـةً أَوْ أَنْ يَلُومَ بِحَاجَةٍ لَوَّامُـهَا
    أَوَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارُ بِأنَّنِي وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَا
    تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَـهَا أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا
    بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِن لَيْلَةٍ طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُـهَا
    قَدْ بِتُّ سَامِرَهَا وَغَايَةَ تَاجِرٍ وَافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُهَا
    أُغْلِي السِّبَاءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِقٍ أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وَفُضَّ خِتَامُهَا
    بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وَجَذْبٍ كَرِينَةٍ بِمُوَتَّـرٍ تَأْتَالُـهُ إِبْهَامُـهَا
    بَادَرْتُ حَاجَتَها الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ لأَعُلَّ مِنْهَا حِينَ هَبَّ نِيَامُهَا
    وَغَدَاةَ رِيحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِرَّةٍ قَدْ أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَا
    وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَا
    فَعَلَوْتُ مُرْتَقَبَاً عَلَى ذِي هَبْوَةٍ حَرِجٍ إِلَى أَعْلاَمِهِنَّ قَتَامُهَا
    حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدَاً في كَافِرٍ وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا
    أَسْهَلْتُ وَانْتَصَبَت كَجِذْعِ مُنِيفَةٍ جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَا
    رَفَّعْتُهَا طَرْدَ النّعَـامِ وَشَلَّـهُ حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وَخَفَّ عِظَامُهَا
    قَلِقَتْ رِحَالَتُها وَأَسْبَلَ نَحْرُهَا وَابْتَلَّ مِن زَبَدِ الحَمِيمِ حِزَامُهَا
    تَرْقَى وَتَطْعَنُ في الْعِنَانِ وَتَنْتَحِي وِرْدَ الْحَمَامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَا
    وَكَثِيرَةٍ غُرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ تُرْجَى نَوَافِلُهَا وَيُخْشَى ذَامُهَا
    غُلْبٍ تَشَذَّرُ بِالذُّخُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ الْبَدِيِّ رَوَاسِيَاً أَقْدَامُـهَا
    أَنْكَرْتُ بَاطِلَهَا وَبُؤْتُ بِحَقِّهَا عِنْدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَيَّ كِرَامُهَا
    وَجَزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَا بِمَغَالِقٍ مُتَشَابِـهٍ أَجْسَامُـهَا
    أَدْعُو بِهِنَّ لِعَاقِرٍ أَوْ مُطْفِـلٍ بُذِلَتْ لِجِيرَانِ الجَمِيعِ لِحَامُهَا
    فَالضَّيْفُ وَالجَارُ الَجَنِيبُ كَأَنَّمَا هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِبَاً أَهْضَامُهَا
    تأوِي إِلى الأَطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ مِثْلِ الْبَلِيَّةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُـهَا
    وَيُكَلِّلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ خُلُجَاً تُمَدُّ شَوَارِعَاً أَيْتَامُـهَا
    إِنَّا إِذَا الْتَقَتِ الْمَجَامِعُ لَمْ يَزَلْ مِنَّا لِزَازُ عَظِيمَـةٍ جَشَّامُـهَا
    وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي الْعَشِيرَةَ حَقَّهَا وَمُغَذْمِرٌ لِحُقُوقِـهَا هَضَّامُـهَا
    فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِينُ عَلَى النَّدَى سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَا
    مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ وَلِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّـةٌ وَإِمَامُـهَا
    لاَ يَطْبَعُونَ وَلاَ يَبُورُ فِعَالُهُمْ إِذْ لا يَمِيلُ مَعَ الْهَوَى أَحْلامُهَا
    فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ الْمَلِيكُ فَإِنَّمَا قَسَمَ الْخَلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُـهَا
    وَإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ أَوْفَى بِأَوْفَرِ حَظِّنَا قَسَّامُـهَا
    فَبَنَى لَنَا بَيْتَاً رَفِيعَاً سَمْكُـهُ فَسَمَا إِلَيْهِ كَهْلُهَا وَغُلامُهَا
    وَهُمُ السُّعَاةُ إذَا الْعَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ وَهُمُ فَوَارِسُهَا وَهُمْ حُكَّامُهَا
    وَهُمُ رَبِيعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهِمُ وَالْمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَاوَلَ عَامُهَا
    وَهُمُ الْعَشِيرَةُ أَنْ يُبَطِّىءَ حَاسِدٌ أَوْ أَنْ يَمِيلَ مَعَ الْعَدُوِّ لِئَامُهَا
