Category: فنون الأدب

  • ردَّاً على نصّ (نصران) للأستاذ الشاعر حسن ابراهيم سمعون ضمن المساجلة الشعرية (غزل وكمشات حبق سورية) مع رحاب رمضان يقدم نصه وعنوانه (حضن الشام)

    ردَّاً على نصّ (نصران) للأستاذ الشاعر حسن ابراهيم سمعون ضمن المساجلة الشعرية (غزل وكمشات حبق سورية) مع رحاب رمضان يقدم نصه وعنوانه (حضن الشام)

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏أقف‏‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

    رد ‏رحاب رمضان‏ على ‏تعليق‏ على هذا المنشور.

    #نلتقي لنتكامل لا لنتفاضل
    ردَّاً على نصّ (نصران) للأستاذ الشاعر حسن ابراهيم سمعون ضمن المساجلة الشعرية (غزل وكمشات حبق سورية)
    اقدم نصي وعنوانه (حضن الشام)
    أتمنى أن ينال إعجابكم لكم محبتي أصدقائي
    حضنُ الشَّام
    إنّه الشّوقُ فزِدني
    في غِمارِ الشّام خُذني
    ضَمّةً بالنصرِ أشدو
    وارْتحِلْ فيَّ لفجرٍ
    صَوبَ آفاقِ التّجلي
    واسقني من بوحِ طُهرٍ
    و ارتَويني
    دَفقةً تروي حنيني
    تجعلُ الشَّمسَ غراماً
    في وَتيني
    من رَبابِ العطرِ اهمِ
    في سهولي وجُرودي
    وحدَها في صِدقِ بوحٍ
    قلَّدتْ عهداً بجيدي
    تسكُبُ العشقَ انتصاراً
    وانتشاءً بوريدي
    حينَ يروي الطهرُ أرضي
    لايُخانُ الحبُّ بعدي
    فاغمِسِ الخبزَ بملحي
    يغدو حلواً من جروحي
    وهمومي
    قاسيونُ الآنَ حُبّي
    منكَ كحَّلتُ عيوني
    صُنْ تراباً وثغورًا
    عانقتْ اسمَ الشهيدِ
    ياحبيبي ياشهيدي
    ذاتَ بدرٍ غنى يوماً
    في الخبايا للأماني
    انتِ عشقي … انتِ دِنّي
    فارشف اللحنَ هياماً
    من هضابي والحنايا
    لُفَّني بالحضنِ شوقاً
    وابعثِ الحبَّ حياةً
    في جذوري .. في مِجَنِّي
    فهنيئاً ياحبيبي
    نصرُكَ اليومَ مباركْ
    أنتَ فيه صُغتَ عشقكْ
    فاعتمرْتَ العزَّ تاجكْ
    قبلَ تنضيدِ الجُمانِ
    نصرُكَ الثاني احتواني
    فإليكَ القلبُ يهدي
    قبلةً أو قبلتينِ
    منك مني لارتهاني
    في خلودٍ للزمانِ
    رحاب رمضان
    نص الأستاذ الشاعر حسن ابراهيم سمعون
    نصران
    قلتِ لي : هيا أَميري
    واحتضنْ صَدرَ الذّمامِ
    راودِ الألحَاظَ فجراً
    واحترسْ تربَ التُّخومِ
    قلتُ ياعشقاهُ صبراً
    إنني للعشقِ صَائنْ
    أفتديهِ عِطرَ لَيلي
    واصباحاتِ النَّسيمِ
    يافتاتي لا أُهادنْ
    فانتصاري في هجومي
    طالما أرمي لثغرٍ
    سوفَ تغزوهُ سهامي
    إنني للعشقِ سَادنْ
    أجتني ريقَ النَّديمِ
    من رضابٍ صارَ أمضَى
    من سيوفِ الانتقامِ
    فامتشقتُ الحبَّ كأساً
    من كرومِ الغوطتينِ
    فاخلعي ( فستان) حربٍ
    واكتسي هَدْلَ الحَمامِ
    قاسيون الآنَ يدعو
    كلَّ عشَّاقِ السَّلامِ
    اغمدوا الأسيافَ طوعاً
    وارفعوا نَخْبَ الشآمِ
    هنّئيني يارحابي
    في انتصاري مرتينِ
    مرةً من أَسرِ نهدٍ
    ثم ضَمّي للترابِ
    إنني السوريُّ وَحْدي
    طَفْرَةً بينَ الآنامِ
    أقطِفُ النصرينِ طراً
    من قتَالي والغرَامِ
    حسن ابراهيم سمعون

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏أقف‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
  • الاهتزاز الثامن “للطينة… أنْ تُزْهر مرتين” سيرة من كانوا هنا  الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدويُّ الطينةِ”  للشاعر المغربي الحَسَن الكَامَح – مشاركة يونس العلوي

    الاهتزاز الثامن “للطينة… أنْ تُزْهر مرتين” سيرة من كانوا هنا الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدويُّ الطينةِ” للشاعر المغربي الحَسَن الكَامَح – مشاركة يونس العلوي

     

     

    للطينة أن تزهر مرتين الأخير31 (Copier)

     

    عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش صدر للشاعر المغربي الحسَن الكامَح الاهتزاز الشعري الثامن الموسوم ب “للطينة… أن تزهر مرتين ” سيرة من كانوا هنا وهو الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدوي الطينة” سيرة مكان، متكون من 165 صفحة من الحجم المتوسط، وقد صدر 2016

    تتوسط الغلاف صورة فوتوغرافية لمنطقة مسقط رأس الشاعر ومحور كل القصائد.

    DSC_4964

     

    ويضم الاهتزاز ثمانية عشرة قصيدة (18) تتوزع بين سنة 1982 وسنة 2016. وهي تدخل في إطار كتابة السير، وجاءت عناوين بعض هذه القصائد كما يلي:

    “هنا كانوا”…. “للطينة…. أن تزهر مرتين” … “جدي يؤسس عش العائلة”…. “إرث لا ميراث”… “مرثية مسعودة أما وجدة وروحا”…. “استريحي قليلا يا جدة”… “على فراش المنون”… “شيخ القبيلة.”.. “في بيت يوما ما سيقع”… “لمطرب القرية أنْ لا يتوقف”…. “أقف الآنَ على قبر أبي”…”أرثيه.”… “اقرأ يا بنيَّ ولا تسأم”…. “رحمة الله عليك يا خالة”… “ضيعوه وأي فتى ضيعوا”…. “حروف على قبر محمد”… “سلامٌ لكِ …يا سيدة هذه البلادِ”…. “لهم أهدي كتاباتي”

    والقصائد مرثيات لأناس أثثوا المكان في زمن غابر، تاركين خلفهم إرثا إنسانيا لمن بعدهم، فلم يتوقف وجودهم بموتهم بل استمر على تربة الأرض بين الجبال والتلال والهضاب… بين الأشجار والأماكن… والبيوت والمسجد والزاوية… والعيون والأعراس… والأفراح والقراح. وجودهم مرتبط بطينة الأرض وبتينة التين والزيتون والدوالي. فكل جدار من بيت يوجدون في كل العيون والسواقي والآبار وبين الحقول.

    والاهتزاز الثامن هو اعتراف ضمني وامتنان لجيل عمر المكان سنوات وسنوات خلت، وكي لا يضيع هذا التراث الإنساني بين حقب الأزمنة وتداخل العصور وتعدد الأجيال.