    2 ـ وقال يرثي أربد وكان أخا لبيد لأمه ، حيث ذهب بوفد على الرسول مع عامر بن الطفيل وجابر بن سلمى بن مالك ، فعرض الرسول عليهم الإسلام فلم يُسلموا ، وفي عودتهم توفي عامر بالطاعون ، وأصابت أربد صاعقة فأحرقته فقالها من بحر المنسرح :
    ما إن تُعَرّي المَنُونُ مِنْ أحدِ *** لا والدٍ مُشْفِقٍ ولا وَلَدِ
    أخشى على أرْبَدَ الحُتُوفَ ولا *** أرهَبُ نَوْءَ السِّماكِ والأسدِ
    فجَّعني الرَّعدُ والصَّواعقُ بالـ *** ـفارِسِ يومَ الكريهةِ النّجُدِ
    يا عينُ هلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ *** قُمْنا وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ
    وعَيْنِ هلاَّ بكيتِ أربدَ إذ *** ألْوَتْ رياحُ الشّتاء بالعَضَدِ
    فأصبحَتْ لاقِحاً مُصَرَّمَةً *** حينَ تقضَّتْ غوابرُ المُدَدِ
    3 ـ لما استلم النعمان بن المنذر ( 580 ـ 602 ) م جاءه وفد من بني عامر للتسليم عليه وكان معهم لبيد فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي يؤاكله وينادمه ويكلمه على أعــــدائه العامريين فلما دخلوا فلم يكترث بهم النعمان فغضبوا ، فعرض لبيد على جماعته أن يهجو الربيع أمـــــام النعمان ، فاستأذن لبيد النعمان بالكلام فأذن له فقال أبيات من بحــــر الرجز بغضت النعمـــــان بالربيع حتى طرده وأكرم وفد العامريين :
    يا ابن المــــلوكِ السّادة الهَبنّقَـــــهْ
    أنا لبيـــــــدٌ ثمَّ هَذي المنزَعـــــــهْ
    في كُــــــلِّ يومٍ هامتي مُقَزَّعـــــهْ
    قانعــــــةً ولم تكــــــــنْ مُقَنَّـــــعهْ
    نحـــن بنو أم البنيــــن الأربــــعهْ
    ونحن خيرُ عامرٍ بنِ صعصــــعهْ
    المُطعمون الجفنَة المُدَعْــــــــدعهْ
    والضاربون الهامَ تحتَ الخَيْضَعهْ
    يا واهبَ المالِ الجزيلِ من سِـــعهْ
    سُــــيوفُ حَــقٍّ وجِفانٌ مُتْرَعــــهْ
    إليكَ جاوزنا بــــلاداً مُسْـــــــبِعهْ
    إذ الفلاةُ أوحشتْ في المعمَعـــــهْ
    يُخْبِرْكَ عن هذا خبيرٌ فاسمَعـــــهْ
    مَهْلاً أبيتَ اللّعـــنَ لا تأكلْ معـــهْ
    إنَّ اســـتَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعــــــــهْ
    وإنَّه يُدْخِـــــــلُ فيــــها إصْبَعَــــهْ
    يُدْخِـــــلُها حتى يُواري أشجَعـــــهْ
    كأنّمــــــا يطلبُ شـــــيئاً ضَيَّعَــــهْ
    4 ـ وقال يُخاطب ابنتيه لما حضرته الوفاة من بحر الطويل :
    تمنّى ابنتايأن يعيشَ أبوهثما *** وهلْ أنا إلاّ منْ رَبيعةَ أو مُضّرْ
    ونائحتانِ تَنْدُبانِ بعاَقِلٍ *** أخا ثِقَةٍ لا عَينَ منهُ وَلا أثَرْ
    وفي ابْنَيْ نزارٍ أُسْوَةٌ إن جزِعتُما *** وإن تسألاهمْ أن تُخْبَرا فيهِمُ الخَبَرْ
    وفيمنْ سواهُمْ من مُلوكٍ وسُوقةٍ *** دعائمُ عَرْشٍ خانَهُ الدّهرُ فانقَعَرْ
    فقوما فقوُلا بالذي قد عَلِمتُما *** ولا تَخْمِشا وَجْهاً ولا تَحْلِقا شَعَرْ
    وقُلا هو المَرْءُ الذي لا خليلهُ *** أضاعَ ، ولا خانَ الصَّديقَ ولا غَدَرْ
    إلى الحَوْلِ ثمَّ اسمُ السّلامِ عليكما *** ومَنْ يبكِ حَوْلاً كاملاً فقدِ اعتذرْ
    =====================
    16/11/2014 المهندس جورج فارس رباحية
    المفـــــــــردات :
    (1) ـ المعلّقات : هي من أجمل صور الشعر الجاهلي وأعذبه وكان ( حماد الراوية ) أوّل من جمعها في أواخر عصر بني أميّة في الشام ( 660 ـ 750 ) م وأواخر العصــــر العباسي ( 750 ـ 1258 ) م وأصحاب المعلّقات هم : امرؤ القيس ـ طرفة بن العبد ـ زهير بن ابي سّلمى ـ لبيد بن أبي ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ عنترة بن شدّاد ـ الحارث بن حلزة ـ النابـــغة الذبياني ـ الأعشى الأكبر ـ عبيد بن الأبرص إن تسميتها بالمعلّقات أو المُذَهَّبات ، أو السُّموط ( العقود ) فمختلف فيه ، إذ قال بعضهم أنّ العــرب لشــــدّة إعجابهم بها ، كتبوها بمـــــاء الذهب ، وعلّقوها على جدران الكـــعبة ، فَسمــِّيت بذلك المُعلَّقات أو المُذهّبات ونفى بعضهم تعليقها على جدران الكعبة وزعم آخـرون أنّ حمّاداً الراوية هوالذي جمع القصائد الطِّوال، وقال للناس : هذه هي المشهورات وقال آخرون إنّها سُمِّيَت بذلك لأنها من القصـــائد المسـتجادة التي كانت تُعَلَّق في خـــزائن الملـــوك والراجح اليوم انها سُمِّيَت أيضاً بالمعلَّقـات لتشبيهها بالسّـــــموط ، أي العقود التي تُعَلَّق بالأعناق ، وقد سُمِّيَت أيضاً بالمذهّبات لأنها جـديرة بأن تُكْتَب بماء الذّهب لنفاستها .
    المصــــــــادر والمــــراجع :
    ـــ ديوان لبيد بن ربيعة العامري ، دار صادر ـ بيروت
    ـــ طرفة ولبيد : فؤاد أفرام البستاني ـ بيروت 1929
    ـــ تاريخ الأدب العربي : حنا الفاخوري ـ الطبعة الثانية 1953
    ـــ شرح المعلّقات العشر : الزوزني ـ بيروت 1983
    ـــ شرح القصائد العشر : التبريزي ـ 1933
    ـــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
    ـــ مواقع على الإنترنت :