    ونقرأ في الغلاف الأخير:

    “ماذا عساني

    أنْ أقولَ لسيِّدٍ

    سكنَ الذات عمرا ولا زالَ

    وأنا وحيدٌ في الوغى تحاصرني الرماحْ

    ماذا أقولُ لقَصيدَةٍ

    تكْتُبني كلَّ يوم

    وتُضاجِعُني بعُنْفٍ مرارا

    كلَّ ليْلَةٍ حتَّى الصباحْ..؟؟

     

    قَصيدتُكَ سيِّدي

    عاصِيَّةٌ عليَّ وضاربةٌ فيَّ

    فارحْمني لعلِّي أولدُ منْ جَديدٍ

    فآتيك حفيدا

    اوْ آتيك قصيدا

    يُعيدُ ترْبيتي بينَ حروف الألواحْ”

    وقد سبق للشاعر الحَسَن الكامَح أن أصدر سبعة اهتزازات شعرية:

    1. الاهتزاز الأول: ” اعتناقُ ما لا يُعْتَنَقُ” 1992 عن دار قرطبة البيضاء

    وعن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش

    1. الاهتزاز الثاني: “هذا حالُ الدُّنْيا بُنَيَّ” 2013
    2. الاهتزاز الثالث “قَبْلَ الانْصِرفِ”2014
    3. الاهتزاز الرابع   “صَرْخَةُ أُمٍّ” 2014
    4.  الاهتزاز الخامس   “أراهُ فأراني” 2014
    5. الاهتزاز السادس: “بدويُّ الطينةِ” الجزء الأول: سيرة مكان 2015
    6. الاهتزاز السابع: “أنْتِ القَصيدةُ” سيرة ذاتية للقصيدة 2016

     

     

  • في «الشارقة للشعر الشعبي» مفردات تعزف على أوتار الشجن ..قصائد وطنية وغزلية – الشارقة:محمد ولد محمد سالم

    في «الشارقة للشعر الشعبي» مفردات تعزف على أوتار الشجن ..قصائد وطنية وغزلية – الشارقة:محمد ولد محمد سالم

    مفردات تعزف على أوتار الشجن
    قصائد وطنية وغزلية في «الشارقة للشعر الشعبي»
    تاريخ النشر: 09/02/2017
    الشارقة:محمد ولد محمد سالم
    الليلة الثالثة من أماسي مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورة الثانية عشرة كانت مميزة بطرائف الغزل وحكايات الرومانسية الجميلة، ولم تخل من قصائد في الحماسة، وتناوب على الإلقاء فيها ثلاثة شعراء، هم: عامر العايذي من السعودية، وهلال الصفليج الشمري من العراق، وأحمد شلشول من الإمارات، وأدارتها زبيدة البلوشي، وذلك بحضور محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي.
    الشاعر عامر العايذي ألقى عدة قصائد بدا فيها رقيق الطبع سلس العبارة، خبيراً بمعاني الغزل، وقصص العشاق، يعرف كيف يستولي على سامعه بحكاياته لتفاصيل العشق الدرامية، وقد بدأ بقصيدة تحية إلى الشارقة، ومن القصائد الجميلة التي قرأها قصيدة «والله أني أذكره»، وفي أشجان العاشق المتردد الذي يطول انتظاره لمحبوبته شهوراً وسنوات، يقول:

    السؤال الي يحير ولا يلقى جواب

    كاسرن قلب المعنّى وعيّا يجبره

    وبيني وبين الحبايب مشاريه وعتاب

    تهدم بيوت التواصل ما تعمره

    ولي ثلاث سنين صابر على مر وعذاب

    كل يوم أسوق نفسي لسور المقبره

    ليه يجفاني على ماشيا مال الذهاب

    وكل ما ألقيه وجهي يلقيني ظهره

    أحسب أني يوم شفته بعد طول الغياب

    يتضايق من قصوره ودمعه ينثره

    أحسب أني لو سألته وكثرت لعتاب

    يجتهد في جمع لعذار من شان أعذره

    أحمد شلشول نوّع في قراءته بين الغزل والحماسة، وهو شاعر مطبوع يمتلك أدواته الشعرية، وفي لغته أصالة، وقد بدأ قراءاته بقصيدة وطنية حماسية عدد فيها مآثر الإمارات وشعبها، يقول :

    العرق من لمسة إيدينك ترى ذاب

    عبّر ولا له في إيديني بياني

    يا كيف لو سليت رمشن من أهداب

    إن كان فارقت الحياه بمكاني

    يا نرجسي حسنك ترى حيل جذاب

    متعافي لا شاف زينك يعاني

    فحصت قلبي عقبها قال: بطياب،

    كذاب، ما يدري بسهمه رماني

    هذا دليل أن العشق ما له أطباب

    طبه وصال السولعي والدماني

    هلال صفليج في شعره قوة وأصالة، ومعانيه متدفقة، وحين يأخذ في الحماسة يستدعي تاريخاً كاملاً من الوصف والمجاز والمعاني الرفيعة النبيلة، ويستدعي رموز التاريخ شخصياته العظيمة، لكن له أيضاً في الغزل حضوراً وقدرة جميلة، ومعاني طريفة، في قصيدة «انتي» يحكي قصة طريفة مع تلك المحبوبة التي أعطاها قلبه، لكنها استبدت به، ونظرت وصدت وهجرت، وأصبحت عينها على غيره، ورغم ذلك لا يريد أن يتنازل عن حبه لها، وفاء للعهد الذي قطعه لها:

    يا بنت شفتك وسط قلبي تمشين

    الاّ، بعد من غير رخصة سكنتي

    وفسرتها من حسن نية، تمونين

    وانتي بعد شفتيه فاضي، ومَنتي

    بالك على جيران بيتك، تطلين،

    ترى عيون الناس تقول: خنتي

    أصبوحة شعرية

    شدت صباح أمس مجموعة من شاعرات الوطن العربي بأجمل القصائد فى الأصبوحة الشعرية التي نظمها المهرجان في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي ونخبة من الشاعرات وحضور كثيف من متذوقي الشعر.

    «وجيت ألبى الدعوة وكأني، حضرت اليوم في يوم عرسي وعيدي» بهذه الكلمات الرقيقة هلت الشاعرة لولوة الدوسري من السعودية، قصيدة المحبة والترحيب التي أهدتها للشارقة حاكماً وشعباً، وتنوعت بقصائدها ما بين الغناء والإلقاء ومنها: أجمل الرزق، أشوم من الردى، غصن قلب، أحبك، ولأنها تهوى الاختلاف والتميز، شاركت الحضور بقصيدة عمودية بعنوان «احتواء الذات» ومن أبياتها:

    إحتواء الذات يأبى دون أن ألقي الزمام

    يا غرام قادني قود السرية للوغى

    أجهشت عيني بكاء 

    من على دمعي مُلام؟

    الشاعرة الإماراتية «عيون القصيد» أهدت الحضور باقة متنوعة من قصائدها ما بين الوطنية والغزلية ومن كلماتها:

    يا مدرسة ه الأرض يا سيّدتها

    يا فاضلة بالمجد والأخلاق

    كل المشاعر لو طفت أوقدتها

    وتبسمت في وصلك الأعماق

    يا صاحبة كل السمو أوصدتها

    في داخلي لمقابلك أشواق

    وأما الشاعرة الكويتية العهود راشد، تقول في قصيدة «الصدق»:

    الصدق خلاني اعرف أحبابي

    وأسمع كلام قلوبهم وأشوفه

    واختتمت الأصبوحة ختام المسك مع الشاعرة الإماراتية كلثم عبد الله التي تتسم مفرداتها بالعفوية بقصيدة مهداة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقول فيها:

    تحيي زعيم الفكر والطيب والفخر

    وترفع له الرايات في جند وسريه

    في واجهة بحر المجاز انشرح لك بال

    وشفت السعادة تغمر صبي وبنيه

    وبحر الثقافة فاض في دولة الرخا

    وفي الشارجه مايات عيه ورا عيه

    ترى امبونها دار القواسم منيعه

    وأسطولها يبحر جنوب وشماليه

  • قصيدة للشاعرالمصري ( وليد محمد أحمد محجوب )..بعنوان : ملك الملوك سبحانه… جلت قدرته وإحسانه…

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏زهرة‏، و‏في الهواء الطلق‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏ ملك الملوك للشاعر المصرى: وليد محجوب ملك الملوك سبحانه… جلت قدرته وإحسانه… على كل خلقه… نشر رحمته ورضوانه… يرزق العاصى فى دنيته رغم معصيته أحكامه… يعطى سائله نعمته… رغم إهماله ونسيانه… يتوب على عباده… إذا تابوا إليه سبحانه… عالم الغيب والشهادة… جلت رحمته وغفرانه… رحمن …. الدنيا …. لكل إنسه وجآنه … رحيم …. الآخرة … للمؤمنين من عباده… ملك الملوك سبحانه… جلت قدرته وإحسانه… على كل خلقه… نشر رحمته ورضوانه… وليد محمد أحمد محجوب

  • نقدم لكم مساجلة شعرية بعنوان ( غزل وكمشات حبق سورية ) بين الشاعر  ‏‏( حسن ابراهيم سمعون‏ )  و‏الشاعرة  ( رحاب رمضان )

    نقدم لكم مساجلة شعرية بعنوان ( غزل وكمشات حبق سورية ) بين الشاعر ‏‏( حسن ابراهيم سمعون‏ ) و‏الشاعرة ( رحاب رمضان )

     ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏3‏ أشخاص‏
     ضمن مساجلة (غزل وكمشات حبق سورية ), بادرت الشاعرة رحاب رمضان مشكورة بإرسال نص غزلي موجـّـه لي عنوانه نصر,( أدرجته بعد نصي أرجو قراته لتتكامل الصورة ) فرددت عليها شاكرا مبادرتها بالنص التالي وعنوانه :