    الصور المصغرة للصور المرفقة
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	لبيد بن ربيعة ‫‬.jpg
المشاهدات:	27
الحجـــم:	20.1 كيلوبايت
الرقم:	1200
  • قصيدة : أدنو من النار في كأسي أجادلها .. يا طيب نارٍ تقول السر في العلنِ – للشاعرة السورية ؛ عبير الديب ..

    قصيدة : أدنو من النار في كأسي أجادلها .. يا طيب نارٍ تقول السر في العلنِ – للشاعرة السورية ؛ عبير الديب ..

    12189126_571480963028306_1084006496429481828_n
    عبير الديب
     أدنو من النار في كأسي أجادلها

    يا طيب نارٍ تقول السر في العلنِ
    اخضّب الكأس ثم الكاسُ يفعلها
    يخضب الروح في زهوٍ وفي شجنِ
    أقول (آهي) على معسول مبسمهِ 
    علّ اللمى في هجير السكر تنفعني
    يزداد منها أوار الشوق يحرقني
    زيتٌ وجمرٌ وخمرٌ دار في بدني
    حواءُ ما ثملت من غير آدمها.
    في حضرةِ اللهِ .. كيف اللهُ يمنعني ؟؟!
    يا قدس هيكله المنضود في جسدي
    لمّا اتحدنا .. حبانا النور من عدنِ

    عبير الديب

  • الكلمات من نظم الشاعر السوري (( ناجح خضر الحمود )) – قصيدة بعنوان  (( إنسانٌ بلا عنوان )) ..من سماء في بروجٍ عالية .. وحروقٍ في سماءٍ صافية..