    نـَـصران ..
    قـلتِ لي : هــيّا أميري
    واحـتـَضِن صدرَ الـذّمامِ
    راوِدِ الألحـاظَ فـجـرًا
    واحـتـَـرس تـُـربَ الـتــُّـخومِ
    قـُـلـتُ : واعـشـقاهُ صَـبرًا
    إنـَّـنـي للعهدِ صائـنْ
    أفـتـَـديهِ عِـطـرَ لـَـيـلي
    واصطباحاتِ النـّـسيـمِ
    يا فـتاتي لا أهـادنْ
    فانتصاري في هُـجـومي
    طالما مَـرمايَ ثـَغـرٌ
    سوفَ تـَـغـزوهُ سِـهامي
    إنـّني للعـشقِ سادنْ
    أجـتـَـني ريـقَ النـّـديـمِ
    مِـن رضابٍ صارَ أمـضى
    مِـن سـيوفِ الانـتـقامِ
    فامـتـَـشقـتُ الحُـبَّ كأسًا
    مِـن كـُـرومِ الغـوطـَـتـيـنِ
    فاخـلعي (فـُـستانَ ) حَــربٍ
    واكـتـَسي هَــدلَ الحَـمامِ
    قاسـيـونَ الآنَ يـَـدعـو
    كُــلَّ عُـشــّـاقِ السَّـلامِ
    اغمدوا الأسـيافَ طـَـوعـًا
    وارفعوا نـَـخــبَ الشـَّـآمِ
    هَـنـّـئـيـني يا رحـابي
    في انـتصاري مَرَّتـيـنِ
    مـَـرَّةً فـي أسْــرِ نـَهــدٍ
    ثـُـمَّ ضَـمّـي للـتـَّـرابِ
    إنـَّـني السُّـوريُّ وحـدي
    طـَـفـرةٌ بـيـنَ الأنــامِ
    أقـطـفُ النـَّـصريـنِ طـُـــرًا
    في قـِـتالي والغـَـــــــرامِ
    حسن إبراهيم سمعون

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

    وهذا نص الشاعرة رحاب رمضان
    **نصر**
    ياأميرَ الفجر ، والعِشقُ لأَجلي
    جَنِّدِ الحبَّ جُيوشاً لليالي
    وارفع الكأسَ سِلاحاً
    يأسرُ الَّلحظَ كحيلاً
    في خدوري والذِّمامِ
    أَمطرِ الثَّغرَ سِهاماً
    وارمها في حُضنِ عِطري
    لاتهادِنْ في حدودي
    هذه الحَربُ افتراءٌ
    واعتداءٌ
    تبتغي سرَّ الرُّشيمِ
    أطلقِ اليومَ الحكايا
    في زغاريد الّصَّبايا
    وانهل الشوقَ عناقاً
    نحو نجمي والثُّريَّا
    كم سيبدو الحبّ نوراً
    قابَ كحلي في مسايَ
    كم سيغدو النَّجمُ صبَّاً
    في سمايَ
    إنني الشّامُ سلافٌ
    فاغتبقْ منّي رُضاباً
    ينثرُ الرّوحَ مرايا
    إن سألتُ البدرَ غنّى
    لحنَ ميسٍ من قدودي
    ثمّ رقْصٌ هامَ شوقاً
    أثملَ الفستانَ قبلي
    عاشقاُ بوحَ النَّسيمِ
    إنّها الحربُ افتراءً
    واعتداءً
    فلتخضها ياحبيبي
    وازرع النَّصرَ المُجلَّى
    واتكىء فوقَ النُّجودِ
    واحتضنْ منها تراباً
    بين صدري والزُّنودِ
    ينعشُ القلبَ المدمَّى
    بينَ جدرانٍ لعطْرٍ
    عانقَ الرُّوح اشتياقاً
    وانتصاراً يا نديمي

     صورة ‏رحاب رمضان‏ الشخصية ، ‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏‏
  • اختار الكاتب ( محسن الموسوي ) عنواناً متعدد الدلالات لروايته الجديدة «سلاف بغداد» – مشاركة : عبده وازن

    اختار الكاتب ( محسن الموسوي ) عنواناً متعدد الدلالات لروايته الجديدة «سلاف بغداد» – مشاركة : عبده وازن

    اختار الكاتب محسن الموسوي عنواناً متعدد الدلالات لروايته الجديدة «سلاف بغداد» (المركز الثقافي العربي 2017) جامعاً بين ما تحمل كلمة «سلاف» من مترادفات وأبعاد تاريخية مرتبطة بالحانة نفسها التي عرفت اوج ازدهارها في الخمسينات العراقية وكانت ملتقى الأدباء و»الغرائب» كما يعبر راويه الثاني، وبين الأحوال المتقلبة تاريخاً وواقعاً التي شهدتها بغداد مدينة المآسي المتعاقبة. وبينما تبدو حانة «سلاف» هي البطلة الرئيسة في المعنى الافتراضي تبرز قبالتها بغداد نفسها بطلة اخرى، ومنهما تنطلق الشخصيات التي تحفل بها الرواية. وعبر هذه الازداوجية يتضح عزوف الموسوي عن تسمية روايته «حانة سلاف» مثلاً، فالرواية هي روايات في آن واحد: رواية بغداد ورواية حانة «سلاف» بروادها ووقائعها، وهي ايضاً رواية الساردة الأولى التي تدعى سميرة محمد توفيق مدرّسة مادة الجغرافيا في احدى ثانويات البنات، ورواية الكاتب حمدي السماك صاحب المخطوط الذي يحمل عنوان «دفتر سلاف» والذي تقع عليه سميرة وفيه يروي السماك احوال الحانة وبغداد وقصصاً هي بين الواقع والمتخيل.

    ولئن استهل الموسوي روايته عبر صوت سميرة الراوية الأولى، فإنما ليمهد السبيل الى الراوي الثاني صاحب المخطوط الذي يدعى حمدي السماك، وهو شاعر وروائي معروف وأحد رواد «سلاف» ولا يظهر اسمه الا في الختام بعدما ظل مجهولاً في البداية ومحلّ شك وحيرة. لكنّ المخطوط يُرفق لاحقاً برسالة كتبها ايضاً حمدي وأرسلها صديقه بهنام الى نجم صاحب «محل الجقمقجي للتسجيلات» الذي يقع مقابل حانة «سلاف».

    هذه الرسالة تبدو ملحقاً للمخطوط الرهيب الذي شاء الموسوي ان يحافظ على طابعه بوصفه مخطوطاً مضطرباً نظراً الى ما يضم من قصص وأخبار شبه غرائبية طالعة من عمق التسعينات العراقية، الواقعة تحت الحصار والاحتلال. أما نجم الذي تلجأ اليه سميرة بغية تصليح جهازها( الكومبيوتر) المتعطل، فهو الذي يفتح لها خزانة ابيه التي كان يودع فيها المخطوطات التي يسلمه اياها الروائيون والشعراء لتنجو من الضياع او الحريق. ويجد نجم في سميرة ضالته ليقدم لها بعضاً من تلك المحفوظات وبينها «دفتر سلاف» الذي لا يحمل اسم مؤلفه.

    البوصلة

    وكما يتصور الراوي في المخطوط خارطة بغداد التي اضحت في حقبة التسعينات «تيهاً بتيه» يسعى الموسوي الى رسم هذه الخارطة دامجاً بين البعد الجغرافي والبعد الثقافي، الواقعي والتخييلي، المأسوي والغرائبي. انها بغداد حقاً ولكن انطلاقاً من بوصلة «سلاف» الحانة التي اضحت منطلق السرد ومآله. فـ «الحانة» هي الحيز الذي تتجلى فيه صور المدينة والأحلام المكسورة والخيبات… مدينة الشعراء والروائيين والمضطهدين والمهزومين او كما يقول حمدي في المخطوط، مدينة «جيل الإيديولوجيات والمفاهيم الكبرى» الذي اضحى في «مهب الريح»، الجيل الذي ما صارت «بقاياه سيف دون كيشوت المكسور» بعدما افرغته «الدكتاتورية وحكاية الحزب الواحد من الإرادة طوعاً او كرهاً».

    لا تخلو رواية الموسوي من الحنين الى بغداد على رغم الرثاء الذي تضمره او تجاهر به لها. الحنين الى بغداد «سلاف» وإلى اماكن بغداد نفسها التي محا الحصار والاحتلال «علاماتها». ومن يعرف بغداد جيداً يدرك سر استعادة الكاتب لشوارعها وساحاتها ومقاهيها ومكتباتها ولأناسها الحقيقيين الذين اضحوا اطيافاً او غادروا: شارع الرشيد، ساحة الرصافي، مكتبة اوروزدي باك، سويس كافيه، شارع الخيام، شارع ابو نواس، شارع السعدون، مطعم كبة اربيل… وفي المقدم دوماً حانة «سلاف» التي كانت مربض خيل الشعراء والروائيين على اختلاف مراتبهم وأعمارهم وأمزجتهم : كاظم جواد، حسين مردان، رشدي العامل، بلند الحيدري، وسائر الصعاليك ومنهم عبدالرحمن طهمازي وصلاح فائق… اضافة الى حمدي السماك صاحب المخطوط او الكاتب «المرعوب من نفسه، من الأميركيين، من صدام، من الجميع…».

    يغلب طابع الرثاء في الرواية على رغم الحنين الذي تفيض به. بغداد بل عراق التسعينات لا يليق بهما سوى الرثاء وربما الندب والبكاء. انها الحقبة الأشد قسوة وبؤساً، تجمع بين انهيار نظام دكتاتوري ونهوض سلطة اخرى هي الاحتلال الأميركي الذي جعل البلاد في حال من الاضطراب التام. يقول الرواي: «اصبحت بغداد كشكولاً، خردة وأكواماً من كل شيء». خطف وقتل وفقر مدقع ، قنابل وقذائف، برد وجوع، رعب وكوابيس وجثث، شوارع تغص بالمجانين والمشردين واللصوص، جنود وجماعات مسلحة، بيوت تخلو من اثاثها والدينار الى المزيد من السقوط… وتقول سميرة: « ثقافة الاحتلال جاءتنا بربطة للرأس وعباءة تلف الجسد». اما الراوي فيشبّه انتهاك «الفئران والجراد» لبغداد بالانتهاك المروع الذي وصفه ألبير كامو في روايته «الطاعون». وليس مستهجناً ان يعود الى كتب التاريخ ومنها مثلاً «كتاب الحوادث» المنسوب لابن الفوطي ليقرأ على ضوء مآسي الماضي مأساة بغداد الراهنة.

    ومما جاء في متن الكتاب: «ووضع السيف في اهل بغداد وما زالوا في قتل ونهب وأسر وتعذيب الناس بأنواع العذاب… فقتلوا الرجال والنساء والصبيان والأطفال فلم يبق من اهل البلد الا القليل وأحرق معظم البلد وجامع الخليفة وما يجاوره واستولى الخراب على البلد…».

    أجواء «الليالي»

    معروف ان محسن الموسوي الناقد الأكاديمي هو واحد من اهم المشتغلين على كتاب «ألف ليلة وليلة» وله في في هذا الحقل اكثر من بحث بالعربية والإنكليزية وأحدثها دراسته الأكاديمية الضخمة «الذاكرة الشعبية لمجتمعات «ألف ليلة وليلة» (المركز الثقافي العربي). لكن الموسوي هو روائي ايضاً و «سلاف بغداد» هي روايته الخامسة، وقد عرف كيف يوفق بين التجربتين، تجربة الناقد الأكاديمي الرصين الغائص في مفاهيم السرد وتقنياته، وتجربة الروائي او المبدع.

    ولعله في «سلاف بغداد» يبدو شديد الاستفادة من اجواء «الف ليلة وليلة» او مناخاتها ولكن بعيداً عن الاقتباس او التأثر المباشر لا سيما من الناحية التقنية او الأسلوبية. فمدينة بغداد التي يرويها الموسوي لا تبدو غريبة عن الطابع العجائبي لبغداد «الف ليلة وليلة» على رغم تاريخية الوقائع في «سلاف بغداد» ومأسويتها.

    وكم بدا حضور شخصية حنون الذي يوصف بـ «المخبول والمجنون الذي يجوب بغداد ليلاً ونهاراً» جذاباً وكأنه من شخصيات «الليالي» لطرافته المشبعة هنا بالبعد الفجائعي، فهو عاش تفاصيل المذبحة التي قضى فيها اهله وأصيب بما يشبه العته.حنون هذا هو الذي سيفتح امام الراوي ابواباً شبه سرية تشبه ابواب «الليالي» وتقود الى سراديب تؤدي الى عالم غير متوقع وإن بدا واقعياً ظاهراً. حنون هو الذي يقود الراوي الى ملجأ العالم يوحنا السرياني الذي كان ايضاً من رواد «سلاف»: يدخله من باب خفي في بناية خلفية متآكلة ثم يفتح باباً آخر يفضي الى قاعة ثم دهليز وسرداب وهناك يجد يوحنا الذي ارسل يطلبه لينبئه بأن «سلاف» سيتعرض لانفجار كبير اولاً، ثم ليعرّفه الى ابنته كوليت التي تدمن قراءة كتبه وتميل اليه، وليتيح امامهما فرصة اللقاء الذي تحتاج اليه ابنته لتخرج من ازمتها النفسية التي تواجهها بعد مشاهدتها جثة تفترسها الكلاب في الشارع وقد تحولت في دخليتها الى كابوس. في هذا الملجأ الذي أوى اليه يوحنا خوفاً من الاغتيالات التي يتعرض لها العلماء في العراق حينذاك، تقوم حياة بكاملها ويحتل احدى القاعات منظار يرصد يوحنا وكوليت عبره حركة الكواكب والفلك. يقع الراوي في حب كوليت ويتبادلان القبلات ويتعانقان ثم تنتهي بهما العلاقة الغريبة الى الزواج. والزواج يتم على يد الشيخ عيسى الذي يوافق على بقاء كوليت على دينها. ومثلما أدخل حنون الراوي في باب المخبأ السري يدخله ايضاً الى مخبأ آخر عبر باب مطعم «كبة أربيل» في جولة يقومان بها في ليل بغداد. وهنا يدخلان رواقاً طويلاً فارغاً ويجدان نفسيهما امام باب سري ينفتح امامهما ويفضي إلى باب آخر يفضي الى قاعة تحتلها مائدة غريبة ومن سقفها تتدلى اجساد…

    انها فعلاً اجواء غرائبية ولكن غير ممعنة في التغريب لأنها تظل على محاذاة الواقع. ولا يمكن هنا اغفال الرحلة الغريبة التي يقوم بها حنون والراوي الى مدينة بعشيقة التي يقطنها بهنام شقيق يوحنا، ممتطيين حمارين نتيجة إصرار حنون واعتقاده ان الحمير لا تُفخخ ولا تُفجر. لكن الحمير تُستبدل ببغال في المرتفعات الصخرية. وهناك ايضاً يوجد سرداب وكهف مرصود… ثم تنتهي الرحلة الى دير مار إليّا حيث يكتشف الراوي قصائد لأبي نواس خطها على الجدار كاهن كان يحب شعر النواسي. والشعر اصلاً لم يغب البتة عن الرواية ككل وغدا امتداداً لجوها وشخصياتها وليس فقط مجرد تزيين لوقائعها كما يحصل عادة في كتب الرواة. ومن الشعراء الذين تحضر قصائد لهم او مقطعات: يعقوب بن صابر، العباس بن الأحنف، أبو بكر الجراحي، ابو نواس، بدر شاكر السياب الذي يردد الراوي عنوان قصيدته الريادية «هل كان حباً؟»… ناهيك بقصيدة لويس اراغون «عينا إلسا»…

    رواية «سلاف بغداد» هي رواية بغداد التسعينات وبغداد الماضي وربما المستقبل الذي اضحى مجهولاً. والعبرة هي في كيفية كتابة هذا المستقبل الذي تنسحب عليه ملامح التسعينات المأسوية. ولعل السؤال الذي يطرحه الراوي او حمدي السماك حول العي الذي يعانيه في الكتابة هو سؤال جوهري سيظل يطرح وهو:»ألسنا جميعاً نعاني العي؟». ويضيف: ثمة عطب ما يطاول النفوس…».