    الكلمات من نظم الشاعر السوري (( ناجح خضر الحمود )) – قصيدة بعنوان (( إنسانٌ بلا عنوان )) ..من سماء في بروجٍ عالية .. وحروقٍ في سماءٍ صافية..

    قصيدة
    \إنسانٌ بلا عنوان\
    كلمات : ناجح خضر الحمود

    من سماء في بروجٍ عالية
    وحروقٍ في سماءٍ صافية
    وارتحال النفس في جنح الضباب
    وبقاء الروح في جذر التراب
    وانطلاقات الرياح العاتية
    صوب نار الحب والدمع الرصين
    وعيونٍ تملأ الوادي صراخاً من نبات
    أنبت القفر وصلّى في الممات
    يا بزوغ الفجر حين يوقظك الطريق
    هل هو السر بألوان الوجود
    أم تراكَ في سبات
    جذرك الهادي على جذع البريق
    حلمك المقتول في زمن الشقيق
    أين قافيتي ولحني يا زمن
    بتُّ مثل القمح في ظل السحاب
    أصفر اللون يغذيني العذاب
    إلا أنّ النفس باتت في اقتراب
    من ظلال العشق والنبض المزاح
    عن مرايا القلب أو ذاك الصباح
    كلا إنّ اللون يمتدُّ ليهديني الشفق
    في سكون اللحن أو ذاك الصخب
    و الشراع عائدٌ من حيث كانت دفة الملاح في زند الحكاية
    يا عطور النسوة اللاتي على صنع المرايا هائمات
    في سطور أو كسور أو مزق
    أو نهود عاريات من قلق
    أشرعت فيها المراكب والبحار
    ثم غاص الموت في رحمٍ تكور وانقبض
    وتلاشى بعدما صار مزق
    ويح ذاك المارق المحروق في جفن الردى
    غائبٌ عنك وعن ذاك الأفق
    إلا أنّ البسملة تأتي نحو الجلجلة
    والصراخ ……
    موسم النار الهزيلة
    في قلوب مستحيلة
    مثل أكواب الشراب
    علقَ الباقون أحذية الهنود
    فوق خيلٍ من شرود
    ثم راح الوقت ينتظر الحكاية
    والصبايا … هائمات في نجوم من أرق
    اكسر الوقت وزلزل مستحيلا
    أيها المسكون في قفر غريب
    ميتٌ ذاك البعيدُ ميتٌ ذاك القريب
    فاقترب من خد تفاحٍ وورد
    واحمل الطيب على مفتاح وعد
    ولتكن مثل السحاب
    في هطولٍ ويباب
    إنني البيت المسيج بالغياب
    إنني البيت المسيج بالغياب
    …. تمت
    حمص في 27\10\2015م

     

  • للشاعرة السورية (( هيام الأحمد )) – قصيدة : لو كنتَ تنصِفُ .. ! – طـفـلٌ هـواكَ بـروضِ الـقلبِ مـرتعُه .. -مشاركة ‏صورة‏ ‏هيام الأحمد‏ من قبل ‏الروائي والقاص نبيه الحسن‏…

    للشاعرة السورية (( هيام الأحمد )) – قصيدة : لو كنتَ تنصِفُ .. ! – طـفـلٌ هـواكَ بـروضِ الـقلبِ مـرتعُه .. -مشاركة ‏صورة‏ ‏هيام الأحمد‏ من قبل ‏الروائي والقاص نبيه الحسن‏…

    تمت مشاركة ‏صورة‏ ‏هيام الأحمد‏ من قبل ‏الروائي والقاص نبيه الحسن‏.
    هيام الأحمد

    لو كنتَ تنصِفُ .. !

    طـفـلٌ هـواكَ بـروضِ الـقلبِ مـرتعُه
    مـن ألـفِ حـبٍّ وروضُ الـقلبِ مرعانا

    كــم كـنـتُ أعـزفُ لـلعينين أغـنيتي
    وأسـكبُ الـضوء فـي الـعينينِ ألحانا

    إنّــي لـجـأتُ إلـى عـينيكَ يـحملني
    شـــوقٌ مــريـرٌ و مـتـبولٌ بـشـكوانا

    مـــرّ الــزمـانُ ولـــم تـــرأفْ بِـوالـهةٍ
    والــوجـدُ يــحـرقُ أهــدابـاً وأجـفـانـا