  • الدورة الرابعة لجسور الإبداع تحتضن شعراء شبكة الحروف بأكادير-جنوب المغرب   / مراسلة يونس العلوي

    الدورة الرابعة لجسور الإبداع تحتضن شعراء شبكة الحروف بأكادير-جنوب المغرب / مراسلة يونس العلوي

    احتضنت دار الحي السلام بأكادير الدورة الرابعة لجسور الإبداع المنظمة من طرف جسور الإبداع ومنظمة بدائل للطفولة والشباب فرع اكادير-إداوتنان ذلك يومه السبت 21 يناير 2017 ابتداء من الساعة السادسة على شرف شعراء شبكة حروف المغرب. 
    وقد سبق لجسور الإبداع أن نظمت في السنة الماضية ثلاث دورات على شرف شعراء:
    مراكش وقافلة الحروف وشعراء تارودانت.
    وقد شارك في الأمسية الشعرية كل من الشعراء:
    مولاي الحسن الحسيني من تارودانت
    مصطفى الحومير من أكادير
    حنان جراري من البيضاء
    الحسن الكامح من أكادير
    آسيا الحياني من أكادير
    محمد لشياخ من تارودانت
    نادية القاسمي من أكادير
    محمد منير من آيت اورير
    زين العابدين الكنتاوي من بيوكرة
    مليكة بزيز من مراكش
    عبد الواحد اومهدي من تارودانت
    حميد الشمسدي من طانطان
    محمد بنزيان من طنجة
    الوصلات الموسيقية الفنان جمال الشافعي الذي اطرب الحاضرين بعزفه المتميز على آلة العود وأداء أغاني مارسيل خليفة وفيروز
    الأمسية من تقديم نادية اخرزان

     

     

    اDSC_4368 DSC_4383 (Copier) DSC_4384 DSC_4385 DSC_4558 DSC_4561 DSC_4569 DSC_4577 DSC_4573 DSC_4563 DSC_4567 DSC_4587 DSC_4584 (Copier) DSC_4581 DSC_4594 DSC_4591 DSC_4597DSC_4603 (Copier)

  • كتب الشاعر السوري ( أحمد ضحية ) – قصيدة بعنوان :  صَدٍ..  – لوَ انَّ قلوبَ الحِسانِ حِسانٌ    .. بلَغْنا منَ الوَجدِ  ما نرغبُ

    كتب الشاعر السوري ( أحمد ضحية ) – قصيدة بعنوان : صَدٍ.. – لوَ انَّ قلوبَ الحِسانِ حِسانٌ .. بلَغْنا منَ الوَجدِ ما نرغبُ

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
    صَدٍ.. أحمد ضحية*
    وقت الإضافة  / 19:01 – 2017/01/13    – السفير

    صَدٍ..

    أحمد ضحية*

    لوَ انَّ قلوبَ الحِسانِ حِسانٌ
    بلَغْنا منَ الوَجدِ  ما نرغبُ

    أيهفو إلينا نعيمُ  الحياةِ
    و نَغفَلُ عنه  ولا يعتبُ؟

    كأنّ فؤادي صَدٍ في سرابٍ
    ألا ليتَ شِعري متى يشربُ؟

    يُرتِّلُ أشجى لُحونِ الهوى
    إلى أن يُبَحَّ و لا يطربُ؟

    فهلْ رَغِبَ الحُسنُ عن سمعِه
    أيَغْرُبُ والشوقُ لا يغرب؟

    لِمن تَركَ العِشقَ بين الزُنودِ

    يَفورُ و يَغلي ولا ينضب؟

    ويغرقُ في الحِسِّ حتى يغيبَ

    عنِ العينِ والقلبُ لا يُحجبُ؟

    أنا الحبُ والشِعرُ مِلءُ القوافي
    يَجوبُ  البحورَ ولا يتعبُ

    فيا طِفلةَ القلبِ هل تذكُرينَ
    بأنّ رُضابَ اللَمى أعذبُ؟!.

    * كاتب سوري

  • كتاب ‘امرأة من كلمات’ إطلالة على عالم غادة السمان وشخصيتها بقلم :عذاب الركابي – مشاركة بقلم : أحمد فضل شبلول

    كتاب ‘امرأة من كلمات’ إطلالة على عالم غادة السمان وشخصيتها بقلم :عذاب الركابي – مشاركة بقلم : أحمد فضل شبلول

     

     

    غادة السمان: سأنشر كل الأوراق التي كُتبت كرسائل حب لي

    كتاب ‘امرأة من كلمات’ إطلالة على عالم غادة السمان وشخصيتها بقلم شاعر يغوص في بحار الأدب ويستخلص منها أجمل اللآلئ والمجوهرات.

    ميدل ايست أونلاين

    بقلم: أحمد فضل شبلول

    أقوم بتعرية الرياء العربي ولا يخيفني دفع الثمن

    هل هو كتاب تذكاري أو احتفالي عن الكاتبة المبدعة غادة السمان، أم كتاب نقدي عن أعمالها الشعرية والروائية والقصصية، أم شهادات بعض المبدعين والنقاد العرب عنها وعن إبداعها المتنوع والغزير، أم هو سيرة ذاتية عنها، أم حوار ثقافي طويل معها؟

    إن كتاب الشاعر والكاتب العراقي عذاب الركابي “غادة السمان .. امرأة من كلمات” الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، يشمل كل هذا، ومن هنا تأتي أهميته لقراء غادة السمان ومحبيها ونقادها والمتابعين لأعمالها.

    لقد وصف الركابي غادة السمان بأنها مخلوقة لغوية، كما وصفها بأنها مخلوق بياني، ويعترف في المقدمة أو التوطئة أن كتابه كتاب احتفائي رؤيوي شاركت الكاتبة السورية في تأليفه وصوغ فصوله في حوار ثقافي أدبي غير مسبوق.

    قُسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: القراءة النقدية، وشهادات في إبداع غادة السمان، وحوار معها، حيث تجيب عن الأسئلة المطروحة في الكتاب، فيظهر صوت مشاركتها في الكتاب، مثلما شارك عدد من الكتَّاب والأدباء والنقاد والمثقفين الذين تعاقبت كلماتهم وآراؤهم ورؤاهم التي قطفها عذاب الركابي من مؤلفاتهم ونثرها على صفحات الكتاب في جميع الفصول بلا استثناء، مثلما ينثر أوراق الورد في حفل عائلي بهيج، أمثال أروين أدمان، وهولدرين، وجلال الدين الرومي، ويواخيم سارتوريوس، وجورج هنري وغيرهم.

    أبحر عذاب الركابي في القسم الأول داخل ديوان غادة السمان “عاشقة في محبرة” مفتتحا رؤيته بعبارة هولدرين: “يبقى على الأرض .. ما يتركه الشعراء”، يتبعها عبارة جلال الدين الرومي: “واعلم أنك تساوي تماما ما ترتعد من أجله، ومن هنا فإن القلب العاشق يكون أوسع من العرش”، ثم يبدأ في قراءته للديوان فيرى أن “الشاعرة تعزف بالكلمات وهي تنتحر تارة، وتارة أخرى تلم أجزاء جسدها الناحل بابتهال كوني موجع، فتقرأها (أي القارئ) بشقاوة العواصف، ثم تخلد للراحة مطلقا فراشات بهجتك اللؤلؤية فتكون أصابعك قد استعادت ثمار فوضاها وجنونها الضروري، وقد هيأت عشب ذاكرتك لمطر هذه الإبجدية الموحية الجميلة”.

    نرى أن الكاتب يبدع نصا شعريا موازيا لنص غادة السمان، أو بتأثير من نصوص غادة السمان في هذا الديوان، الذي يعقبه ديوان “القلب العاري .. عاشقا” يتعامل معه الكاتب بنفس الرؤية الإبداعية الواعية، حيث يقول عن أحد نصوص الديوان: “اقرأُ، وأواصلُ القراءة، مستسلما لذبذبات الجذب والدهشة، ولكن هذه المرة على ورق طائع وحبر بنفسجي وحروف ودودة سلمية، لا تشاغب، وكلمات دافئة اتسعت بوقار لحزن الشاعرة”.

    وفي مجال الرواية التي أبدعتها غادة السمان يتوقف كاتبنا عذاب الركابي عند إحدى رواياتها المهمة هي “الرواية المستحيلة”، منهيا طرحه حول تلك الرواية بقوله: “الرواية المستحيلة ليست سيرة الذات الحنون الجريحة، بل هي الذات نفسها، وهي تكتب بكل ما في اللغة من سحر بلاغة، وكيمياء خيال، وعلى لحن ذاكرة تتجدد وعطر حنين لا ينفد”.

    أما عن رواية “يا دمشق وداعا .. فسيفساء التمرد” فيقول عنها الركابي: “بلغة لم تتخل عن عطر القصيدة جاءت رواية (يا دمشق وداعا) سفرا صادقا بليغا، خط بدمع الروح، وبفتافيت جسد مبعثر، يتجمع فقط على بساط الحرية والحب والحلم والكلمات”.

    ثم تأتي شهادات في إبداع غادة السمان (عاشقة الشعر والحرية) لعدد من الأدباء والكتّاب يأتي على رأسهم الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري الذي قال: “أنا معجب جدا بما تكتبه غادة السمان. قرأت لها فدهشت وافتخرت بنفسي، وبأن يكون للأمة العربية كاتبة مثل غادة السمان”.

    ثم تتوالى شهادات المبدعين العرب: “غادة السمان شجرة تتوهج” للعراقية وفاء عبدالرزاق، و”غادة السمان بين المكان والحرية” للمصري محمد عطية محمود، و”غادة السمان .. الطيران عاليا في سماء الحلم” للعراقية نوال الغانم، و”غادة السمان إبداع متواصل” لليبي محمد المسلاتي، و”غادة السمان مفاجأة شديدة الرهافة” للمصري شوقي بدر يوسف، و”غادة السمان .. الاسم الحركي للتمرد” لليبي جمعة الفاخري، و”غادة السمان مانيفستو الطلقة لكل شريف” للمصرية فاطمة ناعوت، و”غادة السمان وهذيان لغتها” للسوري إبراهيم محمود.

    ثم يأتي الحوار المطول مع غادة السمان لنلاحظ أن الأسئلة والأجوبة عبارة عن قطع أدبية وجمل بيانية وكلمات حريرية، ومن عناوين هذا الفصل أو هذا الحوار: غادة السمان مخلوق بياني، الكتابة هي الموت الذي يجعلنا أحياء، الكتابة حرفة المجانين السريين، أكتب لأنني أشتعل حياةً، العالم ضجر بدون علامات استفهام وتعجب، العالم مظلم وكئيب بدون شعر وشعراء، أنا معنية بالشحنة الإبداعية، لو قال “غاليلو” الأرض تدور شعرا لما حُكم بالإعدام، الأحلام أفلام شخصية، البداية هي شهوة إلى لحظة تواصل، الحرية هي كلمة السر في كل ما أخطه، إنني عاشقة للشعر، أطالع كل ما تطاله يدي، لكل كاتب بصمة خاصة، والكتابة كبصمة الإصبع مختلفة، أوكسجين الحرية غير متوافر في الفضاء العربي، ثمة نقاد نثق بكلماتهم لكنهم قلة، أهدي وردة بيضاء لكل من أحب سطوري. سأنشر كل الأوراق التي كتبت كرسائل حب لي، وذلك ردا على الضجة التي صاحبت صدور كتابها عن غسان كنفاني والتي واجهتها الكاتبة بأعصاب باردة، وتقول: “إن معظم الذين (قامت قيامتهم) لنشري الرسائل لم يدافعوا عن غسان بل عن ازدواجيتهم، وكانوا قد كتبوا لي رسائل مشابهة هي بحوزتي وشنوا عليّ (حربا وقائية) وبينهم من زعم الدفاع عن غسان وكان قد هاجمه شخصيا وسخر من كتبه خلال حياته”.

    وتعترف بقولها: “أنا أقوم بتعرية الرياء العربي ولا يخيفني دفع الثمن، لأن إعلان الحقيقة يعتبر اعتداء على (القبيلة)”.

    وفي هذا الحوار الثري تشعر الكاتبة بأنها واحدة من أيتام الحرية والعروبة والمشاعر القومية.

    إن الكتاب إطلالة على غادة السمان وعالمها وإبداعه وشخصيتها بقلم شاعر يغوص في بحار الأدب ويستخلص منها أجمل اللآلئ والمجوهرات.

     

    أحمد فضل شبلول

     

  • الفنان المصري الشاعر ( محمد إبراهيم أبوسنة )..الإنسان يواجه انقراض الذات .. – مشاركة : أحمد فضل شبلول

    الفنان المصري الشاعر ( محمد إبراهيم أبوسنة )..الإنسان يواجه انقراض الذات .. – مشاركة : أحمد فضل شبلول

     

    الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة: الإنسان يواجه انقراض الذات

    الشاعر المصري يرى أن تجربة أدونيس استنفدت أغراضها لأنها قادت موجة جديدة من موجات التجديد اصطدمت بحائط الشكل الزائف.

    ميدل ايست أونلاين

    بقلم: أحمد فضل شبلول

    أنتَ لا تستطيع الدخول إلى النارِ في لحظة الحلمِ

    “البحر موعدنا” واحد من أهم دواوين الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة، قسمه إلى ستة أقسام، القسم الأول: قصائد عامة، والقسم الثاني: ثلاث قصائد من وحي زيارته للولايات المتحدة الأميركية خريف 1980، والقسم الثالث: قصيدة رثاء في الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور. القسم الرابع: قصائد من وحي الأحداث الوطنية العربية قبل ظهور الديوان. القسم الخامس: قصائد من دفتر السنوات القديمة أو من أوراق الصبا في حدائق الشعر. أما القسم السادس والأخير فهو قصيدة “الرماد” المترجمة عن الشعر الأميركي المعاصر للشاعر فيليب ليفين.

    وفي حديث خاص مع الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة عقب ندوة أقيمت له في الإسكندرية حول ديوان “البحر موعدنا”، وحول الحركة الشعرية في الوطن العربي في الآونة الأخيرة، علق أبوسنة على ما ذهبنا إليه بشأن التقسيمات السابقة لديوانه، فقال:

    إن ديوان “البحر موعدنا” في الواقع يشكل – كما أشار بعض النقاد ومنهم د. عبدالقادر القط – مرحلة متطورة في تجربتي الشعرية، وفي الواقع فإنني في هذا الديوان الذي كتب على مدار سنوات تقترب من الخمس، لم أكن واعيا بدقة بعناصر هذا التطور إلا بعد أن اكتملت ملامحها في شكل ديوان، ذلك لأنني وأنا أكتب هذه القصائد إنما كنت أكتب عن إحساس متجدد بالتجربة الشعرية من حيث المضمون ومن حيث الشكل أيضا.

    إنني أتصور أنه لا يوجد مفهوم جامد للشعر. وكما قلت من قبل إنني لا أومن بالتعريف وإنما أومن بالتعرف، فالقصيدة، كل قصيدة تعبير عن مفهوم جديد وعن موقف جديد، وعن دهشة جديدة أمام الوجود.

    وهذا الديوان “البحر موعدنا” في الواقع، ربما انصهرت فيه العناصر الأساسية التي تناثرت في الدواوين السابقة، فحدث اقتراب شديد من القصيدة الدرامية، من البنية التركيبية في القصيدة الحديثة، محاولة البعد عن تصميم محكم بقدر ما هو نوع من الاستجابة التلقائية لطبيعة التجربة وأعماقها بالإضافة إلى أن هذه القصائد جاءت بعد فترة من التجربة الشعرية تعد طويلة إلى حد ما.

    أما فيما يتعلق بتقسيم الديوان إلى أقسام – كما أشرت من قبل – فإنني لا أتصور أن هذا كان واردا، لأنني لا أؤلف كتابا في موضوع معين، وإنما الذي يحدث هو أن الإنسان إنما يصدر في هذا الديوان عن تجارب ومواقف متعددة. وهذه القصائد جمعتها كما يجمع كل شاعر مرحلة زمنية معينة دون أن يعني أساسا بوحدة الموضوع، وإنما هناك هذا الحرص على أن تكون قصائد هذا الديوان في ديوان معين، خاصة وأنني أتصور أن هذه القصائد في مجموعها تشكل منهجا فنيا متجانسا إلى حد كبير.

    وعن قصيدة رثاء صلاح عبدالصبور فإنه – من وجهة نظري – لا يمكن اعتبارها أنها تعد قسما وحدها، لأن هذه قصيدة من القصائد، وإلا فإننا نستطيع أن نقول إن كل قصيدة هي قسم بمفرده، ما دامت مختلفة من ناحية التجربة ومن ناحية المضمون.

    ويرى الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة أن ديوانه “البحر موعدنا” رغم منهجه الفني الواحد، ورغم وحدة الموقف ووحدة الرؤيا التي يصدر عنها في معظم القصائد فإن القصائد متنوعة بشكل حقيقي من حيث التجربة، فلا توجد تجربة قريبة حتى من الأخرى، والذي ألح علي في هذا الديوان بشكل رئيسي هو هموم هذا الوطن بكل ما تحمله هذه الهموم من معاناة وأحزان وأحلام. الوطن أو صورة الوطن بتنوعاتها المختلفة تنعكس في تجارب هذا الديوان أو في معظمه. وإطلال الذات في هذا الديوان يعد إطلالا خافتا من خلال قصيدة أو قصيدتين، وإن كانت الذات في هذا الديوان قد اندمجت بالموضوع، بحيث إننا أصبحنا أمام نوع من وحدة الذات والموضوع في كل قصيدة.