    و الحبُّ يسطو على قلبي وأوردتي
    وأنـــت تُـذكـي لـهـذا الـحـب نـيـرانا

    من ألف حبٍّ وعينُ الشوقِ ساهرةٌ
    وطـــارقُ الــوجـد بـالآهـاتِ أشـجـانا

    لـو كـنتَ تـنصفُ مـا أبـقيتَ من ألمٍ
    ولا زرعـــتَ ضــفـافَ الـجـرحِ أحـزانـا

    لـكنتَ تـلثُمُ ثـغرَ الـجرحِ فـي شَغَفٍ
    وتــمـلأُ الـــروحَ مــن كـفّـيكَ تـحـنانا

    وبـحـرُ حـبّـك فـيّـاضٌ عـلى شـفتي
    مـاكـان يـمـلكُ عـنـد الـبـوحِ شـطآنا

    عندَ الشروقِ أُهادي الفجرَ أجنحتي
    لِـنـسـبقَ الـعـمـرَ أزمــانـاً وأزمـانـا !!

    ونــرســلُ الــبــوحَ أطــيـاراً مـلـوّنـةَ
    ونــرسُـمُ الـشـعـرَ أشــكـالاً وألـوانـاً

    نـهـدهدُ الـوجدَ فـي أحـضانِ قـافية
    ونُـثْـمِلُ الـكـونَ مــن لــذّاتِ نـجـوانا

    هـاقـد أتـيـتُ بـليلِ الأُنـسِ أسـألُه :
    هــلّا أطـلـتَ بـهـذا الـلـيل مـلقانا ؟

    والـلـيلُ يـسـتُرُ أرواحــاً لـوِ الـتَصَقتْ
    خِــلّاً يـظـلُّ بِـثـوبِ الـسـتْرِ يـغـشانا

    يُـغري الـفؤادَ شـرابٌ مـنك أرشُـفُهُ
    فـكـيفَ أرجــعُ بـعـدَ الــوِرْدِ ظـمآنا ؟!

    أُسـائِلُ النفسَ مايُرضيكِ سيّدتي ؟
    تـقـولُ : رُحـمـاكِ هـذا الـبعدُ أضنـانا

    إنّـــي وهـبْـتُكِ أقـلامـي ومـحـبرتي
    صُـبّي الـحروفَ على الأوراقِ مُرجانا

    وعـتّـقي الـبـوح فـي أحـداقِ قـافيةٍ
    تُـخـامرُ الـقـلبَ كــي يـرتـدَّ سـكرانا

    مــا ذاقَ مــن فـتنة الـلذاتِ ذو ولَـهٍ
    إلا وعـــادَ بُـعـيـدَ الـسـكـرِ نـشـوانـا

    هـــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــام

  • من شعر: عايدة جاويش – قصيدة : يشعلُ أصابعي العشرةَ ليتسلى بإطفائها فيما بعد ..

    من شعر: عايدة جاويش – قصيدة : يشعلُ أصابعي العشرةَ ليتسلى بإطفائها فيما بعد ..

     

    هامِش القصيدة
    *عايدة جاويش

    خاص

    يشعلُ أصابعي العشرةَ
    ليتسلى بإطفائها فيما بعد
    ينفخُ قلبي بالوناً
    يطيرهُ في الهواءِ
    ويفجرهُ متى يضجر
    يَضعني على هامشِ صفحتهِ البيضاء
    دونَ توضيحٍ أو استطراد
    دونَ أن يستشهدَ بأصابعي العشرة
    وبدون حتى أن يدونها
    كرقمٍ في اقتباسهِ الأخير
    …..
    أهداني يوماً قصيدة
    قرأتُ كلماتها كلها
    ولم أستطع أن أميزَ
    بين مجاز جسدي
    ومجاز القصيدة
    ……
    معهُ
    رأيتُ كيفَ تنشقُ اللغة
    فتغدو مخابئ الكلمة
    فخٌ نقعُ فيهِ
    دونَ انتباه
    …..
    تلميذتكَ كبرت
    تمردت
    ومسحت غبار الطباشير
    عن تنّورةِ جسدها
    …..
    دونَ ترتيبٍ
    في منتصفِ الغرفة
    تركتُ كلماته مبعثرة
    على الأرضِ
    مرَّ الوقتُ
    على نارٍ هادئة
    قطعتُ البصلَ
    بعنايةٍ
    شَفيتُ اللحمَ عن كلماتِ الحب
    وبحذرٍ
    بدأتُ أطبخ
    ……
    صحيحٌ
    أنني الآنَ أبكي
    ولكن
    ليسَ من الحبِ
    وإنما من البصل :