    ويضيف أبوسنة قائلا: في الواقع يغلب على الديوان منهج الحوار مع النفس، هذا الحوار إنما يعبر عن مرحلة من مراحل التطور النفسي والفكري، ذلك لأن ديواني السابق “تأملات في المدن الحجرية” كان خروجا واضحا إلى الرؤية الموضوعية وإلى تصوير الحدث الخارجي تصويرا يشوبه الكثير من الإحساس بالغضب، والكثير من الإحساس بالمرارة.

    أما هذا الديوان “البحر موعدنا” فهو محاولة للوصول إلى صيغة شعرية البعض سماها البحث عن الحل الشعري لهذه الحياة اليومية.

    إن الإنسان وهو يرى أمامه اضطراب المعايير الفكرية والاجتماعية والسياسية في هذا الزمان المضطرب في طبعه، فإنه يلجأ في حالات كثيرة إلى نفسه يعرض عليها مشاهد من هذا الواقع الذي يرفضه ويشتهي أن يتغير وأن يتطور، أن يرى فيه شيئا أفضل مما هو واقع بالفعل، فالحوار هنا ليس بين الذات والذات، وإنما هو حوار مفعم بعناصر كثيرة، فربما صوت القلب والذي يظهر بوضوح هنا أقرب إلى صوت الضمير منه إلى صوت العاطفة الفردية أو العاطفة الصافية، إنه صوت الضمير الذي يحاكم الشاعر أحيانا ويحاكم العالم أحيانا أخرى.

    أما من حيث إدراح عدد من قصائد قديمة نسبيا في هذا الديوان فهو نوع من المحافظة على الذات، ذلك أنني كنت قد فقدت هذه القصائد، ووجودها في هذا الديوان إنما هو نوع من التسجيل الفني لجزء مما كتبته بالفعل.

    • وماذا عن قصيدة “الرماد” المترجمة من الشعر الأميركي؟ إنك ذكرت من قبل في ص 127 من كتابك “أصوات وأصداء” وفي الفصل الخاص بقضية الترجمة في الثقافة العربية، إنه أقدم بعض الشعراء على تقديم ترجمة من الأدب الغربي مثل خليل مطران الذي ترجم مسرحيات لشكسبير، ولكن هذه الاتجاه كان محدودا، حتى أحمد شوقي الذي عاش في باريس لم يقدم على تجربة واحدة للترجمة رغم اتساع ثقافته العربية والأجنبية، وآثر أن يكون تأثير الأدب الغربي على أعماله من خلال إبداعه هو لعدد من المسرحيات الشعرية.

    فهل نستطيع أن نقول إن الشاعر محمد إبراهيم ابوسنة عمد إلى الترجمة من الشعر الأميركي المعاصر في ديوانه “البحر موعدنا” حتى لا يضع نفسه في موضوع اتهام كالذي وجّهه هو لأحمد شوقي؟

    – في الواقع أن هذا ليس اتهاما على الإطلاق لأن الترجمة عمل اختياري، وهو عمل لا ينقص من قدر الشاعر إن لم يقم به ولا يزيده إن قام به أيضا. وهناك ترجمات كثيرة ولا أعتقد أنها أضافت شيئا لأصحابها مثل ترجمة إبراهيم ناجي لأشعار بودلير. وفي الواقع أحب أن أضيف أن أحمد شوقي قد تأثر بالأدب الفرنسي تأثرا واضحا خصوصا في كتاباته للأطفال، فقد تأثر بحكايات لافونتين.
    أما هذه القصيدة المترجمة “الرماد” والتي ترى أن وجودها في هذا الديوان يشكل أهمية ما، فإنني ومن خلال زيارتي للولايات المتحدة الأميركية قد أردت أن أعطي انطباعا عن هذه الرحلة تبين في قصائدي الثلاث عن الزيارة وهي القصائد “امرأة اسمها السعادة، أسافر في القلب، ورؤية نيويورك” وقد التقيت بالشاعر الأميركي فيليب ليفين، واستمتعت وقرأت شيئا من شعره في ديوانه “الرماد” وهو قد أصدر عددا من الدواوين الشعرية، ولكن أردت أن أعطى انطباعا شعريا عن الولايات المتحدة من خلال نماذج شعرائها المعاصرين والذي يعد في الواقع من الجيل المعاصر الحالي، فهو يمثل جيل فترة ما بين الأربعينيات والخمسينيات، وهو الجيل الذي شاهد حرب فيتنام، والذي تأثر بهذا الإحساس الخطير والذي كان له أثر كبير على الضمير الأميركي، فهذه القصيدة هي محاولة متواضعة للترجمة.

    وأنا أقول متواضعة لأنني لست متخصصا في الأدب الإنجليزي وإنما لا أتصور أنني قمت بشيء بالغ الأهمية في هذا الموضوع.

    • من خلال القصائد الثلاث السابقة التي كتبت من وحي الزيارة، وعلى وجه التحديد قصيدة “امرأة اسمها السعادة” قمت بعمل دراسة شعرية أثارت بعض الجدل والنقاش، حيث قلت إن المرأة التي اسمها السعادة ما هي إلا رمز للولايات المتحدة، وأن الشاعر في هذه القصيدة ما هو إلا رمز أيضا لبلد أو إقليم من أقاليم العالم الثالث، إلا أن الشاعر عبدالمنعم كامل رأى أن الشاعر يقصد بامرأة اسمها السعادة، الرؤية الشعرية بصفة عامة .. فما رأيك وأنت صاحب القصيدة في هذا الجدل الشعري أو النقدي الذي أثارته قصيدتك؟

    – في الواقع أنني لا أميل إلى تبسيط الرموز الفنية وترجمتها مباشرة إلى حقائق أو أفكار ذلك أن العمل يشيع فيه أوصال وعناصر التجربة الشعرية ككل بحيث يصعب فصله أو ترجمته.

    وفي الواقع أن هذه القصيدة “امرأة اسمها السعادة” كتبت في الولايات المتحدة، ومن وحي الرحلة، ولكن كما نقول ما هي العلاقة بين التجربة الشعرية وبين التجربة الواقعية؛ التجربة الواقعية تشبه البذرة، أما التجربة الفنية أو الشعرية فهي تشبه الشجرة. ومن حيث الشكل والحجم والتكوين فرق كبير بين البذرة والشجرة.

    هذه القصيدة “امرأة اسمها السعادة” تعبر عن رؤيتي فعلا لفكرة السعادة في الحياة، هذه الفكرة مؤداها أنه بدون الشجاعة، وبدون خوض الحياة اقتحاما وجرأة واقتناصا فإنك لن تظفر بشيء على الإطلاق. وهذا موجود في بعض قصائدي الأخرى، مثلا قصيدة “أصوات” الموجودة في الديوان نفسه ص 27 والتي يحاور فيها الشاعر نفسه بإنه قادر على أن يأخذ موقفا، أو يقدر على المجازفة:

    قال لي:

    إن روحك ضائعة .. أنتَ

    لا تستطيع الدخول إلى النارِ

    في لحظة الحلمِ

    لا تستطيع الحوارَ مع الرعدِ

    لا تستطيع السكوت ولا النطق

    تبقى هنالك في جنة الوهم

    تسقى الأساطيرَ ماءَ الغمام الذي لا يجئ

    قلتُ: بادر بقتلي

    فإني رأيت النبؤاتِ تسعى

    بسيف المكيدة نحوي

    رأيتُ المسافاتِ تحملني

    من نهار الربيع إلى الليل

    تحت جناح الشتاء الطويل

    ومات زماني الجميل

    وما عاد لي أن أقول

    الذي لم أقله

    وكانت أمامي النجومُ مزغردة

    وكانت أمامي الفصول

    أيضا في قصيدة “تحولات قلب” ص 31 والتي يحدث فيها الشاعر نفسه، فيقول:

    إيها القبر الذي ضم المطر

    وبقايا الأنجم الأولى من العمر القصير

    وحطاما من أغانٍ ونسور

    صرت قبرا مثل آلاف القبور

    تزحف الآن إلى باطن أرض لا تدور

    لست قلبا أيها اليأس الصغير

    صرت قبرا مثل آلاف القبور

    هذه القصيدة “امرأة اسمها السعادة” في الواقع تعبير عن السعادة التي تنال بالاقتحام وبالشجاعة، وليست ترجمة مباشرة لرموز معينة، وإنما هي تطور لفكرة قديمة في شعري خرجت في ظروف هذه الرحلة بمعنى أن هذه الرحلة أنضجت هذه الفكرة، أما عن أن الولايات المتحدة هي هذه المرأة فهذا لا أوافقك عليه.

    • ذكرتَ ضمن حديثك في الندوة عن الشعر العربي المعاصر أن الأدونيسية قد انحسرت، فهل من مزيد حول هذه القضية؟

    – الواقع أن حركة التجديد برمتها تعاني مأزقا حقيقيا، ذلك أن حركات التجديد في أي مرحلة من المراحل، إنما تعبر عن فيضان هذه المرحلة بالحيوية واستشرافها إلى التعبير عن واقع جديد، وكما ترى على صعيد الوطن العربي فإننا نعاني من تراجع هائل، تراجع على كل المستويات السياسية والاجتماعية والنفسية، فالعزلة طاحنة على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة، وحركات التجديد الآن هي محاولة للإبقاء على صورة التقدم دون أن تحرز تقدما حقيقيا. إن الشعر العربي موقفه، هو موقف الإنسان العربي الآن، محاصر، وما كانت مهمته الأساسية هي البحث عن أفضل الوسائل للمحافظة على الذات قبل التقدم للأمام. إننا نعاني من التراجع، وحركات التجديد لا تنفصل عن حركة الإنسان على الإطلاق.

    وفيما يتعلق بانحسار الحركة الأدونيسية، فليس ما أعنيه أن أدونيس قد كف عن الكتابة، وإنما ما أعنيه أن تأثير أدونيس الواسع بدأ يأخذ في الانحسار لسببين:

    السبب الأول: أن هذه العزلة الإقليمية والتمزق في الوطن العربي قد ضرب وحدة التجرية الشعرية في صميمها، وأصبح شعراء كل إقليم معتكفين على خصائصهم المحلية أكثر من طموحهم إلى التعبير عن وحدة الحركة الشعرية في العالم العربي، فإذا قرأنا القصائد القادمة من العراق – على سبيل المثال – والتي تنشرها مجلة “الأقلام” مثلا، نجد أن هذه القصائد في الواقع تعبر عن مرارة الحرب وعن قسوة الصراع في أسلوب لا يطمح إلى التجديد بقدر ما يطمح إلى التعبير عن جوهر التجربة.

    الذي يعني الشاعر في المقام الأول الآن هو الإمساك بجوهر التجربة الإنسانية في الوطن العربي، وليس الاهتمام بجوهر التقدم من الناحية الفنية، لأن هذا التقدم من الناحية الفنية يتطلب مدا ثقافيا هائلا واتصالا وثيقا بالآداب الأجنبية وفيضانا في الروح القومية ونوعا من النصر القومي، ولكن – وكما أقول – نحن الآن في مرحلة مريرة إلى أقصى الحدود، وهذه المرحلة تلقي على الشاعر مسئولية أيضا، ولكن لها آثارها السلبية على تجربية الفنية.
    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تجربة أدونيس ربما كانت قد استنفدت أغراضها، لأنها تجربة فيما وصفته أنا “محاولة تجريبية لدمج عناصر التجربة الشعرية العربية بعناصر التجربة الشعرية العالمية”، وهذه المحاولة قد تجاوزت آفاقها بحيث ظهر لدينا نوع من المحاكاة العمياء لنماذج من الأدب الغربي دون أن يكون هناك في الواقع الذي نعبر عنه من الدواعي ما يتطلب هذه المغامرات الشكلية.

    أقول إن تجربة أدونيس استنفدت أغراضها لأنها قادت موجة جديدة من موجات التجديد اصطدمت بحائط الشكل الزائف، أي وصلت في نهاية الأمر عند عدد كبير من الشعراء الجدد إلى ما أسميه بالشكل الزائف للتجربة الشعرية، وهو الشكل الهلامي الذي لا يعبر عن نضج موضوعي ولا يعبر عن تمكن من الأدوات الشعرية تمكنا حقيقيا، بالإضافة إلى أن الواقع العربي الآن يفرض على الشاعر الالتفات إلى المشاكل الكثيرة التي تحاصره وعلى رأسها مشكلة الأمية الثقافية وانصراف الجمهور عن القراءة وأزمة الحصار النفسي التي نعانيها بشكل حاد أمام ضراوة الحرب، وما أحدثه ذلك من تصدع نفسي حقيقي في الوجدان العربي خلال هذه المرحلة.

    إن هذه الأشياء لا تمر مرورا عابرا في وجدان الأمة ولا تمر مرورا سطحيا في أعماق الشاعر وروحه. إننا يا سيدي نحاول التماسك، وهذه بطولة أن نحاول التماسك لأن أبعاد الخطر الذي يحيط بنا هائل ورهيب وقد لا نكون على وعي كامل بأبعاده.

    إننا في مواجهة واقع يحمل كل عناصر المكيدة، لا بالنسبة لتطورنا القومي والاجتماعي والسياسي فقط، وإنما لتكويننا الحضاري أيضا. إننا في الواقع مشغولون بقضايا الآن فيما يتعلق بالشعر والأدب، تتعلق بجوهر بقاء الروح العربية حية وقائمة، أما حركات التجديد فربما لها سيكون لها مستقبل إذا تجاوزنا هذه المحنة التي نحن فيها.

    • هذا يقودنا إلى الحديث عن مستقبل الشعر، فهناك بعض المبدعين وبعض النقاد يقولون إن المستقبل ليس للشعر وليس حتى للقصة أو الرواية، وإنما المستقبل للأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية، فما وجهة نظرك في هذه المقولة المطروحة؟

    – الواقع أن الحكم على المستقبل ببساطة شديدة نوع يمكن أن يكون صحيحا في مجال اكشافات البترول أو في التنمية الاقتصادية أو التنمية الاجتماعية، وفي تصورٍ لإشكال الأنماط الاقتصادية في المجتمع طبقا لما تحدده العقول الإلكترونية وحسابات الكمبيوتر، أما في يتعلق بالإبداع فإن القضية أساسا ترتبط بحاجة الإنسان إلى هذا الفن أو ذاك، ونحن لا نعرف احتياجات الإنسان في المستقبل، فربما انقرضت هذه الأشكال الدرامية، وعاد الشعر هو المعبر الوحيد عن وجدان الإنسان، ذلك لأننا كما نرى حتى في الأمم المتقدمة فإنه لم يعد هناك الوقت الكافي لمتابعة حتى برامج الإذاعة والتلفزيون بشكل حقيقي.

    وفي رأيي، وفي تصوري، أن الشعر هو جزء من كل نفس مرهفة، وهذا حقيقي بمعنى أن كل نفس تحمل قدرا من الشعر في أعماقها، وهذا القدر يؤكد إنسانية الإنسان أو ينفيها.

    أقول إذا كان الشعر جزءا من كل نفس إنسانية، فقد عرفت الإنسانية الشعر حيث لم يكن لها أبجدية وحيث لم تكن تعرف القراءة أو الكتابة، ومع ذلك كانت تغني أغاني العمل وأغاني الحرب وأغاني الحب، فهل يرجى لهذا الإنسان الذي يدعي أنه يتقدم أن يتخلص من إنسانيته بالتخلص من الشعر. هذا شيء مستحيل.

    الشعر من حيث الشكل هو أقرب الأشكال العصرية لطبيعة الزمن العصري، لأن الزمن العصري، زمن ضيق ومحدود رغم كثافة هذه الاكتشافات الهائلة التي قيل عنها إنها توفر الوقت، ولكنها في الوقت نفسه ابتلعته ابتلاعا شديدا لأن وسائل الاتصال تخلق كثافة من الحركة وليست توفر هذه الحركة، فحينما يكون لديك هاتف أو سيارة، فأنت تتحرك أسرع مما لو يكن لديك هذا الهاتف أو تلك السيارة، وأنت تتصور أن الهاتف سيوفر لك وقتا أو السيارة، ولكن الحقيقة هي العكس لأن الهاتف والسيارة سيجلبان لك مزيدا من الحركة في العالم وبهذا سيأكلان الوقت المتبقي.

    أنا أقول إن الإنسان يواجه انقراض هذه الذات في زحمة العمل، وفي زحمة الطموح والتنافس ودوامة الحياة العصرية، ولا شاطئ ولا منجاة له إلا بالخلو أحيانا إلى نفسه فيراها في قصيدة شعر. وطالما ظل الإنسان يحمل هذا اللقب أو هذا الاسم فسيظل الشعر كامنا في أعماقه ينتظر لحظة الظهور يشبع فيها حقيقته الأساسية.

     

    أحمد فضل شبلول